صيانة القرآن عن هواجس تحديد أمكنة أحداثه وقصصه على سبيل الجزم

إنضم
19/06/2005
المشاركات
85
مستوى التفاعل
0
النقاط
6
الإقامة
الرياض
الحمدلله وحده، والصلاة والسلام على من لا نبي بعده

فهذه خواطر أبثّها على صفحات هذا الملتقى، ولم يسبق لي أن قرأت حولها شيئاً البتة

ربما يكون هناك شيء مكتوب، وربما لا

فإن صح وجود شيء مكتوب حولها، فليمدنا الإخوة بمعلومات عن ذلك، ولنعتبرها نوعاً من المذاكرة التي ترمي للتذكير بضرورة المرابطة على بعض الثغور التي قد يتسلل منها الطاعنون في كتاب الله تعالى.

خلاصة القضية تدور حول الهواجس المعاصرة بشأن تتبع أمكنة الأحداث القرآنية وتحديدها بدقة، مع الجزم بذلك.

وحتى أقوم بتقريب الصورة، فليُسْمَح لي أن أُحيلَ على هذين الرابطين، وفي طيهما أخبار من جنس ما عنيته

الخبر الأول: صخرة ناقة سيدنا صالح.. ومعجزة القرآن «صورة»

الخبر الثاني: الأقمار الصناعية تكشف عن مجمع البحرين المذكور بالقرآن

وهما خبران حديثان، والفرق بينهما يومان

ولاحقاً وجدت خبر مجمع البحرين، قد جرى كتابته هكذا في صحيفة الأهرام: سيدنا موسي والخضر التقيا في شرم الشيخ

ويا لها من مجازفة!

نسيت أن أذكر أن القضية هذه، (قد) يكون لها صلة بأحد أنواع علوم القرآن، وهو: علم مبهمات القرآن الكريم. وممن ألّف فيه: جلال الدين السيوطي رحمه الله، وله كتاب بعنوان: مفحمات الأقران في مبهمات القران.

قد يقول قائل: إن كان الأمر مثار اهتمام أهل العلم!.. فأين تكمن المشكلة؟

والجواب: أما كتب أهل العلم، فإن إشكالاتها تخضع للضوابط العلمية في التقييم والتقويم، لكونها مبنية على منهجيات قابلة للنقد.

وأما المشكلة - الماثلة الآن - فهي تكمن في منهجية البحث والإثبات، والتي قد يتولّد عنها عدة مشكلات...!! (وكـ مثال: أرجو ملاحظة مافي الخبرين)

أعودُ، بإذن الله تعالى
 
باعتقادي أن أبرز المشكلات التي قد تتولّد عن هذه القضية (كما أظن):

  1. إحداث قول جديد لم يقل به السلف، فإن بعض المبهمات فيها خلاف بين السلف، ومن شأن هذا الإحداث أن يزيد من توسعة هذا الخلاف
  2. الجزم بذلك فيه جُرْءَةٌ وتجاسر على كتاب الله تعالى، بتحديد ما لم يحدده، وتعيين ما أبهمه.
  3. الاشكالية التي تعتري منهجية الإثبات: (كما في الخبرين).
  4. إحداث مثل هذه المناهج في الإثبات، قد يتولّد عنه منهجيات أخرى، وهذا مدعاة لجعل كتاب الله تعالى محلّاً للتجارب والنزاع.
  5. قد يكون هذا التحديد مدخلاً يلج منه المستشرقون الطاعنون في القرآن، باعتبار أن قائليه من الباحثين المسلمين.
  6. تغيّر هذه الأماكن بفعل عوامل التعرية الجوّية، والحروب والزلازل، قد يغير من هذه المعالم، وبالتالي سيفتح الباب لظهور مخالفين وإحداث أقوال أخرى لاحقاً، وهذا سينتج عنه توالي الاقوال وعدم انقطاعها.
  7. الخشية من توهّم البعض أن لهذا الإثبات علاقة وأثر في توجيه التفسير
  8. تسويق مثل هذه القضايا بأساليب مثيرة، قد يُظنُّ معها بعض العامة أنها من المسلّمات
  9. صرف الهمم نحو قضايا ليست من متين العلم (علم لا ينفع، وجهل لا يضر) وهذا قد يفوّت الانتفاع بالقرآن على الوجه المطلوب.

    ومن الإفرازات الأخرى (وهي أمور بعضها اعتقادي):
  10. تعليق قلوب الناس بهذه الأمكنة
  11. تسويق هذا التعلّق وربطه بالقرآن الكريم قد يضفي عليه مشروعية عند العامّة
  12. الوقوع في التكلّف والتنطع الذي أهلك الأمم السابقة.

هذا ما حضرني من خواطر بشأن هذه القضية، فإن أخطأ أخوكم فاعذروه، والله أعلم

وصلى الله على نبينا محمد، وعلى آله وصحبه أجمعين
 
بسم الله الرحمن الرحيم
وبه نستعين
فقد لفت انتباهي عنوان موضوعكم اخي الفاضل فتبادر لذهني أمر ولكنني قرأت المتن فوجدت أمراً آخر ، وامنحني الفرصة لكي اعقب بأمرين
اولهما ما تبادر لذهني وثانيهما ما تفضلت به من تنبيه وتحذير فأما الامر الأول فقد نبهت لنقطة غاية في الأهمية ألا وهي صيانة الله لكتابه من مواطن الخلاف ومكامن الاختلاف بعدم تحديد مواطن القصص على وجه الدقة وكان دوما لو لاحظنا يركز السياق القرآني على العبرة الجليلة والنعمة الجزيلة من وراء القصة بغض النظر عن موضعها فمثلا اخبرنا عن قصة أصحاب الكهف ولكنه لم يخبرنا عن موضع كهفهم وفي اي عصر كانوا فليس ذلك من العبرة في شيء فالمهم هو ما أبداه لنا الذكر الحكيم من تفاصيل وما ساقه لنا من قيمة عظيمة نتمثل بها ونعتبر مما فيها ، ثم أنه -والكهف مثلاً- أخبر بما سيقال والتفاوت في عدتهم والاختلاف والجدال لكنهم لخص الامر بالنهي عن الجدال والمراء بعمق الا مراءاً ظاهراً أي فيما ظهر من القصة في كتاب الله وليس رجماً بالغيب فيما خفي عنا ، فاصطفى رحيق القصة دون باقيها لمافيه من لب الفائدة وتجاوزاً عن قشورها فكان ربنا في كتابه سد بذلك باباً واسعا من ابواب المراء والجدل في مالا يفيد واخفى اموراً لا يخدم اظهارها حكمة ولا يزيد المؤمن عظة ، وعليه فطالما سكت السميع العليم عن هكذا أمور فما بال البعض يتتبعها ويجري خلفها والبعض منهم لم يتدبر ما ظهر من الآيات فضلاً عن تقصي ما خفي منها واقول تتجلى عظمة الله جلت قدرته إذ نزه كلامه عن ايراد اسباب الشقاق والشُّبه والجدل.
الأمر الثاني فطالما لم يرد نهي عن تقصي تلك الأمور بنص كتقصي المراء في اصحاب الكهف فحتى لو اخطأ المخطيء أو أصاب فطالما لا جزم بلا علم ولا علاقة لذلك بعبادة ولا الصاقاً لخبر بكتاب الله تكلفاً ولا خلل في العقيدة ينشأ عن ذلك فلا ضرر من ذلك على القرآن فكل يقول ما شاء ويخوض فيما يرى طالما سلمت عقيدته وعبادته فإن في السلف اجيال خاضوا وبحثوا ونظروا فيما لم يسبق اليه سابق مما ذكرت ولم يتبع ذلك نزاع او ضرر على دين الله وعقائد الناس ولو انه قد يكون في ذلك اشتغال بما لا ينفع والله اعلى وأعلم وشكر الله لك اخي الكريم
 
إن الإشكال -باعتقادي- في موضوع الإبهام في القرآن هو التوسع الزائد من بعض المفسرين في نقل الإسرائيليات في تحديده والكشفِ عنه.. وبعض هذه الروايات فيها دعاوى وأخطاء واضحة؛ الأمر الذي استغله بعض الحاقدين في الطعن بالقرآن ودعوى مخالفته للحقائق التاريخية أو الجغرافيا .. كما فعل القس النصراني الحاقد الفادي في كتابه: (هل القرآن معصوم) فقد عقد فيه فصلاً كاملاً باسم (الأخطاء التاريخية في القرآن) ودخل فيه من باب الإبهام مستغلاً الإسرائيليات التي ترويها كتب التفسير .. ومن ثم حمّل القرآن أخطاء هذه الروايات وزعم أن فيه أخطاء تاريخية قادحة في عصمته وكونه من عند الله ..
 
عودة
أعلى