شدائد ورخص وشواذ الشيخ الشنقيطي رحمه الله

إنضم
03/09/2008
المشاركات
163
مستوى التفاعل
0
النقاط
16
الإقامة
morroco
قال رحمه الله: (( أبو جعفرالمنصور في احدى زياراته للمدينة لمالك يا أبا عبدالله لم يبق على وجه الأرض من هو أعلم مني ومنك وقد شغلتني السياسة فوطئ للناس كتابا تجنب فيه رخص ابن عباس و شدائد ابن عمر و شواذ ابن مسعود و اقصد أواسط الأمور)).قاله ابن خلدون في تاريخه 1/18-.19


استنادا لهذه المقولة هل بإمكان أساتذتنا الأفاضل أن يشاركوننا في استخراج:
  • شدائد الشيخ محمد الأمين الشنقيطي رحمه الله من تفسيره المبارك (((أضواء البيان.))) وأقصد ما أخذ فيه بالعزيمة ولم يترخص مثل توسعة المسعى والتصوير الفتوغرافي..وغيره
  • رخص الشيخ رحمه الله .وأقصد ما سلك فيه التساهل ولو خالف فيه أهل العلم.
  • شواذ الشيخ رحمه الله .
 
أما ما مثلت به على الشدائد فالأدلة مع الشيخ فيه ؛ وليس وحيدا في كل ذلك ؛ بل معه جمهرة من أهل العلم المحققين .
وأما شواذه ورخصه فليتك تاتينا بمثال عليها .
 
وهل تتبع الشواذ مسلك محمود؟
الذي أراه أن لا تتبع ، وإذا وردت عرضاً في بحثٍ من البحوث ذكرت ثم نبه على سبب الشذوذ في نظر الباحث ، إذ قد يرى الإنسان هذا القول أو ذاك شاذاً وليس كذلك، والله الموفق.
 
من الصعب الحكم على المسألة أنها من الشدائد أو الشواذ أو التساهل، ومن الذي يحكم على مثل الشيخ الأمين رحمه الله تعالى، ولا يعني هذا العصمة، ولكن تقويم الكتاب بأسلوب علمي لما ورد فيه في نظري أفضل من تقسيمه بهذه القسمة...
والله أعلم،،،​
 
قد مثل أهل العلم لشواذ مَن هو أجل من الشنقيطي رحمه الله بلا نزاع..

وهذا التتبع للشواذ-إن وجدت-إن كان بقصد التنبيه عليها منعاً للاغترار بمكانة الشيخ اغتراراً يؤدي لقبولها = فهو مسلك حسن معتبر ..

لكن الشأن : في تحقيق وجود هذه الشواذ مع ضبط مفهوم الشاذ،وفي أهلية المتصدر لهذا الباب،وليس المقصود بالأهلية أن يكون في مثل علم الشيخ فلا يشترط ذلك محقق،وإنما المراد أهليته العلمية في الجملة وتحقيقه لهذا الباب الخاص.
وباب نقد الأخطاء وبيان الزلات بالعلم والعدل والحلم نصيحة وبياناً = لا يليق بالباحثين أن يتعاملوا معه بنوع من الوسوسة والرهاب والمسارعة للتهويل ..
بل الصواب : هو التذكير بالأصول والشروط والضوابط ومتى ما وجدوا من الباحث إخلالاً بالضوابط أو دلائل فقدان للأهلية = سارعوا لبيانها وغلق الباب في وجهه بالحجة والبرهان لا بمجرد التهويل ووضع العقبات التي تعوق مسيرة العلم التي يدفعها التمحيص والنقد أكثر مما يدفعها التقرير والسرد..
ولا يضر أمثال هذه الأعمال خطأ المنتقد أو أن يعد شاذاً ما ليس بالشاذ فلا يزال هذا يقع لأهل العلم،فما أدى هذا لغلق باب النقد والتنبيه على الأخطاء والزلات والشواذ والأغلوطات..
ومعرفة أقدار الأئمة لا ينبغي أن تكون حجاباً عن إحقاق الحق وبيانه..


قال شيخ الإسلام :

((وَهَذَا إنْ قِيلَ(أي أن الأئمة وقع منهم خطأ في القطعيات) = كَانَ فِيهِ طَعْنٌ عَلَى الْأَئِمَّةِ لِمُخَالَفَةِ الْقَوَاطِعِ وَهَذَا قَدْحٌ فِي إمَامَتِهِمْ , وَحَاشَا اللَّهَ أَنْ يَقُولُوا مَا يَتَضَمَّنُ مِثْلَ هَذَا . ثُمَّ قَدْ يَقْضِي ذَلِكَ إلَى الْمُقَابَلَةِ بِمِثْلِهِ , أَوْ بِأَكْثَرَ مِنْهُ , لَا سِيَّمَا مِمَّنْ يَحْمِلُهُ هَوَى دِينِهِ , أَوْ دُنْيَاهُ عَلَى مَا هُوَ أَبْلَغُ مِنْ ذَلِكَ , وَفِي ذَلِكَ خُرُوجٌ عَنْ الِاعْتِصَامِ بِحَبْلِ اللَّهِ سُبْحَانَهُ , وَرُكُوبٌ لِلتَّفَرُّقِ الْمَنْهِيِّ عَنْهُ , وَإِفْسَادُ ذَاتِ الْبَيْنِ , وَحِينَئِذٍ فَتَصِيرُ مَسَائِلُ الْفِقْهِ مِنْ بَابِ الْأَهْوَاءِ وَهَذَا غَيْرُ سَائِغٍ .
قُلْنَا :
نَعُوذُ بِاَللَّهِ سُبْحَانَهُ مِمَّا يَفضِي إلَى الْوَقِيعَةِ فِي أَعْرَاضِ الْأَئِمَّةِ , أَوْ انْتِقَاصٍ بِأَحَدٍ مِنْهُمْ , أَوْ عَدَمِ الْمَعْرِفَةِ بِمَقَادِيرِهِمْ وَفَضْلِهِمْ , أَوْ مُحَادَّتِهِمْ وَتَرْكِ مَحَبَّتِهِمْ وَمُوَالَاتِهِمْ , وَنَرْجُو مِنْ اللَّهِ سُبْحَانَهُ أَنْ نَكُونَ مِمَّنْ يُحِبُّهُمْ وَيُوَالِيهِمْ وَيَعْرِفُ مِنْ حُقُوقِهِمْ وَفَضْلِهِمْ مَا لَا يَعْرِفُهُ أَكْثَرُ الْأَتْبَاعِ , وَأَنْ يَكُونَ نَصِيبُنَا مِنْ ذَلِكَ أَوْفَرَ نَصِيبٍ وَأَعْظَمَ حَظٍّ . وَلَا حَوْلَ وَلَا قُوَّةَ إلَّا بِاَللَّهِ .
لَكِنَّ دِينَ الْإِسْلَامِ إنَّمَا يَتِمُّ بِأَمْرَيْنِ : أَحَدُهُمَا : مَعْرِفَةُ فَضْلِ الْأَئِمَّةِ وَحُقُوقِهِمْ وَمَقَادِيرِهِمْ , وَتَرْكُ كُلِّ مَا يَجُرُّ إلَى ثَلْمِهِمْ . وَالثَّانِي : النَّصِيحَةُ لِلَّهِ سُبْحَانَهُ وَلِكِتَابِهِ وَلِرَسُولِهِ وَلِأَئِمَّةِ الْمُسْلِمِينَ وَعَامَّتِهِمْ , وَإِبَانَةُ مَا أَنْزَلَ اللَّهُ سُبْحَانَهُ مِنْ الْبَيِّنَاتِ وَالْهُدَى . وَلَا مُنَافَاةَ بَيَّنَ الْقِسْمَيْنِ لِمَنْ شَرَحَ اللَّهُ صَدْرَهُ , وَإِنَّمَا يَضِيقُ عَنْ ذَلِكَ أَحَدُ رَجُلَيْنِ : رَجُلٌ جَاهِلٌ بِمَقَادِيرِهِمْ وَمَعَاذِيرِهِمْ , أَوْ رَجُلٌ جَاهِلٌ بِالشَّرِيعَةِ وَأُصُولِ الْأَحْكَامِ...وَلَيْسَ فِي ذِكْرِ كَوْنِ الْمَسْأَلَةِ قَطْعِيَّةً طَعْنٌ عَلَى مَنْ خَالَفَهَا مِنْ الْمُجْتَهِدِينَ كَسَائِرِ الْمَسَائِلِ الَّتِي اخْتَلَفَ فِيهَا السَّلَفُ )).

 
- لعل الامر كما اشار المشايخ اعلاه ان قصد التتبع للشواذ مسلك غير محمود .
اما ما أشار اليه الفاضل ابو فهر فلعل بابه اذا كان النقد عارضا كمثل تقرير مسالة وبيان خطأ فلان فيها ، وكذا اذا كانت هناك مناسبة او حاجة .
وتتبع الشواذ له اضرار:
- منها: نزول مكانة العالم في نفس القارئ ولست اتحدث عن المتعصبين للعالم ولا عن المبغضين له بل اتحدث عن الطبقة التي بينهما .
ومن يعلم نفسيات الناس ومنهم طلاب العلم يعلم انه لو جمعت أخطاء احد العلماء المعاصرين مثلا وقرأها لم يقبل منه شيئا بعد ذلك وهذه مفسدة بلاشك . والانصاف في الناس عزيز .
- ومنها : نشر الشذوذ وهذا لايناسب ولاسيما في هذا الزمن الذي يرفع فيه الشاذ حتى يكون هو المعروف ولاسيما من الصحفيين والاعلاميين فاظهار الشذوذ ليس بجيد ولاسيما في هذا الزمن .
- ومنها : ان الانصاف مطلوب وذكر الشذوذات عن هذا العلم بدون حاجة غير جيد بل تذكر المحاسن والتحقيقات البديعة للعالم وتذكر كذلك الشذوذات فالعدل والانصاف مطلبان مهمان جدا في العلم .

هذا كله في غير الحاجة اما عند الاحتياج لذلك في بيان الحق وتقريره فليس داخلا فيما سبق من الكلام .
 
في نظَـري أنَّ البحثَ عن الشَّـواذِّ عند أي عالمٍ ولأيِّ دافعٍ مرحلةٌ تاليةٌ مسبوقةٌ بكثيرٍ من المُؤهِّـلاتِ العلميَّـةِ المتمثِّـلةِ في اشتداد العضُد بعلوم الآلةِ واستيفاء البحثِ في الجزئيةِ المتَوهَّمِ شذوذها بحيثُ لا يختلطُ عليه مصطلحُ الشُّـذوذ عند السابقينَ بالشُّـرودِ والعجلةِ منهُ عن تحقُّـقِ الشذوذ فِعلاً في المسألةِ أو المسائل التي يقعُ عليها اختياره.
ومن طالعَ كتبَ الأسلافِ والتعقيباتِ عليها من لدنِ تلاميذهم وخلفهم من أهل العلمِ تبيَّـن لهُ كيفَ يهم بعضُ أولئك الأعلام - مع سعة الاطلاعِ وقوة الحفظِ وحسن القصدِ - فيزعُم إجماعاً أو يُشذِّذُ مشهوراً أو يضعِّـفُ قوياً إلى غسر ذلك مما لا ينفكُّ عن البشرِ من الضعفِ المركَّبين منهُ.​
 
عودة
أعلى