صادق جلال العظم حتى العظم بإختصار غير مخل!،بقلم طارق منينة

طارق منينة

New member
إنضم
19/07/2010
المشاركات
6,330
مستوى التفاعل
0
النقاط
36
كتب العظم بعد هزيمة67 كتابين قام فيهما بنقد مااسماه الفكر الديني، ويقصد الإسلام نفسه، يقول تركي الربيعو ، وهو علماني، ايضا، في كتابه الأرض اليباب عن العظم:" كتب صادق جلال العظم كتابه الذائع الصيت والموسوم ب"نقد الفكر الديني" والذي أراد له أن يكون بيانا إيديولوجيا وعلمانيا وإنقلابيا "(الأرض اليباب، محاكمة الفكر الاسطوري العربي،تركي علي الربيعو، طبعة رياض الريس للكتب والنشر، ط1، لسنة2007 ص57)
وفي (نقد الفكر الديني )كتب يقول ان الدين يتعارض مع العلم والمعرفة العلمية قلبا وقالبا(ص15 من كتابه)يقول تركي الربيعو العلماني الذي تبنى نظريات علمانية حديثة عن العظم :" "فهو يؤكد أن الإسلام والعلم على طرفي نقيض، وأن العلم قد حقق انتصاراته في حربه الطويلة ضد العقلية الدينية ...فالروح العلمي بعيدة عن منطق الدين"(الأرض اليباب ص62) ودلل العظم على ذلك بأمور خائبة وبعض كلمات من هنا وهناك لبعض الكتاب المسلمين محاولا أن يدلف بفكرته المسمومة لعقل القارئ بمقولة أن القرآن والإسلام يتعارضان مع العلم، وماذا يعرف الرجل عن العلم وكلامه كله شتائم وبذاءات وغرور علمي بائس؟
الرجل ماركسي حتى النخاج وإلى الآن فماله وللعلم وقد تجاوزت النظريات الغربية الحديثة نظرية ماركس واعتبرتها ثوب بال او رقعة بالية في ثوب الثقافة الغربية
فأي علم يتكلم عنه الرجل!
لقد تكلم العظم عن آية خلق الجنين (في كتابه"نقد الفكر الديني) ومنها، وبطريقة ملتوية وجاحدة، نفي العلم في القرآن فهل هذا يعقل؟!(وقد سجلت عليه هذا في سلسلة انهيار شرفات الاستشراق، المقال مرفق اسفل مقالنا هذا)
ثم جاءت مصيبته الكبرى في تاريخه كله وتاريخ العلمانية العربية إذ كتب هذا المهرطق كما يسميه أحبابه!، كتب كتابين لم ارى في حياتي مثلهما في الغل الماركس والحقد العلماني والضلال البعيد والخسارة العتيقة، ويبدو انه كتبهما كآخر طلقة ماركسية تخرج بإتجاه الإسلام قبل أن يطوي الله الماركسية في تاريخ الأفكار الظالمة الجاحدة، فهناك بقايا باقية للماركسية الخالدة!،والخلود وعد اطلقوه لأنفسهم، وخيب الله آمالهم وضيع وعودهم الظالمة لهم وللناس جميعا
يقول تركي الربيعو(علماني):" وفي الحقيقة فالذي يستحق الرثاء والسخرية هو العظم نفسه "فقد بشر في"نقد الفكر الديني" بانهيار الموقف الديني وانتصار الأشتراكية والماركسية كإيديولوجيا حداثوية، لكن الأمور سارت بعكس الإتجاه...وكما يرى على حرب في كتابه"أوهام النخبة"،1996"شاهد آخر على إفتقار المثقف العربي إلي الحدس والرؤيا وانحداره إلي نفق الوهم"(ص 69 من الأرض اليباب لتركي ربيعو)
.
كتب العظم كتابه ذهنية التحريم، ولما فزعت العلمانية العربية مما ورد من شتم النبي وهزء به في غير ماحاجة لهم في معركة من هذا النوع، فقد كانوا يتسللون،خُفية، لهدم بطيء مخطط له بينما يؤجلون المعركة الكبيرة الى زمن آخر، لما أفزعتهم الطريقة في الإهانة وهجاء النبي بهذه الصورة الفظيعة كتبوا ردودا عليه، ومالبت الرجل أن ظن أنهم بذلك يمدحونه، إذ اهتموا به، فوضع جل مقالاتهم في كتابه الثاني اي المسمى" مابعد ذهنية التحريم" فرد عليهم ايضا في الكتاب وكان رده على أحدهم ، بكلام معناه اليس أنت من علمتنا أن نقدح في التاريخ النبوي ونقوم بنقد جريء!
ماذا في الكتابين؟
لقد كان ينتصر في الكتابين المخصصين لهجو النبي محمد لسلمان رشدي وروايته الشائنة آيات شيطانية، ويقول ماالمشكلة ان يشتم نبي ويهجوه الناس ويصور في ابشع الصور وترصد له رواية ساخرة منه ومن حريمه ومن النبوة والوحي ، فقديما كتب التنويريون كتابات تهجو الأسفار المقدسة المسيحية، وكتبت مسرحيات ساخرة، وروايات هجائية، حتى تبلورت منهجية هجاء المقدس والهزء بالأنبياء للخروج من واقع بائس وهو مافعله رشدي، هذه هي خلاصة هجائية العظم الإجرامية، وفيها قال كلاما عن زوجات النبي وجبريل عليه السلام فقد صور زوجات النبي في صور شائنة وتخيل الملاك جبرائيل في حالة سكرية هستيرية شتامة!
وهنا اثبت العظم ان دفاعه عن رشدي إنما هو إنتقام من عدم زوال الإسلام على يد الماركسية العلمية كما زعم ووعد وتوعد!
وهو ذاته قد قال انه ينبغي الإنتقام من النبوة والنبي ولو في صورة خيالية وهو ماقام به سلمان رشدي بحسب كلام العظم.
رد على افكار العظم الماركسية كثير من العلمانيين الماركسيين- الذي طوروا الماركسية او اضافوا اليها مذاهب جديدة - وغيرهم ممن يتبنون نظرات اخرى مستقاة من الثقافة الفلسفية الغربية.
العظم حصل على جائزة هولندية كبيرة تقاسمها مع امرأة كاذبة خاطئة ورجع الى بلده محمل بآلاف الإيروهات_الإيرو عملة اوروبية كما لايخفى عليك.
الجائزة منحت له بعد اصدار كتابيه واحتفاء دوائر غربية وشرقية بهما
وهاهو المقال المشار اليه في المقال عن العظم وهو من سلسلة انهيار غرفات الاستشراق



إضاءات​



انهيار شرفات الاستشراق على طريق السور المكية​




بقلم طارق منينة​

تاريخ النشر : 10/09/2009 -
لم يكن الدكتور والمفكر الماركسي صادق جلال العظم بأحسن حالا من الجابري ونولدكه وبقية الجوقة العلمانية والاستشراقية الحديثة في موقفه من الوحي القرآني، فكما ألف الجابري كتابه "التراث والحداثة" وبقية مشروعه في نقد العقل الإسلامي وما سطره اخيرا في نقد الوحي والمتمثل في كتابه مدخل الى القرآن، والذي عضده بأجزاء ثلاثة من التحريف العلماني وقد مر فيها على السور القرآنية -مع محاولةالتلاعب بتسلسلها لأغراض علمانية كما فعل نولدكه!- محاولا خلق صلة للقرآن بالمعطي "المعرفي!" الاسطوري القديم عاملا على حجب الحقيقة بإعطائها معاني هزيلة وقاصرةوساذجة وسطحية بصورة ملفتة او بحجب المعلومات التاريخية والعلمية عن القارئ، فكذلك فعل الدكتور صادق جلال العظم والذي اتخذ طريق المباشرة في نقد الوحي، وهو الذي دافععن سلمان رشدي أخيرا وبكتابين "ذهنية التحريم" و"ما بعد ذهنية التحريم" مؤيدا له في العملية التهكمية الهجائية والساخرة من الرسول محمد وجبريل والصحابة وأمهات المؤمنين، وبطريقة رسمهم ونقلهم إلى عوالم شاذة حتي لا يبقي فرق بين ما يسمونه حديثا "المقدس والمدنس" وكذلك فعل سيد القمني مع النبي موسى وأمه!
فقبل ربع قرن من الزمان وبعد هزيمة حزيران 1967، كتب العظم كتابه "نقد الفكر الديني" مفتعلا معركة مع الإسلام ومتهما له بأنه سبب التخلف والهزيمة،كما رماه بانه يتعارض مع العلم ويناقضه، ومع ان الدكتور العظم أخفى أسباب الهزيمة الحقيقية وصلتها بالنظام القائم آنذاك، وعلاقته البدائية بالفكرة الماركسية والاشتراكية السوفيتية وتدريب كبار قياداتها على يد جنرالات الماركسية في روسيا! وسيطرة الاتحاد الاشتراكي على الآلة الثقافية والإعلامية يومئذ، كما ان الشخصيات التي وضعت على قيادة الامة والحرب كانت باعترافات كثير من رجال الثورة أنفسهم عديمة الخبرة، ومنهم من كان على قمة وزارة الحربية وكان غارقا في الشهوات والخيانة الزوجية مستهترا ومتهتكا وغافلا، كما أشار هيكل وبعض رجال الثورة أخيرا في كلامهم عن عبد الحكيم عامر الرجل الثاني في الدولة والمؤثر على رجلها الأول بشكل ملحوظ!
حاول العظم أن يدخل الغيب القرآني في الاسطورة والخرافة، وذلك لدعم فكرته الرئيسية في "نقد الفكر الديني" من ان الدين مخالف ومناقض للعلم! وقدعلق في نقده على قول الله تعالي في سورة المؤمنون: وَلَقَدْ خَلَقْنَا الإنسان مِن سلالة مِّن طِينٍ* ثُمَّ جَعَلْنَاهُ نُطْفَةً في قَرَارٍ مَّكِينٍ* ثُمَّ خَلَقْنَا النُّطْفَةَ عَلَقَةً فَخَلَقْنَا الْعَلَقَةَ مُضْغَةً فَخَلَقْنَا الْمُضْغَةَ عِظَاماً فَكَسَوْنَا الْعِظَامَ لَحْماً ثُمَّ أَنشَأْنَاهُ خَلْقاً آخَرَ فَتَبَارَكَ اللَّهُ أَحْسَنُ الخالقين (12)
بقوله: "من الجلي أن عملية نمو الجنين البشري بالنسبة الى هذا الوصف القرآني تعتمد على التدخل المباشر من قبل الله لنقلها من طور الى طور آخر أي أن نقلها من نطفة الى علقة يحتاج الى عملية خلق أخرى الخ--- وخلاصة القول هو أن نمو الخلية البشرية يمثل معجزة الهية لا تعليل لها سوي قدرته المطلقة على الخلق وتدخله المباشر في سير أمور الكون. هل يتفق هذا الوصف والتعليل مع معارفنا العلمية عن الموضوع ومع ما يبينه علم الأجنة حول تطور الخلية البشرية في مراحلها الأولى؟ الجواب حتما هو بالنفي لأن علم الأجنة لا يدع مجالا للشك في ان الخلية تنمو بالتطور العضوي من طور الى طور اخر وفقا لقوانين صعبة معينة بحيث تنمو المرحلة المتأخرة منصلب المرحلة السابقة عليها وعلي أساس معطياتها الأولية" (ص40)
ولو تمعن العظم في لفظة "ثم" التي تدل على التراخي والترتيب وقد ذكرت بين مرحلة النطفة والعلقة ولم تذكر بين مرحلة العلقة والمضغة، وانما ذكر "واو" العطف بينهما والذي يدل على الاشتراك والتعقيب والتدريج؛ لعلم ان "ثم" المكررة مرتين و"واو العطف" تشير الى نقلة نوعية هائلة بين المراحل، وذلك وفق معطيات علمية تلفت الانتباه الى وجوب دراسة هذه المراحل المتراخية والمتسارعة والمتراكبةوازمنتها الخاصة والبحث عن اسبابها وعللها، وعدم الاكتفاء بالنظر اليها كمعجزة ربانية ولطيفة قيومية فالايمان يدفع الى العلم والعمل
وفي الحقيقة لا أجد في نص الدكتور العظم الا محاولة افتعال معركة مبيتة ومتعمدة مع النص القرآني، والا فإن القارئ للقرآن يجد المعطيات مؤكدة ومقسم عليها ايضا وحاثة على الدراسة والاستقصاء لمعرفة كيفية بدء الخلق كما ان الآيات الاخرى الواردة في نفس السياق تساعد على الفهم وزيادة الوعي العلمي فخلق نطفة الانسان من سلالة من طين –مثلا- يؤكد صلة الانسان بعناصر الارض حتى في مراحل نمو الجنين، كما ان خلقه من نطفتي الرجل والمرأة لا من الذكر وحده انما هي حقيقة سماهاالقرآن باسمها "إِنَّا خَلَقْنَا الْإِنْسَانَ مِنْ نُطْفَةٍ أَمْشَاجٍ"، والمدهش ان اسم السورة التي ورد فيها اللفط هو "سورة الإنسان!!" والآية هي رقم 2 منها كماأن آية العلق من سورة العلق هي الآية الثانية منها! فلا مكان في الامشاج لدم حيضي تخلق منه الجنين كما تخيل ارسطو والهنود او "قزم"! المخيال الغربي لعلماء القرونقبل عام 1775م. ان الآيات السابقة التي ادخلها صادق جلال العظم في المدونات الاسطورية الارضية انما هي من علوم القيومية الالهية. الا يعلم من خلق وهو اللطيف الخبير (سورة الملك: 14)
علينا الآن أن ننتقل الي التحدي الآخر من سورة العلق والوعد فيها!​
 
وحتى لانقوت فرصة الرد على الربيعو نفسه فهذا مقال لي عنه وعن غيره


أساطير علمانية تتساقط كالفطر​



تاريخ النشر : 03/04/2010 -
طارق منينة​

راحت الفلسفة العلمانية تطبق نظرياتها المادية المتضاربةعلى القرآن وسيرة النبي صلى الله عليه وسلم، وذلك بعد أن فرغت منذ زمن بعيد من نقد المسيحية، مستعينة آنذاك بفتوحات العقل الجدلي الإسلامي الفعّال، والذي وصل إلى أوروبا واستقر فيها لمدة ثمانية قرون، حاملا البراهين القرآنية وآليات فحص صور الانحرافات الكتابية والدهرية والفلسفية والعلمية، حتى إنك لتجد أن جل ما كتبه نقادها ضد أسفار الكنيسة المقدسة مأخوذ من المؤلفات الإسلامية!! أما اليوم فقد احتفي أحدث فرضياتها الساذجة تُدخل الإسلام من باب الأسطورة -مع القول بأن الإنسان أسطوري الطبع وأن طبعه هو مصدر الدين- وذلك بعد أن أخرجها الإسلام نفسه من عصورهاالوسطى المظلمة، ومن أبواب الجهل والأسطورة والخرافات الدينية، وبينما نراها تطلق أحكامها الطائشة عن الإسلام ورسوله والإنسان وميوله الفطرية، فإننا نبصرها بأعيننا المادية والنقدية تخترع، في فتنة زادتها رهقا على رهق، أساطيرها المتجددة المتناطحة عن الإنسان والاجتماع البشري، وهي تعيش حالة من الاضطراب العنيف، متداعية متساقطة تارة، وقائمة مترنحة تارة أخرى كالسكران الخائر القوى، تئن -ويئن معها العالم- من نتائج فلسفاتها الواقعية ووضعها المأزوم كالذي يتخبطه الشيطان من المس أو كالذي يغشى عليه من الموت (ولا عجب فقد أعلن صنم غربي كبير، هو معبود لكثير من العلمانيين العرب اليوم وهو: ميشيل فوكو «موت الإنسان» لا ترنحه فقط!!!).
راح كهنتها يخترعون أصول وتفسيرات مادية تاريخية ملفقة لنبوة رسول الله أقل ما يقال عنها أنهاتفسيرات أسطورية كتفسيراتها وتخرصاتها التائهة عن أصل البشرية الأولى.
ومنهاأسطورة المراحل الخمس المزعومة لتطور البشرية والتي استخدمها طيب تيزيني في التوسلإلى نقد ما سماه بـ»الإسلام الباكر»، وهي الفرضية التي قال عنها الناقد العلماني «تركي علي الربيعو» إنها «الرطاطة التطورية المؤدلجة التي أصابتنا بعاهة، التي ترىأن تاريخ البشرية يمر حكما عبر مراحل خمس، سحر، أسطورة، دين، ثم الفلسفة فإلىالعلم. وكان هذا يتطلب الاعتماد الكلي على أطروحة فريزر في «الغصن الذهبي». وقد لاقت هذه التطورية ترحيبا في الوسط الماركسي آنذاك، وسيحتفي بعض الباحثين العرب،وأخص منهم طيب تيزيني، الذي راح يركض لاهثا للجمع بين الخطية السابقة وخطية التطورعلى مستوى المادية التاريخية. وكان هذا يعني الوقوع في التبسيطية وفي براثن الماديةالمبتذلة، وعلى حد تعبير سمير أمين». (الأرض اليباب، محاكمة الفكر الاسطوري العربي،تركي علي الربيعو، طبعة رياض الريس للكتب والنشر، ط1، لسنة2007 ص125).
لقد نتج عن امتطاء العلمانية ظهر الحضارة الإنسانية (في البداية على جبال من علوم المسلمين العقلية والتجريبية!) ظهور وإنتاج كَمّ هائل من الأساطير العلمانية المتسرعة في جميع المجالات العلمية، ومنها الاجتماعية والثقافية والنفسية، ومنها أسطورة فرويدعالم النفس الغربي، اليهودي الأصل، فمن وجهة نظر كلود ليفي ستروس (الذي هو صاحب أسطورة عصرية!!) «أنه يمكن رصف أسطورة فرويد في عداد الأساطير الأوروبية العديدة» (ص208).
كذلك ظهرت أساطير «علم الاجتماع والإناسة»، ومنها فرضيات «دوركاييم» و»فريزر» و»تايلور» وأشباههم، والتي قال عنها تركي ربيعو: «وهي اجتهادات باتت فيخبر كان على حد تعبير ستروس، لكنها وكما يبدو تنفع على صعيد خطاب عربي مصاب بعقدةالخواجة»(ص133).
وهذه الاجتهادات التي صارت في خبر كان، وفي حالة موت بحثية لاتزال ثاوية وراء هذا الخطاب العربي العلماني يقول تركي الربيعو: «توجهه وتفرض عليه مزيدا من الأحكام المؤدلجة»(ص187)، وأن عبيد المادية التاريخية أمثال طيب تيزيني والقمني وغيرهما (اخترعوا كما رأينا أساطير علمانية عن النبي محمد، وذلك تبعا لإيمانهم بالأساطير الغربية عن الدين والإنسان!) الذين اتبعوا فرضيات أصحاب هذه الأساطير الغربية الجامحة هم مصابون أيضا تبعا لأسيادهم «بعدوى الاسطورة -يقول الربيعو-، فيهيمون في كل واد، وبالأخص في وادي الأسطورة، ووراء كان يا ما كان في قديم الزمان على حد تعبير بريتشارد في تعليقه على فرويد»(ص 208)، ما دعا «الربيعو» أن يوجه السؤال الممنوع لإخوانه، آملا أن يقتفوا معه أثر حذاء كلود ستروس ومن معه حذو الكعب بالكعب: «لماذا كل هذا التزاحم في المضيق الضيق المحدود بين شك ديكارت وانطباعية ماركس أيها المثقفون الراديكاليون؟»(ص52).
هذه الفرضيات -والفلسفات- الحديثة صارت في الغرب في خبر كان يا ماكان! قد تجاوزتها التخرصات العلمانيةالجديدة، تخرصات «كلود ليفي ستروس» و»إ.إيفنز بريتشارد» وغيرهما، والتي يتنفس بهااليوم بعض العلمانيين العرب مثل الربيعو نفسه! والتي هي أيضا عبارة عن تخرصات وفرضيات، الحق فيها نزر يسير والباطل فيها جمّ غفير. وهذه الأخيرة قلبت بجحودهاالمزري حقيقة أن الفطرة البشرية مفطورة ربانيا على التدين بالقول بأن الإنسان أسطوري بطبعه، وأن أي دين تدين به إنما هو نتاج خياله الأسطوري الذي يتطور معالمعرفة الوجودية.
وفي الحقيقة، فالإسلام يهدم هذا التلبيس الذي غرضه ظرفي حاجي وهو إفساح مجال للدين باعتباره حاجة إنسانية ولو باطلة أو خيالية بدل أن كانت النظرة القديمة لعقود مرت هي نفيه من الحياة ومحاربته، وقد برز هذا الموقف العلماني أخيرا كحل للمشكلة الغربية مع التدين المتنامي، وذلك بعد السيطرة العلمانية الكاملةعلى الحياة في الغرب! إن الإنسان في الإسلام متدين بطبعه، وليس الأصل فيه الأسطرةكما زعموا أخيرا، وإنما الفطرة والتوحيد والميل الذاتي إلى الخالق العظيم، وهو مافطر عليه الإنسان «فطرة الله التي فطر الناس عليها لا تبديل لخلق الله ذلك الدينالقيم، ولكن أكثر الناس لا يعلمون»(سورة الروم:30)، ففقر الإنسان وحاجته وضرورته إلى الله والتعلق به سبحانه ضرورة فطرية ذاتية، وهذا «الفقر الذاتي» هو في الحقيقة «الغنى الحقيقي»، لأنه يعني أن غناه الظاهري والباطني هو من الله تعالى، وهو الغني الذي أنتج التواضع والرحمة في الحضارة الإسلامية، وجعل الإنسان يشعر أن رفعته وعزته لا تكون إلا بالله.
وهذا الفقر والغنى غير المتعارضين في العقيدة الإسلاميةانطلق بهما المسلمون لتحرير شعوب الأرض واكتشاف سنن الكون وإعمال العقل والخيال غيرالمفرط في الآيات الكونية والقوانين العلمية.
إن الفطرة الإنسانية فطرة أصيلةقد تلحقها الخرافة والأسطورة ولوثات الأديان المنحرفة وكثير من أحلام الفرق والجماعات الباطلة، فالإسطورة طارئة، والفطرة ومعارفها الكلية حقيقة ثابتة. صحيح أنالفرضية العلمانية الآخيرة توصلت إلى حقيقة «أن حياة المرء ككائن بشري هي بحد ذاتهافعل ديني» (انظر المرجع السابق ص13)، و»أن الدين هو واحد من أهم أبعاد الإنسان فيهذا الوجود»(ص67)، إلا أنها جعلت أشواق وتطلعات الإنسان وميله الفطري لربه ومبدعهخيالا أسطوريا، وزعمت أن «التفكير الأسطوري ملازم للعقل البشري» (ص187)، وهنا تم –في الفرضية الجديدة- وضع كلمة الأسطورة مكان كلمة «الفطرة»، وبدل أن يبحثوا عن أصلمشترك بين ما تنقل في الأساطير من «حقائق» دينية وفطرية نراهم يرمون هذا الأصل بأنه دليل على الخرافة والوهم المشترك أو على «ملكة خيال مؤسطرة»، مع أن تواتر هذهالحقائق في أساطير الأمم والقبائل المختلفة يدل على مصدر رباني لها موافق للفطرةغير معارض لها ولا للعقل الصحيح، وأن أصلها من لوازم الفطرة، انتقلت للأساطيربعملية التأثير والتأثر والموافقة إما عن طريق دعوة الأنبياء أو اتباعهم أو الهجراتالقديمة للقبائل واختلاط الشعوب والغزوات وآثار الأنبياء الباقية مع اختلاطهابالخرافة والوهم (وكمثال عقيدة التوحيد وشعائر الحنيفية التي اختلطت عند العرببإضافات وثنية منقولة أو مخترعة محليا)، وكثير منها تدل عليه حفريات مادية اومعرفية ما زالت تُهَمَش عمداً في حقل علم الحفريات الجديد وعلوم الإناسة والاجتماعكما هُمِشت حفريات تدل على أصل الإنسان بأنه إنسان ولُفِقَت له حفريات مزيفة تزعمأنه من أصل حيوان!! فالتوحيد هو الأصل في الإيمان كما أن الفطرة هي الأصل فيالإنسان، وهو ما تُشاكس حوله النظريات العلمانية وتتخذ فرضياتها عن الدين وسيلةلدحض نبوة رسول الله وهو تحريف والتواء ما زالت تُلقي سمومه في علوم الإنسانوالاجتماع وبدل الاعتراف بأن الإنسان كائن ديني أي مفطور على الدين وأن له رباًمبدعاً له، فإن آخر فرضية علمانية معاصرة نكصت على عقبيها مرة أخرى بعد أن كادت تضعيدها على حقيقة أولية ثمينة، والسبب أنها تنكر خالق الإنسان وتجحد حقائق وشرائع الرحمن، وقد هجمت بسبب ذلك على النبوة (وهذه هي نقطة بحثنا في التعرف على سببالهجوم على النبوة بصورة عامة والنبي بصورة خاصة!) كما قال تعالى مُلفِتا نظر رسولهمحمد إلى هذه الحقيقة المهمة، أي أن الجحود طريق للافتراء كما أن الشرك قرين للكذب: «قد نعلم إنه ليحزنك الذي يقولون فإنهم لا يكذبونك، ولكن الظالمين بآيات الله يجحدون» (سورة الأنعام:33)، كما قال في سبب عظيم الإفك وكبير البهتان: «كذلك يُؤفك الذين كانوا بآيات الله يجحدون»(سورة غافر:63).
ومن الإفك العلماني زعم تركي الربيعو أن القرآن يدخل في النصوص الأسطورية غير المألوفة، وأن النص القرآني هو نصأسطوري ملحمي له وقع على قارئه وسامعه كنص آسر! ويحتج ربيعو على ذلك بحادثة عمر بنالخطاب لدى سماعه القرآن في بيت أخته فاطمة!(انظر ص44)، ولا يُرجع ذلك إلى ما يتميزبه القرآن من حقائق كونية ودينية وعلمية وإنسانية خالصة أدهشت الفطرة والذكاءالإنساني (والتي أدت بعلماء وساسة غربيين عصريين إلى إعلان إسلامهم وكتابة شهاداتهم العلمية في ذلك في كتب مشهورة أمثال مراد هوفمان السفير الألماني، وموريس بوكايالدكتور الفرنسي وغيرهما)، ولا إلى معرفة عمر رضي الله عنه بما جاء به الرسول صلىالله عليه وسلم من قبل هذه الحادثة حتى أعلن إسلامه في لحظة فعالة لا مرد لها لصدقه ونقاوته الداخلية، وإنما إلى: إيحاء موسيقى تعزيمية، والدخول في الضياع، وإيقاعات مسيطرة... إلخ.
وهكذا تلاعبت الميثولوجيا في الفرضيات الغربية بالتاريخ الإنساني، ولوثت حقيقة الفطرة البشرية، وزورت حقيقة القرآن، خصوصا والغيب الحقيقي عموماً، وتواطئت الحداثة وما بعدها مع الميثولوجيا على إلباس الإنسان نفسيةأسطورية.​
 
والا فإن القارئ للقرآن يجد المعطيات مؤكدة ومقسم عليها ايضا وحاثة على الدراسة والاستقصاء لمعرفة كيفية بدء الخلق كما ان الآيات الاخرى الواردة في نفس السياق تساعد على الفهم وزيادة الوعي العلمي فخلق نطفة الانسان من سلالة من طين –مثلا- يؤكد صلة الانسان بعناصر الارض حتى في مراحل نمو الجنين، كما ان خلقه من نطفتي الرجل والمرأة لا من الذكر وحده انما هي حقيقة سماهاالقرآن باسمها "إِنَّا خَلَقْنَا الْإِنْسَانَ مِنْ نُطْفَةٍ أَمْشَاجٍ"، والمدهش ان اسم السورة التي ورد فيها اللفط هو "سورة الإنسان!!" والآية هي رقم 2 منها كماأن آية العلق من سورة العلق هي الآية الثانية منها! فلا مكان في الامشاج لدم حيضي تخلق منه الجنين كما تخيل ارسطو والهنود او "قزم"! المخيال الغربي لعلماء القرونقبل عام 1775م. ان الآيات السابقة التي ادخلها صادق جلال العظم في المدونات الاسطورية الارضية انما هي من علوم القيومية الالهية. الا يعلم من خلق وهو اللطيف الخبير (سورة الملك: 14)

علينا الآن أن ننتقل الي التحدي الآخر من سورة العلق والوعد فيها!​
أكثر الآيات التي تتكلم عن التفكير والعقل والتي تدعو الي معرفة كيفية بدئ الخلق (مثل بدئ خلق الكون أو الأنسان) تبدو كأنها نصوص نفرح بها فقط ولا نستخدم التفكير والعقل ومعرفة كيفية بدئ الخلق كما هو معروف في هذا الوقت (مثل نظرية الأنفجار الكبير بالنسبة الي وجود الكون وغيرها من نظريات حديثة أو علوم الحياة التي تدرس نشأة الأنسان).
وبالتأكيد هذا الوضع لا يسمح بربط القرآن بالعلوم والأكتشافات الحديثة، لأن لكل منهم مجال الخاص في هذا الشأن (وهذا الأمر لا يعني القول بوجود اي تعارض بين الدين والعلم).
 
أكثر الآيات التي تتكلم عن التفكير والعقل والتي تدعو الي معرفة كيفية بدئ الخلق (مثل بدئ خلق الكون أو الأنسان) تبدو كأنها نصوص نفرح بها فقط ولا نستخدم التفكير والعقل ومعرفة كيفية بدئ الخلق كما هو معروف في هذا الوقت
ان الغرض من النصوص المنزلة ليس الفرح بها وكأننا صبية نفرح بقطعة حلوة، فالغرض منها ليس الفرح بخيال علمي مثلا ، خيال باطل يهيم بنا في الآفاق ولامعنى له!،وانما اتباع منهجيتها -ودعوتها- في التفكير والنظر الحقيقي والتعبد بالتفكير فيها باعتبارها دعوة ربانية من الذي ابدع الكون وخلق الاسباب ودعا الى العلم والقراءة العلمية للكون
واذا كان من خلق وابدع وقدر واتقن كل شيء هو من دعانا سبحانه جل شأنه الى النظر في الكون نظر عقلي وعلمي وعملي او تجريبي فلاشك ان ذلك لايكون بالاعراض عن اي حقيقة سيكتشفها اتْباع منهجه في النظر الكوني حتى ولو كانوا كفارا بكتابه وجهلة بان المنهج الذي يستعملونه -وقد أخذوه وورثوه عن المسلمين-انما هو المنهج الذي أنشأه القرآن وحثت إليه آياته، وهي الحقيقة التاريخية التي غفل عنها الكثيرون فإنهم بالفعل اكتشفوا بالمنهج الذي انزله ووضع قواعده اتباع علومه القرآنية العلمية!
والعجيب المفرح هذه المرة انه هو وليس غيره من قال سنريهم آياتنا في الآفاق
فخلق وصدق وابدع وصنع ورحم وأعلم!
عالم الغيب ومحقق الوعد كله هو الرحمن الرحيم
 
ان الغرض من النصوص المنزلة ليس الفرح بها وكأننا صبية نفرح بقصة حلوة لامعنى لها!، فالغرض منها ليس الفرح بخيال علمي مثلا ، خيال باطل يهيم بنا في الآفاق ولامعنى له!،وانما اتباع منهجيتها -ودعوتها- في التفكير والنظر الحقيقي والتعبد بالتفكير فيها باعتبارها دعوة ربانية من الذي ابدع الكون وخلق الاسباب ودعا الى العلم والقراءة العلمية للكون
واذا كان من خلق وابدع وقدر واتقن كل شيء هو من دعانا سبحانه جل شأنه الى النظر في الكون نظر عقلي وعلمي وعملي او تجريبي فلاشك ان ذلك لايكون بالاعراض عن اي حقيقة سيكتشفها اتْباع منهجه في النظر الكوني حتى ولو كانوا كفارا بكتابه وجهلة بان المنهج الذي يستعملونه -وقد أخذوه وورثوه عن المسلمين-انما هو المنهج الذي أنشأه القرآن وحثت إليه آياته، وهي الحقيقة التاريخية التي غفل عنها الكثيرون فإنهم بالفعل اكتشفوا بالمنهج الذي انزله ووضع قواعده اتباع علومه القرآنية العلمية!
والعجيب المفرح هذه المرة انه هو وليس غيره من قال سنريهم آياتنا في الآفاق
فخلق وصدق وابدع وصنع ورحم وأعلم!
عالم الغيب ومحقق الوعد كله هو الرحمن الرحيم
أخ طارق، يبدو عليك الأنشغال بجانب عقائدي (مثل طرح ثنائيات الأيمان - الكفر) اكثر من أنشغالك بالجانب المعرفي وبالأخص بالوعي العلمي والمعرفة العلمية. ومثل ما تقول أنت عن الوعي العلمي بخصوص الآية التي تتكلم عن مراحل الخلق، فأنت تعلم أن هناك التفاسير القديمة التي تذكر قيام الله بجمع المادة التي خلق منها أدم وهي قصة معروفة لا أتذكر تفاصيلها "العجيبة" وانت الآن تفسر الآية بذكر معلومة من نتائج العلم وهي أن جسم الأنسان يتكون من عناصر موجودة في الأرض.
أنت تحاول تظهر زيف المعارضين للقرآن أو الأسلام في حين أن هذا الزيف واضح في كل من دعوات المؤيدين والمعارضين، وهذا لأني أتبع النقد الذاتي مع نقد الآخرين وليس أهمال احدهما علي حساب الأخر.
 
ماهو الزيف الذي تحاول كشفه في المؤيدين، هل هو الزيف القديم -وهو ماتوحي به عبارتك واقوله إلزاما وليس اقتناعا-عن أن هناك التفاسير القديمة التي تذكر قيام الله بجمع المادة التي خلق منها أدم وهي قصة معروفة لا أتذكر تفاصيلها "العجيبة"-وهو كلامك على كل حال- او الزيف الجديد عن ماكشفه العلم-الذي أدت إليه، وايضا، على كل حال- علوم المسلمين التجريبية، وهو مايعني أن مااكتشفوه إنما هو من نتائج آثار العلم الإسلامي التقني التجريبي، وفي مجالات الطب، على أي حال،
والسؤال هنا سيدي احمد فارس هو هل ذنب الإسلام-لو صح التعبير وهو ايضا على اية حال تعبير غير صحيح- أنه هو من فتح مرحلة العلم التجريبي بأصوله العقلية والعلمية لفحص الكون والإستفادة منه عمرانيا وإنسانيا بل وعقليا، هل ذنبه ان نتائج العلوم الحديثة في عالم العلوم الطبيعية والكونية والطبية جاءت بعد ان ولج (المسلمون) بابا فتحه القرآن ولم تفتحه اليونانية ولا المسيحية ولا اليهودية ولا الحضارات القديمة وان كان فيها آثار باهتة من نظريات وبحوث أو إنجازات علمية ذهبت مع السرية، بذهاب كهنوتها، وحضارتنا مجانية!،أو لم تنطلق من منهاج شامل في منظومة مؤسسية بنصوص مشكلة عامة وللعامة!
يأاخي ان الباب الذي فتحه القرآن لولوج عالم الإسباب والتجريب والملاحظة وتكرار الملاحظة والتجريب واستخلاص قوانين عامة او خاصة، مع نفي عبادة الأسباب وإثبات توحيد الله (بحيث صار روح أمة كاملة ومدخل وحيد لدخولها التاريخ بصيغة عبادة مختلفة عن الوثنيات والكتابيات والحضارات!) هو الذي أدى بعلوم الغرب أن تنتعش وتزداد دقة ودهشة-فعلوم الغرب التقنية دخلت-ولابد-!- من نفس الباب الذي افتتحه القرآن ووضع اساساته لو صح التعبير!،
فالتأييد سيدي احمد-الذي تكلمت عنه انت- لابد منه لان لحمته ممتدة بمتانة إلى نصوص الفتح القرآني لا اليوناني ولا المسيحي ولا اليهودي والا فقل لي بالله عليك لماذا لم تنتج الإمبراطورية الفارسية او المسيحية البيزنطية حضارة علمية تستفيد منها أوروبا مثلا بحيث تفضحنا علومنا الخيالية واساطيرنا التي لاتقدم ولا تؤخر حتى جاء الغرب ليقول لنا: ليس لكم من الأمر شيء، ولو كان الأمر كذلك فلربما كان لنا كلام آخر ولكن رسالة الإسلام كانت رحمة عامة، وهي ليست روحانية هندية ولا مسيحية ولا وثنية وانما هي رحمة تجمع بين الروح والمادة، الدنيا والآخرة، حقوق الله وحقوق الإنسان، الشريعة والشعيرة أو الشرائع والشعائر، العلم والعبادة، العقل والوجدان.
فحضارتنا ليست هي بالمادية الدنيوية ولا بالروحية الآخروية، ليست هي مادية اليهودية ولا آخروية المسيحية، فالأولى تغرق في الشعائر الجامدة وحب الدنيا مع الإعراض عن تعميرها ، والمسيحية أخروية لاتهتم بالدنيا ومافيها.
ان الإسلام جاء لتعمير المادة بالروح ومساندة الروح بالمادة، ولذلك بعث الإنسان خليفة في الأرض وبعث الرسل لدعمه بشرائع وشعائر لقيام حياته على الجادة وعلى الإيمان الحقيقي بالله ولسعادته في الدنيا والآخرة ولتذكيره بالله ولإعادته إلى العدل والحق والعلم والعبادة.
انا لااتكلم فقط عن ايمان -كفر، ثنائية يبغضها العلمانيون، ولكن أتكلم عن ثنائية العلم - غياب العلم، او الضلال عنه!
 
ماهو الزيف الذي تحاول كشفه في المؤيدين، هل هو الزيف القديم -وهو ماتوحي به عبارتك واقوله إلزاما وليس اقتناعا-عن أن هناك التفاسير القديمة التي تذكر قيام الله بجمع المادة التي خلق منها أدم وهي قصة معروفة لا أتذكر تفاصيلها "العجيبة"-وهو كلامك على كل حال- او الزيف الجديد عن ماكشفه العلم-الذي أدت إليه، وايضا، على كل حال- علوم المسلمين التجريبية، وهو مايعني أن مااكتشفوه إنما هو من نتائج آثار العلم الإسلامي التقني التجريبي، وفي مجالات الطب، على أي حال،
والسؤال هنا سيدي احمد فارس هو هل ذنب الإسلام-لو صح التعبير وهو ايضا على اية حال تعبير غير صحيح- أنه هو من فتح مرحلة العلم التجريبي بأصوله العقلية والعلمية لفحص الكون والإستفادة منه عمرانيا وإنسانيا بل وعقليا، هل ذنبه ان نتائج العلوم الحديثة في عالم العلوم الطبيعية والكونية والطبية جاءت بعد ان ولج (المسلمون) بابا فتحه القرآن ولم تفتحه اليونانية ولا المسيحية ولا اليهودية ولا الحضارات القديمة وان كان فيها آثار باهتة من نظريات وبحوث أو إنجازات علمية ذهبت مع السرية، بذهاب كهنوتها، وحضارتنا مجانية!،أو لم تنطلق من منهاج شامل في منظومة مؤسسية بنصوص مشكلة عامة وللعامة!
يأاخي ان الباب الذي فتحه القرآن لولوج عالم الإسباب والتجريب والملاحظة وتكرار الملاحظة والتجريب واستخلاص قوانين عامة او خاصة، مع نفي عبادة الأسباب وإثبات توحيد الله (بحيث صار روح أمة كاملة ومدخل وحيد لدخولها التاريخ بصيغة عبادة مختلفة عن الوثنيات والكتابيات والحضارات!) هو الذي أدى بعلوم الغرب أن تنتعش وتزداد دقة ودهشة-فعلوم الغرب التقنية دخلت-ولابد-!- من نفس الباب الذي افتتحه القرآن ووضع اساساته لو صح التعبير!،
فالتأييد سيدي احمد-الذي تكلمت عنه انت- لابد منه لان لحمته ممتدة بمتانة إلى نصوص الفتح القرآني لا اليوناني ولا المسيحي ولا اليهودي والا فقل لي بالله عليك لماذا لم تنتج الإمبراطورية الفارسية او المسيحية البيزنطية حضارة علمية تستفيد منها أوروبا مثلا بحيث تفضحنا علومنا الخيالية واساطيرنا التي لاتقدم ولا تؤخر حتى جاء الغرب ليقول لنا: ليس لكم من الأمر شيء، ولو كان الأمر كذلك فلربما كان لنا كلام آخر ولكن رسالة الإسلام كانت رحمة عامة، وهي ليست روحانية هندية ولا مسيحية ولا وثنية وانما هي رحمة تجمع بين الروح والمادة، الدنيا والآخرة، حقوق الله وحقوق الإنسان، الشريعة والشعيرة أو الشرائع والشعائر، العلم والعبادة، العقل والوجدان.
فحضارتنا ليست هي بالمادية الدنيوية ولا بالروحية الآخروية، ليست هي مادية اليهودية ولا آخروية المسيحية، فالأولى تغرق في الشعائر الجامدة وحب الدنيا مع الإعراض عن تعميرها ، والمسيحية أخروية لاتهتم بالدنيا ومافيها.
ان الإسلام جاء لتعمير المادة بالروح ومساندة الروح بالمادة، ولذلك بعث الإنسان خليفة في الأرض وبعث الرسل لدعمه بشرائع وشعائر لقيام حياته على الجادة وعلى الإيمان الحقيقي بالله ولسعادته في الدنيا والآخرة ولتذكيره بالله ولإعادته إلى العدل والحق والعلم والعبادة.
انا لااتكلم فقط عن ايمان -كفر، ثنائية يبغضها العلمانيون، ولكن أتكلم عن ثنائية العلم - غياب العلم، او الضلال عنه!
أنا لا أسمي نفسي علماني لكني بالفعل أكره الثنائيات من قبيل أيمان – كفر وغيرها من ثنائيات يتمحور عليها الفكر قديما وحديثا، أنا لم اقل أنك لا تتكلم الا علي مثل هذه الثنائيات لكني قلت أنك منشغل بهم لدرجة أن حديثك لا يفارق هذه المسألة واذا تعلق بالمعرفة العلمية أو بالوعي العلمي فهو لكي يساند دعواتك العقائدية. أليس هذا الأمر يرجع للحرية الشخصية وهو مثل ما يقوله القرآن "فمن شاء أن يؤمن أو يكفر".
لاتزال منشغل في التوفيق بين ثنائيات أخري من قبيل دنيا – أخرة ألخ وتقول بشعارات وقيم مثالية ليست واقعية. ويبدو علي كلامك ايضاً تضخيم الحضارة الإسلامية وتهميش باقي الحضارات وهذا الكلام يدل علي التحجر والأنغلاق في أطر لا تخلو من تعصب. أن كلمة حضارة كلمة فضفاضة لا يمكن الكلام عنها بهذا الشكل، مسألة النقاش حول الحضارات ليست بهذه البساطة والسهولة.
 
أنا لا أسمي نفسي علماني لكني بالفعل أكره الثنائيات من قبيل أيمان – كفر وغيرها من ثنائيات يتمحور عليها الفكر قديما وحديثا، أنا لم اقل أنك لا تتكلم الا علي مثل هذه الثنائيات لكني قلت أنك منشغل بهم لدرجة أن حديثك لا يفارق هذه المسألة واذا تعلق بالمعرفة العلمية أو بالوعي العلمي فهو لكي يساند دعواتك العقائدية. أليس هذا الأمر يرجع للحرية الشخصية وهو مثل ما يقوله القرآن "فمن شاء أن يؤمن أو يكفر".
لاتزال منشغل في التوفيق بين ثنائيات أخري من قبيل دنيا – أخرة ألخ وتقول بشعارات وقيم مثالية ليست واقعية. ويبدو علي كلامك ايضاً تضخيم الحضارة الإسلامية وتهميش باقي الحضارات وهذا الكلام يدل علي التحجر والأنغلاق في أطر لا تخلو من تعصب. أن كلمة حضارة كلمة فضفاضة لا يمكن الكلام عنها بهذا الشكل، مسألة النقاش حول الحضارات ليست بهذه البساطة والسهولة.
ولماذا لاانشغل استاذ احمد بأعظم ثنائيات الإيمان والكفر/ والدنيا والآخرة، وهي الأصل لكل أصل وفصل،وهي من قالت(لاإكراه في الدين)!
اما القيم المثالية سيد احمد فليس عندنا في الإسلام قيم بالمعنى الهائم الذي لايتحقق في الواقع ويسمونه مثالية!
ذلك ان الإسلام وهو يدعو للمعالي لايخرجك من الأرض والشهود الأرضي ، فلاتنسى نصيبك من الدنيا ، ومن لم يتزوج ويفطر وينام فليس من أمة الإسلام فلا رهبانية مثالية-في عقل اصحابها- تؤدي إلى الفواحش والإنحراف، ولا واقعية تنزع الإيمان من صدور الناس!
اننا أمة وسط، ولذلك أخبرتك أن ثنائية الإيمان والكفر لاتمنع من ثنائية الدنيا والآخرة بل الآخرة عندنا تفتحك ولابد على الدنيا فديننا لايطلق الدنيا ولكن يتزوجها بالثلاثة ويعقد معها رباطا ابديا لاطلاق فيه (الإيمان- المدنية- الشريعة) فبلاإيمان وتفرقة بين الحق واالباطل(وهي ثنائية الإيمان والكفر) لاتنفع دنيا ولا دين!، وبالمدنية يرتقي الإنسان،
وتذكر ماذا فعل الإسلام بالعرب وغيرهم فهو من أنشأ بهم أعظم وأشمل مدنية في التاريخ، مدنية تجمع بين الدين والدنيا، المادة والروح، الإنسان والأخلاق، العلم والعمل، الإنسان والكون، وبغير الشريعة لاتقوم للناس حياة طيبة.
انها ثنائيات الواقع لا المثال الذي لايتحقق، أو بالأحرى إنها المثالية التي تتحقق ولايكلف الله نفس الا وسعها، وقد وسع الأمة حضارة ممتدة في التاريخ والعمران، فهي حضارة الإنسان بحق.
أما تضخيم الحضارة الإسلامية وتهميش الحضارات الأخرى فهذا مالم أفعله، لكن وقع الكلمات شديد على النفوس، النفوس التي تشكلت في أتون الفكرة الغربية، او لدغت من سمومها، فلاينكر عاقل فضل حضارة الإسلام على الغرب-مونتجمري وات، اسم كتاب له، ولاشمس الله التي سطعت على الغرب، اسم كتاب لهونكه،لاينكر احد ذلك ولاان الإسلام هو الذي افتتح أم الحضارات-من بعدها عيال عليها- ومبلغ المدنيات وبقيم وأخلاق وعلوم متكاملة ومختلفة
لاننكر انتاج الحضارة الفرعونية من ناحية التقنية لكنها ياسيدي تقنية اختلطت بالسحر والكهانة والأسرار والوثنية ولم تدفع علومها للأرض مجانا وكيف تفعل وقد استعبدت اهلها وشعبها، وبخلت بالتي قدرت!، ثم اختفت الحضارة الوثنية مع كهنتها وأسرارها الخاصة كلها، اما اليونان فكانت هائمة في نظريات مثالية -ومن مثاليتها وطوباويتها احتقار المرأة عند اعظم فلاسفتها..وهلم جرا- وعامة افكارها حتى العلمية منها تجريدية اللهم الا بعض الأفكار العملية العلمية الخاصة ليس بمجمل الفكر والشعب ولكن بأفراد قلائل استثناء في الحضارة اليونانية ولهم منافع للناس في بعض انتاجهم التجريبي الذي لما فحصه المسلمون أصلحوه وقوموه ونقدوه وعدلوه وكانوا شهداء على الناس!
اما اليهودية فقعدت في الأرض قرونا ولم تنتج حضارة والذين انتجوا فيها انتجوا في ظل مناهج المسلمين العلمية وهم من نقل الترجمات في كافة العلوم التي انتجها المسلمون إلى الغرب ومن هنا تغير الغرب بمحمد، رسولك سيدي!
المحمود سيدي ، نعم لم يتغيروا ليكونوا مسلمين، وربما ود بعضهم أن يكونوا كذلك في عز حضارتنا، ولكن تغيروا بالوجهة الإسلامية والسفينة المتوجهة نحو الكون، ولم يغرقوا بسفينة الإسلام التي خاضت بهم بحار العلم، والذي اغرقهم او يغرقهم هو العقل الذي تحرر من الإيمان والقيم التي كانت محركة للمسلمين في عز وأوج حضارتهم!
لاننكر فضل الحضارة الغربية من ناحية التكنولوجيا على العالم فقد سهلت للناس امور عظيمة ولكن ياترى من اساتذتهم الذين وضعوهم على هذا الطريق وسلموهم مفاتيح العلوم وهل ولد الغرب العلمي الا من ارحام المسلمين ومن اللوح العلمي المحفوظ، اما الغرب القيمي والأخلاقي فليس من انتاج االعلم الإسلامي وانما بعضه منه، مايرتبط منه بأخلاق العلوم او نضج العقول مثل أخلاق الأطباء واساتذة الجامعات وغيرهم..الخ ومثل ماكان عليه اتجاه العقل تجاه الكنيسة واسفارها المقدسة ومنهجية العلوم التي انشأها العقل الإسلامي واعترف به علماء الغرب الألولون -وبعضهم اخفى مصدر علمه بل مصدر اقتباسه او نبعه، وقليل من الأخرين!...
واكثره من أخلاق الرومان واليونان في استعباد الأمم وحيازة القوة والاستعمار والإستغراق في الشهوات والعري والإباحية مانتج عنه ضياع الفرد والروح والإنسان الذي مات واعلنوا هم الحداد عليه!
ياسيدي ليس هناك من تضخيم ولكن لأن المعنى الأصلي محجوب صار بصيص منه حريق مخيف والحقيقة مؤلمة لمن لم ينشأ عليها، والعلمانيين-ولم اقل انك منهم- عندما يسمعون كلامنا فكأن أصابهم مس من الجن واذا سمعوا القرآن اشمأزت قلوبهم من الحقد والبغض غير المبرر، وزيادة -فعلوا-من استغشاء ثيابهم ووضع اصابعهم على آذانهم أو إذ تجرأ بعضهم اعلن الحرب والكذب والإفتراء .. الحقيقة مرة... مع ان النظر فيها بحياد، جماعات وفرادى، يجعلها طيبة كالشجرة الطيبة والنخلة المنتجة والرحمة الشابغة والسكينة الجميلة.
 
التعديل الأخير:
ولماذا لاانشغل استاذ احمد بأعظم ثنائيات الإيمان والكفر/ والدنيا والآخرة، وهي الأصل لكل أصل وفصل،وهي من قالت(لاإكراه في الدين)!
اما القيم المثالية سيد احمد فليس عندنا في الإسلام قيم بالمعنى الهائم الذي لايتحقق في الواقع ويسمونه مثالية!
ذلك ان الإسلام وهو يدعو للمعالي لايخرجك من الأرض والشهود الأرضي ، فلاتنسى نصيبك من الدنيا ، ومن لم يتزوج ويفطر وينام فليس من أمة الإسلام فلا رهبانية مثالية-في عقل اصحابها- تؤدي إلى الفواحش والإنحراف، ولا واقعية تنزع الإيمان من صدور الناس!
اننا أمة وسط، ولذلك أخبرتك أن ثنائية الإيمان والكفر لاتمنع من ثنائية الدنيا والآخرة بل الآخرة عندنا تفتحك ولابد على الدنيا فديننا لايطلق الدنيا ولكن يتزوجها بالثلاثة ويعقد معا رباط ابدي لاطلاق فيه (الإيمان- المدنية- الشريعة) فبلاإيمان وتفرقة بين الحق واالباطل(وهي ثنائية الإيمان والكفر) لاتنفع دنيا ولا دين!، وبالمدنية يرتقي الإنسان، وتذكر ماذا فعل الإسلام بالعرب وغيرهم فهو من أنشأ بهم أعظم وأشمل مدنية في التاريخ، مدنية تجمع بين الدين والدنيا، المادة والروح، الإنسان والأخلاق، العلم والعمل، الإنسان والكون، وبغير الشريعة لاتقوم للناس حياة طيبة.
انها ثنائيات الواقع لا المثال الذي لايتحقق، أو بالأحرى إنها المثالية التي تتحقق ولايكلف الله نفس الا وسعها، وقد وسع الأمة حضارة ممتدة في التاريخ والعمران، فهي حضارة الإنسان بحق.
أما تضخيم الحضارة الإسلامية وتهميش الحضارات الأخرى فهذا مالم أفعله، لكن وقع الكلمات شديد على النفوس، النفوس التي تشكلت في أتون الفكرة الغربية، او لدغت من سمومها، فلاينكر عاقل فضل حضارة الإسلام على الغرب-مونتجمري وات، اسم كتاب له، ولاشمس الله التي سطعت على الغرب، اسم كتاب لهونكه،لاينكر احد ذلك ولاان الإسلام هو الذي افتتح أم الحضارات-من بعدها عيال عليها- ومبلغ المدنيات وبقيم وأخلاق وعلوم متكاملة ومختلفة
لاننكر انتاج الحضارة الفرعونية من ناحية التقنية لكنها ياسيدي تقنية اختلطت بالسحر والكهانة والأسرار والوثنية ولم تدفع علومها للأرض مجانا وكيف تفعل وقد استعبدت اهلها وشعبها، وبخلت بالتي قدرت!، ثم اختفت الحضارة الوثنية مع كهنتها وأسرارها الخاصة كلها، اما اليونان فكانت هائمة في نظريات مثالية -ومن مثاليتها وطوباويتها احتقار المرأة عند اعظم فلاسفتها..وهلم جرا- وعامة افكارها حتى العلمية منها تجريدية اللهم الا بعض الأفكار العملية العلمية الخاصة ليس بمجمل الفكر والشعب ولكن بأفراد قلائل استثناء في الحضارة اليونانية ولهم منافع للناس في بعض انتاجهم التجريبي الذي لما فحصه المسلمون أصلحوه وقوموه ونقدوه وعدلوه وكانوا شهداء على الناس!
اما اليهودية فقعدت في الأرض قرونا ولم تنتج حضارة والذين انتجوا فيها انتجوا في ظل مناهج المسلمين العلمية وهم من نقل الترجمات في كافة العلوم التي انتجها المسلمون إلى الغرب ومن هنا تغير الغرب بمحمد، رسولك سيدي!
المحمود سيدي ، نعم لم يتغيروا ليكونوا مسلمين، وربما ود بعضهم أن يكونوا كذلك في عز حضارتنا، ولكن تغيروا بالوجهة الإسلامية والسفينة المتوجهة نحو الكون، ولم يغرقوا بسفينة الإسلام التي خاضت بهم بحار العلم، والذي اغرقهم او يغرقهم هو العقل الذي تحرر من الإيمان والقيم التي كانت محركة للمسلمين في عز وأوج حضارتهم!
لاننكر فضل الحضارة الغربية من ناحية التكنولوجيا على العالم فقد سهلت للناس امور عظيمة ولكن ياترى من اساتذتهم الذين وضعوهم على هذا الطريق وسلموهم مفاتيح العلوم وهل ولد الغرب العلمي الا من ارحام المسلمين ومن اللوح العلمي المحفوظ، اما الغرب القيمي والأخلاقي فليس من انتاج االعلم الإسلامي وانما بعضه منه، مايرتبط منه بأخلاق العلوم او نضج العقول مثل أخلاق الأطباء واساتذة الجامعات وغيرهم..الخ ومثل ماكان عليه اتجاه العقل تجاه الكنيسة واسفارها المقدسة ومنهجية العلوم التي انشأها العقل الإسلامي واعترف به علماء الغرب الألولون -وبعضهم اخفى مصدر علمه بل مصدر اقتباسه او نبعه، وقليل من الأخرين!...
واكثره من أخلاق الرومان واليونان في استعباد الأمم وحيازة القوة والاستعمار والإستغراق في الشهوات والعري والإباحية مانتج عنه ضياع الفرد والروح والإنسان الذي مات واعلنوا هم الحداد عليه!
ياسيدي ليس هناك من تضخيم ولكن لأن المعنى الأصلي محجوب صار بصيص منه حريق مخيف والحقيقة مؤلمة لمن لم ينشأ عليها، والعلمانيين-ولم اقل انك منهم- عندما يسمعون كلامنا فكأن أصابهم مس من الجن واذا سمعوا القرآن اشمأزت قلوبهم من الحقد والبغض غير المبرر، وزيادة -فعلوا-من استغشاء ثيابهم ووضع اصابعهم على آذانهم أو إذ تجرأ بعضهم اعلن الحرب والكذب والإفتراء .. الحقيقة مرة... مع ان النظر فيها بحياد، جماعات وفرادى، يجعلها طيبة كالشجرة الطيبة والنخلة المنتجة والرحمة الشابغة والسكينة الجميلة.
انا لا اطلب منك التحرر من هذه الثنائيات كليا، وهل نقدر فعلا علي ذلك؟
فأنا أقصد من حديثي هو التفتح علي الخيارات الاخري حول هذه الثنائيات لا أكثر أو الأنغلاق ضمنهم وليس مطلوبي الانتماء الي أمة وسطي في اختيارها وفي النهاية يكون التلفيق بدل التوفيق.
أنت تستخدم الكثير من التشبيهات في كلامك وعن أشياء مثل الحقيقة وغيره من كلمات وألفاظ.
 
فأنا أقصد من حديثي هو التفتح علي الخيارات الاخري حول هذه الثنائيات لا أكثر
ماهي هذه الخيارات استاذ احمد فارس؟
وماذا تعني بقولك
وليس مطلوبي الانتماء الي أمة وسطي في اختيارها وفي النهاية يكون التلفيق بدل التوفيق.
 
بسم1
___
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أخي أ. منينة، إني أدخل بشكل مستمر أقرأ مواضيع وأستفيد ايما إستفادة لكن في نفس الوقت أحس بالـتأسف والحرج حيث أراك تضيع وقتك مع " طويلب معرفة (عامة متشتتة) " لا شيء يقوله بوضوح ولا فكرة يعبر عنها ببيان ولا موقف يبديه باتزان ولا نقد يمارسه بطريقه، بل كل همه أن يعارض ويعترض بكليمات - بعد اقتباس نص طويـــــــل- حتى ولو كان الذي تقوله أنت في واد بينما الذي يعترض عليه وبه هو في واد آخر.

للأسف.

قراءة العظم لعلاقة العلم الديني بالعلم الدنيوي قراءة ايديولوجية (او فِكْرانيَّة بتعبير طه عبدالرحمان) وهي بالتالي كما أرى لاتحتاج إلى هذه المراجعة النقدية بإنتقاء أمثلة تطبيقية لأنه يكفي أن تعلم موقف تلك الفكرانية من تلك العلاقة بعد أن تعلم أنهم اضفوا على دين الاسلام مفهوما للدين كان معروفا في تلك البيئة التي نشأت فيها تلك الفكرانية التي اعتبرت نفسها يومذاك - قبل نشوء النزعة العقلانية النقدية في الفكر العلمي والقفزات الكبرى في الفيزيا - فكرانية علمية. هذا المسلك "الاضفائي" انتبه له عزت بيجوفيتش في منطقة (الشرق) تروجت فيها كثيرا تلك الفكرانية بينما كانت تندثر في عقر دارها (الغرب) فأحدث هو شرخ "إصطلاحومفهومي" أن فصل مفهوم الدين عن مفهوم الاسلام وهو تحليل لا يساير القرآن {إن الدين عند الله الإسلام} لكن {وما أرسلنا من رسول إلا بلسان قومه ليبين لهم}.

فيما يخص الباب (هكذا تعبيركم) الذي فتحه القرآن لوضع اللبنات الأساسية للتفكير العلمواقعي وإستشعار أهمية الطريقة التجريبية.
كيف نقرأ "الشبهات أو الشبهة" التي تقول أنه إن سلمنا بهذا ((الباب المفتوح)) فإنا لا نرى له أثرا (حقق نتائج ملموسة) في الظرف الزمني (العصر الراشد والأموي الأول) الذي سبق ما يسمى بحركة الترجمة والتلاقح الحضاري؟
إن الذي تبادر إلى ذهني في التعاطي مع هذه الشبهة - إن صح التعبير - هو ان المسلمين كانوا منشغلين بتحقيق الاستقرار السياسي بعد الاستقرار الإنتمائي (الذي جاء بعد مواجهة حركات الردة والحركات الانفصالية) وتقوية الأمن القومي، وأن هذا الإنشغال في حد ذاته سلك الطرق التي أنتجها هذا ((الباب القرآني المفتوح))، فكيف تنظرون إلى هذه الطفرة الإعتراضية على (القرآن أساس الحضارة في تاريخ الإسلام) ؟

أسعد الله أوقاتكم.
 
بسم1
___
فيما يخص الباب (هكذا تعبيركم) الذي فتحه القرآن لوضع اللبنات الأساسية للتفكير العلمواقعي وإستشعار أهمية الطريقة التجريبية.
كيف نقرأ "الشبهات أو الشبهة" التي تقول أنه إن سلمنا بهذا ((الباب المفتوح)) فإنا لا نرى له أثرا (حقق نتائج ملموسة) في الظرف الزمني (العصر الراشد والأموي الأول) الذي سبق ما يسمى بحركة الترجمة والتلاقح الحضاري؟
إن الذي تبادر إلى ذهني في التعاطي مع هذه الشبهة - إن صح التعبير - هو ان المسلمين كانوا منشغلين بتحقيق الاستقرار السياسي بعد الاستقرار الإنتمائي (الذي جاء بعد مواجهة حركات الردة والحركات الانفصالية) وتقوية الأمن القومي، وأن هذا الإنشغال في حد ذاته سلك الطرق التي أنتجها هذا ((الباب القرآني المفتوح))، فكيف تنظرون إلى هذه الطفرة الإعتراضية على (القرآن أساس الحضارة في تاريخ الإسلام) ؟

أسعد الله أوقاتكم.
بارك الله فيك اخي شايب زاوشثتي
هناك نص يشبه نصكم الطيب للعلامة عماد الدين خليل في كتابه مدخل إلى الحضارة الإسلامية يقول فيه:" لعل هناك من يتساءل عن الأسباب التي جعلت بدايات الفعل الحضاري الإسلامي تتأخر لعدة قرون-وانا انقل لك اخي مباشرة من الكتاب-، الأمر الذي دفع القيادة الراشدة إلى إستعارة بعض المفردات الإدارية والفنية من الفرس والروم، بل حتى قبول اللغات السائدة في البيئات المفتوحة ، في العديد من تلك الأنشطة. إذ لم يتم الانتقال إلأى مرحلة تجاوز النقل المباشر والإعتماد على الآخر، وتشكيل الخصوصيات الحضارية إلا في منتصف العصر الأموي حيث تمت عملية التعريب المعروفة في سياقي الإدارة والمال، وحيث تشكلت النوبات الأولى للأنشطة المعرفية الإنسانية في مجال اللغة والتاريخ والجغرافيا والآداب والفنون وبعض حلقات العلوم الصرفة، فضلا عن علوم القرآن والحديث والفقه.
ولكن ليس من السهولة التسليم بمقولة كهذه. صحيح أن بدايات الفعل الحضاري بمفهومه التنفيذي قد تأخرت بعض الشيء ، ربما بسبب وجود أولويات جعلت إهتمام المسلمين الأولى، وبناء الدولة منذ بدايات العهد المدني وإقامة الوحدة في أخريات هذا العصر، والدفاع عنها ضد تحديات الردة في بدايات العصر الراشدي، ثم الفتوحات الإسلامية عبر هذا العصر الذي اخترقته الفتنة ، أو الحرب الأهلية، لعدة سنوات، ثم مالبثت الأمة أن استأنفت الحركة في أعقاب الجماعة(41ه)وقيادة الدولة الأموية"(مدخل إلى الحضارة الإسلامية للدكتور عماد الدين خليل ، الدار العربية للعلوم والنشر، المركز الثقافي العربي، الطبعة الأولى 2005م،ص55)
ثم لاتنسى استاذنا ان اكبر عمل حضارى ممهد واساس كما اشار الدكتور عماد بعد سطر واحد مما نقلت انما كان ممارسة الدعوة في مواجهة الجاهلية واقامة دولة الاسلام وتوحيد الجزيرة وبدء حركة الفتح الإسلامي في مواجهة السلطات الجائرة والقسر الديني...
إن اقامة حضارة كما تعلم اخي يستلزم مراكز حضارية ضخمة وتجارة واسعة وتعددية وتسامح ومن هنا تنشأ المعامل والمختبرات وتوضع المكتبات والصيدليات، وتموج حركة العلم في كل إتجاه من الجغرافيا الواسعة.
وهكذا كانت حضارة الإسلام... وكان القرآن مفتتحها.فلله الحمد على نعمة هذا الدين ورحمته للعالمين.
 
بارك الله فيك اخي شايب زاوشثتي
هناك نص يشبه نصكم الطيب للعلامة عماد الدين خليل في كتابه مدخل إلى الحضارة الإسلامية يقول فيه:" لعل هناك من يتساءل عن الأسباب التي جعلت بدايات الفعل الحضاري الإسلامي تتأخر لعدة قرون-وانا انقل لك اخي مباشرة من الكتاب-، الأمر الذي دفع القيادة الراشدة إلى إستعارة بعض المفردات الإدارية والفنية من الفرس والروم، بل حتى قبول اللغات السائدة في البيئات المفتوحة ، في العديد من تلك الأنشطة. إذ لم يتم الانتقال إلأى مرحلة تجاوز النقل المباشر والإعتماد على الآخر، وتشكيل الخصوصيات الحضارية إلا في منتصف العصر الأموي حيث تمت عملية التعريب المعروفة في سياقي الإدارة والمال، وحيث تشكلت النوبات الأولى للأنشطة المعرفية الإنسانية في مجال اللغة والتاريخ والجغرافيا والآداب والفنون وبعض حلقات العلوم الصرفة، فضلا عن علوم القرآن والحديث والفقه.
ولكن ليس من السهولة التسليم بمقولة كهذه. صحيح أن بدايات الفعل الحضاري بمفهومه التنفيذي قد تأخرت بعض الشيء ، ربما بسبب وجود أولويات جعلت إهتمام المسلمين الأولى، وبناء الدولة منذ بدايات العهد المدني وإقامة الوحدة في أخريات هذا العصر، والدفاع عنها ضد تحديات الردة في بدايات العصر الراشدي، ثم الفتوحات الإسلامية عبر هذا العصر الذي اخترقته الفتنة ، أو الحرب الأهلية، لعدة سنوات، ثم مالبثت الأمة أن استأنفت الحركة في أعقاب الجماعة(41ه)وقيادة الدولة الأموية"(مدخل إلى الحضارة الإسلامية للدكتور عماد الدين خليل ، الدار العربية للعلوم والنشر، المركز الثقافي العربي، الطبعة الأولى 2005م،ص55)
ثم لاتنسى استاذنا ان اكبر عمل حضارى ممهد واساس كما اشار الدكتور عماد بعد سطر واحد مما نقلت انما كان ممارسة الدعوة في مواجهة الجاهلية واقامة دولة الاسلام وتوحيد الجزيرة وبدء حركة الفتح الإسلامي في مواجهة السلطات الجائرة والقسر الديني...
إن اقامة حضارة كما تعلم اخي يستلزم مراكز حضارية ضخمة وتجارة واسعة وتعددية وتسامح ومن هنا تنشأ المعامل والمختبرات وتوضع المكتبات والصيدليات، وتموج حركة العلم في كل إتجاه من الجغرافيا الواسعة.
وهكذا كانت حضارة الإسلام... وكان القرآن مفتتحها.فلله الحمد على نعمة هذا الدين ورحمته للعالمين.
تطرح الآن وجهة نظر حول نشأة الحضارة الأسلامية خالية من أي تعصب أو تمجيد واراها تختلف كثيرا في مسألة ذكر العوامل الأساسية في كلامك السابق، وهذا لأنك بعد ذلك ركزت علي أكثر من عامل واحد. مع ان هذه العوامل لا تطرح بشكل يوفي حقها اذا اراد احد ان يطبقها فيما يسمي الخلافة الراشدة، فهذه الرؤية طوباوية بالتأكيد الآن.
 
ماهي هذه الخيارات استاذ احمد فارس؟
وماذا تعني بقولك
يمكنك أن تفكر لنفسك حتي لو قليل، فكر ما هي هذه الخيارات الأخري المتاحة في كل الأشياء وليس في منطق الثنائيات "أم" الذي يطرح جانب علي حساب الجانب الأخر ليستبعده ويلغيه.
أما ما أقصده بشأن مفهوم الأمة الوسطي فان نهايته مثل ما قلت يكون تلفيق يعني مثلا لو حبيت تجمع بين المتناقضات وهكذا.
 
تطرح الآن وجهة نظر حول نشأة الحضارة الأسلامية خالية من أي تعصب أو تمجيد واراها تختلف كثيرا في مسألة ذكر العوامل الأساسية في كلامك السابق، وهذا لأنك بعد ذلك ركزت علي أكثر من عامل واحد. مع ان هذه العوامل لا تطرح بشكل يوفي حقها اذا اراد احد ان يطبقها فيما يسمي الخلافة الراشدة، فهذه الرؤية طوباوية بالتأكيد الآن.
الآن أرى أنك تميل إلى رؤية التأسيس بداية من حركة الواقع المادي في المرحلة الثانية لو صح التعبير من مراحل إنشاء الحضارة العلمية القيمية، مع ان هذا الواقع لم يكن ماديا صرفا وانما كان الاسلام هو صانعه ومؤسسه، فأنت كما يبدو ثمنت عرض مرحلة النمو الحضارى والاطراد فيه بعد حركة الترجمة وكأن الترجمة هي التي صنعت الحضارة وأن اليونان هم أساس حضارتنا ، لكنك لو تنبهت لعلمت أن الأمر ليس كذلك فالترجمة جاءت في مرحلة الاستقرار ونبش تراث الأمم وتقويمه ووضع الرأي فيه من نواح كثيرة ومعلوم أن الأمة ككل لم تتأثر بالفكر الأرسطى أو الإغريقي وانما نقدته ونقدت علميا النظريات المسماة علمية وذلك لايكون-سواء في فترة المأمون او مابعدها- الا وعلى خلفية ورؤية مأخوذة من مصدر آخر وأصيل، فماهو هذا المصدر؟
انه القرآن والدفعة الحضارية والعلمية والنفسية التي بناها في النفوس .
كان لابد من الإستقرار والتوسع ودخول المراكز الحضارية وإنشاء بديل لها من خلال الرؤية الإسلامية،والقيم والمعارف الاسلامية، وهذا هو ماحدث بالضبط، فبعد الإنتهاء من الخصومات الأولى، المعيقة،(بعد ذلك كانت عوائق الفرق كالخوارج وكانوا عائق مادي في طريق التوسع والتحرير)والإستيلاء على تراث اعظم امبراطوريتين وفتح الباب العلمي القرآني ومعه الروح الإيمانية والأخلاقية القرآنية لكافة تلك الشعوب من آمن منها ومن لم يؤمن، تحت ظل السلطة العليا للإسلام والسلطة الروحية والتشريعية فيه، مع وصول التجارة الإسلامية لمراحل نمو كبيرة ، كل ذلك، وهو من الأسباب التي يعتبرها المسلمون حجر زاوية في إنشاء الحضارة بالضبط كما الغيب القرآني والنص القرآني والوحي الرباني الذي أسس لكل ذلك معا، بيد أن كثير من العلمانيين يحبون أن يغفلون أثر العلوم والمعارف والقيم القرآنية العلمية والمنهجية، القيمية والأخلاقية، على حركة الإنشاء التي دشنها المسلمون رويدا، وفي ظل استقرار وتوسع جغرافي وثقافي ونقدي ، لايكتفي فقط بالنقد للكتب المقدسة كما يتبادر لأول وهلة من الإطلاع السريع على سور القرآن ولكن نقد رؤى الأمم في نظرتها للكون وأسبابه، انطلاقا من رؤية القرآن للكون وفتوحاته عن السموات والأرض والتعريف بأنها مسخرة للإنسان وهو المدعو قرآنيا للإطلاع على آفاقها، والبحث في قوانينها، جميعا، والمشي في الأرض والنظر في آياتها، كل ذلك يغفله العلمانيون واشباههم لانها أمور لاتُرى فقد طمست البصائر التي تريد غالبا أن تفسر حركة التاريخ في نظاق حركة الواقع وتطور المجتمع، ومايدرون أن واقعا جديدا أسسه القرآن وانشأه النبي من خلال الوحي كله، مع التقدم على الأرض وعزل العوائق المادية والخرافية من أمام انسياح الإسلام حتى توسعت الأمة وصار لها كيان عالمي كما طالب-ايضا- الإٍسلام.
انك ياسيدي لاتريد أن ترى هذه العوامل التأسيسية وربما تظن ان التأسيس جاء من المعتزلة واليونان والترجمات، مع أن الأمة لم تكن كلها معتزلة، ولم تكن في عقودها وقرونها المزدهرة على مذاهب الفلاسفة او المتفلسفة، وانما كانت على الإسلام وإن شارك في الحركة العلمية متفلسفة او نصارى او يهود او حتى مجوس وعباد نار!
فقد تحركوا بحركة الأمة ومقوماتها المنشئة لها، وإن انتسبوا او بعضهم لغير الإسلام، وإن تأثر بعضهم بفكر يونان أو غيرها.
لايمكن ان تكون بغداد والقاهرة والاندلس في ثمانية قرون يونانية العلم او ارسطية الفكر مثلا وانما كانت أمة اسلامية في كافة مجالاتها وإن قصرت في امور ، فالدفعة الحضارية والقيم الإسلامية كانت هي الإطار والمنهج.
لقد تغير العالم بظهور الإسلام، هذه حقيقة مادية وواقعية ، ملموسة ومحسوسة ومدروسة ولكن أكثر الناس لايعلمون.
 
الآن أرى أنك تميل إلى رؤية التأسيس بداية من حركة الواقع المادي في المرحلة الثانية لو صح التعبير من مراحل إنشاء الحضارة العلمية القيمية، مع ان هذا الواقع لم يكن ماديا صرفا وانما كان الاسلام هو صانعه ومؤسسه، فأنت كما يبدو ثمنت عرض مرحلة النمو الحضارى والاطراد فيه بعد حركة الترجمة وكأن الترجمة هي التي صنعت الحضارة وأن اليونان هم أساس حضارتنا ، لكنك لو تنبهت لعلمت أن الأمر ليس كذلك فالترجمة جاءت في مرحلة الاستقرار ونبش تراث الأمم وتقويمه ووضع الرأي فيه من نواح كثيرة ومعلوم أن الأمة ككل لم تتأثر بالفكر الأرسطى أو الإغريقي وانما نقدته ونقدت علميا النظريات المسماة علمية وذلك لايكون-سواء في فترة المأمون او مابعدها- الا وعلى خلفية ورؤية مأخوذة من مصدر آخر وأصيل، فماهو هذا المصدر؟
انه القرآن والدفعة الحضارية والعلمية والنفسية التي بناها في النفوس .
كان لابد من الإستقرار والتوسع ودخول المراكز الحضارية وإنشاء بديل لها من خلال الرؤية الإسلامية،والقيم والمعارف الاسلامية، وهذا هو ماحدث بالضبط، فبعد الإنتهاء من الخصومات الأولى، المعيقة،(بعد ذلك كانت عوائق الفرق كالخوارج وكانوا عائق مادي في طريق التوسع والتحرير)والإستيلاء على تراث اعظم امبراطوريتين وفتح الباب العلمي القرآني ومعه الروح الإيمانية والأخلاقية القرآنية لكافة تلك الشعوب من آمن منها ومن لم يؤمن، تحت ظل السلطة العليا للإسلام والسلطة الروحية والتشريعية فيه، مع وصول التجارة الإسلامية لمراحل نمو كبيرة ، كل ذلك، وهو من الأسباب التي يعتبرها المسلمون حجر زاوية في إنشاء الحضارة بالضبط كما الغيب القرآني والنص القرآني والوحي الرباني الذي أسس لكل ذلك معا، بيد أن كثير من العلمانيين يحبون أن يغفلون أثر العلوم والمعارف والقيم القرآنية العلمية والمنهجية، القيمية والأخلاقية، على حركة الإنشاء التي دشنها المسلمون رويدا، وفي ظل استقرار وتوسع جغرافي وثقافي ونقدي ، لايكتفي فقط بالنقد للكتب المقدسة كما يتبادر لأول وهلة من الإطلاع السريع على سور القرآن ولكن نقد رؤى الأمم في نظرتها للكون وأسبابه، انطلاقا من رؤية القرآن للكون وفتوحاته عن السموات والأرض والتعريف بأنها مسخرة للإنسان وهو المدعو قرآنيا للإطلاع على آفاقها، والبحث في قوانينها، جميعا، والمشي في الأرض والنظر في آياتها، كل ذلك يغفله العلمانيون واشباههم لانها أمور لاتُرى فقد طمست البصائر التي تريد غالبا أن تفسر حركة التاريخ في نظاق حركة الواقع وتطور المجتمع، ومايدرون أن واقعا جديدا أسسه القرآن وانشأه النبي من خلال الوحي كله، مع التقدم على الأرض وعزل العوائق المادية والخرافية من أمام انسياح الإسلام حتى توسعت الأمة وصار لها كيان عالمي كما طالب-ايضا- الإٍسلام.
انك ياسيدي لاتريد أن ترى هذه العوامل التأسيسية وربما تظن ان التأسيس جاء من المعتزلة واليونان والترجمات، مع أن الأمة لم تكن كلها معتزلة، ولم تكن في عقودها وقرونها المزدهرة على مذاهب الفلاسفة او المتفلسفة، وانما كانت على الإسلام وإن شارك في الحركة العلمية متفلسفة او نصارى او يهود او حتى مجوس وعباد نار!
فقد تحركوا بحركة الأمة ومقوماتها المنشئة لها، وإن انتسبوا او بعضهم لغير الإسلام، وإن تأثر بعضهم بفكر يونان أو غيرها.
لايمكن ان تكون بغداد والقاهرة والاندلس في ثمانية قرون يونانية العلم او ارسطية الفكر مثلا وانما كانت أمة اسلامية في كافة مجالاتها وإن قصرت في امور ، فالدفعة الحضارية والقيم الإسلامية كانت هي الإطار والمنهج.
لقد تغير العالم بظهور الإسلام، هذه حقيقة مادية وواقعية ، ملموسة ومحسوسة ومدروسة ولكن أكثر الناس لايعلمون.
نحن نتكلم عن العوامل التي أدت الي نشوء الحضارة الأسلامية وحول فهم أسباب أزدهارها ثم أنحطاطها كما هو معلوم، وانا بالتأكيد لا أحصر هذه العوامل والأسباب في عامل الفرق الدينية مثل المعتزلة وغيرهم من الفرق الكلامية أو أصحاب الأتجاه العقلي والفلسفي أو عمليات الترجمة في عصر التدوين وأنشاء بيت الحكمة، وغيرها من عوامل أدت الي أزدهار الحركات العلمية والمدنية. لكن نحن الآن لا نحتاج لمعرفة كل هذه العوامل حتي نطبقها أو حتي أتباعها بحذفيرها لنخرج من المصاعب التي تواجهنا. ولأن هذا العصر الذي نعيش فيه تغير كثيرا عن السابق (لا يمكن أرجاع الماضي ومعايشة حلم جميل كهذا طول الوقت، فالواقع أولي بالأهتمام).
 
وهل يمكن الجمع بين الواقع -الذي تريد الإهتمام به- والإسلام وكيف يكون ذلك بالنسبة لك، إن قلت نعم يمكن الجمع ، فكيف وانت لاتريد الرجوع للماضي، وإن قلت لا فالسؤال هو هل أنت مسلم ، ذلك انه لايمكن مزاولة الحياة في الواقع بدون اسلام اليس كذلك؟
السؤال الثاني :ماذا يمكن أن يقدم لك الإسلام اليوم، وانت لاتريد ان تعود اليه على مايبدو ، لأنه من الماضي، فأنت لاتريد العودة اليه، ولاتنسى انك لاتعتبره أضاف شيء في مجال الحضارة، أو بالأحرى إن كان أضاف شيء فقد نضب معينه عندك!،هذا ان كنت فهمت اشاراتك الغامضة والكامنة في كلماتك الحذرة!، وانت لا تعترف على مايبدو أنه أسس نظام حضاري جديد ومختلف ومبدع، وإن لم يكن هذا منهجك فكيف تجمع بين الإسلام والحضارة، هل لايقدم الإسلام شيء في هذا المجال، هذا طبعا سؤال لك وليس لنا لاننا قلنا ماعندنا ، ليس من الجمع بين الإسلام والحضارة او الإسلام والعلم وإنما قلنا بإنشاء الإسلام لعلم خاص وحضارة فريدة!، أما أنت فتهرب في كل مداخلة من هذه الحقيقة ولاتثبت على شيء او لاتعقب عليه ولكنه الهروب المستمر والتنقل من قضية الى قضية اخرى!، والآن تقول لنا الإهتمام بالواقع أولى، فكيف تهتم به خالي الوفاض من الهوية الإسلامية الأصلية، وقد عزلت عنها كل مقوماتها، اليس كذلك؟
نرجو عدم الهروب والسفر الى قضايا بعيدة
 
وهل يمكن الجمع بين الواقع -الذي تريد الإهتمام به- والإسلام وكيف يكون ذلك بالنسبة لك، إن قلت نعم يمكن الجمع ، فكيف وانت لاتريد الرجوع للماضي، وإن قلت لا فالسؤال هو هل أنت مسلم ، ذلك انه لايمكن مزاولة الحياة في الواقع بدون اسلام اليس كذلك؟
السؤال الثاني :ماذا يمكن أن يقدم لك الإسلام اليوم، وانت لاتريد ان تعود اليه على مايبدو ، لأنه من الماضي، فأنت لاتريد العودة اليه، ولاتنسى انك لاتعتبره أضاف شيء في مجال الحضارة، أو بالأحرى إن كان أضاف شيء فقد نضب معينه عندك!،هذا ان كنت فهمت اشاراتك الغامضة والكامنة في كلماتك الحذرة!، وانت لا تعترف على مايبدو أنه أسس نظام حضاري جديد ومختلف ومبدع، وإن لم يكن هذا منهجك فكيف تجمع بين الإسلام والحضارة، هل لايقدم الإسلام شيء في هذا المجال، هذا طبعا سؤال لك وليس لنا لاننا قلنا ماعندنا ، ليس من الجمع بين الإسلام والحضارة او الإسلام والعلم وإنما قلنا بإنشاء الإسلام لعلم خاص وحضارة فريدة!، أما أنت فتهرب في كل مداخلة من هذه الحقيقة ولاتثبت على شيء او لاتعقب عليه ولكنه الهروب المستمر والتنقل من قضية الى قضية اخرى!، والآن تقول لنا الإهتمام بالواقع أولى، فكيف تهتم به خالي الوفاض من الهوية الإسلامية الأصلية، وقد عزلت عنها كل مقوماتها، اليس كذلك؟
نرجو عدم الهروب والسفر الى قضايا بعيدة
هناك فرق بين الرجوع للأسلام علي انه في الماضي فقط وبين تجاوز هذا الماضي بمعني الأهتمام بالماضي وعدم نسيان الحاضر والمستقبل، أنت تريد مني الأهتمام بالماضي فقط وثم يمكن العثور علي كل الأجابات فيه للمشاكل الحاضرة والأتية، فكيف تطلب مني حصر أهتمامي بجانب واحد أسمه ما مضي فقط.
وللأجابة علي أسئلتك
وهل يمكن الجمع بين الواقع -الذي تريد الإهتمام به- والإسلام وكيف يكون ذلك بالنسبة لك؟
يمكن الجمع بينهم ولكن هذا علي حسب تعريفك ما هو الواقع وما هو الإسلام وهل هناك علاقة تغيير وتأثير بينهم أي أنهم ليسوا ثابتين في قوالب أزلية لكن في حركة تغير مستمر علي حسب أهمهم مثل ظروف المكان والزمان.
هل انا مسلم؟
هل اجابتي ستحدد هل انا مسلم في مقياسك، وهل يمكن أن نختلف في صفات المسلم، لكن اذا كنت تريد أجابتي فهو مكتوب في البطاقة الشخصية اني مسلم.
ماذا يمكن أن يقدم لك الإسلام اليوم؟
هو اكيد الأسلام قدم للبشرية أشياء كثيرة، لكني لا احصر نفسي في هوية ثابتة مغلقة، فأهتمامي يزيد عن الدين وتلك القضايا ويمكن ان تقول أهتمامي الأشد هو الفلسفة.
 
هناك فرق بين الرجوع للأسلام علي انه في الماضي فقط وبين تجاوز هذا الماضي بمعني الأهتمام بالماضي وعدم نسيان الحاضر والمستقبل، أنت تريد مني الأهتمام بالماضي فقط وثم يمكن العثور علي كل الأجابات فيه للمشاكل الحاضرة والأتية، فكيف تطلب مني حصر أهتمامي بجانب واحد أسمه ما مضي فقط.
وللأجابة علي أسئلتك
وهل يمكن الجمع بين الواقع -الذي تريد الإهتمام به- والإسلام وكيف يكون ذلك بالنسبة لك؟
يمكن الجمع بينهم ولكن هذا علي حسب تعريفك ما هو الواقع وما هو الإسلام وهل هناك علاقة تغيير وتأثير بينهم أي أنهم ليسوا ثابتين في قوالب أزلية لكن في حركة تغير مستمر علي حسب أهمهم مثل ظروف المكان والزمان.
هل انا مسلم؟
هل اجابتي ستحدد هل انا مسلم في مقياسك، وهل يمكن أن نختلف في صفات المسلم، لكن اذا كنت تريد أجابتي فهو مكتوب في البطاقة الشخصية اني مسلم.
ماذا يمكن أن يقدم لك الإسلام اليوم؟
هو اكيد الأسلام قدم للبشرية أشياء كثيرة، لكني لا احصر نفسي في هوية ثابتة مغلقة، فأهتمامي يزيد عن الدين وتلك القضايا ويمكن ان تقول أهتمامي الأشد هو الفلسفة.
انا لااريد منك ياسيدي الإهتمام بالماضي فقط بل إن الماضي الذي لي انما هو المستقبل الذي هو للبشرية وحتى لاتفهمني بصورة خاطئة فإن الماضي الإسلامي يدعوني لولوج المستقبل بالمبادئ الإسلامية والشريعة الربانية التي فتحت المجال الواسع، والواسع جدا للعقل ليسيح في الأرض وليستخرج ذخائرها وكنوزها وينقب عن اسبابها وسننها ، بل إن هذا الماضي فتحني -ولم يغلق علي باب الارض والسماء-ليس على ذخائر الأرض وآفاقها فقط، ولكن دفعني على دراسة الكون وقوانينه التي أودعها الله فيه، على إختلاف موازينها في نواحي الكون الغائرة العميقة.

إن آيات القرآن تدعوني للمستقبل والإنشغال به حتى مستقبلي في الجنة التي وعد الله بها المؤمنين، هكذا هو المستقبل سيد أحمد، إنه ممتد افقيا ورأسيا من النبوة إلى العقل المنفتح على الكون والحياة والإنسان، وأفقيا من الأرض إلى السماء، في نظر مستمر، ودراسة مستمرة منطلقة من الماضي المجيد لتصنع مستقبل مجيد ايضا.
إن أسلامنا على العكس مما يتصوره العلمانيون ،إنما هو إنفتاح على الكون، وعلى المستقبل، لصناعة إنسان فاضل، متحرك بالعلم والعقل، ناظرا إلى النموذج الأعلى من الماضي، بل مفتخرا بأن ماضيه مستقبلي دائما ومستقبله يدع خلفه ماض مجيد، في حركة مفتوحة على الكون والإنسان، ولكن في عبودية تامة لله وحده نازعا الربوبية عن الأسباب والعقول والأصنام والأفكار المصنوعة.(هذه هي عقيدتنا التي يهينوها بتهمة الإنغلاق!
إن إسلامنا سيد احمد يأمرنا بالمستقبل والنظر إليه، بل يأمرنا بصناعة المستقبل كما صنع أجدادنا مستقبل اعترف به الغربيون بل وزعموا بحق أنهم مدينون له!
الإسلام ترك مساحة ضخمة للعقل ليجتهد في امور الدنيا وامور الكون وحتى امور الدين فهناك مسائل كبيرة ومهمة من ديننا اختلف فيها علماء الأمة ولم يهابوا الإجتهاد طالما عندهم عدته، حتى وضعوا مبادئ اصول الفقه وفقهوا مقاصد الإسلام وبلوروها في ادبيات نفتخر بها كالرسالة للشافعي والمقدمة لابن خلدون وموسوعة الشاطبي في الموافقات واعلام الموقعين لابن القيم وغيرها كثير
اما في الدنيا فمأمور أنت كمسلم ب تطوريها وتنميتها والإهتمام بها ومن الإهتمام بها الإهتمام بأسباب الحياة ورقي الإنسان ككل ومحاولة تيسسير اموره ومعالجة شؤونه، وهو مافعله علماء الأمة في كافة مجالات الحياة لصناعة مستقبل افضل للبشرية كلها فكانت صناعة الطب والدواء، والصيدلة والكيمياء، والكتاب والمكتبات، والرياضيات والفيزياء، وحتى الفلك وتسمية النجوم واكتشاف الكون بحسب أزمانهم، بل السعي في الأرض لقياس الأرض جغرافيا القارات وجغرافيا الإنسان وللبيروني في ذلك وغيره السبق في مجالات كثيرة مما ذكرت لك.
فهل هؤلاء الذين هو من الماضي انتهوا وضاعت اعمالهم ام انك لابد ان تتخذهم مثالا، أي أن الإهتمام بالماضي محرض على الإهتمام بالحاضر، إن الإهتمام بالماضي لايعني تجاوزه كما تطلب مني!، بل إنه الإنطلاق به في اسلامنا لانه يعني الحاضر والمستقبل والدنيا والآخرة.
ثم الفلسفة التي قلت انك مهتم بها أو ليست هي ماضي الأمم (!) التي تعلمت-اي الامم!- من ماضينا وتقدمت، فلماذا تبخل علينا بأن نتخذ علماؤنا نماذح عليا للتقدم.
وتذهب حضراتكم للتمتع بفلسفة ماضوية للآخرين، وفيها المنقوضة والنطيحة والموقوذة وماأكل السبع وحتى فلسفات الحاضر فيها مافيها، وفلسفات القرن العشرين ماض!، بل نقضها فلاسفتهم الجدد، بل حقروها، ولو شئت لآتيت لك بنماذج عجيبة
لكن ياسيد لقد صوروا لك ماضينا على انه ماضيهم في عصورهم الوسطى المظلمة وهم يعلمون ان ماضينا مشرق دافع لصناعة مستقبل مازال يعيقه استعمارهم وماضيهم القابع في نفوسهم، ويعيق تقدمه جهل علماني وجهل صنعوه لشعوبنا حتى لاتتقدم، ونحن نحارب على الجبهات وتأتي سيادتكم وتقول بقولهم او قريب منهم.
ثم تقول لي انك مهتم بالفسفة
وانا ايضا مهتم بها، قرأت فوكو ودريدا وريكور وجاديمر، ونقد مدرسة فرانكفورت للحداثة وقرأت مدرسة الحوليات الفرنسية وقرأت ستراوس وكلود كوهين وبورديو
لكنني اعلم بالمقارنة ان المستقبل بين يدي هؤلاء ضائع اليس احدهم من قال ان الانسان قد مات بل وضاع المعنى في التأويلات فمات المؤلف ايضا، فلم يبق الا العظام وحروف ضائعة بين يدي الفلاسفة المؤولون الجدد!
لم يبق الا العلم التجريبي وبعض النظم المنظمة لحياة الإنسان كبهيمة مشيئة، صار الإنسان شيء ضائع كما قالت مدرسة النقد الفرانكفونية الالمانية ، ماذا بقى للفلسفة وماذا بقى من المعنى ، اكتب اليه وانا اعيش لاكثر من ربع قرن في اوروبا، هولندا تحديدا، وارى مالاتراه مما لايخطر على قلب بشر!
لو ذكرته هنا لنشرتُ الفواحش ولو عرضته امامك لنفرت نفسك
وليس معنى هذا ان الفلسفة كلها شر وان الحضارة الغربية كلها شر، وإلا تناقضنا مع انفسنا ،ذلك ان فيها من دين محمد رسول الله صلى الله عليه وسلم مالله به عليم، فيها من عقل وانوار الإسلام مايسر لهم حياتهم
بل فيها ايضا من انتاج علماء الغرب العلمي ماينفع الارض وهم ممدوحون عليه، ونحن لاننكر الخير الذي قدموه للبشرية وكيف ننكره وقد اسسوه على مبادئ الإندلس، وقيم غرناطة، وعلوم قرطبة، وروح بغداد، ونفحة القاهرة، ونفائس صقلية، وذخائر الشام وعلماء الهند والقوقاز وتركيا، علماء الطبيعة والفقة، علماء الروح والمادة، علماء الإنسان والوحي.
هذا هو سر تقدمنا الذي يلهمنا العودة الى الماضي للمستقبل اما الانغلاق على الماضي فليس عندنا اصلا دين يغلقنا على الماضي ذلك ان من اصول ماضينا هو النظر الدائم للمستقبل وصناعة المستقبل والحياة في المستقبل أما أصول المسيحية فتغلقهم على ماضي الصلب والفدية، وملكوت ليس على الأرض وحياة أُخروية لانفع فيها للأرض ، هذا هو الماضي المنغلق الذي ينسبونه ظلما للاسلام، والإسلام برئ من قيم تغلق الإنسان على ماض منغلق، الإسلام سيد احمد مفتوح دائما على المستقبل، وذلك حتى يأتيك اليقين اي الموت وبعده مستقبل زاهر لمن صنع مستقبل مؤمن بالاسلام صانع الحضارة ومؤسس قيمها العليا
فلله الحمد والمنة
واخيرا
فإن الماضي الإسلامي هو مستمر حتى في حاضر الغرب ذلك انه من وضع القواعد الأساسية لإنطلاقة كل مستقبل وحاضر على أن يتوازن بميزان قيمي انساني أخلاقي منضبط.
 
انا لااريد منك ياسيدي الإهتمام بالماضي فقط بل إن الماضي الذي لي انما هو المستقبل الذي هو للبشرية وحتى لاتفهمني بصورة خاطئة فإن الماضي الإسلامي يدعوني لولوج المستقبل بالمبادئ الإسلامية والشريعة الربانية التي فتحت المجال الواسع، والواسع جدا للعقل ليسيح في الأرض وليستخرج ذخائرها وكنوزها وينقب عن اسبابها وسننها ، بل إن هذا الماضي فتحني -ولم يغلق علي باب الارض والسماء-ليس على ذخائر الأرض وآفاقها فقط، ولكن دفعني على دراسة الكون وقوانينه التي أودعها الله فيه، على إختلاف موازينها في نواحي الكون الغائرة العميقة.

إن آيات القرآن تدعوني للمستقبل والإنشغال به حتى مستقبلي في الجنة التي وعد الله بها المؤمنين، هكذا هو المستقبل سيد أحمد، إنه ممتد افقيا ورأسيا من النبوة إلى العقل المنفتح على الكون والحياة والإنسان، وأفقيا من الأرض إلى السماء، في نظر مستمر، ودراسة مستمرة منطلقة من الماضي المجيد لتصنع مستقبل مجيد ايضا.
إن أسلامنا على العكس مما يتصوره العلمانيون ،إنما هو إنفتاح على الكون، وعلى المستقبل، لصناعة إنسان فاضل، متحرك بالعلم والعقل، ناظرا إلى النموذج الأعلى من الماضي، بل مفتخرا بأن ماضيه مستقبلي دائما ومستقبله يدع خلفه ماض مجيد، في حركة مفتوحة على الكون والإنسان، ولكن في عبودية تامة لله وحده نازعا الربوبية عن الأسباب والعقول والأصنام والأفكار المصنوعة.(هذه هي عقيدتنا التي يهينوها بتهمة الإنغلاق!
إن إسلامنا سيد احمد يأمرنا بالمستقبل والنظر إليه، بل يأمرنا بصناعة المستقبل كما صنع أجدادنا مستقبل اعترف به الغربيون بل وزعموا بحق أنهم مدينون له!
الإسلام ترك مساحة ضخمة للعقل ليجتهد في امور الدنيا وامور الكون وحتى امور الدين فهناك مسائل كبيرة ومهمة من ديننا اختلف فيها علماء الأمة ولم يهابوا الإجتهاد طالما عندهم عدته، حتى وضعوا مبادئ اصول الفقه وفقهوا مقاصد الإسلام وبلوروها في ادبيات نفتخر بها كالرسالة للشافعي والمقدمة لابن خلدون وموسوعة الشاطبي في الموافقات واعلام الموقعين لابن القيم وغيرها كثير
اما في الدنيا فمأمور أنت كمسلم ب تطوريها وتنميتها والإهتمام بها ومن الإهتمام بها الإهتمام بأسباب الحياة ورقي الإنسان ككل ومحاولة تيسسير اموره ومعالجة شؤونه، وهو مافعله علماء الأمة في كافة مجالات الحياة لصناعة مستقبل افضل للبشرية كلها فكانت صناعة الطب والدواء، والصيدلة والكيمياء، والكتاب والمكتبات، والرياضيات والفيزياء، وحتى الفلك وتسمية النجوم واكتشاف الكون بحسب أزمانهم، بل السعي في الأرض لقياس الأرض جغرافيا القارات وجغرافيا الإنسان وللبيروني في ذلك وغيره السبق في مجالات كثيرة مما ذكرت لك.
فهل هؤلاء الذين هو من الماضي انتهوا وضاعت اعمالهم ام انك لابد ان تتخذهم مثالا، أي أن الإهتمام بالماضي محرض على الإهتمام بالحاضر، إن الإهتمام بالماضي لايعني تجاوزه كما تطلب مني!، بل إنه الإنطلاق به في اسلامنا لانه يعني الحاضر والمستقبل والدنيا والآخرة.
ثم الفلسفة التي قلت انك مهتم بها أو ليست هي ماضي الأمم (!) التي تعلمت-اي الامم!- من ماضينا وتقدمت، فلماذا تبخل علينا بأن نتخذ علماؤنا نماذح عليا للتقدم.
وتذهب حضراتكم للتمتع بفلسفة ماضوية للآخرين، وفيها المنقوضة والنطيحة والموقوذة وماأكل السبع وحتى فلسفات الحاضر فيها مافيها، وفلسفات القرن العشرين ماض!، بل نقضها فلاسفتهم الجدد، بل حقروها، ولو شئت لآتيت لك بنماذج عجيبة
لكن ياسيد لقد صوروا لك ماضينا على انه ماضيهم في عصورهم الوسطى المظلمة وهم يعلمون ان ماضينا مشرق دافع لصناعة مستقبل مازال يعيقه استعمارهم وماضيهم القابع في نفوسهم، ويعيق تقدمه جهل علماني وجهل صنعوه لشعوبنا حتى لاتتقدم، ونحن نحارب على الجبهات وتأتي سيادتكم وتقول بقولهم او قريب منهم.
ثم تقول لي انك مهتم بالفسفة
وانا ايضا مهتم بها، قرأت فوكو ودريدا وريكور وجاديمر، ونقد مدرسة فرانكفورت للحداثة وقرأت مدرسة الحوليات الفرنسية وقرأت ستراوس وكلود كوهين وبورديو
لكنني اعلم بالمقارنة ان المستقبل بين يدي هؤلاء ضائع اليس احدهم من قال ان الانسان قد مات بل وضاع المعنى في التأويلات فمات المؤلف ايضا، فلم يبق الا العظام وحروف ضائعة بين يدي الفلاسفة المؤولون الجدد!
لم يبق الا العلم التجريبي وبعض النظم المنظمة لحياة الإنسان كبهيمة مشيئة، صار الإنسان شيء ضائع كما قالت مدرسة النقد الفرانكفونية الالمانية ، ماذا بقى للفلسفة وماذا بقى من المعنى ، اكتب اليه وانا اعيش لاكثر من ربع قرن في اوروبا، هولندا تحديدا، وارى مالاتراه مما لايخطر على قلب بشر!
لو ذكرته هنا لنشرتُ الفواحش ولو عرضته امامك لنفرت نفسك
وليس معنى هذا ان الفلسفة كلها شر وان الحضارة الغربية كلها شر، وإلا تناقضنا مع انفسنا ،ذلك ان فيها من دين محمد رسول الله صلى الله عليه وسلم مالله به عليم، فيها من عقل وانوار الإسلام مايسر لهم حياتهم
بل فيها ايضا من انتاج علماء الغرب العلمي ماينفع الارض وهم ممدوحون عليه، ونحن لاننكر الخير الذي قدموه للبشرية وكيف ننكره وقد اسسوه على مبادئ الإندلس، وقيم غرناطة، وعلوم قرطبة، وروح بغداد، ونفحة القاهرة، ونفائس صقلية، وذخائر الشام وعلماء الهند والقوقاز وتركيا، علماء الطبيعة والفقة، علماء الروح والمادة، علماء الإنسان والوحي.
هذا هو سر تقدمنا الذي يلهمنا العودة الى الماضي للمستقبل اما الانغلاق على الماضي فليس عندنا اصلا دين يغلقنا على الماضي ذلك ان من اصول ماضينا هو النظر الدائم للمستقبل وصناعة المستقبل والحياة في المستقبل أما أصول المسيحية فتغلقهم على ماضي الصلب والفدية، وملكوت ليس على الأرض وحياة أُخروية لانفع فيها للأرض ، هذا هو الماضي المنغلق الذي ينسبونه ظلما للاسلام، والإسلام برئ من قيم تغلق الإنسان على ماض منغلق، الإسلام سيد احمد مفتوح دائما على المستقبل، وذلك حتى يأتيك اليقين اي الموت وبعده مستقبل زاهر لمن صنع مستقبل مؤمن بالاسلام صانع الحضارة ومؤسس قيمها العليا
فلله الحمد والمنة
واخيرا
فإن الماضي الإسلامي هو مستمر حتى في حاضر الغرب ذلك انه من وضع القواعد الأساسية لإنطلاقة كل مستقبل وحاضر على أن يتوازن بميزان قيمي انساني أخلاقي منضبط.
.
رجعنا للتمجيد مرة أخري (أنا لا اري اي فائدة منه بصراحة غير سحر وانفعال المشاعر - كلام من بديع البيان وتنويم للعقل) وقليلا من التعصب حول مسألة الفلسفة، فأنت تسرد لي بعض الأسامي والمدارس والتيارات الفلسفية وتشتكي حول دعواتهم التي أصبحت من "العادة" التكلم عليها.
فأنت لا تري غير ذلك، وهذا الأمر بالتاكيد يرجع لأختيارك وما قلته حول أهتمامك بالفلسفة هو أهتمام يحركه النقض بدل النقد كما فعل اخرون في ثقافتنا ووضع محكمة تفتيش بديل عن الإحتكام الي العقل.
 
في الحقيقة هناك مشكلة كبيرة عند العلمانيين والمهتمين بالفلسفة ونظائرهم فهم يطالبوننا بالأدلة والحقائق العلمية والتاريخية والوقائع المحسوسة في التاريخ المادي فإذا أتينا لهم بها ارهبونا بالقول بأننا نقوم بالتبجيل!
ثم يرموننا مرة أخرى بأننا غارقون في الاسطورة وأن الأصولية الإسلامية اصولية غير برهانية، بل اصولية منغلقة على عقائد منغلقة!
وإذا قلنا لهم هاكم فلاسفتكم وخلل ماقدموه للبشرية ومادفعوا البشرية اليه قالوا لنا هكذا رؤيتكم سوداء في النظر في علم الآخرين
واذا قلنا لهم نحن لانحتقر الفلسفة كلها وأن مافيها من ضرر اعظم مما فيها من نفع، واذا جئنا لهم بالنقد العلمي الذي قدمه بعض فلاسفتهم لنظريات أقامت حروبا عالمية وعزلت الروح الديني عن الحياة المادية، وطردت الدين من الحياة، قالوا لنا أنتم تقومون بنقض وليس نقد!
مع أن من نقد-من الداخل بعد معاناة وآلام ومصائب!- هم فلاسفة النقض الغربي!
ونحن ننقد من خلال رؤيتنا للمشاهد الدرامية الفكرية والفلسفية في عالم الغرب
وهذا الكلام ايضا ليس كلامنا وحده انما هو كلام مدارس فلسفية حديثة اخبرناكم عن بعضها مثل نقد المدرسة الألمانية الحديثة لفكر الحداثة والأضرار التي جلبتها للبشرية، وفي كل عصر يقيم- من التقييم- بعض فلاسفتهم السابق من الفلسفة والأوضاع فيظهرون الفكرة الفلسفية القديمة-وتداعياتها واقفة على رأسها(كما قال ماركس عن فلسفة هيجل) مع أن ماركس نفسه دمر الحقائق واختزل الواقع وفسر الكون تفسيرا أحاديا أفسد المعنى والمبنى!
فمتي يفقهون هذا؟
انهم فقط يسلطون السنتهم على علماء الأمة ويصورونهم بأنهم جهلة ومنغلقون وليس فيهم من يفقه الواقع والحياة والمستقبل!
ويأتي تلامذتهم او المتأثرون بأفكارهم او بعض منها فيرمون الأمة كلها بالجهل، وذلك من بداية عصر النبوة الرشيدة الى يومنا هذا.
ويخفون النور الذي جاء به الإسلام وماأسسه في التاريخ ومنظومة العلم وواقع الناس والحضارة الزاهية التي أنشأها المسلمون
 
واخيرا اعرض قول نيتشه في كتابه عدو المسيح عن حضارة الاسلام ونموذجها الاثير! (والكلام موجه لهاشم صالح والمقبور محمد اركون وتلاميذهما!!!!!!
انه يقول ان حضارة الاندلس (العالم الغرائبي لحضارة العرب في اسبانيا)اقرب اليه من اليونان والرومان والتي تتناسب مع شعورنا وذوقنا ، واضاف ان الكنيسة حرمتنا من ثمار حضارة الاسلام !!!(ص179) ومن قبل قال ان المسلمين هم من علموا اوروبا النظافة ومدح،فيلسوف القوة ،قرطبة(نفس الكتاب ص65) وكيف ان الكنيسة كانت تقاوم حتى النظافة ومن ذلك اغلاقها حمامات قرطبة بعد طرد المسلمين ,ويقول ان الإسلام لدى احتقاره للمسيحية يمتلك الف حق ! (اه نيتشه إنغلق سيد احمد!!)(يبدو ان نيتشه مبجل مثلي سيد احمد(انظر ص 65)
انظر ص179 من كتابه عدو المسيح او مايسمى احيانا المسيح الدجال، وقد وضع آخر له عنوان نقيض المسيح!
قال ايضا ان الاسلام يتطلب الرجال(انها كلمة نبتشه في ص179) وليست كلمتي!
وهذا هو الرابط لكتاب نيتشه نفسه لتنظر بنفسك كلام المبجل نيتشه!!!!
حتى لاتظن انني ناقل من كتاب آخر!
هاهو تفضل إقرأ بنفسك بدون وسيط!
نيتشه..كتاب عدو المسيح.pdf - 4shared.com - document sharing - download
 
بسم1

أحسنتم أستاذنا منينة. نعم، الماضي ضروري لقيام الحاضر واستشراف المستقبل، فهاهم في الغرب يصنعون في علوم شتى مفاهيم جديدة يبدعون لها مصطلحاتها باللغتين اليونانية واللاتينية مع العلم ان الاخيرة ماتت والثانية اصبحت في ثوب غير ثوبها الاصلي، وثم هم يؤولون تأويلات غريبة لجعل الحضارة الغربية الآنية إعادة إحياء حضارة غربية قديمة إلا أن التاريخ يكذبهم مرتين: مرة في إنكار الوصل بحضارة اسلامية ومرة في تحريف الفصل بين هيلينية وغربية (في المفاهيم والثقافات والادبيات والعقليات بل حتى جغرافيا سياسيا وتاريخيا).

والمهم ان يستمر الموضوع وفكرته الاصلية كيلا يتعرض لهجمة من هجمات القفل نتيجة ما نرى. :)
 
واخيرا اعرض قول نيتشه في كتابه عدو المسيح عن حضارة الاسلام ونموذجها الاثير! (والكلام موجه لهاشم صالح والمقبور محمد اركون وتلاميذهما!!!!!!
انه يقول ان حضارة الاندلس (العالم الغرائبي لحضارة العرب في اسبانيا)اقرب اليه من اليونان والرومان والتي تتناسب مع شعورنا وذوقنا ، واضاف ان الكنيسة حرمتنا من ثمار حضارة الاسلام !!!!!!!!!!!!!!!!!(ص179) ومن قبل قال ان المسلمين هم من علموا اوروبا النظافة ومدح،فيلسوف القوة ،قرطبة(نفس الكتاب ص65) وكيف ان الكنيسة تقاوم حتى النظافة باغلاقها حمامات قرطبة بعد طرد المسلمين ,ويقول ان الإسلام لدى احتقاره للمسيحية يمتلك الف حق(اه نيتشه إنغلق سيد احمد!!)(يبدو ان نيتشه مبجل مثلي سيد احمد(انظر ص 65)
انظر ص179 من كتابه عدو المسيح او مايسمى احيانا المسيح الدجال
قال ايضا ان الاسلام يتطلب الرجال(انها كلمة نبتشه في ص179) وليست كلمتي!
وهذا هو الرابط لكتاب نيتشه نفسه لتنظر بنفسك كلام المبجل نيتشه!!!!
حتى لاتظن انني ناقل من كتاب آخر!
هاهو تفضل إقرأ بنفسك بدون وسيط!
نيتشه..كتاب عدو المسيح.pdf - 4shared.com - document sharing - download
أنت تقول بوجود أضرار أكثر من النفع في الفلسفة، كما فعل الغزالي الذي أفتي بتحريم النظر في العلوم الهندسية وأعتراضات الغزالي لا تعتبر مقنعة بتاتاً وكان غرضه الأساسي هو لحراسة الشرع ولعدم التهاون أو الأستهتار بالفرائض. وبسبب أن الهندسة كانت ومازالت نموذج الأتساق واليقين الذي تطمح باقي العلوم في أنجازه، وغير ان عصرنا الحديث (الذي يجب تسميته عصر العلم والرياضيات والتقنيات) يجب الألمام بعلوم الرياضيات من حساب وهندسة وغيرها من معارف ضرورية عندما تتعلق بفهم القضايا والمسائل في العلوم الفيزيائية.
أنت مصمم علي تمجيد حضارة الأسلام وأقتباس حتي كلام الكفار والملحدين والمهرطقين في هذا الشأن، هل تعتقد هذا الأمر هو في مصلحتك، مع أني اعتقد انه يجب التحرر من هذه الأستخدامات كما يجب التحرر من المناهج السلفية التي تعتمد علي نماذج جاهزة وبشكل يعطل حرية الرأي والفكر مثل النموذج الأسلامي الذي يتمثل في اعتماد أصول مقررة عن طريق ألزامات وشروط تعسفية والأعتماد علي ما يسمي السلف الصالح وغيرها من قواعد يقررها الفكر الأصولي وحده، وهذا المنهج السلفي ينطبق ايضا علي النماذج من أوروبية وغربية ألخ.
 
لماذا هذا الخوف من النقاش المفتوح، والخوف من غلقه اذا تعرض للثوابت العقائدية والخوف من الجرأة في النقاش حتي لو كانت هذه الجرأة تخص أهم الأشياء، فهل يكون الأقتناع بدون فتح النقاش في أرضية لا تعصب فيها وتحترم وجهات النظر المختلفة والمتعددة وأبداء الآراء مع الأعتراف ضمنيا أننا عرضة للخطأ والنسيان وغيره من أشياء سالبية تخص النقص الأنساني، ولكننا نستفاد فعلا حتي من اخطائنا وبالتالي يمكن تجنب الوقوع في نفس الأخطاء بعد ذلك وعدم الأصرار عليها.
 
أنت تقول بوجود أضرار أكثر من النفع في الفلسفة، كما فعل الغزالي الذي أفتي بتحريم النظر في العلوم الهندسية وأعتراضات الغزالي لا تعتبر مقنعة بتاتاً وكان غرضه الأساسي هو لحراسة الشرع ولعدم التهاون أو الأستهتار بالفرائض. وبسبب أن الهندسة كانت ومازالت نموذج الأتساق واليقين الذي تطمح باقي العلوم في أنجازه، وغير ان عصرنا الحديث (الذي يجب تسميته عصر العلم والرياضيات والتقنيات) يجب الألمام بعلوم الرياضيات من حساب وهندسة وغيرها من معارف ضرورية عندما تتعلق بفهم القضايا والمسائل في العلوم الفيزيائية.
.
مشكلتك سيد احمد انك تركت كلامي ورحت للغزالي فهل هذا ثقب غائر في التفكير العلمي ومنه النط على الحجج في المغاور البعيدة عن الكشف!
عمال اقولك هندسة -رياضة-فيزياء-صيدلة طب-علوم الوان واشكال في قرطبة وبغداد وهلم جرا...ثم فجأة تتجاوز ذلك كله وتحاججني بحججي التي حاججتك انا بها ثم تنسبني للغزالي!
ثم الم تقل انك مهتم بالفسفة هاكم فلسفاتكم وفلاسفتكم التي والذين تهتمون بها
ان الرجل السوبرمان نيتشه يقول لك انه لولا الكنيسة لصارت اوروبا اسلامية الحضارة التي توافق-قال اذواقنا ومشاعرنا!-وكأن نص القرآن ينطبق عليه، ربما ود الذين كفروا لو كانوا مسلمين!
نعم نيتشه قرأ نقد الإسلام للمسيحية وخرافاتها وتأثر بذلك كما تأثر من قبله وأيد نقد القرآن للكتاب المقدس واطروحته تلك في الكتاب اغلبها نقد للكنيسة وواقعها المر في الفهم والحياة ويعرض اثناء ذلك مزايا وانتاج حضارة الإسلام وإن بصورة مختصرة جدا !
ومعلوم ان الفلسفة غيرت وجهته وعموما فالرجل قال ، هنا،كلمته التاريخية-عن حضارة الاسلام في موضع مقارنة - التي يخفيها اركون وهاشم صالح ،والتلاميذ المغفلون!-في مقارناتهما بين الاسلام وغيره-
ان الحق واضح وديننا صنع حضارة علمية باعتراف كثير من العقلاء والمجانين فأنوار حضارتنا ملئت النفوس حتى التي لاعقل لها، أما العلمانيون واشباههم فهم عميان عن الحقيقة وتراهم يتخبطون في الحوائط الخلفية من المدن المنهارة فلسفيا ثم عندما تقع اعينهم على ثقب في حائط تراهم يسبون الإسلام لأنه كما يتخيلون سد عليهم الطريق الى العالم وترك لهم ثقب في حائط متهدم، بينما الحائط صنعة العصر الدكتاتوري العلماني وثقوبه الغائرة الممتدة الى حفريات ظلام قرونهم السوداء المدلهمة السواد.
 
مشكلتك سيد احمد انك تركت كلامي ورحت للغزالي فهل هذا ثقب غائر في التفكير العلمي ومنه النط على الحجج في المغاور البعيدة عن الكشف!
عمال اقولك هندسة -رياضة-فيزياء-صيدلة طب-علوم الوان واشكال في قرطبة وبغداد وهلم جرا...ثم فجأة تتجاوز ذلك كله وتحاججني بحججي التي حاججتك انا بها ثم تنسبني للغزالي!
ثم الم تقل انك مهتم بالفسفة هاكم فلسفاتكم وفلاسفتكم التي والذين تهتمون بها
ان الرجل السوبرمان نيتشه يقول لك انه لولا الكنيسة لصارت اوروبا اسلامية الحضارة التي توافق-قال اذواقنا ومشاعرنا!-وكأن نص القرآن ينطبق عليه، ربما ود الذين كفروا لو كانوا مسلمين!
نعم نيتشه قرأ نقد الإسلام للمسيحية وخرافاتها وتأثر بذلك كما تأثر من قبله وأيد نقد القرآن للكتاب المقدس واطروحته تلك في الكتاب اغلبها نقد للكنيسة وواقعها المر في الفهم والحياة ويعرض اثناء ذلك مزايا وانتاج حضارة الإسلام وإن بصورة مختصرة جدا !
ومعلوم ان الفلسفة غيرت وجهته وعموما فالرجل قال ، هنا،كلمته التاريخية-عن حضارة الاسلام في موضع مقارنة - التي يخفيها اركون وهاشم صالح ،والتلاميذ المغفلون!-في مقارناتهما بين الاسلام وغيره-
ان الحق واضح وديننا صنع حضارة علمية باعتراف كثير من العقلاء والمجانين فأنوار حضارتنا ملئت النفوس حتى التي لاعقل لها، أما العلمانيون واشباههم فهم عميان عن الحقيقة وتراهم يتخبطون في الحوائط الخلفية من المدن المنهارة فلسفيا ثم عندما تقع اعينهم على ثقب في حائط تراهم يسبون الإسلام لأنه كما يتخيلون سد عليهم الطريق الى العالم وترك لهم ثقب في حائط متهدم، بينما الحائط صنعة العصر الدكتاتوري العلماني وثقوبه الغائرة الممتدة الى حفريات ظلام قرونهم السوداء المدلهمة السواد.
يمكنك أن تتكلم عن المجانين ومأساة الفلسفة وأضرارها والأحاديث التي تريد أن تجري وراء الموضة والشهرة، يمكنك أيضا عد مأساة بعض الفلاسفة من التعرض الي موت مأسوي أو طريق الفلسفة في نهايته الانتحار والجنون والضياع وغيرهم من مظاهر أو حتي يمكنك أن تجمع ردود حول الفلسفة من وجهة نظر الشرع وانت تعلم ما أكثر تلك الردود عندنا.
وماذا بعد ذلك؟
 
ليس بعد ذلك الا الاسلام وقد علمت محاسنه الحضارية والعلمية
الاسم عند الموضوعية لايمكن ان يكون بعد ذلك في البطاقة الرسمية بدون مسمى
بارك الله فيك وهدانا واياك للرحمة القرآنية والنعمة الرسولية المحمدية وفضلها على العالمين بوحي مجيد صنع حضارة مجيدة افادت منها البشرية الى اليوم وماتزال
 
ليس بعد ذلك الا الاسلام وقد علمت محاسنه الحضارية والعلمية
الاسم عند الموضوعية لايمكن ان يكون بعد ذلك في البطاقة الرسمية بدون مسمى
بارك الله فيك وهدانا واياك للرحمة القرآنية والنعمة الرسولية المحمدية وفضلها على العالمين بوحي مجيد صنع حضارة مجيدة افادت منها البشرية الى اليوم وماتزال
أخ طارق أنت تجعل من الأسلام المنقذ من الهلاك العلماني والألحادي وتعلن الحرب بلا هوادة علي هؤلاء "المساكين"، ونحن مشغولين في الصراعات المذهبية والعقائدية لدرجة زيادة الأختلاف والخلاف بين بعضنا ببعض وقليل من الأتفاق أن لم يكن هناك أتفاق اساساً. كيف يمكن لي أن أتصور الجمع بين المتناقضات.
اما بالنسبة الي الفلسفة، فأننا لم نتحدث عن الفلسفة حتي الان غير كلام هامشي عليها، غير أن أنا تعرفت علي الفلسفة من أربع سنوات فقط وهذا التعرف كان في البداية سؤال عن الشر في العالم ومعرفة سبب وجوده.
 
أخ طارق أنت تجعل من الأسلام المنقذ من الهلاك العلماني والألحادي وتعلن الحرب بلا هوادة علي هؤلاء "المساكين"
يااخي فارس انا لم اشعلها حربا على هؤلاء المجانين ولكن هم من اشعلوها حربا وان شئت اتيت لك بكلام هاشم صالح في اغلب كتبه صفحات وراء صفحات كتاب وراء كتاب يعلن فيه الحرب مباشرة وعلنا ويدعو طوائفه الى خوضها بلاهوادة على الامة وعلى القرآن وعلى العلماء وعلى الجماعات الاسلامية مثل رابطة العالم الاسلامي -وهي رابطة جماعية اسلامية- والاخوان والسلفيين
ثم هل نقف مكتوفي الايدي والعقول ليحتلوا- وهم يتسللون ببطء- اداراتنا في البلاد الاسلامية بعد ان خربوها جزئيا خصوصا بلاد البحر الابيض المتوسط
فضلا عن ذلك فانهم يحرضون الغرب على تغيير معالم الاسلام
والادلة ستأتي تباعا على صفحات هذا الملتقى الكريم
ثم الاختلافات الداخلية في كل مجتمع
والخلافات في الغرب وفي الفلسفة وفي المذاهب واهلها هو على اشده في الغرب ومع ذلك فكل ذلك محتمل بالادارة العامة وتحتمله الاوضاع
ثم هل نترك الهجمة العلمانية الكبيرة لننشغل باختلافاتنا الداخلية فيزداد العدو قوة الى قوته، هل هذا ماتريده انت
والى الان لااعرف هل انت مسلم ام علماني ام غير ذلك فانت لست واضحا في الحوار وهذا مايجعل بعض الاخوة يرفضون حوارك ثم مع ذلك تقول لهم ماقلته للاستاذ شايب زاوشثتي
تقول:
لماذا هذا الخوف من النقاش المفتوح، والخوف من غلقه اذا تعرض للثوابت العقائدية والخوف من الجرأة في النقاش حتي لو كانت هذه الجرأة تخص أهم الأشياء، فهل يكون الأقتناع بدون فتح النقاش في أرضية لا تعصب فيها وتحترم وجهات النظر المختلفة والمتعددة وأبداء الآراء مع الأعتراف ضمنيا أننا عرضة للخطأ والنسيان وغيره من أشياء سلبية تخص النقص الأنساني، ولكننا نستفبد فعلا حتي من اخطائنا وبالتالي يمكن تجنب الوقوع في نفس الأخطاء بعد ذلك وعدم الأصرار عليها. (انتهى كلامك)

واجابتي على ذلك كيف تحفز حوارا علميا وانت تخفي حقيقة مذهبك او موقفك الفكري ثم اذا حاورت أبهمت، وإذا رددت زاد ردك غموضا على غموض فهل هذا حوار فضلا عن انك لاترد على المسائل المتحاور فيها وتنقل الحوار فجأة لامر مغاير لما نتحاور فيه فيتشعب الموضوع بدون غلق مسائله المفتوحة فهل يعقل هذا
وتقول انك مسلم في البطاقة وهنا اقول لك فهل بذلك اضفت جديد؟ وكلنا كذلك، لكنك تقولها للايحاء بانك على غير الاسلام ومع ذلك تحاور من غير ان تصرح بما انت عليه ولاتذكر لنا حتى مذهبك او وجهتك او ايمانك الاساس
 
يااخي فارس انا لم اشعلها حربا على هؤلاء المجانين ولكن هم من اشعلوها حربا وان شئت اتيت لك بكلام هاشم صالح في اغلب كتبه صفحات وراء صفحات كتاب وراء كتاب يعلن فيه الحرب مباشرة وعلنا ويدعو طوائفه الى خوضها بلاهوادة على الامة وعلى القرآن وعلى العلماء وعلى الجماعات الاسلامية مثل رابطة العالم الاسلامي -وهي رابطة جماعية اسلامية- والاخوان والسلفيين
ثم هل نقف مكتوفي الايدي والعقول ليحتلوا- وهم يتسللون ببطء- اداراتنا في البلاد الاسلامية بعد ان خربوها جزئيا خصوصا بلاد البحر الابيض المتوسط
فضلا عن ذلك فانهم يحرضون الغرب على تغيير معالم الاسلام
والادلة ستأتي تباعا على صفحات هذا الملتقةى الكريم
ثم الاختلافات الداخلية في كل مجتمع
والخلافات في الغرب وفي الفلسفة وفي المذاهب واهلها هو على اشده في الغرب ومع ذلك فكل ذلك محتمل بالادارة العامة وتحتمله الاوضاع
ثم هل نترك الهجمة العلمانية الكبيرة لننشغل باختلافاتنا الداخلية فيزداد العدو قوة الى قوته، هل هذا ماتريده انت
والى الان لااعرف هل انت مسلم ام علماني ام غير ذلك فانت لست واضحا في الحوار وهذا مايجعل بعض الاخوة يرفضون حوارك ثم مع ذلك تقول لهم ماقلته للاستاذ شايب زاوشثتي
تقول
لماذا هذا الخوف من النقاش المفتوح، والخوف من غلقه اذا تعرض للثوابت العقائدية والخوف من الجرأة في النقاش حتي لو كانت هذه الجرأة تخص أهم الأشياء، فهل يكون الأقتناع بدون فتح النقاش في أرضية لا تعصب فيها وتحترم وجهات النظر المختلفة والمتعددة وأبداء الآراء مع الأعتراف ضمنيا أننا عرضة للخطأ والنسيان وغيره من أشياء سالبية تخص النقص الأنساني، ولكننا نستفاد فعلا حتي من اخطائنا وبالتالي يمكن تجنب الوقوع في نفس الأخطاء بعد ذلك وعدم الأصرار عليها. (انتهى كلامك)

واجابتي على ذلك كيف تحفز حوارا علميا وانت تخفي حقيقة مذهبك او موقفك الفكري ثم اذا حاورت أبهمت، وإذا رددت زاد ردك غموضا على غموض فهل هذا حوار فضلا عن انك لاترد على المسائل المتحاور فيها وتنقل الحوار فجأة لامر مغاير لما نتحاور فيه فيتشعب الموضوع بدون غلق مسائله المفتوحة فهل يعقل هذا
وتقول انك مسلم في البطاقة وهنا اقول لك فهل بذلك اضفت جديد؟ وكلنا كذلك، لكنك تقولها للايحاء بانك على غير الاسلام ومع ذلك تحاور من غير ان تصرح بما انت عليه ولاتذكر لنا حتى مذهبك او وجهتك او ايمانك الاساس
انا قلت سابقا لك عن أهتمامي الأساسي حول الفلسفة ثم صرحت لك بالمدي الزمني الذي بالضرورة يتحكم في سعة معرفتي بالفلسفة، فأنا صريح في أقوالي من البداية لا اتبع غير ذلك، يمكن أن يكون كلامي عن موقفي الفكري لم يتضح لك عندما تريد أن تصنفها في الأسماء التي ذكرتها، مع أني رددت كثيرا حول عدم تحزبي لفئة وأهمال هذا الصراع من أهتمامي.
غير أن عدم التحزب يفتح وجهات نظر متعددة يمكن وقتها التفكير فيها لأنها كانت سابقا لا مفكرا فيه.
هل أنا مسلم؟ سؤال يلح عليك في طرحه.
هو أجابتي عن هذا السؤال كانت أثبات أني مسلم لمن يسأل عن الهوية الدينية، أما اذا كان السؤال أخروي (من ربك وما دينك ومن رسولك ونبيك) فالطبع الأجابة لا تعليق مني غير ربنا يستر ويسهل النهاية لتبقي خير.
 
بارك الله فيك وختم الله لي ولك بالخير والرحمة ورضوان من الله
لم أسألك للجدال والتعالي ومحاصرتك فهذا والله لم يرد على بالي وانما كان السؤال للدخول في منطقتك المحرمة التي تسور عليها ، لنتحاور حولها بدلال من الغموض
فأنا أحب لك ما أحب لنفسي وهكذا ساحت جيوش الإسلام في الأرض لانها تحب للبشرية ماتحب لنفسها من الخير وهكذا اعطت حضارتنا للعالم مجانا فكان الخير الذي عم العالم من نواح كثيرة وان انكرها من يتمتع بها وهم يتهموننا اننا تركنا الحمير والبغال لنتمتع بالسيارة والطيارة ومادروا انه لولا الإسلام ماركبوها ولولا ماقدمه المسلمون للبشرية ماطاروا وفرحوا بها فلله النعمة السابغة والرحمة الغالبة
اللهم ارحمني واخي فارس فليس لنا الا رحمتك والا فانه الجحيم الدنيوي والأخروي
للتحميل كتب العلامة عماد الدين خليل
صفحات من حضارة الاسلام .. العلوم التطبيقية .. دراسة في المعطيات وعوامل الازدهار والتوقف
http://www.muslim-library.com/book,1998,1.html
في الفقه الحضاري: حول منهج جديد لدراسة حضارة الاسلام
http://www.muslim-library.com/book,1995,1.html
او من هنا
http://www.al-maktabeh.com/ar/play.php?catsmktba=1660&action=a3lan

التفسير الاسلامي للتاريخ لعماد الدين خليل
من هنا
http://archive.org/details/tiltek

قالوا عن الإسلام الإسلام1830مكتبة الكتب
قالوا عن المرأة في الاسلام الإسلام2132مكتبة الكتب
في الفقه الحضاري: حول منهج جديد لدراسة حضارة الاسلام رسائل وبحوث1563مكتبة الكتب
صفحات من حضارة الاسلام .. العلوم التطبيقية .. دراسة في المعطيات وعوامل الازدهار والتوقفر سائل وبحوث1383مكتبة الكتب
أحقاد وأطماع التبشير في إفريقيا المسلمة التنصير1520مكتبة الكتب
تهافت العلمانيةالعلمانية614مكتبة الكتب
 
بارك الله فيك وختم الله لي ولك بالخير والرحمة ورضوان من الله
لم أسألك للجدال والتعالي ومحاصرتك فهذا والله لم يرد على بالي وانما كان السؤال للدخول في منطقتك المحرمة التي تسور عليها ، لنتحاور حولها بدلال من الغموض
فأنا أحب لك ما أحب لنفسي وهكذا ساحت جيوش الإسلام في الأرض لانها تحب للبشرية ماتحب لنفسها من الخير وهكذا اعطت حضارتنا للعالم مجانا فكان الخير الذي عم العالم من نواح كثيرة وان انكرها من يتمتع بها وهم يتهموننا اننا تركنا الحمير والبغال لنتمتع بالسيارة والطيارة ومادروا انه لولا الإسلام ماركبوها ولولا ماقدمه المسلمون للبشرية ماطاروا وفرحوا بها فلله النعمة السابغة والرحمة الغالبة
اللهم ارحمني واخي فارس فليس لنا الا رحمتك والا فانه الجحيم الدنيوي والأخروي
للتحميل كتب العلامة عماد الدين خليل
صفحات من حضارة الاسلام .. العلوم التطبيقية .. دراسة في المعطيات وعوامل الازدهار والتوقف
صفحات من حضارة الاسلام .. العلوم التطبيقية .. دراسة في المعطيات وعوامل الازدهار والتوقف
في الفقه الحضاري: حول منهج جديد لدراسة حضارة الاسلام
في الفقه الحضاري: حول منهج جديد لدراسة حضارة الاسلام
او من هنا
في الفقه الحضاري: حول منهج جديد لدراسة حضارة الاسلام - مكتبة المهتدين الاسلامية لمقارنة الاديان

التفسير الاسلامي للتاريخ لعماد الدين خليل
من هنا
http://archive.org/details/tiltek

قالوا عن الإسلام الإسلام1830مكتبة الكتب
قالوا عن المرأة في الاسلام الإسلام2132مكتبة الكتب
في الفقه الحضاري: حول منهج جديد لدراسة حضارة الاسلام رسائل وبحوث1563مكتبة الكتب
صفحات من حضارة الاسلام .. العلوم التطبيقية .. دراسة في المعطيات وعوامل الازدهار والتوقفر سائل وبحوث1383مكتبة الكتب
أحقاد وأطماع التبشير في إفريقيا المسلمة التنصير1520مكتبة الكتب
تهافت العلمانيةالعلمانية614مكتبة الكتب
سأقوم بقراءة هذه الكتب مع أني قلت لا أهتم بهذه الموضوعات كثيرا، فأهتمامي بالفلسفة وبخاصة أهتم بأقسام الفلسفة المعاصرة لنا.
وأعمل بنصيحة الجابري في أن لا أتسرع في قراءتي وأنسب كل ما هو جديد في الفلسفة الحديثة والمعاصرة بما يقابله في الحضارة العربية والأسلامية، عندما قال الجابري لنا تلك النصيحة ووقع فيما يريد ان يتحاشاه.
 
هدانا الله واياك الى الحق والعدل والعقل في كل امر
 
هدانا الله واياك الى الحق والعدل والعقل في كل امر
هل نحن فعلا علي الحق والعدل والعقل في كل أمر؟
ولا تحسب أن لهذه الكلمات معاني مطلقة، فتكون معاني الحق والعدل والعقل بما يلائم المعتقدات او الأفكار المسبقة والجاهزة مما يظهر التعصب لها بكل وضوح. وقل مثل ذلك علي مفهوم النقد وغيرهم من مفاهيم أنتشرت للغاية في هذا الوقت.
 
هدانا الله واياك الى الحق والعدل والعقل في كل امر
أنا لا أقصد من سؤالي هو أن أجعلك تشك في ذلك الأمر، وبما أني لا أشك مطلقا اي لا أجعل من الشك حالة مطلقة ولا أريد تعطيل العقل من قدراته أو القول بعجز العقل عن معرفة الأشياء التي تقع في حدود خارج حدود العقل بسبب محدودية المعرفة.
الكلام عن محدودية المعرفة التي تحد بالضرورة العقل هي بالتأكيد مفيدة في تحديد الأشياء لفهمها وليس مجرد أستخدام وسائل مثل الحفظ والتلقين وغيره من أشباه كثيرة سائدة في الثقافة التي ننشأ بسببها ضمن تغييب العقل حتي هذا التغييب العقل أقرب الي أن يكون كليا، الا أن تعريف الأنسان بأنه كائن عاقل اي يتضمن وجود وعي بأنه قادر علي معرفة الأشياء وحدود المعرفة تتسع أو تنغلق علي حسب قدرة الأفراد في التعقل ومعرفة هذه الأشياء. مع أن كل هذا صحيح حول مسألة التحديد لكن حدود المعرفة أو الحدود علي بما نسميه "العقل" هل هي الآن نفس الحدود التي كانت موجودة قديما أو حديثا أو في المستقبل؟
 
هل نحن فعلا علي الحق والعدل والعقل في كل أمر؟
ولا تحسب أن لهذه الكلمات معاني مطلقة، فتكون معاني الحق والعدل والعقل بما يلائم المعتقدات او الأفكار المسبقة والجاهزة مما يظهر التعصب لها بكل وضوح. وقل مثل ذلك علي مفهوم النقد وغيرهم من مفاهيم أنتشرت للغاية في هذا الوقت.
ياسيدي انت في حاجة كل ثانية للعقل الثابت-الواثق من نفسه بعد نظر وقوة معرفة وسداد- الصحيح فكم من عقل ضل في مسائل حقيرة او صغيرة كبيرة او عويصة وكم من فلاسفة اضلتهم عقولهم لانها نظرت الى العالم او الافكار او الغيب من ناحية مظلمة من عقولهم ولم يشغلوا مع العقل او مع هذه الناحية من العقل بقية مايعين العقل على الحكم-من الذات او الموضوع(هناك الحس الإنساني او الروح او الشعور او الحدس) من الوقائع او الاحداث(وهي امور خارج الذات ) - او استخلاص نتيجة صحيحة للحادثة او المشكلة الثقافية او العلمية او الواقعة المعينة من التاريخ
وكم من نظرة للعالم فيها من خلل العقل وضلالاته في النظر مافضح اصحابها وكم ضل ماركس واعترف بضلاله في النظر كثير من تلاميذه واما ماركس فقد قال ان هيجل او فكرته مقلوبة واقفة على راسها اذن فهو عدلها لكنه قزم الاسباب وجعلها سبب واحد ثم تنبأ وبشر فخابت بشراه!، وكثير غيره فعل ذلك!، فالعقل الأحادي لاينتج عنه الا الضلالات العقلية الكبيرة!
واحيانا بعد ان يخبط العقل خبط عشواء يُجن ولاتنسى ان اعظم فلاسفة اوروبا على الاطلاق جنوا في نهاية حياتهم او وسطها او بداياتها وكل كلامهم جنون!
فدعوت لي ولك بالعقل
والهداية اليه لانه يتوه!
يضيع يفشل في النظر الى الامور
وكم من قضية او حكم غير عادل وكم من عقول ضلت في العدل
هذا هو ماقصدته
ولاتنسى اننا ندعو في كل ركعة من ركعات الصلاة بقول قرآني: إهدنا الصراط المستقيم!
فنحتاج في كل جديد الى هداية خاصة فيه وإلا.....
وهناك امور يقينية هدينا اليها ونحتاج لهداية في الثبات عليها والا انجرفنا مع الضلالات الطائرة والموضات السريعة الاستهلاك!
 
ياسيدي انت في حاجة كل ثانية للعقل الثابت-الواثق من نفسه بعد نظر وقوة معرفة وسداد- الصحيح فكم من عقل ضل في مسائل حقيرة او صغيرة كبيرة او عويصة وكم من فلاسفة اضلتهم عقولهم لانها نظرت الى العالم او الافكار او الغيب من ناحية مظلمة من عقولهم ولم يشغلوا مع العقل او مع هذه الناحية من العقل بقية مايعين العقل على الحكم-من الذات او الموضوع(هناك الحس الإنساني او الروح او الشعور او الحدس) من الوقائع او الاحداث(وهي امور خارج الذات ) - او استخلاص نتيجة صحيحة للحادثة او المشكلة الثقافية او العلمية او الواقعة المعينة من التاريخ
وكم من نظرة للعالم فيها من خلل العقل وضلالاته في النظر مافضح اصحابها وكم ضل ماركس واعترف بضلاله في النظر كثير من تلاميذه واما ماركس فقد قال ان هيجل او فكرته مقلوبة واقفة على راسها اذن فهو عدلها لكنه قزم الاسباب وجعلها سبب واحد ثم تنبأ وبشرأ فخابت بشراه!، وكثير غيره فعل ذلك!، فالعقل الأحادي لاينتج عنها الا الضلالات العقلية الكبيرة!
واحيانا بعد ان يخبط العقل خبط عشواء يُجن ولاتنسى ان اعظم فلاسفة اوروبا على الاطلاق جنوا في نهاية حياتهم او وسطها او بداياتها وكل كلامهم جنون!
فدعوت لي ولك بالعقل
والهداية اليه لانه يتوه!
يضيع يفشل في النظر الى الامور
وكم من قضية او حكم غير عادل وكم من عقول ضلت في العدل
هذا هو ماقصدته
ولاتنسى اننا ندعو في كل ركعة من ركعات الصلاة بقول قرآني: إهدنا الصراط المستقيم!
فنحتاج في كل جديد الى هداية خاصة فيه وإلا.....
وهناك امور يقينية هدينا اليها ونحتاج لهداية في الثبات عليها والا انجرفنا مع الضلالات الطائرة والموضات السريعة الاستهلاك!
أخ طارق أنت ليس بوصي علي أحد في أستخدام عقله وتفكيره الحر لأعادة النظر حول حكمك علي كل من هيجل وماركس وغيرهم، وفي الغالب لا تتكلم الا علي الخلل والأضرار والضلال الذي يتعرض له العقل أو عقول الفلاسفة، بالنسبة لك لا يوجد غير هذه الصراعات المغرقة في التشبيهات المملة والتي لا تهتم اساسا بالتحاور والمناقشة ثم بالتالي الأنغلاق وأتباع النقض وليس النقد كما توهم نفسك. والا تري أن كلامك ينطبق عليك ايضا مثل القول بالعقل الأحادي وأختزال الأسباب في سبب واحد يفسر به كل شئ؟
 
أخ طارق أنت ليس بوصي علي أحد في أستخدام عقله وتفكيره الحر لأعادة النظر حول حكمك علي كل من هيجل وماركس وغيرهم، وفي الغالب لا تتكلم الا علي الخلل والأضرار والضلال الذي يتعرض له العقل أو عقول الفلاسفة، بالنسبة لك لا يوجد غير هذه الصراعات المغرقة في التشبيهات المملة والتي لا تهتم اساسا بالتحاور والمناقشة ثم بالتالي الأنغلاق وأتباع النقض وليس النقد كما توهم نفسك. والا تري أن كلامك ينطبق عليك ايضا مثل القول بالعقل الأحادي وأختزال الأسباب في سبب واحد يفسر به كل شئ؟
بتصورك هذا السيد احمد فارس فانك تمنع اي احد اي يطلق حكم على اي احد مع اني وببساطة شديدة اخبرتك ان ماركس قال عن هيجل انه واقف على رأسه فماذا يعني هذا هل ماركس كان يرى هيجل في الاولومبيات يمارس لعبة الوقوف مقلوبا أم أنه يتصور ان فلسفته تقلب الأمور ولاتنفع في تحليل الواقع او انشاء واقع، وكذلك قال تلاميذ هيجل (منهم فيورباخ الفاشل) عن هيجل وتلاميذ ماركس الخارجون من رحمه ومن قمقمه العتيق فيما بعد مثل ذلك عن ماركس وقال اريك فروم عن فرويد انه تحكم في مذهبه بطريقة استبدادية (موقفا فيه شيء من الاستبدادية)(140) وهو من قال والحق ان تاريخ العلم هو تاريخ الاخطاء(ومعه حق في ذلك) وينطبق هذا على نظرية ماركس مثلما ينطبق على نظرية فرويد(153) وبصرف النظر ايضا عن فكر فروم،(وتفسيره لماهية العلم) هذا المحلل النفساني الا انه عبر عن انهيار الواقع الغربي والتابع اصلا للفكر الفلسفي العلماني -الذي يتبعه ايضا اريك فروم كفكرة ثابتة وعامة بصرف النظر عن التغيرات فيها- فقال:"وماحدث بعد1914يحتمل الاستنتاج أن الإنسان قد مات(158)
انني لااخترع الأحكام ولست أول انسان يطلقها وان كنت اطلقها بحق كما يرى عقلي ذلك بعد تفحص ودراية بالفكر العلماني وميادينه وفلسفاته ونظرياته ونتائجه في الواقع
انظر ماذا يقول لك فروم عن نتائج الاشتراكية:"فالاشتراكي موسوليني تحول إلى الفاشية...ووصف هتلر نظامه.... بأنه اشتراكية وطنية... واطلق ستالين على نظامه اسم الإشتراكية( ص159) وهو وان كان لازال يتكلم عن القيم الإشتراكية التي خانوها الا ان هذا هو الواقع الذي جلبته نماذج التطبيق ومعلوم انه ايضا نقد النظريات التي خرجت منها الوقائع!
وهو من تكلم عن فقدان الامل والتوحش الذي نزل بالامة الغربية، وهذا هو نتيجة فقدان البوصلة والقيم التي جاء بها الدين الحق الذي يرجعونه (في آخر موضة فكرية) الى الخيال والمخيال ، مع أن ديننا لم يأتي من سرقة لا سرقة شعلة من الآلهة وبناء مدنية كما يهرفون بما لايعرفون(في الاسطورة الغربية التي يعتزون بها اعتزازهم بالاستعمار)، ولا سرقة تراث علمي لأمة سابقة ونسبته إليها، إن ديننا أعطى الشعلة برضا وتعاليم الرب، ، وانساننا تلقاها بإيمان وعبودية عاقلة محبة ، نزلت عليه(الشعلة) مهداة ، رحمة مهداة، منيرة، نورا كما جاء وصف الوحي في القرآن) وهدى الأمم إلى المدنية وبه كانت أخلاق الحضارة الاسلامية تعيش في واقع الناس وتنتج توازنا وعلما، تسامحا ورحمة، عدلا وتعايشا.
ولم يمت الانسان في عصور الاسلام ولاظهر فيه هذا الاستنتاج ولااعلنها فيلسوف او مهرطق او اسلامي او فقيه!
ولذلك نحن نحكم على الفلسفات الغربية والأوضاع التي أنشأتها من خلال فحصنا للفكرة ونظرنا إلى واقع الفكرة وماوصل الناس فيها إلى فقدان ارواحهم وذواتهم واصبحوا ترس في آلة، وجسد بلا روح، وانسان بلا ضمير ولاقيم الا قيم الدولة اما هو فمتوحش وغير مبال، حيوان مستهلك سيدي احمد!
نحن من اعطيناهم ذرات الذرة ، أو قبس الشعلة، مستخلصة في مناهج علمية عجيبة، ليفتشوا بها في الكون المسخر (بتعابير النصوص القرآنية الكثيرة) فاكتشفوا الذرة، هذا من ناحية العلم التقني وآليات وطريقة النظر والملاحظة والاكتشاف والاختراع لو صح التعبير، اما من ناحية كثير من الافكار الفلسفية والنظريات الاجتماعية والعلوم الانسانية فقد دُمر الانسان بها واختزل الى اقل عناصره فاعلية وايجابية وعقلانية (مرة ،عمله الاقتصادي(العامل الاقتصادي!)، ومرة جنسه الغليظ، ومرة خياله الهابط،(هبطوه هبطهم الله!) ومرة حسه وجوانيته المبتسرة، ابتسروها بالطبع) ومرة عقله بعد ان اغرقوه في المادية الكثيفة فلم يرى غيرها!)، وحتى لااشعل فيك طريقتك في نقدي وكأني أول ناقد فعلى أن اقوم بتقليد فلاسفتك فأقول أن الإنسان في الغرب قد مات!(قالها فوكو وفروم معا كما تلاحظ!!!)
اسمع لاريك فروك وهو يصف الوضع الغربي(الذي نصفه من نتائج القرآن وعلومه عن الكون ونتائج ابحاث المسلمين) ونصفه من انتاج الفلسفة والعلوم الاجتماعية والانسانية الحديثة التي كما نقول في مصر اوقعت الانسان في شر أعماله، يقول فروم:"على أن الواقع هو أننا نعيش من الناحية التقنية في عصر الذرة، على أن معظم الناس لايزالون يجدون انفسهم على الصعيد الوجداني في العصر الحجري(166)
 
لماذا هذا الخوف من النقاش المفتوح، والخوف من غلقه اذا تعرض للثوابت العقائدية والخوف ..
هل أنت تمزح؟ .. أنا الذي أخاف منه هو أن تضيع فكرة الموضوع وتضيع معه الاستفادة وكذلك أخاف تضييع وقت أستاذنا منينة، أما أن نخاف من مناقشة ما لثوابت عقيدتنا الاسلامية فأنا أقول لك أن هذا القسم من الملتقى لم يُخلق إلا لهذا الهدف، واذا بحثت ستجد فيه مناقشات نقضية شبهاتية نُقلت ونوقشت، إذ هي مناقشات أقل ما يمكن أن نصفه بها - على غرار كلامك أنت اللذي ليس بشيء وقيمته الوحيدة انه يسبب تبذير الوقت - هو "الوضوحية" اي: كلام مفهوم.
 
بتصورك هذا السيد احمد فارس فانك تمنع اي احد اي يطلق حكم على اي احد مع اني وببساطة شديدة اخبرتك ان ماركس قال عن هيجل انه واقف على رأسه فماذا يعني هذا هل ماركس كان يرى هيجل في الاولومبيات يمارس لعبة الوقوف مقلوبا أم أنه يتصور ان فلسفته تقلب الأمور ولاتنفع في تحليل الواقع او انشاء واقع، وكذلك قال تلاميذ هيجل (منهم فيورباخ الفاشل) عن هيجل وتلاميذ ماركس الخارجون من رحمه ومن قمقمه العتيق فيما بعد مثل ذلك عن ماركس وقال اريك فروم عن فرويد انه تحكم في مذهبه بطريقة استبدادية (موقفا فيه شيء من الاستبدادية)(140) وهو من قال والحق ان تاريخ العلم هو تاريخ الاخطاء(ومعه حق في ذلك) وينطبق هذا على نظرية ماركس مثلما ينطبق على نظرية فرويد(153) وبصرف النظر ايضا عن فكر فروم،(وتفسيره لماهية العلم) هذا المحلل النفساني الا انه عبر عن انهيار الواقع الغربي والتابع اصلا للفكر الفلسفي العلماني -الذي يتبعه ايضا اريك فروم كفكرة ثابتة وعامة بصرف النظر عن التغيرات فيها- فقال:"وماحدث بعد1914يحتمل الاستنتاج أن الإنسان قد مات(158)
انني لااخترع الأحكام ولست أول انسان يطلقها وان كنت اطلقها بحق كما يرى عقلي ذلك بعد تفحص ودراية بالفكر العلماني وميادينه وفلسفاته ونظرياته ونتائجه في الواقع
انظر ماذا يقول لك فروم عن نتائج الاشتراكية:"فالاشتراكي موسوليني تحول إلى الفاشية...ووصف هتلر نظامه.... بأنه اشتراكية وطنية... واطلق ستالين على نظامه اسم الإشتراكية( ص159) وهو وان كان لازال يتكلم عن القيم الإشتراكية التي خانوها الا ان هذا هو الواقع الذي جلبته نماذج التطبيق ومعلوم انه ايضا نقد النظريات التي خرجت منها الوقائع!
وهو من تكلم عن فقدان الامل والتوحش الذي نزل بالامة الغربية، وهذا هو نتيجة فقدان البوصلة والقيم التي جاء بها الدين الحق الذي يرجعونه (في آخر موضة فكرية) الى الخيال والمخيال ، مع أن ديننا لم يأتي من سرقة لا سرقة شعلة من الآلهة وبناء مدنية كما يهرفون بما لايعرفون(في الاسطورة الغربية التي يعتزون بها اعتزازهم بالاستعمار)، ولا سرقة تراث علمي لأمة سابقة ونسبته إليها، إن ديننا أعطى الشعلة برضا وتعاليم الرب، ، وانساننا تلقاها بإيمان وعبودية عاقلة محبة ، نزلت عليه(الشعلة) مهداة ، رحمة مهداة، منيرة، نورا كما جاء وصف الوحي في القرآن) وهدى الأمم إلى المدنية وبه كانت أخلاق الحضارة الاسلامية تعيش في واقع الناس وتنتج توازنا وعلما، تسامحا ورحمة، عدلا وتعايشا.
ولم يمت الانسان في عصور الاسلام ولاظهر فيه هذا الاستنتاج ولااعلنها فيلسوف او مهرطق او اسلامي او فقيه!
ولذلك نحن نحكم على الفلسفات الغربية والأوضاع التي أنشأتها من خلال فحصنا للفكرة ونظرنا إلى واقع الفكرة وماوصل الناس فيها إلى فقدان ارواحهم وذواتهم واصبحوا ترس في آلة، وجسد بلا روح، وانسان بلا ضمير ولاقيم الا قيم الدولة اما هو فمتوحش وغير مبال، حيوان مستهلك سيدي احمد!
نحن من اعطيناهم ذرات الذرة ، أو قبس الشعلة، مستخلصة في مناهج علمية عجيبة، ليفتشوا بها في الكون المسخر (بتعابير النصوص القرآنية الكثيرة) فاكتشفوا الذرة، هذا من ناحية العلم التقني وآليات وطريقة النظر والملاحظة والاكتشاف والاختراع لو صح التعبير، اما من ناحية كثير من الافكار الفلسفية والنظريات الاجتماعية والعلوم الانسانية فقد دُمر الانسان بها واختزل الى اقل عناصره فاعلية وايجابية وعقلانية (مرة ،عمله الاقتصادي(العامل الاقتصادي!)، ومرة جنسه الغليظ، ومرة خياله الهابط،(هبطوه هبطهم الله!) ومرة حسه وجوانيته المبتسرة، ابتسروها بالطبع) ومرة عقله بعد ان اغرقوه في المادية الكثيفة فلم يرى غيرها!)، وحتى لااشعل فيك طريقتك في نقدي وكأني أول ناقد فعلى أن اقوم بتقليد فلاسفتك فأقول أن الإنسان في الغرب قد مات!(قالها فوكو وفروم معا كما تلاحظ!!!)
اسمع لاريك فروك وهو يصف الوضع الغربي(الذي نصفه من نتائج القرآن وعلومه عن الكون ونتائج ابحاث المسلمين) ونصفه من انتاج الفلسفة والعلوم الاجتماعية والانسانية الحديثة التي كما نقول في مصر اوقعت الانسان في شر أعماله، يقول فروم:"على أن الواقع هو أننا نعيش من الناحية التقنية في عصر الذرة، على أن معظم الناس لايزالون يجدون انفسهم على الصعيد الوجداني في العصر الحجري(166)
هذا الذي تسميه "نقد" يزال كما هو وردودك التي تذكرها تجزيء النظريات والأفكار والآراء التي تتكلم عليها، كما أن أستخدامك للتشبيهات أكثر من اللازم في كل مرة.
أريد أناقشك حول ثنائيات مثل الروح - الجسد وما يتتبع ذلك من ألتباسات وزيادة المشاكل بدل فهم هذا الموضوع وجعله معقول بدون أي تخريفات. أريد ان اسألك نفس السؤال المذكور في كتاب محمد عابد الجابري - إشكاليات الفكر العربي المعاصر ص 145 الفصل الثامن بعنوان " الروحية ضرورية... ولكن بأي معني" وأنا أسألك هل هي بمعني النزوع الغييبي والغنوصي وما شابهم لأمتلاك (النفوس والأرواح) أو أكتشاف (غرائب وعجائب)؟
 
بتصورك هذا السيد احمد فارس فانك تمنع اي احد اي يطلق حكم على اي احد مع اني وببساطة شديدة اخبرتك ان ماركس قال عن هيجل انه واقف على رأسه فماذا يعني هذا هل ماركس كان يرى هيجل في الاولومبيات يمارس لعبة الوقوف مقلوبا أم أنه يتصور ان فلسفته تقلب الأمور ولاتنفع في تحليل الواقع او انشاء واقع، وكذلك قال تلاميذ هيجل (منهم فيورباخ الفاشل) عن هيجل وتلاميذ ماركس الخارجون من رحمه ومن قمقمه العتيق فيما بعد مثل ذلك عن ماركس وقال اريك فروم عن فرويد انه تحكم في مذهبه بطريقة استبدادية (موقفا فيه شيء من الاستبدادية)(140) وهو من قال والحق ان تاريخ العلم هو تاريخ الاخطاء(ومعه حق في ذلك) وينطبق هذا على نظرية ماركس مثلما ينطبق على نظرية فرويد(153) وبصرف النظر ايضا عن فكر فروم،(وتفسيره لماهية العلم) هذا المحلل النفساني الا انه عبر عن انهيار الواقع الغربي والتابع اصلا للفكر الفلسفي العلماني -الذي يتبعه ايضا اريك فروم كفكرة ثابتة وعامة بصرف النظر عن التغيرات فيها- فقال:"وماحدث بعد1914يحتمل الاستنتاج أن الإنسان قد مات(158)
انني لااخترع الأحكام ولست أول انسان يطلقها وان كنت اطلقها بحق كما يرى عقلي ذلك بعد تفحص ودراية بالفكر العلماني وميادينه وفلسفاته ونظرياته ونتائجه في الواقع
انظر ماذا يقول لك فروم عن نتائج الاشتراكية:"فالاشتراكي موسوليني تحول إلى الفاشية...ووصف هتلر نظامه.... بأنه اشتراكية وطنية... واطلق ستالين على نظامه اسم الإشتراكية( ص159) وهو وان كان لازال يتكلم عن القيم الإشتراكية التي خانوها الا ان هذا هو الواقع الذي جلبته نماذج التطبيق ومعلوم انه ايضا نقد النظريات التي خرجت منها الوقائع!
وهو من تكلم عن فقدان الامل والتوحش الذي نزل بالامة الغربية، وهذا هو نتيجة فقدان البوصلة والقيم التي جاء بها الدين الحق الذي يرجعونه (في آخر موضة فكرية) الى الخيال والمخيال ، مع أن ديننا لم يأتي من سرقة لا سرقة شعلة من الآلهة وبناء مدنية كما يهرفون بما لايعرفون(في الاسطورة الغربية التي يعتزون بها اعتزازهم بالاستعمار)، ولا سرقة تراث علمي لأمة سابقة ونسبته إليها، إن ديننا أعطى الشعلة برضا وتعاليم الرب، ، وانساننا تلقاها بإيمان وعبودية عاقلة محبة ، نزلت عليه(الشعلة) مهداة ، رحمة مهداة، منيرة، نورا كما جاء وصف الوحي في القرآن) وهدى الأمم إلى المدنية وبه كانت أخلاق الحضارة الاسلامية تعيش في واقع الناس وتنتج توازنا وعلما، تسامحا ورحمة، عدلا وتعايشا.
ولم يمت الانسان في عصور الاسلام ولاظهر فيه هذا الاستنتاج ولااعلنها فيلسوف او مهرطق او اسلامي او فقيه!
ولذلك نحن نحكم على الفلسفات الغربية والأوضاع التي أنشأتها من خلال فحصنا للفكرة ونظرنا إلى واقع الفكرة وماوصل الناس فيها إلى فقدان ارواحهم وذواتهم واصبحوا ترس في آلة، وجسد بلا روح، وانسان بلا ضمير ولاقيم الا قيم الدولة اما هو فمتوحش وغير مبال، حيوان مستهلك سيدي احمد!
نحن من اعطيناهم ذرات الذرة ، أو قبس الشعلة، مستخلصة في مناهج علمية عجيبة، ليفتشوا بها في الكون المسخر (بتعابير النصوص القرآنية الكثيرة) فاكتشفوا الذرة، هذا من ناحية العلم التقني وآليات وطريقة النظر والملاحظة والاكتشاف والاختراع لو صح التعبير، اما من ناحية كثير من الافكار الفلسفية والنظريات الاجتماعية والعلوم الانسانية فقد دُمر الانسان بها واختزل الى اقل عناصره فاعلية وايجابية وعقلانية (مرة ،عمله الاقتصادي(العامل الاقتصادي!)، ومرة جنسه الغليظ، ومرة خياله الهابط،(هبطوه هبطهم الله!) ومرة حسه وجوانيته المبتسرة، ابتسروها بالطبع) ومرة عقله بعد ان اغرقوه في المادية الكثيفة فلم يرى غيرها!)، وحتى لااشعل فيك طريقتك في نقدي وكأني أول ناقد فعلى أن اقوم بتقليد فلاسفتك فأقول أن الإنسان في الغرب قد مات!(قالها فوكو وفروم معا كما تلاحظ!!!)
اسمع لاريك فروك وهو يصف الوضع الغربي(الذي نصفه من نتائج القرآن وعلومه عن الكون ونتائج ابحاث المسلمين) ونصفه من انتاج الفلسفة والعلوم الاجتماعية والانسانية الحديثة التي كما نقول في مصر اوقعت الانسان في شر أعماله، يقول فروم:"على أن الواقع هو أننا نعيش من الناحية التقنية في عصر الذرة، على أن معظم الناس لايزالون يجدون انفسهم على الصعيد الوجداني في العصر الحجري(166)
أنا لم أقصد في قولي بأعادة النظر في أحكامك ليكون الغرض منه منع أي أحد من أن يطلق أحكاما، لكن مضمون تلك الأحكام حول هيجل وماركس وأخرين تكلمت عنهم لا تهمني كثيرا لكنها تفيد غيري كما تري وليس من المعقول ان امنع اي أحد من فعل ذلك وبالذات علي أسماء مهمة كتلك الأسماء التي تكلمت عنها، ووضحت لك أن ما تسميه نقد أو نقض هو أبطال دعوات الأخر ثم تقول أنه ضمن التحاور والتناقش والتسائل. وتعتقد مثل غيرك أن " التحاور والتناقش والتسائل" كان مشبوه اساسا عندما يكون من قبيل المناقشات النقضية الشبهاتية بتعبير الأخ "زاوشثتي".
 
اما الفصل الذي اشرت اليه حضرتكم ، من كتاب اشكاليات الفكر العربي للجابري ،فالاشكاليات في الكتاب كله لا الفصل المشار اليه فقط، هي اشكاليات عند الجابري وفيها من خيالاته الضعيفة والساقطة عن الواقع الاسلامي التاريخي مايعجب منه المرء، فهي اشكاليات ملتبسة للغاية ، ومزيفة ، (وهو من تكلم عن مايسمى:اشكالية مزيفة،ص103) ، انه مشكل علماني وليس اسلامي، خصوصا وهو يضع حلول تُفقد الأمة عقيدتها وقيمها الثابتة وشريعتها الخاصة،(وهذا ليس ببعيد عن العلمانيين فمشكل العروبة-الإسلام،مثلا، أدى بالبعض منهم إلى"المطالبة ب(العلمانية) أي بفصل الدين عن الدولة" ، إذ اقترن ذلك عند بعض (الجمعيات!) ،يقول الجابري، بهذه المطالبة!، (اشكاليات الفكر العربي المعاصر، ص104) ذلك ان جل مشروع الرجل انما هو غمس دين الامة وتاريخها العلمي والعقلي ، مما كان قبل عصر التدوين(منتصف القرن الثاني) او بعده ، غمسه ووضعه في اللاعقلانية والغنوص ، أي الأساطير والخرافات وتغييب العقل، بإعتبار أن هذا هو العقل الذي انتصر في الأمة، يفعل الجابري ذلك وهو يقوم بالدعوة-العلمانية -لتحرير الأمة من هذه اللاعقلانية التي تصورها ونادى بالتخلص منها مع ان وصف الامة بها هو ظلم لها وتزوير لما كانت عليه وماأنتجه هذا العقل(العقلاني) الذي يخفي الجابري مصدره الحقيقي ونتائجه الأصيلة!
ان مشروع الجابري يقوم على تجاوز هذا الماضي، الذي تخيله!، ولذلك قلت لك ان مشروعه انما هو من اشكالياته الفكرية وليس من اشكاليات حقيقية على الارض اللهم الا ماهو معلوم عند الكافة من وقوع الأمة في براثن الاستعمار وحاجتها إلى التحرر والتقدم إلى المستقبل بجهاز علمي وخلقي يرفعها لمرتبة عليا بين الأمم الأخرى، مع العلم ان الجابري وطوائف العلمانيين يعرضون هذه الاشكالية الحديثة ويقدمون الحلول القاتلة لها، من الاشتراكية والماركسية والمادية الجدلية والمذاهب الحديثة مما تعتبر آخر موضات الفكر الغربي الذي وصل لمراحل الانتحار.
ان مشروع الجابري في اشكاليات الفكر العربي انما هو مشروع ممتد حتى نخاع كتابه (مدخل الى القرآن )وتفسيراته العلمانية المستترة بين السطور (في ذلك الكتاب وملاحقه الثلاثة في التفسير)، وهي آخر ماكتب!، وقد كان لي شرف كشف هذا الأخير في انهيار شرفات الإستشراق(السلسلة)
والجابري هو نفسه من اخبرنا في كتابه (مدخل الى القرآن )عن هذه الصلة الوطيدة بين المشروع ككل وآخر طلقة اطلقها ، أو حلقة نسجها، قبل موته ، تجاه القرآن على وجه الخصوص(وهي كتابه المدخل وملحقاته الثلاثة).
لكن دعنا استاذ احمد فارس ان نذكر على وجه الخصوص، فكرة الجابري في هذا الكتاب الذي وضعته لنا(كتاب اشكاليات الفكر العربي) أو بالأحرى الاشارة من خلال ذلك الى فصل منه وهو الخاص بالروحانية ومااستخلصه كنتيجة خاطئة.
فأولا الجابري في بداية اشكاليات الفكر العربي زعم-كما زعم لاحقا في كتابه مدخل إلى القرآن- ان الإسلام يمثل امتدادا ماديا ومعنويا لحركة الأحناف التي اعترضت على السلطة المادية في مكة وخرافاتها ، فالقرآن والإسلام ليس الا تلبية وامتدادا لحركة تجديدية قامت في مكة ..امتعضت من سلطة قديمة وموروثاتها ، وارادت التجديد والتخلص من ماضي(قريب!) او حاضر معيق، فهي حركة تصحيحية ارادت تغيير الواقع(مع انها لم تكن حركة وانما كان بعض الافراد يعترضون على بعض العادات والأعراف، والعقائد والأوضاع، ولم تكن حركة بالشكل الذي يتصوره العلمانيون) وكان محمد ،صلى الله عليه وسلم، قد قام -بزعم الجابري وامثاله- نيابة عن الأحناف وحركتهم!-بعملية تحريرهم واقامة نهضة تجاوزت الماضي واستخدمته في آن واحد!(قال الجابري هذا الكلام في هذا الكتاب اي كتابه اشكاليات الفكر العربي المعاصر ، وايضا آخر كتبه اي كتابه مدخل إلى القرآن وتوابعه الثلاثة(ثلاث اجزاء تفسيريه!)
فالأمر -عند الجابري- فيه صراع طبقي وصراع على السلطة المادية والفكرية، وصراع على القديم والجديد (قوى التجديد تدخل في صراع مع قوى القديم والتقليد!) مع العلم ان الجابري في الظاهر لايجعل الامر كله تبعا للتفسير الطبقي وانما يميل الى التفسير المادي والربط الجدلي بين الفكر والواقع وعلى كل فالرجل لم يتكلم في كتابه هذا من اوله الى اخره عن الغيب والتنزيل الرباني (الخارج عن الواقع والوقائع) وهذا يمكن فهمه منه،او ليس الرجل علماني من القيادات الكبرى في الفكر العلماني الاستنباتي!)!
فالتوحيد، على هذا النحو الجابري والعلماني، لم يكن عقيدة ربانية اوحي بها من فوق، من عند الله جل شأنه، وانما هي تعبير عن رفض سلطة الملأ من قريش الذي كانوا يلتمسون السند لهم من الأصنام،(ضيق الجابري مفهوم الحقيقة كما ترى) فكان الإسلام نهضة عربية-زعم- ترفض التقليد الذي رسخته قريش والسادة فيها او منها.
ثم جاء عصر التدوين ودونت فيه العلوم فكانت نهضة جديدة
مايريده السيد الجابري هو ان نبدأ(ويقصد العلمانيين العرب!) عصر تدوين جديد يتجاوز الماضي ويأخذ منه مايفيد، وطبعا فان مايفيد هو عقلانية المتفلسفة (المزعومة) لا الغنوصية (وصف عقيدة الأمة وفكرها بذلك!!) التي زعم الجابري-كاذبا- ان الأمة انغرست فيها حتى اليوم!
والسؤال هنا هل الغنوصية هي من شكلت عصر التدوين ومابعده من عصور اسلامية زاهية ؟ الاجابة بالطبع لا ولكن الجابري يغفل هذا تماما،وهو يجعل العلوم التي دشنتها الامة في هذا العصر علوم نقلية يجب تجاوزها ويدعو في سبيل هذا التجاوز ، بالفكر الغربي، باستنبات بعض المفيد منه!!(اي تبيئته في مجتمعاتنا وفكرنا!، مع ان كل علماني لها استنباتاته ومذاهبه المنقوضة!!) فنتجاوز به الماضي (الذي تصوره انه ماضينا!) مع الاحتفاظ بعناصر منه (وهي العناصر التي غالبا لم تقدم الانجازات الحضارية لامتنا!، وكانت هي تلك العناصر المعيقة في الحقيقة لتقدم الحضارة ومنها الفرق المنحرفة ومنها مايصفها الجابري بالعقلانية!!)
ولايخفى على المتتبع لفكرة الجابري العامة في التجاوز انه يذهب الى تجاوز التجاوز ، لكل مرحلة من الماضي حتى الماضي القريب ، فكل مرحلة تمر يجب تجاوزها لأنها اصبحت من الماضي ، وعلى ذلك فتجاوزه يعني الاستفادة مما فيه مما يتلائم مع المرحلة الجديدة-التي ستصير قريبا من الماضي!- بمافيها من مؤثرات ثقافية وسياسية وعلمية وهذا يعني ان الجابري يسحب البساط من تحت ماقال انه تراثنا، او من تراثنا الحقيقي وعقيدتنا الحقيقية،خصوصا انه ومعه الطائفة العلمانية يريدون زحزحة عقائد الاسلام الحقيقية لانها معيقة في نظرهم وهي من الماضي، كما ان الرجل يأخذ من تراث الغرب في الفكر ويتجاوز به تراثنا كما تجاوزوا به تراثهم مع ان تراثنا غير تراثهم!!، ومن المعلوم ان الفكر الغربي اليوم تجاوز تراثه هو حتى تراث عصر التنوير وتراث القرن التاسع عشر تراث الوضعية ، فعلى ذلك والجابري له ادواته وفلسفاته يمكن الاستعانة بالفلسفات الجديدة التي تحفظ منها تراثها بالولاء الروحي ،لارسطو مثلا ، او لعصر التنوير، مع انها تجاوزت فكرته واحتفظت منها ببعضها كما انه لم يتبقى من التراث اليوناني والاغريقي بل والمسيحي شيء يذكر.
وهذه هي الخطوة التي يريد الجابري ان نخطوها، ليس خطوة راديكالية كخطوة اركون وهاشم صالح وانما خطوة بطيئة لكنها تضع الجديد مكان القديم مع الاحتفال كل عام برائحة القديم العبقة
المشكل عند الجابري هو ايضا في شيء آخر الا وهو انه افترى على الأمة- وفي نفس الكتاب، وايضا نفس الفصل- وزعم أن الأمة اتبعت الغنوصية واقامت عليها بناءها القديم وخلط الجابري بين الغنوصية وكلام لابي حامد الغزالي حتى يتسنى له وضع الأمة وتراثها من قبل التدوين وبعده في اللاعقلانية ومعها الغنوصية فيما بعد
هل الأمة انبنت على البرهان يقول لك الجابري لا، فهذا الخط البرهاني لم تخطه الأمة في مجمل تاريخها (ويجعل البرهاني في الأمة مأخوذ من ارسطو وغيره!!)
وهذا كلام فارغ ذلك انه لو كانت ماقبل عصر التدوين انما هو اساطير واستخدام للماضي الاسطوري ولم يكن هو الخط العلمي والبرهاني المرتبط بالوحي والعقيدة والشريعة، ولو كان مابعد عصر التدوين هو عالم الاشراق والغنوص واللاعقلانية والصوفية الغنوصية لما تقدمت الامة خطوة واحدة في الحضارة والا سيد احمد فارس هل سمعت ان امة تقدمت بالغنوص وقدمت للعالم مثلما قدمته حضارتنا
ان الجابري يقوم او قام بأكبر عملية تزوير في التاريخ العلماني وهو غمس الأمة في الغنوص ، كنتيجة من نتائج اشكالياته!، مع ان حضارتها قامت على البرهان العقلاني والتجريبي وهو ماافتتحه القرآن نفسه، ولم يكن الإسلام حركة تصحيحية لشأن عربي مبين أو انقضاض على سلطة القدماء وانما كان تنزيلا ربانيا بمنهاج برهاني شامل لتغيير العالم ووجهة نظر الانسان، ورفض الهيمان الغنوصي والتجريد الفكري الهائم مع رفض الاوهام في الاصنام والآلهة المصطنعة وغير ذلك مما هو معيق لا لنهضة عربية وانما لتغيير عالمي بعد ان كان العالم يئن من الخرافات والفساد ولم تتحرك الحضارات علنا في دراسة السموات فوقها والارض التي تعيش عليها،
انت استغربت لماذا انا مستمر وبإلحاح على بيان عقلانية حضارتا وابراز علميتها وانتاجها والتفاخر بذلك
سيدي اذا نظرت للجابري وغيره من امثاله ستعرف ان المعركة هي هنا
هي اما رمي الاسلام في سلة التاريخ العتيقة والتخلص منه مع الاعتزاز به كمرحلة او استلهام بعض من عالمه، وإما الاعتراف بأن الإسلام خرج من السماء، بوحي رباني، قبل أن تقوم به أمة ورسول يهديها علميا وعمليا لفتح الآفاق الكونية وهداية الناس جميعا، شعوبا وقبائل للخير.
اما هذا واما ذاك
ونحن اختارنا طريقنا الذي تدعمه الأدلة التاريخية لا الخرافات والأساطير العلمانية وماقبلها من استشراقية
الأمة هداها العلم القرآني منذ البداية اما ماوقعت فيه من أخطاء او نكسات فليس ذلك من وحي الوحي وانما من وحي الهوى او الاستبداد في مراحل او اخطاء علمية عند البعض وهي مغفورة ان شاء الله، أو اخيرا اخطاء ونكسات من وحي العلمانية والاستعمار والمفكرين العرب الذين راحوا يكتبون الخرافات عن الاسلام وهم او بعضهم يدعم الأنظمة الفاسدة التي تلوثت بالعلمانية.
ان فصل الجابري الذي اشرت اليه يرمي الامة بالغنوص والروحانية اللاعقلانية بينما يصف روحانية الغرب بأنها روحانية العقل والفكر، فهل يعقل هذا سيد احمد فارس!؟
 
اما الفصل الذي اشرت اليه حضرتكم ، من كتاب اشكاليات الفكر العربي للجابري ،فالاشكاليات في الكتاب كله لا الفصل المشار اليه فقط، هي اشكاليات عند الجابري وفيها من خيالاته الضعيفة والساقطة عن الواقع الاسلامي التاريخي مايعجب منه المرء، فهي اشكاليات ملتبسة للغاية ، ومزيفة ، (وهو من تكلم عن مايسمى:اشكالية مزيفة،ص103) ، انه مشكل علماني وليس اسلامي، خصوصا وهو يضع حلول تُفقد الأمة عقيدتها وقيمها الثابتة وشريعتها الخاصة،(وهذا ليس ببعيد عن العلمانيين فمشكل العروبة-الإسلام،مثلا، أدى بالبعض منهم إلى"المطالبة ب(العلمانية) أي بفصل الدين عن الدولة" ، إذ اقترن ذلك عند بعض (الجمعيات!) ،يقول الجابري، بهذه المطالبة!، (اشكاليات الفكر العربي المعاصر، ص104) ذلك ان جل مشروع الرجل انما هو غمس دين الامة وتاريخها العلمي والعقلي ، مما كان قبل عصر التدوين(منتصف القرن الثاني) او بعده ، غمسه ووضعه في اللاعقلانية والغنوص ، أي الأساطير والخرافات وتغييب العقل، بإعتبار أن هذا هو العقل الذي انتصر في الأمة، يفعل الجابري ذلك وهو يقوم بالدعوة-العلمانية -لتحرير الأمة من هذه اللاعقلانية التي تصورها ونادى بالتخلص منها مع ان وصف الامة بها هو ظلم لها وتزوير لما كانت عليه وماأنتجه هذا العقل(العقلاني) الذي يخفي الجابري مصدره الحقيقي ونتائجه الأصيلة!
ان مشروع الجابري يقوم على تجاوز هذا الماضي، الذي تخيله!، ولذلك قلت لك ان مشروعه انما هو من اشكالياته الفكرية وليس من اشكاليات حقيقية على الارض اللهم الا ماهو معلوم عند الكافة من وقوع الأمة في براثن الاستعمار وحاجتها إلى التحرر والتقدم إلى المستقبل بجهاز علمي وخلقي يرفعها لمرتبة عليا بين الأمم الأخرى، مع العلم ان الجابري وطوائف العلمانيين يعرضون هذه الاشكالية الحديثة ويقدمون الحلول القاتلة لها، من الاشتراكية والماركسية والمادية الجدلية والمذاهب الحديثة مما تعتبر آخر موضات الفكر الغربي الذي وصل لمراحل الانتحار.
ان مشروع الجابري في اشكاليات الفكر العربي انما هو مشروع ممتد حتى نخاع كتابه (مدخل الى القرآن )وتفسيراته العلمانية المستترة بين السطور (في ذلك الكتاب وملاحقه الثلاثة في التفسير)، وهي آخر ماكتب!، وقد كان لي شرف كشف هذا الأخير في انهيار شرفات الإستشراق(السلسلة)
والجابري هو نفسه من اخبرنا في كتابه (مدخل الى القرآن )عن هذه الصلة الوطيدة بين المشروع ككل وآخر طلقة اطلقها ، أو حلقة نسجها، قبل موته ، تجاه القرآن على وجه الخصوص(وهي كتابه المدخل وملحقاته الثلاثة).
لكن دعنا استاذ احمد فارس ان نذكر على وجه الخصوص، فكرة الجابري في هذا الكتاب الذي وضعته لنا(كتاب اشكاليات الفكر العربي) أو بالأحرى الاشارة من خلال ذلك الى فصل منه وهو الخاص بالروحانية ومااستخلصه كنتيجة خاطئة.
فأولا الجابري في بداية اشكاليات الفكر العربي زعم-كما زعم لاحقا في كتابه مدخل إلى القرآن- ان الإسلام يمثل امتدادا ماديا ومعنويا لحركة الأحناف التي اعترضت على السلطة المادية في مكة وخرافاتها ، فالقرآن والإسلام ليس الا تلبية وامتدادا لحركة تجديدية قامت في مكة ..امتعضت من سلطة قديمة وموروثاتها ، وارادت التجديد والتخلص من ماضي(قريب!) او حاضر معيق، فهي حركة تصحيحية ارادت تغيير الواقع(مع انها لم تكن حركة وانما كان بعض الافراد يعترضون على بعض العادات والأعراف، والعقائد والأوضاع، ولم تكن حركة بالشكل الذي يتصوره العلمانيون) وكان محمد ،صلى الله عليه وسلم، قد قام -بزعم الجابري وامثاله- نيابة عن الأحناف وحركتهم!-بعملية تحريرهم واقامة نهضة تجاوزت الماضي واستخدمته في آن واحد!(قال الجابري هذا الكلام في هذا الكتاب اي كتابه اشكاليات الفكر العربي المعاصر ، وايضا آخر كتبه اي كتابه مدخل إلى القرآن وتوابعه الثلاثة(ثلاث اجزاء تفسيريه!)
فالأمر -عند الجابري- فيه صراع طبقي وصراع على السلطة المادية والفكرية، وصراع على القديم والجديد (قوى التجديد تدخل في صراع مع قوى القديم والتقليد!) مع العلم ان الجابري في الظاهر لايجعل الامر كله تبعا للتفسير الطبقي وانما يميل الى التفسير المادي والربط الجدلي بين الفكر والواقع وعلى كل فالرجل لم يتكلم في كتابه هذا من اوله الى اخره عن الغيب والتنزيل الرباني (الخارج عن الواقع والوقائع) وهذا يمكن فهمه منه،او ليس الرجل علماني من القيادات الكبرى في الفكر العلماني الاستنباتي!)!
فالتوحيد، على هذا النحو الجابري والعلماني، لم يكن عقيدة ربانية اوحي بها من فوق، من عند الله جل شأنه، وانما هي تعبير عن رفض سلطة الملأ من قريش الذي كانوا يلتمسون السند لهم من الأصنام،(ضيق الجابري مفهوم الحقيقة كما ترى) فكان الإسلام نهضة عربية-زعم- ترفض التقليد الذي رسخته قريش والسادة فيها او منها.
ثم جاء عصر التدوين ودونت فيه العلوم فكانت نهضة جديدة
مايريده السيد الجابري هو ان نبدأ(ويقصد العلمانيين العرب!) عصر تدوين جديد يتجاوز الماضي ويأخذ منه مايفيد، وطبعا فان مايفيد هو عقلانية المتفلسفة (المزعومة) لا الغنوصية (وصف عقيدة الأمة وفكرها بذلك!!) التي زعم الجابري-كاذبا- ان الأمة انغرست فيها حتى اليوم!
والسؤال هنا هل الغنوصية هي من شكلت عصر التدوين ومابعده من عصور اسلامية زاهية ؟ الاجابة بالطبع لا ولكن الجابري يغفل هذا تماما،وهو يجعل العلوم التي دشنتها الامة في هذا العصر علوم نقلية يجب تجاوزها ويدعو في سبيل هذا التجاوز ، بالفكر الغربي، باستنبات بعض المفيد منه!!(اي تبيئته في مجتمعاتنا وفكرنا!، مع ان كل علماني لها استنباتاته ومذاهبه المنقوضة!!) فنتجاوز به الماضي (الذي تصوره انه ماضينا!) مع الاحتفاظ بعناصر منه (وهي العناصر التي غالبا لم تقدم الانجازات الحضارية لامتنا!، وكانت هي تلك العناصر المعيقة في الحقيقة لتقدم الحضارة ومنها الفرق المنحرفة ومنها مايصفها الجابري بالعقلانية!!)
ولايخفى على المتتبع لفكرة الجابري العامة في التجاوز انه يذهب الى تجاوز التجاوز ، لكل مرحلة من الماضي حتى الماضي القريب ، فكل مرحلة تمر يجب تجاوزها لأنها اصبحت من الماضي ، وعلى ذلك فتجاوزه يعني الاستفادة مما فيه مما يتلائم مع المرحلة الجديدة-التي ستصير قريبا من الماضي!- بمافيها من مؤثرات ثقافية وسياسية وعلمية وهذا يعني ان الجابري يسحب البساط من تحت ماقال انه تراثنا، او من تراثنا الحقيقي وعقيدتنا الحقيقية،خصوصا انه ومعه الطائفة العلمانية يريدون زحزحة عقائد الاسلام الحقيقية لانها معيقة في نظرهم وهي من الماضي، كما ان الرجل يأخذ من تراث الغرب في الفكر ويتجاوز به تراثنا كما تجاوزوا به تراثهم مع ان تراثنا غير تراثهم!!، ومن المعلوم ان الفكر الغربي اليوم تجاوز تراثه هو حتى تراث عصر التنوير وتراث القرن التاسع عشر تراث الوضعية ، فعلى ذلك والجابري له ادواته وفلسفاته يمكن الاستعانة بالفلسفات الجديدة التي تحفظ منها تراثها بالولاء الروحي ،لارسطو مثلا ، او لعصر التنوير، مع انها تجاوزت فكرته واحتفظت منها ببعضها كما انه لم يتبقى من التراث اليوناني والاغريقي بل والمسيحي شيء يذكر.
وهذه هي الخطوة التي يريد الجابري ان نخطوها، ليس خطوة راديكالية كخطوة اركون وهاشم صالح وانما خطوة بطيئة لكنها تضع الجديد مكان القديم مع الاحتفال كل عام برائحة القديم العبقة
المشكل عند الجابري هو ايضا في شيء آخر الا وهو انه افترى على الأمة- وفي نفس الكتاب، وايضا نفس الفصل- وزعم أن الأمة اتبعت الغنوصية واقامت عليها بناءها القديم وخلط الجابري بين الغنوصية وكلام لابي حامد الغزالي حتى يتسنى له وضع الأمة وتراثها من قبل التدوين وبعده في اللاعقلانية ومعها الغنوصية فيما بعد
هل الأمة انبنت على البرهان يقول لك الجابري لا، فهذا الخط البرهاني لم تخطه الأمة في مجمل تاريخها (ويجعل البرهاني في الأمة مأخوذ من ارسطو وغيره!!)
وهذا كلام فارغ ذلك انه لو كانت ماقبل عصر التدوين انما هو اساطير واستخدام للماضي الاسطوري ولم يكن هو الخط العلمي والبرهاني المرتبط بالوحي والعقيدة والشريعة، ولو كان مابعد عصر التدوين هو عالم الاشراق والغنوص واللاعقلانية والصوفية الغنوصية لما تقدمت الامة خطوة واحدة في الحضارة والا سيد احمد فارس هل سمعت ان امة تقدمت بالغنوص وقدمت للعالم مثلما قدمته حضارتنا
ان الجابري يقوم او قام بأكبر عملية تزوير في التاريخ العلماني وهو غمس الأمة في الغنوص ، كنتيجة من نتائج اشكالياته!، مع ان حضارتها قامت على البرهان العقلاني والتجريبي وهو ماافتتحه القرآن نفسه، ولم يكن الإسلام حركة تصحيحية لشأن عربي مبين أو انقضاض على سلطة القدماء وانما كان تنزيلا ربانيا بمنهاج برهاني شامل لتغيير العالم ووجهة نظر الانسان، ورفض الهيمان الغنوصي والتجريد الفكري الهائم مع رفض الاوهام في الاصنام والآلهة المصطنعة وغير ذلك مما هو معيق لا لنهضة عربية وانما لتغيير عالمي بعد ان كان العالم يئن من الخرافات والفساد ولم تتحرك الحضارات علنا في دراسة السموات فوقها والارض التي تعيش عليها،
انت استغربت لماذا انا مستمر وبإلحاح على بين عقلانية حضارتا وابراز علميتها وانتاجها والتفاخر بذلك
سيدي اذا نظرت للجابري وغيره من امثاله ستعرف ان المعركة هي هنا
هي اما رمي الاسلام في سلة التاريخ العتيقة والتخلص منه مع الاعتزاز به كمرحلة او استلهام بعض من عالمه، وإما الاعتراف بأن الإسلام خرج من السماء، بوحي رباني، قبل أن تقوم به أمة ورسول يهديها علميا وعمليا لفتح الآفاق الكونية وهداية الناس جميعا، شعوبا وقبائل للخير.
اما هذا واما ذاك
ونحن اختارنا طريقنا الذي تدعمه الأدلة التاريخية لا الخرافات والأساطير العلمانية وماقبلها من استشراقية
الأمة هداها العلم القرآني منذ البداية اما ماوقعت فيه من أخطاء او نكسات فليس ذلك من وحي الوحي وانما من وحي الهوى او الاستبداد في مراحل او اخيرا من وحي العلمانية والاستعمار والمفكرين العرب الذين راحوا يكتبون الخرافات عن الاسلام وهم او بعضهم يدعم الأنظمة الفاسدة التي تلوثت بالعلمانية.
ان فصل الجابري الذي اشرت اليه يرمي الامة بالغنوص والروحانية اللاعقلانية بينما يصف روحانية الغرب بأنها روحانية العقل والفكر، فهل يعقل هذا سيد احمد فارس!؟
نقدك للجابري أغلبه محاولة تشويه شخص الجابري بدل التركيز علي نقد أنتاجه الفكري ولا أتفق معك في ضمه للفكر العلماني مع ان الجابري كان من المختلفين حول العلمانية وله في ذلك وجهة نظر اتفق مع فيها وأنت في الأساس تعلم ذلك عندما حاولت وضع المفكرين ليبدوا معارضين وأنداد للجابري أمثال طرابيشي ومحمود اسماعيل وطيزيني ألخ.
كما أنا لا أتفق معك حول أعتراضك لحلول الجابري التي تقول أنه يريد منها أن "تفقد الأمة عقيدتها وقيمها الثابتة وشريعتها الخاصة"
فلا اظن أن الجابري أراد ذلك الأمر كما يمكن أن يفهمه الكثير من خصومه للتنكيل به، بالنسبة الي العقيدة فهو لا يقصد التحرر من الدين أو القيم الدينية وإنما قال بتحويل العقيدة الي مجرد "رأي" مما يسمح لحرية الفكر بديل عن التعصب والتحجر والجرأة في أبداء الآراء بديل عن هذا التخويف الذي كاد أن يسيطر علي الكل. إما بخصوص "الشريعة" فلا أظن ان ما تقوله ينطبق ايضا علي ما اراده الجابري، ففي كتابه التراث والحداثة ص 11 يقول بخصوص "الأصلاح أو ((تطبيق الشريعة)) أصبح يتطلب ليس فقط الرجوع الي الأصول بل أعادة تأصيلها بفكر متفتح يجمع بين اعتبار المقاصد والاسترشاد بأسباب النزول وبين ضروريات وحاجيات وكماليات عصرنا، خصوصا منها تلك التي لابد منها لأكتساب المناعة والقوة والاسهام في تحرير الانسان وتقدم الحضارة. وهذا النوع الجديد من اعادة تأصيل الأصول الذي يجب الارتفاع به الي مستوي متطلبات عصرنا يستلزم ليس فقط استيفاء الشروط التي اشترطها الأقدمون في ((المجدد)) بل يتطلب كذلك استيفاء الشروط التي يشترطها عصرنا في كل من يريد أن يتعامل معه من موقع الفاعل وليس من موقع المنفعل الهارب"انتهي.
أما بالنسبة الي قولك بأن "مشروع الرجل انما هو غمس دين الامة وتاريخها العلمي والعقلي ، مما كان قبل عصر التدوين(منتصف القرن الثاني) او بعده ، غمسه ووضعه في اللاعقلانية والغنوص ، أي الأساطير والخرافات وتغييب العقل، بإعتبار أن هذا هو العقل الذي انتصر في الأمة" فهذا مما لا يجوز أنكاره لكن ليس بتعميم تلك اللاعقلانية علي جميع الأمة، فواقع الحال يؤكد أن الخرافات والأساطير منتشرة للغاية كتلك الأنشغالات حول معجزات الأنبياء ومحاولة التوفيق بينها وبين قوانين الطبيعة، أو تصديق بتأثيرات "الشياطين" و"الجن" و"الحسد" و"الأصابة بالعين"، والقول بـ"القضاء والقدر" الذي يلغي كل من حرية الأرادة والفعل وتحمل المسؤولية وغيرهم من أحاديث غارقة في اللاعقلانية ولا فائدة في التغني الآن بالحديث عن الفكر الغربي بأنه تجاوز الأوضاع السابقة عليه ونحن مازلنا نتمني ونحلم بالنهضة والتقدم في ماضي أنقضي أو في ماضي غيرنا من الأمم.
 
اخي احمد فارس سأضطر الى فتح موضوع خاص عن هذه المسألة الأخيرة وهي مسألة الجابري والموضوعات التي اثرناها اخيرا في هذا الرابط
ذلك ان الموضوعات ستختلط ببعض والافضل الفصل والتمييز
فان شاء الله سأفتح قريبا جدا رابط بخصوص ذلك الأمر ونتحاور بمايفيد ان شاء الله.
ليس هذا انسحابا وانما بداية مرحلة أخرى من الحوار تخص القضية الجابرية ولن افوت ردت الأخير بالطبع
 
اخي احمد فارس سأضطر الى فتح موضوع خاص عن هذه المسألة الأخيرة وهي مسألة الجابري والموضوعات التي اثرناها اخيرا في هذا الرابط
ذلك ان الموضوعات ستختلط ببعض والافضل الفصل والتمييز
فان شاء الله سأفتح قريبا جدا رابط بخصوص ذلك الأمر ونتحاور بمايفيد ان شاء الله.
ليس هذا انسحابا وانما بداية مرحلة أخرى من الحوار تخص القضية الجابرية ولن افوت ردت الأخير بالطبع
مازال للحوار باقية اذا، لكن مع العلم أن فتح صفحة جديدة لا تعتبر هي التي ستجعلنا نميز بين الموضوعات التي تكلمنا عليها.
أما بالنسبة الي أهمية مشروع الجابري هو للتطويره والتكميل عليه أو فيما يعرف بنقد النقد ( كما هو معروف أن في ثقافتنا كتب من هذا القبيل، أذكر علي سبيل المثال نموذجين يدل علي هذا الأمر مثل "تهافت الفلاسفة" و "تهافت التهافت" أو "مصارع الفلاسفة" و "مصارع المصارع"، ولكن مع وجود فروق مثل التغير في النظم المعرفية التي ينتمي اليها كل كاتب والموضوعات المطروحة فقديما كان من الهم الأساسي معرفة هل العالم قديم أم محدث والآن يبدو الهم الأساسي هو هل نحن نعيش في عالم قديم أم حديث)
ويبدو أن الكتب التي تناقش هذا المشروع لا حصر لها، فأنا مازلت أري كتب جديدة بخصوص هذا الشأن وايضا مازلت اقرأ الكتب التي وجدتها حتي الآن.
 
لنتوقف عند هذا الحد هنا اخي احمد فارس حتى لانطيل فيه وسأفتح ان شاء الله رابطا جديدا نتحاوز فيه حول مشروع الجابري والفصل من الكتاب الذي اشرت اليه وماتعلق به من كلامك وايضا كلماتك الاخيرة عن القديم والحديث والنظم المعرفية الهائمة في فكر العلمانيين والفلاسفة ومايظن انه فكر عامة الامة واهل القرآن وخاصته ممن صنعوا عالم الحضارة والمدنية وفتحوا للعالم ابواب التخلق بأخلاق العلم والعمل معا
 
عودة
أعلى