طلب استفسار في مفهوم عبارة

إنضم
30 يوليو 2011
المشاركات
8
مستوى التفاعل
0
النقاط
1
[FONT=&quot]السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.[/FONT]
[FONT=&quot]جزى الله إخواني في ملتقى التفسير[/FONT]
[FONT=&quot]قال الإمام الرازي رحمه اللهفي تفسير قوله عز وجل: ([/FONT][FONT=&quot]لاَّ تَجِدُ قَوْماً يُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الاٌّ خِر[/FONT][FONT=&quot]ِ[/FONT][FONT=&quot]) الآية: «[/FONT][FONT=&quot]المودة المحظورة [/FONT][FONT=&quot]هي إرادة منافسه ديناً ودنيا[/FONT][FONT=&quot] مع كونه كافراً فأما ما سوى ذلك فلا حظر فيه[/FONT][FONT=&quot]»[/FONT]​
[FONT=&quot]هذه العبارة لم أفهم معناها فلو تفضلتم إخواني في بيان معناها.[/FONT]
[FONT=&quot]جزاكم الله خيراً.[/FONT]
 
لعله أراد بـ"منافسه" أي خصمه، وهو الكافر، وهو أن يريده ويتولاه في الأمور الدينية والدنيوية، وهذا هو المنافي للإيمان، أما مجرد الإحسان إليهم في الأمور الدنيوية من الحسن العشرة والمخالطة فليس من المحظور في شيء.

ولعله اختار التعبير بـ"المنافس" أخذا مما ورد أن هذه الآية نَزَلَتْ فِي أَبِي عُبَيْدَةَ بْنِ الْجَرَّاحِ قَتَلَ أَبَاهُ عَبْدَ اللَّه بْنَ الْجَرَّاحِ يَوْمَ أُحُدٍ، وَعُمَرَ بْنِ الْخَطَّابِ قَتَلَ خَالَهُ الْعَاصَ بْنَ هِشَامِ بْنِ الْمُغِيرَةِ يَوْمَ بَدْرٍ، وَأَبِي بَكْرٍ دَعَا ابْنَهُ يَوْمَ بَدْرٍ إِلَى الْبِرَازِ، فَقَالَ النَّبِيُّ عَلَيْهِ الصَّلَاةُ وَالسَّلَامُ: «مَتِّعْنَا بِنَفْسِكَ» وَمُصْعَبِ بْنِ عُمَيْرٍ قَتَلَ أَخَاهُ عُبَيْدَ بْنَ عمير، وعلي بن أبي طالب وَعُبَيْدَةَ قَتَلُوا عُتْبَةَ وَشَيْبَةَ وَالْوَلِيدَ بْنَ عُتْبَةَ يَوْمَ بَدْرٍ.
فالتعبير جاء مناسبا لحال الغزو، والله أعلم.
 
السلام عليكم و رحمة الله تعالى و بركاته
لعل مراد الإمام الرازي بقوله:" «المودة المحظورة هي إرادة منافسه ديناً ودنيا مع كونه كافراً فأما ما سوى ذلك فلا حظر فيه»: المحبة الدينية و الدنيوية، بأن يحب الكافر الذي تجمعه به قرابة أبوة أو بنوة أو غير ذلك، أن يحبه المحبة الدنيوية كمحبة الولد لوالده مع المحبة الدينية، فهذا هو المحظور و الممنوع، أما أن يحبه المحبة الدنيوية مع بغضه لكفره، فهذا لا شيء فيه، لأنه كما هو معلوم قد تجتمع المحبة و البغض في نفس الشخص، فيحب الإنسان مثلا أباه الكافر لكونه أباه من جانب مع بغضه من جانب آخر لكفره.
قال تعالى:" لَا يَنْهَاكُمُ اللَّهُ عَنِ الَّذِينَ لَمْ يُقَاتِلُوكُمْ فِي الدِّينِ وَلَمْ يُخْرِجُوكُمْ مِنْ دِيَارِكُمْ أَنْ تَبَرُّوهُمْ وَتُقْسِطُوا إِلَيْهِمْ إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْمُقْسِطِينَ (8)، ذكر الإمام الطبري بسنده أنه نزلت في أسماء بنت أبي بكر، وكانت لها أمّ فى الجاهلية يقال لها قّتَيلة ابنة عبد العُزّى، فأتتها بهدايا وصناب وأقط وسَمْن، فقالت: لا اقبل لك هدية، ولا تدخلي عليّ حتى يأذن رسول الله صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّم فذكرت ذلك عائشة لرسول الله صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّم، فأنزل الله( لا يَنْهَاكُمُ اللَّهُ عَنِ الَّذِينَ لَمْ يُقَاتِلُوكُمْ فِي الدِّينِ ) ... إلى قوله:( الْمُقْسِطِينَ ) .
لكن ذهب بعض أهل العلم إلى أن القصة و إن ثبتت لكن في كونها سبب لنزول الآية ضعف. -ينظر الصحيح المسند للشيخ مقبل رحمه الله تعالى-.
و في صحيح البخاري:"حدثنا عبيد بن إسماعيل حدثنا أبو أسامة عن هشام عن أبيه عن أسماء بنت أبي بكر رضي الله عنهما قالت قدمت علي أمي وهي مشركة في عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم فاستفتيت رسول الله صلى الله عليه وسلم قلت وهي راغبة أفأصل أمي قال نعم صلي أمك".
يقول العلامة السعدي رحمه الله تعالى في تفسيره:"{ لا يَنْهَاكُمُ اللَّهُ عَنِ الَّذِينَ لَمْ يُقَاتِلُوكُمْ فِي الدِّينِ وَلَمْ يُخْرِجُوكُمْ مِنْ دِيَارِكُمْ أَنْ تَبَرُّوهُمْ وَتُقْسِطُوا إِلَيْهِمْ إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْمُقْسِطِينَ } [ ص 857 ] أي: لا ينهاكم الله عن البر والصلة، والمكافأة بالمعروف، والقسط للمشركين، من أقاربكم وغيرهم، حيث كانوا بحال لم ينتصبوا لقتالكم في الدين والإخراج من دياركم، فليس عليكم جناح أن تصلوهم، فإن صلتهم في هذه الحالة، لا محذور فيها ولا مفسدة ، كما قال تعالى عن الأبوين المشركين إذا كان ولدهما مسلما: { وَإِنْ جَاهَدَاكَ عَلى أَنْ تُشْرِكَ بِي مَا لَيْسَ لَكَ بِهِ عِلْمٌ فَلا تُطِعْهُمَا وَصَاحِبْهُمَا فِي الدُّنْيَا مَعْرُوفًا }
[وقوله:] { إِنَّمَا يَنْهَاكُمُ اللَّهُ عَنِ الَّذِينَ قَاتَلُوكُمْ فِي الدِّينِ } أي: لأجل دينكم، عداوة لدين الله ولمن قام به، { وَأَخْرَجُوكُمْ مِنْ دِيَارِكُمْ وَظَاهَرُوا } أي: عاونوا غيرهم { عَلَى إِخْرَاجِكُمْ } نهاكم الله { أَنْ تَوَلَّوْهُمْ } بالمودة والنصرة، بالقول والفعل، وأما بركم وإحسانكم، الذي ليس بتول للمشركين، فلم ينهكم الله عنه، بل ذلك داخل في عموم الأمر بالإحسان إلى الأقارب وغيرهم من الآدميين، وغيرهم.".
هذا و الله أعلم و أحكم.
 
عودة
أعلى