شاهد اللقاء 39 لمركز تفسير "المدخل إلى إعجاز القرآن" لمعالي الشيخ/ صالح آل الشيخ

اللقاء 39 لمركز تفسير "المدخل إلى إعجاز القرآن" لمعالي الشيخ/ صالح بن عبدالعزيز آل الشيخ

أقام مركز تفسير للدراسات القرآنية مساء الثلاثاء الموافق 27 جمادى الأولى 1436هـ بمدينة الرياض اللقاء 39 من لقاءاته الشهرية بعنوان: "المدخل إلى إعجاز القرآن" وكان ضيف اللقاء معالي الشيخ/ صالح بن عبدالعزيز آل الشيخ وزير الشؤون الإسلامية والأوقاف والدعوة والإرشاد بالمملكة العربية السعودية.
افتتح اللقاء المشرف العام على مركز تفسير للدراسات القرآنية فضيلة أ.د. عبدالرحمن الشهري؛ بكلمة ترحيبية تلى فيها نبذة من سيرة معالي الشيخ صالح الذي تخرج من جامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية، وعمل ضمن هيئة التدريس فيها, ولديه إجازات علمية عالية من عدد من العلماء, وقد ناقش معاليه العديد من الرسائل العلمية، وأشرف على بعضها, كما يقوم ـ بشكل مستمر ـ بتدريس العلوم الشرعية في عدد من المساجد, وله العديد من المؤلفات.
أعقب ذلك تحدث معالي الشيخ/ صالح بن عبدالعزيز آل الشيخ عن ماهية الإعجاز, وتفسير الناس له عبر سرد تاريخي موجز, كما تطرق لخصائص القرآن الكريم المعجزة.
وعن موضوع اللقاء قال معاليه: إعجاز القرآن أكبر من أن يكتب على غلاف كتاب فكيف بمحاضرة؟, وأضاف؛ لفظ الإعجاز لم يرد في الكتاب ولا في السنة أصلا، إنما هو لفظ حادث, ولا بأس باستعماله إذا عني به المعنى الصحيح, وقد استعمل العلماء لفظ "الإعجاز" لأن القرآن تحدى الله به العرب، فلما لم يغلبوه؛ ولم يأتوا بما تحداهم به دل ذلك على عجزهم, فالقرآن هو كلام الله جل وعلا بحروفه ومعانيه، والله سبحانه تكلم به، ومنه بدأ, فسمعه منه جبريل عليه السلام، وبلغه إلى النبي عليه الصلاة والسلام, ومن اعتقد أن القرآن قول بشر، أو أنه مخلوق، أو أنه قول جبريل عليه السلام فهو كافر, ولقد رد كفار قريش على مزاعمهم حول كنه القرآن الكريم بأنفسهم, فهذا قائلهم: إن له لحلاوة، وإن عليه لطُلاوة وإن أعلاه لمثمر، وإنه ليعلو ولا يعلى عليه.
وعن آراء الناس وفهمهم للإعجاز قال معاليه: لقد اختلف الناس في وجه الإعجاز في القرآن فرأى المعتزلة وغيرهم من المعاصرين المتأثرين بالمدرسة العقلية في الصفات والكلام أنّ الإعجاز في القرآن هو صرف البشر عن معارضته, وفهم الإعجاز بهذا الشكل فهم خاطئ, فالقرآن معجز في نفسه.
ومن مذاهب الناس في إعجاز القرآن أنه معجز بألفاظه، دون الالتفات إلى المعنى, والصحيح أن الله تحدى فيه باللفظ والمعنى, ولا يصح كذلك قول من قال إنّ الإعجاز في القرآن إنما هو في المعاني أما الألفاظ فهي على قارعة الطريق, والصحيح أن القرآن معجز باللفظ والمعنى.
ومن مذاهب الناس في إعجاز القرآن كذلك من يرى أن القرآن معجز في نظمه, أي في تآلف الألفاظ والجمل مع دلالات المعاني البلاغية واللفظية وما بينها من صلات نحوية عالية, وهذا فهم صحيح يسلط الضوء على جانب من جوانب الإعجاز ولكنه لا يشمله, وهناك من يرى أن القرآن معجز فيما اشتمل عليه من أمور غيبية لا يمكن أن يأتي بها بشر، وكذلك ما اشتمل عليه من أمور تشريعية, وهذا أيضا فهم صحيح لكنه يمثل جزءا من مفهوم الإعجاز, ويرى معالي الشيخ صالح أن القرآن الكريم معجز لأنه كلام الله جل وعلا، وكلام الله لا يمكن أن يشبه كلام المخلوق بأي وجه, وهذا قول الطحاوي في المسألة, وقوله من أدق الأقوال في ذلك.
وعن خصائص القرآن قال معاليه أن القرآن اشتمل على ألفاظ العرب جميعا، ولا يستطيع أحد من العرب أن يحيط بلغة العرب جميعا, كما أن جميع ألفاظ القرآن بلغت الأعلى في الفصاحة, وما استطاع أحد من العرب الذين أنزل عليهم القرآن أن يُعيبوا عليه لفظة, وللقرآن سلطان على النفوس، وليس من كلام البشر ما له سلطان على النفوس في كل الكلام إلا كلام الله, كما أن نظمه يعد القمة في فصاحة الألفاظ, وفي البلاغة, وفي المعاني, والروابط, كما قال الجرجاني في نظريته, ومن خصائص القرآن كذلك أن فيه الفصل في الأمور الغيبية، فثمة أشياء أُنزلت على نبينا محمد صلى الله عليه وسلم وكان أميا؛ فلم يظهر وجه بيانها وحجتها إلا في عصور متأخرة.
وقد أسهب معالي الشيخ صالح بن عبدالعزيز آل الشيخ في الحديث عن إعجاز القرآن باعتبار كمال صفات قائله ـ سبحانه وتعالى ـ التي تتجلى بعظمة في جميع آياته, وأكد أن إعجاز القرآن ليس من علوم القرآن, وإنما هو من العقيدة؛ إذ هو داخل في دلائل النبوة.
وأشار معاليه إلى أن علم المعاني هو أهم علوم العربية تعلقا بتفسير القرآن الكريم, وأكد على ضرورة قراءة طالب التفسير لكتاب دلائل الإعجاز عشرات المرات.
يذكر أن اللقاء شهد حضورا كثيفا من طلبة العلم والمتخصصين بالدراسات القرآنية, كما شهد تفاعلا من الحضور حيث طُرحتْ بعض الأسئلة والمداخلات حول موضوع اللقاء.

وفي نهاية اللقاء وجه معالي الشيخ/ صالح بن عبدالعزيز آل الشيخ رسالة شكر لمركز تفسير والعاملين فيه وعلى رأسهم فضيلة أ.د.عبدالرحمن الشهري, كما حثهم على المزيد من البذل اللامحدود لخدمة كتاب الله, وقد تشرف مركز تفسير للدراسات القرآنية في ختام اللقاء بتقديم درع تكريمي لمعاليه.
يذكر أن هذا اللقاء يأتي ضمن لقاءات شهرية يقيمها مركز تفسير للدراسات القرآنية في الرياض بديوانية الأستاذ عبد الله الشدّي؛ وهي تتناول عددا من المواضيع التي تهم الباحثين والمختصين في شتى العلوم القرآنية.
المصدر: Tafsir Center for Quranic Studies | مركز تفسير للدراسات القرآنية

رابط اللقاء (يوتيوب) على قناة مركز تفسير
لقاء أهل التفسير - اللقاء (39) مدخل إلى إعجاز القرآن - صالح بن عبد العزيز بن محمد بن إبراهيم بن عبد اللطيف آل الشيخ - | مركز تفسير للدراسات القرآنية
 
عودة
أعلى