شارك في نقد كتاب ( جمع القرآن ) بقلم المستشرق جون جلكرايست - المقدمة

إنضم
22/02/2004
المشاركات
324
مستوى التفاعل
0
النقاط
16
الإقامة
مصر
الموقع الالكتروني
www.geocities.com
بسم الله الرحمن الرحيم ..

السلام عليكم و رحمة الله و بركاته ..

في الحقيقة أنا ترددت في عرض هذا الأمر عليكم إخواني الأفاضل لهيبتي منكم أولاً و لخشيتي ألا ينال الموضوع تأييدكم ثانياً ثم إني فكرت و أعدت التفكير و قلت لنفسي: هؤلاء هم علماء القرآن و الذابين عنه و المدافعين عن حماه فإن لم تضع اقتراحك أمامهم فلن تضعه أبداً .

حسنٌ , لندخل في الموضوع ... كتاب جمع القرآن بقلم جون جلكرايست - و هو منصر بروتستانتي محترف - من الكتب ذات الشعبية الكاسحة بين النصارى و هو كتاب لطيف اللغة سهل القراءة للشخص العامي لبعده عن التعقيدات الأكاديمية التي تجدها في كتب المستشرقين و المبشرين الذين تناولوا موضوع جمع القرآن و تاريخ النص القرآني بالبحث أمثال تيودور نولدكه و ريتشارد بيرتون و آرثر جيفري و غيرهم .

و الكتاب يهدف إلى التشكيك في القرآن كنص محفوظ على مر الأجيال و خلاصته هي كما كتب مؤلف الكتاب ...

[color=0066FF]القرآن تم جمعه قطعة قطعة و لم يتم جمعه في حياة النبي - صلى الله عليه و سلم - و كانت تتم تلاوته بألسنة الصحابة و قراءته بلهجات متعددة . لذا نجد أن النص متناسق مع بعضه البعض - كما نتوقع - على الأقل في الخطوط العريضة .

بعد موت محمد - صلى الله عليه و سلم - فقدت أجزاء من القرآن بلا رجعة مع استشهاد العديد من القراء في موقعة اليمامة . هذه الواقعة - بجانب اكتمال نص القرآن بوفاة وسيط الوحي - ألهمت عدد من الصحابة بكتابة مصاحفهم الخاصة . هذه المصاحف كانت متفقة إلى حد كبير في المحتوى العام و لكن تضمنت كماً هائلاً من القراءات المختلفة التي أثرت على النص و وجدت في كل المصاحف حتى أنه لم يوجد مصحفان متطابقان . فضلاً عن ذلك كان القرآن يتلى بلهجات متعددة في مختلف الأقطار الإسلامية .

أثناء حكم عثمان - رضي الله عنه - برزت محاولة تستهدف " تعيير " القرآن ( = وضع نص عياري أو قياسي) و فرض نص موحد على الأمة . تم اختيار مصحف زيد بن ثابت لهذا الغرض لأنه كان متاحاً و كان محفوظاً بعيداً عن الأيدي لسنوات عدة و لم يكتسب نفس الشعبية التي نالها مصحف عبد الله بن مسعود و مصحف أبي بن كعب . باختصار تم تدمير كل المصاحف المخالفة و بالتالي صار مصحف زيد هو النص القياسي للعالم الإسلامي بأكمله .

رغم ذلك ظلت روايات عديدة تبين أن فقرات محورية قد فقدت من النص . فضلاً عن هذا كان لا بد من مراجعة النص و إصلاحه ليلائم احتياج الخليفة إلى نص موحد معتمد . و رغم ذلك بعد موت عثمان قام الحجاج حاكم الكوفة بعمل 11 تغييراً و إصلاحاً للنص .

و لأن المصحف القديم كان مكتوباً بالحروف الساكنة فقط فقد ظلت القراءات المتعددة و لم تتأثر بما عمله عثمان - رضي الله عنه - حتى مضت ثلاثة قرون وقام أحدهم و يدعى ابن مجاهد بحصرها في سبع قراءات محددة المعالم لتتفق مع رواية تقول أن القرآن نزل على سبعة أحرف رغم أن الرواية لم تحدد معنى السبعة أحرف .

و على مدار القرون التالية ظل القرآن يقرأ على سبعة قراءات حتى اندثرت تدريجياً خمسة منها و صار القرآن يتلى حسب قراءة حفص و ورش . و بظهور القرآن المطبوع أخذ القرآن بقراءة حفص السيادة العلمية .

النص القرآني كما يقرأ و يتلى اليوم إنما هو " إصدار " زيد تم تصحيحه عند اللزوم ثم إصلاحه على يد الحجاج ثم تلاوته حسب إحدى القراءات السبع . هذه هي الحقيقة بعيداً عن الاعتقاد الشائع بوجود نص وحيد مباشرة من محمد - صلى الله عليه و سلم . الحقيقة إذن - اعتماداً على كل الأدلة المتوافرة - تبين أن القرآن قد وصلنا بعد مراحل موسعه من الإصلاح و الحذف و التعيير الذي تم فرضه لنص تم تفضيله على يد خليفة متأخر و ليس بتوجيه نبوي أو أمر إلهي .

القرآن هو نص موثق بمعني أنه يحفظ إلى حد كبير المواد التي سلمها محمد - صلى الله عليه و سلم . لا يوجد دليل بوجود إضافات للنص و بالنظر للعديد من القراءات الموجودة و النصوص الناقصة لا يوجد ما يمكن اعتباره مضراً أو متناقضاً مع المحتوى العام . و بهذا الاعتبار يمكن التفكير في موثوقية نسبية لهذا الكتاب باعتبار أنه يحفظ التعاليم الأساسية التي كانت موجودة في الأصل . و على العكس لا يوجد أساس تاريخي أو واقعي للنظرية المحببة بأن القرآن قد تم حفظه لآخر نقطة و لآخر حرف .[/color]

هذا هو ملخص الكتاب و الكتاب مليء بعشرات الشواهد و الأدلة على هذه المزاعم .

إذن ما هو المطلوب ؟؟ اقتراحي هو أن أضع هنا أحد فصول الكتاب ثم نقوم جميعاً - مشرفون و أعضاء - بتفنيد مزاعم هذا المبشر و أدلته و كشف زيفها و مناقشتها في ورشة عمل موسعة و بعد ذلك يقوم أحدنا بتنسيق كل الردود و الإجابات في صورة رد علمي موثق بالأدلة و البراهين صادر من ملتقى أهل التفسير . ثم ننتقل إلى الفصل الذي يليه و هكذا ..

يا إخواني هذا مشروع طموح و عظيم الثواب و أرجو ألا أكون قد بالغت في أحلامي . كما أنه سوف يشكل دعاية جبارة للمنتدى فالناس تقبل على مواضيع دحض الشبهات و خاصة في هذا العصر الذي تحالف فيه أعداء الإسلام للنيل منه و من كتابه فما رأيكم في اقتراحي ؟
لكن ما نحن صانعون امام هذه الحملات هل سنكتفي بترديد " إنا نحن نزلنا الذكر وإنا له لحافظون ", إن للبيت رب يحميه , ليكن هذا حجة للكسل والتخاذل , أم سنكون من أدوات تحقيق هذا الوعد , ونعمل على وقف هذه الهجمات بالعمل على كل الجهات وفي كل الجبهات , اسأل الله أن يجعلنا من أنصار دينه .
هل استجاب الله لدعوتك يا أستاذنا الفاضل بأن يجعلنا من أنصار دينه ؟

اللهم آآآآميييين !
 
بارك الله فيك أخي الحبيب د / هشام

اقتراحك جيد وأرجو أن يلقى قبولا لدى الإخوة الكرام فإن وافقوا بدأنا فورا فالكتاب بحق خطير وبحاجة إلى تضافر الجهود لمناقشته
 
أضم صوتى بالتأييد لهذه الفكرة العظيمة ، وأرجو ألا يحرمنا أساتذنا الأفاضل من علمهم .
 
دحض الشبهات

دحض الشبهات

جزاك الله خيراً شيخنا الفاضل أحمد الخطيب و كذلك أخي الحبيب محب و ليت الأخوة المشرفين يوافقون على هذا الاقتراح .

ما يؤلمني حقاً هو التجاهل النسبي من علماء الإسلام لشبهات النصارى بالمقارنة بهوسهم بشن الغارات على الشيعة و غيرهم من أهل الأهواء ! فهل الشيعة - مثلاً - يمولون من مئات الجهات بملاين الدولارات ؟؟ و هل هم يقدرون بثلث سكان العالم ؟؟ و هل نراهم منهمكين في تشييع السنيين و ينفقون البلايين سنوياً لهذا الغرض ؟؟

يا إخواني هناك أولويات و هناك عدو متحفز يغزو دورنا و بلادنا لنشر قيمه و مبادئه بين أهلينا و سبيله الطعن في ثوابتنا و مقدساتنا ، فماذا نحن فاعلون ؟
 
بسم الله الرحمن الرحيم


اقتراح الدكتور هشام عزمي جيد ، وفكرته رائعه

والمهم هو القيام بها على الوجه المنشود

وأقترح أن يقوم صاحب الفكرة بإدارة المشروع بطريقة مناسبة ، وذلك :

بعرض نص كل فصل بنص امؤلف
ثم تقسيم الفصل إلى مسائل
ثم يتولى المشايخ الكرام الرد على ما في كل مسألة من الأخطاء والانحرافات بطريقة علمية مبنية على الأدلة النقلية الصحيحة والعقلية الصريحة .
ثم إذا اتضح الرد ، وحصل المقصود ننتقل إلى المسألة الأخرى .

وفق الله الجميع لما فيه الخير .
 
اقتراح موفق وفقك الباري :
واتفق مع أخي أبي مجاهد في توليك إدارة الموضوع , وأرى أن يطرح على هيئة نقاط تمثل كل شبهة واحدة منها فتذكر كلام المؤلف ثم تقوم بعرض ما أورد على شكل نقاط , ونأمل من الجميع الايجابية في التعامل مع مثل هذه المشاريع .
 
[color=FF3333]اقتراح سديد وأتمنى أن ينظم بطريقة تعود بالفائدة على المسلمين جميعا ![/color]
[color=FF0000]* وأتمنى من صاحب الاقتراح د هشام عزمي وفقه الله أن يراعي ما يلي :[/color]

1- أن يذكر لنا أولا ملخصا للكتاب ؛ فيذكر لنا باختصار أبوابه وفصوله ومحتواه .
2- التعريف بمؤلفه إن أمكن وجهوده في الباطل .
3- أن تطرح الفقرة موضوع المناقشة في يوم معين وليكن يوم الجمعة ويفتح باب الرد لمدة أسبوع .
4- تلخيص الردود في محاور للمشاركين في البداية حتى لايحيد أحد عن الموضوع

[color=FF0000]* أما بالنسبة للمشاركين فينبغي أن يراعى مايلي :
[/color]1- يراعى في المشاركات البعد عن الاستطراد في موضوعات لاتخدم الموضوع
2- يراعى الاختصار في الرد وعد الإطالة من المشاركين في نقل الصفحات الطوال
3- يراعى ترك التقريظ والمدح للمشاركات حتى لانقطع اتصال الردود
4- يراعى في الردود ترك التكرار في الرد
5- ذكر المصادر في النقول وترك الاستدلال بالضعيف والواهي وغير ذلك مما لايخفى على من يشارك .

[color=FF0000]* أما بالنسبة للمشرفين الأجلاء فأتمنى منهم :
[/color]1- أن يضعوا عنوانا للمشروع وليكن مثلا : [color=FF0066]" كشف الزور والبهتان ورد أكاذيب ومفتريات جون جلكرايست حول جمع القرآن "[/color]
2- أن يكتب على الصفحة الأولى للمشروع : حقوق الطبع غير محفوظة ولكل مسلم حق الطبع بعد مراجعة وتنقيح ملتقى أهل التفسير
3- أن يثبت هذا الموضوع
4- أن نستمر في الرد على هذه النوعية من الكتب التي يروج لها أهل الباطل حول القرآن .

[color=CC0099]والله تعالى أسأل أن يوفقنا جميعا لما يحب ويرضى ![/color]
 
بارك الله فيكم جميعاً شيوخنا الأكابر و سأضع هنا أولاً محتويات الكتاب ثم المقدمة (و هي لإعطاء خلفية كافية عن خطورة الكتاب و كاتبه) ...

[align=center]جمع القرآن

جون جلكرايست
John Gilchrist[/align]


المحتويات
مقدمة
المصادر المستعملة
1-المرحلة الأولى لجمع القرآن
* تطور القرآن في عهد محمد
* أول جمع للقرآن في عهد أبي بكر
* نظرة عامة حول جمع القرآن في المرحلة الأولى
* الآيات المفقودة التي وجدت عند خزيمة الأنصاري
2-جمع القرآن في عهد عثمان بن عفان
* هل كان لمصحف ابي بكر طابع رسمي؟
* إحراق عثمان للمصاحف الأخرى
* مراجعة مصحف زيد بن ثابت
* مميزات المصحف العثماني
3-مصحفا عبد الله بن مسعود و أبي بن كعب
* عبد الله بن مسعود كبير علماء القرآن
* رد فعل بن مسعود على قرار عثمان
* قراءة عبد الله بن مسعود
* أبي بن كعب سيد قراء القرآن
4-الفقرات التي فقدت من القرآن
* التدوين الغير الكامل للمصحف
* الناسخ و المنسوخ و نظرية النسخ
* الآية المفقودة المتعلقة بطمع بني آدم
* أية الرجم حسب عمر بن الخطاب
5-السبعة أحرف
* السبعة أحرف حسب كتب الحديث
* فترة الإختيار
* ابن مجاهد و تعريفه النهائي
* تأملات حول توحيد نص القرآن
6-تأملات حول جمع القرآن
* شهادة القرآن بخصوص جمعه
* هل هناك نسخة أصلية في مسجد النبي؟
* إعادة النظر في تاريخ النص القرآني
7-المصاحف القرآنية الأكثر قدما التي وصلتنا
* تطور النص المكتوب في مرحلته الأولى
* الخط الكوفي و المشق و الخطوط القرآنية الأخرى
* دراسة مصحفي طبكبي و سمرقند


[align=right]مقدمة[/align]

آعتاد المسلمون منذ قرون عديدة على الفكرة القائلة ان القرآن بقي محفوظا في نصه الاصلي منذ زمن الرسول محمد إلى يومنا هذا بدون أن يَمسًّه أي تغيير أو نقصان أو إضافة من أي نوع كانت و بدون أي تغيير في طريقة قراءته. في الوقت ذاته يعتقد المسلمون أن هذا الكمال المزعوم للنص القرآني هو دليل على أصله الإلهي بدليل أن الله وحده استطاع الحفاظ على هذا النص. لقد أصبح هذا الشعور جد قويا عندهم لدرجة أنه نادرا ما نجد باحثا إسلاميا يقوم بتحليل نقدي لموضوع جمع القرآن حيث أنه كلما ظهرت بوادر محاولة مثل هذه فهي تُقمَعُ في حينها.

لكن ما الذي سنَسْتَنْتِجُه إن نحن استعرضنا الوقائع و المعطيات المتوفرة لدينا حول جمع القرآن في بداية العهد الاسلامي؟

حين نضع الانفعالات العاطفية جانبا و نقوم بتقييم موضوعي للمعطيات التاريخية المتوفرة لدينا فإننا نصل إلى استنتاج مناقض تماما لما يزعمون. سيظهر لنا من خلال هذا الكتاب أن ما دُوِّن في إطار الإرث الإسلامي كاف للبرهنة على أن القرآن كان في وقت من الأوقات يحتوي على عدد مختلف من الآيات بل أحيانًا على مقاطع كاملة لا توجد في الَّنص القرآني الحالي. زيادة على هذا فقد كان هناك عدد جُّد مهم من القراءات المختلفة قبل أن يُقَرِّر الخليفة عثمان بن عفان آستأصالها جميعًا و الاحتفاظ بالمصحف الذي وصلنا.

في سنة 1981 نشرت كتيبا عنوانه "The Textual History of the Quran" كرد على منشور ٍاسلامي حاول الطعن في موثوقية الإنجيل. فبالرغم من أن هذا البحث اتجه أساسا نحو تكذيب ما قيل في موضوع الإنجيل إلا أنه لا يخلو من أدلة تثبت أن نقل القرآن لم يكن أبدا أوثق من نقل الإنجيل.

في سنة 1986 نُشر مقالان في مجلة "البلاغ" حاول صاحباهما الرد على كتيبي السالف الذكر. أحد هذين المقالين كتبه الدكتور كوكب الصديق الباحث الإسلامي المتمركز في أمريكا و الآخر كتبه الباحث الجنوب إفريقي عبد الصمد عبد القادر. يكفي هنا أن نشير إلى أننا سنعود لهذين المقالين بالتفصيل لاحقا.

بعد أبحاث دقيقة في الموضوع أصدرت كتيبا أخر في سنة 1984 عنونته "Evidences for the Collection of the Quran". هذا المؤَلَّف أثار بدوره رد فعل بعض العلماء المسلمين تُوِّج بنشر كتيب سنة 1987 من طرف "مجلس العلماء" لجنوب إفريقيا لكن مع الأسف لم يذكر المؤلف إسمه إلا أنني علمت أن الأمر يتعلق بالمدعو "مولانا ديزاي" (Maulana Desai) القاطن بمدينة بورت إليزابث و سأشير ٍاليه على هذا الأساس.

هذا الكتاب ألف أساسا ليكون تأكيدا للحجج التي قدمت في منشوراتي السابقة و كذلك الاستنتاجات المستخلصة منها و ليكون في نفس الوقت تقييما للأجوبة الثلاث الصادرة عن العلماء المسلمين السالفي الذكر و تفنيدا لمقولاتهم.

إحدى المصاعب التي يواجهها كاتب في مثل هذه الحالة تتجلى في الحساسية المحيطة بهذا الموضوع في الأوساط الاسلامية. إن الشعور السائد عند جل المسلمين يُعتقد على أساسه أن الأصل الالهي للقرآن برهانه يكمن في الطريقة المثالية التي تم بها إيصاله إلينا عبر العصور. هذا الشعور يؤدي إلى الإحساس بالخوف من كون أي دليل على عكس ذلك قد يكون برهانا على عدم ألوهيته.

هذا ما يمنع العلماء المسلمين من التطرق لهذه المسألة بروح موضوعية و من خلال البحث في المعطيات الخالصة بل نلاحظ أن هناك رغبة مسبقة في البرهنة بأي وسيلة كانت على الشعور السائد الذي يتمثل في الفرضية القائلة إن نص القرآن بقي محفوظا بطريقة مثالية. لذلك فإن العاطفة تلعب الدور الأهم كلما تعلق الأمر بموضوع القرآن و ليس من المستغرب أن نجد العلماء المسلمين الثلاثة المذكورين سالفا لا يستطيعون التعامل معي و مع كتاباتي على مستوى البحث العلمي المحض و لا على مستوى الوقائع. لهذا نجد الدكتور كوكب الصديق في مقدمة مقاله المعنون "يقول داعية الكذب المسيحي إن القرآن ليس قول الله" (مجلة البلاغ ‚ مجلد 11 عدد 1 فبراير/مارس 1986) يحاول مهاجمتي بكل ما أوتي من حسن اللسان حيث يقول "السيد جلكرايست يحاول تحطيم البنيان القوي للقرآن من خلال جدال حقير لا يليق بالمسألة. الطريقة التي يستعملها توضح لنا هزالة الوسائل التي بحوزته و الوقاحة التي تميز تهجمه تظهر لنا أنه يستند الى استغلال فرصة عدم وجود أية دراية بالموضوع لدى المسلمين" في حين يصفني ناشر المجلة بأنني "عدو صريح للإسلام يهذف إلى تحطيم بنيانه".

مقال السيد عبد القادر عبد الصمد نشر تحديدا في العدد الموالي لنفس المجلة تحت عنوان "كيف تم جمع القرآن؟" (مجلة البلاغ ‚ مجلد 11 عدد 2 ماي/يونيه 1986). في نهاية هذا المقال يصف الكاتب الباحثين من أمثالي بأنهم "أعداء القرآن المجنونون" تحركهم "الغيرة و البغض و العداء و النوايا السَّامة" لا غير.

أما مولانا ديزاي فقد اعتبر هو كذلك في منشور له تحت عنوان "القرآن فوق كل اتهام" أنه من الضروري فضح محاولتي و استغنى عن تقديم الدلائل على مزاعمه و اكتفى بالشتم. يزعم هذا الكاتب أنني "قررت نفي أصالة القرآن المجيد" عوض أن يتخد منهجا أكثر توازنا قد يؤدي به لا محالة الى اعتبار أنني حاولت فقط أن أركز على المعطيات المتعلقة بموضوع جمع القرآن بدون أية فكرة مسبقة. فقد ذهب الى حد القول إن "مزاعمه لا أساس لها" و في مكان ما يقول "إن جلكرايست سيلعن نفسه" و في مكان آخر يتهمني بأني أعاني من "جهل كبير" وبأنني "ذو عقلية لا تقبل النقاش".

ردود فعل انفعالية مثل هذه تكشف عن خوف العلماء المسلمين من أية دراسة تاريخية محضة لموضوع جمع القرآن نظرا لأنها قد تؤدي إلى نفي ما يزعم من أن القرآن جُمع و احتُفظ به في ظروف مثالية.

في هذا الكتاب سأبدل كل جهدي لمعرفة الى أي حد تم نقل و توصيل النص القرآني بطريقة كاملة و دقيقة. هذه الدراسة لن تكون إلا إبرازا للمعطيات المدوَّنة. إن مسألة الأصل الإلهي للقرآن لا يمكن حلها باعتبار طريقة نقله و توصيله و إنما تكون بدراسة مضمونه و تعاليمه. ما يهمنا هنا هو فقط استخلاص الدقة التي تم بها تأليفه و جمعه. أما إذا كان هناك علماء مسلمون كالذين تم ذكرهم سالفا يشعرون أن دراسة مثل هذه تحطم اقتناعاتهم بأن القرآن من عند الله (ديزاي يتهمني مرارا بأنني أهدف الى "نفي سلامة القرآن الشريف من التحريف") فهذه مشكلتهم لأنهم ينطلقون من الفرضية القائلة بأن جمعا و نقلا مثاليين يضمنان الأصل الالهي لكتاب ما.

لا أجد مبررا للرد على هؤلاء العلماء المسلمين بعبارات شاتمة كالتي استعملوها ضدي لأنني أمتلك الحرية الكاملة للخوض في هذا الموضوع بدون أية عراقيل نفسية و بدون أية فرضية أو فكرة مسبقة. زيادة على هذا فأنا أعتقد أنه إذا لم يكن كتاب ما من عند الله فلا يمكن لأي دليل كيفما كان نوعه أن يغير هذا الامر. إن هؤلاء العلماء يحاولون البرهنة على فرضية محضة و هذا ما يتضح من خلال طريقة تعاملهم مع الموضوع. كل واحد منهم حاول التطرق للمسألة بشكل جد مختلف عن الآخرين. الصديق و ديزاي يتناقضان بشكل مكشوف في نقاط عديدة بالرغم من أن كلاهما يحاول التوصل لنفس النتيجة ألا و هي كمال النص القرآني و خلوه من النقصان. هذه المعضلة لا يمكن تفسيرها إلا بشيء واحد و هو أنهما يبذلان جهذهما للانتهاء إلى حيث بدءا أو بعبارة أخرى للرجوع في النهاية إلى ما افترضاه في البداية و هو ما ذكر سالفا.

من المفيد أن نقوم بجرد سريع لمواقف هؤلاء العلماء كل واحد على حدة :

1-الدكتور كوكب الصديق

الصديق يتخد الموقف الاسلامي الرسمي. العبارة "نص واحد لا اختلاف فيه" هي ما عَنْوَنَ به جزأ من مقاله و هو ما يلخص مراده بوضوح. الفرضية تتجلى في القول بوجود نص قرآني واحد لم يضف إليه شيء و لم يقتطع منه شيء و لم يكن أبدا أي اختلاف في طريقة قرآءته. لقد كان على هذا الكاتب أن يقدم بعض الاستفسارات حول ما جاء في الحديث النبوي ( وهو من أقدم ما دُوِّن في موضوع جمع القرآن) بخصوص حرق الخليفة عثمان لجميع المصاحف القرآنية باستثناء مصحف حفصة (1) بسبب وجود اختلافات عديدة في كيفية قرآءة القرآن في المناطق المختلفة التي كانت تحت النفوذ الاسلامي. الصديق يزعم أن الاختلافات همت فقط طريقة تلاوة النص و هذا برهان يَسْتَدِل به زمرة من العلماء المسلمون. سنرى فيما بعد أن هذا التدليل غير مقنع بل لا أساس له من الصحة. الصديق يفضل السكوت عن الأحاديث النبوية التي تظهر بوضوح أن القرآن الذي هو اليوم بين أيدينا هو بشكل أو بآخر غير مكتمل.

2-عبد الصمد عبد القادر

يفضل هذا الباحث المرور مَرَّ الكرام على الأدلة الثاقبة التي يمكن استخلاصها من الحديث النبوي كما لو كانت غير موجودة بتاتاً و لهذا فإننا لا نجد أي ذكر لها في مقاله. بالمقابل نجده يحاول البرهنة على أن القرآن يحتوي على شهادة كافية بخصوص طريقة جمعه. سأتطرق إلى هذه المسألة في نهاية الجزء الرئيسي من هذا الكتاب مع العلم أنه عموما لا يؤثر على الموضوع الذي نحن بصدد دراسته.

3-مولانا ديزاي

بالرغم من الشتائم التي وجهها إلي فهو يعترف بموثوقية و صحة أغلب الحقائق التي قدمتها و يعترف بأنه كانت هناك بالفعل اختلافات نصية في المصاحف الاولى و بأن عددا من المقاطع التي كانت ضمن القرآن فقدت منه لاحقا. بخصوص الاختلافات في القراءة يعتمد ديزاي على حديث نبوي واحد يروي أن محمدا قال إن القرآن نزل من عند الله على سبعة أشكال لغوية و لهذا فهو يزعم أن كل هذه القراءات قد شرعها الله و هي التي تشكل ما يعرف ب"الأحرف السبع" و يتقبل ببالغ السهولة فكرة أن عثمان قام بالفعل بتنحية مصاحف موثوقة و نجده يبرر هذا الإجراء بكونه هدف إلى ضمان اتساق في القراءة. سنرى فيما بعد أن تفكيرا كهذا يعرض صاحبه إلى تناقضات خطيرة. بخصوص المقاطع المفقودة من القرآن يعترف ديزاي بوجودها كما ذكرنا سالفا لكن يزعم أن الله نسخها ولذلك فهي لا توجد ضمن النص القرآني الحالي. لي اليقين أن هذه المزاعم لن يستسغيها لا كوكب الصديق و لا عبد الصمد عبد القادر و نفس الشيء بالنسبة لما تعلق بالقراءات المختلفة. و مع هذا أجد نفسي مضطرا للقول بأن المولانا هو الوحيد من بين الثلاثة الذي استطاع الإعتراف بإخلاص بموثوقية الأحاديث التي تحكي عن كيفية جمع القرآن. بالرغم من أنني أعتبرأن حججه غير مقنعة كما سنرى لاحقا إلا أنني أجد أن تقبله للحقائق التاريخية أمرا مسعدا.

في نهاية هذا الكتاب سأقدم عرضا موجزا عن المصاحف القرآنية الاولى التي استطاعت أن تصلنا. هذفي من هذا هو تحديد إمكانية وجود أحد المصاحف العثمانية التي تنوقلت بعد تنحية المصاحف الأخرى. يتضمن هذا الكتاب صورا لأقدم المصاحف التي وصلتنا وبالخصوص تلك التي بقيت من القرن الثاني للهجرة قبل أن يشيع استعمال الخط الكوفي في شكله المتطور في أوساط الخطاطين و يصبح معيارا إلى أن عوض بالخط النسخي.

لي الثقة بأن هذا الكتاب سيكون بمثابة إسهام في التقييم الحقيقي لمسألة جمع القرآن في بداية التاريخ الإسلامي من خلال دراسة موضوعية للمعطيات المتوفرة لدينا. لن أعتدر عن كون دراستي هذه لا تأخذ بعين الإعتبار الشعور السائد في الأوساط الإسلامية كما ذكر سابقا و أتمنى أن لا تؤدي إلى ردود فعل انفعالية كتلك التي صدرت كجواب على منشوراتي السابقة. أؤكد مرة أخرى أن هذفي هو الوصول إلى خلاصة مضبوطة و مبنية على الحقائق بخصوص موضوع جمع القرآن لا غير. أنا لست "عدوا صريحا للإسلام" تسيطر عليه رغبة جنونية للإستهزاء بالقرآن أو نفي سلامته من التحريف بأي وسيلة كما يفترض بعض الكتاب الإسلاميين.

جون جلكرايست

29 يناير 1989
 
الأخ الكريم أبا محمد..

ها أنا ذا قد نقلت المقدمة ليعلم إخواني فقط ما نحن مقبلون عليه و كيف يتظاهر هؤلاء بالموضوعية و الحياد و يصفون علماء المسلمين بالإنفعالية و اللاموضوعية !!

ما نريده هنا هو رد علمي بكل المقاييس لا ذرة للإنفعال فيه وفقنا الله لما فيه الخير .

في منتديات الرد على النصارى نضع عادة مدة شهر لكل فصل (من كتب النصارى) و لكني أظن أننا لن نحتاج للشهر بأكمله إن شاء العلي القدير .

أما بالنسبة لعدم تكرار الردود و مشاركات التأييد و غيرها فهذا لا يهم طالما سيقوم الأخوة المشرفون بتنقيح الردود و تنسيقها لتخرج في أفضل صورة و سوف أقوم بإذن الله بترجمة المشروع إلى الإنجليزية - و هي اللغة الأصلية للكتاب - حتى تعم الفائدة و الله المستعان .

أما عن منهجنا في عرض الكتاب فهو كالآتي .. فالكاتب قد قسم كل فصل إلى عدة مسائل كما يبين الفهرس و سأقوم بإذن الله بنقل كل مسألة بنصها ثم تقسيم المسألة إلى نقاط صغيرة ليسهل الرد و إذا وجد أيكم مني غفلة أو عدم انتباه لأي شبهة فلينبهنا جميعاً و الكمال لله وحده . و سيتم عرض فصول الكتاب تباعاً إن شاء الله .

و ندعوا الله أن يكون كل هذا بنية نصر دينه و أن يجزينا خير الجزاء و أن يوفقنا ليخرج هذا العمل في أروع صورة فما ابتغينا سوى أن نكون من أنصار دينه و من المجاهدين في سبيله .

هذا و بالله التوفيق .
 
قبل منا قشة شبهات جون جلكرايست أود أشير إل بعض العبارات التي استوقفتني في المقدمة ومنها :

1- قوله : [color=FF0000](( في سنة 1981 نشرت كتيبا عنوانه "The Textual History of the Quran" كرد على منشور ٍاسلامي حاول الطعن في موثوقية الإنجيل )) [/color].
يظهر بوضوح أن يتحرك بردة فعله الناشئة عن تعصب ؛ فهو يتحرك بدافع التعصب والعاطفة التي ينكرها على من يرد عليه ، فهو لا يبحث عن الحقيقة وأبعد ما يكون عن النزاهة التي يتشدق بها !!

2- قوله : [color=FF0000](( إن مسألة الأصل الإلهي للقرآن لا يمكن حلها باعتبار طريقة نقله و توصيله و إنما تكون بدراسة مضمونه و تعاليمه )) اهـ[/color]
وهل المضمون والتعاليم الربانية العالية التي جاء بها القرآن والتي يشهد لها أعداء الإسلام أخذت من بحثه قدرا ولو ضئيلا بالمقارنة مع الأناجيل التي يؤمن بها وهي خاوية على عروشها !!
وبالمقارنة مع جهده الحثيث للتشكيك في طريقة جمع القرآن !!

3- [color=FF0000]قوله : (( أنه نادرا ما نجد باحثا إسلاميا يقوم بتحليل نقدي لموضوع جمع القرآن حيث أنه كلما ظهرت بوادر محاولة مثل هذه فهي تُقمَعُ في حينها )) اهـ[/color]
يظهر بوضوح حرصه على تشويه صورة المسلمين وأنهم يقمعون من يحاول أن يناقشهم أو يرد عليهم .
وهو بهذا الكلام يريد أن يظهر المسلمين بأنهم يمارسون الإرهاب الفكري !
وهي طريقة عصرية تمارس اليوم على نطاق واسع ضد المسلمين !!
 
شبهته حول تسمية السور

يرمي جلكرايست إلى أن تسمية السور ليست توقيفية مدعيا أن بعضها لم يتم تسميتها من قبل النبي صلى الله عليه وسلم معرِّضا بأن تسميتها قد تمت من قبل غيره ويمثل لدعواه بسورة الإخلاص ونص كلامه في ذلك:
اقتباس
ــــــ
بعض هذه السور كانت لها أسماء في عهد محمد كما يتبين لنا من خلال الحديثين النبويين التاليين :

"من قرأ هاتين الأيتين من آخر سورة البقرة في ليلة كفتاه" (كتاب صلاة المسافرين‚ صحيح البخاري حديث رقم 1341)

"من حفظ عشر آيات من أول سورة الكهف عُصِمَ من الدجال" (نفس المرجع‚ حديث رقم 1342)

في الوقت ذاته هناك دلائل على وجود سُوَرٍ لم يعطها محمد أية أسماء. فسورة الإخلاص (رقم 112) على سبيل المثال لم يُسَمِّها محمدٌ على الرغم من أنه تكلم عنها مُطَوَّلا و ذكر أنها تساوي ثلث القرآن (الحديثين 1344 و 1346 من كتاب صلاة المسافرين‚ صحيح مسلم)
ـــــــــــــــ
الرد على هذه الشبهة
تسمية السور توقيفية لا اجتهادية ومعنى ذلك أن النبي صلى الله عليه وسلم هو الذي اوقف الصحابة على أسماء السور والأدلة على هذا التوقيف مسرودة في كتب علوم القرآن وقد خلص إلى هذه النتيجة السيوطي في الإتقان حين قال:
" وقد ثبت جميع أسماء السور بالتوقيف من الأحاديث والآثار ولولا خشية الإطالة لبينت ذلك‏ "
وأما بخصوص مدعاه أن النبي صلى الله عليه وسلم لم يسم سورة الإخلاص بهذا الاسم فهي دعوى عارية عن الدليل فقصارى حجته أن النبي صلى الله عليه وسلم عبر عنها بمستهلها كما في هذا الحديث: " أيعجز أحدكم أن يقرأ في ليلة ثلث القرآن قالوا وكيف يقرأ ثلث القرآن قال قل هو الله أحد تعدل ثلث القرآن " صحيح مسلم عن أبي الدرداء 1 / 556
وعند الترمذي 3 / 276
" من قرأ قل هو الله أحد فقد قرأ ثلث القرآن "
وليس هذا بدليل لمايلي:
- إن تسمية السورة بمستهلها هو وارد في الأثر النبوي ومعهود عند الأسلاف ولقد ضم النبي صلى الله عليه وسلم إلى سورة الإخلاص سورتي " الزلزلة ، والكافرون " في التعبير عن الكل بمستهله وذلك فيما أخرجه الترمذي 5 / 165 عن أنس بن مالك قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " من قرأ إذا زلزلت عدلت له بنصف القرآن ومن قرأ قل يا أيها الكافرون عدلت له بربع القرآن ومن قرأ قل هو الله أحد عدلت له بثلث القرآن "
وأخرج النسائي 1/ 318 بسنده عن عمران قال: " صلى النبي صلى الله عليه وسلم الظهر فقرأ رجل خلفه سبح اسم ربك الأعلى فلما صلى قال من قرأ سبح اسم ربك الأعلى ..." الحديث والشاهد أنه عبر عنها بمستهلها لا باسمها المعروف وهو " الأعلى "
- ويضاف إلى هذا أنه قد ورد في السنة تسميتها مع سورة الكافرون بسورتي الإخلاص
فقد أخرج الترمذي في سننه 3 / 221 ح رقم ( 869 ) باب ما جاء ما يقرأ في ركعتي الطواف بسنده عن عن جابر بن عبد الله أن رسول الله صلى الله عليه وسلم " قرأ في ركعتي الطواف بسورتي الإخلاص قل يا أيها الكافرون وقل هو الله أحد "
- كما ثبت أن الصحابة رضي الله عنهم كانوا يسمونها بذلك وهو مما نقلوه عن النبي صلى الله عليه وسلم بلا شك فقد أخرج أبو نعيم في الحلية 1 / 304 عن أبي غالب مولى خالد بن عبدالله قال: " كان ابن عمر ينزل علينا بمكة فكان يتهجد من الليل فقال لي ذات ليلة قبيل الصبح يا أبا غالب ألا تقوم فتصلي ولو تقرأ بثلث القرآن فقلت قد دنا الصبح فكيف أقرأ بثلث القرآن فقال إن سورة الإخلاص قل هو الله أحد تعدل ثلث القرآن "
- وهناك دليل قوي لا يفوتنا هنا وهو إجماع المحدثين والمفسرين وغيرهم على هذه التسمية فلقد تصفحت وبحثت عن هذه التسمية فلاحظت أن عامة من تعرضوا للحديث عن هذه السورة العظيمة قد عنونوا لأبوابهم بقولهم باب فضل سورة الإخلاص مثلا ونجو ذلك وذات التعبير هذا قد عبر به المفسرون أيضا ومعروف أن الإجماع غير التوقيف لكنه يكون دليلا على التوقيف كما يكون دليلا على النسخ
- وأقوى من ذلك كله هذا الإجماع على كتابتها في المصحف بهذا الاسم والنقل التواتري له عن طريق الحفظة الذين حفظو القرآن الكريم وهم لا يحصون عدا في كل طبقة من طبقات النقل


تدوين القرآن في عصر النبي صلى الله عليه وسلم

يزعم جلكرايست أن القرآن لم يكتب كله في حياة النبي صلى الله عليه وسلم حيث كان الاعتماد على الحفظ بديلا عن كتابة بعض الآيات لدى الصحابة معتمدا في ذلك على فقدان الدليل على أن مجموع القرآن كتب آنذاك في مصحف واحد سواء تحت الإشراف المباشر لمحمد أو غيره – حسب قوله – حتى وصل إلى استنتاج أن القرآن لم يتم أبدا وضعه في مصحف واحد في عهد محمد – صلى الله عليه وسلم –
ـــــــــــــــــ
الرد على هذه الشبهة
ترتكز هذه الشبهة في نفيها كتابة جميع القرآن في حياة النبي e على عدم وجود مصحف يجمع القرآن كله في حياته e وهو ارتكاز على غير مرتكز فيجب التفريق بين تدوين كل القرآن وبين جمعه في مصحف واحد أما عن التدوين فالقرآن كله كتب بين يدي النبي صلى الله عليه وسلم وأما عن الجمع ففي رأيي أن القرآن الكريم لم يمر سوى بمرحلة واحدة من الجمع وذلك في عهد الصديق رضي الله عنه ومن الخطورة بمكان ترديد ما ألفناه من تعدد مرات الجمع لأنه يوحي بالنقص الذي يَحتاج معه إلى إعادة الجمع

من الأدلة على أن القرآن قد كتب كله بين يدي النبي صلى الله عليه وسلم
1- أخرج الترمذي 5 / 272 وغيره ( أبو داود والنسائي والبيهقي وأحمد ) عن ابن عباس قال: قلت لعثمان بن عفان ثم ما حملكم أن عمدتم إلى الأنفال وهي من المثاني وإلى براءة وهي من المئين فقرنتم بينهما ولم تكتبوا بينهما سطر بسم الله الرحمن الرحيم ووضعتموها في السبع الطول ما حملكم على ذلك فقال عثمان كان رسول الله صلى الله عليه وسلم مما يأتي عليه الزمان وهو تنزل عليه السور ذوات العدد فكان إذا نزل عليه الشيء دعا بعض من كان يكتب فيقول ضعوا هؤلاء الآيات في السورة التي يذكر فيها كذا وكذا وإذا نزلت عليه الآية فيقول ضعوا هذه الآية في السورة التي يذكر فيها كذا وكذا ....."
فلنتأمل كلمة " الشيء " إنها تؤكد على كتابة كل ما نزل وإن كان قليلا كما تؤيده الرواية التالية
2- أخرج مسلم وأبو داود والترمذي واللفظ لأبي داود عن زيد بن ثابت قال : كنت إلى جنب رسول الله صلى الله عليه وسلم فغشيته السكينة فوقعت فخذ رسول الله صلى الله عليه وسلم على فخذي فما وجدت ثقل شيء أثقل من فخذ رسول الله صلى الله عليه وسلم ثم سري عنه فقال أكتب فكتبت في كتف لا يستوي القاعدون من المؤمنين والمجاهدون في سبيل الله إلى آخر الآية فقام بن أم مكتوم وكان رجلا أعمى لما سمع فضيلة المجاهدين فقال يا رسول الله فكيف بمن لا يستطيع الجهاد من المؤمنين فلما قضى كلامه غشيت رسول الله صلى الله عليه وسلم السكينة فوقعت فخذه على فخذي ووجدت من ثقلها في المرة الثانية كما وجدت في المرة الأولي ثم سري عن رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال اقرأ يا زيد فقرأت لا يستوي القاعدون من المؤمنين فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم غير أولي الضرر الآية كلها قال زيد فأنزلها الله وحدها فألحقتها والَّذِي نَفْسِي بِيَدِهِ لَكَأَنِّي أَنْظُرُ إِلى مُلْحَقِهَا عِنْدَ صَدْعٍ فِي كَتِف.... " وعند الدارمي عن البراء بن عازب قال: " لما نزلت هذه الآية لا يستوي القاعدون من المؤمنين دعا رسول الله صلى الله عليه وسلم زيدا فجاء بكتف فكتبها وشكا بن أم مكتوم ضررا به فنزلت لا يستوي القاعدون .... غير أولي الضرر "
3- لقد كانت همة الصحابة رضي الله عنهم الكتبة منهم متوجهة إلى تدوين كل ما يصدر عنه صلى الله عليه وسلم وليس القرآن فقط حتى إنه نهاهم عن ذلك إلا عن القرآن فقال فيما - رواه مسلم -: " لاَ تَكْتُبُوا عَنِّي شَيْئًا إِلاَّ الْقُرْآنَ فَمَنْ كَتَبَ عَنِّي شَيْئًا غَيْرَ الْقُرْآنِ فَلْيَمْحُهُ "

وأما عدم تدوين القرآن الكريم في مصحف جامع فهذا يرجعه العلماء إلى عدم الحاجة إليه في هذا العصر لوجود النبي صلى الله عليه وسلم مرجعا للناس إضافة إلى تنجيم القرآن وترقب النسخ
أكتفي بهذا في مداخلتي ولربما أعود ببعض القضايا المتعلقة بذات الموضوع إن شاء الله تعالى
 
تخريج الأحاديث ...

تخريج الأحاديث ...

السلام عليكم ،

ها هو تخريج الأحاديث كما وجدتها في موقع الدرر السنية و الله المستعان :

[color=CC0000]فيما أخرجه الترمذي 5 / 165 عن أنس بن مالك قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " من قرأ إذا زلزلت عدلت له بنصف القرآن ومن قرأ قل يا أيها الكافرون عدلت له بربع القرآن ومن قرأ قل هو الله أحد عدلت له بثلث القرآن "[/color]

حسن دون فضل زلزلت .. الألباني صحيح الترمذي 2317

[color=CC0000]وأخرج النسائي 1/ 318 بسنده عن عمران قال: " صلى النبي صلى الله عليه وسلم الظهر فقرأ رجل خلفه سبح اسم ربك الأعلى فلما صلى قال من قرأ سبح اسم ربك الأعلى ..." الحديث والشاهد أنه عبر عنها بمستهلها لا باسمها المعروف وهو " الأعلى "[/color]

لم أجده في الموسوعة و له شواهد في صحيح مسلم :
سمعت زرارة بن أوفى يحدث عن عمران بن حصين؛ أن رسول الله صلى الله عليه وسلم صلى الظهر. فجعل رجل يقرأ خلفه بسبح اسم ربك الأعلى. فلما انصرف قال "أيكم قرأ" أو "أيكم القارئ فقال رجل : أنا. فقال "قد ظننت أن بعضكم خالجنيها". صحيح مسلم المسند الصحيح 398

صلى بنا رسول الله صلى الله عليه وسلم صلاة الظهر (أو العصر) فقال أيكم قرأ خلفي بسبح اسم ربك الأعلى؟" فقال رجل : أنا. ولم أرد بها إلا الخير. قال "قد علمت أن بعضكم خالجنيها". صحيح مسلم المسند الصحيح 398

[color=CC0000]فقد أخرج الترمذي في سننه 3 / 221 ح رقم ( 869 ) باب ما جاء ما يقرأ في ركعتي الطواف بسنده عن عن جابر بن عبد الله أن رسول الله صلى الله عليه وسلم " قرأ في ركعتي الطواف بسورتي الإخلاص قل يا أيها الكافرون وقل هو الله أحد "[/color]

صحيح الألباني صحيح الترمذي 689

[color=CC0000]أخرج الترمذي 5 / 272 وغيره ( أبو داود والنسائي والبيهقي وأحمد ) عن ابن عباس قال: قلت لعثمان بن عفان ثم ما حملكم أن عمدتم إلى الأنفال وهي من المثاني وإلى براءة وهي من المئين فقرنتم بينهما ولم تكتبوا بينهما سطر بسم الله الرحمن الرحيم ووضعتموها في السبع الطول ما حملكم على ذلك فقال عثمان كان رسول الله صلى الله عليه وسلم مما يأتي عليه الزمان وهو تنزل عليه السور ذوات العدد فكان إذا نزل عليه الشيء دعا بعض من كان يكتب فيقول ضعوا هؤلاء الآيات في السورة التي يذكر فيها كذا وكذا وإذا نزلت عليه الآية فيقول ضعوا هذه الآية في السورة التي يذكر فيها كذا وكذا ....."[/color]

ضعيف الألباني ضعيف الترمذي 599

ضعيف الألباني ضعيف أبي داود 168

[color=CC0000]أخرج مسلم وأبو داود والترمذي واللفظ لأبي داود عن زيد بن ثابت قال : كنت إلى جنب رسول الله صلى الله عليه وسلم فغشيته السكينة فوقعت فخذ رسول الله صلى الله عليه وسلم على فخذي فما وجدت ثقل شيء أثقل من فخذ رسول الله صلى الله عليه وسلم ثم سري عنه فقال أكتب فكتبت في كتف لا يستوي القاعدون من المؤمنين والمجاهدون في سبيل الله إلى آخر الآية فقام بن أم مكتوم وكان رجلا أعمى لما سمع فضيلة المجاهدين فقال يا رسول الله فكيف بمن لا يستطيع الجهاد من المؤمنين فلما قضى كلامه غشيت رسول الله صلى الله عليه وسلم السكينة فوقعت فخذه على فخذي ووجدت من ثقلها في المرة الثانية كما وجدت في المرة الأولي ثم سري عن رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال اقرأ يا زيد فقرأت لا يستوي القاعدون من المؤمنين فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم غير أولي الضرر الآية كلها قال زيد فأنزلها الله وحدها فألحقتها والَّذِي نَفْسِي بِيَدِهِ لَكَأَنِّي أَنْظُرُ إِلى مُلْحَقِهَا عِنْدَ صَدْعٍ فِي كَتِف.... "[/color]

حسن صحيح الألباني صحيح أبي داود 2188

[color=CC0000]وعند الدارمي عن البراء بن عازب قال: " لما نزلت هذه الآية لا يستوي القاعدون من المؤمنين دعا رسول الله صلى الله عليه وسلم زيدا فجاء بكتف فكتبها وشكا بن أم مكتوم ضررا به فنزلت لا يستوي القاعدون .... غير أولي الضرر "[/color]

لم أجده في الموسوعة و له شواهد عند الترمذي :
لما نزلت : {لا يستوي القاعدون من المؤمنين} جاء ابن أم مكتوم، - وكان أعمى – فقال يا رسول الله : فكيف في، وأنا أعمى ؟ قال : فما برح حتى نزلت {غير أولي الضرر} صحيح الألباني صحيح النسائي 2906

ائتوني بالكتف، واللوح، فكتب {لا يستوي القاعدون من المؤمنين} وعمرو بن أم مكتوم خلفه، فقال : هل لي رخصة ؟ فنزلت {غير أولي الضرر} صحيح الألباني صحيح النسائي 2905

هذه مشاركة متواضعة و أرجو من شيوخنا الأجلاء المزيد من الإيجابية و أن يخبروني هل أضع الفصل الثاني أم انتظر !!
 
اللهم اعصمنا من الزلل
ارجو من د. عزمي عدم الاستعجال بوضع فصل جديد , فلسنا في عجلة من أمرنا.
وأما الرد على ماذكره المؤلف فإليك إياه .
أولاً : ما جاء في المقدمة
الشبهة : آعتاد المسلمون منذ قرون عديدة على الفكرة القائلة ان القرآن بقي محفوظا في نصه الاصلي منذ زمن الرسول محمد إلى يومنا هذا بدون أن يَمسًّه أي تغيير أو نقصان أو إضافة من أي نوع كانت و بدون أي تغيير في طريقة قراءته, في الوقت ذاته يعتقد المسلمون أن هذا الكمال المزعوم للنص القرآني هو دليل على أصله الإلهي بدليل أن الله وحده استطاع الحفاظ على هذا النص . لكن الواقع يخالف ذلك كما يعتقد .
الرد : نعم هذا هو اعتقاد المسلمين كما اخبر الله ذلك في كتابه بقوله "إنا نحن نزلنا الذكر وإنا له لحافظون " وهذا وعد من الله والله لا يخلف الميعاد .
تكملة الشبهة : لقد أصبح هذا الشعور جد قويا عندهم لدرجة أنه نادرا ما نجد باحثا إسلاميا يقوم بتحليل نقدي لموضوع جمع القرآن حيث أنه كلما ظهرت بوادر محاولة مثل هذه فهي تُقمَعُ في حينها.
الرد : هذه مغالطة فكتب المسلمين على مر العصور إلى يومنا هذا تعرضت لهذا الموضوع , وكل ما كتبه الكاتب موجود في مؤلفاتهم على سبيل البحث والتحرير ,فهو إما أنه لم يطلع عليها وهذا كاف في رد كلامه , أو اطلع عليها , ولم يشر إليها في حاجة في نفسه فأين الموضوعية يا ترى .
تكملة الشبهة : لكن ما الذي سنَسْتَنْتِجُه إن نحن استعرضنا الوقائع و المعطيات المتوفرة لدينا حول جمع القرآن في بداية العهد الاسلامي؟

حين نضع الانفعالات العاطفية جانبا و نقوم بتقييم موضوعي للمعطيات التاريخية المتوفرة لدينا فإننا نصل إلى استنتاج مناقض تماما لما يزعمون. سيظهر لنا من خلال هذا الكتاب أن ما دُوِّن في إطار الإرث الإسلامي كاف للبرهنة على أن القرآن كان في وقت من الأوقات يحتوي على عدد مختلف من الآيات بل أحيانًا على مقاطع كاملة لا توجد في الَّنص القرآني الحالي. زيادة على هذا فقد كان هناك عدد جُّد مهم من القراءات المختلفة قبل أن يُقَرِّر الخليفة عثمان بن عفان آستأصالها جميعًا و الاحتفاظ بالمصحف الذي وصلنا.
الرد : ذكر دليلين على ما يزعم أنه مخالفة للواقع الذي يعتقده المسلمون
الدليل الأول : أن القرآن كان في وقت من الأوقات يحتوي على عدد مختلف من الآيات بل أحيانًا على مقاطع كاملة لا توجد في الَّنص القرآني الحالي .
وجوابه : المسلمون لا ينكرون هذا , إلا أنهم يرونه متعلق بموضوع أثبته الله لنفسه واتفقت عليه الأمم ما عدا اليهود ألا وهو موضوع النسخ فقال تعالى : " ما ننسخ من آية أو ننسها نأتي بخير منها أو مثلها "
وأما الرد على اليهود في انكاره فهو مبسوط في كتب أصول الفقه فليت الكاتب يرجع إليه .
الدليل الثاني : كان هناك عدد جُّد مهم من القراءات المختلفة قبل أن يُقَرِّر الخليفة عثمان بن عفان آستأصالها جميعًا و الاحتفاظ بالمصحف الذي وصلنا.
وجوابه : أن هذه المسألة متعلقة بالأحرف السبعة , وهل جمع عثمان على حرف واحد أم على سبعة أحرف , فإن كان على سبعة أحرف وهو مذهب طائفة من أهل العلم فكلامه منتف, وإن كان على حرف واحد وهو مذهب الجمهور فالأحرف السبعة إنما نزلت توسعة للأمة في آخر العهد المدني عندما دخل الناس في دين الله أفواجاً توسعة لهم , ولم تكن قرآناً مستقلاً يختلف عما بأيدينا بدليل أن العهد المكي , وأول العهد المدني كله على حرف واحد ولم يتغير بنزول بقية الأحرف .
وقد سبق تناول هذه المسألة في الملتقى مراراً منها هذا الرابط هنا و : هنا:
ثم ذكر أن من قاموا بالرد عليه لم يلتزموا الموضوعية والمنهج العلمي, فليتنا نلتزم حتى لا يكرر هذه المقالة مرة أخرى , ونحرص على بيان عدم التزامه هو بالمنهج العلمي .
وصلى الله على نبينا محمد .
 
بارك الله فيكم جميعاً ، وجعل ذلك في موازين حسناتكم. وأرجو من الأعضاء الكرام المشاركة بقدر الطاقة ، ومن الدكتور هشام المتابعة للموضوع حتى يكتمل بإذن الله.
 
كاتب الرسالة الأصلية : عبدالرحمن الشهري
بارك الله فيكم جميعاً ، وجعل ذلك في موازين حسناتكم. وأرجو من الأعضاء الكرام المشاركة بقدر الطاقة ، ومن الدكتور هشام المتابعة للموضوع حتى يكتمل بإذن الله.
 
الى من بصدد هذا الأمر :
لقد صدر هذا الكتاب عام 1989
ولم اسمع به الى يومنا هذا ( والحمد لله !)
أما المؤلف فلم اجد اسمه مذكورا في الدراسات الاستشراقية حتى اليوم
ولم أعثر على اسمه مشاركا في المؤتمرات والندوات الاكاديمية حتى يومنا هذا أيضا
كل ما يقلقني في هذا الأمر أن كل من يغمس لسانه في الحضارة الاسلامية
دينا كان قرآنا او حديثا تفسيرا أو أدبا أو شعرا ...الخ فهو يسمى ب(مستشرق).
هذا أيضا من الشبهات ! هذا المؤلف قام بشيء مرفوض رفضا تاما
وينبغي ألا نعالج أسلوبه بأساليب العلم أو بأساليب الايمان
لأن كل ما وراء كلامه لا يدخل من باب الاستشراق بل مكانه في دار النصارى المتعصبين والمبشرين .
وأرجو من الجميع أن يتفضلوا بالتفريق بين هذا وبين الاستشراق مشكورين لأن هذا في واد
والمستشرق في واد آخر تماما

موراني
 
ما زلنا نترقب اكتمال هذه الدراسات النقدية للكتاب . وأرجو أن يواصل الدكتور هشام وفقه الله فقد افتقدناه كثيراً في الملتقى ، وأسأل الله أن يكون بخير وسلام .
 
الكتاب منشور في أحد المواقع المسيحية المتخصصة في "الرد على الإسلام".
وهو متوفر باللغة العربية (نسخة غير مكتملة)، و اللغة الإنجليزية (نسخة كاملة يمكن تحميلها في ملف واحد من خلال رابط معروض في أسفل الصفحة).
 
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته ،

كنت عندما شرعت في قراءة هذه المقدمة أظن أن العلماء المسلمين المذكورة أسمائهم قد قصروا في الرد على هذا المنصر في طعونه على كتاب الله تعالى . لكني عندما اتصلت ببعض من أعرف من الأخوة المشتغلين بالدعوة خارج الوطن العربي علمت أن هذه الردود المكتوبة باللغة الإنجليزية قد قوضت كلام هذا المنصر النصراني وأتت عليه تمامًا ، وما كان زعمه أن هؤلاء العلماء قد ردوا عليه بعواطفهم وانفعالاتهم إلا كذبًا وزورًا ، وهم قد نقضوا كلامه وأكلوا لحمه وعظامه ، هذا الكذاب الخسيس !

وإن شاء الله نرى الردود الكاملة من علمائنا على هذا الكتاب الهزيل ، ففيه من الكذب والتدليس والتمسح بالعلم وكلام أهل العلم ما يحتاج لرده وتفنيده .
 
لكني عندما اتصلت ببعض من أعرف من الأخوة المشتغلين بالدعوة خارج الوطن العربي علمت أن هذه الردود المكتوبة باللغة الإنجليزية قد قوضت كلام هذا المنصر النصراني وأتت عليه تمامًا
رجاء أخى الفاضل وضع روابط هذا الردود المكتوبة باللغة الإنجليزية و غيره للأهمية
شكرا
 
هو كما تفضل الدكتور هشام "كتاب هزيل" فلماذا نهدر وقتنا في رد تفاهاته، علماً أنه لم يأت بحرف جديد عما كتبه
زيهر وجب ومن لف لفهما وهما أشهر وكتبهما أوسع انتشاراً ودراساتهما يعتمد عليها ممن جاء بعدهما.
وقد قتل هذا الموضوع بحثاً وألفت فيه رسائل علمية وكتب أكاديمية.
فإن أبيتم إلا الرد فاختاروا كتاباً يعد مرجعاً عند المستشرقين ليكون النفع أكبر.
والله أعلم.
 
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته ،،

قصدت بالردود المكتوبة ما ذكره جلكرايست من كتب علماء المسلمين كالشيخ عبد الصمد عبد القادر ومولاي ديزاي ، فكتبهم لم تكن عاطفية إنفعالية كما أوهم الكذاب في مقدمته ، بل كانت رودًا علمية محكمة .

أما كون كتابه هزيلاً فنعم ، أما الإعراض عن الرد عليه فأمر يختلف من شخص لشخص ، فهناك من الناس من ليس لديه فرصة لنيل الأجر والثواب خير من هذه ، وهناك من لديه من الأعمال الحسنة عند الله ما يفوق الرد على هذا المنصر فلا نصرفه عن هذا لذاك .

والله أعلم .
 
شكر الله للأحبة غيرتهم على دينهم عموما وعلى القرآن خصوصا، وأثابهم ثوابا جزيلا وألهمهم الصواب والرشاد.
حفزني المشروع، حتى كدت أن أرتمي في أحضانه؛ لكن منعني قوله تعالى {فَلَا يَحْزُنكَ قَوْلُهُمْ إِنَّا نَعْلَمُ مَا يُسِرُّونَ وَمَا يُعْلِنُونَ} [يس : 76] ، فهل ننشعل في الرد عليهم مضيعة للوقت والكاتب ما كتب كتابه إلا من أجل رد الأخرين واشغالهم عما يمكن أن يفيدهم، ويكون بمثابة من رمى عصفورين بحجر.
وإني أتساءل هل انتهينا من مراجعة التفسير مراجعة تطهره مما لا يليق بجلال الله مما كتبه المفسرون؟ بل مما اتفق عليه المفسرون وهو خلاف الواقع وإرادة الله؟ وحتى لا يستغرب مستغرب هذا القول فإني أومئ إليه بمراجعة ما كتبه المفسرون في قوله تعالى:
{مَن كَانَ يَظُنُّ أَن لَّن يَنصُرَهُ اللَّهُ فِي الدُّنْيَا وَالْآخِرَةِ فَلْيَمْدُدْ بِسَبَبٍ إِلَى السَّمَاء ثُمَّ لِيَقْطَعْ فَلْيَنظُرْ هَلْ يُذْهِبَنَّ كَيْدُهُ مَا يَغِيظُ} [الحج : 15]
وأما الكافرون فلا يحزننا كفرهم لقوله عز من قائل {وَمَن كَفَرَ فَلَا يَحْزُنكَ كُفْرُهُ إِلَيْنَا مَرْجِعُهُمْ فَنُنَبِّئُهُم بِمَا عَمِلُوا إِنَّ اللَّهَ عَلِيمٌ بِذَاتِ الصُّدُورِ} [لقمان : 23]
فهم أول من يكفر بقولهم؛ لكونها شبهات زرعت كي تصد الطائفة الشاكة أو المشككة أو القابلة للتشكيك وهذا في حد ذاته تطهير للصف ممن لا يصدق أمر الله ويصدق كل زارع شوك في سبيل الإيمان.
اما الأولويات فتحدد تبعا، حبذا لو تفضل أخونا عبد الرحمن الشهري بفتح باب للمساهمة في إعادة كتابة تفسير جامع على نفس الطريقة. والله يقول الحق وهو يهدي السبيل.
هل من أولى أن نحدد مخططاتنا وفق تعاليم ربنا أم نبقى عرضة لنعيق كل ناعق؟
 
اما الأولويات فتحدد تبعا، حبذا لو تفضل أخونا عبد الرحمن الشهري بفتح باب للمساهمة في إعادة كتابة تفسير جامع على نفس الطريقة. والله يقول الحق وهو يهدي السبيل.
هل من أولى أن نحدد مخططاتنا وفق تعاليم ربنا أم نبقى عرضة لنعيق كل ناعق؟

شكر الله لكم يا أستاذ محمد ، وأتفق معك في أن الانشغال بالردود - إذا أشغل عن الأولويات - لا ينبغي للعقلاء . وإنما الاشتغال بالمهمات وترك هذه الكتب تموت ولا يدري بها أحد . غير أن وجهة نظر من يتصدى للردود لها حظها من النظر أيضاً . وأما كتابة تفسير كامل فيه ما تفضلتم به من الحرص على الصواب بقدر الاستطاعة فمشروع جدير بالعناية ، وهناك محاولات جادة كثيرة في المكتبات على هذا المنوال ولله الحمد ، غير أن وجهات نظر الباحثين لا تنتهي حول خدمة القرآن الكريم فجزاكم الله خيراً ، وليتك تطرح الفكرة في موضوع مستقل وتبين فيها تفصيل هذا المقترح مشكوراً مأجورا .
 
يرفع لتجديد العهد واستكمال العمل، والبركة في أخي العزيز محمد العبادي الذي نبهني على هذا الموضوع ..
 
نظرت في قائمة المراجع التي في آخر صفحات مقرراتنا بالجامعة ولم أجد لهذا John Gilchrist أثراً!
لعله من الكتاب الذين يكتبون بأسماء مستعارة وأغلب الإسلامولوجيين أو المستشرقيين الموضوعيين لا يعيرون لأمثال هؤلاء أي أهمية.
 
عودة
أعلى