شكر وسؤال عن كيفية نزول جبريل بالوحي ؟

إنضم
14/05/2003
المشاركات
4
مستوى التفاعل
0
النقاط
1
في البداية أشكر الاخوة القائمين على هذا الموقع ، فكم احتجنا له كثيراً !
أما السؤال :فهناك عدة اشكالات أريد توضيحها ، أبدأ بأولها:
مسألة كيفية النزول.
ذكر العلماء عدة أقوال ، لكن ما رجحه أكثرهم أن للقرآن نزولين:
الأول : جملةً من اللوح المحفوظ الى السماء الدنيا في بيت العزة.
الثاني : من السماء الدنيا في بيت العزة الى النبي صلى الله عليه وسلم لحديث ابن عباس.
لكن يُشكل نزول جبريل عليه السلام الى النبي صلى الله عليه وسلم بالآية كيف ؟
وجزاكم الله خيراً.
 
جزاك الله خيراً على هذا الجواب.
لكن ورد في بعض الروايات عن ابن عباس في ما أخرجه ابن أبي شيبة في (فضائل القرآن) قال ابن عباس : دُفع إلى جبريل في ليلة القدر جملة واحدة ، فوضعه في بيت العزة ، ثم جعل ينزله تنزيلا. رواه ابن أبي شيبة.

ألا يفهم منه أن النزول الثاني من بيت العزة؟
 
أخي الكريم أبا عبدالله وفقه الله
الفهم الذي ذهبت إليه - وفقك الله - محتمل ، وقد ذهب إليه البعض في حقيقة الأمر ، وليس هناك مانع شرعي ولا عقلي من القول بهذا القول - في رأيي - حيث إن بيت العزة علمه عند الله ، كاللوح المحفوظ تماماً. فلا يستطيع أحد أن يصفه لنا. فما الفرق بين وجود القرآن في اللوح المحفوظ ووجوده في بيت العزة في السماء الدنيا من الناحية العملية؟ كلاهما أمر غيبي لا نعلمه.
فما دام الله قد أنزله إلى بيت العزة في السماء الدنيا في ليلة القدر ، فمعنى هذا أنه قد نزل كاملاً ، وهذا ما جعل العلامة محمد عبدالله دراز يقول عند حديثه عن جمع القرآن : إن القرآن الكريم كما أنه جمع في عهد أبي بكر من متفرق فهو قد نزل على النبي صلى الله عليه وسلم من مجتمع. أ.هـ يشير إلى كونه قد نزل كاملاً إلى بيت العزة في السماء الدنيا في ليلة القدر أول مرة ، ثم نزل منجماً بعد ذلك على النبي صلى الله عليه وسلم.
والقول بهذا لا يتنافى مع علم الله سبحانه وتعالى ، وليس قدحاً في صفة الكلام ، ولا تأييداً لقول المعتزلة الذين يقولون بخلق القرآن ، بل نحن نؤمن بأن الله قد كتب مقادير الخلق قبل أن يخلق السموات والأرض بخمسين ألف سنة.

وأنا أريد أن أطرح سؤالاً هنا : هل في القول بأن جبريل كان ينزل بالوحي مباشرة من اللوح المحفوظ ، أو من بيت العزة في السماء الدنيا دون الأخذ كل مرة عن الله سبحانه وتعالى محذور شرعي ؟ أنتظر الإجابة على ذلك.

ولكن كل هذه الأدلة التي أوردها العلماء في نزول القرآن إلى بيت العزة في السماء الدنيا مع صحتها لا تعني بالضرورة أن جبريل لم يكن يتلقى الوحي من الله سبحانه وتعالى في كل مرة ينزل به على النبي صلى الله عليه وسلم. فإنزاله إلى بيت العزة في السماء الدنيا ، كوجوده في اللوح المحفوظ. أمر غيبي لا نعرف تفاصيله. ولا يعني وجوده فيهما عدم أخذ جبريل للوحي مباشرة من الله كل مرة.
وهناك أدلة تؤيد أخذ جبريل للوحي من الله مباشرة في كل مرة ، دون الاكتفاء بأخذه من بيت العزة في السماء الدنيا أو حتى من اللوح المحفوظ.

ذكر البيهقي في تفسير قوله تعالى :(إنا أنزلناه في ليلة القدر) قال : يريد -والله أعلم -إنا أسمعناه الملك ، وأفهمناه إياه. وأنزلناه بما سمع.
ويشهد لهذا التفسير ما رواه الطبراني من حديث النواس بن سمعان مرفوعاً إلى النبي صلى الله عليه وسلم قال : إذا تكلم الله بالوحي أخذت السماء رجفة شديدة من خوف الله .
فإذا سمع بذلك أهل السماء صعقوا ، وخرجوا سجداً فيكون أولهم يرفع رأسه جبريل. فيكلمه الله بوحيه بما أراد.
فينتهي به إلى الملائكة فكلما مر بسماء سأله أهلها. ماذا قال ربنا ؟
قال : الحق . فينتهى به حيث أمر).
والحديث وإن لم يكن نصاً في القرآن إلا أن الوحي يشمل القرآن وغيره.

وفي تلقي جبريل عليه السلام القرآن من الله سبحانه وتعالى دون واسطة حكم منها :
- تعظيم شأن القرآن الكريم ، وتفخيم أمره بين الكتب السماوية.
- الجمع للقرآن الكريم بين نزوله جملة واحدة إلى السماء الدنيا ، وبين نزوله منجماً.
- حث الأمة على العناية بكلام الله ، وحفظه بكل الصور.
- مبالغة في صيانته عن التحريف والتبديل ، والبلوغ به أقصى درجات الطمأنينة.
- تكريم الأمة المحمدية بعلو سند أخذها للقرآن عن الله سبحانه وتعالى. وغير ذلك من الحكم.
ثم إن تكريم الله سبحانه وتعالى لهذه الأمة وللنبي صلى الله عليه وسلم ولهذا القرآن كل هذا يؤيد القول بأن جبريل كان يتلقى الوحي من الله مباشرة دون واسطة في كل مرة ، فهذا أليق بفضل الله سبحانه وتعالى ، وبمكانة النبي صلى الله عليه وسلم ، وليس إنزاله إلى بيت العزة في السماء الدنيا إلا تفخيماً لأمره عند أهل الأرض ، وبياناً لمكانته ، وتشريفاً لهذا النبي الخاتم عليه الصلاة والسلام ، ولهذه الأمة المرحومة.

وأختم بإشارة إلى الأسانيد المشهورة في القرآءات حيث تنتهي دائماً بقولهم: عن جبريل الآخذ عن اللوح المحفوظ عن الله سبحانه وتعالى.
وهذا الأمر فيه نظر ، ويحتاج إلى مناقشة . وإجابتي هذه سؤال أكثر منها إجابة. ولكن أحببت إثارة مثل هذه النقطة ولبحثها بالتفصيل وقت آخر إن شاء الله.
 
جزاك الله خيرا وبالمناقشة يتضح الأمر .
للتوسع أكثر هل هناك من بحث هذه المسألة ورد على الاشكالات؟ ارجو تبيين ذلك.
 
بسم الله

أخي أبا عبدالله ؛ حياك الله = هذا أولاً
وثانياً - سألت عن بحث حول المسألة التي دار الحوار حولها ؛ فأقول لك - بعد إذن أخي عبدالرحمن - : كتب الأستاذ الدكتور محمد بن عبدالرحمن الشايع بحثأ خصصه لمسائل نزول القرآن الكريم بعنوان نزول القرآن الكريم وقد فصل فيه القول في المسألة التي سألت عنها ؛ فعليك بهذا الكتاب فستجد فيه - إن شاء الله - بغيتك . وهو مطبوع .
 
جزاك الله خيرًا شيخنا عبدالرحمن ونفعنابعلمك هذه مسألة حيرتني وإحدى زميلاتي هي التي أثارت هذا الإشكال فوجدته هنا شافيًا .
 
عودة
أعلى