صدر حديثًا : كتاب معاني الأحرف السبعة لأبي الفضل الرازي/ تحقيق: حسن ضياء الدين عتر

إنضم
15/04/2003
المشاركات
1,698
مستوى التفاعل
5
النقاط
38
عن دار النوادر أصدر الأستاذ الدكتور ضياء الدين عتر تحقيقه المتميز لكتاب معاني الأحرف السبعة ، لشيخ الإسلام الإمام المقرئ أبي الفضل عبدالرحمن بن أحمد بن حسن الرازي ، وقد صدر في مجلد بقدر ( 607 ) صفحة.


قال عنه الأستاذ الدكتور:
وهذا كتاب جليل فريد، وإن مؤلفه شيخ الإسلام الإمام المقرئ، أبو الفضل عبدالرحمن بن أحمد بن حسن الرازي المتقدم عصره ( 371 ـ 454 ) قد سلك فيه مسلكًا علميًا يقفك على حقائق البحث بالأدلة القاطعة، خاصة وأنه تقصَّى عددًا كبيرًا من الأحاديث المتصلة به، وأجاب عن شبهات، ودحض أوهامًا كثيرةً، ولا تجد كثيرًا من إجاباتها هذه فيما بين يديك من الكتب المطبوعة.
ويصحح هذا الكتاب خطأ شائعًا في بعض كتب الأئمة المتأخرين والعلماء المعاصرين عن مذهب الإمام الرازي في الأحرف السبعة. فإن مذهبه الحقيقي غير الشائع عنه، وليس مذكورًا في الكتب منسوبًا إليه، ولا إلى غيره، فهو مذهب قديم جدًا بآن واحد. وستتأكد بنفسك أنه أقدم وأقوى كتاب أُفرِد لدراسة حديث الأحرف السبعة، وليس كتابًا آخر؛ كما هو متداول في بعض الكتب العلمية.
 
بشرك الله بالخير شيخنا الكريم،
وجزى الله خيرا الدكتور ضياء الدين على إخراجه هذا الكتاب الجليل،
ويسر الله لنا الحصول عليه في أقرب الآجال بإذنه سبحانه وتعالى.​
ويصحح هذا الكتاب خطأ شائعًا في بعض كتب الأئمة المتأخرين والعلماء المعاصرين عن مذهب الإمام الرازي في الأحرف السبعة. فإن مذهبه الحقيقي غير الشائع عنه، وليس مذكورًا في الكتب منسوبًا إليه، ولا إلى غيره، فهو مذهب قديم جدًا بآن واحد. وستتأكد بنفسك أنه أقدم وأقوى كتاب أُفرِد لدراسة حديث الأحرف السبعة، وليس كتابًا آخر؛ كما هو متداول في بعض الكتب العلمية.
هل المقصود مثل ما ذكره المحقق ابن الجزري في النشر بقوله:
"ثم رأيت الإمام الكبير أبا الفضل الرازي حاول ما ذكرته، فقال: إن الكلام لا يخرج اختلافه عن سبعة أوجه:
- الأول: اختلاف الأسماء من الإفراد والتثنية والجمع والتذكير والتأنيث والمبالغة وغيرها.
- الثاني: اختلاف تصريف الأفعال وما يسند إليه من نحو الماضي والمضارع والأمر، والإسناد إلى المذكر والمؤنث والمتكلم والمخاطب والفاعل والمفعول به.
- الثالث: وجوه الإعراب.
- الرابع: الزيادة والنقص.
- الخامس: التقديم والتأخير.
- السادس: القلب والإبدال في كلمة بأخرى وفي حرف بآخر.
- السابع: اختلاف اللغات من فتح وإمالة وترقيق وتفخيم وتحقيق وتسهيل وإدغام وإظهار ونحو ذلك"؟.
 
أرجو من الشيخ توضيح المقصود من " غير الشائع عنه"، لأن الزرقاني انتصر لمذهب الفخر رحمه الله، وقال أنه حالفه الصواب في تنقيح هذه الأحرف وبيان معناها أفضل من ابن الجزري والقاضي ابن الطيب، فهل الذي ذكر في الكتاب شيء آخر؟
 
جزاك الله خيرا على هذا التنبيه، أخطأت وسبحان الله كنت أظنه هو نفسه..لكن السؤال يبقى مطروحا للشيخ مع استبدال كلمة "الفخر"بأبي الفضل..وأكرر شكري لك.
 
أرجو من الإخوة الأفاضل رفع السؤال للشيخ مساعد،لعل الله ينعم علينا بفهم يزيل إشكالات عديدة لا تزال عالقة في الذهن،
فمعنى الأحرف السبعة الذي أورده أبوالفضل الرازي، والذي اختاره كثير من أهل العلم لا يظهر معنى التخفيف الذي لأجله رخص في قراءة القرآن على أحرفه السبعة ، اللهم إلا ماكان منها متعلقا باختلاف اللهجات...
ويعجبني طرح أحد الباحثين لسؤال لم يرو غليلي جوابه عنه:"لماذا لم يرد عن الصحابة شيئ من السؤال عن معنى الأحرف السبعة؟
هل لأن معناها كان معروفا عندهم لدرجة انه لم يحتج إلى تفصيل أو زيادة بيان؟
أم أنه كان مما لم يسعهم فيه إلا التسليم فيسعنا ماوسعهم رضي الله عنهم؟
 
بارك الله فيكم وجزاكم خيرا ، كنت قد علمت بصدور الكتاب منذ فترة ، ولم أوفق للوقوف عليه ، يسر الله لنا ولكم ذلك .
ويعجبني طرح أحد الباحثين لسؤال لم يرو غليلي جوابه عنه:"لماذا لم يرد عن الصحابة شيئ من السؤال عن معنى الأحرف السبعة؟
هل لأن معناها كان معروفا عندهم لدرجة انه لم يحتج إلى تفصيل أو زيادة بيان؟
أم أنه كان مما لم يسعهم فيه إلا التسليم فيسعنا ماوسعهم رضي الله عنهم؟
نقل أبو شامة المقدسي عن ابن سعدان النحوي أنه قال في معنى هذا الحديث : ( مشكِل لا يُدرى ما معناه ) . واختاره السيوطيُّ في تعليقاته على الكتب الستة وموطإ مالك ، وشبّهَه بمتشابه القرآن ، وإن قال : ( والقدرُ المعلومُ منه تعددُ وجوه القراءات ) .
قال العلامة أحمد شاكر رحمه الله :
" والذي اختاره السيوطي قولٌ لا تقوم له قائمة ، ولا يثبت عند النقد ، فإن المتشابه لا يكون في أحكام التكليف ، وهذا إخبار في حكم بإجازة القراءة ، أو هو أمر بها للإباحة ، فكيف يكون متشابها ؟! " [ تعليقه على (الرسالة) للشافعي / 274 ] .
وقال الشيخ مساعد الطيار وفقه الله :
" هذا الموضوع من المشكل الذي حارت فيه العلماء واختلفت فيه قولَتُهم ، ولا يعني هذا أنه لا يمكن الوصول إلى القول الصواب في معنى هذه الأحرف ، كما أن القول الصواب لا يخرج عن مجموع أقوالهم .
لعلك تلاحظ أن جيل الصحابة رضي الله عنهم قد مضى ، ولم يحدث عندهم لبس في هذه الأحرف ؛ إذ لم يأتِ عن أحدهم أنه استشكل معناها ، ولا سأل عن فحواها ، وإنما سمعوها من بعضهم أو سمعوها من النبي صلى الله عليه وسلم الذي علمهموها ، ووقع عند بعضهم - في أول الأمر - شكٌّ ، ثم زال عنه ، والمراد أنه قد انقضى هذا الجيل والأحرف السبعة معلومة لهم يقرؤون بها " [ المحرر في علوم القرآن / 92 ط2 ] .
 
الشك الذي وقع لأبي بن كعب رضي الله عنه لم يكن بسبب استشكال معنى الأحرف السبعة، وإنما بسبب تعددها مع أنها كلام الله الواحد الذي أنزله على قلب نبيه الكريم، لذلك جاء بيان النبي صلى الله عليه وسلم معللا لذلك التعدد ومبرزا للحكمة منه، لكن لم يرد عنهم أنهم استشكلوا معناها وكيفية نزول القرآن بها...فهذا ــ حقيقة ــ مما يدعو إلى التفكر، والله أعلم.
 
لكن لم يرد عنهم أنهم استشكلوا معناها وكيفية نزول القرآن بها...فهذا ــ حقيقة ــ مما يدعو إلى التفكر، والله أعلم.
بعضهم أدرك معناها قبل أن يُخبره رسولُ الله صلى الله عليه وسلم بنزول القرآن عليها ! كأُبَي وعُمَر وهشام رضي الله عنهم .
ذلك أنهم عندما اختلفوا في المسجد أدركوا قطعاً طبيعة هذا الاختلاف بين قراءاتهم (ذلك الذي نجتهد محاولين الوقوف عليه) ، فلما احتكموا إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم علموا أن اختلافهم ذلك من الأحرف السبعة ، فكان إدراكهم للمدلول أوّلاً .
ولم يبلغنا حديث صحيح واحد - فيما أعلم - يبين طبيعة هذا الاختلاف اللفظي أو يدل عليه صراحة ، وإلا ما كانت هذه المسألة مشكلة أصلا . والله أعلم .
 
وهذا رأيه أنقله بنصه من كتابه رحمه الله :
فأما ما أعتقده من الخبر من وراء ما ذكرته ؛ وهو أسلم المذاهب ؛ وهو التوصل إلى ما كُلّفنا بهذه الأخبار ؛ والإمساك عما كُفينا منها .
فأما ما كلّفنا منه فهو أن نقرأ ما عُلّمنا من القرآن ، لأنه جاء بعقب خبر الترافع : ( أن رسول الله صلى الله عليه وسلم يأمركم أن تقرؤوه كما عُلّمتم ) .
مهما عرفنا ذلك ؛ وصحته ؛ وأن يكون موافقاً للمصحف ، وأم لا ننكر ما لم نعرف من القراءة ، ولا نتجادل فيها ، ولا نماري في القرآن ، ولا نجحد منه شيئاً ، على ما مضى أن :" من جحد بآية منه فقد جحده كله " .
والمراء في القرآن كفر ؛ وأن لا نُفضّل حرفاً على حرف ، ولا إعراباً على إعراب . وعلى ذلك كان القوم ، وبه وردت الآثار عنهم .اهـ ( 352-354
 
رأيت نسخ من الكتاب اليوم في مكتبة المؤيد
 
قرأت أكثر الكتاب فوجدته مليئا بالفوائد مع تقدمه على غيره بذكرها ؛ لا سيما تعقباته على ما سبقه من آراء ، ونقله عن كتاب أبي حاتم المفقود في القراءات ، وكذا ذكره فوائد في تاريخ القراءات لم أجدها عند أحد غيره ، وقد تبين لي استفادة ابن الجزري منه في بعض المواطن من غير تصريح ؛ فرحم الله مؤلفه ، ومحققه إذ سعى في نشر الكتاب، وجزاهما عنا خير الجزاء وأتمه. والتحقيق في الجملة مقبول ، ويُعذر صاحبه إذ لا يُعلم للمخطوط إلا نسخة وحيدة .

ومما لفت نظري وعجبت له : قولُ المحقق رحمه الله هامشَ صفحة 52 من مقدمته ؛ بعدما ترجم لأبي شامة المقدسي :
" ولم يذكر أحد من الأئمة الذين ترجموا له كتاباً عن الأحرف السبعة ؛ فيما رجعتُ إليه من مصادر . وهذا مخالف لما ذكره الزرقاني عنه ، ولا أذكر في كتب علوم القرآن ولا في (فتح الباري) لابن حجر أن أبا شامة أفرد كتاباً مستقلاً بعنوان الأحرف السبعة . والله أعلم " .
قلتُ : لا شك أن الزرقاني رحمه الله قصد كتاب ( المرشد الوجيز ) لأبي شامة ، وهو أحد مصادره ؛ فمدار أكثر الكتاب على هذا الحديث ، وقد صرّح شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله وغيرُه بإفراد أبي شامة مؤلفا فيه ، والواقع يدل بجلاء على أنهم قصدوا هذا الكتاب. رغم أن كتاب أبي شامة كان أحد مصادر الشيخ حسن عتر رحمه الله في تحقيقه ! وكذا كان أحد مراجعة في رسالته للماجستير من قبل . ولا يلزم أن يكون عنوان الكتاب كذلك ، فقد احتوى مسائل أخرى متفرقة .

وللفائدة : وجدت التعقُّب المشهور لابن الجزري على رأي ابن قتيبة إذ قال : " على أنه قد فاته - كما فات غيره - أكثر أصول القراءات: كالإدغام، والإظهار، والإخفاء، والإمالة، والتفخيم، وبين بين، والمد، والقصر، وبعض أحكام الهمز، كذلك الروم، والإشمام، على اختلاف أنواعه وكل ذلك من اختلاف القراءات وتغاير الألفاظ مما اختلف فيه أئمة القراء وكانوا يترافعون بدون ذلك إلى النبي صلى الله تعالى عليه وعلى آله وسلم، ويرد بعضهم على بعض " = منقولا بتصرف يسير عن كتاب أبي الفضل هذا ، ولم يصرح ابن الجزري بذلك .

وهناك مسألة أخرى متعلقة باسم الكتاب وكونه جزءا من كتاب آخر للرازي ؛ نقلتها هنا . وفقكم الله .
 
الكتاب موجود في مكتبة دار ابن الجزري (3) نسخ، وفي مكتبة دار النصيحة نسختان.
 
عودة
أعلى