صور من الادب مع الله عز وجل ومع محمد صلى الله عليه وسلم

إنضم
03/03/2012
المشاركات
19
مستوى التفاعل
0
النقاط
1
العمر
46
الإقامة
الاسكندرية
ارجو من الاخوة الكرام ذكر بعض آيات القرآن الكريم التي استخلص منها العلماء صور من الادب مع الله عز وجل وعدم نسبة السيء من الامر اليه وكذلك مع سيد الخلق محمد صلى الله عليه وسلم
 
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
1-{ وَأَنَّا لَا نَدْرِي أَشَرٌّ أُرِيدَ بِمَنْ فِي الْأَرْضِ أَمْ أَرَادَ بِهِمْ رَبُّهُمْ رَشَدًا } [الجن:10]
لما ذكر الشر بناه للمجهول ولما ذكر الخير فنسبه إلى الله عز وجل
2- { وَإِذَا مَرِضْتُ فَهُوَ يَشْفِينِ } [الشعراء:80]
وهو دعاء نبي الله إبراهيم صلى الله عليه وآله فلما ذكر المرض نسبه لنفسه وعندما ذكر الشفاء نسبه إلى ربه بخلاف الموت والحياة في قوله { وَالَّذِي يُمِيتُنِي ثُمَّ يُحْيِينِ } [الشعراء:81]
3- { أَمَّا السَّفِينَةُ فَكَانَتْ لِمَسَاكِينَ يَعْمَلُونَ فِي الْبَحْرِ فَأَرَدْتُ أَنْ أَعِيبَهَا وَكَانَ وَرَاءَهُمْ مَلِكٌ يَأْخُذُ كُلَّ سَفِينَةٍ غَصْبًا } [الكهف:79]
فلما ذكر التعليل الأول وهو عيب السفينة نسبه له بخلاف التعليلين حيث أفرد الله تعالى بتعليل وشاركه في الآخر وهذا من دقائق البيان وأسرار القرآن
ولنا عودة إن شاء الله مستكملين
 
2- { وَإِذَا مَرِضْتُ فَهُوَ يَشْفِينِ } [الشعراء:80]
وهو دعاء نبي الله إبراهيم صلى الله عليه وآله فلما ذكر المرض نسبه لنفسه وعندما ذكر الشفاء نسبه إلى ربه بخلاف الموت والحياة في قوله { وَالَّذِي يُمِيتُنِي ثُمَّ يُحْيِينِ } [الشعراء:81]

سؤال للتوضيح أليس الموت شر؟
 
لا
ليس شرا بل هو خير للمؤمن والمتكلم نبي الله إبراهيم عليه وعلى آله الصلاة والسلام
نعم فيه مشقة ولكن ليس كل أمر به مشقة صار شرا
كيف وفيه لقاء الله وانتقال من دنيا فانية لدار باقية ونعيم فان لنعم باق والباقيات الصالحات خير عند ربك ثوابا وخير أملا والله العالم
 
اليس كونه مصيبة يجعله شرا؟
لا فالمصيبة هي بلاء وفتنة لتحقيق مصلحة ورفع مفسدة وذلك واضح من خلال الكتاب الكريم
كتأديبك لولدك يعده مصيبة عنده وهو لغرض سام وانظر لدقة التعبير في كلام العزيز الخبير
{ قُلْ لَنْ يُصِيبَنَا إِلَّا مَا كَتَبَ اللَّهُ لَنَا هُوَ مَوْلَانَا وَعَلَى اللَّهِ فَلْيَتَوَكَّلِ الْمُؤْمِنُونَ } [التوبة:51]
فانظر قوله كتب الله لنا ولم يقل كتب الله علينا لأن المؤمنين يعتقدون أن المصيبة لهم لا عليهم فلهم بصائر تخترق ظواهر الأشياء إلى حقائقها جعلنا الله وإياكم منهم وانظر لما روي عن سيد البشر محمد صلى الله عليه وآله
(عجبا لأمر المؤمن إن أمره كله خير وليس ذاك لأحد إلا للمؤمن ، إن أصابته سراء شكر فكان خيرا له وإن أصابته ضراء صبر فكان خيرا له)
والله العالم
 
ارجو الا تبخل علينا وتتركنا ننهل من كلامك الطيب
وانا في انتظارك اخي الحبيب لنكمل سويا الكلام
 
ومن صور الأدب مع النبي صلى الله عليه وآله
1- { مَا وَدَّعَكَ رَبُّكَ وَمَا قَلَىٰ } [الضحى:3]
وقد ظن بعض المفسرين للآية حذف الكاف من الفعل قلى فلم يقل قلاك لأجل الفاصلة القرآنية في السورة بينما ذهب بعضهم كبنت الشاطئ إلى أن هناك سرا في حذفه وهو أنه لم يجعل ضميره ((الكاف)) معمولا لفعل قلى لفظا تأدبا مع حبيبه صلى الله عليه وآله هذا في عالم الألفاظ فكيف يوقع القلا عليه في عالم الواقع أما بنسبة للتوديع فقد يكون بين المتحابين وعلى نية الرجوع ويتخلله الشوق ولذلك ذكر معموله
2- { وَمَا كُنْتَ بِجَانِبِ الْغَرْبِيِّ إِذْ قَضَيْنَا إِلَىٰ مُوسَى الْأَمْرَ وَمَا كُنْتَ مِنَ الشَّاهِدِينَ } [القصص:44]
الطور في القرآن يصفه الله بالأيمن نسبة لجهة اليمين ولكن عند خطابه لحبيبه صلى الله عليه وآله أبدل الأيمن بالغربي لأن الأيمن وإن كان يعني جهة اليمين لكنه يمكن أن يكون من اليمن وهو البركة فانظر لدقة تعبير الذكر المبين في خطاب سيد الأنبياء والمرسلين صلى الله عليه وآله
3- { وَلَوْ أَنَّهُمْ صَبَرُوا حَتَّىٰ تَخْرُجَ إِلَيْهِمْ لَكَانَ خَيْرًا لَهُمْ وَاللَّهُ غَفُورٌ رَحِيمٌ } [الحجرات:5]
فانظر فوق أمرهم بالتأدب مع النبي صلى الله عليه وآله تأمل دقة اختيار المفردة القرآنية ليتجلى لك عمق هذا التأدب فلم يختر لفظة إلى مكان حتى تخرج لأن إلى تفيد الغاية وحتى تفيد انتهاء الغاية فنستفيد من الآية لو خرج لا يتكلمون معه إلا إذا كان خروجه مقصودا لهم وإلا لو خرج لحاجة له فيقع النهي بل لو خرج إليهم ولم ينته إليهم فيقع النهي أيضا
فيتجلى الأدب في ذكر حرف الجر ليفيد القصد أولا
وفي اختيار حتى مكان إلى ليفيد غاية الخروج والقصد ثانيا والله العالم
 
عودة
أعلى