ضوابط الإخبار عن الله تعالى، وفوائد في الأسماء والصفات .

إنضم
22/05/2010
المشاركات
381
مستوى التفاعل
0
النقاط
16
الإقامة
مصر
** ضوابط الإخبار عن الله تعالي:

قال الشيخ تقي الدينرحمه الله: ((أَمَّا تَسْمِيَةُ الْبَارِي جَوْهَرًا. فَهُوَ مِنْ أَهْوَنِ مَا يُنْكَرُ عَلَى النَّصَارَى؛ وَلِهَذَا كَانَ مِنَ النَّاسِ مَنْ يُنْكِرُهُ مِنْ جِهَةِ الشَّرْعِ - فَقَطْ - أَوِ اللُّغَةِ، وَمِنْهُمْ مَنْ يُنْكِرُهُ مِنْ جِهَةِ الْعَقْلِ أَيْضًا، وَمِنْهُمْ مَنْ يَرَاهُ نِزَاعًا لَفْظِيًّا. وَطَائِفَةٌ مِنَ الْمُسْلِمِينَ يُسَمُّونَهُ جَوْهَرًا وَجِسْمًا أَيْضًا. وَذَلِكَ أَنَّ الْمُسْلِمِينَ فِي أَسْمَاءِ اللَّهِ - تَعَالَى - عَلَى طَرِيقَتَيْنِ، فَكَثِيرٌ مِنْهُمْ يَقُولُ: إِنَّ أَسْمَاءَهُ سَمْعِيَّةٌ شَرْعِيَّةٌ، فَلَا يُسَمَّى إِلَّا بِالْأَسْمَاءِ الَّتِي جَاءَتْ بِهَا الشَّرِيعَةُ، فَإِنَّ هَذِهِ عِبَادَةٌ، وَالْعِبَادَاتُ مَبْنَاهَا عَلَى التَّوْقِيفِ وَالِاتِّبَاعِ.
وَمِنْهُمْ مَنْ يَقُولُ: مَا صَحَّ مَعْنَاهُ فِي اللُّغَةِ، وَكَانَ مَعْنَاهُ ثَابِتًا لَهُ، لَمْ يَحْرُمْ تَسْمِيَتُهُ بِهِ، فَإِنَّ الشَّارِعَ لَمْ يُحَرِّمْ عَلَيْنَا ذَلِكَ، فَيَكُونُ عَفْوًا. وَالصَّوَابُ الْقَوْلُ الثَّالِثُ؛ وَهُوَ أَنْ يُفَرَّقَ بَيْنَ أَنْ يُدْعَى بِالْأَسْمَاءِ أَوْ يُخْبَرَ بِهَا عَنْهُ. فَإِذَا دُعِيَ لَمْ يُدْعَ إِلَّا بِالْأَسْمَاءِ الْحُسْنَى كَمَا قَالَ - تَعَالَى -:
{وَلِلَّهِ الْأَسْمَاءُ الْحُسْنَى فَادْعُوهُ بِهَا وَذَرُوا الَّذِينَ يُلْحِدُونَ فِي أَسْمَائِهِ} [الأعراف: 180]
وَأَمَّا الْإِخْبَارُ عَنْهُ فَهُوَ بِحَسَبِ الْحَاجَةِ؛ فَإِذَا احْتِيجَ فِي تَفْهِيمِ الْغَيْرِ الْمُرَادَ إِلَى أَنْ يُتَرْجَمَ أَسْمَاؤُهُ بِغَيْرِ الْعَرَبِيَّةِ، أَوْ يُعَبَّرَ عَنْهُ بِاسْمٍ لَهُ مَعْنًى صَحِيحٌ، لَمْ يَكُنْ ذَلِكَ مُحَرَّمًا)). الجواب الصحيح (5/7-8) .
((وَيُفَرِّقُ بَيْنَ دُعَائِهِ وَالْإِخْبَارِ عَنْهُ فَلَا يُدْعَى إلَّا بِالْأَسْمَاءِ الْحُسْنَى؛ وَأَمَّا الْإِخْبَارُ عَنْهُ: فَلَا يَكُونُ بِاسْمِ سَيِّئٍ؛ لَكِنْ قَدْ يَكُونُ بِاسْمِ حَسَنٍ أَوْ بِاسْمِ لَيْسَ بِسَيِّئِ وَإِنْ لَمْ يُحْكَمْ بِحُسْنِهِ. مِثْلَ اسْمِ شَيْءٍ وَذَاتٍ وَمَوْجُودٍ؛ إذَا أُرِيدَ بِهِ الثَّابِتُ وَأَمَّا إذَا أُرِيدَ بِهِ " الْمَوْجُودُ عِنْدَ الشَّدَائِدِ " فَهُوَ مِنْ الْأَسْمَاءِ الْحُسْنَى([1]) وَكَذَلِكَ الْمُرِيدُ وَالْمُتَكَلِّمُ؛ فَإِنَّ الْإِرَادَةَ وَالْكَلَامَ تَنْقَسِمُ إلَى مَحْمُودٍ وَمَذْمُومٍ فَلَيْسَ ذَلِكَ مِنْ الْأَسْمَاءِ الْحُسْنَى بِخِلَافِ الْحَكِيمِ وَالرَّحِيمِ وَالصَّادِقِ وَنَحْوِ ذَلِكَ فَإِنَّ ذَلِكَ لَا يَكُونُ إلَّا مَحْمُودًا)) .م. الفتاوي،(6/142) .
((وَالنَّاسُ مُتَنَازِعُونَ هَلْ يُسَمَّى اللَّهُ بِمَا صَحَّ مَعْنَاهُ فِي اللُّغَةِ وَالْعَقْلِ وَالشَّرْعِ وَإِنْ لَمْ يَرِدْ بِإِطْلَاقِهِ نَصٌّ وَلَا إجْمَاعٌ أَمْ لَا يُطْلَقُ إلَّا مَا أَطْلَقَ نَصٌّ أَوْ إجْمَاعٌ عَلَى قَوْلَيْنِ مَشْهُورَيْنِ. وَعَامَّةُ النُّظَّارِ يُطْلِقُونَ مَا لَا نَصَّ فِي إطْلَاقِهِ وَلَا إجْمَاعَ كَلَفْظِ الْقَدِيمِ وَالذَّاتِ وَنَحْوِ ذَلِكَ وَمِنْ النَّاسِ مَنْ يَفْصِلُ بَيْنَ الْأَسْمَاءِ الَّتِي يُدْعَى بِهَا وَبَيْنَ مَا يُخْبَرُ بِهِ عَنْهُ لِلْحَاجَةِ فَهُوَ سُبْحَانَهُ إنَّمَا يُدْعَى بِالْأَسْمَاءِ الْحُسْنَى كَمَا قَالَ: {وَلِلَّهِ الْأَسْمَاءُ الْحُسْنَى فَادْعُوهُ بِهَا} وَأَمَّا إذَا اُحْتِيجَ إلَى الْإِخْبَارِ عَنْهُ مِثْلُ أَنْ يُقَالَ: لَيْسَ هُوَ بِقَدِيمِ وَلَا مَوْجُودٍ وَلَا ذَاتٍ قَائِمَةٍ بِنَفْسِهَا وَنَحْوَ ذَلِكَ فَقِيلَ فِي تَحْقِيقِ الْإِثْبَاتِ بَلْ هُوَ سُبْحَانَهُ قَدِيمٌ مَوْجُودٌ وَهُوَ ذَاتٌ قَائِمَةٌ بِنَفْسِهَا وَقِيلَ لَيْسَ بِشَيْءِ فَقِيلَ بَلْ هُوَ شَيْءٌ فَهَذَا سَائِغٌ وَإِنْ كَانَ لَا يُدْعَى بِمِثْلِ هَذِهِ الْأَسْمَاءِ الَّتِي لَيْسَ فِيهَا مَا يَدُلُّ عَلَى الْمَدْحِ كَقَوْلِ الْقَائِلِ: يَا شَيْءُ إذْ كَانَ هَذَا لَفْظًا يَعُمُّ كُلَّ مَوْجُودٍ وَكَذَلِكَ لَفْظُ " ذَاتٌ وَمَوْجُودٌ " وَنَحْوُ ذَلِكَ؛ إلَّا إذَا سَمَّى بِالْمَوْجُودِ الَّذِي يَجِدُهُ مَنْ طَلَبَهُ كَقَوْلِهِ: {وَوَجَدَ اللَّهَ عِنْدَهُ} فَهَذَا أَخَصُّ مِنْ الْمَوْجُودِ الَّذِي يَعُمُّ الْخَالِقَ وَالْمَخْلُوقَ)). م. الفتاوي، (9/301-302) .
وقال ابن القيمرحمه الله:
((ويجب أن تعلم هنا أمور.
أحدها: أن ما يدخل في باب الإخبار عنه تعالى أوسع مما يدخل في باب أسمائه وصفاته كالشيء والموجود والقائم بنفسه فإنه يخبر به عنه ولا يدخل في أسمائه الحسنى وصفاته العليا)) . البدائع، (1/161) .
((فباب الْإِخْبَار أوسع من بَاب الْإِنْشَاء فَيجوز مَا لَا يجوز فِي الْإِنْشَاء )). تحفة المودود(114) .
((أنّ ما يطلق عليه في باب الأسماء والصفات توقيفيٌ، وما يطلق عليه في باب الإخبار لا يجب أن يكون توقيفيًا؛ كالقديم والشيء والموجود والقائم بنفسه. فهذا فصل الخطاب في مسألة أسمائه: هل هي توقيفيةٌ، أو يجوز أن يطلق عليه منها بعضُ ما لم يرد به السمع)).
((وَكَذَلِكَ بَابُ الْإِخْبَارِ عَنْهُ بِالِاسْمِ أَوْسَعُ مِنْ تَسْمِيَتِهِ بِهِ، فَإِنَّهُ يُخْبَرُ عَنْهُ بِأَنَّهُ شَيْءٌ، وَمَوْجُودٌ، وَمَذْكُورٌ، وَمَعْلُومٌ، وَمُرَادٌ، وَلَا يُسَمَّى بِذَلِكَ)) .

* أولا:
وَيُفَرِّقُ بَيْنَ دُعَائِهِ وَالْإِخْبَارِ عَنْهُ فَلَا يُدْعَى إلَّا بِالْأَسْمَاءِ الْحُسْنَى .
فباب التسمية والوصف توقيفيين، أما الإخبار فلا يشترط فيه التوقيف .
* ثانيا:
أدلة جواز الإخبار :
1. أن مدلول اللفظ المخبر به عن الله إن كان صدقا، جاز الإخبار به عن الله للأدلة الدالة علي جواز الصدق وحسنه .
2. قال الشيخ:(( فالفرق بين مقام المخاطبة ومقام الإخبار فرق ثابت بالشرع والعقل، وبه يظهر الفرق بين ما يدعى الله به من الأسماء الحسنى، وبين ما يخبر به عنه وجل مما هو حق ثابت، لإثبات ما يستحقه سبحانه من صفات الكمال، ونفي ما تنزه عنه عز وجل من العيوب والنقائص، فإنه الملك القدوس السلام، سبحانه وتعالى عما يقول الظالمون علواً كبيراً)) . الدرء(1/298)، مستفاد من ( مسائل أصول الدين (1/176-177) ) .
3. قال البخاريرحمه الله: ((بَابُ {قُلْ أَيُّ شَيْءٍ أَكْبَرُ شَهَادَةً قُلِ اللَّهُ} [الأنعام: 19] ، «فَسَمَّى اللَّهُ تَعَالَى نَفْسَهُ شَيْئًا، وَسَمَّى النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ القُرْآنَ شَيْئًا، وَهُوَ صِفَةٌ مِنْ صِفَاتِ اللَّهِ» ، وَقَالَ: {كُلُّ شَيْءٍ هَالِكٌ إِلَّا وَجْهَهُ} [القصص: 88] ))
يقول الشيخ الراجحي: ((فيه إثبات أنه يطلق على الله -تعالى- أنه شيء وذلك من باب الخبر، وقول البخاري (فسمي الله نفسه شيئًا) كما قال الله -تعالى-: قُلْ أَيُّ شَيْءٍ أَكْبَرُ شَهَادَةً قُلِ اللَّهُ فسمى الله نفسه شيئًا أي: أخبر عن نفسه بأنه شيء، فكل موجود شيء، والذي لا شيء معدوم، فلا يقال: من صفاته أنه شيء، لكن يخبر عنه أنه شيء، فباب الخبر أوسع من باب الصفات، فيخبر عن الله بأنه شيء، ولا يقال: من صفاته أنه شيء)). بتصرف .
وقال الشيخ / الغنيمان: (( يريد بهذا أن يطلق على الله -تعالى- أنه شيء، وكذلك صفاته، وليس معنى ذلك أن "الشيء" من أسماء الله الحسنى، ولكن يخبر عنه -تعالى- بأنه شيء، وكذا يخبر عن صفاته بأنها شيء؛ لأن كل موجود يصح أن يقال: إنه شيء)) .([2])

* ثالثا: ضوابط جواز الإخبار:
تبين مما سبق أن الإخبار لا يجوز هكذا بإطلاق، وإنما يشترط لجوازه أمور :
1. يجوز الإخبار عن الله تعالي بالاسم والصفة والفعل :
( وباب الإخبار عنه بالاسم أوسع من تسميته به فإنه يخبر عنه بأنه شيء وموجود ومذكور ومعلوم ومراد ولا يسمى بذلك )، المدارج،( 3 / 415 ) .
2. أن الإخبار لا بد أن يقتصر فيه علي الحاجة ( كالتفهيم، وتيسير التعبير عن المعني وغير ذلك، كإثبات معني ينفيه أهل البدع، أو ذكر لنفي ما نسبوه لله من العيوب والنقائص([3]) ) ولا يتوسع فيه، لأنه خلاف الأصل .
3. أن لَا يَكُونُ بِاسْمِ سَيِّئٍ؛ لَكِنْ يمكن أن يَكُونُ بِاسْمِ حَسَنٍ أَوْ بِاسْمِ لَيْسَ بِسَيِّئِ وَإِنْ لَمْ يُحْكَمْ بِحُسْنِهِ.
4. لا يجوز الدعاء بالمخبر عن الله به، فلا يدعى الله إلا بالأسماء الحسني .
5. اشترط بعض الناس أن يكون المخبر به، له أصل في الكتاب والسنة، وهذا مخالف للصحيح فإن كلام العلماء علي مَا صَحَّ مَعْنَاهُ فِي اللُّغَةِ وَالْعَقْلِ وَالشَّرْعِ وَإِنْ لَمْ يَرِدْ بِإِطْلَاقِهِ نَصٌّ وَلَا إجْمَاعٌ .( وهذه المسألة تحتاج إلي تحرير أكثر!!، فهل يكفي مجرد المدلول أم لا ؟! وما وجه ذلك في صنيع الأئمة ؟ )).


[1] . علي ماذا يعود الضمير (هو)، وهل هذا دليل علي قول الشيخ بالاشتقاق ؟!.

[2] . والذي يظهر لي أن البخاري إنما أراد التسمية حقيقة لا الإخبار، والله أعلم .

[3] . مثل: بائن من خلقه .
 
** الفرق بين الأسماء والصفات:
سُئلت اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والإفتاء بالسعودية عن الفرق بين الاسم والصفة؟
فأجابت بما يلي:
(( أسماء الله كل ما دل على ذات الله مع صفات الكمال القائمة به؛ مثل: القادر، العليم، الحكيم، السميع، البصير؛ فإن هذه الأسماء دلَّت على ذات الله، وعلى ما قام بها من العلم والحكمة والسمع والبصر، أما الصفات؛ فهي نعوت الكمال القائمة بالذات؛ كالعلم والحكمة والسمع والبصر؛ فالاسم دل على أمرين، والصفة دلت على أمر واحد، ويقال: الاسم متضمن للصفة، والصفة مستلزمة للاسم ... )).
((فتاوى اللجنة الدائمة)) (3/116-فتوى رقم 8942) .

* ولمعرفة ما يُميِّز الاسم عن الصفة، والصفة عن الاسم أمور، منها:
أولاً: ((أن الأسماء يشتق منها صفات، أما الصفات؛ فلا يشتق منها أسماء، فنشتق من أسماء الله الرحيم والقادر والعظيم، صفات الرحمة والقدرة والعظمة، لكن لا نشتق من صفات الإرادة والمجيء والمكر اسم المريد والجائي والماكر))، فأسماؤه سبحانه وتعالى أوصاف؛ كما قال ابن القيم في ((النونية)) :

أسماؤُهُ أوْصافُ مَدْحٍ كُلُّها ... مُشْتَقَّةٌ قَدْ حُمِّلَتْ لِمَعان
ِ
ثانياً: ((أن الاسم لا يُشتق من أفعال الله؛ فلا نشتق من كونه يحب ويكره ويغضب اسم المحب والكاره والغاضب، أما صفاته؛ فتشتق من أفعاله فنثبت له صفة المحبة والكره والغضب ونحوها من تلك الأفعال، لذلك قيل: باب الصفات أوسع من باب الأسماء)) .
ثالثاً: أن أسماء الله عَزَّ وجَلَّ وصفاته تشترك في الاستعاذة بها والحلف بها، لكن تختلف في التعبد والدعاء، فيتعبد الله بأسمائه، فنقول: عبد الكريم، وعبد الرحمن، وعبد العزيز، لكن لا يُتعبد بصفاته؛ فلا نقول: عبد الكرم، وعبد الرحمة، وعبد العزة؛ كما أنه يُدعى اللهُ بأسمائه، فنقول: يا رحيم! ارحمنا، ويا كريم! أكرمنا، ويا لطيف! الطف بنا، لكن لا ندعو صفاته فنقول: يا رحمة الله! ارحمينا، أو: يا كرم الله! أو:يا لطف الله! ذلك أن الصفة ليست هي الموصوف؛ فالرحمة ليست هي الله، بل هي صفةٌ لله، وكذلك العزة، وغيرها؛ فهذه صفات لله، وليست هي الله، ولا يجوز التعبد إلا لله، ولا يجوز دعاء إلا الله؛ لقوله تعالى: {يَعْبُدُونَنِي لا يُشْرِكُونَ بِي شَيْئًا} [النور: 55] ، وقوله تعالى {ادْعُونِي أَسْتَجِبْ لَكُمْ} [غافر:60] وغيرها من الآيات .
انظر: ((فتاوى الشيخ ابن عثيمين)) (1/26-ترتيب أشرف عبد المقصود) ، وقد نسب هذا القول لشيخ الإسلام ابن تيمية، لكن ينبغي هنا أن نفرق بين دعاء الصفة كما سبق وبين دعاء الله بصفة من صفاته؛ كأن تقول: اللهم ارحمنا برحمتك، فهذا لا بأس به. والله أعلم.أ.هــ . من (( صفات الله عز وجل الواردة في الكتاب والسنة 20-21 )) للشيخ/ علوي السقاف .
وقال الشيخ / الغنيمان :
((والفرق بين الاسم والصفة: أن الاسم يدل على الذات، فمثلاً: الرب يدل على ذاته المقدسة والله كذلك، والرحمان والرحيم.
أما الصفة فهي المعنى الذي يقوم بالذات، مثل الرحمة، فالرحمة معنى قائم بالله جل وعلا دل عليها الاسم الذي هو الرحمن أو الرحيم.
هذا الفرق الأول.
الفرق الثاني: وذكر الفرق الأول فيما سبق . أ.هــ . ( شرح كتاب التوحيد للغنيمان ).
 
** فائدة :
تحديد ضابط الأسماء الحسنى :
لعل أنسب تعريف للأسماء الحسنى هو قول شيخ الإسلام ابن تيمية فيها: (الأسماء الحسنى المعروفة: هي التي يدعى الله بها، وهي التي جاءت في الكتاب والسنة، وهي التي تقتضي المدح والثناء بنفسها)،
وهذا التعريف هو أصلح وأفضل تعريف للأسماء الحسنى وذلك:

أولاً: لموافقته للنص الشرعي، ولعل شيخ الإسلام ابن تيمية استقاه من قوله تعالى {ولله الأسماء الحسنى فادعوه بها} .
فقوله في التعريف: (هي التي يدعى بها) مأخوذ من قوله تعالى: {فادعوه بها} [الأعراف: 180].
وقوله: (هي التي وردت في الكتاب والسنة) مأخوذ من قوله: {الأسماء} (فالألف واللام هنا للعهد، فالأسماء بذلك تكون معهودة ولا معروف في ذلك إلا ما نص الله عليه في كتابه أو سنة رسوله صلى الله عليه وسلم .
وقوله (وهي التي تقتضي المدح والثناء بنفسها) مأخوذ من قوله تعالى: {الحسنى} فالحسنى تأنيث الأحسن، والمعنى أن أسماء الله أحسن الأسماء وأكملها، (فما كان مسماه منقسماً إلى كمال ونقص وخير وشر لم يدخل اسمه في الأسماء الحسني ).
وبهذا يتضح لك أن ما ذكره شيخ الإسلام ابن تيمية في تعريف الأسماء الحسنى هو مطابق لما ذكره الله في كتابه العزيز وهذا وحده يكفي في اختيار هذا التعريف.

ثانياً: مما يؤكد صحة هذا التعريف اشتماله على شرطين للاسم هما:
الشرط الأول: ورود النص من القرآن أو السنة بذلك الاسم.
والشرط الثاني: صحة الإطلاق وذلك أن يقتضي الاسم المدح والثناء بنفسه.

وهذان الشرطان يحققان للتعريف مقوماته بأن يكون جامعاً لجوانب الشيء ومانعاً من دخول غيره فيه فالشرط الأول يؤكد على كون أسماء الله توقيفية وأنه لا يجوز استعمال القياس فيها.
والشرط الثاني يؤكد على خاصية باب الأسماء وأنه أخص من باب الصفات وباب الإخبار.
أ.هــ . المجلي( 69-70 ) .

يقول الشيخ / صالح آل الشيخ: (( والاسم يكون من أسماء الله الحسنى إذا اجتمعت فيه ثلاثة شروط، أو اجتمعت فيه ثلاثة أمور:
الأول: أن يكون قد جاء في الكتاب والسنة، يعني نُصّ عليه في الكتاب والسنة، نُصّ عليه بالاسم لا بالفعل، ولا بالمصدر، وسيأتي تفصيل لذلك.
الثاني: أن يكون مما يدعى الله جل وعلا به.
الثالث: أن يكون متضمِّنا لمدحٍ كاملٍ مطلقٍ غير مخصوص)) .

** فائدة :
الأسماء والصفات يشتركان في :
1. الاستعاذة؛ ومثالها في الصفات، حديث:" أعوذ برضاك من سخطك وبمعافاتك من عقوبتك"،
ومثال الاسم: نحو ، أعوذ بالله ...
2. الحلف ؛ ومثال الحلف بالصفة ، قوله تعالى:" فبعزتك" ، وكان النبي – صلي الله عليه وسلم يقول – (( لا ومقلب القلوب )) .
ومثال الاسم: نحو ، والله العظيم.

ويفترقان في:
1. التعبيد؛ فتقول: عبد الرحمن ، ولا تقول عبد الرحمة ... .
2. الدعاء ؛ فتقول: يا رحيم يا غفار ، ولا تقول: يا رحمة الله ويا مغفرة الله .
 
السلام عليكم

جزاكم الله خيرا , ما قولكم فيمن يدّعي أن الله = GOD

علماً أنه أصل الكلمه GODغير معروف! فمن الممكن أن تعني GOOD! وأنا أقول من الممكن أنها جاءت من "جَدٌ" فالذي ترجم الإنجيل إلي الإغريقية هو القس كلامينتين من الإسكندرية!
 
السلام عليكم

جزاكم الله خيرا , ما قولكم فيمن يدّعي أن الله = GOD

علماً أنه أصل الكلمه GODغير معروف! فمن الممكن أن تعني GOOD! وأنا أقول من الممكن أنها جاءت من "جَدٌ" فالذي ترجم الإنجيل إلي الإغريقية هو القس كلامينتين من الإسكندرية!

بوركت أخي، وجزاك الله خيرا .
وجواب على سؤالك أقول: لا أدري، ولعل الإخوة، والمشايخ الفضلاء = يفيدون في هذا الجانب .
 
تعقيب

تعقيب

السلام عليكم
قلت أخي الفاضل :
( 4. لا يجوز الدعاء بالمخبر عن الله به، فلا يدعى الله إلا بالأسماء الحسني . )
والصواب : أن ذلك جائز غير ممنوع :
سئل الشيخ عبد الرحمن البراك – حفظه الله - :
ما حكم الدعاء بغير الأسماء الحسنى مما صح معناه مثل قولهم " يا سامع الصوت ويا سابق الفوت ويا كاسي العظام لحما بعد الموت " ، " يا دليل " ، " يا ساتر " ، ونحو ذلك ؟ .
فأجاب:
... وما يُشتق من صفاته الفعلية إذا كان يظهر أنه مختص بالله : فيجوز الدعاء به ، كـ : فارج الكربات " و " مغيث اللهفات " و " مصرف الرياح " و " مجري السحاب " و " هازم الأحزاب " ، وأما إذا كان لا يظهر اختصاصه بالله فلا يجوز الدعاء به مثل " سامع الصوت " و " سابق الفوت " ، وأما " كاسي العظام لحماً بعد الموت " : فهو من جنس ما سبق – أي : " فارج الكربات " و " مغيث اللهفات " .
كذلك لا يُدعى سبحانه وتعالى بالأسماء التي لا يصح ذكره بها والثناء عليه وإنما يجوز الإخبار بها عنه ، مثل " موجود " و " شيء " و " واجب الوجود " .
وأما " الدليل " و " الساتر " فلم يرد إطلاقهما على الله لكن إذا قُيدا بما يدل على ما يختص به سبحانه جاز الدعاء بهما ، مثل " يا دليل الحائرين " و " يا ساتر العورات " ، فأما " دليل الحائرين " فقد جاء عن الإمام أحمد أنه قال لرجل " قل يا دليل الحائرين " – " مجموع الفتاوى " لشيخ الإسلام ( 22 / 483 ) - ، وأما " ساتر العورات " فهو من جنس " مقيل العثرات " لا ينصرف إلا إلى الله تعالى .
ما حكم الدعاء بغير الأسماء الحسنى مما صح معناه؟ - عبد الرحمن بن ناصر البراك | طريق الإسلام
وسئل الشيخ خالد بن علي المشيقح – وفقه الله - :
عن جواز للإنسان أن يدعو قائلاً " يا مُسهِّل يا رب " ، مع أن المسهِّل ليس من أسماء الله الحسنى ؟ .
فأجاب :
فالأولى بالمسلم أن يدعو بأسماء الله الحسنى ؛ لأن الله عز وجل قال ( ولله الأسماء الحسنى فادعوه بها ) الأعراف/ 180 ، وثبت في الصحيح أن النبي صلى الله عليه وسلم قال ( إن لله تسعة وتسعين اسماً من أحصاها دخل الجنة ) صحيح البخاري ( 2736 ) وصحيح مسلم ( 2677 ) ، ومن إحصاء هذه الأسماء دعاء الله عز وجل بها .
ومن آداب الدعاء التوسل إلى الله عز وجل بأسمائه الحسنى وصفاته العلا ، هذا هو الأولى بالمسلم ، فيختار من أسماء الله الحسنى ما يلائم دعوته ؛ إذا سأل الله الرزق قال " يا رزاق " ، إذا سأل الله عز وجل الرحمة قال " يا رحمان يا رحيم " ، إذا سأل الله عز وجل العزة قال " يا عزيز " ، إلى آخره .
وإن دعا بما يُخبَر به عن الله عز وجل فإن هذا لا بأس به ، فهو جائز ، مثل " يا مسهِّل " ، ولو قال " يا مسهِّل سهِّل أموري " إلى آخره : فإن هذا من الخبر عن الله عز وجل ، وهذا من صفاته سبحانه فلا بأس بذلك إن شاء الله .
شبكة نور الإسلام -الدعاء بـ(يا مُسهِّل)!
والله أعلم
وجزاك الله خيراً
 
جزاكم الله خيرا وأحسن إليكم شيخنا المفيد أبا طارق .
ولا زلت مفيداً في ملتقانا الحبيب، لقد أسعدتني ولا شك أن الإخوة كذلك بالمرور الكريم .
 
بحثت عن اسم " المغيث " فلم أجده ورد في حديث صحيح
ورغم ذلك قال ابن تيمية أن الإجماع انعقد على هذا الاسم عن أبي هريرة
كيف نجمع بين الأمرين ؟
 
عودة
أعلى