صابر عباس حسن
New member
- إنضم
- 24/07/2010
- المشاركات
- 309
- مستوى التفاعل
- 0
- النقاط
- 16
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين , وأشهد أن لا اله إلا الله وحده لا شريك له وأشهد أن محمدا عبده ورسوله بلغ الرسالة وأدى الأمانة
ثم أما بعد : قال تعالى " أفلا يتدبرون القرآن "...
وفي محاولة لتدبر القرآن العظيم نعيش مع الصور الحية للأخرة التي وردت عبر سور القرأن الكريم..
******
إن إستحضار مشاهد الأخرة في الذهن يعطي الحصانة للإنسان من التردي في المعاصي
كما يعطي الأمل في مستقبل خالد لا ينفد ونعيم دائم متجدد.
كما يعطي النفس السكينة لإستشعاره بالعدل الإلهي يوم الدين.
كما يحمي النفس من الجزع والخوف من الموت حيث ينحصر الخوف من الوقوع في المعاصي والظلم.
ويدفع الإنسان إلى عمل الخيرات لزيادة الحسنات لبلوغ أعلى مراتب الجنة
والتقرب إلى الله تعالى في أداء ما افترضه علينا من صلاة وزكاة وصيام وحج لمن إستطاع إليه سبيلا.
******
ونتناولها إن شاء الله تعالى من خلال أجزاء القرآن العظيم.
نسأل الله تعالى أن يوفقنا وأن يعيننا على الفهم والأخلاص.
ويعتمد هذا البحث أولا على القرآن الكريم.
ثانيا السنة الصحيحة, كتب الصحاح.
ثالثا كتب التفسير مثل إبن كثير والطبري وغيرهما.
******
يتناول الجزء الأول مشهدين من الصور الحية للأخرة ....
ويتقدم هذه الصور دعوة بالتحذير من الوقوع في النار , ودعوة أخرى تبشر المؤمنين بالجنة.
قال تعالى في سورة البقرة:
يَا أَيُّهَا النَّاسُ اعْبُدُواْ رَبَّكُمُ الَّذِي خَلَقَكُمْ وَالَّذِينَ مِن قَبْلِكُمْ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ -21
الَّذِي جَعَلَ لَكُمُ الأَرْضَ فِرَاشاً وَالسَّمَاء بِنَاء وَأَنزَلَ مِنَ السَّمَاء مَاء فَأَخْرَجَ بِهِ مِنَ الثَّمَرَاتِ رِزْقاً لَّكُمْ فَلاَ تَجْعَلُواْ لِلّهِ أَندَاداً وَأَنتُمْ تَعْلَمُونَ -22
وهذه الدعوة للناس كافة , بعبادة الله وحده , وترك عبادة العباد.
فإن عبادة الله وحده تأتي لصالحنا نحن البشر, فهو الغني عنا وعن عبادتنا , فهو الخالق العظيم الذي جعل لنا الأرض صالحة للعيش عليها , وانظروا إلى الكواكب الأخرى التي لم تسخر للعيش فيها وكيف كان حال الإنسان لو وجد على كوكب ليس به زرع يأكل منه , أو هواء يتنفسه , أو أنعام وطيور يأكل منها ؟؟؟
فهل يصح بعد هذا أن يتجه الإنسان إلى صنم ليعبده ويظن أن الصنم ينفعه ؟؟
فهل يصح لعاقل أن يتجه بالعباده لمخلوق مثله مهما كانت مرتبته, ملك أو ولي أو نبي ؟؟
فهل يصح للإنسان أن يتجه إلى الكواكب أو النجوم ليعبدها وهي مسخرة له ؟؟
إن الدعوة إلى عباده الله وحده تحررنا من عبادة العباد وتجعل منا أحررا أعزة بالله , تنزع من قلوبنا الخوف من الأوهام ,
تنزع من قلوبنا اليأس .
وبهذا القدر من العلم لا يجب على الإنسان أن يجعل لله ندا يطلب منه الرزق والغفران .
فإن الله تعالى خلقنا وجعل بيننا أسبابا لتعيننا على إستمرارية الحياة إلى أن يرث الله الأرض ومن عليها
فلا يعقل أن ينظر إلى تلك الأسباب على أنها الفاعلة ..!!!
ومثال بسيط على ذلك.." الشمس" , خلقها الله وجعلها سببا لكثير من مظاهر الحياة على وجه الأرض..
فهل يعتقد عاقل أن الشمس هي الخالقة ؟؟ إنها مسخرة مثلي تماما , وهي طائعة للذي خلقها وخلقنا ..
وقياسا على ذلك كل المخلوقات في الكون.
فواقع الحال يقول:
" لا إله إلا الله "
*******
الأمر الأخر , رسالة الله للعالمين
وَإِن كُنتُمْ فِي رَيْبٍ مِّمَّا نَزَّلْنَا عَلَى عَبْدِنَا فَأْتُواْ بِسُورَةٍ مِّن مِّثْلِهِ وَادْعُواْ شُهَدَاءكُم مِّن دُونِ اللّهِ إِنْ كُنْتُمْ صَادِقِينَ -23
******
فإذا أدركنا أن للكون إله مدبر لأمور حياتنا على هذه الأرض .
وجب أن نعلم كيف نتوجه إليه ؟ .. وما هي أوامره لنا وما هي نواهيه , لكي تستقيم الحياة ؟ ثم ماذا بعد الموت ؟
كل هذه مسائل لا يستطيع عقل الإنسان أن يجيب عليها لأنها لا تخضع للتجربة أو القياس..
فلزم إرسال الرسل لتبليغ الناس بكل تلك الأمور السابقة ..
ورسالة الإسلام هي خاتمة تلك الرسالات حملها إلينا رسول صادق أمين بشهادة كل من يعرفه , وشهادة الله أولا,
فأيده الله تعالى بالمعجزات التي أعجزت العالم إلى يومنا هذا وعلى رأسها القرأن العظيم ..
فهذا التحدي قائم إلى يوم القيامة..
فإن عجَزتم الآن ..وستعجزون مستقبلا لا محالة... فاتقوا النار , بالإيمان بالله الذي أرسل نبيه صلى الله عليه وسلم بالهدى ودين الحق.
هذه النار التي حَطَبُها الناس والحجارة, أُعِدَّتْ للكافرين بالله ورسله.
وتظهر لنا هذه الصورة الحية لمن كذبوا بهذه الرساله دون برهان ولا دليل..
فَإِن لَّمْ تَفْعَلُواْ وَلَن تَفْعَلُواْ فَاتَّقُواْ النَّارَ الَّتِي وَقُودُهَا النَّاسُ وَالْحِجَارَةُ أُعِدَّتْ لِلْكَافِرِينَ -24
وتأتي في المقابل صورة حية مضيئة بالبشرى للذين أمنوا وعملوا الصالحات..
وَبَشِّرِ الَّذِين آمَنُواْ وَعَمِلُواْ الصَّالِحَاتِ أَنَّ لَهُمْ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِن تَحْتِهَا الأَنْهَارُ كُلَّمَا رُزِقُواْ مِنْهَا مِن ثَمَرَةٍ رِّزْقاً قَالُواْ هَـذَا الَّذِي رُزِقْنَا مِن قَبْلُ وَأُتُواْ بِهِ مُتَشَابِهاً وَلَهُمْ فِيهَا أَزْوَاجٌ مُّطَهَّرَةٌ وَهُمْ فِيهَا خَالِدُونَ -25
والمعنى لهذه الصورة الحية..
نرى في الآخرة حدائق عجيبة, تجري الأنهار تحت قصورها العالية وأشجارها الظليلة. كلَّما رزقهم الله فيها نوعًا من الفاكهة اللذيذة قالوا: قد رَزَقَنا الله هذا النوع من قبل, فإذا ذاقوه وجدوه شيئًا جديدًا في طعمه ولذته, وإن تشابه مع سابقه في اللون والمنظر والاسم.
ولهم في الجنَّات زوجات مطهَّرات الحس والمعنى ..وكذلك للنساء زوج طاهر الحس والمعنى تراه متجدد بكل خير دائما..
وهم في الجنة ونعيمها دائمون, لا يموتون فيها ولا يخرجون منها.
عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم :
"أول زمرة يدخلون الجنة على صورة القمر ليلة البدر، ثم الذين يلونهم على أشد كوكب دري في السماء إضاءة، لا يبولون ولا يتغوطون، ولا يتفلون، ولا يتمخطون، أمشاطهم الذهب، وريحهم المسك، ومجامرهم الألوة -عود الطيب- أزواجهم الحورالعين، على خلق رجل واحد، على صورة أبيهم آدم ستون ذراعاً في السماء" ((متفق عليه)).
وفي رواية للبخاري ومسلم:
آنيتهم فيها الذهب، ورشحهم المسك، ولكل واحد منهم زوجتان يرى مخ ساقهما من وراء اللحم من الحسن، لا اختلاف بينهم ، ولا تباغض: قلوبهم قلب رجل واحد، يسبحون الله بكرة وعشياً.
*****
وإلى الجزء التالي إن شاء الله تعالى
الحمد لله رب العالمين , وأشهد أن لا اله إلا الله وحده لا شريك له وأشهد أن محمدا عبده ورسوله بلغ الرسالة وأدى الأمانة
ثم أما بعد : قال تعالى " أفلا يتدبرون القرآن "...
وفي محاولة لتدبر القرآن العظيم نعيش مع الصور الحية للأخرة التي وردت عبر سور القرأن الكريم..
******
إن إستحضار مشاهد الأخرة في الذهن يعطي الحصانة للإنسان من التردي في المعاصي
كما يعطي الأمل في مستقبل خالد لا ينفد ونعيم دائم متجدد.
كما يعطي النفس السكينة لإستشعاره بالعدل الإلهي يوم الدين.
كما يحمي النفس من الجزع والخوف من الموت حيث ينحصر الخوف من الوقوع في المعاصي والظلم.
ويدفع الإنسان إلى عمل الخيرات لزيادة الحسنات لبلوغ أعلى مراتب الجنة
والتقرب إلى الله تعالى في أداء ما افترضه علينا من صلاة وزكاة وصيام وحج لمن إستطاع إليه سبيلا.
******
ونتناولها إن شاء الله تعالى من خلال أجزاء القرآن العظيم.
نسأل الله تعالى أن يوفقنا وأن يعيننا على الفهم والأخلاص.
ويعتمد هذا البحث أولا على القرآن الكريم.
ثانيا السنة الصحيحة, كتب الصحاح.
ثالثا كتب التفسير مثل إبن كثير والطبري وغيرهما.
******
يتناول الجزء الأول مشهدين من الصور الحية للأخرة ....
ويتقدم هذه الصور دعوة بالتحذير من الوقوع في النار , ودعوة أخرى تبشر المؤمنين بالجنة.
قال تعالى في سورة البقرة:
يَا أَيُّهَا النَّاسُ اعْبُدُواْ رَبَّكُمُ الَّذِي خَلَقَكُمْ وَالَّذِينَ مِن قَبْلِكُمْ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ -21
الَّذِي جَعَلَ لَكُمُ الأَرْضَ فِرَاشاً وَالسَّمَاء بِنَاء وَأَنزَلَ مِنَ السَّمَاء مَاء فَأَخْرَجَ بِهِ مِنَ الثَّمَرَاتِ رِزْقاً لَّكُمْ فَلاَ تَجْعَلُواْ لِلّهِ أَندَاداً وَأَنتُمْ تَعْلَمُونَ -22
وهذه الدعوة للناس كافة , بعبادة الله وحده , وترك عبادة العباد.
فإن عبادة الله وحده تأتي لصالحنا نحن البشر, فهو الغني عنا وعن عبادتنا , فهو الخالق العظيم الذي جعل لنا الأرض صالحة للعيش عليها , وانظروا إلى الكواكب الأخرى التي لم تسخر للعيش فيها وكيف كان حال الإنسان لو وجد على كوكب ليس به زرع يأكل منه , أو هواء يتنفسه , أو أنعام وطيور يأكل منها ؟؟؟
فهل يصح بعد هذا أن يتجه الإنسان إلى صنم ليعبده ويظن أن الصنم ينفعه ؟؟
فهل يصح لعاقل أن يتجه بالعباده لمخلوق مثله مهما كانت مرتبته, ملك أو ولي أو نبي ؟؟
فهل يصح للإنسان أن يتجه إلى الكواكب أو النجوم ليعبدها وهي مسخرة له ؟؟
إن الدعوة إلى عباده الله وحده تحررنا من عبادة العباد وتجعل منا أحررا أعزة بالله , تنزع من قلوبنا الخوف من الأوهام ,
تنزع من قلوبنا اليأس .
وبهذا القدر من العلم لا يجب على الإنسان أن يجعل لله ندا يطلب منه الرزق والغفران .
فإن الله تعالى خلقنا وجعل بيننا أسبابا لتعيننا على إستمرارية الحياة إلى أن يرث الله الأرض ومن عليها
فلا يعقل أن ينظر إلى تلك الأسباب على أنها الفاعلة ..!!!
ومثال بسيط على ذلك.." الشمس" , خلقها الله وجعلها سببا لكثير من مظاهر الحياة على وجه الأرض..
فهل يعتقد عاقل أن الشمس هي الخالقة ؟؟ إنها مسخرة مثلي تماما , وهي طائعة للذي خلقها وخلقنا ..
وقياسا على ذلك كل المخلوقات في الكون.
فواقع الحال يقول:
" لا إله إلا الله "
*******
الأمر الأخر , رسالة الله للعالمين
وَإِن كُنتُمْ فِي رَيْبٍ مِّمَّا نَزَّلْنَا عَلَى عَبْدِنَا فَأْتُواْ بِسُورَةٍ مِّن مِّثْلِهِ وَادْعُواْ شُهَدَاءكُم مِّن دُونِ اللّهِ إِنْ كُنْتُمْ صَادِقِينَ -23
******
فإذا أدركنا أن للكون إله مدبر لأمور حياتنا على هذه الأرض .
وجب أن نعلم كيف نتوجه إليه ؟ .. وما هي أوامره لنا وما هي نواهيه , لكي تستقيم الحياة ؟ ثم ماذا بعد الموت ؟
كل هذه مسائل لا يستطيع عقل الإنسان أن يجيب عليها لأنها لا تخضع للتجربة أو القياس..
فلزم إرسال الرسل لتبليغ الناس بكل تلك الأمور السابقة ..
ورسالة الإسلام هي خاتمة تلك الرسالات حملها إلينا رسول صادق أمين بشهادة كل من يعرفه , وشهادة الله أولا,
فأيده الله تعالى بالمعجزات التي أعجزت العالم إلى يومنا هذا وعلى رأسها القرأن العظيم ..
فهذا التحدي قائم إلى يوم القيامة..
فإن عجَزتم الآن ..وستعجزون مستقبلا لا محالة... فاتقوا النار , بالإيمان بالله الذي أرسل نبيه صلى الله عليه وسلم بالهدى ودين الحق.
هذه النار التي حَطَبُها الناس والحجارة, أُعِدَّتْ للكافرين بالله ورسله.
وتظهر لنا هذه الصورة الحية لمن كذبوا بهذه الرساله دون برهان ولا دليل..
فَإِن لَّمْ تَفْعَلُواْ وَلَن تَفْعَلُواْ فَاتَّقُواْ النَّارَ الَّتِي وَقُودُهَا النَّاسُ وَالْحِجَارَةُ أُعِدَّتْ لِلْكَافِرِينَ -24
وتأتي في المقابل صورة حية مضيئة بالبشرى للذين أمنوا وعملوا الصالحات..
وَبَشِّرِ الَّذِين آمَنُواْ وَعَمِلُواْ الصَّالِحَاتِ أَنَّ لَهُمْ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِن تَحْتِهَا الأَنْهَارُ كُلَّمَا رُزِقُواْ مِنْهَا مِن ثَمَرَةٍ رِّزْقاً قَالُواْ هَـذَا الَّذِي رُزِقْنَا مِن قَبْلُ وَأُتُواْ بِهِ مُتَشَابِهاً وَلَهُمْ فِيهَا أَزْوَاجٌ مُّطَهَّرَةٌ وَهُمْ فِيهَا خَالِدُونَ -25
والمعنى لهذه الصورة الحية..
نرى في الآخرة حدائق عجيبة, تجري الأنهار تحت قصورها العالية وأشجارها الظليلة. كلَّما رزقهم الله فيها نوعًا من الفاكهة اللذيذة قالوا: قد رَزَقَنا الله هذا النوع من قبل, فإذا ذاقوه وجدوه شيئًا جديدًا في طعمه ولذته, وإن تشابه مع سابقه في اللون والمنظر والاسم.
ولهم في الجنَّات زوجات مطهَّرات الحس والمعنى ..وكذلك للنساء زوج طاهر الحس والمعنى تراه متجدد بكل خير دائما..
وهم في الجنة ونعيمها دائمون, لا يموتون فيها ولا يخرجون منها.
عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم :
"أول زمرة يدخلون الجنة على صورة القمر ليلة البدر، ثم الذين يلونهم على أشد كوكب دري في السماء إضاءة، لا يبولون ولا يتغوطون، ولا يتفلون، ولا يتمخطون، أمشاطهم الذهب، وريحهم المسك، ومجامرهم الألوة -عود الطيب- أزواجهم الحورالعين، على خلق رجل واحد، على صورة أبيهم آدم ستون ذراعاً في السماء" ((متفق عليه)).
وفي رواية للبخاري ومسلم:
آنيتهم فيها الذهب، ورشحهم المسك، ولكل واحد منهم زوجتان يرى مخ ساقهما من وراء اللحم من الحسن، لا اختلاف بينهم ، ولا تباغض: قلوبهم قلب رجل واحد، يسبحون الله بكرة وعشياً.
*****
وإلى الجزء التالي إن شاء الله تعالى