شبهة : تعدد مصاحف الصحابة , والجواب عنها

إنضم
2 أبريل 2003
المشاركات
1,318
مستوى التفاعل
0
النقاط
36
هذا سؤال وجه إلي اجبت عنه إجابة مختصرة بما فتح الله , ارجو من الإخوة إضافة ما يرونه مناسباً .

بسم الله الرحمن الرحيم
و به نستعين


السلام عليكم و رحمة الله و بركاته

أما بعد : هذه شبهة ساقها أحد النصارى بالفلبين لأحد الدعاة هناك مفادها .
لديكم ما يسمى قرآن ابن مسعود ، و قرآن أبي بن كعب ، و قرآن عثمان فيتسأل : -

1 – أي هذه أصح .
2- أي هذه كلام الله تعالى .
3 – و إن كان هذا لديكم فلم تنكرون علينا كون لدينا أكثر من إنجيل .

نرجو من فضيلتكم الإجابة عاجلا على هذه الشبهة ، إجابة محررة شافية ، حتى لا تكون مثل هذه الشبهة سببا في ردة أحد من حديثي الإسلام هناك .
وفقكم الله تعالى لما يحب و يرضى وسدد خطاكم و جعل إجابتكم في ميزان حسناتكم .





بسم الله الرحمن الرحيم
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته :
القرآن كلام الله سبحانه وتعالى المنزل على نبيه محمد صلى الله عليه وسلم المتعبد بتلاوته المفتتح بسورة الفاتحة , والمختوم بسورة الناس , تلقته الأجيال عن الأجيال , لا يزيد فرد على فرد في تلاوته في مشرق الأرض ومغربها على ما بأيدينا , فهذه دور المخطوطات في العالم كله في بلاد الإسلام وغيرها , فيها ما لا يحصيه إلا الله من المصاحف التي كتبت في الأزمان والبلدان المختلفة , لا ترى فيها مصحفاً يختلف عن الآخر في شيء , وأما قول النصراني : لديكم ما يسمى قرآن ابن مسعود ، و قرآن أبي بن كعب ، و قرآن عثمان فهذا غير موجود عندنا فالقرآن عندنا واحد لا يتعدد , وإنما الموجود عندنا : مصحف ابن مسعود ، و مصحف أبي بن كعب ، ومصحف عثمان , والمصحف المراد به ما كتب بين دفتيه القرآن وأول من سماه بذلك أبو بكر رضي الله عنه , وسبب ذلك أن الصحابة كانوا يعتمدون على الحفظ , وهناك منهم من كتب لنفسه ما سمعه من النبي صلى الله عليه وسلم ليكون عوناً له على تذكره, ولذا نسب إليهم فقيل مصحف ابن مسعود ومصحف أبي بن كعب باعتبار أنهم كتبوها, كمن يشتري مصحفاً من مكتبة و يقول : هذا مصحفي باعتبار أنه مالكه , وإلا فهو لا يخرج عما سمعوه من النبي صلى الله عليه وسلم , فهيئ الله أبا بكر رضي الله عنه فجمع القرآن في مصحف واحد مما استقر في العرضة الأخيرة التي عارض فيها جبريلُ أمين الوحي النبيَ صلى الله عليه وسلم في آخر سنة من حياته , وجعله عنده وترك ما بأيدي الناس معهم , ثم لما تولى عثمان رضي الله عنه الخلافة جمع الصحابة واستشارهم في كتابة مصحف موحد ليكون للناس إماماً وترك ما عداه مما كتبه الناس لأنفسهم فوافقوه على ذلك فكتب مصاحف ووزعها على الأمصار وأرسل معها القراء يعلمون الناس , وأمر الناس أن يدعوا ما معهم من المصاحف التي كتبوها لأنفسهم ويعتمدوا على مصحف كتب على أدق أنواع التحري وكان منهجهم في كتابته :
1 - لا يكتب شيء إلا بعد التحقق من أنه قرآن .
2- لا يكتب شيء إلا بعد العلم بأنه استقر في العرضة الأخيرة .
3- لا يكتب شيء إلا بعد التأكد أنه لم ينسخ .
4- لا يكتب شيء إلا بعد عرضه على جمع من الصحابة .
5- إذا اختلفوا في شيء من القرآن كتبوه بلغة قريش .
6- يحافظ على القراءات المتواترة ولا تكتب قراءة غير متواترة .
وبهذا المنهج الدقيق والأسس السلمية كتب المصحف العثماني فكان في غاية الدقة والضبط والتحري ,وهو الذي بأيدي المسلمين اليوم , ليس عندهم غيره ,ويسمى المصحف العثماني نسبة إلى عثمان رضي الله عنه باعتبار أنه هو الذي أمر بكتابته وكتب في عهده , وكان ذلك بإجماع الصحابة رضي الله عنهم .
ولذا فإن المصاحف التي كتبها بعض الصحابة لأنفسهم اندثرت ولم يبق منها إلا روايات يسيرة تناقلها الناس فكانت عرضة للخطأ والزيادة والنقصان ممن نقلها , وبعضها كان يذكرها بعض الصحابة على أنها تفسير لا قرآن فظن ناقلها أنه مما سُمع من النبي صلى الله عليه وسلم , ولم يثبت منها إلا القليل , ولذا لا يجيز العلماء القراءة بها في الصلاة ويعدون صلاة من قرأ بها باطلة لمخالفتها المصحف الإمام, وإنما يستفيدون منها في التفسير والأحكام .
فهذا جواب مختصر لهذه المسألة ومن أراد التوسع فليرجع إلى كتب علوم القرآن المحررة , وأنصح الدعاة إلى الله أن يتسلحوا بالعلم ليجيبوا عن هذه الشبهات فإن الأعداء لن يألوا جهداً في صدهم عن دينهم قال الله تعالى :" ودَّ كثير من أهل الكتاب لو يردونكم من بعد إيمانكم كفاراً حسداً من عند أنفسهم " وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم .
 
أخي الفاضل...
جزاك الله خيراً على ردك .. ففيه خير كثير.

ولكن من خبرتي المتواضعة في الرد على شبهات الملحدين والمنصرين (( وردهم على ردي، وبعدها ردي على ردهم، ثم ردهم، ثم الرد عليهم... )) أرى ـ والله تعالى الأعلم ـ أن أفضل أسلوب للرد هو بسلوك مرحلتين:

الأولى: تفكيك الشبهة.
الثانية: إجمال الرد في نقاط بلا إطالة.. (1، 2، 3... ) تصل إلى المقصود بيسر وتبين قوة طرحك فلا يعد الناس إطنابك لتشتيت الموضوع بلا فائدة.

الفائدة من المرحلة الأولى: إشباع الشبهة نقداً ... وهذا يبين للطرف الآخر مقدار قوة حجتك في مقابل ضعف ((( كل ))) حججه.
ولكن الملاحظ في بعض ردود الإخوة على الشبهات انتقاء أيسر الشبهات رداً.. وترك كثير من النقاط في الشبهة دون نقد.. فينتصر الطرف الآخر أمام أي مراقب محايد.

وهم معذورون في ذلك في ظل عزوف ( أهل العلم ) عن ذلك...

وفائدة المرحلة الثانية حصر الإجابة عن شبهات ( الطرف الآخر ) وهو طارح الشبهة في نقاط محددة تجبره على الرد عليها كلها، وعدم تشعيب الموضوع وحرفه " بذكاء الطرف الآخر وضعفنا " إلى ما يشتته مما يضعف الحجة..

وبذا ينتصر طارح الشبهة مرتين !!!!

لذا أدعوكم إخواني إلى عدم الاكتفاء بانتقاء السهل مما يطرح من الشبهة والرد عليها بسطحية، بل النزول إلى ميدانها الحقيقي وهي منتديات الحوار الديني سواء كان القائمون عليها مسلمون كمنتدى التوحيد ومنتدى الجامع، أو غير مسلمين كمنتدى اللادينيين العرب ونادي الفكر العربي...
ولنحذر جميعاً أن نكون مع " الخوالف ".
فلا عذر لمن يزعم أن باب الدعوة إلى الله مغلق... فها هي منتديات الحوار والدعوة لغير المسلمين تشكو وتستغيث طلبة العلم الذين سيُسألون سؤالاً عسيراً عن (قعودهم) والقرآن الكريم يتعرض لسهام التشكيك والاتهام.
وكثير منا يعلم أشخاصاً ارتدوا عن الإسلام لقراءته شبهة من منصر أو ملحد في أحد المنتديات، دون ان يجد عليها رداً شافياً من خاصة المسلمين وعامتهم !!
يا طلبة العلم، لم تعثر بغلة على شاطئ دجلة لتُسألوا عنها.. بل ارتد مسلمون..
بالله عليكم بم ستجيبون ربكم ؟؟!!
كيف سيقابله من جعل جل وقته، وشبابه، وعلمه، وأمواله التي يصرفها على شبكة الإنترنت في شتم مخالفي أفكاره من أهل القبلة ، بينما لا ترمش عينه حين يقرأ لغير المسلمين الذين يطعنون في الكتاب والسنة صباح مساء بشبهات محكمة السبك ملفتة العناوين.. وفي أقدس المقدسات؟!

وكثير من عوام المسلمين ينظرون إلى تلك الشبهات حيارى يتلفتون هنا وهناك... فيجدون طالب علم معروفاً بهجومه الكاسح (على الآخر المخالف لفكره)..
_ فضيلة الشيخ، ما جواب هذه الشبهة ؟
_ هاااه !!!! يا أخي دعهم إنهم حمقى !! أنا مشغول بأمر أعظم من تفاهاتهم !!!!!!!!

أين هم الأشداء على الكفار الرحماء بينهم ؟؟!!!!!!!

المهم:
====================
مثال عملي على أهمية تطبيق المرحلتين للرد على الشبهات:

الرد على شبهة مخالفة مصحف ابن مسعود ـ رضي الله عنه ـ مصاحف الصحابة..

يجب تفكيك الشبهة أولاً:

الشبهة تعود في أصلها إلى أن مصاحف الصحابة لم تكن متشابهة بدليل:
1. حرق سيدنا عثمان ـ رضي الله عنه ـ لمصاحف الصحابة.
2. ورود روايات تؤكد ان مصحاحف بعض الصحابة تخالف المصحف الذي بين يدينا الآن (العثماني) وأشهر مصحفين خالفاه مصحف ابن مسعود ومصحف أبي بن كعب رضي الله عنهما.
3. الدليل الأقوى هو وردود نصوص صريحة تؤكد استبعاد ابن مسعود ـ رضي الله عنه ـ عن لجنة جمع المصاحف.
----------------------

المرحلة الثانية: تفصيل الرد على الشبهة


أولاً: حرق المصاحف في عهد عثمان رضي الله عنه:
قال علي بن أبي طالب رضي الله عنه: " أيها الناس، إياكم والغلو في عثمان. تقولون حرق المصاحف، والله ما حرقها إلا عن ملأ من أصحاب محمد صلى الله عليه وسلم ولو وليت مثل ما ولي، لفعلت مثل الذي فعل ".( 1)
هذا القول من الإمام علي ـ رضي الله عنه ـ يؤكد أن أمر حرق المصاحف، كان باتفاق المسلمين وإجماعهم. وأن من اعترض في البداية ـ كما هي عادة كل مجتمع ـ انصاع إلى الحق، وهدأت نفسيته، واطمأنت سريرته حينما أدرك بعد نظر الإمام الراشد عثمان رضي الله عنه، وأن مصلحة المسلمين العامة، مقدمة على مصلحة أفراد الناس الخاصة، وإن كانوا من كبار الصحابة.. فصفو المجتمع خير من كدر الفرد.
وكان سيدنا عثمان ـ رضي الله عنه ـ أول المطبقين لما أجمع عليه الصحابة، حين بعث إلى الأمصار قائلاً: " إني قد صنعت كذا وكذا، ومحوت ما عندي، فامحوا ما عندكم ".( 2) فكان النموذج الأعلى والقدوة الأسمى لغيره، فهو رغم أنه يملك سلطة الإبقاء على مصحفه، أو وضعه في مكان لا يُرى، إلا أنه أبى إلا مصلحة المسلمين.


ثانياً: شبهة مخالفة ما ورد في بعض مصاحف الصحابة للمصحف العثماني:
قبل الشروع في تفصيل أشهر ما نُسب إلى مصاحف الصحابة من مخالفة للمصحف الذي بين أيدينا، ينبغي الإشارة إلى اتفاق كل المسلمين على تعريف القرآن الكريم بأنه: " كلام الله المعجز المتعبد بتلاوته المنقول بالتواتر ".(3 )
وضابط النقل بالتواتر ـ بصفته أحد شروط القرآن الكريم ـ يمنع الاعتراف بقرآنية أي رواية تدل على كون آيات أو آية أو كلمة أو حرف أو حركة إعرابية جزءاً من القرآن الكريم، المتعبد بتلاوته إن لم تكن متواترة.
إن كل ما يذكره أولئك المشككون في عصمة القرآن الكريم، مطالبون بإثبات تواتر أي رواية يدعون أنها تدل على تحريف ـ بالزيادة أو الحذف ـ في القرآن الكريم.
لقد حرص المسلمون ـ منذ بداية الجمع الأول للقرآن الكريم في عهد أبي بكر ـ رضي الله عنه ـ كما سبق بيانه ـ على وجوب تحقق شرط التواتر لأي حرف يكتب في المصحف الشريف. واستمر المسلمون على ذلك محافظين على نقاء المصحف الشريف من كل دخيل. يشترطون لناسخ المصحف الشريف ـ وطابعه ـ شروطاً شديدة، هي نهاية ما توصل إليه المنهج العلمي في الدقة والضبط.
وبعد هذا الرد المجمل.. سأكتفي بالرد التفصيلي لأشهر ما نسب إلى الصحابة رضي الله عنهم أجمعين في مواقع الإنترنت التنصيرية من مخالفة للمصحف العثماني وهما: دعوى إنكار عبد الله بن مسعود ـ رضي الله عنه ـ للمعوذتين والفاتحة، ودعوى إثبات أبي بن كعب ـ رضي الله عنه ـ دعاء القنوت في مصحفه، ويمكن الرد على مثلها بالقياس عليها.

أ) مصحف ابن مسعود ـ رضي الله عنه ـ وزعم خلوه من الفاتحة والمعوذتين:(4 )
1. كان ابن مسعود ـ رضي الله عنه ـ لا يرى وضعها في المصحف، ولا يوجد أي أثر يدل على كونه أنكر أنها من القرآن، ما أنكره هو كتابة السور الثلاث (المعوذتين والفاتحة) لأنه لم يسمع نصاً صريحاً من رسول الله صلى الله عليه وسلم يأمر بذلك.( 5)
2. هذا خبر آحاد لا يثبت قرآناً ولا ينفيه، فالمتواتر أقوى من الآحاد عند الترجيح يقيناً. فلا يثبت الآحاد عند معارضته بالمتواتر.
3. على فرض صحته، فقد خالف إجماع الصحابة. وتخطئة الفرد، مقدّمة على تخطئة المجموع.
4. لم يثبت أبداً أن أيا من الصحابة غيره قد شكك في قرآنية المعوذتين، ولو في حديث ضعيف.
5. سورة الفاتحة يجب أن يحفظها كل مسلم، فلا صلاة بدون فاتحة الكتاب. فكيف كان عبد الله ابن مسعود يصلي، ويؤم الناس؟
6. إن إنكار سورة من القرآن الكريم توجب الحد أو التعزير من الخليفة، ولم يثبت أن الخليفة أدانه بسبب قوله هذا.
7. لا يمكن أن يسكت عامة المسلمين على من يقول بعدم قرآنية الفاتحة والمعوذتين في وقتنا هذا. فكيف إن كان في خير القرون؟
8. الروايات المسندة إلى ابن مسعود ـ رضي الله عنه ـ كلها فيها الفاتحة والمعوذتين، فهي دليل على أنه كان يعلمها للناس ويحفظهم إياها مع القرآن الكريم.

ب) مصحف أبي بن كعب ـ رضي الله عنه ـ وزعم زيادة دعاء القنوت فيه: ( 6)
1. هذه رواية آحاد لا تنقض المتواتر. ولا يجوز أن تعد قرآناً، لفقدها شرط التواتر كما سبق بيانه في تعريف القرآن الكريم. فالآحاد لا يُثبت قرآناً.
2. لو كانت من القرآن الكريم، لتوفرت همم الصحابة ودواعي حفظهم لها.
3. لا يعقل أن لا يحفظها من الصحابة سوى أبي بن كعب رضي الله عنه.
4. وجود أدعية وقراءات تفسيرية وأحاديث قدسية ونبوية في نفس الموضع التي توضع فيه مصاحف الصحابة أمر عادي، ولهذا كان حرق المصاحف الذي ارتضاه كل الصحابة رضوان الله عليهم. فوجود نص معين في مصحف صحابي معين لا يعني بالضرورة كون ذلك الصحابي يعده من القرآن الكريم.
فقد اعتاد الناس في كل عصر ومصر، أن يضعوا أشياءهم الثمينة والعزيزة في مكان واحد، فكانوا يضعون ما كتبوه من حديث نبوي وأدعية وآيات قرآنية وتفسيرات لها.. مما سمعوه من فم النبي صلى الله عليه وسلم في مكان واحد؛ احتراماً لها، وفخراً بها، كي لا تكون عرضة للابتذال.
إن ما نسب إلى أبيٍّ رضي الله عنه، يدل على بعد نظر سيدنا عثمان رضي الله عنه، وأنه سن في الإسلام سنة حسنة، انتفع وسينتفع بها الناس إلى يوم القيامة.
5. موافقة أبي ـ رضي الله عنه ـ على المصحف الإمام، الذي جمعه عثمان رضي الله عنه.
6. ذُكِر أن أنساً ـ رضي الله عنه ـ رأى مصحف أبي رضي الله عنه، ولم يجد فيه ذلك الدعاء.(7 )
7. الوضع والرسم والتلفيق والتزوير سهل، فليس بالضرورة أن يكون وجود أي كلام مكتوباً في ورقة. دليلاً على نسبتها إلى صاحبها يقيناً، ولذا يكون المتواتر هو الحجة والفيصل.
8. لا يجوز علمياً إثبات دخول نص مشكوك فيه، إلى نص مجمع عليه.. اعتماداً على الظن والأدلة الواهية.

إن ما نسب إلى أبي ـ رضي الله عنه ـ ـ ومثله الروايات الأخرى ـ لم يكن ظاهراً بين الصحابة، فلا توجد رواية واحدة اتفق عليها اثنان من الصحابة على الأقل. ولا يعقل أن يكون صدر عن النبي صلى الله عليه وسلم تبليغ آية ما علمها إلا واحد من الصحابة، فلو كانت قرآناً لعلمها غيرَه، ممن يبلغون حد التواتر المتخذ شرطاً في القرآن الكريم المتعبد بتلاوته. لقد أقر كل الصحابة مصحف عثمان ـ رضي الله عنه ـ ولم يعترض أحد منهم، ولم يُذكر أحد الصحابة إخوانه بآية نسيها زيد ـ رضي الله عنه ـ فلم يضعها في المصحف الإمام.
إن الصحابة الذين حفظوا عن رسول الله سننه وآدابه وحركاته كلها، يستحيل أن يغيب عنهم آية من الآيات القرآنية التي يتلونها غدواً وعشياً.
إن المطلع على حال رسول الله صلى الله عليه وسلم والصحابة، يتيقن أنه لا يمكن أن يذهب عليهم شيء من كتاب الله تعالى قلَّ أو كثر. وأن العادة توجب أن يكون الصحابة أقرب الناس إلى حفظه وحراسته وما نزل منه.(8 )


ثالثاً: استبعاد ابن مسعود ـ رضي الله عنه ـ من لجنة جمع المصاحف:
أما عن سبب اختيار عثمان ـ رضي الله عنه ـ زيدَ بن ثابت رضي الله عنه، وتفضيله على ابن مسعود ـ رضي الله عنه ـ في تلك المهمة، فكان للأسباب التالية: ( 9)
1. فعله عثمان ـ رضي الله عنه ـ بالمدينة وكان عبد الله بن مسعود ـ رضي الله عنه ـ حينها في الكوفة، والأمر أخطر من أن يؤخره إلى أن يرسل إليه ويحضر.
2. عثمان ـ رضي الله عنه ـ إنما أراد نسخ الصحف التي كانت جمعت في عهد أبي بكر وأن يجعلها مصحفاً واحداً، وكان الذي نسخ ذلك في عهد أبي بكر ـ رضي الله عنه ـ هو زيد بن ثابت رضي الله عنه؛ لكونه كاتب الوحي، فله أولوية ليست لغيره. فلزيد الإمامة في الرسم، وابن مسعود إمام في الأداء.
3. ضعف بنية عبد الله بن مسعود ـ رضي الله عنه ـ الجسمية( 10)، في مقابل قوة وشباب زيد بن ثابت رضي الله عنه.
4. زيد ـ رضي الله عنه ـ أحدث القوم بالعرضة الأخيرة للقرآن الكريم، التي عرضها سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم على جبريل قبيل وفاته.
5. كان ذلك في سَورة غضب قالها ابن مسعود رضي الله عنه، لأنه ظن أنه الأحق بهذا الشرف من زيد؛ لسابقته في الإسلام. فقد ثقل عليه ذلك، كما يثقل على أي إنسان تقدم غيره عليه. ولكن لما تبين له صواب هذا الرأي وإجماع الصحابة زمن عثمان ـ رضي الله عنه ـ وافق راضياً.( 11)
6. القضية قضية اختصاص، والمسألة هنا إدارية بحتة.. فالأنجح في مهمة ما ليس بالضرورة هو الأتقى والأسبق في الإسلام. فقد قدم أبو بكر زيداً على عمر وعثمان وعلي رغم سابقتهم، وكذلك فعل عثمان، وهذا من المنهج العلمي الدقيق المحكم الذي لا تحكمه العواطف والانفعالات النفسية والهوى.
رضي الله عن الصحابة أجمعين؛ فقد كانوا أساتذة الأمة في تقعيد أصول المنهج العلمي الرصين، بلا إفراط أو تفريط.

-----------------------------------------------
1) البدايةة والنهاية، ابن كثير 9/121 ( أحداث سنة خمس وثلاثين ). وقد صحح الرواية في كتابه فضائل القرآن ص38. وذكر فيه ص39 رواية أخرى عن مصعب بن سعد قال: " أدركت الناس متوافرين حين حرق عثمان المصاحف، فأعجبهم ذلك، وقال: لم ينكر ذلك منهم أحد ".
2 ) انظر: جامع البيان، الطبري 1/62.
3 ) انظر: مباحث في علوم القرآن، مناع القطان، ص15-17. ومناهل العرفان، عبد العظيم الزرقاني، ص15. والمدخل لدراسة القرآن الكريم، د. محمد أبو شهبة، ص6.
4 ) انظر: الانتصار للقرآن، أبو بكر الباقلاني 1/300-330.
5 ) قال ابن كثير في تفسير القرآن العظيم ص1893: " فقلت: وهذا مشهور عند كثير من القراء والفقهاء، أن ابن مسعود كان لا يكتب المعوذتين في مصحفه. فلعله لم يسمعهما من النبي صلى الله عليه وسلم، ولم يتواتر عنده. ثم لعله قد رجع عن قوله ذلك إلى قول الجماعة، فإن الصحابة رضي الله عنهم أثبتوهما في المصاحف الأئمة، ونفذوها إلى سائر الآفاق كذلك. ولله الحمد والمنة ".
6 ) انظر: الانتصار للقرآن، الباقلاني 1/267-277.
7 ) نسب الباقلاني هذا إلى أبي الحسن الأشعري، انظر: الانتصار للقرآن 1/277.
8 ) انظر الأدلة على حفظ الصحابة للقرآن الكريم، وعوامل بقائه محفوظاً إلى الآن في الانتصار، الباقلاني1/418. والمدخل لدراسة القرآن، د. محمد أبو شهبة ص263 و399-403. وإتقان البرهان، د. فضل حسن عباس 1/193.
9 ) انظر: فتح الباري، ابن حجر العسقلاني، 9/18-19. وسير أعلام النبلاء، الذهبي، 3/306. والمدخل إلى القرآن الكريم، د. محمد أبو شهبة، ص286.
10 ) كان رحمه الله لطيف الجسم ضعيف اللحم، نحيفاً قصيراً، دقيق الساقين.. انظر: سير أعلام النبلاء 3/294-296.
11 ) انظر: باب رضاء عبد الله بن مسعود بجمع عثمان ـ رضي الله عنه ـ المصاحف. وذلك في كتاب المصاحف لابن أبي داود 1/202.
 
الأخ عبد الرحيم : طريقة نافعة , ارجو تلخيصها والعناية بها فهي وجهة نظر جديرة بالتأمل والمناقشة , وأما جوابي بهذه الطريقة فهو المناسب بحسب ما شرح لي من وضع الأخوة فهو موجه للمسلمين ليتسلحوا به بحيث يترجم إلى الانجليزية , والفلبينية , فلم يكن القصد منه مناقشة النصارى , إذ هذا باب آخر .
 
أخي المكرم

بارك الله بكم وشكراً للطفكم وثقتكم

أوافقك .. ولكن أخي الحبيب ما الذي يضمن أن الإخوة المسلمين لن يأخذوا ردك كما هو.. ويقومون بتصويره أو إلقائه على مَن يريدون محاورون (هكذا) كما جاءهم ؟

نحن الآن نعيش في زمن السرعة.. زمن (القص واللصق)

فالدعاة في غالبهم مشغولون بعدة أمور خيرية ودعوية واجتماعية.. قد يفتقدون الفرصة للبحث العلمي لكل شبهة بما يليق بحجمها (أفقياً وعامودياً)

لذا يتوجهون بطلب الإجابة عليها من أمثال أفضالكم، وحين تأتيهم لن يقوموا ـ غالباً ـ سوى بـ (تمرير) الإجابة كما هي على مَن طرَحَها.

---------------------------------------

أما عن فكرة الرد الإجمالي ثم التفصيلي (في نقاطٍ 1، 2، 3، 4... ) فهي إحدى طرق المناظرة وليست الوحيدة.

مثلاً: إن كان الأمر يحتاج (عاطفة) كالتخويف من النار والموت... أو للتبكيت كالهجوم عليه (قلب السحر على الساحر) أو قصة معبِّرة.... كل هذا لا يُستساغ أن يكون في نقاط (1، 2، 3.. )

لذا فقد جمعت في ردودي على الشبهات في أطروحتي بين عدة أساليب، بل إن بعض الشبهات رددت عليها بكلمات لا تتجاوز في عددها أصابع اليد الواحدة، دليلَ تهافتها.


لكن شبهة كهذه الشبهة: (المصحف المنسوب لابن مسعود رضي الله عنه) وزعم خلوه من الفاتحة والمعوذتين.

فهي تمتلك مزيتين أساسيتين تحتِّمان تفضيل سلوك أسلوب الرد الإجمالي ثم التفصيلي:

الأولى: أن هذه الشبهة أساس لشبهات أخرى تستند عليها، فإن أبطلتَ هذه الشبهة، ستبطِل كل ما تفرَّعَ عنها من شبهات.

الثانية: أن هذه الشبهة تحتمل عدة إجابات في نقدها:
- فأنت تنقدها من جهة الرواية (السند).
من عدة محاور: نقد رواة أسانيدها، اضطرابها، أقوال العلماء في بطلانها: النووي في المجموع، والرازي في مقدمة تفسيره.. الخ

- وأيضاً من جهة المتن.
والنقد من جهة المتن يسير من عدة محاور... (انظر أعلاه)


وشبهات خطيرة كهذه يجب أن لا تسلِّم للخصم بتجاوزها والانطلاق إلى ما بعدَها.
لذا يفضل سلوك هذه الطريقة، حيث ستقول له أنا عندي النقاط:
1.......
2.....
3......
.
.
.
15....

رُدَّ عليها واحدة واحدة قبل الانتقال إلى ما بعدَها....

لكن، إن استخدمتَ الأسلوب الإنشائي: فقرة واحدة... فمهما كان فيها من حقائق، سينتقي الطرف الآخر عبارة (منفعلة) أو (كلمة غامضة)... الخ أو على أحسن حال، سينتقي أضعَف تلك الشبهات ويرد عليها كأنها هي كل ردودك.
وتجده هو الذي قادَ الحوار إلى ما يريد..

وفي المحاوَرَة مع الخصم قاعدة ضرورية ـ ولها شواهدها من قصص الأنبياء ـ وقد أتقنها سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم في حواراته وهي بحسب التعبير الحديث:

(( مَن يَضَعُ قواعد اللعبة، يفوز ))

إنَّ وضعكَ لنقاط محددة، يجعل الجمهور المحايد الموضوعي يقف بجانبك، وهي دليل ثقتك، وتجعل حِفظَ ردودك أيسر ...
المسلم حين يسلك هذا السبيل: يكون النصر حليفه ـ بإذن الله ـ..

وانظر المناظرات التي نقلها لنا الحبيب : سمير قدوري

http://tafsir.org/vb/showthread.php?t=4401


وهذا ما تبيَّن لي من عدة محاورات مع أهل الملل الأخرى حيث كنت أرفض الانتقال من محور إلى آخر قبل أن يرد الطرف الآخر على كل نقاط ردي على شبهته، أو التسليم لها.

- في الختام: موضوع الرد على الشبهات حول القرآن الكريم، غدا (مع الإعجاز العلمي) أحد أهم الأسباب في سرعة انتشار الإسلام في أوساط المثقفين في كل أنحاء العالم في زماننا.
والحديث عن الأدلة العلمية على ذلك، سيأتي قريباً بإذن الله تعالى..
 
وهذا مثال تطبيقي على فائدة الترتيب المنظم في الرد على شبهة كهذه

تجدها هنا في منتدى الجامع للرد على النصارى

http://www.algame3.com/vb/showthread.php?t=359

حيث رد أحد الإخوة على نصراني بالشبهة ذاتها (المصحف المنسوب لابن مسعود رضي الله عنه)

بالطريقة المنصوح بها ذاتها...

مما جعلَ النصراني يعترف بالهزيمة.

والله أكبر ولله الحمد
 
جزى الله خيرا الشيخ أحمد البريدي على جوابه الشافي وبارك الله فيك يا أخي عبدالرحيم على هذا الطرح.

لكن هناك بعض الأمور التي ذكرها الأخ عبدالرحيم فأحببت أن أعلق عليها
- تقول يا أخي الكريم "وكثير منا يعلم أشخاصاً ارتدوا عن الإسلام لقراءته شبهة من منصر أو ملحد في أحد المنتديات، دون ان يجد عليها رداً شافياً من خاصة المسلمين وعامتهم " فأقول لك:العيب ليس في طلبة العلم ولا في العلماء ولكن العيب في الشخص الذي دخل لمناظرة النصارى أو الملحدين أو قرأ لهم فأوقعوا شبهة في قلبه فانتكس ولعياذ بالله.
أخي الحبيب مشكلتنا هنا في الغرب ليست في قلة الحجة بل إنه مع البحث أو سؤال المتخصصين تجد أن هذه الشبهة قد رد عليهاعلماء هذه الأمة في زمن بعيد أو في زماننا هذا.المشكلة في هذا الذي لا يحفظ من القرآن إلا اليسير ولم يتفقه في الدين ويذهب لمناظرة النصارى أو يجادلهم في المنتديات !هذا هو الواقع!ولا تقل لي أن الخطأ في الدعاة بل هناك ولله الحمد في كل الأقطار دورات شرعية وحلق علم لكن الهمم ضعيفة والنفوس مريضة والله المستعان.
وحتى أضرب لك مثالا واقعيا لماذا ليس من أولويات العمل الإسلامي الرد على الشبه بل نشر العلم الشرعي والعقيدة الصحيحة ( وهذا رأي الخاص )! لو دخلت مسجدا هنا و كتب الله لك أن تصلي بالناس فقرأت بورش أو قالون أو غيرها من القراءات المتواترة لبدأ الناس بالفتح على الإمام ولظنوا أن هذا جاهل ضعيف الحفظ.وهذا مثال للضرب لا للحصر؛ يبين أن مازال هناك جهلا كبير عند عامة الناس بأمور الدين و كما لا يخفى عليك أيها الحبيب و في هذا الزمن الذي قل فيه العلماء ليس من المعقول أن يترك عالما أو طالبا للعلم دعوته ويذهب للرد على شبهات وضلالات الغاوين.
الأمر الثاني هو في منهج المناظرات والرد الشبهات وما يجني المرء من وراءه، كل عاقل يعلم أن الشبهات لا تنتهي ، وصدق المتنبي الشاعر عندما قال :
[align=center]لو كل كلب عوى ألقمته حجراً * لأصبح الصخرُ مثقال بدينار[/align]
أقصد بكلامي هذا أنه كثيرا منا، وبحسن نية نعين الطرف الآخر لتحقيق مآربه فتجد ضالا تكلم في شبهة من الشبه ولم يكن قد اكترث إليه أحد من الناس فعندما يبدأ أهل العلم بالرد عليه وبيان ضلاله و بدون أن يشعروا بذلك أثاروا انتباه الناس إليه وأعطوا لمثل هذا النكرة وزنا لا يستحقه.
كما أن أسلوب مناظرة الآخر غالبا لا يثمر بفائدة تذكر وحتى لو ظهر بطلان حجتهم فقليلا ما يعترف الطرف الآخر بهزيمته بل يقلب الهزيمة نصرا وأبعد منه أن يعلن بعد المناظرة إسلامه ومن القصص الواقعية أن ناظر بعض الإخوة الطيبين طالبا بولنديا حول عقيدة التثليت عندهم وبعد ساعات من الأخد والرد و بعد أن بهت الذي كفر قال"لا أدري هذا الذي تقولون ولكن هناك أمور في الدين يجب أن نؤمن بها كما جاءت"

هذا ونسأل الله تعالى أن يوفقنا وإياكم لما يحبه ويرضاه
دمتم لمحبكم في الله
 
تمام الجواب.

تمام الجواب.

أيها الإخوة فهل أجاب أحد عن الشق الباقي لماذا تعيبون علينا تعدد أناجيلنا؟

أقول للنصراني ولماذا تعددت أناجيلكم وهل هي شيء تركه لكم عيسى أم لفقه لكم أكابركم في حين غفلة منكم؟

لا يستطيع نصراني على وجه الأرض أن يثبت بالحجج القاطعة:
1- أن هذه الأناجيل أمر عيسى بتدوينها أو أملاها.
2- ولا يستطيع أحد منهم أن يثيت أنها كتبها تلاميذ عيسى؟
فإن قال قائل ّإن لدينا إنجيل متى وإنجيل يوحنا وهما تلميذان شاهدا المسيح؟
قلنا له وما دليلك على أن الإنجيلين المذكورين كتبهما متى ويوحنا, ومن قال لك أن المسيح له تلميذان اسم أحدهما متى واسم الأخر يوحنا؟
فلن تجد مصدرا سوى أناجيلك تلك تحدثت عنهما.
فحينها أقول ما لم تثبت لي صحة اّلأناجيل فلا تستشهد بها على وجود شخص يسمى متى وشخص يسمى يوحنا؟
3- فإذا عجزت عن تثبيت ما نسبته للتلميذين وعجزت عن إثبات وجود عين التلميذين فأنت عن إثبات صحة إنجيل مرقس وإنجيل لوقا أعجز وهما باعترافكم لم يريا المسيح.

فلنا كل الحق في إنكار جملة أناجيلكم.
ونحن سنرد على أي دعوى تدلون بها في جواب ما سألناكم عنه.
فلا تتطاولوا معشر النصارى على القرآن المنقول إلينا مباشرة من نبينا محمد صلى الله عليه وسلم وأحرى بكم النظر في المصيبة التي أصابتكم في أناجيلكم التي لاتستطيعون إثبات صلتها لا بتلاميذ المسيح ولا بتلاميذ التلاميذ .
 
أوافق أخي أمين نورشريف

في عدم جدوى الرد على كل شبهة يطرحها كل شخص...

وهذا مُجرَّب..

فليس المقصود هنا:
أن يرد (كل) مسلم على (كل) شبهة.

بل المقصود أن يكون عملنا في هذا المنتدى كعمل الأصوليين مع الفقهاء.

أي: نقوم بدور علم أصول الفقه الذي ينبني عليه الفقه..

يقوم سادتنا أهل العلم بوضع ضوابط وأسس تقوم عليها الردود على الشبهات، ونحن (نقيس) الأشباه بنظائرها.

فإن وعيت الرد على شبهة مصحف ابن مسعود رضي الله عنه، سيكون من اليسير عليك الرد على شبهة (الحفد والخلع) : مصحف أبَيٍّ رضي الله عنه.

وإن تمكَّنتَ من الرد على شبهة أن ورقة مصدر الوحي، لن تكون لشبهة أن مصدره بحيرا الراهب قوة.. وهكذا

=======
كما أنه فرقٌ بين الانتصار للقرآن الكريم والدفاع عن صورته الحقيقية، وبيان إعجازه..
وعلم مقارنة الأديان الذي له دَور آخر.. وظروف تختلف عما نناقشه هنا.

أدنى المطلوب هنا:
الرد على الشبهات والطعون الرئيسة والجديدة في دستورهم ومصدر شريعتهم .. تلك الشبهات التي لها أثر سلبي جداً في نفوس كثير من عوام المسلمين، وليس الآن مجال التفصيل ضرب الأمثلة عليه.
فقط باختصار شديد.. ما حدث يوم أمس (الأحد) مع أحد الأجانب المعجبين جداً بالإسلام ـ أظنه أسلمَ اليوم إن صدق ـ وهو من الزوار الدائمين لموقع الإعجاز العلمي، اتصل بي معتاباً: كيف تقولون إن ولادة المسيح من أم عذراء قصة أسطورية ؟!
قلت له من أخبرك ؟
فأحالني على موقع للملحدين !!
وعندما دخلت أنا وهو معاً إلى مواقع الرد على النصارى والملحدين.. فلم نجد الإجابة.
قال لي: أين الإجابة عن تلك الشبهة ؟!
قلت له: يكفي أن من قال ذلك ليس مسلماً بإقراره، واعتمد على تكذيب القرآن لتأكيد فريته.. الخ


المهم:
لو كان عندنا ((خزانة)) نضع فيها الردود على الشبهات ،، واضحة العنوان، تجمع بين سهولة الفهم والإبهار في الإقناع.. مخرَّجة الآيات والأحاديث، مدعَّمة بأقوال أهل العلم ووقائع التاريخ الصحيح...
ومتى احتاج أحد الدعاة إلى الجواب العلمي الموضوعي، بعيداً عن المهاترات و(الشخصنة) السِّمَة الغالبة لمواقع الرد على المخالفين.. لسدَّ ذلك ثغرة كبرى.
فهذا زمان (القص واللصق)
 
لو كان عندنا ((خزانة)) نضع فيها الردود على الشبهات ،، واضحة العنوان، تجمع بين سهولة الفهم والإبهار في الإقناع.. مخرَّجة الآيات والأحاديث، مدعَّمة بأقوال أهل العلم ووقائع التاريخ الصحيح...
ومتى احتاج أحد الدعاة إلى الجواب العلمي الموضوعي، بعيداً عن المهاترات و(الشخصنة) السِّمَة الغالبة لمواقع الرد على المخالفين.. لسدَّ ذلك ثغرة كبرى.
هل من تفعيل لهذا الاقتراح .
 
هذا الأمر من الضروري الانتباه إليه عند إنجاز أي موسوعة للقرآن الكريم وعلومه.

جزاكم الله خيرا على التذكير بهذا الموضوع الذي لم أنتبه إليه في المنتدى.
وبالسنبة إلى الخلاف في الاهتمام بالرد على الشبهات، أرى أن أي شبهة من الشبه يجب أن أخذ حظها من الاهتمام مهما كان حجمها. ولا شك أن الإجابة عن الشبهات لا تتطلب بالضرورة أن يكون الرد بأسلوب واحد، لأن المجيب يلزمه تكييف إجابته حسب حاجة السائل ومستواه العلمي وكفاية الاستدلال الذي يرفع الشبهة عنه، بخلاف الرد العلمي والمؤصل الذي لا يجيب سائلا بعينه، وإنما يعرض كافة جوانب الشبهة حتى لا يدع منها شيئا. وهذا النوع من الردود هو الذي يحتاج إليه في أي عمل موسوعي.
 
وفقك الله
كم لدينا من طاقات نووية ما شاء الله كأمثال عبدالرحيم ولكن ... آه
 
بارك الله فيكم جميعا .... موضوع جدير بالاهتمام ..
 
عودة
أعلى