محمد محمود إبراهيم عطية
Member
هو رجب الفرد ؛ لأنه يأتي بين جمادى وشعبان ، ورجب مضر؛ لأن مضر كانت تعظمه ولا تنسأه .. وهو رابع الأشهر الحرم : ثلاثة سرد ذي القعدة وذي الحجة والمحرم ؛ وواحد فرد وهو رجب .
ولم يصح في رجب حديث بتخصيص عبادة معينة من صيام ولا صلاة ، ولا فضل لعبادة فيه ؛ وللحافظ ابن حجر رحمه الله رسالة سماها ( تبيين العجب فيما ورد في شهر رجب ) ذكر فيها نيفا وثلاثين حديثا بين ضعيف وموضوع .
ويبقى أنه شهر حرام ، والعبادة فيه كالعبادة في غيره .
ومما اشتهر بين الناس أن الإسراء والمعراج كانت في السابع والعشرين منه ، ولا يصح في ذلك شيء ؛ وقد اختلف في يومه وشهره وسنته ؛ لأن العرب لم تكن تضبط تواريخ المهمات قبل أن يؤرخ لها عمر رضي الله عنه التأريخ الهجري .
ولا يجوز صيامه ، ولم يرد في ذلك عن رسول الله صلى الله عليه وسلم شيء ؛ ولم يصمه ، ولم يأمر بصيامه ، ولا صامه السلف رضوان الله عليهم .... فانتبهوا عباد الله .
قال شيخ الإسلام - رحمه الله - في ( مجموع الفتاوى : 23/ 414 ) : فَأَمَّا إنْشَاءُ صَلَاةٍ بِعَدَدِ مُقَدَّرٍ وَقِرَاءَةٍ مُقَدَّرَةٍ فِي وَقْتٍ مُعَيَّنٍ تُصَلَّى جَمَاعَةً رَاتِبَةً كَهَذِهِ الصَّلَوَاتِ الْمَسْئُولِ عَنْهَا: " كَصَلَاةِ الرَّغَائِبِ " فِي أَوَّلِ جُمُعَةٍ مِنْ رَجَبٍ " وَالْأَلْفِيَّةِ " فِي أَوَّلِ رَجَبٍ وَنِصْفِ شَعْبَانَ وَلَيْلَةِ سَبْعٍ وَعِشْرِينَ مِنْ شَهْرِ رَجَبٍ وَأَمْثَالِ ذَلِكَ فَهَذَا غَيْرُ مَشْرُوعٍ بِاتِّفَاقِ أَئِمَّةِ الْإِسْلَامِ كَمَا نَصَّ عَلَى ذَلِكَ الْعُلَمَاءُ الْمُعْتَبَرُونَ وَلَا يُنْشِئُ مِثْلَ هَذَا إلَّا جَاهِلٌ مُبْتَدِعٌ وَفَتْحُ مِثْلِ هَذَا الْبَابِ يُوجِبُ تَغْيِيرَ شَرَائِعِ الْإِسْلَامِ وَأَخْذِ نَصِيبٍ مِنْ حَالِ الَّذِينَ شَرَعُوا مِنْ الدِّينِ مَا لَمْ يَأْذَنْ بِهِ اللَّهُ. وَاَللَّهُ أَعْلَمُ.