مشروع تفسير القرآن الكريم بلغة الإشارة للصم
الإدارة العامة - عمان - 2011-02-26
انطلاقاً من أهداف الجمعية يأتي هذا المشروع كأول عمل من نوعه في العالم، إذ لم يسبق لأي جهة أو مؤسسة تقديم ترجمة كاملة لمعاني القرآن الكريم بلغة الإشارة للصم، ويتميز هذا المشروع بأنه يقدم خدمة تعليمية ودعوية وتثقيفية لشريحة واسعة من ذوي الاحتياجات الخاصة.
وقد أخذت الجمعية على عاتقها خدمة فئة الصم والبكم التي ظلت منسية طوال سنين كثيرة خلت، وقد بدأت الجمعية بالتعاون مع كبرى الشركات المتخصصة في هذا المجال على مستوى العالم وهي شركة الأفق العالمية للصم بترجمة معاني القرآن الكريم كاملاً بلغة الإشارة الخاصة بالصم والبكم، وبفضل الله تعالى، فرغت اللجنة المكلفة من إعداد مادة التفسير، والانتهاء من التصوير المطلوب، وقد استغرق هذا العمل نحو خمس سنوات.
التفاسير:
لقد تمت ترجمة معاني القرآن بلغة الإشارة، واستندت اللجنة في إعداد هذه المادة إلى مجموعة من أشهر كتب التفسير مثل تفسير ابن كثير، وتفسير المنتخب الذي أنتجه الأزهر في مصر من قبل عدد من علماء التفسير، والتفسير الميسر من إعداد لجنة من علماء السعودية، وتفسير بيان معاني مفردات الكتاب العزيز، وتفسير الطبري، والنسفي، وتفاسير أخرى.
طريقة الرجوع إلى هذه التفاسير:
لا يخفى على كل متابع لعلم التفسير ومطلع على كتبه أن تسعين بالمئة من هذه التفاسير تشترك في الغالب بتقديم نفس المعنى ولكن بطريقة عرض مختلفة، ولقد كنا ننظر في تفسير الكلمة أو الآية من كل كتاب تفسير على حدة، ثم نستخرج أبسط الطرق والأكثر اتفاقاً وإجماعاً على معنى معين، وكذا أفضل الطرق لتوصيل نفس المعنى للأصم، بعيداً عن الاختلافات الفرعية والمحسنات اللفظية والبديعية.
كيف كنا نتعامل مع المتشابه من القرآن الكريم؟
الأستاذ حسين العورتاني
كما يعلم مترجمو لغة الإشارة للصم أنه يمكنهم كتابة أي كلمة بحروف هجائية خاصة بالصم، والأصم في هذه الحالة يمكنه قراءة النص كما هو دون تدخل منا في التفسير، فمثلاً قوله تعالى: { ثُمَّ اسْتَوَى عَلَى الْعَرْشِ }، هنا يقوم المترجم بكتابة الآية كما هي بلغة الإشارة بحركة اليدين والأصابع، والأصم يفهم أننا نكتب له {ثُمَّ اسْتَوَى عَلَى الْعَرْشِ } دون أن نتدخل بتفسيرها؛ بعيداً عن الخلافات، وهكذا فعلنا مع كل المتشابهات.
المترجم الرئيسي للغة الإشارة:
هو مترجم لغة الإشارة المعتمد لدى التلفزيون الأردني الأستاذ حسين تركي العورتاني، لديه خبرة (25) عاماً في لغة الإشارة.
وبالطبع فإن المترجم لم يكن ليتدخل في تقديم أي معنى من اجتهاده بل كان يتقيد تماماً بترجمة التفسير الذي سمعه من لجنة عرض التفسير حيث يُشرح له التفسير كلمة كلمة بل وحرفاً حرفاً، ثم يشرح له أسباب النزول ومناسبة الآية، وقد يستغرق ذلك ساعة كاملة أحياناً لشرح آية واحدة من الآيات قبل الشروع بالتصوير، وعند التصوير نقول له: ترجم كذا وكذا، ثم في أثناء المونتاج للفيديو والصوت نقوم بالتأليف بين صوت المقرئ وبين تفسير الآية بلغة الإشارة المصورة مما يعطي فكرة للأصم أن مترجم لغة الإشارة كأنه يترجم فوريّاً للآية، والحقيقة أنه ليس هناك شرح فوري ولكن هناك عمل مُضنٍ ومدقق مرات عدة.
مراحل التدقيق:
المرحلة الأولى: يتم العمل على مطابقة تفسير القرآن الكريم بلغة الإشارة مع المصحف المقروء من خلال لجنة الإشراف التي تستمع إلى الترجمة عن طريق جهاز آلي يترجم التفسير بلغة الإشارة.
المرحلة الثانية: نستدعي فيها مترجمي لغة الإشارة الآخرين من أصحاب الخبرات العالية، ويحضر أيضاً عدد من الصم الخبراء في هذا المجال، نعرض عليهم الصورة دون صوت ونسمع منهم ما فهموه ثم نطابق ما يقولون مع العمل المنجز.
المرحلة الثالثة: المونتاج، يتم التنسيق بين الآية المسموعة وبين شرح مترجم لغة الإشارة، من حيث التناسق بين ما يترجمه المترجم بلغة الإشارة وموقع ومعنى الآية المسموعة والمكتوبة على الشاشة.
المرحلة الرابعة: تقديم هذا العمل إلى وزارة الأوقاف والشؤون والمقدسات الإسلامية في الأردن بغية تدقيقه واعتماد توزيعه على عالم الصم والبكم؛ حيث تم تشكيل لجنة خاصة مكونة من ثلاثة مدققين خبراء بلغة الصم بإشراف مفتي المملكة الأردنية الهاشمية، وبعد تدقيق استغرق نحو ثلاثة أشهر؛ أجازت لنا الوزارة هذا العمل وباركت لنا هذا الإنجاز.
الكلفة التقديرية لتفسير القرآن كاملاً بلغة الصم:
استغرق العمل بهذا المشروع نحو خمس سنوات، حتى تم إنجازه وإخراجه بطريقة تمكّن الصم من فهم معاني الآيات القرآنية والتفاعل معها. ولأن تصوير المترجم في أثناء قيامه بترجمة معاني النص القرآني يأخذ مساحة واسعة على الأقراص فقد خرجت النسخة الأولى في ستين قرصاً (DVD)، حيث تبلغ كلفة القرص الواحد (3) دولارات أمريكية، وهذا يعني أن كلفة النسخة الكاملة من التفسير المترجم بلغة الإشارة للصم هي 3 × 60 = 180 دولاراً أمريكياً.
وتسعى الجمعية إلى أن يكون الحصول على نسخة كاملة مجانية في متناول كل أصم، في الأردن وفي العالم الإسلامي، مع استعداد الجمعية للتعاون مع أي مؤسسة أو هيئة أو جمعية خارج الأردن لتبني توزيعه في أي بلد في العالم، ونحن نطمح - بمساندة من مؤسسات حقوق الإنسان والمؤسسات الخيرية والخيرين - لدعم هذا المشروع الذي يخدم هذه الفئة من ذوي الاحتياجات الخاصة.
المشرفون على المشروع:
تم إنجاز هذا العمل بإشراف مجموعة من العلماء والمتخصصين منهم:
- الدكتور حسن أحمد أبو نار / أستاذ التفسير وعلوم القرآن، ورئيس قسم الدراسات الشرق أوسطية.
- الدكتور أحمد محمد مفلح القضاة / أستاذ التفسير وعلوم القرآن في كلية الدراسات الإسلامية والعربية بدبي.
- الأستاذ أحمد سليم العايد / باحث متخصص في الدراسات الإسلامية، والمدير التنفيذي للمشروع.
- الأستاذ حسين العورتاني / مترجم لغة الإشارة في التلفزيون الأردني، والمعتمد لدى المحاكم الأردنية.