صدرحديثاً (تفسير ابن خويز منداد المالكي) جمعه ودرسه الدكتور عبدالقادر محجوبي

عبدالرحمن الشهري

المشرف العام
إنضم
29 مارس 2003
المشاركات
19,306
مستوى التفاعل
124
النقاط
63
الإقامة
الرياض
الموقع الالكتروني
www.amshehri.com
[align=center]بسم الله الرحمن الرحيم[/align]

صدر حديثاً عن مركز الثعالبي للدراسات ونشر التراث بالجزائر بالتعاون مع دار ابن حزم ببيروت الطبعة الأولى 1430هـ من كتاب :
[align=center]تفسير ابن خويز منداد [/align]
[align=center]جمع وتوثيق وتقديم
الدكتور عبدالقادر محجوبي [/align]

[align=center]
64b41ab1341dda.jpg
[/align]

وأصل البحث رسالة علمية للباحث ، قدم لها الدكتور الشاهد البوشيخي المشرف على البحث ، وتقع في مجلد 349 صفحة .

مقدمات تمهيدية وتعريف مطول بابن خويز منداد المالكي ، مع الحديث عن منهجيته في التفسير من خلال المادة المجموعة له .
ثم أورد الباحث سبعين صفحة فيها نصوص في التفسير لابن خويز منداد .
وملحقين أحدهما نصوص في الفقه والآخر نصوص في الأصول .
 
بارك الله في الأستاذ الكريم عبد الرحمن الشهري وشكرا للمشارك "أبو يعقوب"
الكتاب الذي تفضلت دار ابن حزم للطباعة والنشر والتوزيع مشكورة بطبعه "تفسير ابن خويز منداد : جمع وتوثيق وتقديم" أصله رسالة جامعية تم تسجيلها "لنيل شهادة الماجستير" بكلية الآداب والعلوم الإنسانية ظهر المهراز بفاس (شعبة الدراسات الإسلامية : تخصص القرآن والحديث) ، وجرت وقائع مناقشتها يوم الاثنين 21 شعبان 1418 الموافق لـ 22 دجنبر 1997 .
والكتاب يتكون من تسعة وأربعين وثلاثمائة(349) صفحة ، اشتمل على مقدمة وخاتمة يتوسطهما قسمين كبيرين .
القسم الأول : يضم مدخلا وخمسة (5) فصول ، تناول الفصل الأول (عصر ابن خويز منداد) الحالة العامة بالعراق ، والحالة الخاصة بالبصرة بلد ابن خويز ، ومدرسة بغداد المالكية .
ودار الحديث في الفصل الثاني (ابن خويز منداد وآثاره) عن ترجمة ابن خويز وآثاره .
واشتمل الفصل الثالث (ابن خويز منداد المفسر) على توثيق تفسير ابن خويز ، ومنهجه في التفسير ، واعتماده على التفسير بالرأي .
أما الفصل الرابع (ابن خويز منداد الفقيه) ، فدار الكلام فيه عن توثيق فقه ابن خويز ، ومصادر جمعه ومحتوياته ، وكذا عن كيفية تقرير الأحكام عند ابن خويز .
والفصل الخامس (ابن خويز منداد الأصولي) ، تم التطرق فيه إلى توثيق الآراء الأصولية المنسوبة لابن خويز ، ومصادر جمعها ومحتوياتها .
والقسم الثاني : ضم النصوص المجموعة في تفسير ابن خويز منداد وفقهه وآرائه الأصولية ، ثم فهارس فنية ، فقائمة المصادر والـمراجـع المعتمدة . وبالله التوفيق .
 
كما أن هناك رسالة ماجستير في جامعة الإمام محمد بن سعود بعنوان :
(( أقوال ابن خويز منداد في التفسير - جمعاً ودراسة ))
للباحثة : سمية بنت علي بن محمد السلطان
بإشراف : أ.د. إبراهيم بن سليمان الهويمل
سنة : 1427هـ
 
باسم الله الرحمن الرحيم.
جزاك الله تعالى خيرا أخي إبراهيم، فقد اطلعت على إفادتك يــوم وضعتها في الشابكة.
بلغ إلى علمي في ربيع الأول 1430 أن الباحثة "سمية بنت علي بن محمد السلطان" تُعد رسالة جامعية بالعنوان الذي ذكرت عن ابن خويز منداد. وقد راسلت في هذا الشأن الكلية المسجلة بها هذه الرسالة "كلية أصول الدين"، وأخبرتها (من باب التواصل) أني أنجزت بحثا في تفسير ابن خويز منداد، وكان حينها هذا البحث قيد الطبع.
الذي أطلبه منك أخي الكريم هو: الإفادة بما جاء في هذه الرسالة من مباحث وفصول، وبما تناولته إجمالا، ومتى نوقشت؟ وكيف يمكن الحصول على نسخة منها؟ والله أسأل أن يزيدك العلم النافع ويجزيك الجزاء الأوفى.
 
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته ، في بادئ الأمر أود أن أشكر للدكتور عبدالرحمن الشهري- أثابه الله وسدده ووفقه- تمكينه لي من الكتابة في هذا الملتقى المبارك .
ثم إني قد قرأت ما كتبه الدكتور عبدالقادر المحجوبي حول بحثي الموسوم بـ: " أقوال ابن خويزمنداد في التفسير جمعا ودراسة" و طلبه الإفادة بما جاء في هذه الرسالة من مباحث وفصول على وجه الإجمال . فأقول مستعينة بالله :
أولا : لقد كانت بداية دراستي لهذا الموضوع عام 1423هـ و نوقشت فيها عام 1427هـ فاتصال الدكتور رعاه الله بالجامعة عام 1430 هـ كان بعد مناقشتي بثلاث سنين وبعد أن نلت الدرجة فلا أدري لماذا لم يخبرك من اتصلتم به من الجامعة بذلك .
ثانيا: هناك اختلاف كبير بين دراستكم رعاكم الله للموضوع ودراستي حيث كانت دراستكم حول ابن خويز وجهوده في التفسير وأصول الفقه والفقه وكان نقلكم لأقواله في التفسير من غير دراسة لها وإنما كانت جمعا وتوثيقا
أما دراستي فكانت حول أقوال ابن خويز في التفسير خاصة ودرستها على النحو الآتي :
1- قسمت البحث الى قسمين: وجعلت القسم الأول فصلان:
الفصل الأول: حول حياة المؤلف وعصره
والفصل الثاني: حول منهجه في التفسير
والقسم الثاني : كان حول أقواله في التفسير وقد رتبتها على ترتيب المصحف.
2- ذكرت من وافقه ومن خالفه في أقواله من أئمة أهل التفسير المعتبرين.
3- إن كان القول فيه خلاف ذكرت أدلة كل قول ثم بينت الراجح .
4- لم أدرس الأقوال التي ينص ابن خويز فيها أنها قولا للإمام مالك أو لأصحاب المذهب المالكي كقوله:" قال الإمام مالك" أو "اختلفت الرواية عن مالك"أو" قال أصحابنا" .
5- لم أدرس أقواله الفقهية البحتة التي يذكرها القرطبي في استطراداته في المسائل الفقهية التي يذكرها عند تفسيره للآيات.
فبلغت أقواله التي درستها 53 قولا ، وهناك سبعة أقوال منعني من دراستها التردد خشية أن يلومني المناقشون في دراستها لأنها فقهية، ولو استقبلت من أمري ما استدبرت لدرستها و لكانت 60 قولا . ولله الأمر من قبل ومن بعد .
هذا ما أردت بيانه حول رسالتي ليتضح الفرق ويزول الريب والله المستعان وعليه التكلان ولا حول ولا قوة إلا به .
 
شكراً لأخي العزيز د. عبدالقادر المحجوبي ما تفضل به من التعقيب والفوائد .
وأشكر الأخت الكريمة الباحثة سمية السلطان على تعقيبها وتوضيحها، وأرحب بها في ملتقى أهل التفسير مفيدة ومستفيدة، وهذا من فوائد التواصل العلمي المباشر بين أهل البحث العلمي، وأرجو أن تتمكن الباحثة من نشر بحثها ليفيد منه الباحثون إن شاء الله .
 
اطلعت على إفادة الأخت الكريمة سمية رعاها الله وزادني وإياها التقوى والعلم، بعد وضعها في الملتقى بدقائق، كما اطلعت على ما أشار إليه الأعضاء الفضلاء في الملتقى وخاصة الأخ العزيز عبد الرحمن الشهري الذي كان له الفضل بعد الله في تسجيلي بهذا الملتقى المبارك؛ أسأل الله الإفادة والنفع منه للجميع. التأخر في إبدائي رأيي في الموضوع سببه استرجاع الذاكرة إلى الوراء ما يُقارب العقدين(20 سنة إلى الوراء) والتفتيش أو النبش في "الأرشيف" للتأكد من بعض المعلومات. فبداية بحثي في الآراء العلمية للعالم الكبير ابن خويز منداد كانت خلال العام الدراسي (1413-1414هـ) وهو العام الذي حصلتُ فيه على "شهادة استكمال الدروس" في نظامنا التعليمي الجامعي القديم، وكان عنوان البحث الذي أنجزته للحصول على هذه الشهادة هو "تفسير ابن خويز منداد من خلال الجامع لأحكام القرآن: جمع وتصنيف"؛ بعد هذه المرحلة بشهور وبعد اتخاذ الإجراءات الإدارية اللازمة سجلته بعنوان "تفسير ابن خويز منداد: جمع وتوثيق وتقديم" تحت إشراف الأستاذ الدكتور الشاهد البوشيخي، وذلك لنيل دبلوم الدراسات العليا/ الماجستير في تخصص القرآن والحديث، وأنهيت عملي من تحريره في صفر 1418 الموافق لـ يونيو 1997م. أقول هذا الكلام والذي يأتي بعده من باب أن الشيء بالشيء يذكر لا أقل ولا أكثر.
أما عن الاختلاف بين دراستي للموضوع ودراستك له فهو بيِّن من خلال مقدمة بحثك إلا أن وصفه بـــ "الكبير" يستلزم إعطاء الأدلة المبرزة له وبيان أوجهه حتى تتضح الصورة (وإن لم يكن بها ضباب) لدى القراء الأعزاء وأنا منهم؛ فإلى حد الآن لم أتمكن من الاطلاع على النسخة الكاملة لبحثك، فقط تصفحت مقدمته (وهي بحوزتي) المكونة من 20 صفحة وهي على "الشبكة العنكبوتية" على صيغة PDF فرغم تناولها للعديد من الأشياء فقد أعجبتني صياغتها المركزة، أما باقي البحث فلم أتمكن من الحصول عليه رغم الجهد الذي بذلته من أجل ذلك، وأتمنى أن يتحقق لي هذا الأمر للاستفادة منه.
إن ابن خويز منداد كان له تفسير كامل لكتاب الله جل جلاله، أجمع المترجمون له (أو أغلبهم) أن اسمه "أحكام القرآن" وقد ظهرت منه ورقتين (من الجزء الثاني) في المكتبة العتيقة بالقيروان على يد الألماني "ميكلوش موراني"؛ فلا أرى أن لابن خويز منداد "جهودا"، بل تفسيرا كاملا لآي الله تعالى ذكره، فهو ممن ألفوا في فن "أحكام القرآن"، والأخت سمية على علم بهذا.
جمعتُ في كتابي موضوع التعريف والتعقيب "تفسير ابن خويز منداد: جمع وتوثيق وتقديم" 100 نص في تفسير القرآن لهذا العالم الجليل، هذا بضم بعض النصوص الواردة عند القرطبي بعضها إلى البعض الآخر لتُكوِّن نصا واحدا، وقد ظهر لي هذا (أي أنها تُكون نصا واحدا) من خلال ما يُورده القرطبي من كلام فاصل بين قولين اثنين لابن خويز منداد. وألحقت باقي الأقوال سواء أوردها القرطبي أو غيره من المفسرين وباقي العلماء المصنفين (حسب طبيعتها) بالفقه أو الأصول. وأتمنى أن يكون كتابي بين يدي سمية حفظها الله أو على الأقل تصفحته للاطلاع على فصوله وفقراته؛ فقد تقاطع البحثان في منهج ابن خويز منداد في التفسير، الذي خصصتُ له الفصل الثالث من كتابي مع الوقوف على التفسير بالرأي عنده وهذا كله في 29 صفحة.
إن استثناء الأقوال المنسوبة للإمام مالك ولأصحاب المذهب المالكي من الدراسة، ومن ثم عدم اعتبارها آراء تفسيرية أو هي في عداد الفقهية، استثناء فيه وعليه نظر لأن للإمام مالك آراء في التفسير كما لأصحابه في المذهب، وقد جُمعت آراؤه التفسيرية وهي مطبوعة (طبعة ثانية) في مجلد منذ 07 سنوات، فليس كل المنسوب للإمام مالك رحمه الله هو من باب الرأي في الفقه. وصلة بهذا الأمر فإن المُؤلفات المُصنفة في "أحكام القرآن" عند المالكية وصل عددها عندي إلى عشرين (20) مصنفا أغلبها مفقود، وهي من نوع التفسير الفقهي الذي يقتضي مما يقتضيه أن تكون الآراء الفقهية بعض من الآراء التفسيرية أو هي ذاتها آراء تفسيرية، فإذا استخرجنا الآراء الفقهية من هذا النوع من كتب التفسير، فإنه لن يبق منها إلا أقل القليل ناهيك عن كون المُؤلِّف أو الباحث إنما يبني رأيه باستقلال دون ضغط أو إجبار من أحد، وأخذه برأي غيره يعتبر رأيا له يتحمل مسؤولية اختياره؛ إذ اختيار رأي الغير في مسألة علمية بمنزلة رأي من لا رأي له.
وإذا كان استثناء بعض الأقوال لسبب أو لآخر، فما مصير بدايات بعض النصوص التي لم يصرح الناقلون لآراء ابن خويز منداد أنها له؟؟ فعندما يقول القرطبي مثلا:"قال ابن خويز منداد: ولهذا قلنا..." أو "قال ابن خويز منداد: وهذه تفرقة..." وقوله:" قال ابن خويز منداد: فإن قيل:..."....إلخ وقول ابن رشـد:"... حكى الروايتين عن مالك ابن خويز منداد في كتاب أحكام القرآن له" وغير هذه العبارات الدالة على أن الناقلين لآراء ابن خويز منداد في التفسير أوردوا كلامه (نقلوه) أحيانا دون التصريح بذلك، ثم ينسبون له جزءا من هذا الكلام بقولهم "قال ابن خويز منداد:..."؛ ومما يعزز هذا المنحى أن القرطبي (رحمه الله) في "الجامع لأحكام القرآن" ضمَّن مُصنفه هذا كتاب "أحكام القرآن" لابن العربي المعافري (دفين فاس) ونسبة النقل من هذا الكتاب دون التصريح بأن المنقول من الكلام لصاحبه ابن العربي أكبر بكثير من إضافة المنقول إليه؛ وهذا المنحى نهجه القرطبي أيضا في اعتماده على عدد من مُصنفات من سبقوه من العلماء رحمهم الله تعالى جميعا رحمة واسعة.
وبناء على ما سبق وعلى القرائن اللفظية السالف ذكرها، فما حظ مثل هذه الأقوال التي لم يصرح الناقل لها بنسبتها لابن خويز منداد بعد التمكُّن من تحديد بداياتها ونهاياتها، ما حظها من الدراسة؟ أو من أي دراسة؟ وهنا تُطرح المسوغات العلمية للجمع والتوثيق للنصوص في مظانها، فالنصوص القديمة (أو النصوص التراثية) عموما ومنها النص التفسيري على وجه الخصوص لما لم ينل من الحظ في الإعداد اللازم إلا القليل، فالآراء المتناثرة هنا وهناك لمن ألفوا في التفسير وضاعت كتبهم (والضائع أو المفقود منها كثير) بحاجة إلى جمع وتوثيق ودراسة وتحليل وتعليل، والآراء التفسيرية لمن لم يُصنفوا في التفسير (كانت لهم جهود في فهم القرآن وتفسيره) في كتبهم التي هي بين أيدينا، هؤلاء أيضا يجب أن تجمع آراؤهم وتوثق، والذين لهم آراء ولم يؤلفوا كُتبا، إنما درَّسوا ووصلتنا آراؤهم بواسطة من ألفوا من تلاميذهم فهؤلاء أيضا ينبغي أن تجمع آراؤهم وتوثق ؛ وبعد ذلك توضع هذه النصوص في متناول الباحثين لدراستها وتحقيقها فالتعليل لمضامينها. وعندما أقول هذا الكلام فأنا لا أشكك في أي جهد أو دراسة علمية، إنما أقول: إن حل معضلة النص بالمحددات التي ذكرت من أولى الأولويات في خدمة النص التفسيري والتراثي عموما.
والله أسأل التوفيق والسداد لسمية بنت علي بن محمد السلطان ولباقي الباحثين في الدرس القرآني.
 
عودة
أعلى