أبو إسحاق الحضرمي
New member
صدر حديثاً عن: مطابع الإبداع في عدن
الطبعة الأولى
ربيع الأول 1433هـ
من كتاب
(الإمام المقرئ عثمان النَّاشري الزبيدي وجهوده في علم القراءات)
تأليف:
محمد بن سعيد بكران
جاء في مقدمة الكتاب:
[align=justify](( أما بعد: فإنَّ الله تعالى حبَّبَ إليَّ الاشتغال بمتابعة التراث اليمني في علم التجويد والقراءات منذ دراستي الجامعيَّة، وكان من أهم الأعلام القرآنية في البلاد اليمنية التي شغلت بالي منذ أمد، هو العَلَم الإمام عثمان بن عمر النَّاشري الزبيدي رحمه الله (ت: 848 هـ) إذ هو من أبرز تلامذة المحقِّق المتقن الجهبذ الإمام محمد بن الجزري رحمه الله (ت: 833 هـ)، إذ اشتهر عند المقرئين بـ(الزبيدي) من خلال شرحه لنظم الدُّرَّة لشيخه ابن الجزري رَحْمَةُ اللهِ عَلَيْهِمَا.
فوقع في نفسي كتابة ترجمة حافلة له تعريفاً بمؤلفاته وإبرازاً لجهوده في علم القراءات، فاجتمع لديَّ جلُّ مؤلفاته القرآنية في القراءات مخطوطة([1])، ووقفتُ على اثنين منها مطبوعين ومخطوطين([2])، واعتمدتُ في العزو على مطبوعها، فقرأتُها جميعها مراراً حتى اجتمعت لديَّ مادة هذا البحث، فشرعتُ بعد توفيق الله تعالى في تدوينه وترتيبه على هذا النسق والترتيب، وعرضتُ فكرته على بعض مشايخي فشجَّعوني في المضي في دربه، وتذاكرتُ في بعض قضاياه مع بعض أهل هذا الشَّأن زمناً فاستفدتُ من علمهم، حتى استوى البحثُ على سوقه، فهو خلاصة قراءة وبحث ومذاكرة ونقاش.
والذي دفعني إلى جمعه أمور كثيرة، منها:
1) ما لمسته من التقصير الواضح في خدمة التراث اليمني عامة، وفي التجويد والقراءات خاصة من قبل كثير من الباحثين.
2) رغبتي في معرفة تلاميذ الإمام ابن الجزري رحمه الله اليمنيين والوقوف على تراثهم وعلومهم وأسانيدهم.
3) أنَّ هذا الإمام لم يحظَ بدراسة وافية([3]) عن حياته ومؤلفاته في القراءات والتجويد، مع أنَّه من أبرز علماء اليمن في هذا الجانب في زمانه.
وغيرها من الأمور التي دفعتني لخوض غمار هذا البحث، ولا أدَّعي أنَّي أتيتُ فيه بجديد، ولكن حسبي أنَّي بذلتُ فيه وسعي في التعريف بهذا العَلَم اليمني، فما كان فيما جمعتُ من صواب فمن الله وحده، وما كان فيه من خلل وخطأ فمن نفسي والشيطان، وأستغفر الله منه وأتوب إليه، وهو حسبي ونعم الوكيل)).[/align]
[align=justify]
([1]) الذي وقفتُ عليه من تراث الإمام عثمان النَّاشري مخطوطاً هي الكتاب التالية: (الهداية إلى تحقيق الرواية، ودرة الناظم في رواية حفص عن عاصم، ونفائس الهمزة في وقف هشام وحمزة)، فالإحالة عليها مخطوطة.
([2]) وهما: (الشمعة في إنفراد الثلاثة عن السبعة، وشرح الدُّرَّة) وقفتُ عليهما مخطوطين ومطبوعين، والإحالة على المطبوع.
([3]) فيما أعلم، وإلا فهناك يوجد من ترجم له من المعاصرين بترجمة لكنني أراها ليست وافية –في نظري- بحق هذا الإمام، كما في مقدِّمة تحقيق شرحه على الدُّرَّة للشيخ عبد الرازق موسى، ومقدِّمة تحقيق الشَّمعة للدكتور إياد السَّامرائي وصاحبه، والترجمة الكاملة للنَّاشري للشيخ فرغلي السَّيِّد، وغيرها، وقد اطلعتُ عليها واستدركتُ على بعضها في طيات هذا البحث، وهناك ترجمة له في: مقدِّمة تحقيق الهداية لأخينا وليد محسن، كما أخبرني بها –حفظه الله- ولم أطلع عليها، وعلى كلٍّ فبحثنا هذا شقٌّ منه في الترجمة، والشقُّ الآخر في جهوده في علم القراءات، وهو الأكثر.
[/align]([2]) وهما: (الشمعة في إنفراد الثلاثة عن السبعة، وشرح الدُّرَّة) وقفتُ عليهما مخطوطين ومطبوعين، والإحالة على المطبوع.
([3]) فيما أعلم، وإلا فهناك يوجد من ترجم له من المعاصرين بترجمة لكنني أراها ليست وافية –في نظري- بحق هذا الإمام، كما في مقدِّمة تحقيق شرحه على الدُّرَّة للشيخ عبد الرازق موسى، ومقدِّمة تحقيق الشَّمعة للدكتور إياد السَّامرائي وصاحبه، والترجمة الكاملة للنَّاشري للشيخ فرغلي السَّيِّد، وغيرها، وقد اطلعتُ عليها واستدركتُ على بعضها في طيات هذا البحث، وهناك ترجمة له في: مقدِّمة تحقيق الهداية لأخينا وليد محسن، كما أخبرني بها –حفظه الله- ولم أطلع عليها، وعلى كلٍّ فبحثنا هذا شقٌّ منه في الترجمة، والشقُّ الآخر في جهوده في علم القراءات، وهو الأكثر.