طارق منينة
New member
- إنضم
- 19/07/2010
- المشاركات
- 6,331
- مستوى التفاعل
- 0
- النقاط
- 36
كتب العظم بعد هزيمة67 كتابين قام فيهما بنقد مااسماه الفكر الديني، ويقصد الإسلام نفسه، يقول تركي الربيعو ، وهو علماني، ايضا، في كتابه الأرض اليباب عن العظم:" كتب صادق جلال العظم كتابه الذائع الصيت والموسوم ب"نقد الفكر الديني" والذي أراد له أن يكون بيانا إيديولوجيا وعلمانيا وإنقلابيا "(الأرض اليباب، محاكمة الفكر الاسطوري العربي،تركي علي الربيعو، طبعة رياض الريس للكتب والنشر، ط1، لسنة2007 ص57)
وفي (نقد الفكر الديني )كتب يقول ان الدين يتعارض مع العلم والمعرفة العلمية قلبا وقالبا(ص15 من كتابه)يقول تركي الربيعو العلماني الذي تبنى نظريات علمانية حديثة عن العظم :" "فهو يؤكد أن الإسلام والعلم على طرفي نقيض، وأن العلم قد حقق انتصاراته في حربه الطويلة ضد العقلية الدينية ...فالروح العلمي بعيدة عن منطق الدين"(الأرض اليباب ص62) ودلل العظم على ذلك بأمور خائبة وبعض كلمات من هنا وهناك لبعض الكتاب المسلمين محاولا أن يدلف بفكرته المسمومة لعقل القارئ بمقولة أن القرآن والإسلام يتعارضان مع العلم، وماذا يعرف الرجل عن العلم وكلامه كله شتائم وبذاءات وغرور علمي بائس؟
الرجل ماركسي حتى النخاج وإلى الآن فماله وللعلم وقد تجاوزت النظريات الغربية الحديثة نظرية ماركس واعتبرتها ثوب بال او رقعة بالية في ثوب الثقافة الغربية
فأي علم يتكلم عنه الرجل!
لقد تكلم العظم عن آية خلق الجنين (في كتابه"نقد الفكر الديني) ومنها، وبطريقة ملتوية وجاحدة، نفي العلم في القرآن فهل هذا يعقل؟!(وقد سجلت عليه هذا في سلسلة انهيار شرفات الاستشراق، المقال مرفق اسفل مقالنا هذا)
ثم جاءت مصيبته الكبرى في تاريخه كله وتاريخ العلمانية العربية إذ كتب هذا المهرطق كما يسميه أحبابه!، كتب كتابين لم ارى في حياتي مثلهما في الغل الماركس والحقد العلماني والضلال البعيد والخسارة العتيقة، ويبدو انه كتبهما كآخر طلقة ماركسية تخرج بإتجاه الإسلام قبل أن يطوي الله الماركسية في تاريخ الأفكار الظالمة الجاحدة، فهناك بقايا باقية للماركسية الخالدة!،والخلود وعد اطلقوه لأنفسهم، وخيب الله آمالهم وضيع وعودهم الظالمة لهم وللناس جميعا
يقول تركي الربيعو(علماني):" وفي الحقيقة فالذي يستحق الرثاء والسخرية هو العظم نفسه "فقد بشر في"نقد الفكر الديني" بانهيار الموقف الديني وانتصار الأشتراكية والماركسية كإيديولوجيا حداثوية، لكن الأمور سارت بعكس الإتجاه...وكما يرى على حرب في كتابه"أوهام النخبة"،1996"شاهد آخر على إفتقار المثقف العربي إلي الحدس والرؤيا وانحداره إلي نفق الوهم"(ص 69 من الأرض اليباب لتركي ربيعو)
.
كتب العظم كتابه ذهنية التحريم، ولما فزعت العلمانية العربية مما ورد من شتم النبي وهزء به في غير ماحاجة لهم في معركة من هذا النوع، فقد كانوا يتسللون،خُفية، لهدم بطيء مخطط له بينما يؤجلون المعركة الكبيرة الى زمن آخر، لما أفزعتهم الطريقة في الإهانة وهجاء النبي بهذه الصورة الفظيعة كتبوا ردودا عليه، ومالبت الرجل أن ظن أنهم بذلك يمدحونه، إذ اهتموا به، فوضع جل مقالاتهم في كتابه الثاني اي المسمى" مابعد ذهنية التحريم" فرد عليهم ايضا في الكتاب وكان رده على أحدهم ، بكلام معناه اليس أنت من علمتنا أن نقدح في التاريخ النبوي ونقوم بنقد جريء!
ماذا في الكتابين؟
لقد كان ينتصر في الكتابين المخصصين لهجو النبي محمد لسلمان رشدي وروايته الشائنة آيات شيطانية، ويقول ماالمشكلة ان يشتم نبي ويهجوه الناس ويصور في ابشع الصور وترصد له رواية ساخرة منه ومن حريمه ومن النبوة والوحي ، فقديما كتب التنويريون كتابات تهجو الأسفار المقدسة المسيحية، وكتبت مسرحيات ساخرة، وروايات هجائية، حتى تبلورت منهجية هجاء المقدس والهزء بالأنبياء للخروج من واقع بائس وهو مافعله رشدي، هذه هي خلاصة هجائية العظم الإجرامية، وفيها قال كلاما عن زوجات النبي وجبريل عليه السلام فقد صور زوجات النبي في صور شائنة وتخيل الملاك جبرائيل في حالة سكرية هستيرية شتامة!
وهنا اثبت العظم ان دفاعه عن رشدي إنما هو إنتقام من عدم زوال الإسلام على يد الماركسية العلمية كما زعم ووعد وتوعد!
وهو ذاته قد قال انه ينبغي الإنتقام من النبوة والنبي ولو في صورة خيالية وهو ماقام به سلمان رشدي بحسب كلام العظم.
رد على افكار العظم الماركسية كثير من العلمانيين الماركسيين- الذي طوروا الماركسية او اضافوا اليها مذاهب جديدة - وغيرهم ممن يتبنون نظرات اخرى مستقاة من الثقافة الفلسفية الغربية.
العظم حصل على جائزة هولندية كبيرة تقاسمها مع امرأة كاذبة خاطئة ورجع الى بلده محمل بآلاف الإيروهات_الإيرو عملة اوروبية كما لايخفى عليك.
الجائزة منحت له بعد اصدار كتابيه واحتفاء دوائر غربية وشرقية بهما
وهاهو المقال المشار اليه في المقال عن العظم وهو من سلسلة انهيار غرفات الاستشراق
وفي (نقد الفكر الديني )كتب يقول ان الدين يتعارض مع العلم والمعرفة العلمية قلبا وقالبا(ص15 من كتابه)يقول تركي الربيعو العلماني الذي تبنى نظريات علمانية حديثة عن العظم :" "فهو يؤكد أن الإسلام والعلم على طرفي نقيض، وأن العلم قد حقق انتصاراته في حربه الطويلة ضد العقلية الدينية ...فالروح العلمي بعيدة عن منطق الدين"(الأرض اليباب ص62) ودلل العظم على ذلك بأمور خائبة وبعض كلمات من هنا وهناك لبعض الكتاب المسلمين محاولا أن يدلف بفكرته المسمومة لعقل القارئ بمقولة أن القرآن والإسلام يتعارضان مع العلم، وماذا يعرف الرجل عن العلم وكلامه كله شتائم وبذاءات وغرور علمي بائس؟
الرجل ماركسي حتى النخاج وإلى الآن فماله وللعلم وقد تجاوزت النظريات الغربية الحديثة نظرية ماركس واعتبرتها ثوب بال او رقعة بالية في ثوب الثقافة الغربية
فأي علم يتكلم عنه الرجل!
لقد تكلم العظم عن آية خلق الجنين (في كتابه"نقد الفكر الديني) ومنها، وبطريقة ملتوية وجاحدة، نفي العلم في القرآن فهل هذا يعقل؟!(وقد سجلت عليه هذا في سلسلة انهيار شرفات الاستشراق، المقال مرفق اسفل مقالنا هذا)
ثم جاءت مصيبته الكبرى في تاريخه كله وتاريخ العلمانية العربية إذ كتب هذا المهرطق كما يسميه أحبابه!، كتب كتابين لم ارى في حياتي مثلهما في الغل الماركس والحقد العلماني والضلال البعيد والخسارة العتيقة، ويبدو انه كتبهما كآخر طلقة ماركسية تخرج بإتجاه الإسلام قبل أن يطوي الله الماركسية في تاريخ الأفكار الظالمة الجاحدة، فهناك بقايا باقية للماركسية الخالدة!،والخلود وعد اطلقوه لأنفسهم، وخيب الله آمالهم وضيع وعودهم الظالمة لهم وللناس جميعا
يقول تركي الربيعو(علماني):" وفي الحقيقة فالذي يستحق الرثاء والسخرية هو العظم نفسه "فقد بشر في"نقد الفكر الديني" بانهيار الموقف الديني وانتصار الأشتراكية والماركسية كإيديولوجيا حداثوية، لكن الأمور سارت بعكس الإتجاه...وكما يرى على حرب في كتابه"أوهام النخبة"،1996"شاهد آخر على إفتقار المثقف العربي إلي الحدس والرؤيا وانحداره إلي نفق الوهم"(ص 69 من الأرض اليباب لتركي ربيعو)
.
كتب العظم كتابه ذهنية التحريم، ولما فزعت العلمانية العربية مما ورد من شتم النبي وهزء به في غير ماحاجة لهم في معركة من هذا النوع، فقد كانوا يتسللون،خُفية، لهدم بطيء مخطط له بينما يؤجلون المعركة الكبيرة الى زمن آخر، لما أفزعتهم الطريقة في الإهانة وهجاء النبي بهذه الصورة الفظيعة كتبوا ردودا عليه، ومالبت الرجل أن ظن أنهم بذلك يمدحونه، إذ اهتموا به، فوضع جل مقالاتهم في كتابه الثاني اي المسمى" مابعد ذهنية التحريم" فرد عليهم ايضا في الكتاب وكان رده على أحدهم ، بكلام معناه اليس أنت من علمتنا أن نقدح في التاريخ النبوي ونقوم بنقد جريء!
ماذا في الكتابين؟
لقد كان ينتصر في الكتابين المخصصين لهجو النبي محمد لسلمان رشدي وروايته الشائنة آيات شيطانية، ويقول ماالمشكلة ان يشتم نبي ويهجوه الناس ويصور في ابشع الصور وترصد له رواية ساخرة منه ومن حريمه ومن النبوة والوحي ، فقديما كتب التنويريون كتابات تهجو الأسفار المقدسة المسيحية، وكتبت مسرحيات ساخرة، وروايات هجائية، حتى تبلورت منهجية هجاء المقدس والهزء بالأنبياء للخروج من واقع بائس وهو مافعله رشدي، هذه هي خلاصة هجائية العظم الإجرامية، وفيها قال كلاما عن زوجات النبي وجبريل عليه السلام فقد صور زوجات النبي في صور شائنة وتخيل الملاك جبرائيل في حالة سكرية هستيرية شتامة!
وهنا اثبت العظم ان دفاعه عن رشدي إنما هو إنتقام من عدم زوال الإسلام على يد الماركسية العلمية كما زعم ووعد وتوعد!
وهو ذاته قد قال انه ينبغي الإنتقام من النبوة والنبي ولو في صورة خيالية وهو ماقام به سلمان رشدي بحسب كلام العظم.
رد على افكار العظم الماركسية كثير من العلمانيين الماركسيين- الذي طوروا الماركسية او اضافوا اليها مذاهب جديدة - وغيرهم ممن يتبنون نظرات اخرى مستقاة من الثقافة الفلسفية الغربية.
العظم حصل على جائزة هولندية كبيرة تقاسمها مع امرأة كاذبة خاطئة ورجع الى بلده محمل بآلاف الإيروهات_الإيرو عملة اوروبية كما لايخفى عليك.
الجائزة منحت له بعد اصدار كتابيه واحتفاء دوائر غربية وشرقية بهما
وهاهو المقال المشار اليه في المقال عن العظم وهو من سلسلة انهيار غرفات الاستشراق
إضاءات
انهيار شرفات الاستشراق على طريق السور المكية
بقلم طارق منينة
تاريخ النشر : 10/09/2009 -
لم يكن الدكتور والمفكر الماركسي صادق جلال العظم بأحسن حالا من الجابري ونولدكه وبقية الجوقة العلمانية والاستشراقية الحديثة في موقفه من الوحي القرآني، فكما ألف الجابري كتابه "التراث والحداثة" وبقية مشروعه في نقد العقل الإسلامي وما سطره اخيرا في نقد الوحي والمتمثل في كتابه مدخل الى القرآن، والذي عضده بأجزاء ثلاثة من التحريف العلماني وقد مر فيها على السور القرآنية -مع محاولةالتلاعب بتسلسلها لأغراض علمانية كما فعل نولدكه!- محاولا خلق صلة للقرآن بالمعطي "المعرفي!" الاسطوري القديم عاملا على حجب الحقيقة بإعطائها معاني هزيلة وقاصرةوساذجة وسطحية بصورة ملفتة او بحجب المعلومات التاريخية والعلمية عن القارئ، فكذلك فعل الدكتور صادق جلال العظم والذي اتخذ طريق المباشرة في نقد الوحي، وهو الذي دافععن سلمان رشدي أخيرا وبكتابين "ذهنية التحريم" و"ما بعد ذهنية التحريم" مؤيدا له في العملية التهكمية الهجائية والساخرة من الرسول محمد وجبريل والصحابة وأمهات المؤمنين، وبطريقة رسمهم ونقلهم إلى عوالم شاذة حتي لا يبقي فرق بين ما يسمونه حديثا "المقدس والمدنس" وكذلك فعل سيد القمني مع النبي موسى وأمه!
فقبل ربع قرن من الزمان وبعد هزيمة حزيران 1967، كتب العظم كتابه "نقد الفكر الديني" مفتعلا معركة مع الإسلام ومتهما له بأنه سبب التخلف والهزيمة،كما رماه بانه يتعارض مع العلم ويناقضه، ومع ان الدكتور العظم أخفى أسباب الهزيمة الحقيقية وصلتها بالنظام القائم آنذاك، وعلاقته البدائية بالفكرة الماركسية والاشتراكية السوفيتية وتدريب كبار قياداتها على يد جنرالات الماركسية في روسيا! وسيطرة الاتحاد الاشتراكي على الآلة الثقافية والإعلامية يومئذ، كما ان الشخصيات التي وضعت على قيادة الامة والحرب كانت باعترافات كثير من رجال الثورة أنفسهم عديمة الخبرة، ومنهم من كان على قمة وزارة الحربية وكان غارقا في الشهوات والخيانة الزوجية مستهترا ومتهتكا وغافلا، كما أشار هيكل وبعض رجال الثورة أخيرا في كلامهم عن عبد الحكيم عامر الرجل الثاني في الدولة والمؤثر على رجلها الأول بشكل ملحوظ!
حاول العظم أن يدخل الغيب القرآني في الاسطورة والخرافة، وذلك لدعم فكرته الرئيسية في "نقد الفكر الديني" من ان الدين مخالف ومناقض للعلم! وقدعلق في نقده على قول الله تعالي في سورة المؤمنون: وَلَقَدْ خَلَقْنَا الإنسان مِن سلالة مِّن طِينٍ* ثُمَّ جَعَلْنَاهُ نُطْفَةً في قَرَارٍ مَّكِينٍ* ثُمَّ خَلَقْنَا النُّطْفَةَ عَلَقَةً فَخَلَقْنَا الْعَلَقَةَ مُضْغَةً فَخَلَقْنَا الْمُضْغَةَ عِظَاماً فَكَسَوْنَا الْعِظَامَ لَحْماً ثُمَّ أَنشَأْنَاهُ خَلْقاً آخَرَ فَتَبَارَكَ اللَّهُ أَحْسَنُ الخالقين (12)
بقوله: "من الجلي أن عملية نمو الجنين البشري بالنسبة الى هذا الوصف القرآني تعتمد على التدخل المباشر من قبل الله لنقلها من طور الى طور آخر أي أن نقلها من نطفة الى علقة يحتاج الى عملية خلق أخرى الخ--- وخلاصة القول هو أن نمو الخلية البشرية يمثل معجزة الهية لا تعليل لها سوي قدرته المطلقة على الخلق وتدخله المباشر في سير أمور الكون. هل يتفق هذا الوصف والتعليل مع معارفنا العلمية عن الموضوع ومع ما يبينه علم الأجنة حول تطور الخلية البشرية في مراحلها الأولى؟ الجواب حتما هو بالنفي لأن علم الأجنة لا يدع مجالا للشك في ان الخلية تنمو بالتطور العضوي من طور الى طور اخر وفقا لقوانين صعبة معينة بحيث تنمو المرحلة المتأخرة منصلب المرحلة السابقة عليها وعلي أساس معطياتها الأولية" (ص40)
ولو تمعن العظم في لفظة "ثم" التي تدل على التراخي والترتيب وقد ذكرت بين مرحلة النطفة والعلقة ولم تذكر بين مرحلة العلقة والمضغة، وانما ذكر "واو" العطف بينهما والذي يدل على الاشتراك والتعقيب والتدريج؛ لعلم ان "ثم" المكررة مرتين و"واو العطف" تشير الى نقلة نوعية هائلة بين المراحل، وذلك وفق معطيات علمية تلفت الانتباه الى وجوب دراسة هذه المراحل المتراخية والمتسارعة والمتراكبةوازمنتها الخاصة والبحث عن اسبابها وعللها، وعدم الاكتفاء بالنظر اليها كمعجزة ربانية ولطيفة قيومية فالايمان يدفع الى العلم والعمل
وفي الحقيقة لا أجد في نص الدكتور العظم الا محاولة افتعال معركة مبيتة ومتعمدة مع النص القرآني، والا فإن القارئ للقرآن يجد المعطيات مؤكدة ومقسم عليها ايضا وحاثة على الدراسة والاستقصاء لمعرفة كيفية بدء الخلق كما ان الآيات الاخرى الواردة في نفس السياق تساعد على الفهم وزيادة الوعي العلمي فخلق نطفة الانسان من سلالة من طين –مثلا- يؤكد صلة الانسان بعناصر الارض حتى في مراحل نمو الجنين، كما ان خلقه من نطفتي الرجل والمرأة لا من الذكر وحده انما هي حقيقة سماهاالقرآن باسمها "إِنَّا خَلَقْنَا الْإِنْسَانَ مِنْ نُطْفَةٍ أَمْشَاجٍ"، والمدهش ان اسم السورة التي ورد فيها اللفط هو "سورة الإنسان!!" والآية هي رقم 2 منها كماأن آية العلق من سورة العلق هي الآية الثانية منها! فلا مكان في الامشاج لدم حيضي تخلق منه الجنين كما تخيل ارسطو والهنود او "قزم"! المخيال الغربي لعلماء القرونقبل عام 1775م. ان الآيات السابقة التي ادخلها صادق جلال العظم في المدونات الاسطورية الارضية انما هي من علوم القيومية الالهية. الا يعلم من خلق وهو اللطيف الخبير (سورة الملك: 14)
علينا الآن أن ننتقل الي التحدي الآخر من سورة العلق والوعد فيها!
لم يكن الدكتور والمفكر الماركسي صادق جلال العظم بأحسن حالا من الجابري ونولدكه وبقية الجوقة العلمانية والاستشراقية الحديثة في موقفه من الوحي القرآني، فكما ألف الجابري كتابه "التراث والحداثة" وبقية مشروعه في نقد العقل الإسلامي وما سطره اخيرا في نقد الوحي والمتمثل في كتابه مدخل الى القرآن، والذي عضده بأجزاء ثلاثة من التحريف العلماني وقد مر فيها على السور القرآنية -مع محاولةالتلاعب بتسلسلها لأغراض علمانية كما فعل نولدكه!- محاولا خلق صلة للقرآن بالمعطي "المعرفي!" الاسطوري القديم عاملا على حجب الحقيقة بإعطائها معاني هزيلة وقاصرةوساذجة وسطحية بصورة ملفتة او بحجب المعلومات التاريخية والعلمية عن القارئ، فكذلك فعل الدكتور صادق جلال العظم والذي اتخذ طريق المباشرة في نقد الوحي، وهو الذي دافععن سلمان رشدي أخيرا وبكتابين "ذهنية التحريم" و"ما بعد ذهنية التحريم" مؤيدا له في العملية التهكمية الهجائية والساخرة من الرسول محمد وجبريل والصحابة وأمهات المؤمنين، وبطريقة رسمهم ونقلهم إلى عوالم شاذة حتي لا يبقي فرق بين ما يسمونه حديثا "المقدس والمدنس" وكذلك فعل سيد القمني مع النبي موسى وأمه!
فقبل ربع قرن من الزمان وبعد هزيمة حزيران 1967، كتب العظم كتابه "نقد الفكر الديني" مفتعلا معركة مع الإسلام ومتهما له بأنه سبب التخلف والهزيمة،كما رماه بانه يتعارض مع العلم ويناقضه، ومع ان الدكتور العظم أخفى أسباب الهزيمة الحقيقية وصلتها بالنظام القائم آنذاك، وعلاقته البدائية بالفكرة الماركسية والاشتراكية السوفيتية وتدريب كبار قياداتها على يد جنرالات الماركسية في روسيا! وسيطرة الاتحاد الاشتراكي على الآلة الثقافية والإعلامية يومئذ، كما ان الشخصيات التي وضعت على قيادة الامة والحرب كانت باعترافات كثير من رجال الثورة أنفسهم عديمة الخبرة، ومنهم من كان على قمة وزارة الحربية وكان غارقا في الشهوات والخيانة الزوجية مستهترا ومتهتكا وغافلا، كما أشار هيكل وبعض رجال الثورة أخيرا في كلامهم عن عبد الحكيم عامر الرجل الثاني في الدولة والمؤثر على رجلها الأول بشكل ملحوظ!
حاول العظم أن يدخل الغيب القرآني في الاسطورة والخرافة، وذلك لدعم فكرته الرئيسية في "نقد الفكر الديني" من ان الدين مخالف ومناقض للعلم! وقدعلق في نقده على قول الله تعالي في سورة المؤمنون: وَلَقَدْ خَلَقْنَا الإنسان مِن سلالة مِّن طِينٍ* ثُمَّ جَعَلْنَاهُ نُطْفَةً في قَرَارٍ مَّكِينٍ* ثُمَّ خَلَقْنَا النُّطْفَةَ عَلَقَةً فَخَلَقْنَا الْعَلَقَةَ مُضْغَةً فَخَلَقْنَا الْمُضْغَةَ عِظَاماً فَكَسَوْنَا الْعِظَامَ لَحْماً ثُمَّ أَنشَأْنَاهُ خَلْقاً آخَرَ فَتَبَارَكَ اللَّهُ أَحْسَنُ الخالقين (12)
بقوله: "من الجلي أن عملية نمو الجنين البشري بالنسبة الى هذا الوصف القرآني تعتمد على التدخل المباشر من قبل الله لنقلها من طور الى طور آخر أي أن نقلها من نطفة الى علقة يحتاج الى عملية خلق أخرى الخ--- وخلاصة القول هو أن نمو الخلية البشرية يمثل معجزة الهية لا تعليل لها سوي قدرته المطلقة على الخلق وتدخله المباشر في سير أمور الكون. هل يتفق هذا الوصف والتعليل مع معارفنا العلمية عن الموضوع ومع ما يبينه علم الأجنة حول تطور الخلية البشرية في مراحلها الأولى؟ الجواب حتما هو بالنفي لأن علم الأجنة لا يدع مجالا للشك في ان الخلية تنمو بالتطور العضوي من طور الى طور اخر وفقا لقوانين صعبة معينة بحيث تنمو المرحلة المتأخرة منصلب المرحلة السابقة عليها وعلي أساس معطياتها الأولية" (ص40)
ولو تمعن العظم في لفظة "ثم" التي تدل على التراخي والترتيب وقد ذكرت بين مرحلة النطفة والعلقة ولم تذكر بين مرحلة العلقة والمضغة، وانما ذكر "واو" العطف بينهما والذي يدل على الاشتراك والتعقيب والتدريج؛ لعلم ان "ثم" المكررة مرتين و"واو العطف" تشير الى نقلة نوعية هائلة بين المراحل، وذلك وفق معطيات علمية تلفت الانتباه الى وجوب دراسة هذه المراحل المتراخية والمتسارعة والمتراكبةوازمنتها الخاصة والبحث عن اسبابها وعللها، وعدم الاكتفاء بالنظر اليها كمعجزة ربانية ولطيفة قيومية فالايمان يدفع الى العلم والعمل
وفي الحقيقة لا أجد في نص الدكتور العظم الا محاولة افتعال معركة مبيتة ومتعمدة مع النص القرآني، والا فإن القارئ للقرآن يجد المعطيات مؤكدة ومقسم عليها ايضا وحاثة على الدراسة والاستقصاء لمعرفة كيفية بدء الخلق كما ان الآيات الاخرى الواردة في نفس السياق تساعد على الفهم وزيادة الوعي العلمي فخلق نطفة الانسان من سلالة من طين –مثلا- يؤكد صلة الانسان بعناصر الارض حتى في مراحل نمو الجنين، كما ان خلقه من نطفتي الرجل والمرأة لا من الذكر وحده انما هي حقيقة سماهاالقرآن باسمها "إِنَّا خَلَقْنَا الْإِنْسَانَ مِنْ نُطْفَةٍ أَمْشَاجٍ"، والمدهش ان اسم السورة التي ورد فيها اللفط هو "سورة الإنسان!!" والآية هي رقم 2 منها كماأن آية العلق من سورة العلق هي الآية الثانية منها! فلا مكان في الامشاج لدم حيضي تخلق منه الجنين كما تخيل ارسطو والهنود او "قزم"! المخيال الغربي لعلماء القرونقبل عام 1775م. ان الآيات السابقة التي ادخلها صادق جلال العظم في المدونات الاسطورية الارضية انما هي من علوم القيومية الالهية. الا يعلم من خلق وهو اللطيف الخبير (سورة الملك: 14)
علينا الآن أن ننتقل الي التحدي الآخر من سورة العلق والوعد فيها!