أعرف يا زينب الى ما ترمين من سؤالك هذا . ومع ذلك فسوف أجيبك
قال القرطبي روى الترمذي عن أبى هريرة قال: تلا رسول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ هذه الآية" وَإِنْ تَتَوَلَّوْا يَسْتَبْدِلْ قَوْماً غَيْرَكُمْ ثُمَّ لا يَكُونُوا أَمْثالَكُمْ" قالوا: ومن يستبدل بنا؟ قال: فضرب رسول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ على منكب سلمان ثم قال:] هذا وقومه. هذا وقومه. . ولأجل تبيان الحقيقة فلا بد من إيراد ما يلي:
1- هذا الحديث فيه مقالة أي ليس بصحيح قال أهل العلم : حديث غريب في إسناده مقال.
2- روي هذا الحديث بطرق أخرى منها ما رواه عبد الله بن جعفر بن نجيح والد على بن المديني عن العلاء بن عبد الرحمن عن أبيه عن أبي هريرة قال: قال أناس من أصحاب رسول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يا رسول الله، من هؤلاء الذين ذكر الله إن تولينا استبدلوا ثم لا يكونوا أمثالنا؟ قال: وكان سلمان جنب رسول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قال: فضرب رسول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فخذ سلمان، قال:] هذا وأصحابه. والذي نفسي بيده لو كان الايمان منوطا بالثريا لتناوله رجال من فارس . وقد حسنه بعض أهل العلم. . ولكن العلماء اختلفوا من هم أولئك ؟؟فقال الحسن: هم العجم. وقال عكرمة: هم فارس والروم.
وقال المحاسبي: فلا أحد بعد العرب من جميع أجناس الأعاجم أحسن دينا، ولا كانت العلماء منهم إلا الفرس. وقيل: إنهم اليمن، وهم الأنصار، قاله شريح بن عبيد. وكذا قال ابن عباس: هم الأنصار. وعنه أنهم الملائكة. وعنه هم التابعون. وقال مجاهد: إنهم من شاء من سائر الناس." ثُمَّ لا يَكُونُوا أَمْثالَكُمْ" قال الطبري: أي في البخل بالإنفاق في سبيل الله.
فالمسألة واسعة لا تصييد فيها ولا إفحام . حتى ولو كان أولئك الناس من العجم أو من فارس فلا بد أن يكونوا موحدين أصحاب عقيدة كعقيدة محمد عليه الصلاة والسلام وأبو بكر وعمروعثمان وعلي والحسن والحسين. لا يشككون بالقرآن والسنة ولا يطعنون بالصحابة ويسبونهم . ولا يتهمون أمهات المؤمنين بأعراضهن. لا يتوسلون إلا بالله ولا يسألون إلا الله. فأينما كانوا هؤلاء فنحن نحبهم وهم منا ونحن منهم. فنحن لا نحب على أساس العرق والجنس واللون. نحب أهل أهل التوحيد في أفغانستان وفي الصين والسند والهند وإيران والعراق . لا نفرق بين أحد منهم إلا بالتقوى وبياض العقيدة.