السلام عليكم
أصل المسألة هل أرسل كل رسول إلى قومه ولم يكلف بغير قومه ؟
هكذا حررت المسألة و عرضت فى صورة وكأنها تقول أن سليمان لم يدع قوم سبأ أو كأنها تستنكر عليه أن دعاهم ؛ وظلت المداخلات تبرر هذا وكأنه أصل .
ولم نصل إلى جواب
ثم عُرضت شواهد كثيرة على أن من الرسل من أرسل إلى غير قومه مثل يوسف عليه السلام وأوجدوا لارساله للمصريين تخريجا أنه ربيّ فيهم فكأنه منهم ..
ونضيف فنسأل هل أرسل الخليل إلى قوم أبيه أم إلى القوم الذين هاجر إلى أرضهم أم إلى مصر الملك الذى أهداه السيدة هاجر أم إلى الحجازيين ؛ ولمن بنى البيت ؟...ألم يبنه للناس كلهم وأذن فيهم بالحج ؛ ألم يكن رسولا للناس جميعا ؟!
وعليكم السلام
نعم كل رسول أرسل إلى قومه ولم يكلف بغير قومه إلا رسول الله محمد صلى الله عليه
وسلم بنص الحديث الصحيح ، بل حتى ظاهر القرآن يدل على هذا ويسنده.
وأما سليمان فلم ينكر أحد ما جرى له مع ملكة سبأ ،ولكن لا أحد يستطيع أن يقول إن سليمان كان مرسلا إليهم إطلاقا ، بل إن القصة تكاد تكون واضحة أن سليمان تصرف معهم تصرف الملك وإسلام الملكة إنما كان لما رأت من عظمة ملك سليمان وإنما أوتيه لا يقدر على مثله الملوك الذين يعتمدون على الأسباب المعتادة.
لقد كان يوسف من المصريين بحكم التربية والولاء حتى أن أبوه يعقوب عليه السلام جاء إلى مصر مع بقية إخوة يوسف وهناك عاش وتكاثر بنو إسرائيل فلا إشكال في المسألة.
ولم ينفصل الإسرائليون عن المصريين إلا زمن الخروج على يد موسى عليه السلام وعليه نقول إن موسى حينما أرسل إلى فرعون لم يخرج عن كونه مرسل إلى قومه خاصة.
أما إبراهيم عليه السلام فقد أرسل إلى قومه فقط فكذبوه وأرادو أن يقتلوه ويحرقوه فأنجاه الله ،ثم هاجر بعدها وسكن الأرض المباركة وليس هناك دليل على أنه أرسل إلى غير قومه.
أما ملك مصر فليس هناك دليل على أن إبراهيم أرسل إليه.
أما الحجازيين فلم يكن هناك أحد ، حيث ترك إبراهيم هاجر وإسماعيل بوادي مكة وليس به أحد ودعا دعواته المشهورة.
أما بناء البيت فكان من أوامر شريعته التي كان مكلفا بها هو أبناؤه إسماعيل وإسحاق الذين وعد الله أن يجعل منهما أمم كثيرة.
وأما الأذان بالحج في الناس فلا يلزم منه أنه أرسل إلى البشرية كافة ، وإنما ليكون أمة يقتدي به في ذلك ذريته وليكون ذلك تهئية للرسالة الخاتمة التي حملها سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم للبشرية جمعاء ومن تأمل خط سير دعوة إبراهيم عليه الصلاة والسلام اتضح له ذلك بجلاء.
قال تبارك وتعالى:
(وَإِذْ يَرْفَعُ إِبْرَاهِيمُ الْقَوَاعِدَ مِنَ الْبَيْتِ وَإِسْمَاعِيلُ رَبَّنَا تَقَبَّلْ مِنَّا إِنَّكَ أَنتَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ (127) رَبَّنَا وَاجْعَلْنَا مُسْلِمَيْنِ لَكَ وَمِن ذُرِّيَّتِنَا أُمَّةً مُّسْلِمَةً لَّكَ وَأَرِنَا مَنَاسِكَنَا وَتُبْ عَلَيْنَا إِنَّكَ أَنتَ التَّوَّابُ الرَّحِيمُ (128) رَبَّنَا وَابْعَثْ فِيهِمْ رَسُولاً مِّنْهُمْ يَتْلُو عَلَيْهِمْ آيَاتِكَ وَيُعَلِّمُهُمُ الْكِتَابَ وَالْحِكْمَةَ وَيُزَكِّيهِمْ إِنَّكَ أَنتَ العَزِيزُ الحَكِيمُ (129) وَمَن يَرْغَبُ عَن مِّلَّةِ إِبْرَاهِيمَ إِلاَّ مَن سَفِهَ نَفْسَهُ وَلَقَدِ اصْطَفَيْنَاهُ فِي الدُّنْيَا وَإِنَّهُ فِي الآخِرَةِ لَمِنَ الصَّالِحِينَ (130) إِذْ قَالَ لَهُ رَبُّهُ أَسْلِمْ قَالَ أَسْلَمْتُ لِرَبِّ الْعَالَمِينَ (131) وَوَصَّى بِهَا إِبْرَاهِيمُ بَنِيهِ وَيَعْقُوبُ يَا بَنِيَّ إِنَّ اللّهَ اصْطَفَى لَكُمُ الدِّينَ فَلاَ تَمُوتُنَّ إَلاَّ وَأَنتُم مُّسْلِمُونَ (132) أَمْ كُنتُمْ شُهَدَاء إِذْ حَضَرَ يَعْقُوبَ الْمَوْتُ إِذْ قَالَ لِبَنِيهِ مَا تَعْبُدُونَ مِن بَعْدِي قَالُواْ نَعْبُدُ إِلَـهَكَ وَإِلَـهَ آبَائِكَ إِبْرَاهِيمَ وَإِسْمَاعِيلَ وَإِسْحَاقَ إِلَـهاً وَاحِداً وَنَحْنُ لَهُ مُسْلِمُونَ (133)) سورة البقرة
وقال تبارك وتعالى:
(فَأَرَادُوا بِهِ كَيْداً فَجَعَلْنَاهُمُ الْأَسْفَلِينَ (98) وَقَالَ إِنِّي ذَاهِبٌ إِلَى رَبِّي سَيَهْدِينِ (99) رَبِّ هَبْ لِي مِنَ الصَّالِحِينَ (100) فَبَشَّرْنَاهُ بِغُلَامٍ حَلِيمٍ (101) فَلَمَّا بَلَغَ مَعَهُ السَّعْيَ قَالَ يَا بُنَيَّ إِنِّي أَرَى فِي الْمَنَامِ أَنِّي أَذْبَحُكَ فَانظُرْ مَاذَا تَرَى قَالَ يَا أَبَتِ افْعَلْ مَا تُؤْمَرُ سَتَجِدُنِي إِن شَاء اللَّهُ مِنَ الصَّابِرِينَ (102) فَلَمَّا أَسْلَمَا وَتَلَّهُ لِلْجَبِينِ (103) وَنَادَيْنَاهُ أَنْ يَا إِبْرَاهِيمُ (104) قَدْ صَدَّقْتَ الرُّؤْيَا إِنَّا كَذَلِكَ نَجْزِي الْمُحْسِنِينَ (105) إِنَّ هَذَا لَهُوَ الْبَلَاء الْمُبِينُ (106) وَفَدَيْنَاهُ بِذِبْحٍ عَظِيمٍ (107) وَتَرَكْنَا عَلَيْهِ فِي الْآخِرِينَ (108) سَلَامٌ عَلَى إِبْرَاهِيمَ (109) كَذَلِكَ نَجْزِي الْمُحْسِنِينَ (110) إِنَّهُ مِنْ عِبَادِنَا الْمُؤْمِنِينَ (111) وَبَشَّرْنَاهُ بِإِسْحَاقَ نَبِيّاً مِّنَ الصَّالِحِينَ (112) وَبَارَكْنَا عَلَيْهِ وَعَلَى إِسْحَاقَ وَمِن ذُرِّيَّتِهِمَا مُحْسِنٌ وَظَالِمٌ لِّنَفْسِهِ مُبِينٌ (113)) سورة الصافات