شيء من منهج السلف في حفظ القرآن الكريم

إنضم
17/04/2005
المشاركات
65
مستوى التفاعل
0
النقاط
6
من منهج سلفنا الصالح رضي الله عنهم في أخذ القرآن :
الترفق والتريث ، ذلك أحرى إذا وقع في القلب أن يثبت ، ويقر فيه .
وهذه بعض الأخبار عن الأولين في الترفق في أخذ الذكر الحكيم :
من ذلك :
أن علقمة بن قيس النخعي ، المقرئ الجليل ، الذي قال فيه شيخه ابن مسعود : ما أعلم شيئا - أو ما أقرأ شيئا- إلا وعلقمة يعلمه .
قد روى عنه إبراهيم النخعي أنه قال : قرأت القرآن في سنتين (معرفة القراء 1/52) ،
أي أنه كان لا يتجاوز العشر آيات في اليوم .
و قال أبو رجاء العطاردي : كان أبو موسى يعلمنا القرآن خمس آيات خمس آيات (معرفة القراء 1/59) .
وغاية التمهل والتريث في أخذ القرآن ما ثبت عن يحيى بن وثاب من أنه حفظ القرآن آية آية ، هذا مع أنه أخذ القرآن عرضا عن علقمة والأسود ومسروق والشيباني وأبي عبدالرحمن السلمي .
روى ابو بكر بن عياش عن عاصم قال : تعلم يحيى بن وثاب من عبيد بن نضيلة آية أية ، وكان والله قارئا (طبقات ابن سعد 6/299) .
وقال الذهبي : الثبت أنه قرأ القرآن كله على عبيد بن نضيلة صاحب علقمة كل يوم آية (معرفة القراء 1/63) .
فإذا علمت أن القرآن في عد أهل الكوفة ستة آلاف ومئتا آية وثلاثون وست آيات ، (6236) ، يأثرونه عن شيخ الكوفة أبي عبدالرحمن السلمي عن أشياخه من الصحابة رضي الله عنهم ( كما في البيان للداني ص80 )، فيكون يحيى بن وثاب رحمه الله قد مكث في حفظ القرآن 6236 يوما ، أي أنه مكث في حفظ القرآن أكثر من سبع عشرة سنة ، وهكذا – وإلا فلا - فلتكن همة أهل القرآن .
ومن الرواة عن القراء السبعة أبو بكر بن عياش المشهور عند القراء بشعبة ، فقد كان عاصم يأخذ عليه خمساً خمساً.
روى يحيى بن آدم عن أبي بكر شعبة قال : تعلمت من عاصم خمسا خمسا ، ولم أتعلم من غيره ، ولا قرأت على غيره ، واختلفت إليه نحوا من ثلاث سنين ، في الحر والشتاء والأمطار أهـ
فيالله العجب أي صبر هذا الذي تحلو به فرحمهم الله ورضي عنهم.
 
[align=justify]لا شك أن الترفق والتريث في أخذ القرآن أمر ضروري لتثبيت الحفظ واستمراره وفقه معاني القرآن وأحكام التجويد والأداء ، فإن الأناة مظنة لكل ذلك لمن وفقه الله. بيد أن في بعض ما ينقل عن القراء من الاكتفاء في اليوم الواحد بأخذ آية واحدة كما في النقول السابقة مشقة على الطالب في زماننا هذا ، لضيق أوقات الشيوخ والطلاب معاً ، وتزاحم حاجات الناس ، مما يدفع الطلاب إلى اغتنام فرصة التمكين من القراءة ، للانتهاء من إتمام القرآن قبل اعتراض العوائق. وهذا ربما يكون خاصاً بعرض القرآن على الشيوخ.
وأما حفظ الطالب للقرآن فكما أشرتم من أن الترفق فيه أمر في غاية الأهمية لاستمرار الحفظ وتثبيته والقدرة على الاحتفاظ به في الذاكرة دون مشقة وعسر ، فإن ما يأتي سريعاً يذهب سريعاً في الحفظ وغيره ، ولذلك فلا بد من طول النفس في حفظ القرآن ، واغتنام الفرص ، كما كان يفعل السلف رحمهم الله. وإن كنتَ تجد في سير السلف من القصص ما يدل على سرعة عرضهم وحفظهم للقرآن الكريم ، ولكنها حالات قليلة ، كما في ترجمة علي بن أبي الأزهر اللاحمي (ت707هـ) في غاية النهاية 1/526 ، وكما في ترجمة يحيى بن المبارك اليزيدي في غاية النهاية 2/377
والذي يبدو والله أعلم أن التوسط في الأمر هو الغالب ، ولذلك لا يذكر في كتب التراجم ، بخلاف طول المدة أو قصرها ، وهذا أمر يختلف الناس فيه بحسب القدرات ، وتوفيق الله للعبد ، والظروف المحيطة بالحافظ من حيث قدرته على المراجعة ، ومواظبته عليها ، وإتقان الحفظ الأول. والتثريب على من يستعجل الآن في الحفظ أو ينظم الدورات العلمية التي تقام لضبط القرآن أو ضبط الحفظ يجب أن يتوخى فيه الدعوة إلى ترشيد هذه الدورات ومحاولة الإفادة منها على أتم وجه ، لا التوقف عنها وتركها ؛ حيث لا يتيسر للقائمين عليها وقت آخر أوسع من وقت فراغ الطلاب في الإجازات ، وإن كانت بعض الدورات تستمر أكثر من شهرين في السنة ، ولكن هناك من يقيم دورات يكتفي القائمون عليها بمدة شهرين أو نحوها في الصيف للانتهاء من حفظ القرآن فيها في الحرم وفي غيره. ولا أشك أن لهم برامج متابعة لطلابهم بعد ذلك ، وقد سمعنا طرفاً من أخبارها الحسنة من الناس ، نسأل الله لهم التوفيق والسداد ، وطلب الكمال وقف عائقاً في طريق إنجاز كثير من جلائل الأعمال ، ولكن التسديد والمقاربة.
وقد حدثني الأخ العزيز الدكتور إبراهيم الحميضي أنه حرر في هذا الموضوع مقالاً حافلاً أودعه شيئاً من المقترحات حول هذا الموضوع سينشر قريباً إن شاء الله.
وفق الله الجميع لكل خير ، وجزى الله كاتب الموضوع خيراً على إثارته لهذه النقطة المهمة التي تحتاج إلى تظافر الجهود التربوية لتصحيح مسار كثير من الطلاب في حفظهم للقرآن الكريم ورعايته حق رعايته.[/align]
 
[align=justify]والتثريب على من يستعجل الآن في الحفظ أو ينظم الدورات العلمية التي تقام لضبط القرآن أو ضبط الحفظ يجب أن يتوخى فيه الدعوة إلى ترشيد هذه الدورات ومحاولة الإفادة منها على أتم وجه ، لا التوقف عنها وتركها ؛ حيث لا يتيسر للقائمين عليها وقت آخر أوسع من وقت فراغ الطلاب في الإجازات ، وإن كانت بعض الدورات تستمر أكثر من شهرين في السنة ، ولكن هناك من يقيم دورات يكتفي القائمون عليها بمدة شهرين أو نحوها في الصيف للانتهاء من حفظ القرآن فيها في الحرم وفي غيره. ولا أشك أن لهم برامج متابعة لطلابهم بعد ذلك ، وقد سمعنا طرفاً من أخبارها الحسنة من الناس ، نسأل الله لهم التوفيق والسداد ، وطلب الكمال وقف عائقاً في طريق إنجاز كثير من جلائل الأعمال ، ولكن التسديد والمقاربة.
[/align]
السلام عليكم ورحمة الله .
جزاكم الله خيرا مشايخنا الافاضل ...ومصداقا لما قاله الشيخ عبد الرحمان فقد سألت أحد المشايخ حفظه الله عن مدى جدوى هذه الدورات وقد ثبت بالتجربة أن ما يأتي سريعا يذهب سريعا وأن الحفظ لابد له من اتقان ومراجعة وحديث النبي صل1 صريح في ان من لا يتعهد القرآن يتفلت منه فأجابني بارك الله فيه بأن ما قلته له صحيح ، لكن الهدف من هذه الدورات ليس اتقان حفظ القرآن في هذه المدة القصيرة وإن كان هناك من يوفقه الله تعالى إلى إتقان الكثير من الاجزاء ...وقد بيّن لي أن أهداف هذه الدورات تتفاوت حسب مدّاتها المقررة والاصل في كل ذلك أن من يتقدم إلى هذه الدورات لابد أن يكون متفرغا بالدرجة الأولى حتى يستطيع الاشتراك والحصول على نتائج طيبة ثم أن مراجعة المحفوظ غير مقررة فالاولوية للحفظ والتقدم فيه فقط وأشار بهذا الصدد إلى أن كل أو أغلب من يُقدم على الحفظ بالطريقة المألوفه إذا انتهى مثلا من حفظ سورة البقرة صفحة صفحة ثم عاد ليستعرضها غيبا وجد أنه لم يتمكن من ذلك أو على الاقل لم يتقن الحفظ فربما شعر بإحباط فهو بين أمرين إمّا أن يعيد الحفظ من جديد وهذا كما قال لي سيأخذ منه وقتا ولربما شعر معه بالملل وأدى به ذلك إلى التوقف عن الحفظ او يرى أنه غير قادر على الحفظ بالكلية وربما قال أنه ليس أهلا لذلك ...فلذلك كانت الطريقة كما يلي:
أن يحفظ الطالب كل يوم عددا كبير من الصفحات قابلة للزيادة إلى ان يختم القرآن الكريم دون مراجعة طبعا وعندها سيثبت لنفسه انه حقق حلما كان يظن أنه مستحيل ومر على حفظ القرآن كاملا في شهر أو شهرين فذلك مكسب وجب المحافظة عليه وانتصار عظيم ولا شك ،لكن المطلوب كما قال شيخنا عبد الرحمان ترشيد هذه الدورات وتوجيه من وفقه الله تعالى إلى هذا الخير العظيم إلى أنّ ما تحصلوا عليه لابد بدّ له من اعادة بالطريقة المتأنية التي لابد منها لاتقان القرآن الكريم حفظا أولا وكذا تلاوة وفهما وتطبيقا وهذا ما أشار إليه الشيخ الذي سألته فهذه المرحلة الثانية مرحلة اتقان المحفوظ على المدى الاطول ...
والحقيقة اني كنت أحمل انطباعا سيئا حول هذه الدورات لكن كما قيل الحكم عن الشيء فرع من تصوره ولأن هذه الدورات غير متوفرة في بلادنا بكل أسف ولمّا أزال هذا الشيخ المفضال جزاه الله خيرا هذا الغموض ونوّرني بما لها من محاسن وإيجابيات سلّمت بأنها على قدر كبير من الفائدة والنفع .
نسأل الله تعالى أن يوفقنا إلى حفظ القرآن والعمل به وأن ينفع بمشايخنا ويجزيهم عنّا خير الجزاء .
والشكر موصول إلى صاحب الموضوع والشيخ عبد الرحمان الشهري . وكل عام وانتم في طاعة وكل عام وانتم بخير .
 
عودة
أعلى