جزاكم الله خيراً جميعاً على تعقيباتكم وفوائدكم .
أما سؤال أخي العزيز أبي مالك العوضي عن ألفية الحافظ العراقي (ت806هـ) رحمه الله في غريب القرآن فهي نظم لكتاب أبي حيان الغرناطي رحمه الله (تحفة الأريب بما في القرآن من الغريب) ، وهو نظم قيم لجلالة ناظمه رحمه الله وخبرته في النظم التعليمي .
وقد رتبه على الترتيب الألفبائي كما صنع العزيزي السجستاني في (نزهة القلوب) وصنع بعده من دار حول كتابه ، وحاول تجاوز صعوبة ترتيبه كما صنع أبو حيان وغيره . وقد حاول العراقي إصلاح الخلل في ترتيب أبي حيان أيضاً فراعى الحرف الأول والثاني والثالث في الكلمة أثناء ترتيبه للمفردات الغريبة في ألفيته . وقد بين منهجه في أول ألفيته فقال رحمه الله :
[poem=font="Traditional Arabic,7,black,bold,normal" bkcolor="transparent" bkimage="" border="none,4,gray" type=2 line=0 align=center use=ex num="0,black"]
الحمدُ للهِ أَتَمَّ الحمدِ = على أيادٍ عَظُمَتْ عَنْ عَدِّ
وبعدُ فالعبدُ نوى أنْ يَنْظُما = غَريبَ ألفاظِ القرآنِ عَظُما
جَمْعُ أبي حيانَ وهو رَتَّبَه =ترتيبَ أحرفِ الهِجا ورَتَّبَهْ
لكنَّهُ ما اعتبرَ الثَّوانيا =وما أَتى من الحروفِ تاليا
فاخترتُ ترتيباً على الحُروفِ = الثانيْ والثالثِ في التأليفِ
وربَّما زدتُ لحاجةٍ دَعَتْ = مُمَيِّزاً بقلتُ غالباً أَتَتْ
وأذكرُ الحرفَ بنصِّ المُنْزَلِ= وربَّما أَشَرْتُ إِنْ لم يَسْهُلِ
وإِنَّما أذكرُ منهُ كَلِمَهْ = عندَ أصولِها كذاكَ التَزِمهْ
توراةٌ التراثُ قَرْنٌ واتَّسَقْ= مُتَّكأٌ لا شِيَةَ السِّتُّ اتَّفَقْ
وُقُوعُها في الواوِ ، قولُهُ هَلُمّْ =في اللامِ لاتباعِهمْ أَصلَ الكَلِمْ
وأَرْتَجِي النفعَ به في عاجلِ =وآجلٍ واللهُ ذُخْرُ الآمِلِ[/poem]
فهو قد أشار إلى أنه نظم كتاب أبي حيان (تُحفةُ الأريب) إلا أنه راعى في ترتيبه الألفبائي الحرف الثاني والثالث وهكذا ، وهذا ما لم يفعله أبو حيان في كتابه ، وقد أضاف العراقي بعض المفردات التي لم يذكرها أبو حيان وبيَّن معانيها ، ويُميّزُ زياداته بعبارة (قلتُ) غالباً كما قال إذا ساعفه النظمُ وإِلا يُغفلُ ذلك ويكتفي بفطنةِ القارئ الذي يعرفُ الأصلَ المنظومَ والزيادةَ عليه ، وأخذَ ذلك من مفردات الراغب الأصفهاني وغيره والله أعلم.
وهناك منظومة أطول منها للديريني في غريب القرآن ، ومنظومة لابن المنير وهما مطبوعتان وقد سبق الحديث عنهما في الملتقى من قبل .
في 21/7/1428هـ