طبقات الغلاف الجوي في القرآن الكريم

ماجد تيم

New member
إنضم
31/08/2013
المشاركات
166
مستوى التفاعل
2
النقاط
18
الإقامة
عمان
attachment.php
 
الأستاذ ماجد
السلام عليكم ورحمة الله

إذا افترضنا صحة تفسير "السموات السبع" بـ (طبقات الغلاف الجوي السبع)،
فإنه طبقاً لقول الله تعالى "فَقَضَاهُنَّ سَبْعَ سَمَاوَاتٍ فِي يَوْمَيْنِ وَأَوْحَى فِي كُلِّ سَمَاءٍ أَمْرَهَا وَزَيَّنَّا السَّمَاءَ الدُّنْيَا بِمَصَابِيحَ وَحِفْظًا ذَلِكَ تَقْدِيرُ الْعَزِيزِ الْعَلِيمِ"(فُصَّلت:12)، فإن أدنى السموات السبع؛ أي الأدنى منهن لنا، أي الأولى، قد زينها ربنا تبارك وتعالى بـ"مصابيح".
فهل تجد أن الطبقة الأولى من الغلاف الجوي؛ المسماة بـ (التروبوسفير) - والتي لا يزيد سَمْكُها عن 20 كيلومتر- مُزينة بشيء يمكن أن يتحمل اسم "مَصَابِيح"؟!

فإن قلت: هي الشهب،
قلنا: الشهب لـ "الحفظ" ممن يتجرأ من الشياطين على إلقاء السمع إلى السماء مثلما قالوا "وَأَنَّا كُنَّا نَقْعُدُ مِنْهَا مَقَاعِدَ لِلسَّمْعِ فَمَنْ يَسْتَمِعِ الْآنَ يَجِدْ لَهُ شِهَابًا رَصَدًا"(الجن:9)، وليست الشهب مصابيح تتزين بها السماء (الدنيا).
وإذا بحثنا عن موطن هذه الشهب، ومن أين تأتي، لعلمنا علماً موثقاً أن مصدرها الرئيسي هو حزام الكويكبات. ويقع هذا الحزام في مدار منتشر بين مداري كوكب المريخ وكوكب المشترى. أي: فوق الغلاف الجوي الأرضي بجملته. أي أن الشهب تنطلق من هذا الحزام فوق طبقات الغلاف الجوي السبع التي ذكرتها أنت ورجحت أنها هي السموات السبع. فهل يستقيم أن تنطلق الشهب التي تحفظ السماء من الشياطين من وراء السماء السابعة (آخر طبقة في الغلاف الجوي بحسب كلامك)، والله تعالى يقول أنها في السماء الدنيا؟! .. لا .. لا يستقيم. .. فلا بد إذاً وأن يكون موطنها الذي تنطلق منه واقع في السماء الدنيا أيضاً. وعليه تكون المجموعة الشمسية بجملتها مغمورة في السماء الدنيا.

وإذا أردت أن ترى حزام الكويكبات الذي تنطلق منه الشهب، والمكتشف بالرصد في الفترة (1980-2012م) - حيث تم رصد أكثر من 580 ألف كويكب عبر 32 سنة متصلة، وتم تسجيلها وما يستجد في قاعدة بيانات شاملة، يتعين فيها موقع كل كويكب، وفلكه الذي يسبح فيه أو يخرج عنه - فطالع الفيلمين اللذين يحملان الأرقام (شكل (8، 9)) في الرابط الآتي:
القرآن والعلم : الفصل (أ20) – محمد الصادق عرجون - كتاب: براءة التفسير والإعجاز العلمي في القرآن من الشكوك عليه

والخلاصة - أخي العزيز ماجد - أن مدى 20 كيلومتر فوق سطح الأرض، والذي يمثل سَمك الطبقة الأولى من الغلاف الجوي لا يمكن أن يحمل لا مصابيح ولا مصادر الشهب التي تحفظ السماء الدنيا، وبناءاً عليه، عليك أن تستبعد هذا التفسير الذي يقول بأن السموات السبع هي طبقات الغلاف الجوي.
 
استاذ عز الدين.
السلام عليكم
ما فهمته من مقالة الاخ ماجد انه يرى أن طبقات الغلاف الجويّ هي قوله "ومن الارض مثلهنّ".
 
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته

أخي عز الدين أخي عبد الكريم


ما قصدته أن السماوات السبع ليست هي نفس طبقات الغلاف الجوي السبع فهناك سبع سماوات وهناك أيضا سبع طبقات مثلها في الغلاف الجوي كما أشار أخي الأمين الهلالي

جزاكم الله خيرا
 
في الواقع أني قرأت قبل عدة سنوات كتاباً يدافع صاحبه بحرارة عن أن السموات السبع هي طبقات الغلاف الجوي، ويحاول التدليل على ذلك بحجج ضعيفة. فتداخل ما علق بذهني من كلامه مع ما قرأت من صدر هذه الموضوع. ثم أن مقترح أن تكون طبقات الغلاف الجوي هي المقصودة من قول الله تعالى " وَمِنَ الْأَرْضِ مِثْلَهُنَّ " يجمع بين الجدة والغرابة. فلفظ الأرض يحمل الصفات المادية من جسوء واستقرار، وهو أمر بعيد جداً عن طبائع الغلاف الجوي الذي هو نفسه - من حيث اللغة - سماء للأرض يظللها. لذلك فإن مقترح أن تكون طبقات الغلاف الجوي سموات فوق الأرض، يُعد أقرب إلى الطبائع من أن تكون هيئة سماوية شكلية لبعض الأرض.

وإن كنت قد فندت في مداخلتي السابقة أن تكون طبقات الغلاف الجوي هي السموات السبع، فسيكون أقرب من ذلك تفنيد أن تكون هي المقصودة من قول الله تعالى " وَمِنَ الْأَرْضِ مِثْلَهُنَّ ". وسبيلي في ذلك يجيء على النحو الآتي:

1- أن التقسيم السُّباعي للغلاف الجوي ليس تقسيماً سباعياً نوعياً ضرورياً في ذات الطبقات، بل هو أقرب إلى المواضعة التصنيفية بغرض قابليتها للدراسة. وذلك مثل تصنيف العلوم، فقد تجدها في زمن متقدم ثلاثة أنواع، وتجدها في زمننا هذا عشرات الأنواع. وكذلك الغلاف الجوي. وإليك مثلاً تصنيفاً خماسياً للغلاف الجوي تبعاً لدرجة الحرارة:

  • Exosphere: 700 to 10,000 km
  • Thermosphere: 80 to 700 km
  • Mesosphere: 50 to 80 km
  • Stratosphere: 12 to 50 km
  • Troposphere: 0 to 12 km
وما أدرجته أنت – أخ ماجد – بإسم tropopause فهو ليس طبقة ذات سَمْك مثل باقي الطبقات، بل هو حاجز علوي لطبقة الـ Troposphere. وكذلك (stratopause) ليس إلا حاجز علوي لطبقة Stratosphere. لاحظ اسم (pause) في كليهما. ومن ثم تؤول الطبقات السبع التي أدرجتها أنت إلى خمس فقط.

وإذا تناولنا صفات فيزيائية أخرى غير درجة الحرارة، فسنجد أنه لزاما علينا أن نُضيف طبقات أخرى، مثل:
· The ozone layer
· The ionosphere
· The homosphere
· The planetary boundary layer

فأين هي إذاً الطبقات السبع الضرورية التي يتركب منها الغلاف الجوي؟!

- وما يقال عن الغلاف الجوي في شأن الطبقات السبع، يقال أيضاً على جرم الأرض، وتقسيمها إلى سبع طبقات تحت أقدامنا، وهو ما ذهب إليه الدكتور زغلول النجار في تفسيره للأراضين السبع. ولنفس السبب يُعد مقرحه هذا ضعيفا. فالعدد سبعة لطبقات الأرض أو الغلاف الجوي غير ضروري إلا من حيث التبسيط الدراسي، وليس الضرورة الطبيعة.

2 - أما من حيث كروية الشكل، فطبقات الغلاف الجوي ليست كروية أيضاً بالضرورة، ومثال ذلك أن الطبقة الرئيسية Troposphere الأقرب للأرض، يتراوح سَمكها بين 20 كم في منطقة خط الاستواء، وتهبط إلى 7 كم في المناطق القطبية. أي أنها بيضاوية الشكل ellipsoid. كما أن طبقة الأيوينوسفير ionosphere تتداخل مع طبقة الثيرموسفير Thermosphere، و يتمددان نهاراً بفعل حرارة الشمس حتى يصلا إلى ارتفاع 1000 كم، بخلاف الليل حيث يهبطا إلى قريب من 500 كم.

- أما أوجه الشبه التي ذكرتها – أخ ماجد – بين السموات السبع وطبقات الغلاف الجوي في رقم 4 و 5 - في صدر مداخلتك - فلا يمكن الاعتماد عليها لأن أحد الطرفين (السموات السبع) مجهول تماماً، وذلك فيما سميته أنت (مركزها) و (أن الجاذبية المركزية سبب تماسكها). ولا أدري كيف نستدل على مشابهة مع معلومات مجهولة!

- هذا ما يحضرني الآن، ومع كامل احترامي لمجهودك أستاذ ماجد، إلا أني أراه لا يصمد أمام التحقيق العلمي.
 
في هذا المجال ، كل تحقيق علمي بالكلام المجرد هو نوع من الدردشة .
والمنهج الصحيح هو : أن نأخذ النظرية العلمية كما هي ، ونفهم بها الآيات القرآنية . وإلا وقع المحلل في المحظور الذي أرشرنا إليه سابقا ، والذي على قياس الأرض ثابتة لا تتحرك .
يقول الشاعر : لا تنه عن خلق وتأتي مثله ...... عار عليك إذا فعلت عظيم
 
لو أن
كل تحقيق علمي بالكلام المجرد هو نوع من الدردشة
لكانت كل العلوم الإسلامية، فقهية وأصولية وتفسير و و .. إلخ .. دردشة!

أما القول بأن:
المنهج الصحيح هو : أن نأخذ النظرية العلمية كما هي ، ونفهم بها الآيات القرآنية

فأتساءل: نظرية من؟!
إن أي نظرية هي في النهاية كلام، يستند - بدرجة ما، قريبة أو بعيدة، صحيحة أو خاطئة الاستدلال - إلى وقائع تجريبية.

فالمنهج الصحيح يكون إذاً بالاستناد إلى الوقائع التجريبية ذاتها، وقرائن الأحوال، لا إلى النظريات، وإلا كنا مقلدين لمن وضع هذه النظريات. وإن فعلنا فسنكون كالذي يخرج من تقليد إلى تقليد! ..

أما المقصود بـ "التحقيق العلمي" عندي فهو:
[البنية الاستدلالية البرهانية، الصامدة أمام النقد الصحيح، والمستندة إلى معلومات مستقلة عن الآراء؛ مصدرية في (القرآن والسنة)، وتجريبية في (الطبيعيات)]

هذا والله تعالى أعلم.
 
التحقيق العلمي يختلف حسب مجال التخصص في العلم . والعلوم تختلف : العلوم الشرعية ، العلوم الإنسانية ، العلوم التجريبية ...
والتحقيق العلمي بالكلام المجرد في العلوم التطبيقية هو الذي أعنيه ، وهو نوع من الدردشة لا غير ، لماذا ؟
إذا أردنا أن نحقق في العلوم التطبيقية ، علينا أن نسلك المنهجية العلمية في ذلك : نمتلك الآليات التطبيقية والتكنولوجية في التحقيق ، ندخل المختبرات لدراسة العينات ، نخرج إلى الميدان بالآليات ، ونجري الاختبارات ونسجل المعلومات ثم ندرسها ونخرج بالاستنتاجات . وأخيرا نبني عليها النظريات أو نهدم بها نظريات . وهذا ما أعنيه بالتحقيق العلمي .
 
الفاضل عز الدين
أريد أن أقترح عليك منهجا نسير عليه في هذه الدراسة .
نأخذ آخر النظريات كما هي ونفهم بها الآية 12 من سورة الطلاق .
وقد تقول لي : النظرية متغيرة والقرآن ثابت لا يتغير . وهذا صحيح .
لكن بالنسبة للتفسير العلمي جائز ؛ لأنه أصلا هو فهم للآيات بما توصل إليه العلم ، فإن كان حقا فحق ، فإن كان غير ذلك ففهمنا للآيات هو الذي عليه أن يتغير . وهذا من خصائص التفسيرالعلمي . وهو شيء طبيعي . وقد سلكه غيرنا من المفسرين السابقين كالرازي مثلا .
ويبقى نوعا من التفسير على كل حال .
أنتظر جوابك .
 
التحقيق العلمي الذي أوردته في مداخلة #7 قائم على أرصاد تجريبية. ومن شاء أن يطعن فيه، فليأت بأصدق منه أرصاداً، وأفضل منه استدلالاً.

وبشكل عام عن التحقيق العلمي، فإن فحواه واحد:
مصدر صادق، وتحليل ناضج
وأن ذلك سواء، في العلوم الشرعية وما شارفها، أو العلوم الطبيعية وما شاكلها.
 
القول الآتي مشكل:
التفسير العلمي .. هو فهم للآيات بما توصل إليه العلم
والسبب:
من الذي يقرر ما توصل إليه العلم؟!

- إن كان (هذا الذي يقرر) عالماً بيقينياته، مميزاً لها عن احتمالاته التنظيرية، آخذاً ما يأخذ بقيمته وقدْره، من يقين واحتمال، وسائقاً كلامه على طريقة الاستدلال البرهاني، الذي يعلم أهل العلم صدقة وقوته، فنعم.

- وإن كان مثقفاً عابثاً يلتقط من بساتين العلم كل ما ينبهر به، يجره إلى كتاب الله ليدعي أنه يفهمه به، ويذيعه على الناس، وهو أبعد طالبي العلم عن فهم ما يعلنه على الناس، فلا.

فهذا الأخير أجدر به أن يُزجر ويوبخ. ومثله مثل من قال ابن كثير في شأنه: [(من) تكلف ما لا علم له به، وسلك غير ما أُمر به، فلو أنه أصاب المعنى في نفس الأمر، لكان قد أخطأ لأنه لم يأت الأمر من بابه، كمن حكم بين الناس على جهل فهو في النار، وإن وافق حكمه الصواب في نفس الأمر، فلن يكون أخف جُرمًا ممن أخطأ]
 
المنهجية المقترحة :
فهم مصطلح (السماء)
تقرير عن أقوال المفسرين في الآية
عرض النظرية : النظرية الأولى / النظرية الثانية
تأمل وتدبر واستنتاج
 
أولا : دلالة مصطلح (السماء) في القرآن الكريم :
لقد أحَلْتُكُم سابقا على البحث الذي قام به الأستاذ الدكتور حسين يوسف راشد عمري ، والذي من خلاله توصل إلى أن مفردة (السماء) كمفهوم له عدة دلالات تختلف باختلاف أحوال الكلام في القرآن الكريم .
ومن دلالاتها : البناء – العلو – العلو المطلق – الغيم – مصدر الرزق من المطر والطاقة الشمسية وغير ذلك – الغيث – الطبقة الأولى من الغلاف الجوي للأرض – المجموعة الشمسية – الحيز الداخلي والقريب من البناء السماوي الأول – السماء بأكثر من معنى – السماء بكل معانيها .
ثانيا : تقرير عن أقوال المفسرين في الآية 12 من سورة الطلاق
نص الآية : { اللَّهُ الَّذِي خَلَقَ سَبْعَ سَمَاوَاتٍ وَمِنَ الْأَرْضِ مِثْلَهُنَّ يَتَنَزَّلُ الْأَمْرُ بَيْنَهُنَّ لِتَعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ عَلَىٰ كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ وَأَنَّ اللَّهَ قَدْ أَحَاطَ بِكُلِّ شَيْءٍ عِلْمًا }[الطلاق:12]
يقول سيد طنطاوي في تفسيره : " والمثلية تصدق بالاشتراك في بعض الأوصاف ، فقال الجمهور : هي هنا في كونها سبعا وكونها طباقا بعضها فوق بعض ، بين كل أرض وأرض مسافة كما بين السماء والأرض ، وفى كل أرض سكان من خلق الله ، لا يعلم حقيقتهم أحد إلا الله - تعالى - .
وقيل : المثلية في الخلق لا في العدد ولا في غيره ، فهي أرض واحدة مخلوقة كالسموات السبع .
ورد هذا القيل بأنه قد صح من رواية البخاري وغيره ، قوله - صلى الله عليه وسلم - : « اللهم رب السموات السبع وما أظللن ، ورب الأرضين السبع وما أقللن . . » .
والذي نراه أن كون المثلية في العد ، هو المعول عليه ، لورود الأحاديث الصحيحة التي صرحت بأن الأرضين سبع ، فعلينا أن نؤمن بذلك ، وأن نرد كيفية تكوينها ، وهيئاتها ، وأبعادها ، ومساحاتها ، وخصائصها . . . إلى علم الله - تعالى - .
وقوله : { يَتَنَزَّلُ الأمر بَيْنَهُنَّ } أي : يجري أمر الله - تعالى - وقضاؤه وقدره بينهن ، وينفذ حكمه فيهن ، فالمراد بالأمر : قضاؤه وقدره ووحيه .
واللام في قوله - تعالى - : { لتعلموا أَنَّ الله على كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ وَأَنَّ الله قَدْ أَحَاطَ بِكُلِّ شَيْءٍ عِلْماً } متعلقة بقوله { خَلَقَ } . . أي : خلق - سبحانه - سبع سماوات ومن الأرض مثلهن ، وأخبركم بذلك ، لتعلموا علما تاما أن الله - تعالى - على كل شيء قدير ، وأن علمه - تعالى - قد أحاط بكل شيء سواء أكان هذا الشيء جليلا أم حقيرا ، صغيرا أم كبيرا . "
ثالثا : عرض النظرية :
النظرية الأولى : يقول عنها خليل معلمي : " الكل يعلم اليوم أن للأرض غلافا جويا يمتد إلى حوالي 50000 كلم عن سطح الأرض يتألف من عدة طبقات جوية تختلف الواحدة عن الأخرى باختلاف دورها ، سمكها ، ضغطها ، حرارتها والغازات المكونة لها ... وقد جزء بعض العلماء المختصون الغلاف الجوي إلى سبع طبقات "
النظرية الثانية : يقول عنها عبد الدائم الكحيل : " طبقات الأرض السبعة تختلف اختلافاً جذرياً من حيث تركيبها وكثافتها ودرجة حرارتها ونوع المادة فيها. ولذلك لا يمكن أبداً أن نعتبر أن الكرة الأرضية طبقة واحدة كما كان الاعتقاد سائداً في الماضي. وهنا نجد أن فكرة الطبقات الأرضية هي فكرة حديثة نسبياً . "

يتبع ...
 
يقول تعالى : { اللَّهُ الَّذِي خَلَقَ سَبْعَ سَمَاوَاتٍ وَمِنَ الْأَرْضِ مِثْلَهُنَّ يَتَنَزَّلُ الْأَمْرُ بَيْنَهُنَّ لِتَعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ عَلَىٰ كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ وَأَنَّ اللَّهَ قَدْ أَحَاطَ بِكُلِّ شَيْءٍ عِلْمًا }[الطلاق:12]
استنتاج :
المقطع الأول : { اللَّهُ الَّذِي خَلَقَ سَبْعَ سَمَاوَاتٍ وَمِنَ الْأَرْضِ مِثْلَهُنَّ } . الله خلق سبع سماوات التي هي السماوات التي تحيط بالأرض وليست السماوات العلى . فهذه السماوات التي خلقها الله هي سبع في العدد والطبقات ، كما أن الأرض خلقها الله مثل السماوات في العدد والطبقات . فيكون المعنى حسب هذا التصور : الله خلق سماوات الأرض سبع طبقات وخلق من الأرض سبع طبقات كذلك .
وبهذا التصور أيضا يكون خلق السماوات والأرض على شكل : الأرض بطبقاتها السبع وحولها السماء بطبقاتها السبع .
المقطع الثاني : { يَتَنَزَّلُ الْأَمْرُ بَيْنَهُنَّ} " أي : يجري أمر الله - تعالى - وقضاؤه وقدره بينهن ، وينفذ حكمه فيهن ، فالمراد بالأمر : قضاؤه وقدره ووحيه ."
المقطع الثالث : {لِتَعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ عَلَىٰ كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ وَأَنَّ اللَّهَ قَدْ أَحَاطَ بِكُلِّ شَيْءٍ عِلْمًا} . " متعلقة بقوله { خَلَقَ } . . أي : خلق - سبحانه - سبع سماوات ومن الأرض مثلهن ، وأخبركم بذلك ، لتعلموا علما تاما أن الله - تعالى - على كل شيء قدير ، وأن علمه - تعالى - قد أحاط بكل شيء سواء أكان هذا الشيء جليلا أم حقيرا ، صغيرا أم كبيرا . "
والفعل (أحاط) له دلالة عجيبة في تصور هذه الآية : فكما أن هذه الطبقات يحيط بعضها ببعض ، انطلاقا من السماوات المحيطة إلى نواة الأرض ، فالله سبحانه وتعالى قد أحاط بكل شيء علما .
وبهذا يتبين من هذه الآية قدرة الله على خلق كل شيء وعلمه الواسع والشامل لكل جزئيات الكون .

والله أعلم وأحكم
 
عودة
أعلى