شرح كتاب التوحيد ( الدرس الثاني ) .

إنضم
01/05/2010
المشاركات
172
مستوى التفاعل
0
النقاط
16
الإقامة
الطائف / حي السداد
بسم الله الرحمن الرحيم​

فضل التوحيد و ما يكفر من الذنوب
أراد المؤلف في هذا الباب بيان أمرين ؛ كثرة ثواب التوحيد ، وتكفيره مع ذلك للذنوب ؛ ولهذا قال في مسائل الباب : ( الثانية : كثرة ثواب التوحيد عند الله . والثالثة : تكفيره مع ذلك للذنوب ) . وقد بين المؤلف ذلك من خلال الأمور التالية : -
الأول : أن توحيد العبادة سبب الأمن والاهتداء في الدنيا والآخرة ؛ قال تعـالى : ( الذين آمنوا ولم يلبسوا إيمانهم بظلم أولئك لهم الأمن وهم مهتدون ) ؛ قال ابن كثـــير : ( أي هؤلاء الذين أخلصوا العبادة لله وحده لا شريك له ، ولم يشركوا به شيئا هم الآمنون يوم القيامة المهتدون في الدنيا والآخرة ) . تفسير ابن كثير 2/152 . ويتعلق بالآية مسائل : -
1- الظلم ثلاثة أنواع ؛ الشرك ، وظلم النفس بما دون الشرك من المعاصي ، وظلم العباد في نفس أو مال أو عرض . والمراد بالظلم في الآية الشرك الأكبر ؛ لحديث عبد الله بن مسعود رضي الله عنه قال : ( لما نزلت هذه الآية شق ذلك على الناس فقالوا : يا رسول الله أينا لم يظلم نفسه ؟ قال : إنه ليس الذي تعنون ألم تسمعوا ما قال العبد الصالح : ( يا بني لا تشرك بالله إن الشرك لظلم عظيم ) ، إنما هو الشرك ) . وسمي الشرك ظلما لأنه وضع للعبادة في غير موضعها ، وصرف لغير مستحقها .
2- من سلم من أنواع الظلم الثلاثة كان له الأمن والاهتداء المطلق ، ومن سلم من الشرك دون غيره فاته من ذلك بقدر كبيرته ، وكان له مطلق الأمن والاهتداء ؛ فيكون مآله الجنة يوما من الدهر يصيبه قبل ذلك ما أصابه . وهذا على أصول أهل السنة والجماعة ، خلافا للوعيدية من خوارج ومعتزلة وغيرهم ؛ فقد اشترطوا لحصول الأمن في يوم القيامة السلامة من أنواع الظلم الثلاثة ؛ ولهذا قطعوا بخلود صاحب الكبيرة في النار .
3- أن الأعمال مهما كثرت فإنها لا تكون بمجردها سببا للأمن من أهوال القيامة حتى يسلم صاحبها من الظلم الأكبر؛ قال تعالى : ( وقدمنا إلى ما عملوا من عمل فجعلناه هباء منثورا ) ، وفي الصحيح عن عائشة رضي الله عنها قـــالت : ( قلت يا رسول الله ابن جدعان كان في الجاهلية يصل الرحم ويطعم المسكين فهل ذاك نافعه قال : لا ينفعه إنه لم يقل يوما رب اغفر لي خطيئتي يوم الدين ) .
4- الأمن والاهتداء في الآية يتعلقان بالدنيا والآخرة ؛ فالموحد آمن مما وعد به المشركون من عذاب الدنيا والآخرة وكذلك هو مهتد في الدنيا لشرع الله علما وعملا وثباتا ، ومهتد على الصراط المستقيم في الاخرة . قال تعالى : ( وإن الله لهاد الذين آمنوا إلى صراط مستقيم ) .
الثاني : أن التوحيد يفضي بأهله إلى الجنة حتى مع التقصير في العمل ؛ ففي الصحيح أن النبي صلى الله عليه وسلم قال : ( من شهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له ، وأن محمدا عبده ورسوله وأن عيسى عبد الله ورسوله وكلمته ألقاها إلى مريم وروح منه والجنة حق والنار حق أدخله الله الجنة على ما كان من العمل ) ؛ فدل على الموحد لابد أن يدخل الجنة حتى لو قصر في العمل الصالح .
وفي الحديث مسائل وفوائد عظيمة ، منها :-
1- وعد الموحد بدخول الجنة لا يعارض نصوص الوعيد ؛ لأن الدخول قد يكون ابتداء أو بعد تعذيب ؛ فإن عفى الله عنه بحسنات ماحية أو شفاعة مقبولة أو مصائب مكفرة أو بمحض العفو الإلهي وإلا عذب بقدر ذنبه ثم يكون مآله الجنة ؛ فقد ثبت في الصحيح أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : ( أما أهل النار الذين هم أهلها فإنهم لا يموتون فيها ولا يحيون ولكن ناس أصابتهم النار بذنوبهم أو قال بخطاياهم فأماتهم إماتة حتى إذا كانوا فحما أذن بالشفاعة فجيء بهم ضبائر ضبائر فبثوا على أنهار الجنة ثم قيل : يا أهل الجنة أفيضوا عليهم فينبتون نبات الحبة تكون في حميل السيل ) .
2- أن النطق أصل في اعتبار الشهادة ؛ خلافا لمن زعم أن الإيمان القلبي كاف في تحقيق الإيمان ! وكذلك العلم واليقين والصدق ؛ لأن الشهادة لا تكون شهادة إلا بهذه القيود . وقد ورد التنصيص على هذه القيود بأعيانها في نصوص الشهادة ؛ كحديث : ( من مات وهو يعلم أنه لا إله إلا الله دخل الجنة ) ، وحديث : ( من لقيت من وراء هذا الحائط يشهد أن لا إله إلا الله مستيقنا بها قلبه فبشره بالجنة ) ، وحديث : ( ما من أحد يشهد أن لا إله إلا الله وأن محمدا رسول الله صدقا من قلبه إلا حرمه الله على النار ) .
3- الإله هو المعبود محبة وتعظيما وخوفا ورجاء ؛ وعلى هذا فكل دليل يدل على إثبات الألوهية لله وحده ونفيها عما سواه فإنه دليل على اعتبار هذه القيود في الشهادة ، والمحبة أعظم أعمال القلوب على الإطلاق ؛ لأنها أصل الأعمال كما أن التصديق أصل الأقوال . ومحبة الله يوجبها مشهدان ؛ الإنعام والإحسان ، وكمال الأسماء والصفات ؛ فالرب محبوب لإنعامه ولكماله . وقد ورد في النصوص تقييد الشهادة بقيود أخرى يأتي تفصيلها إن شاء الله في باب تفسير التوحيد والشهادة .
4- بتحقيق هذه القيود ينجو المؤمن من طرق الضلالة ؛ فبالعلم ينجو من طريق النصارى ، وبالعمل قبولا وانقيادا ينجو من طريق اليهود ، وبالصدق واليقين ينجو من طريق المنافقين والمرتابين ، وبالإخلاص ينجو من طريق المشركين .
5- أن التوحيد لابد فيه من نفي وإثبات ؛ فلا إله إلا الله نفت الإلهية عن كل ما سوى الله وإلا الله أثبتت الإلهية لله وحده . وهذان الأمران هما ركنا التوحيد ؛ ولهذا أكد الإثبات بقوله ( وحده ) , وأكد النفي بقوله ( لا شريك له ) ؛ اهتماما بهذين الأصلين الذين لا يكون التوحيد إلا باجتماعهما .
6- الشهادة لمحمد صلى الله عليه وسلم بالرسالة لابد فيها من نطق وعلم وصدق ويقين ؛ لأن الشهادة لا تكون شهادة إلا بهذه القيود . وهذا يقتضي طاعته صلى الله عليه وسلم فيما أمر ، واجتناب ما نهى عنه وزجر ، وألا يعبد الله إلا بما شرع .
7- في الشهادة لمحمد صلى الله عليه وسلم وعيسى عليه السلام بالعبودية والرسالة رد على من أفرط فيهما أو فرط . فاليهود فرطوا في حق عيسى عليه السلام فكذبوه وسبوه وسعوا في قتله ونكلوا بأتباعه ، والنصارى أفرطوا في حقه حتى زعم بعضهم أنه الله أو ابن الله أو ثالث ثلاثة !! وهكذا شأن سيد المرسلين صلى الله عليه وسلم فقد كذبه اليهود والنصارى ، وأنكروا نبوته مع العلم بصدقه ؛ حسدا وبغيا ! وأفرط بعض هذه الأمه في حقه حتى زعم أنه يعلم مفاتح الغيب الخمسة ، وأنه يجوز الاستغاثة به في كل ما يستغاث بالله !!
8- الإضافة في قوله : ( وروح منه ) إضافة مخلوق إلى خالقه ؛ لتشريفه وبيان عظيم منزلته ، ولا حجة فيها على امتزاج اللاهوت بالناسوت كما يزعم النصارى ؛ فإن المضاف إلى الله إن كان عينا كانت الإضافة للتشريف وإن كان معنى كانت إضافة صفة إلى موصوف .
9- الشهادة بحقية الجنة والنار تعني : الإيمان الجازم بوجودهما ، وبما في الجنة من نعيم للمؤمنين ، وبما في النار من عذاب للكافرين ، وبأنهما المآل الأبدي للخلق ؛ خلافا لمن أنكر حقيقة ثوابهما وزعم أنهما مجرد تخييل لاستصلاح العامة ، أو أنكر وجودهما الآن وزعم أنهما إنما يخلقان يوم القيامة ، أو أنكر أبديتهما ، وقال بفنائهما معا قطعا للتسلسل .
الثالث : أن التوحيد إذا كمل في القلب حرم صاحبه على النار ؛ ففي الصحيح من حديث عتبان رضي الله عنه مرفوعا : ( فإن الله حرم على النار من قال : لا إله إلا الله يبتغي بذلك وجه الله ) ؛ فالمخلص لا يدخل النار أبدا ؛ إما لأن الإخلاص إذا كان كاملا حمل صاحبه على ترك الكبائر ؛ فإنها من فروع الشرك بالمعنى العام ، والإخلاص يعني ترك الشرك بجميع صوره وأنواعه ، وإما لأن قوة إخلاصه تقابل السيئات مهما عظمت ؛ كما في قوله صلى الله عليه وسلم : ( إن الله سيخلص رجلا من أمتي على رءوس الخلائق يوم القيامة فينشر عليه تسعة وتسعين سجلا كل سجل مثل مد البصر ثم يقول أتنكر من هذا شيئا أظلمك كتبتي الحافظون فيقول : لا يا رب فيقول أفلك عذر فيقول لا يا رب فيقول بلى إن لك عندنا حسنة فإنه لا ظلم عليك اليوم فتخرج بطاقة فيها أشهد أن لا إله إلا الله وأشهد أن محمدا عبده ورسوله فيقول احضر وزنك فيقول يا رب ما هذه البطاقة مع هذه السجلات فقال إنك لا تظلم قال فتوضع السجلات في كفة والبطاقة في كفة فطاشت السجلات وثقلت البطاقة فلا يثقل مع اسم الله شيء ) .
وفي حديث الباب مسائل نبه عليها المصنف وغيره من أهل العلم ، منها :-
1-إثبات صفة الوجه ، وقد اطرد إثباته في النصوص ، قال تعالى : ( ويبقى وجه ربك ذو الجلال والإكرام ) ، وقال : ( وما لأحد عنه من نعمة تجزى إلا ابتغاء وجه ربه الأعلى ) ، وقال : ( إنما نطعمكم لوجه الله ) ، وفي الحـديث : ( إذا قام العبد يصلي أقبل الله عليه بوجهه ) ، وقد استعاذ النبي صلى الله عليه وسلم بوجه الله في عدة مواضع ؛ كقوله صلى الله عليه وسلم : ( أعوذ بوجهك الكريم أن تضلني لا إلــه إلا أنت ) ، وقوله صلى الله عليه وسلم : ( أعوذ بوجهك الكريم وكلماتك التامات من شر ما أنت آخذ بناصيته ) ؛ والاستعاذة لا تكون بمخلوق . وفي هذا برهان على بطلان تفسير الوجه بالثواب والجزاء !!
2-أن العمل لا ينفع صاحبه إلا إذا كان خالصا لله ، وكلما عظم الإخلاص كلما عظم نفع العمل وأثره وأجره ، ولهذا قال أهل العلم : إن الأعمال إنما تتفاضل بحقائقها لا بصورها .
3- أن المراد بالشهادة ترك الشرك كله لا مجرد قولها باللسان ؛ كما يدل لذلك حديث : ( من لقي الله لا يشرك به شيئا دخل الجنة ) ، وحديث أنس : ( يا ابن آدم إنك لو أتيتني بقراب الأرض خطايا ثم لقيتني لا تشرك بي شيئا لأتيتك بقرابها مغفرة ) ؛ ولهذا قال المؤلف : ( إذا عرفت حديث أنس عرفت أن قوله في حديث عتبان t : ( فإن الله حرم على النار من قال لا إله إلا الله يبتغي بذلك وجه الله ) أنه ترك الشرك ليس قولها باللسان ) . وفي هذا دلالة على خطورة ما عليه كثير من المسلمين ؛ فإنهم يقولونها ثم يناقضون حقيقتها بشركيات كثيرة ؛ كشرك الدعاء والمحبة والطاعة والنية والإرادة والقصد .
الرابع : أن كلمة التوحيد أفضل الذكر ، وأفضل الدعاء ؛ فعن أبي سعيد الخدري t مرفوعا : ( قال موسى عليه السلام : يا رب علمني شيئا أذكرك وأدعوك به قال : قل يا موسى لا إله إلا الله ! قال كل عبادك يقول هذا ! قال : يا موسى لو أن السماوات السبع وعامرهن غيري والأرضين السبع في كفة ولا إله إلا الله في كفة مالت بهن لا إله إلا الله ) ؛ وللحديث شواهد ؛ كحديث : ( أفضل الدعاء دعاء يوم عرفة ، وأفضل ما قلت أنا والنبيون من قبلي : لا إله إلا الله وحده لا شريك له ) ، وحديث : ( أفضل الذكر لا إله إلا الله ) ؛ ولهذا كانت كلمة التوحيد وسيلة في كثير من الأدعية ؛ كما في حديث : ( دعوة ذي النون إذ دعا وهو في بطن الحوت : لا إله إلا أنت سبحانك إني كنت من الظالمين ، فإنه لم يدع بها رجل مسلم في شيء قط إلا استجاب الله له ) ، وكحديث عبد الرحمن بن أبي بكرة أنه قال لأبيه : ( يا أبت إني أسمعك تدعو كل غداة : اللهم عافني في بدني اللهم عافني في سمعي اللهم عافني في بصري لا إله إلا أنت تعيدها ثلاثا حين تصبح وثلاثا حين تمسي وتقول اللهم إني أعوذ بك من الكفر والفقر اللهم إني أعوذ بك من عذاب القبر لا إله إلا أنت تعيدها حين تصبح ثلاثا وثلاثا حين تمسي قال : نعم يا بني إني سمعت النبي صلى الله عليه وسلم يدعو بهن فأحب أن أستن بسنته ) ؛ فدل ذلك وغيرة على عظم شأن كلمة التوحيد في الذكر والدعاء ؛ وذلك لما اشتملت عليه من نفي الشرك وتوحيد الله تعالى الذي هو أفضل الأعمال وأساس الملة والدين .
وفي حديث الباب مسائل ؛ منها :-
1- أن من سنة الله ورحمته أن ما اشتدت الحاجة إليه كان أكثر وجودا ؛ كالهواء والماء ، ولما كانت حاجة العباد لكلمة التوحيد في أعلى الدرجات كانت أكثر الأذكار وجودا ، وأيسرها حصولا ، وأعظمها أثرا ، وأفضلها أجرا !
2- أن الذاكر بكلمة التوحيد يقولها كلها ولا يقتصر على لفظ الجلالة ، ولا على الضمير ( هو) فإن ذلك بدعة ؛ لم يرد بها نص من كتاب أو سنة .
3- في قوله : ( لو أن السماوات السبع وعامرهن غيري ) دليل على صفة العلو ، وأن الله تعالى في السماء ، كما قال تعالى : ( أأمنتم من في السماء أن يخسف بكم الأرض ) ؛ والنصوص الدالة على العلو تزيد على الألف ؛ وهي كلها ترد على من أنكر علو الله ، وقال : إن الله لا داخل العالم و لا خارجة ، أو قال بالحلول أو وحدة الوجود ! تعالى الله عما يقولون علوا كبيرا !
4- في الحديث دلالة على إثبات صفة الكلام ؛ خلافا لمن أنكرها ، وزعم أن كلام الله من مخلوقاته لا من صفاته ، أو زعم أن اللفظ مخلوق لا يدخل في مسمى كلام الله تعالى ؛ وكلام الله تعالى مجرد المعنى ، واللفظ عبارة أو حكاية عن كلام الله !
5- أن العبرة بما في القلب من الإخلاص لا بمجرد النطق بكلمة التوحيد ؛ ولهذا تواترت الأحاديث بدخول كثير ممن يقول هذه الكلمة في النار ، وإلا فمن قالها بإخلاص تام فإنها تقابل جميع السيئات ؛ كما في حديث الباب وحديث البطاقة الذي تقدم ذكره .
الخامس : أن إخلاص التوحيد يكفر الذنوب مهما كثرت ؛ فعن أنس بن مالكt قال : ( سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول : قال الله تبارك وتعالى : يا ابن آدم إنك لو أتيتني بقراب الأرض خطايا ثم لقيتني لا تشرك بي شيئا لأتيتك بقرابها مغفرة ) ؛ وفي الحديث مسائل : -
1- أن ( شيئا ) نكرة في سياق النفي فتفيد العموم ؛ فيدخل في هذا القيد الشرك بجميع أنواعه وصوره . وهذا يقتضي حرص المكلف التام على معرفة أنواع الشرك ؛ لئلا يقع في شيء منها وهو لا يعلم ! وبخاصة أن المحققين من أهل العلم لا يعذرون بالجهل من كان متمكنا من طلب العلم .
2- في الحديث دلالة على معنى لا إله إلا الله ، وأنه يعني ترك الشرك لا مجرد قولها باللسان ؛ ولهذا قال المؤلف : ( إذا عرفت حديث أنس عرفت أن قوله في حديث عتبان رضي الله عنه ( فإن الله حرم على النار من قال لا إله إلا الله يبتغي بذلك وجه الله ) أنه ترك الشرك ليس قولها باللسان .
3- في الحديث دلالة على أن الموحد إذا لقي الله على كبيرة فإن المغفرة ترجى له وبخاصة إذا كان مخلصا في توحيده ، وكلما عظم إخلاصه كلما كان أدنى إلى المغفرة من العقوبة ! وفي هذا رد على الخوارج والمعتزلة ومن وافقهم على الزعم بأن من لقي الله على كبيرة فإنه يخلد في النار ولا يخرج منها بشفاعة ولا مغفرة ولا حسنات معارضه . والله أعلم وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم .

أ​
أهم مراجع الدرس الثاني

1- مختصر الصواعق المرسلة .
2- تفسير ابن كثير
3- قرة عيون الموحدين
4- حاشية ابن قاسم
5- الدر النضيد لسليمان بن حمدان
6- القول المفيد لابن عثيمين


أسئلة للمراجعة

س1/ اذكر فضائل التوحيد إجمالا ، مع الاستدلال لكل فضيلة .
س2/ ما معنى الظلم ؟ وما أنواعه ؟ وما المراد به في الآية ؟ دلل لما تذكر .
س3/ ما الفرق بين مطلق الأمن والأمن المطلق ؟ وما سبب كل منهما عند أهل السنة والجماعة ؟
س4/ هل وعد الموحد بالأمن والاهتداء خاص أوعام ؟ علل لما تذكر .
س5/ هل وعد الموحد بدخول الجنة يعارض نصوص الوعيد ؟ علل لما تذكر .
س6/ ما أهم قيود الشهادتين ؟ د لل لما تذكر .
س7/ ما أعظم أعمال القلوب ؟ وما أسباب حصوله ؟ اذكرها إجمالا .
س8 / ما حكمة الجمع بين محمد صلى الله عليه وسلم وعيسى عليه السلام في الشهادة لهما بالعبودية والرســالة ؟
س9/ هل في قوله صلى الله عليه وسلم ( وروح منه ) حجة للنصارى في امتزاج اللاهوت بالناسوت في عيسى عليه السلام ؟ علل لما تذكر .
س10/ مامعنى الشهادة بحقية الجنة والنار ؟ وما الفرق الضالة التي خالفت في هذا المعنى ؟
س11/ هل الموحد يدخل النار إذا كمل إخلاصه ؟ اذكر الدليل والتوجيه .
س12/ اذكر أهم المسائل العقدية المستنبطة من حديث عتبان tرضي الله عنه ، مع الاستدلال لكل مسألة ، والرد على المخالف .
س13/ لماذا كانت الشهادة أفضل الذكر والدعاء ؟ ولم كانت أكثر الأذكار وجودا وأيسرها حصولا ؟
س14/ هل يشرع في الذكر بكلمة التوحيد الاقتصار على جزء منها ؟ ومن المخالف في هذه المسألة ؟ وبم تبطل قوله ؟
س 15/ استدل علماء السلف بحديث أبي سعيد الخدري رضي الله عنه على صفة العلو والكلام ، فما وجه دلالته عليهما ؟ ومن المخالف في إثبات هاتين الصفتين ؟ وكيف تبطل قوله ؟
س 16/ ما الدليل على أن العبرة في الشهادة بما في القلب من الإخلاص لا بمجرد النطق ؟
س 17/ اذكر أهم المسائل العقدية المستنبطة من حديث أنس بن مالك رضي الله عنه ، مع بيان وجه كل مسألة ودليلها .
س 18 / كيف ترد بحديث أنس بن مالك رضي الله عنه على أن مجرد النطق بالشهادة كاف في تحقيق التوحيد ؟
س 19/ كيف ترد بحديث أنس بن مالك رضي الله عنه على من قطع بإنفاذ وعيد كل من لقي الله على كبيرة ؟ أوأثبته على سبيل الدوام ؟
تم الدرس الثاني والله الموفق
 
سبحان الله دروس التوحيد لها أثر عجيب على القلوب نسأل الله أن يكمّل توحيدنا وينفعنا بما علمنا
هذه محاولة في الإجابة على أسئلة المراجعة

س1/ اذكر فضائل التوحيد إجمالا ، مع الاستدلال لكل فضيلة
1. أن توحيد العبادة سبب الأمنوالاهتداء في الدنيا والآخرة ؛ قال تعـالى : ({الَّذِينَ آمَنُواْ وَلَمْ يَلْبِسُواْ إِيمَانَهُم بِظُلْمٍ أُوْلَـئِكَ لَهُمُ الأَمْنُ وَهُم مُّهْتَدُونَ }الأنعام82
2. أن التوحيد يفضي بأهله إلى الجنة حتى مع التقصيرفي العمل ؛ ففي الصحيح أن النبيr قال : ( من شهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له ، وأنمحمدا عبده ورسوله وأن عيسى عبد الله ورسوله وكلمته ألقاها إلى مريم وروح منهوالجنة حق والنار حق أدخله الله الجنة على ما كان من العمل).
3. أن التوحيد إذا كمل في القلب حرم صاحبه علىالنار ؛ ففي الصحيح من حديث عتبانt مرفوعا : ( فإن الله حرم على النار من قال : لا إله إلاالله يبتغي بذلك وجه الله)
4. أن إخلاص التوحيد يكفرالذنوب مهما كثرت ؛ فعن أنس بن مالكt قال : ( سمعت رسول اللهيقول : قال الله: يا ابن آدم إنك لوأتيتني بقراب الأرض خطايا ثم لقيتني لا تشرك بي شيئا لأتيتك بقرابها مغفرة )


س2/ ما معنى الظلم ؟ وماأنواعه ؟ وما المراد به في الآية ؟ دلل لما تذكر .
-معنى الظلم : وضع الشيء في غير موضعه .
أنواعه هي : ثلاثة أنواع وهي :
1ـ الشرك وهو أعظم الأنواع .
2ـ ظلم النفس بمادون الشرك من المعاصي .
ظلم العباد في نفس أو عرض أو مال .
المراد بالظلم في الآية :الشرك الأكبر ـ والعياذ بالله ـ
دليل ذلك : {وَإِذْ قَالَ لُقْمَانُ لِابْنِهِ وَهُوَ يَعِظُهُ يَا بُنَيَّ لَا تُشْرِكْ بِاللَّهِ إِنَّ الشِّرْكَ لَظُلْمٌ عَظِيمٌ }لقمان13
وسمي الشرك ظلما لأنه وضع للعبادة في غير موضعها ، وصرف لغيرمستحقها


س3/ ما الفرق بين مطلق الأمنوالأمن المطلق ؟ وما سبب كل منهما عند أهل السنة والجماعة ؟


مطلق الأمن : يكون لمن سلم من الشرك دون غيره فينقص أمنه بقدر كبيرته وسببه عند أهل السنة والجماعة أن يكون موحدًا لكنه مرتكب لمادون الشرك من الكبائر .
الأمن المطلق : يكون لمن سلم من أنواع الظلم الثلاثة وسببه عند أهل السنة والجماعة أن يكون محققًا للتوحيد مجردًا من أنواع الظلك الثلاثة .


س4/ هل وعد الموحد بالأمن والاهتداء خاص أوعام ؟ علل لما تذكر .
الذي فهمته من السؤال هل الامن والاهتداء خاص بالموحد فإن كان فهمي صحيحًا فالجواب : نعم هو خاص للموحد لكن كمال ذلك ونقصانه بحسب كمال توحيده .وذلك لان الكافر لن يكون عمله سببًا للأمن يوم القيامة لفقده شرط التوحيد {وَقَدِمْنَا إِلَى مَا عَمِلُوا مِنْ عَمَلٍ فَجَعَلْنَاهُ هَبَاء مَّنثُوراً }الفرقان23

س5/ هل وعد الموحد بدخول الجنة يعارض نصوص الوعيد ؟ علل لما تذكر .
لا يعارضه ، لأن الدخول قد يكون:
1ـ ابتداء .
2ـ أو بعد تعذيب .
فإن عفىالله عنه :
· ـ بحسنات ماحية .
· ـ أو شفاعة مقبولة .
· ـ أو مصائب مكفرة.
· ـ أو بمحض العفو الإلهي .
وإلاعذب بقدر ذنبه ثم يكون مآله الجنة .
ولحديث (أما أهل النار الذين هم أهلها فإنهم لا يموتون فيها ولا يحيَوْن ولكن ناس أصابتهم النار بذنوبهم فَأَمَاتَهُمْ إِمَاتَةً حتى إذا كانوا فحما أُذِنَ بِالشَّفَاعَةِ فجىء بهم ضَبَائِرَ ضَبَائِرَ فَبُثُّوا على أنهار الجنة ثم قيل يا أهل الجنة أَفِيضُوا عليهم فَيَنْبُتُونَ نبات الْحِبَّةِ تكون فى حَمِيلِ السَّيْلِ )




س6/ ما أهم قيود الشهادتين ؟ د لل لما تذكر .
من قيودها :
1ـ النطق .
2ـ العلم (مَنْ مَاتَ وَهُوَ يَعْلَمُ أَنَّهُ لاَ إِلَهَ إِلاَّ اللَّهُ دَخَلَ الْجَنَّةَ (
3ـ اليقين (فمن لقيتَ مِنْ وراءِ هذا الحائطِ يشهدُ أن لا إلهَ إلا اللهُ مستيقنا بها قلبُه فبشِّرْه بالجنةِ )
4ـ الصدق حديث: (ما مِنْ أَحَدٍ يَشْهَدُ أَنْ لا إِلهَ إِلاَّ اللهُ وَأَنَّ مُحَمَّدًا رَسُولُ اللهِ صِدْقًا مِنْ قَلْبِهِ إِلاَّ حَرَّمَهُ اللهُ عَلى النَّارِ)
5ـ المحبة



س7/ ما أعظم أعمال القلوب ؟وما أسباب حصوله ؟ اذكرها إجمالا
المحبة أعظم أعمال القلوب على الإطلاق .
أسباب حصوله الإنعام والإحسان ، وكمالالأسماء والصفات ؛ فالرب محبوب لإنعامه ولكماله .

س8 / ما حكمة الجمع بين محمدr وعيسىu في الشهادة لهما بالعبودية والرســالة ؟
رد على من أفرط فيهما أو فرط .
فاليهودفرطوا في حق عيسىu فكذبوه وسبوه وسعوا في قتله ونكلوا بأتباعه .
والنصارى أفرطوا في حقه حتى زعم بعضهم أنه الله أو ابن الله أو ثالث ثلاثة !! وهكذا شأن سيدالمرسلينr فقد كذبه اليهود والنصارى ، وأنكروا نبوته مع العلم بصدقه؛ حسدا وبغيا ! وأفرط بعض هذه الأمه في حقه حتى زعم أنه يعلم مفاتح الغيب الخمسة ،وأنه يجوز الاستغاثة به في كل ما يستغاث بالله !!



س9/ هل في قولهr ( وروح منه ) حجة للنصارى في امتزاج اللاهوت بالناسوت فيعيسىu ؟ علل لما تذكر .
لا حجة فيها على امتزاج اللاهوت بالناسوت كما يزعمالنصارى ؛ فإن المضاف إلى الله إن كان عينا كانت الإضافة للتشريف وإن كان معنى كانتإضافة صفة إلى موصوف .

س10/ مامعنى الشهادة بحقيةالجنة والنار ؟ وما الفرق الضالة التي خالفت في هذا المعنى ؟

الشهادة بحقيةالجنة والنار تعني :
· ـ الإيمان الجازم بوجودهما .
· ـ وبما في الجنة من نعيم للمؤمنين .
· ـ وبما في النار من عذاب للكافرين .
· ـ وبأنهما المآل الأبدي للخلق .
خلافا لمن أنكرحقيقة ثوابهما وزعم أنهما مجرد تخييل لاستصلاح العامة ، أو أنكر وجودهما الآن وزعمأنهما إنما يخلقان يوم القيامة ، أو أنكر أبديتهما ، وقال بفنائهما معا قطعاللتسلسل .
س11/ هل الموحد يدخل النار إذا كمل إخلاصه ؟ اذكر الدليل والتوجيه .

أن التوحيد إذاكمل في القلب حرم صاحبه على النار فلا يدخلها أبدًا ففي الصحيح من حديث عتبانt مرفوعا : ( فإن الله حرم علىالنار من قال : لا إله إلا الله يبتغي بذلك وجه الله ) .
وتوجيه ذلك :
1ـ إما لأن الإخلاص إذا كان كاملا حمل صاحبه على ترك الكبائر ؛ فإنها من فروعالشرك بالمعنى العام ، والإخلاص يعني ترك الشرك بجميع صوره وأنواعه .
2ـ وإما لأن قوةإخلاصه تقابل السيئات مهما عظمت ؛ كما في قوله: ) r إن الله سيخلص رجلا منأمتي على رءوس الخلائق يوم القيامة فينشر عليه تسعة وتسعين سجلا كل سجل مثل مدالبصر ثم يقول أتنكر من هذا شيئا أظلمك كتبتي الحافظون فيقول : لا يا رب فيقول أفلكعذر فيقول لا يا رب فيقول بلى إن لك عندنا حسنة فإنه لا ظلم عليك اليوم فتخرجبطاقةفيها أشهد أن لا إله إلا الله وأشهد أن محمدا عبده ورسولهفيقول احضر وزنك فيقول يا رب ما هذه البطاقة مع هذهالسجلات فقال إنك لا تظلم قال فتوضع السجلات في كفة والبطاقة في كفة فطاشت السجلاتوثقلت البطاقة فلا يثقل مع اسم الله شيء(.

اللهم إنا نسألك من فضلك

س12/ اذكر أهم المسائل العقدية المستنبطة من حديث عتبان، مع الاستدلال لكل مسألة ،والرد على المخالف .
1ـ إثبات صفة الوجه ، وقد اطردإثباته في النصوص ، قال تعالى : ( ويبقى وجه ربك ذو الجلال والإكرام ) ، وقال : ( وما لأحد عنه من نعمة تجزى إلا ابتغاء وجه ربه الأعلى ) ، وقال : ( إنما نطعمكملوجه الله ) ، وفي الحـديث : ( إذا قام العبد يصلي أقبل الله عليه بوجهه ) ، وقداستعاذ النبيr بوجه الله في عدة مواضع ؛ كقولهr : ( أعوذ بوجهك الكريم أنتضلني لا إلــه إلا أنت ) ، وقولهr: ( أعوذ بوجهكالكريم وكلماتك التامات من شر ما أنت آخذ بناصيته ) ؛ والاستعاذة لا تكون بمخلوق . وفي هذا برهان على بطلان تفسير الوجه بالثواب والجزاء !!
2ـ أن العمل لا ينفع صاحبه إلا إذا كان خالصًا لله ، وكلماعظم الإخلاص كلما عظم نفع العمل وأثره وأجره ، ولهذا قال أهل العلم : إن الأعمالإنما تتفاضل بحقائقها لا بصورها .

أن المراد بالشهادة ترك الشرك كله لا مجرد قولها باللسان ؛كما يدل لذلك حديث : ( من لقي الله لا يشرك به شيئا دخل الجنة ) ، وحديث أنس : ( ياابن آدم إنك لو أتيتني بقراب الأرض خطايا ثم لقيتني لا تشرك بي شيئا لأتيتك بقرابهامغفرة )


س13/ لماذا كانت الشهادة أفضل الذكر والدعاء ؟ ولم كانتأكثر الأذكار وجودا وأيسرها حصولا ؟
لمااشتملت عليه من نفي الشرك وتوحيد الله تعالى الذي هو أفضل الأعمال وأساس الملةوالدين .
أن من سنة الله ورحمته أن ما اشتدت الحاجة إليه كان أكثروجودا ؛ كالهواء والماء ، ولما كانت حاجة العباد لكلمة التوحيد في أعلى الدرجاتكانت أكثر الأذكار وجودا ، وأيسرها حصولا ، وأعظمها أثرا ، وأفضلها أجرا !


س14/ هل يشرع في الذكر بكلمة التوحيد الاقتصار على جزء منها ؟ ومن المخالف في هذهالمسألة ؟ وبم تبطل قوله ؟
أن الذاكربكلمة التوحيد يقولها كلها ولا يقتصر على لفظ الجلالة ، ولا على الضمير ( هو) فإنذلك بدعة ؛ لم يرد بها نص من كتاب أو سنة .
س 15/ استدل علماء السلف بحديث أبي سعيد الخدريt على صفة العلو والكلام ، فما وجه دلالته عليهما ؟ ومنالمخالف في إثبات هاتين الصفتين ؟ وكيف تبطل قوله ؟
- في قوله : ( لو أن السماوات السبع وعامرهن غيري ) دليل علىصفة العلو ، وأن الله تعالى في السماء ، كما قال تعالى : {أَأَمِنتُم مَّن فِي السَّمَاء أَن يَخْسِفَ بِكُمُ الأَرْضَ }الملك16 ؛ والنصوص الدالة على العلو تزيد على الألف .
والمنكرون في ذلك هم : من قالوا بالحلول أووحدة الوجود ! تعالى الله عما يقولون علوا كبيراوفي الحديث دلالة على إثبات صفة الكلام ؛ خلافا لمن أنكرها ،وزعم أن كلام الله من مخلوقاته لا من صفاته ، أو زعم أن اللفظ مخلوق لا يدخل في مسمى كلام الله تعالى ؛ وكلام الله تعالى مجرد المعنى ، واللفظ عبارة أو حكاية عنكلام الله !

س 16/ ما الدليل على أنالعبرة في الشهادة بما في القلب من الإخلاص لا بمجرد النطق ؟

العبرةبما في القلب من الإخلاص لا بمجرد النطق بكلمة التوحيد ؛ ولهذا تواترت الأحاديثبدخول كثير ممن يقول هذه الكلمة في النار ، وإلا فمن قالها بإخلاص تام فإنها تقابلجميع السيئات ؛ كما في حديث الباب وحديث البطاقة الذي تقدم ذكره .


س 17/ اذكر أهم المسائل العقدية المستنبطة من حديث أنس بن مالكt ، مع بيان وجه كل مسألةودليلها .
؛ وفيالحديث مسائل : -
1ـ أن ( شيئا)نكرة في سياق النفي فتفيد العموم ؛ فيدخل في هذا القيد الشرك بجميع أنواعه وصوره . وهذا يقتضي حرص المكلف التام على معرفة أنواع الشرك ؛ لئلا يقع في شيء منها وهو لايعلم ! وبخاصة أن المحققين من أهل العلم لا يعذرون بالجهل من كان متمكنا من طلبالعلم .
في الحديثدلالة على معنى لا إله إلا الله ، وأنه يعني ترك الشرك لا مجرد قولها باللسان ؛ولهذا قال المؤلف : ( إذا عرفت حديث أنس عرفت أن قوله في حديث عتبانt ( فإن الله حرم على النار من قال لا إله إلا الله يبتغيبذلك وجه الله ) أنه ترك الشرك ليس قولها باللسان .
- في الحديث دلالة على أن الموحد إذا لقي الله على كبيرة فإنالمغفرة ترجى له وبخاصة إذا كان مخلصا في توحيده ، وكلما عظم إخلاصه كلما كان أدنىإلى المغفرة من العقوبة ! وفي هذا رد على الخوارج والمعتزلة ومن وافقهم على الزعمبأن من لقي الله على كبيرة فإنه يخلد في النار ولا يخرج منها بشفاعة ولا مغفرة ولاحسنات معارضه . والله أعلم وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم .


س 18 / كيف ترد بحديث أنس بن مالكعلى أن مجرد النطق بالشهادةكاف في تحقيق التوحيد ؟
- في الحديث دلالة على معنى لا إله إلا الله ، وأنه يعني ترك الشرك لا مجرد قولها باللسان ؛ولهذا قال المؤلف : ( إذا عرفت حديث أنس عرفت أن قوله في حديث عتبان: ( فإن الله حرم على النار من قال لا إله إلا الله يبتغيبذلك وجه الله ) أنه ترك الشرك ليس قولها باللسان .


س 19/ كيف ترد بحديث أنس بن مالكt على من قطع بإنفاذ وعيد كلمن لقي الله على كبيرة ؟ أوأثبته على سبيل الدوام ؟

في الحديث دلالة على أن الموحد إذا لقي الله على كبيرة فإنالمغفرة ترجى له وبخاصة إذا كان مخلصا في توحيده ، وكلما عظم إخلاصه كلما كان أقرب إلى المغفرة من العقوبة .
 
أشكر الأخ الكريم فهد على مشاعره ودعائه واهتمامه
كما أشكر الأخت أم عبدالله على الاهتمام وقد قرأت إجاباتها على عجل نظرا لظروف الامتحانات وهي إجابات جيدة وإن كان لدي استدراك حول بعض الأمور فمثلا في السؤال الرابع المقصود هل الوعد يعم الدنيا والآخرة أو يختص بالآخرة
والسؤال السادس قيود الشهادة بالرسالة لم تذكر
وفي السؤال 14 المخالف لم يذكر
وفي 15 أيضا من أهم المنكرين للعلو من يزعم أن الله لاداخل العالم ولا خارجة
وقد يكون هناك بعض الاستدراكات عند التأمل
وختاما أكرر شكري لأم عبدالله وأتمنى لها التوفيق
 
جزاكم الله خيرا؛
"" من سنة الله ورحمته أن ما اشتدت الحاجة إليه كان أكثر وجودا ؛ كالهواء والماء ، ولما كانت حاجة العباد لكلمة التوحيد في أعلى الدرجات كانت أكثر الأذكار وجودا ، وأيسرها حصولا ، وأعظمها أثرا ، وأفضلها أجرا !"
كلام نفيس و في انتظار الدرس الرابع
 
عودة
أعلى