صدر حديثا القرآن دستورنا للدكتور عبدالستار فتح الله سعيد

يسري خضر

New member
إنضم
12/12/2006
المشاركات
382
مستوى التفاعل
0
النقاط
16
الإقامة
أبها
[]صدر عن مؤسسة اقرا الرسالة الاولي من سلسلة رسائل اسلامية بعنوان "القرآن دستورنا" لشيخنا الداعية [المجاهدالدكتور عبد الستار فتح الله سعيدحفظه الله وهو علم من اعلام الدراسات القرانية واحد اقطاب الدعوة الاسلامية واكتفي في الحديث عنه بشهادة[] تلميذه النابه الدكتور المفضال محمد موسي الشريف [/size]-بارك الله فيه -بعدزيارته لمصر:
"زرت في مصر قوماً من الصالحين العاملين ، الذين هم عُمُدُها على الحقيقة ، وهم أصحاب تلك الطريقة ، طريقة العمل والأمل ، التي لا غنى عنها في زماننا هذا ، وكان على رأس أولئك، وهو فيما أحسبه من خير من هنالك ، أستاذنا وسيدنا الأستاذ الدكتور عبد الستار فتح الله سعيد ، وقد سعدت به زماناً مشرفاً على رسالتي في " الدكتوراه " لما كان مقيماً بمكة المكرمة مدرساً في جامعة أم القرى ، وله عندي أخبار كثيرة سارة جليلة أرجئها إلى موضع آخر ، لكن الذي يحزنني كلما شرفت بزيارته في مصر أو تذكرته أن البلاد لم تعرف قدره ، ولم تضعه في الموضع اللائق به وبخبرته فهو من بقية الأزهر القديم ، الذي يجمع كثير من علمائه بين الدين المتين والعلم الغزير، والصراط القويم ، في دعوتهم الناس وتعليمهم ، وأنه حوى بين جناحيه علماً وخبرة وتجارب كانت مصر في أمس الحاجة إليها لكن نحن في زمن عجيب ، وأخباره كثيرة كما قلت وسأسوقها في مكان آخر إن شاء الله تعالى ، لكني رأيت من عزته ومتانة ديانته، وقوة نفسه ، وشرف خصاله ما أثلج صدري وأراح نفسي ، وهو من القلة الذين إذا رأيتهم ذكرت الله تعالى ، أحسبه كذلك والله حسيبه ".
والرسالة التي كتبها الدكتورعبارة عن عشر مقالات( 111 صفحة من القطع الصغير ) كتبها ونشرها في عام 1381- 1961علي صفحات صحيفة" صوت الاسلام "التي كانت تصدرها جماعة شباب سيدنا محمد صلي الله عليه وسلم و تتضمن التذكير بقضية وجودنا ومصيرنا وتدعونا الي شريعة الله التي هدي اليها عباده وبعث بها رسله في كل العصور وقد ساق المؤلف في البداية قصة هذه المقالات والظروف العصيبة التي كتبت فيها وضياع هذه المقالات حتي من دار الكتب المصرية 000وشاء الله ان يعثر المؤلف عليها بعد ان احتسبها عند الله تعالي وهي كما يقول:" تمثل اجل موضوع واعظم نداء لانها شريعة الحق ،وفريضة الرب ،ودعوة النجاة والانقاذ"[/
 
الشيخ الدكتور عبد الستار درسنا في مرحلة الماجستير وتشرفنا بالجلوس عنده والنهل من علومه فبلغه سلامنا وأشواقنا وللفائدة فكتابه المدخل للتفسير الموضوعي من أحسن الكتب في هذا الباب لكنه غير منتشر .
 
جزاكم الله خيرًا فضيلة الدكتور يسري ونفع بكم ..
وبارك الله في سيدنا الشيخ الدكتور عبد الستار فتح الله سعيد هذا الجبل العملاق ، وقد أخبرني كثير من الإخوةأن الشيخ حفظه الله هو الذي يرفض الظهور ، وأنه عُرضت عليه كثير من العروض في الفضائيات وغيرها ، لكن الشيخ مكتف بالخطبة في الزاوية - أي مسجد صغير - التي تحت منزله ..
 
تعريف بشيخنا الدكتور عبد الستار فتح الله سعيد حفظه الله

تعريف بشيخنا الدكتور عبد الستار فتح الله سعيد حفظه الله

الأستاذ الدكتور الداعية الشيخ عبد الستار فتح الله سعيد
1- ولد عام 1350 هـ (نوفمبر 1931م) ببلدة كفر مساعد من أعمال محافظة البحيرة .
2- أتمَّ حفظ القرآن الكريم بكتاب القرية ولما يتم الحادية عشرة من عمره.
3- بعد أن أتمَّ حفظ القرآن الكريم التحق بمعهد الإسكندرية الديني عام 1364هـ (1945م)
4- تخرج من كلية أصول الدين بالقاهرة قسم التفسير والحديث عام 1377 هـ ( 1958 م ) .
5- حصل على تخصص التدريس من كلية اللغة العربية 1378 هـ .1959م
6- واصل الدراسات العليا في كلية أصول الدين ( قسم الكتاب والسنة ) إلى أن حصل على العالمية ( الدكتوراه) من درجة أستاذ،عام 1395 هـ 1975 م .وكان موضوع رسالته "المنهاج القرآني في التشريع" وقد أعدَّها وأتمها أثناء إقامته بسجون الطاغية ناصر حيث حكم عليه بالمؤبد لصلته الوثيقة بالشهيد سيد قطب.
يقول الشيخ في مقدمته التي قدَّم بها لتلك الرسالة:
إنَّ لهذه الرسالة قصَّةًً طويلةً..،نكتب بعضها هنا تحدُّثاً بنعمة الله تعالى، وشُكْرَاناً له سبحانه أن أحيا هذه الرسالة بعد موتها، تذكيراً بمشيئته البالغة، وقدرته الغالبة،وسننه الصارمة، التي لا تتبدل ولا تتحول عبر التاريخ كله، والتي فيها غاية العظة والاعتبار لمن تفكر وتدبر، وعقل عن ربه أمره الكريم: ) فاعتبروا يا أولي الأبصار( الحشر 2 .
تبدأ هذه القصة حين فرغت من الدراسات العليا بجامعة الأزهر، وشرَعْتُ في تحضير موضوعٍٍ لرسالتي العلمية، في وقتٍ عصيبٍ رهيب:( 1384هـ،1964م)، كان الطغيان الحقود قد بلغ فيه غاية الصلف والغرور، والاستكبار والاستهتار،وأخذ يستجلب لأمتنا أنكد مذاهب الإلحاد والإفساد، ويقودها إلى ُكلِّ دروب الكفر والفسوق والعصيان، خاصةًً بعد أن سَحِق طلائع الحركة الإسلامية العالمية سَحقاً دنيئاً غادراً،لم يرع خلاله خُلُقاً ولا ديناً، ولم يرقُب معه في مؤمنٍ إلاً ولا ذمَّةً!!!.
في هذه الظروف سجلتُ رسالتي في كلية ( أصول الدين) بالقاهرة –ولم يكن في الدولةِ آنئذٍ غيرها-، وكانت موضوعاً دينياً هادئاً في ظاهره، ولكني كنتُ قد عزمت العزم على هدفٍ أوضح من الشمس في نفسي، هو أن اجعلَ من هذه الرسالة منازلةً علمية لكل ما جلبه الطغيان من مناهج، ومذاهب، وأفكارٍ موغلةٍ في الضلال والبُطلان، يراد بها صرفُ المسلمين عن منهاج ربهم، بعدما تبين من عظمته وشموله، وتفرده بغاية الكمال والتمام في كل شئون الحياة، أقبلت أجمع مراجع الرسالة، واستخرج منها مادتها العلمية، وأرتبها في مواضعها، نحو سنةٍ أو أكثر، حتى قطعت شوطاً طويلاً في ذلك، قبل أن تهب علينا العاصفة الطاغية، ذات صيف مرير هائل.
كان ذلك حين عاد الطاغية الحقودُ- فجأة- إلى شن حربٍ ضارية على دعاة الإسلام ورجاله جميعاً،( سنة 1385هـ، 1965م) بعدما تأكد له أنَّ جرائمه الفاحشة طوال عشر سنوات سابقة، لم تُفْلح في خلع جذور الإسلام من القلوب والعقول، بل لم تزده المحن الهائلة إلا رسوخاً وأمتددً بفضل الله وعنايته.
ولقد بلغ الطاغية غاية السفه والعمى جميعا، حين اختار عاصمة الإلحاد الشيوعي (موسكو) ليعلن منها هذه الحرب الدنسة، وليقدم المؤمنين والمؤمنات قربانا يترضى به أئمة الكفر في الشرق والغرب على سواء، مجددا جرائمه في تلفيق الاتهامات، ثم سوق آلاف الرجال والنساء والولدان بها إلى أعماق السجون والمنافي، وقتل العديد من أنبل دعاة الإسلام ورجاله، على أعواد المشانق، بعد محاكمات عسكرية هزلية، أو تحت سياط التعذيب الرهيب!!
وامتدت العاصفة المجنونة تأكل الرجال والنساء، والبيوت والأسر، والقيم والأخلاق، والمال والمتاع، والكتب والرسائل، والمطبوع والمخطوط، والمستور والمنشور!!!
وسارع الناس –تحت وطأة الرعب الهائل- إلى التخلص من كل كتاب أو مجلة ذات صلة بالدعوة الإسلامية المعاصرة، أما أعوان الطاغية الأرعن فقد استباحوا مصادرة كل شيء، خاصة الكتب والرسائل الإسلامية، حيث جمعوا منها تلالا بالغة، ثم أحرقوها، أو أغرقوها بعد ذلك في مياه المجاري النجسة حول القاهرة، على أسوأ مما فعل التتار قديما في بغداد!!!
وهكذا ضاعت كتبي والأصول الأولى لهذه الرسالة، ثم كان نصيب صاحبها وإخوانه من جنون الطاغية وأعوانه أدهى وأمر، سواء في السجون الحربية، أو المحاكم العسكرية الهمجية، والتي صارت مضرب الأمثال في امتهان الحق والعدل، حيث كان التدين عند قضاتها جناية، والدعوة إلى الإسلام خيانة، وصلاة الجماعة مؤامرة، وتحريم الحرام تخلفاً وجهالة، ومواجهة الإلحاد الزاحف على أمتنا ثورة مضادة تستحق -في إفكهم- الإبادة الشاملة، والحكم بالإعدام، أو السجن المؤبد، ونحو ذلك من المظالم الصارخة!!!
ظنَّ الطاغيةُ الأحمق وأعوانه أنهم قالوا الكلمة الأخيرة في ملحمة الصراع بين الحق والباطل، حين ألقوا بنا وراء الأسوار، وأسدلوا علينا الستار حتى نهاية الأعمار، كما كانوا يزعمون!!!
وأراد الله تعالى غيرَ ما أرادوا، فسلك بنا –بفضله- طريقَ أصحابِ الدعوات، واتخذ منا الشهداء، ووضع الأحياء على مد ارج التربية والتكوين، التي وضع عليها المؤمنين والمؤمنات عْبرَ التاريخ، وكفى مثلا بيوسف السجين، وهو الكريم ابن الكرام عليهم السلام، وتلك سنَّة الله عز وجل في أهل الإيمان، أن يُجَرِّبوا حياة الخوف والمحنة، والأذى والفتنة، والانتظار والترقب، والصبر والمطاولة، حتى يأتي اللهُ بالفتحِ أو أمْرٍ من عنده.
أو ليس في مثل هذا الجو العاصف تنزََّلَ القرآن العظيم؟ وفي مثل هذا المُناخِ اللاّهبِ تتابعت آياته تُعَبِّدُ القلوبَ للهِ الواحدِ القهار؟ وتؤجِّجُ الإيمانَ في ضمائرِ المؤمنين ليتابعوا الصبرَ والثبات، والدعوةَ والبلاغ، حتى يُخْرِجُوا الناس من عبادة العبيد إلى عبادة الله وحده، مع تنديدها الدائم بالجاهلية، ومقارعتها للوثنية، وزجرها لأكابر مجرميها ومترفيها الذين يصدون عن سبيل الله ويبغونها عوجا؟!.
بل جاءت الآيات الكريمة تُحَرِّضُ المستضعفين وتستنهض همتهم حتى يستخرجوا أنفسهم من هيمنة الطواغيت الفجرة، وليخلعوا آثارهم خلعا من قلوبهم وواقع حياتهم، وإلا فلا عذرَ لهم يوم تُقَلَّبُ وجوهُهُمْ في النار مع المستكبرين المترفين )ِ يَقُولُونَ يَا لَيْتَنَا أَطَعْنَا اللَّهَ وَأَطَعْنَا الرَّسُولَا( الأحزاب66
وَأَنَّى لِأِحدٍ أن يُحيطَ بأبعاد هذه التربية الهائلة على حقيقتها، إلا إذا َمرَّ بتجربة أصحابها؟ "وليس الخبر كالمعاينة"، وما راءٍ كمن سمع"، ولقد كان ما رأيناه -رغم مرارته- ِمنْحَةً في طَيَّاتِ ِمحْنةٍ، بل ِنعْمةً عُظْمَى من نعم الله عز وجل: ) وتلك الأمثال نضربها للناس وما يعقلها إلا العالمون ( العنكبوت:43.
وحين َمنَّ الله تعالى بكتابةِ هذه الرسالة مرةً أخرى بعد سنوات، فإنها اكتسبت بفضل الله عز وجل روحا وأبعادا جديدة، ما كانت لتصل إليها إلا عَبْرَ هذه التجارب الهائلة، فلم تعد مجرد رسالة علمية تخصصية، وإنما صارت مع ذلك صيحةَ عملٍ وجهاد من قلب العاصفة ذاتها، ورسالةَ دعوة وبلاغٍ بحالها ومقالها، وبما تجلى لنا من حقائق واقعية، شاهدة ومؤكدة أن هذا ( المنهاج الإلهي ) -الذي آمنا به- هو الحق المتفرد من عند الله، وأنه الطريق الفذ لخيريَ الدنيا والآخرة جميعا، وما عداه زَبدٌ باطلٌ يذهب جفاءً مهما حشد الناس له من بريق السلطان، وزخرف المنافع، وألسنة النفاق، وطنين الأسماء والألفاظ، كالقانون، والدستور، والميثاق، وأمثالها من دعاوى الزيف التي أضلت البشرَ طوال التاريخ، والتي ما بُعِث الرسلُ عليهم السلام إلا لمقارعتها، وإنقاذ الناس من شرورها، وإعادتهم إلى صراط الله العزيز الحميد، وما أعظم وأجل كلمات القرآن الكريم الذي يقص علينا صيحة يوسف uوهو في سجن الفراعنة الأقدمين:) ما تعبدون من دونه إلا أسماء سميتموها أنتم وآباؤكم ما أنزل الله بها من سلطان، إن الحكم إلا لله، أمر ألا تعبدوا إلا إياه، ذلك الدين القيم، ولكن أكثر الناس لا يعلمون ( يوسف 40.
لم تمض إلا سنوات معدودة حتى رأينا سنن الله الصارمة في الذين اتخذوا دين الله هُزُوًا ولعبا، فأهلك الله عز وجل الطاغية بعاره وأوزاره، وبما جرَّهُ على أمتنا من المظالم والهزائم، خاصة أمام القردة والخنازير من بني إسرائيل، وما تبع ذلك من تمزيق الجيوش، وضياع البلاد والعباد، وإسقاط المسجد الأقصى في قبضة المغضوب عليهم!!
ثم بدا لخُلَفاءِ الطاغية -من بعد ما رأوا الآيات والنذر- أن ُيبْقُونا في السجن بضع سنين، وشاء الله عز وجل أن أستأنف في هذه الفترة كتابة َهذه الرسالة من جديد، وقد أمد الله تعالى عبده بفضله، فتمَّ إنجازها خلال عام 1394هـ، 1973م، رغم صعوبة الواقع، وقلة المراجع، وترقب المجهول....!!!
ثم عكفت على تبيضها بعد اختصارها، عملا بنصيحة أستاذنا المشرف رحمه الله[1]، كسبا للوقت، وتحسبا للأحداث المجهولة، وكنا جميعا نقدر أنها ستكون أول رسالة (دكتوراه) تقدم للمناقشة من داخل السجون، ولكن إرادة الله تعالى سبقت كل تقدير، فقد أذن بخروجنا من السجن في 12من ربيع الأول 1395هـ، 1975م، فأتممت تبيض الرسالة ونسخها، ثم جرت مناقشتها في قاعة الشيخ محمد عبده بجامعة الأزهر في 10من رمضان المبارك 1395هـ،15من أيلول(سبتمبر) 1975م، والحمد الله رب العالمين.
قال الشيخ تتابعت بعد ذلك الحين سنوات طويلة، شرفنا الله تعالى فيها بالعمل لدعوته ودينه عبر أرض الله الواسعة، واستغرقنا ذلك حتى شغلت عن النظر بالرسالة وإعدادها للطباعة، إلى أن ساقني الله تعالى إلى البلد الأمين، وأسكنني عند بيته المحرم، وغمرني بفضله في بركات المكان والزمان، فأقبلت مرة أخرى أتم قصة هذه الرسالة، وأنظر فيها نظرات مراجعة وتمحيص، وكنت فيها كما قال القاضي الفاضل عبد الرحيم البيساني (ت 596هـ) فيما كتبه لمعاصره العماد الأصفهاني: "إني رأيتُ أنه لا يكتبُ إنسانٌ كتاباً في يومه إلا قال في غده: لو غير هذا لكان أحسن، ولو ترك هذا لكان يستحسن، وهذا من أعظم العبر، وهو دليل على استيلاء النقص على جملة البشر".
لذلك جاء هذا البحث منحازا كما قال مؤلفه إلى لواء الوحي الإلهي من أول الطريق،لأنه كان كما أراد له معركة هائلة الوقع، فادحة التكاليف، تدور رحاها بين، دعاة الإسلام، وبين الذين تأثروا بمناهج الفلسفات المادية والإلحادية، والتي صاغت عقولهم وأفكارهم وشكلت أنماط المعاملات والسلوك فيهم، حتى تباعدوا عن الإسلام عمليا وفكريا، ولاذوا بمناهج البشر، وشرائعهم، وأنكروا على الإسلاميين فهمهم الشمولي للإسلام.
7- عمل مدرسا بالمعاهد الدينية الأزهرية ،وابتدأ تلك المرحلة من قلب صعيد مصر ،من سوهاج،وفيها ومنها كانت بواكير مؤلفاته العلمية بمقالاتٍ أرسل بها إلى مجلةٍ من مجلات الحركة الإسلامية والتي طال عمرها قليلاً بعد أخواتها من المجلات الإسلامية التي هي دائما هدفٌ لكل ظلوم غشوم،فكانت مقالات الشيخ إحدى معالم هذه المجلة بعد ما لحقت بأخواتها ، وكانت تحت عنوان" القرآن دستورنا" .
يقول الشيخ: رغم مرور ما يقارب من نصف قرن، على حمالات الخداع والتضليل التي مارسها النظام فلا تزال أحداث هذه الفترة شاخصة أمام سمعي وبصري وعقلي وعصبي لشدة أهوالها!!.
كان الاستبداد الغشوم قد ضرب على الإسلاميين ليلا موحشا، بسب المعاملة الوحشية الموغلة في الانحطاط في سنة 1954م وما بعدها حيث علقوا قادتهم على أعواد المشانق ،ليقطعوا على الأمة أي أمل في البعث الإسلامي المنتظر، وأغرقوا الناس في بحار من الرعب والفزع، والتحكم، والإذلال، والتجسس، والترصد، والمحاكمات العسكرية الهزلية، والسجون والمعتقلات، والتعذيب الوحشي، والقتل والجلد، ومصادرة الأموال، وفرض الحراسة....وبعد أن حصل المطلوب وزيادة من انحلال للأخلاق، وفشوٍّ للنفاق، نقلوا الحملات على الإسلام ذاته، وعلى رجاله من العلماء الذين يمثلونه، كإلغاء المحاكم الشرعية، وإلصاق أخسِّ التهم ببعض القضاة الشرعيين، والحكم عليهم بالسجن المؤبد ظلماً وعدوانا سنة1955م. ثم إصدار قانون تطوير الأزهر أو تدميره في سنة 1961م، وكان رد الفعل عند الناس وقتها موغلا في الضياع، فقد خرست الألسنة، وأطبقت الشفاه، وتواصى الناس ساخرين بحكمة ذلك الوقت العصيب:"الجبن سيد الأخلاق!!" وبحكمة الشاعر القديمة
مِت بداء الصمت خيرٌ من داء الكلام
وكان عجيباً أن تقوم في هذا الوقت صحيفة "صوت الإسلام" فتكون اسما على مسمى، وترفع صوتها بالإسلام عاليا، وتحمل عبئا ثقيلاً في الذود عن الإسلام، والرد على خصومه، بأكثر مما يحتمله الطواغيت الأغرار.
وكانت المجلة تصدرها جماعة (شباب سيدنا محمدr ) بالقاهرة[2].
وكنت في هذا الوقت العصيب مدرسًا مغمورا، في المعهد الديني الأزهري بمدينة (سوهاج) قلب الصعيد بعيدًا عن القاهرة بمئات الأميال.
وقد سارعت بإرسال خطاب للقائمين على تحرير المجلة، تحية لهم، وتقديرا لجهادهم، في زمن نكست فيه الرؤوس والنفوس فلا تسمع ألا همسا، ثم حثثتهم على استفتاء الناس نحو الدستور الذي أراد الطغاة أن يُجَمَّلوا به طغيانهم، شأن الدساتير التي يكونون أول من يدسونها بنعالهم، ويمزقونها بأفعالهم، حتى ليصدق فيهم قول الزهاوي أحد شعراء العراق:
وتعطل ( الدستور) عن أحكامه من فرط ما عبثت به الحكام
فالوعي بغي، والتحرر سبةَّ والهمس جرم، والكلام حرام
ومدافعٌ عما يدين مخرَّبٌ ومطالبٌ بحقوقه هدام.
يقول الشيخ: أرسلت إلى مجلة صوت الإسلام أستحثهم على إجراء استفتاء للناس منهم على أمل أن يكون الدستور الجديد إسلاميا قرآنيا، استجابة لأمر الله عز وجل، وعرضت عليهم استعدادي للكتابة في هذا الموضوع مساهمة مني في جهودهم المشكورةُ.
وقد نشروا خطابي، ورحبوا بمقالاتي، فأرسلتها لهم تباعا تحت هذا العنوان الصريح: ( دستورنا).
وقد وفَّت المجلة بوعدها، ونشروها كاملة، وجعلوا عنوانها بالبنط الكبير، اللافت للأنظار ابتداءً من العدد( 120بتاريخ9من محرم 1381هـ، الموافق يونيو حزيران1961م)، وأشهد أن هذه كانت شجاعة فائقة من هيئة تحرير المجلة، التي نشرت المقالات عنوانا و مضمونا، وهي تعلم أنها مصادمة صريحة لأهواء الأغرار الذين أذاقوا الناس النكال والوبال، وتمادوا في الغي، وتماروا بالنذر حتى أصدروا الدستور على هواهم، مجردا من المادة الشهيرة "دين الدولة الرسمي الإسلام" [3]
8- بعد أن خرج الشيخ من سجون الظالمين عمل أستاذا بجامعة الإمام الإسلامية بالرياض، ثمَّ كلية أصول الدين بالقاهرة، وجامعة أم القرى بمكة المكرمة، وأشرف وناقش العشرات من رسائل الماجستير والدكتوراه .
9- له بفضل الله نشاط دعويٌ بالمحاضرات ، والندوات ، والخطابة ، والدروس الدينية ، والدروس في المساجد ، والجامعات والإذاعات والتلفاز في عديد من البلاد الإسلامية .
10- كما أن له العديد من المؤلفات والبحوث والمقالات مثل :
أ‌- المنهاج القرآني في التشريع .وقد سبق الحديث عنه.
ب‌- المدخل إلى التفسير الموضوعي .
ت‌- معركة الوجود بين القرآن والتلمود .
ث‌- العلم والعلماء في ظل الإسلام .
11- شارك في عديد من المؤتمرات الإسلامية في البلاد الإسلامية وفي خارجها كمؤتمرات المراكز الإسلامية والمؤسسات الطلابية في انجلترا وأمريكا وألمانيا .
12- وهو الآن عضو في المجمع الفقهي بمكة المكرمة .
13- وهو كذلك عضو في الهيئة الإسلامية العالمية .


--------------------------------------------------------------------------------
[1] -هو شيخنا وشيخ شيوخنا العلامة الدكتور :"أحمد الكومي" يرحمه الله ، كان من أفذاذ العلماء، علما وتواضعا وخلقا،وآية في الذكاء والفهم، وقد تخرج عليه أجيال من العلماء، ومما يشهد له في جرأته للحق أنه كان يذهب بنفسه رغم ذهاب بصره إلى صاحب الرسالة أثناء مقامه بمستشفى القصر العيني غير آبه بالطاغوت وجنده، توفي عن عمر يناهز الثمانين عاما، في شوال 1411هـ، رحمه الله وأجزل مثوبته.
[2] - كان أحد رجالتها والقائمين عليها الشيخ المجاهد حافظ سلامة بارك الله في عمره وجهاده.

منقول من موقع جبهة علماء الازهر والموقع المذكور به العديد من دروس الشيخ ومحاضراته المسموعة
 
عودة
أعلى