ضوابط الإقراء عبر المقارئ الإلكترونية

إنضم
17/10/2010
المشاركات
170
مستوى التفاعل
0
النقاط
16
الإقامة
الرياض
بسم1​
تمهيد :
الحمد لله وحده ، والصلاة والسلام على من لانبي بعده ،
أما بعد :
فمن نعم الله تعالى الكثيرة على المسلمين اليوم إمكان القراءة عبر شبكة الانترنت ، وهو من التقنيات النافعة في تعليم القرآن الكريم بصورة صحيحة لطوائف عديدة من محبي القرآن الكريم ، إذ يتيح الفرصة لحفظ القرآن ا لكريم وتجويده وتعلم الروايات والقراءات وخاصة النساء وربات البيوت ، إذ يمكنهنّ من الاستفادة من المقارئ والمدارس الالكترونية على شبكة الانترنت دون الحاجة إلى الخروج من بيوتهن .
وهو يوفر كثيراً من الوقت والجهد والمال ، وربما يستطيع القارئ أو القارئة الوصول إلى الشيوخ المتقنين في مناطق بعيدة ممن قد لا يتسنى له لقياهم إلا بمشقة بالغة ، وتكاليف باهظة .
وقد أقر المجلس العلمي بالهيئة العالمية لتحفيظ القرآن الكريم ضوابط إقراء القرآن عبر المقارئ الالكترونية على شبكة الانترنت ، وذلك في اجتماعه المنعفد في جدة بتاريخ : 12/ربيع الاخر/1432 هـ ، الموافق : 17/مارس/2011 ، ورأيت أن أضيف بعض مرئياتي حول الموضوع سائلا الله تعالى التوفيق والسداد .
ذكر البيان أموراً يحسن الإشارة إليها:
أولاً : شروط إقراء القرآن الكريم التي يجب على المقرئ الاتصاف بها :
وهي الإخلاص ، التلقي من أفواه المشايخ المتقنين المسندين ، الأمانة ، أن يكون عارفاً بأحكام التجويد والوقف والابتداء ، الضبط التام للحفظ والأداء ، خلوه من أسباب الفسق ومسقطات المروءة .
قلت : ولعلنا نعرض في بحث لاحق – إن شاء الله - ما يلزم المقرئ بتفصيل أكبر .
ثانياً : شروط يجب توافرها في المتعلم الدارس في المقرأة الالكترونية :
المعرفة الجيدة باستخدام الحاسب الآلي ، كثرة تكرار ماسمعه من المعلم على الوجه الصحيح ، وحبذا لو يقوم المتعلم بتسجيل تعديلات أستاذه له .
· قلت : وينبغي أولا أن نفرق بين مقام التعلم والتصحيح ، ومقام قراءة الإجازة ، وعلى ذلك فالشروط السابقة إضافة إلى ما يتعلق بضوابط بيئة الاتصال – أدناه - كافية إذا كان المقام للتصحيح والتعليم المجرد .
ثم ذكر البيان : ضوابط إقراء القرآن الكريم عبر المقارئ الالكترونية
ثالثاً : ضوابط بيئة الإقراء (وسيلة الاتصال) :
1- أن يكون الصوت على درجة عالية من الوضوح بحيث يسمع الشيخ صفات الحروف ويميز بينها .
2- تطابق وتزامن نطق الحروف والكلمات وشكل الشفتين قراءة ووقفاً .
3- أن تكون سرعة الاتصال بشبكة الانترنت عالية .
4- عندما يتغير الصوت أو ينقطع بسبب وسيلة نقل الصوت فعلى الشيخ أن يطلب من الدارس إعادة المقطع مرة أخرى .
تنبيه : ذكر البيان أمورا أخرى تتعلق ببيئة الاقراء ، إلا أنني رأيت أن الأنسب إيرادها مع ضوابط الإجازه أدناه .
ضوابط الإقراء لنيل الإجازة القرآنية :
ضوابط الإقراء برواية واحدة (وفقاً للبيان المذكور) :
· يشترط حصول المعلم على إجازة قرآنية بالرواية التي يقرئها ، ثم التأكد من حفظ الطالب للقرآن وحفظه لمنظومة الجزرية أو مايعادلها .
· حصر الملاحظات التي لم يستطع الطالب تمييزها ، ثم تحديد موعد مباشر بين الطرفين لتصحيح جميع الملاحظات .
· ومن الشروط الهامة : بقاء جزء على الأقل من القرآن الكريم يقرؤه الطالب مباشرة باللقيا بين المعلم والمتعلم ؛ ليعيد المتعلم أمام الشيخ في هذا اللقاء بعض الأوجه الأدائية التي فيها من الدقائق مايحتاج إلى ضبط أكثر ، كتسهيل الهمزات ، والروم ، والإشمام ... والتأكد من أداء بعض الصفات كالهمس والصفير ... إلخ .
قلت : إن الحصول على الإجازة شرف عظيم ومنزلة سامية إذ يتصل سند صاحبها بالنبي صلى الله عليه وسلم ، بل إنه - على الصحيح - يصل سنده إلى رب العزة منزل الكتاب سبحانه وتعالى . ولكن على طالب الإجازة القرآنية أن يحرص أولا وقبل كل شيء على الإتقان التام حتى يتحمل هده الأمانة بحقها ، ليؤديها كما تلقاها .
وهناك أمور أخرى أراها ضرورية للإقراء عبر الشبكة بقصد الحصول على الإجازة القرآنية للقراءات المفردة ، وبعضها ذكر في البيان ولكنه يحتاج إلى زيادة توضيح :
1- اجتياز اختبار مبدئي في الحفظ قبل البدء للتأكد من أن القارئ أو القارئة يقرأ من حفظه ، ويكون ذلك بطريقة مناسبة ، كأن يختبر عبر الشبكة من مواضع غير مرتبة أو بتوكيل الشيخ المقرئ لمن يختبر الطالب .
2- إجراء اختبارات كل عشرة أجزاء للحفظ من الشيخ المقرئ أو من يوكله للتأكد من استمرار ضبط الحفظ للطالب / الطالبة .
3- تعهد القارئ / القارئة بأن تكون القراءة طوال الوقت عن ظهر قلب ولا يسمح بفتح المصحف إلا بطلب من الشيخ المقرئ للتنبيه على وقف أو رسم كلمة مثلا .
4- وينبغي أن يكون الطالب مزكى في دينه وأمانته وعلمه من قبل أحد المشايخ الموثوقين لدى المقرئ .
5- يجب إجراء اختبار في كامل القرآن في نهاية الختمة ، ويكون مباشراً إن أمكن أو بتوكيل من يراه الشيخ لإجراء الاختبار .
6- أن يقرأ الطالب على الشيخ ختمة كاملة متقنة من حفظه .
7- أن يتأكد الشيخ (المجيز) أن هذا الدارس هو نفسه الذي أكمل معه الختمة في مجالسها المختلفة ، وذلك في حالات عدم وجود رؤية مباشرة بين الطرفين .
8- أن يكون متقنا للتلاوة إتقانًا تامًّا بحيث يتلافى جميع الملاحظات والتنبيهات التي وجهت إليه .
9- دراسة كتاب في الوقف والابتداء مثل معالم الاهتداء للحُصَري .
10- دراسة شرح متوسط للجزرية أو مايعادلها .
11- ينبغي حفظ منظومة للرواية التي يقرؤها الطالب ، وقد طبع مؤخراً الكثير من منظومات الروايات والقراءات المفردة .
ضوابط الإقراء بالإجازة بالقراءات السبع أو بالعشر (طبقاً للبيان) :
يشترط حصول الشيخ على إجازة بالقراءات السبع أو العشر بسند متصل ويكون الطالب حاصلا على إجازة لرواية واحدة على الأقل ، وكذلك حفظه لمنظومة الشاطبية والدرة بالنسبة للقراءات المتممة للعشر ، ويراعى كذلك قراءة جزء على الأقل مباشرة باللقيا بين المعلم والمتعلم ، ويتم إعادة بعض الأوجه الأدائية الدقيقة في هذا اللقاء .
قلت : أما قراء السبع فلا بد أولا من إتقان كل ماسبق ذكره في ضوابط القراءة برواية واحدة .
- يلزم تسميع أصول الشاطبية وفرش سورة البقرة على الأقل مع الفهم وحسن الاستدلال قبل البدء بجمع القراءات .
- ويشترط لمن يقرأ بالجمع توافر القدرة الذهنية التي يتمكن بها من الجمع .
- ويشترط كذلك التدرب على القراءات المفردة تدريبا كافيا أولا قبل الشروع في الجمع .
- أن يكون محفوظه من المتون متقدما على ما يقرأ به .
- وقراء العشر يزاد عليهم تسميع الدرة وفهمها والاستشهاد بها .
- ولا بد في نهاية الختمة من إعادة تسميع المتون في مجلس واحد أو ثلاثة مجالس على الأكثر قبل الإجازة بلقاء مباشر أو بتوكيل الشيخ المقرئ لمن يقوم بهذه المهمة ممن يوثق بعلمهم ودينهم وأمانتهم .
- وفي كل الحالات على المقرئ أن ينص في الأجازة على طريقة التحمل بأنها كانت عبر الهاتف أو الانترنت .
- ولا بد للمقرئ في جميع الأحوال أن يتأكد من ضبط القارئ / القارئة للحفظ والأداء والرواية والمتون قبل إجازته لأن هذه أمانة يسأل عنها أمام الله تعالى .

ضوابط إقراء النساء (حسبما ورد في البيان) :
يفضل القراءة على أستاذات متقنات ، وفي حالة الاضطرار لقراءة الطالبة على شيخ يكتفي بالصوت ويشترط موافقة ولي الأمر ، وقبل ذلك كله مراقبة الله وعدم الخروج مطلقاً عن التلاوة أو ما يتعلق بها من أحكام إلى أحاديث جانبية أخرى .
قلت : والأولى سد هذا الباب –أي إقراء الرجال للنساء- حتى عبر الشبكة ، لأن فيه خيراً كثيراً ، وفتنة عظيمة أيضاً ، ، ولا ينبغي أن يلجأ إليه إلا عند عدم المتقنات في بيئة القارئة ، مع الالتزام التام بالضوابط الشرعية .
أما إقراء الرجال للنساء مباشرة فالفتنة فيه أعظم إلا لمن حفظه الله ، وعلى القارئة - إن عدمت الأستاذات المتقنات في محيطها وبيئتها - أن تتخير المقرئ صاحب الديانة والصيانة والإتقان ، وحبذا لو كان فوق الخمسين ، ولابد من وجود المحرم ، ووجود ساتر بين المقرئ والقارئة. ولا أنصح بذلك للمقرئ إلا لمن يأنس من نفسه الحزم بحيث لا يفتح المجال لأي أحاديث أخرى غير القراءة وما يلزم له .
وفي النهاية : أهيب بإخواني المقرئين الفضلاء - وهم خيار كرام - أن لا يجيزوا أحدا إلا إن كان مستحقا تماما لذلك ، لأنها أمانة سنسأل عنها أمام الله تعالى ، وكونوا – إخواني - رفقاء بالطلاب ، حريصين عليهم ، مشجعين لهم ، ولكن لا تتساهلوا مطلقا في إعطاء الإجازة لهم .
وليست الإجازة مما يكافأ بالمال كما نص على ذلك أئمتنا ، فمن استحقها نالها ، ومن لم يستحقها لا يأخذها حتى لو دفع ملء الأرض ذهبا .
وخلاف العلماء في جواز أخذ الأجرة على تعليم القرآن معروف ومشهور ، ومن كان غنياً فليستعفف ، ومن كان فقيرا فليأكل بالمعروف ، لكن لاينبغي - على أي حال - أن يكون أخذ الأجرة على الوقت المخصص للإقراء مدعاة للتساهل في منح الإجازة ، أو وسيلة للتكثر ، ومن احتسب هذا التعليم فلا شك أنه أفضل وأزكى ، وما عند الله خير وأبقى .
ختاماً : ما كان فيما ذكرته من حق وصواب فمن الله تعالى ، وما كان من خطأ فمن نفسي والشيطان ، وسوف أكون شاكرا لمن يرشدني إليه ، إذ هو من النصيحة الواجبة لكتاب الله تعالى .
وفق الله الجميع لما يحب ويرضى .
والحمد لله أولا وآخرا ، وصلى الله وبارك على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم .
خادم القرآن وأهله /​
عدنان بن عبدالرحمن العُرْضي
شيخ مقرأة جامع الملك خالد بالرياض
00966504865312
 
جزاكم الله خيرا
يا لها من ضوابط لو نالت موافقة شيخنا الفاضل محمد الحسن بوصو - أطال الله تعالى في عمره بالثبات حتى الممات على نهج سيد المرسلين، في صحة وعافية - لأنه يرى أنه لا يجوز اطلاقا قراءة القرءان عبر هذه الوسائل.
 
لأنه يرى أنه لا يجوز اطلاقا قراءة القرءان عبر هذه الوسائل.
ولا على سبيل المدارسة أو المذاكرة أو التعليم والتصحيح ؟!
أم يمنع القراءة على سبيل التحمل والأداء فقط ؟
 
ولا على سبيل المدارسة أو المذاكرة أو التعليم والتصحيح ؟!
أم يمنع القراءة على سبيل التحمل والأداء فقط ؟
أخي الفاضل سننتظر الشيخ إن شاء الله لنعرف موقفه من المسألة.
وليس الشيخ محمد الحسن وحده هو من يرفض، بل معه بعض الأفاضل وفي مقدمتهم الشيخ الدمياطي أحمد نجاح حفظه الله.
 
أرفضه على سبيل التحمل والأداء للأسباب المذكورة في المشاركة الأولى نفسها التي كتبها الأستاذ الفاضل أحمد عاصم عامر ولغيرها مما لايسع المقام لذكره. ولا أصدق أن هناك ضرورة تدعو إلى التحمل عن طريق هذه الوسائل.
(01) انظر إلى قول المشاركة:
أحمد عاصم عامر قال:
5- يجب إجراء اختبار في كامل القرآن في نهاية الختمة ، ويكون مباشراً إن أمكن أو بتوكيل من يراه الشيخ لإجراء الاختبار .
إذا كان الإقراء عن طريق هذه الوسائل كافيا فما الداعي إلى المباشرة أو التوكيل للمباشرة.
(02) وإلى قوله:
أحمد عاصم عامر قال:
· ومن الشروط الهامة : بقاء جزء على الأقل من القرآن الكريم يقرؤه الطالب مباشرة باللقيا بين المعلم والمتعلم ؛ ليعيد المتعلم أمام الشيخ في هذا اللقاء بعض الأوجه الأدائية التي فيها من الدقائق مايحتاج إلى ضبط أكثر ، كتسهيل الهمزات ، والروم ، والإشمام ... والتأكد من أداء بعض الصفات كالهمس والصفير ... إلخ .
إذا كان لا يمكن ضمان صحة تحمل هذه "الدقائق" عن طريق هذه الوسائل فما الداعي إليها ؟
(03) وقوله:
أحمد عاصم عامر قال:
- وفي كل الحالات على المقرئ أن ينص في الأجازة على طريقة التحمل بأنها كانت عبر الهاتف أو الانترنت
لما ذا ؟
 
أحسن الله إليكم شيخنا المكرم ،
الفائدة منه والداعي إليه هو ما ذُكر في أول الموضوع : "إذ يتيح الفرصة لحفظ القرآن ا لكريم وتجويده وتعلم الروايات والقراءات وخاصة النساء وربات البيوت ، إذ يمكنهنّ من الاستفادة من المقارئ والمدارس الالكترونية على شبكة الانترنت دون الحاجة إلى الخروج من بيوتهن .
وهو يوفر كثيراً من الوقت والجهد والمال ، وربما يستطيع القارئ أو القارئة الوصول إلى الشيوخ المتقنين في مناطق بعيدة ممن قد لا يتسنى له لقياهم إلا بمشقة بالغة ، وتكاليف باهظة ."
قلتُ : وفيه تيسير على الطلاب ، بل وأحيانا على الشيخ ؛ فقد يضطر بعضهم أن يَخرج من بلده أو يُخرج منها إلى بلد آخر لا يجد فيه طلابا للعلم ، فبهذه الوسائل الحديثة لا يحرم الطلاب من علمه ولا يُمنع الشيخ من العطاء .
والأمر كله موازنة بين المصالح المرجوة والضرر الذي يمكن أن يترتب على استعمال هذه الوسائل للإقراء ، فقد يرى الشيخ محمد الحسن بوصو – حفظه الله – أن إثم هذه الطريقة أكبر من نفعها ، وقد يرى بعضهم العكس ، والأمر واسع ؛ فمن يرى استخدام هذه الوسائل في نشر الخير لا يلزم غيره باستخدامها .
ولكن بقي أن نتأمل في هذه المسألة : ما الفرق بين من يقرأ على شيخ عبر الهاتف أو الإنترنت ومن يقرأ على شيخ ضرير ؟
لا ينكر أحد على من يقرأ على مقرئ بصير بقلبه مع أنه لا يرى الطالب ، ألا ترون أن من يقرأ عبر النت بالصوت والصورة من باب أولى ؟

فما رأيكم ؟ دام فضلكم
 
جزاكم الله خيرا على بسط القول وتوضيح الرأي، ولننتبه منذ الآن أن الأسئلة الجوهرية لم يتم الرد عليها، ومجملها: ما دام لا بد من اللقيا والمشافهة فما فائدة هذه الوسائل ؟
ثم ننتقل إلى ما جاء في مشاركتكم الأخيرة من مبررات استعمال هذه الوسائل، وقد أحسنتم شرحها وتقريبها والتعليل لها، ولنبدأ بقولكم:
أحمد عاصم عامر قال:
"إذ يتيح الفرصة لحفظ القرآن ا لكريم وتجويده وتعلم الروايات والقراءات وخاصة النساء وربات البيوت ، إذ يمكنهنّ من الاستفادة من المقارئ والمدارس الالكترونية على شبكة الانترنت دون الحاجة إلى الخروج من بيوتهن .
فرص حفظ القرآن قبل وإبان وبعد هذه الوسائل متوفرة جدا، وأية فرصة أخرى توفره هذه الوسائل، بل إني أرى أنها تقلل من الفرص، كيف ؟ لأنها تتوقف على تغطية شبكة الإنترنت، وما هي بمتوفرة في كل مكان ولا كل زمان، ولا الأجهزة بالتي تطيعك متى وكيفما أردت، ولا المزود بمن يحفل بجاهزهيتك ولا بجاهزية الشيخ.
وللنساء المصطفيات الخيرات حصن من الخلق والبصيرة يؤهلهن لأخذ القرآن من الشيب والشباب والفحول من دون أن يمس ذلك من كرامتهن أو أن يجرهن إلى أحاديث "جانبية" كما ورد في النص الأول.
ونثني بقولكم:
أحمد عاصم عامر قال:
وهو يوفر كثيراً من الوقت والجهد والمال ، وربما يستطيع القارئ أو القارئة الوصول إلى الشيوخ المتقنين في مناطق بعيدة ممن قد لا يتسنى له لقياهم إلا بمشقة بالغة ، وتكاليف باهظة ."
كلمة "الشيخ المتقن" سكين ذو حدين، لآ شك أن "الشيخ المتقن" نشدة الكل، وقبلة أنظار الجميع، لكنه يستعمل أيضا لاحتكار الطلاب وحصرهم في بيئة معينة. ويجب التفطن لمثل هذه الحيل للتخلص من الإرهاب والقمع الذين لا يكاد يخلو منهما بيئة مشيخة. لا يوجد شيخ مضغوط، إن القول بالزحمة لدى الشيخ فلان مجرد دعاية لبقة.
ونثلث بقولكم:
أحمد عاصم عامر قال:
ولكن بقي أن نتأمل في هذه المسألة : ما الفرق بين من يقرأ على شيخ عبر الهاتف أو الإنترنت ومن يقرأ على شيخ ضرير ؟
لا ينكر أحد على من يقرأ على مقرئ بصير بقلبه مع أنه لا يرى الطالب ، ألا ترون أن من يقرأ عبر النت بالصوت والصورة من باب أولى ؟
الفرق أن البصير بقلبه لا يحتاج إلى "لقيا لضبط الدقائق" والهاتف والإنترنت يحتاجان إليها.
معذرة الشيخ أحمد: هل يجوز لمحمد الحسن بوصو من دكار- السنغال أن يصلي التراويح مؤتما بالشيخ السديس بمكة عبر التلفاز، يراه، ويسمع تكبيراته، ويرى حركاته، ويتابع قراءته الحلوة ؟
 
شيخي الفاضل محمد الحسن بوصو : القياس الأخير إن قلت انه قياس مع الفارق فقد أخطأت في الوصف (أتحدث عن نفسي) إذ لا مجال للقياس بين المسألتين ، ولن أناقش المسألة مع فضيلتك لأنني أرفض أن أختلف معك ، ولكن كما قلت سابقا : الأمر فيه خلاف وفيه سعة ، فلا ننكر على المخالف ، وكل يراعي ضميره ومبادئه ، فالتساهل والتهاون في الإقراء المباشر كوارثه قد تزيد أحيانا عن الإقراء عبر الهاتف أو الإنترنت ، وأخيرا : لا تغضب مني يا شيخي ، أخالفك الرأي مع كامل احترامي وتقديري لشخصكم الكريم .
 
جزاك الله كل خير ! كلامك صحيح، الآراء مختلفة، وهذا رأيي وقد بينته بكل وضوح.
بخصوص المثال الأخير فالمراد به أن الغاية لا تبرر الوسيلة، وليس مقابلة القراءة بالائتمام. فتحصيل ثواب مائة ألف صلاة لا يبرر لي الائتمام من موقعي بالسنغال بالإمام قبالة الكعبة.
 
ما دام لا بد من اللقيا والمشافهة فما فائدة هذه الوسائل ؟
لابد منها عند صاحب المقال الأصلي - وهو أحد مشايخي ، وقد نشرت الموضوع نيابة عنه وبناء على طلبه ، ووضعت اسمه في آخره - ، أما العبد الفقير فلا يرى الشروط التي أضافها الشيخ إن كان الاتصال جيدا والصوت والصورة واضحين ، وإن كانت الرحلة إلى المشايخ طلبا للعلم شرفا ، والالتقاء بهم فيه الخير والبركة ، ولكن لا أراه شرطا لصحة القراءة . والله أعلم
 
فرص حفظ القرآن قبل وإبان وبعد هذه الوسائل متوفرة جدا، وأية فرصة أخرى توفره هذه الوسائل، بل إني أرى أنها تقلل من الفرص، كيف ؟ لأنها تتوقف على تغطية شبكة الإنترنت، وما هي بمتوفرة في كل مكان ولا كل زمان، ولا الأجهزة بالتي تطيعك متى وكيفما أردت، ولا المزود بمن يحفل بجاهزهيتك ولا بجاهزية الشيخ.
أحترم وجهة نظركم ، واتفق معكم أن الوسائل بفضل الله متعددة ، وييسرها الله لمن شاء من عباده ، والموفق من وفقه الله ، وإن كنت أرى أيضا أن الوسائل الحديثة من ضمن هذه الوسائل التي سخرها الله لنا اليوم ، ولا تقلل من الفرص ، بل تزيد عليها إن كانت تغطية الشكبة جيدة ، والأجهزة متوفرة ، واتفق الشيخ والطالب على موعد يكون كل منهما على استعداد فيه . فلا مانع من الانتفاع بها نفع الله بكم .
 
وللنساء المصطفيات الخيرات حصن من الخلق والبصيرة يؤهلهن لأخذ القرآن من الشيب والشباب والفحول من دون أن يمس ذلك من كرامتهن أو أن يجرهن إلى أحاديث "جانبية" كما ورد في النص الأول.
أتفق معكم في هذه ، ولكن الشيخ صاحب هذا النص يميل إلى المنع سدا للذرائع ؛ فجزاه الله خيرا .
 
كلمة "الشيخ المتقن" سكين ذو حدين، لآ شك أن "الشيخ المتقن" نشدة الكل، وقبلة أنظار الجميع، لكنه يستعمل أيضا لاحتكار الطلاب وحصرهم في بيئة معينة. ويجب التفطن لمثل هذه الحيل للتخلص من الإرهاب والقمع الذين لا يكاد يخلو منهما بيئة مشيخة. لا يوجد شيخ مضغوط، إن القول بالزحمة لدى الشيخ فلان مجرد دعاية لبقة.
أتفق معكم كذلك في كل ما ذكرتم ، وخاصة أننا يجب أن نتخلص من التعصب للمشايخ أو الإرهاب والقمع - كما عبرتم عنه - الذي يمارس في بيئة أي مشيخة ؛ فهذا واقع .
أما أنه لا يوجد شيخ مشغول ، ولا لديه زحمة ، فلا أتفق مع فضيلتكم ؛ فبعض المشايخ - أعانهم الله وبارك في أوقاتهم وأعمارهم - فعلا مشغول ومضغوط ، تشفق عليه إن قضيت معه بعض الأيام .
 
الفرق أن البصير بقلبه لا يحتاج إلى "لقيا لضبط الدقائق" والهاتف والإنترنت يحتاجان إليها.
كما أسلفتُ ، لا أرى ما يمنع ضبط الدقائق عبر النت وكل من الشيخ الطالب يرى ويسمع الآخر بوضوح ، وإن لم يكن الصوت واضحا ، أو تعذر ضبط أي حرف أو كلمة فلينبه على ذلك في إجازته ، كما يمكن أن يُفعل في إجازة الألثغ ، فما لا يدرك كله لا يترك جله . والله أعلم
 
معذرة الشيخ أحمد: هل يجوز لمحمد الحسن بوصو من دكار- السنغال أن يصلي التراويح مؤتما بالشيخ السديس بمكة عبر التلفاز، يراه، ويسمع تكبيراته، ويرى حركاته، ويتابع قراءته الحلوة ؟
أضحك الله سنك يا شيخ محمد ، أذكر أني رأيت جدتي - رحمها الله - وأنا صغير فعلتها ببساطتها يوما ما لشوقها لصلاة التراويح في الحرم . رحمة الله على جميع موتانا وموتى المسلمين .
وقد فهمت مقصودكم من مشاركة سابقة أن الغاية لا تبرر الوسيلة ، وأنا معكم ، بل نريد الوسيلة النظيفة للغاية الشريفة ، وأرى القراءة عبر وسائل الاتصال الحديثة من هذه الوسائل . والله أعلم
 
وأخيرا وليس آخرا الخلاف في الرأي لا يفسد للود قضية ؛ فأنتم شيوخنا ، ورأيكم على رؤوسنا ، ونحبكم في الله ولله .
حفظكم الله ونفع بكم ونشر الخير على أيديكم ، ووفقنا وإياكم لما يحب ويرضى
 
خلاصة القول أن في الأمر خلافا حسبما تحقق منه الجميع، وفيه سعةٌ حسب وجهة نظر شذى الأترج.
أما أنا فلا أقرأ عبرها، ولا أقرئ بها، ولا أعد من أجيز بالقراءة عبرها من المجازين، ولا أشجع أحدا على القراءة عليه، ولا أثبت في سيرته انه مجاز. هذا طرف من الخلاف.
والطرف الآخر انه لا مانع من الاستفادة بهذه الوسائل، وعند توفر الوضوح والرؤية لا مانع من استعمالها وبالتالي الإجازة على القراءة بها.
أشكركم على حسن المحاورة وجميل الرعاية.
 
جزاكم الله خيراً شيخنا بوصو على الإفادة
نفع الله بكم
 
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
جزاكم الله خيرا على النقاش الطيب.
لي استفسار لعله يوسع هذا النقاش المفيد ويضيء أغلب جوانبه.
شيخنا محمد الحسن هل يمكن ان افهم من تدخلكم الكريم أن الصيغة الوحيدة التي ترونها للإجازة وتحمل القرءان هي قراءة -على الاقل- ختمة كاملة من القراءن، ولا ترون جواز الاجازة ببعض القرءان أو الاجازة بقراءة أحرف رواية معينة او الرواية سماعا عن الشيخ؟؟؟
 
شيخنا محمد الحسن هل يمكن ان افهم من تدخلكم الكريم أن الصيغة الوحيدة التي ترونها للإجازة وتحمل القرءان هي قراءة -على الاقل- ختمة كاملة من القراءن، ولا ترون جواز الاجازة ببعض القرءان أو الاجازة بقراءة أحرف رواية معينة او الرواية سماعا عن الشيخ ؟
.
الصيغة الوحيدة التي أفضلها وأحبذها هي قراءة ختمة كاملة مرتبة، غير مرقعة، في فترة معقولة.
أما السماع، وإن كان هو الأصل، فإنه قراءة المجيز وإتقانه وليس قراءة المجاز ولا إتقانه، لا أستطيع رفضه، لكن لا أفضله إطلاقا.
أما الإجازة على قراءة حروف رواية معينة فموجودة في كثير من كتب رجال القراءات لكني لا أقبله الآن من أي أحد، ولا أعتبره تحملا أصلا. وهو الذي تطور إلى أن وصل إلى التدليس اللطيف: [قرأت عليه بعض القرآن وأجازني بالباقي] والاستئهال الذاتي: [قرأت عليه الفاتحة وأجازني بكل القرآن]، والاشتياخ النِدِّي: [قرأت عليه بعض القرآن وأجازني بكل مروياته وأجزته أنا فتدبجنا]
 
حياكم الله شيخنا محمد الحسن ونفع بكم وبعلمكم.
أما أنا فلا أقرأ عبرها، ولا أقرئ بها، ولا أعد من أجيز بالقراءة عبرها من المجازين، ولا أشجع أحدا على القراءة عليه، ولا أثبت في سيرته انه مجاز. هذا طرف من الخلاف.
يعني باختصار شديد " ليس بشئ" أو " لا يساوي شيئا" كما يقول أهل الحديث فيمن أرادوا التحذير من الرواية عنه.
لو أردنا تطبيق هذا المنهج ـــــ وهو عدم الاعتداد بهذه الوسائل الحديثة وأنها ستبقى دائما افتراضية ولا تمثل شيئا من الواقع ـــــ لقلنا أنه لا يمكننا الاستفادة من كلام الشيخ محمد الحسن بوصو حفظه الله تعالى ولا من حواراته ومناقشاته الماتعة إلا بسماعها منه مباشرة إذ أنه هناك فرق كبيــــــــــــــــــــــــــــــــــر بين أن يرسلها لك عن طريق الملتقى وبين أن تتلقاها منه مباشرة ..
ولقُلنا أيضا أنه لا يمكننا الاعتداد بمن ينقل المعلومات من الكتب بصيغة pdf إذ أنه هناك فرق كبيــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــر بين أن ينقلها هكذا وبين أن يمسك الكتاب بين يديه ثم يضعه على الطاولة ثم ينقل منه !
ربما الحل هو مواكبة هذه الوسائل والاستفادة منها كلٌ حسب تخصصه لا مقاطعتها والتحذير منها لأنها أصبحت تفرض نفسها وبقوة أيضا فلا ندري ماذا سيخرجون لنا بعد أشهر قليلة ..
ومما يُتندرُ به أن عربيا وأمريكيا التقيا في أحد المطارات فقام الأمريكي بالضغط على راحة يده وليس فيها هاتف ثم بدأ بالكلام وكأنه يجري مكالمة فسأله العربي ماذا تفعل؟ فقال: أكلم صديقي هاتفيا ! وبعد هُنيهة قام العربي بمضغ ورقة ثم ابتلعها فسأله الأمريكي مستغربا ماذا تفعل؟ فأجابه قائلا: أقوم بإرسال فاكس !!
 
عودة
أعلى