بسم الله الرحمن الرحيم
الحلقة السابعة عشرة - خلاصة الفكر شرح طيبة النشر - بَابُ الهَمْزَتَيْنِ مِنْ كَلِمَةٍ
بَابُ الهَمْزَتَيْنِ مِنْ كَلِمَةٍ (22)
قال الإمام ابن الجزري رحمه الله :-
[175] ثَانِيهِمَا سَهِّلْ غِنَى حِرْمٍ حَلاَ * * * وَخُلْفُ ذِي الْفَتْحِ لَوىَ أَبْدِلْ جَلاَ
[176] خُلْفًا .................................................. ..........
هذا الباب ذكر فيه الناظم رحمه الله مذاهب القراء والرواة في الهمزتين المتتابعتين من كلمة ، والهمزة الأولى منهما لا بد أن تكون مفتوحة وأما الثانية فتكون بالفتح أو بالكسر أو بالضم كما قال الإمام الشاطبي رحمه الله :- وَأَضْرُبُ جَمْعِ الْهَمْزَتَيْنِ ثَلاَثَةٌ ... ءأَنْذَرْتَهُمْ أَمْ لَمْ أَئِنَّا أَءُنْزِلاَ
، قال الناظم الإمام ابن الجزري رحمه الله :- ((ثَانِيهِمَا سَهِّلْ غِنَى حِرْمٍ حَلاَ)) أي قرأ المرموز لهم بـ (غ) ، (حرم) ، (حلا) وهم رويس والمدنيان والمكي والبصري قرءوا بتسهيل الهمزة الثانية من الهمزتين سواء كانت الثانية مفتوحة نحو :- (أَأَنذَرْتَهُمْ) (البقرة : 6) ، أو مكسورة :- (أَإِلَهٌ) (النمل : 62،61،60) أو مضمومة :- (أَؤُنَبِّئُكُم) (آل عمران :15) ، (*) وهم على أصولهم ؛ فرويس وورش وابن كثير المكي بالتسهيل بلا إدخال ، وقالون وأبو جعفر المدني وأبو عمرو البصري بالتسهيل مع الإدخال ، ويزاد لكل من أبي عمرو وقالون وجه ثاني إن كانت الهمزة الثانية مضمومة ، وهو التسهيل بغير إدخال ، كما ذكر ذلك في آخر الباب بقوله :-
وَالمَدُّ قَبْلَ الْفَتْحِ وَالكَسْرِ حَجَرْ * * * بِنْ ثِقْ لَهُ الخُلْفُ وَقَبْلَ الضَّمِّ ثَرْ
وَالْخُلْفُ حُزْ بِي لُذْ ........ * * * .........................
وقد وقعت الهمزة الثانية مضمومة في ثلاثة مواضع اتفاقًا :-
(أَؤُنَبِّئُكُم) (آل عمران :15) ، (أَأُنزِلَ عَلَيْهِ الذِّكْرُ) (ص :8) ، (أَؤُلْقِيَ الذِّكْرُ عَلَيْهِ) (القمر : 25)
، وفي موضع واحد للمدنيين فقط ، وهو قوله تعالى :- (أَأُشْهِدُوا خَلْقَهُمْ) (الزخرف : 19) .
كما قال في الفرش : [907] أَشَهِدُوا اقْرَأْهُ ءَأُشْهِدُوا مَدَا ...
هامش : (*) الهمزة المسهلة تكون بين الهمز وبين الحرف الذي منه شكل الهمز كما قال الإمام الشاطبي رحمه الله :- وَالْمُسَهَّلُ بَيْنَ مَا ... هُوَ الْهَمْزُ وَالحَرْفِ الَّذِي مِنهُ أُشْكِلاَ ؛ فمثلا تسهيل الهمزة المكسورة يكون بين الهمزة المكسورة وبين حرف المد الذي منه جنس الكسرة وهو الياء المدية ، وتسهيل الهمزة المفتوحة يكون بين الهمزة المفتوحة وبين الألف المدية ، وتسهيل المضمومة يكون بين الهمزة المضمومة وبين الواو المدّية .
ثم قال الناظم :- ((وَخُلْفُ ذِي الْفَتْحِ لَوىَ أَبْدِلْ جَلاَ.خُلْفًا)) أي قرأ المرموز له باللام وهو هشام الهمزتين المفتوحتين من كلمة نحو :- (أَأَنذَرْتَهُمْ) (البقرة : 6) ، (أَأَلِدُ) (هود : 72) بالتسهيل مع الإدخال بخلف عنه كما سيأتي في قوله :- وَالمَدُّ قَبْلَ الْفَتْحِ وَالكَسْرِ حَجَرْ * * * بِنْ ثِقْ لَهُ الخُلْفُ ، والوجه الثاني هو التحقيق مع الإدخال (وجهان للحلواني)، وله وجه ثالث وهو التحقيق بلا إدخال (وجه الداجوني) ، وهناك مواضع أخرى فيها تفصيل كموضع الأحقاف :- (أَذْهَبْتُمْ) (20) فقد قرأه هشام مستفهما بهمزتين بأربعة أوجه :- التسهيل مع الإدخال (طريق الحلواني والداجوني) ، والتحقيق مع الإدخال (طريق الحلواني والداجوني) ، والتحقيق بغير إدخال (الداجوني) ، والتسهيل بغير إدخال (الداجوني) ، وهو وجه صحيح ثابت وإن أغفله بعض المصنفين .
وأما إن كانت الثانية مضمومة وهو في ثلاثة مواضع كما سبق فإن له (هشام) في الموضع الأول :- (أَؤُنَبِّئُكُم) (آل عمران :15) التحقيق مع الإدخال وعدمه ، وفي الموضعين الآخرين (أَأُنزِلَ عَلَيْهِ الذِّكْرُ) (ص :8) ، (أَؤُلْقِيَ الذِّكْرُ عَلَيْهِ) (القمر : 25) الأوجه الثلاثة المتقدة التسهيل مع الإدخال والتحقيق مع الإدخال (وجهان للحلواني)، والتحقيق بلا إدخال (وجه الداجوني) ، وهذا ما عبر عنه الناظم – في ما سيأتي - بقوله :- وَعَنْهُ أَوَّلاَ * * * كَشُعْبَةٍ وَغَيْرُهُ امْدُدْ سَهِّلاَ.
وأما عند كسر الثانية لهشام نحو :- (أَإِلَهٌ) (النمل : 62،61،60) فقد ذكر كثير من الأئمة كابن غلبون وابن بليمة ومكي لهشام الإدخال قولا واحدا في سبعة مواضع ؛ فيكون لهشام وجهان تحقيق مع إدخال (طريق الحلواني) ، والتحقيق بغير إدخال (طريق الداجوني) ، والمواضع هي :-
1- (إِنَّكُمْ لَتَأْتُونَ الرِّجَالَ شَهْوَةً) (الأعراف: 81) . 2- (أَئِنَّ لَنَا لَأَجْراً) (الأعراف : 113) .
3- (أَئِنَّ لَنَا لَأَجْراً) (الشعراء : 41) . 4- (أَئِذَا مَا مِتُّ) (مريم: 66) .
5- (أَئِنَّكَ لَمِنَ المُصَدِّقِينَ) (الصافات: 52) . 6- (أَئِفْكًا آلِهَةً) (الصافات : 86) .
7- (أَئِنَّكُمْ لَتَكْفُرُونَ) (فصلت : 9) ويزاد له هنا وجه ثالث وهو التسهيل مع الإدخال .
نعود إلى قول الناظم رحمه الله :- ثَانِيهِمَا سَهِّلْ غِنَى حِرْمٍ حَلاَ * * * وَخُلْفُ ذِي الْفَتْحِ لَوىَ أَبْدِلْ جَلاَ[176] خُلْفًا .......................
تحرير هام لهشام :- عند كسر الثانية يختص وجه التحقيق بغير إدخال بوجه المد (في المنفصل) ، ويختص وجه القصر بوجه الفصل مع تحقيق الهمز وقفا ، هذا باستثناء المواضع السبعة السابقة ؛ فإنها توافق التحرير السابق في اختصاص وجه القصر بوجه الفصل ، ولكن على المد الوجهان (التحقيق مع الإدخال ، والتحقيق بغير إدخال ) .
قوله :- ((أَبْدِلْ جَلاَ . خُلْفًا)) أي قرأ المرموز له بالجيم وهو الأزرق الهمزتين المفتوحتين من كلمة نحو :- (أَأَنذَرْتَهُمْ) (البقرة : 6) بإبدال الثانية ألفا مدّية بخلف عنه ، والوجه الثاني التسهيل على ما تقدم من قوله :- ((ثَانِيهِمَا سَهِّلْ غِنَى حِرْمٍ حَلاَ)) ، والإبدال مقدم ويكون مع المد المشبع إذا أتى بعد الهمزة المبدلة ساكن كما في المثال السابق (أَأَنذَرْتَهُمْ) (البقرة : 6) ، والإبدال مع القصر إذا أتى بعد الهمزة المبدلة متحرك نحو :- (أَأَلِدُ) (هود : 72) .
تنبيه هام
عند الوقف على قوله تعالى (أَأَنتَ) (الأنبياء : 62وفي غيرها) ، وقوله سبحانه (أَرَأَيْتَ) (الفرقان : 43 وفي غيرها) للأزرق يكون بالتسهيل فقط ولا يصح وجه الإبدال ؛ لئلا تثقل الكلمة باجتماع ثلاثة سواكن كما نص العلماء ، قال العلامة الطيبي - رحمه الله- في التنوير :-
ونحو ءآأنتَ أريتَ إنْ تقفْ ... للأزرق امنعْ بدَلا فيه وُصِفْ
وَقِفْ بتسهيل فقط إذ يمتنع ... ثلاثةٌ سواكنٌ أن تجتمع
إنْ أُظْهِرَت لا كصوآفّ شددا ... فالوقفُ بالسكون فيه وَرَدَا
فائدة : ليس للأصبهاني عن ورش عند فتح الهمزة الثانية إلا التسهيل بغير إدخال ، وليس له وجه إبدال الثانية ألفا كالأزرق ، قال العلامة الإبياري رحمه الله في منحة مولي البر :-والفتح لا تبدل للأصبهاني...انتهى .
توضيح لمذاهب القراء في الهَمْزَتَيْنِ مِنْ كَلِمَةٍ (عند فتح الهمزة الثانية) نحو : (ءأَنْذَرْتَهُمْ )
التحقيق ....... التحقيق مع الإدخال ........ التسهيل........ التسهيل مع الإدخال .... الإبدال
الكوفيون.......................................غنى ...................قالون ................
روح.........................................الأصبه اني...............أبو جعفر................
ابن ذكوان.....................................الأزرق.. ..............حـلا............الأزرق
لوى..................لوى.................... ابن كثير...............لـوى ................
توضيح لمذاهب القراء في الهَمْزَتَيْنِ مِنْ كَلِمَةٍ (عند كسر الهمزة الثانية) نحو : (أَئِنَّا)
التحقيق ..................التحقيق مع الإدخال ......... التسهيل .......... التسهيل مع الإدخال
الكوفيون.......................................... ........غنى ....................قالون
روح............................................... .......ورش..................أبو جعفر
ابن ذكوان............................................. ..ابن كثير...................حلا
لوى...............................لوى............. .....................................
(أَئِنَّكُمْ) (فصلت)لوى..................لوى.................... ..........................لوى
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــ
توضيح لمذاهب القراء في الهَمْزَتَيْنِ مِنْ كَلِمَةٍ (عند ضم الهمزة الثانية) نحو: (أَءُنْزِلَ) ، (أَؤُلْقِيَ)
التحقيق ..................التحقيق مع الإدخال ....... التسهيـل ........ التسهيل مع الإدخال
الكوفيون.......................................... ........غنى .....................قالون
روح............................................... .......ورش...................أبو جعفر
ابن ذكوان............................................. ..ابن كثير.......................
.................................................. ........ حز.....................حز (بخلف)
.................................................. ..........بي......................بي (بخلف)
لذ ...............................لذ................. ...............................لذ
(*) (أَؤُنَبِّئُكُمْ) لذ .................لذ............................... ....................
(*) (أَأُشْهِدُوا) (الزخرف) بالإخبار لكل القراء إلا المدنيين ........المدنيان ............قالون وأبو جعفر
قال الإمام ابن الجزري رحمه الله :-
[176] ..... وَغَيْرُ المَكِّ أَنْ يُؤْتَى أَحَدْ * * * يُخْبِرُ أَنْ كَانَ رَوَى اعْلَمْ حَبْرُ عَدْ
[177] وَحُقِّقَتْ شِمْ فِي صَبَا ........... * * * .............................
قوله ((وَغَيْرُ المَكِّ أَنْ يُؤْتَى أَحَدْ * * * يُخْبِرُ)) يعني قرأ كل القراء إلا المكي قوله تعالى :- (أَن يُؤْتَى أَحَدٌ) (آل عمران : 73) بهمزة واحدة على الإخبار ، وقرأه المكي منفردا بهمزتين على الاستفهام مع التسهيل على أصله (أَأَن يُؤْتَى أَحَدٌ) .
، ثم قال :- ((أَنْ كَانَ رَوَى اعْلَمْ حَبْرُ عَدْ)) أي قرأ المرموز لهم بـ (روى) ، (ا) ، (حبر) ، (ع) وهم الكسائي وخلف العاشر ونافع وابن كثير وأبو عمرو وحفص قرءوا قوله تعالى :- (أَن كَانَ ذَا مَالٍ وَبَنِينَ) (القلم : 14) بهمزة واحدة على الإخبار (عطفا على قوله : يخبر) ، وقرأ الباقون بالاستفهام ، وهم حمزة وأبو جعفر ويعقوب وشعبة وابن عامر ، ثم قال :- ((وَحُقِّقَتْ شِمْ فِي صَبَا)) أي قرأ بالتحقيق من هؤلاء المستفهمين المرموز لهم بـ (ش) ، (ف) ، (ص) وهم روح وحمزة وشعبة ، وقرأ باقي المستفهمين بالتسهيل وهم أبو جعفر ورويس وابن عامر ، وهم على أصولهم فأبو جعفر بالتسهيل مع الإدخال ، ورويس بالتسهيل بغير إدخال ، وقرأ هشام بالتسهيل مع الإدخال (الحلواني) والتسهيل بغير إدخال (الداجوني) ، وقرأ ابن ذكوان بالتسهيل مع الإدخال وعدمه (لابن الأخرم والرملي) ، والتسهيل بغير إدخال وجهًا واحدًا (للنقاش والمطوعي) كما ذكر له الخلاف في الإدخال في آخر الباب بقوله :- ((أَنْ كَانَ أَعْجَمِىُّ خُلْفٌ مُلِيَا)) .
توضيح لمذاهب القراء والرواة في (أَن كَانَ ذَا مَالٍ وَبَنِينَ) (القلم : 14)
إخبـار .........تحـقيق............ التسهيـل ......... التسهيل مع الإدخال
روى ..............شم.................رويس............. ......أبو جعفر......
اعلم ...............في..................هشام........... ...........هشام.......
حبر ...............صبا ...............مُـلِـيَا .................. مُـلِـيَا.....
عد .................................................. .........................
قال الإمام ابن الجزري رحمه الله :-
[177] .........................وَأَعْجَمِي * * * حَم شِدْ صُحْبَةَ أَخْبِرْ زِدْ لُمِ
[178] غُصْ خُلْفُهُمْ ......................* * * ........................
أي قرأ المرموز لهم بـ (ش) ، (صحبة) وهم روح وشعبة وحمزة والكسائي وخلف العاشر قرءوا قوله تعالى :- (أَأَعْجَمِيٌّ) بسورة حم (فصلت: 44) بتحقيق الهمزة الثانية (عطفا على قوله : وحققت ..) ، ثم قال :- ((أَخْبِرْ زِدْ لُمِ.غُصْ خُلْفُهُمْ)) أي وقرأ المرموز لهم بـ (ز) ، (ل) ، (غ) وهم قنبل وهشام ورويس بخلف عنهم قرءوا قوله تعالى :- (أَأَعْجَمِيٌّ) بسورة حم (فصلت: 44) بالإخبار أي بهمزة واحدة في وجه ، وقرأ الباقون وهم حفص والمدنيان وأبو عمرو وابن ذكوان والبزي ووافقهم قنبل وهشام ورويس في وجههم الثاني بالاستفهام مع التسهيل ، وهم على أصولهم في الإدخال كما سيذكر : وَالمَدُّ قَبْلَ الْفَتْحِ وَالكَسْرِ حَجَرْ * * * بِنْ ثِقْ لَهُ الخُلْفُ ؛ فقرأ قالون وأبو جعفر وأبو عمرو وهشام في وجهه الثاني وابن ذكوان في وجه بالتسهيل مع الإدخال ، كما ذكر له الخلاف في الإدخال في آخر الباب بقوله :- ((أَنْ كَانَ أَعْجَمِىُّ خُلْفٌ مُلِيَا)) .
وقرأ الأصبهاني وحفص والبزي وجهًا واحدًا وقنبل ورويس وابن ذكوان في وجههم الثاني وهشام في وجهه الثالث والأزرق في وجه بالتسهيل بغير إدخال ، وللأزرق وجهه آخر مقدم ، وهو الإبدال مع الإشباع ؛ لقول الناظم :- ذِي الْفَتْحِ ...أَبْدِلْ جَلاَ.خُلْفًا...
توضيح لمذاهب القراء والرواة في (أَأَعْجَمِيٌّ) بسورة حم (فصلت: 44)
إخبــار ........تحقـيـق.....التسهيل مع الإدخال........التسهيــل ............الإبـدال
زد (بخلف)..........شد................................ ....ابن كثـير.......................
لـم (بخلف).......صحبة.............. هشام..................هشام........................ .
غص (بخلف)........................ أبو عمرو..................غص..........................
.......................................مُـلِي َ................مُـلِـيَا.................... ..
..................................... أبو جعفر................ حفص.......................
....................................... قالون................الأصبهاني.................... ..
.................................................. ..........جـلا (خلفا).............الأزرق
فائدة : وجه الاستفهام مع التسهيل والإدخال لهشام في قوله تعالى (أَأَعْجَمِيٌّ) (فصلت : 44) ، ووجها رويس وقنبل بالإخبار هي وجوه زائدة للنشر على طريق الشاطبية والتيسير والدرة والتحبير ؛ قال العلامة الإبياري رحمه الله في منحة مولي البر :- وسل أَأَعْجَمِي . لنا وأخبِرَنَّهَا غيثٌ زَكِي.انتهى.
تحريرات هامة
*قرأ الحلواني عن هشام بالتسهيل مع الإدخال على قصر وتوسط المنفصل ، وقرأ بالإخبار أيضا مع القصر والتوسط ، ويمتنع له الاستفهام مع القصر وترك الغنة .
* قرأ الداجوني بالتسهيل بغير إدخال والإخبار وعليه تمتنع الغنة .
* قرأ ابن الأخرم عن الأخفش والرملي عن الصوري عن ابن ذكوان بالإدخال وعدمه ، وقرأ النقاش والمطوعي بالتسهيل بغير إدخال ، ويختص سكت ابن الأخرم والرملي بعدم الإدخال ، وتمتنع الغنة للرملي عند اللام وتتعين على الراء مع الإدخال .
* الإخبار لرويس من طريق أبي الطيب من غاية أبي العلاء ، ولا يأتي الإخبار إلا على المد ولا يأتي الإخبار مع الغنة .
قال الإمام ابن الجزري رحمه الله :-
[178] ....... أَذْهَبْتُمُ اتْلُ حُزْ كَفَا * * * وَدِنْ ثَنَا إِنَّكْ َلأَنْتَ يُوسُفَا
أي قرأ المرموز لهم بـ (ا) ، (ح) ، (كفا) وهم نافع وأبو عمرو والكوفيون قرءوا قوله تعالى :- (أَذْهَبْتُمْ طَيِّبَاتِكُمْ) (الأحقاف: 20) بهمزة واحدة على الإخبار (عطفا على قوله :أخبر..) ، وقرأ الباقون بالاستفهام ، وهم أبو جعفر ويعقوب وابن عامر وابن كثير ، وهم على أصولهم فأبو جعفر بالتسهيل مع الإدخال ، وقرأ رويس وابن كثير وهشام في وجه (الداجوني) بالتسهيل بغير إدخال ، ولهشام ثلاثة أوجه أخرى :- التسهيل مع الإدخال (طريق الحلواني والداجوني) ، والتحقيق مع الإدخال (طريق الحلواني والداجوني) ، والتحقيق بغير إدخال (الداجوني) ، وقرأ ابن ذكوان وروح بالتحقيق بغير إدخال .
توضيح لمذاهب القراء والرواة في (أَذْهَبْتُمْ طَيِّبَاتِكُمْ) (الأحقاف: 20)
إخبــار ................تحقـيق........... التسهيل مع الإدخال...............التسهيــل
اتل.........................روح................... .................................رويس
حز................................................ .أبو جعفر.......................ابن كثير
كفا......................ابن ذكوان............................................. ..........
هشام.......................هشام................... ...هشام.........................هشام
ثم قال الناظم :- ((وَدِنْ ثَنَا إِنَّكْ َلأَنْتَ يُوسُفَا)) أي قرأ المرموز لهما بالدال والثاء وهما ابن كثير وأبو جعفر قوله تعالى :- (قَالُوا أَئِنَّكَ لأَنْتَ يُوسُفُ) (يوسف: 90) بهمزة واحدة على الإخبار (عطفا على قوله : أخبر ..) ، وقرأ الباقون بهمزتين على الاستفهام ، وهم نافع وابن عامر والبصريان والكوفيون وهم على أصولهم ، فقالون وأبو عمرو بالتسهيل مع الإدخال ، وقرأ ورش ورويس بالتسهيل بغير إدخال ، وقرأ هشام بالتحقيق مع الإدخال وعدمه كما سيأتي في قوله :- وَالمَدُّ قَبْلَ الْفَتْحِ وَالكَسْرِ حَجَرْ * * * بِنْ ثِقْ لَهُ الخُلْفُ ، وقرأ ابن ذكوان وروح والكوفيون بالتحقيق بغير إدخال .
توضيح لمذاهب القراء والرواة في (أَئِنَّكَ لأَنْتَ) (يوسف: 90)
إخبــار ..... التسهيل مع الإدخال......التسهيــل ....... تحقـيق ......تحقيق مع الإدخال
دن.....................قالون................ورش... .......الكوفيون .......................
ثـنا.........................................رويس ...........روح ........................
.................................................. ......... ابن ذكوان .....................
.....................أبو عمرو.................................. هشام ............هشـام....
تحرير هام لهشام : الجمهور عن الحلواني على الإدخال وروى عنه عدم الإدخال في المبهج من طريق الجمال ، وطريقه توسط المنفصل وتحقيق الهمز وقفا ، والجمهور عن الداجوني على عدم الإدخال ، وروى عنه في المبهج الإدخال من طريق الشذّائي ، وقطع به أبو العلاء في الغاية ونص عليه الداني ، ولا يأتي على قصر الحلواني إلا التحقيق مع الإدخال ، وباقي الأوجه لهشام جائزة على التوسط من طريقيه .
قال الإمام ابن الجزري رحمه الله :-
[179] وَءَائِذَا مَا مُتُّ بِالْخُلْفِ مَتَى * * * إِنَّا لَمُغْرَمُونَ غَيْرُ شُعْبَتَا
أي قرأ المرموز له بالميم وهو ابن ذكوان قوله تعالى :- (أَئِذَا مَا مِتُّ ) (مريم : 66) بهمزة واحدة على الإخبار بخلف عنه (عطفا على قوله : أخبر ..) ، وقرأ الباقون وابن ذكوان في وجهه الثاني بهمزتين على الاستفهام ، وهم على أصولهم ، فقالون وأبو جعفر وأبو عمرو بالتسهيل مع الإدخال ، وقرأ هشام بالتحقيق مع الإدخال وعدمه كما سيأتي في قوله :- وَالمَدُّ قَبْلَ الْفَتْحِ وَالكَسْرِ حَجَرْ * * * بِنْ ثِقْ لَهُ الخُلْفُ ، وقرأ ورش وابن كثير ورويس بالتسهيل بغير إدخال ، وقرأ روح وابن ذكوان والكوفيون بالتحقيق بغير إدخال .
توضيح لمذاهب القراء والرواة في (أَئِذَا مَا مِتُّ ) (مريم : 66)
إخبــار ... التسهيل مع الإدخال.......التسهيــل .......... تحقـيق ......تحقيق مع الإدخال
مـتى..................قالون................ورش.... ..........متـى........................
......................أبو جعفر.............ابن كثير.............هشام ............هشـام ....
......................أبو عمرو..............رويس..............روح ........................
.................................................. ............الكوفيون ......................
ثم قال :- ((إِنَّا لَمُغْرَمُونَ غَيْرُ شُعْبَتَا)) أي قرأ كل القراء إلا شعبة قوله تعالى :- (إِنَّا لَمُغْرَمُونَ) (الواقعة : 66) بهمزة واحدة على الإخبار (عطفا على قوله : أخبر ..) ، وقرأ شعبة منفردا بهمزتين على الاستفهام مع التحقيق بغير إدخال على أصله .
قال الإمام ابن الجزري رحمه الله :-
[180] أَئِنَّكُمْ َلاْعَرافَ عَنْ مَدًا أَئِنْ * * * لَناَ بِهَا حِرْمٌ عَلاَ ................
أي قرأ المرموز لهم بـ (ع) ، (مدًا) وهم حفص والمدنيان قوله تعالى :- (إِنَّكُمْ لَتَأْتُونَ الرِّجَالَ) (الأعراف: 81) بهمزة واحدة على الإخبار (عطفا على قوله : أخبر ..) ، وقرأ الباقون بهمزتين على الإستفهام ، وهم على أصولهم ، فأبو عمرو بالتسهيل مع الإدخال ، وقرأ ابن كثير ورويس بالتسهيل بغير إدخال ، وقرأ هشام بالتحقيق مع الإدخال وعدمه كما سيأتي في قوله :- وَالمَدُّ قَبْلَ الْفَتْحِ وَالكَسْرِ حَجَرْ * * * بِنْ ثِقْ لَهُ الخُلْفُ ، وقرأ روح وابن ذكوان وشعبة وحمزة والكسائي وخلف العاشر بالتحقيق بغير إدخال .
توضيح لمذاهب القراء والرواة في (إِنَّكُمْ لَتَأْتُونَ الرِّجَالَ) (الأعراف: 81)
إخبــار ... التسهيل مع الإدخال........التسهيــل ....... تحقـيـق .....تحقيق مع الإدخال
عـن............................................... ..........شعبة.........................
مـدًا.............أبو عمرو.................ابن كثير............هشام ............هشـام ....
.............................................رويس. ...........روح ........................
.................................................. ..........ابن ذكوان......................
.................................................. .............شفـا........................
ثم قال :- ((أَئِنْ . لَناَ بِهَا حِرْمٌ عَلاَ)) أي قرأ المرموز لهم بـ (حرم) ، (ع) وهم المدنيان والمكي (الحرميون) وحفص عن عاصم قرءوا قوله تعالى :- (إِنَّ لَنَا) ((بها)) أي بنفس السورة (الأعراف: 113) بهمزة واحدة على الإخبار (عطفا على قوله : أخبر ..) ، وقرأ الباقون بهمزتين على الاستفهام ، وهم على أصولهم ، فأبو عمرو بالتسهيل مع الإدخال ، وقرأ رويس بالتسهيل بغير إدخال ، وقرأ هشام بالتحقيق مع الإدخال وعدمه ،
كما سيأتي في قوله :- وَالمَدُّ قَبْلَ الْفَتْحِ وَالكَسْرِ حَجَرْ * * * بِنْ ثِقْ لَهُ الخُلْفُ
وقرأ ابن ذكوان وروح وشعبة وحمزة والكسائي وخلف العاشر بالتحقيق بغير إدخال .
توضيح لمذاهب القراء والرواة في (إِنَّ لَنَا) (الأعراف: 113)
إخبــار ..... التسهيل مع الإدخال........التسهيــل ...... تحقـيـق .....تحقيق مع الإدخال
حـرم.............................................. ...........شعبة.........................
عـلا...............أبو عمرو...................................هشام ...........هشـام ....
.............................................رويس. ............روح ........................
.................................................. ...........ابن ذكوان......................
.................................................. ..............شفـا........................
تحرير هام لهشام : لا يأتي على قصر الحلواني إلا التحقيق مع الإدخال ، وباقي الأوجه لهشام جائزة على التوسط من طريقيه .
قال الإمام ابن الجزري رحمه الله :-
[180] ......................... * * * .................. وَالْخُلْفُ زِنْ
[181] آمَنْتُمُو طَهَ وَفِي الثَّلاَثِ عَنْ * * * حَفْصٍ رُوَيْسٍ اَلاصْبَهَانِيْ أَخْبِرَنْ
[182] وَحَقَّقَ الثَّلاَثَ لِي الْخُلْفُ شَفَا * * * صِفْ شِمْ ................
أي قرأ المرموز له بالزاي وهو قنبل قوله تعالى :- (آمَنتُمْ) بسورة طه (71) بهمزة واحدة على الإخبار بخلف عنه (عطفا على قوله : أخبر ..) ، والوجه الثاني لقنبل قراءتها بهمزتين على الاستفهام (أَآمَنتُمْ) على أصله من تسهيل الثانية ، ثم قال :- ((وَفِي الثَّلاَثِ عَنْ .حَفْصٍ رُوَيْسٍ اَلاصْبَهَانِيْ أَخْبِرَنْ)) أي قرأ حفص ورويس والأصبهاني المواضع الثلاثة لقوله تعالى :- (آمَنتُمْ) (طه : 71) ، (الأعراف: 123) ، (الشعراء : 49) بهمزة واحدة على الإخبار ، وقرأ الباقون بهمزتين على الاستفهام وجها واحدا إلا قنبلا فله الخلاف في الموضع الأول فقط كما تقدم ،
ويزاد لقنبل في موضع الأعراف (123) وجهان وصلا ، وهما إبدال الهمزة الأولى واوا مع تسهيل الثانية أو تحقيقها وصلا بما قبلها :- (قَالَ فِرْعَوْنُ أَآمَنتُم) كما سيأتي بعد في قوله :-
وَالْمُلْكَ وَالأَعْرَافَ الاُولى أَبْدِلاَ * * * فِي الْوَصْلِ وَاوًا زُرْ وَثَانٍ سَهَّلاَ.بِخُلْفِهِ.
فائدة : قرأ الأصبهاني عن ورش المواضع الثلاثة (آمَنتُمْ) ، وهذا وجه زائد من النشر على الشاطبية والتيسير ؛ قال العلامة الإبياري رحمه الله في منحة مولي البر :- للأصبهاني.آمنتمُ أخبر له .. انتهى .
...انتهى .
ثم قال الناظم :- ((وَحَقَّقَ الثَّلاَثَ لِي الْخُلْفُ شَفَا.صِفْ شِمْ)) أي قرأ المرموز لهم بـ (ل) ، (شفا) ، (ص) ، (ش) وهم هشام بخلف عنه وحمزة والكسائي وخلف العاشر وروح بتحقيق الهمزة الثانية في المواضع الثلاثة لقوله تعالى :- (آمَنتُمْ) (طه : 71) ، (الأعراف: 123) ، (الشعراء: 49) ، وقرأ الباقون وهم الأزرق وقالون والبزي وأبو عمرو وابن ذكوان وهشام في وجهه الثاني بتسهيل الهمزة الثانية ، ويلاحظ أن للأزرق ثلاثة البدل ، ولكن ليس له إبدال الهمزة الثانية حرف مد هنا ؛ لئلا يلتبس الاستفهام بالخبر ، وليس لأحد من القراء والرواة إدخال هنا كما سيخبر الناظم بعد بقوله :- وَالْبَدَلْ * * * وَالْفَصْلُ مِنْ نَحْوِ ءَءَامَنْتُمْ خَطَلْ .
فائدة : وجه هشام بالاستفهام مع التحقيق من (آمَنتُمْ) - المواضع الثلاثة - هو وجه زائد من النشر على الشاطبية والتيسير ؛ قال العلامة الإبياري رحمه الله في منحة مولي البر :- آمنتمُ ... تحقيقها . لي . انتهى .
توضيح لمذاهب القراء والرواة في (آمَنتُمْ) بسورة طه (71)
إخبار ....................استفهام مع التحقيق .........................استفهام مع التسهيل
زر (بخلف) .................................................. .................. زر
.................................................. ............................ البزي
.............................. لـي (بخلف) .................................... لـي
................................. شفـا .................................... ابن ذكوان
حفص............................. صف ..................................... أبو عمرو
رويس............................ شـم ......................................... قالون
الأصبهاني .................................................. .................... الأزرق
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ـــــــــــــ
توضيح لمذاهب القراء والرواة في (قَالَ فِرْعَوْنُ أَآمَنتُم) (الأعراف: 123)
إخبار ......................استفهام مع التحقيق ........................استفهام مع التسهيل
............................... لـي (بخلف) ................................... لـي
.................................. شفـا ................................... ابن ذكوان
حفص............................. صف .................................... أبو عمرو
رويس............................ شـم ....................................... قالون
الأصبهاني .................................................. .................. الأزرق
.................................................. ............................. البزي
.................................................. ............قنبل ابتداءً يحقق الأولى ويسهل الثانية ، وله وجهان وصلا بما قبل (أَآمَنتُم) ، وهما إبدال الهمزة الأولى واوا مع تسهيل الثانية ومع تحقيقها.
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
توضيح لمذاهب القراء والرواة في (آمَنتُمْ) (الشعراء: 49)
إخبار ...................استفهام مع التحقيق .............................استفهام مع التسهيل
.................................................. ................................ البزي
.................................................. ..................................قنبل
............................. لـي (بخلف) ......................................... لـي
................................. شفـا ......................................... ابن ذكوان
حفص............................ صف .......................................... أبو عمرو
رويس............................ شـم ........................................... قالون
الأصبهاني .................................................. ...................... الأزرق
قال الإمام ابن الجزري رحمه الله :-
[182] …………………… * * * …..……. ءَآلِهَتُنَا شَهْدٌ كَفَا
[183] وَالْمُلْكَ وَالأَعْرَافَ الاُولى أَبْدِلاَ * * * فِي الْوَصْلِ وَاوًا زُرْ وَثَانٍ سَهَّلاَ
[184] بِخُلْفِهِ ....................* * * ..................................
أي قرأ المرموز لهم بـ (ش) ، (كفا) وهم روح والكوفيون قرءوا قوله تعالى :- (وَقَالُوا أَآلِهَتُنَا) (الزخرف : 58) بهمزتين على الاستفهام مع تحقيق الهمزة الثانية (عطفا على قوله : وحقق..) ، وقرأ الباقون بهمزتين على الاستفهام مع تسهيل الهمزة الثانية ، ويلاحظ أن للأزرق ثلاثة البدل ، ولكن ليس له إبدال الهمزة الثانية حرف مد هنا ، وأنه لا إدخال لأحد من القراء والرواة هنا كما سيخبر الناظم بعد بقوله :- وَالْبَدَلْ * * * وَالْفَصْلُ مِنْ نَحْوِ ءَءَامَنْتُمْ خَطَلْ .
ثم قال الناظم :- ((وَالْمُلْكَ وَالأَعْرَافَ الاُولى أَبْدِلاَ * * * فِي الْوَصْلِ وَاوًا زُرْ وَثَانٍ سَهَّلاَ.بِخُلْفِهِ)) أي قرأ المرموز له بالزاي وهو قنبل وصلا قوله تعالى :- (وَإِلَيْهِ النُّشُورُ . أَأَمِنتُم) (الملك: 16،15) ، وقوله سبحانه :- (قَالَ فِرْعَوْنُ أَآمَنتُم) (الأعراف: 123) بوجهين الوجه الأول : إبدال الهمزة الأولى واوا مع تسهيل الثانية وصلا بما قبلها (ابن مجاهد) ، والوجه الثاني : إبدال الهمزة الأولى واوا مع تحقيق الثانية وصلا بما قبلها (ابن شنبوذ) ، وهذا معني قوله ((وَثَانٍ سَهَّلاَ.بِخُلْفِهِ)) يعني لقنبل في الهمزة الثانية وجهان التسهيل وخلفه وهو التحقيق .
فائدة : وجه الاستفهام لقنبل من (آمَنتُمْ) (طه : 71) مع تسهيل الثانية بغير إدخال على أصله ، ووجه إبداله الهمزة الأولى واوا مع تحقيق الثانية وصلا بما قبلها من قوله سبحانه (النُّشُورُ . أَأَمِنتُم) (الملك: 16،15) ، وقوله سبحانه :- (فِرْعَوْنُ أَآمَنتُم) (الأعراف: 123) هما وجهان زائدان من النشر على الشاطبية والتيسير ؛ قال العلامة الإبياري رحمه الله في منحة مولي البر :- واسْأَلَنْ طه وحُقِّقَ ملكُهَا ...الاعراف وصلا زُر.انتهى.
قال الإمام ابن الجزري رحمه الله :-
[184] .... أَئِنَّ الاَنْعَامَ اخْتُلِفْ * * * غَوْثٌ أَئِنَّ فُصِّلَتْ خُلْفٌ لَطُفْ
[185] أَأَسْجُدُ الْخِلاَفُ مِزْ .... * * * .........................
يعني قرأ المرموز له بالغين وهو رويس قوله تعالى :- (أَئِنَّكُمْ لَتَشْهَدُونَ) (الأنعام: 19) بهمزتين على الاستفهام مع التحقيق بخلف عنه (عطفا على قوله : وحقق..) ، والوجه الثاني له هو التسهيل ولا إدخال له على أصله ، ويختص وجه التحقيق مع المدّ ، وقرأ الباقون بالاستفهام أيضا ولكن كل على أصله بلا خلاف في التحقيق أو التسهيل ، فقالون وأبو جعفر وأبو عمرو بالتسهيل مع الإدخال ، وقرأ ابن كثير وورش بالتسهيل بغير إدخال ، وقرأ روح وابن ذكوان والكوفيون بالتحقيق بغير إدخال ، وقرأ هشام بالتحقيق مع الإدخال وعدمه ، ويختص وجه التحقيق بغير إدخال لهشام بالمد وكذلك الحال دائما عند كسر الهمزة الثانية .
توضيح لمذاهب القراء والرواة في (أَئِنَّكُمْ لَتَشْهَدُونَ) (الأنعام: 19)
التسهيل مع الإدخال........التسهيــل ......... تحقـيـق .......تحقيق مع الإدخال
.....أبو عمرو............... غـوثٌ.............غـوثٌ.........................
.......قالون...................ورش............ .هشـام..............هشـام .....
.....أبو جعفر................ابن كثير..............روح..........................
................................................ابن ذكوان.......................
.................................................. الكوفيون........................
فائدة : وجه تحقيق (أَئِنَّكُمْ لَتَشْهَدُونَ) (الأنعام: 19) لرويس من زيادات طرق النشر على طريق تحبير التيسير والدرة ؛ قال العلامة الإبياري رحمه الله في منحة مولي البر :- وحقّقًا أئنكم الانعام غَرْ... انتهى .
ثم قال الناظم (ابن الجزري) :- ((أَئِنَّ فُصِّلَتْ خُلْفٌ لَطُفْ)) أي قرأ المرموز له باللام وهو هشام قوله تعالى :- (قُلْ أَئِنَّكُمْ لَتَكْفُرُونَ) (فصلت: 9) بهمزتين على الاستفهام مع التحقيق بخلفه (عطفا على قوله : وحقق..) ، وبذلك يكون لهشام ثلاثة أوجه : الأول هو التحقيق مع الإدخال (طريق الحلواني) ، والثاني هو التحقيق بغير إدخال (طريق الداجوني) ويختص بالمد كما سبق و الوجه الثالث هو التسهيل مع الإدخال ، وقرأ الباقون بالاستفهام أيضا ولكن كل على أصله بلا خلاف في التحقيق أو التسهيل ، فقالون وأبو جعفر وأبو عمرو بالتسهيل مع الإدخال ، وقرأ رويس وابن كثير وورش بالتسهيل بغير إدخال ، وقرأ روح وابن ذكوان والكوفيون بالتحقيق بغير إدخال .
توضيح لمذاهب القراء والرواة في (أَئِنَّكُمْ لَتَكْفُرُونَ) (فصلت: 9)
التسهيل مع الإدخال.......التسهيــل .......... تحقـيـق .....تحقيق مع الإدخال
......لطف.....................................لطف (بخلف)........لطف ........
.....قالون....................ورش................. .............................
.....أبو جعفر................رويس...............روح........ ..................
.....أبو عمرو...............ابن كثير...........ابن ذكوان.......................
.................................................الكوفيون........................
ثم قال :- ((أَأَسْجُدُ الْخِلاَفُ مِزْ)) أي قرأ المرموز له بالميم وهو ابن ذكوان قوله تعالى :- (أَأَسْجُدُ) (الإسراء : 61) بهمزتين على الاستفهام مع التحقيق بخلف عنه (عطفا على قوله : وحقق..) ، والوجه الثاني له هو التسهيل ولا إدخال له على أصله ، وقرأ هشام بالتسهيل مع الإدخال والتحقيق مع الإدخال ، وقرأ الباقون بالاستفهام أيضا ، ولكن كل على أصله بلا خلاف في التحقيق أو التسهيل ، فقالون وأبو جعفر وأبو عمرو بالتسهيل مع الإدخال ، وقرأ رويس وابن كثير وورش بخلف عن الأزرق بالتسهيل بغير إدخال ، وقرأ الأزرق في وجهه الثاني بالإبدال مع الإشباع ، وقرأ روح والكوفيون بالتحقيق بغير إدخال .
توضيح لمذاهب القراء والرواة في (أَأَسْجُدُ) (الإسراء : 61)
التسهيل مع الإدخال........التسهيــل .... تحـقـيـق ......تحقيق مع الإدخال .......إبـدال
أبو عمرو......................مــز........مـز(بخلف)... .................................
هشـام......................الأصبهاني.............. ..............هشـام...................
.قالـون......................الأزرق............... ..................................الأزرق
أبو جعفر......................رويس.............روح..... ...................................
..............................ابن كثير........ الكوفيون.......................................
فائدة : وجه تسهيل الهمزة الثانية في (أَأَسْجُدُ) (الإسراء : 61) لابن ذكوان من زيادات طرق النشر على طريق التيسير والشاطبية ؛ قال العلامة الإبياري رحمه الله في منحة مولي البر :-وسهِّلا أَأَسْجُدُ الإسرا مَقَرْ.انتهى
تحرير هامة لابن ذكوان
روى الصوري عن ابن ذكوان التسهيل والتحقيق في (أَأَسْجُدُ) (الإسراء : 61) ، ويمتنع السكت على التسهيل ، وروى الأخفش التحقيق ولا إدخال من الروايتين .
قال الإمام ابن الجزري رحمه الله :-
[185] ................... وَأَخْبِرَا * * * بِنَحْوَ ءَائِذَا أَئِنَّا كُرِّرا
[186] أَوَّلُه ثَبْتُ كَمَا الثَّانِي رُدِ * * * إِذْ ظَهَرُوا ..............
شرع الناظم في بيان مذاهب القراء والرواة في الاستفهام المكرر ، والاستفهام المكرر نحو :- (ءَائِذَا ..... أَئِنَّا) ورد في القرآن الكريم في أحد عشر موضعا في تسع سور : موضع بالرعد ، وموضعان بالإسراء ، وموضع بالسجدة ، وموضع بالمؤمنون ، وموضعان بالصافات ، وموضع بالنمل ، وموضع بالنازعات ، وموضع بالواقعة ، وموضع بالعنكبوت ، قوله :- ((أَوَّلُه ثَبْتُ كَمَا)) أي أخبر بهمزة واحدة في الأول المرموز لهما بالثاء والكاف وهما أبو جعفر وابن عامر ، وقرأ الباقون بالاستفهام بهمزتين ، ثم قال :- ((الثَّانِي رُدِ.إِذْ ظَهَرُوا)) أي أخبر في الثاني المرموز لهم بـ (ر) ، (ا) ، (ظ) وهم الكسائي ونافع ويعقوب ، وقرأ الباقون بالاستفهام بهمزتين ، هذا هو الأصل الذي سار عليه الناظم في الاستفهام المكرر ، وهناك مواضع توافق هذا الأصل ومواضع تخالف ، وينطبق هذا الشرط في الأول والثاني على ستة مواضع وهي : ( رعد الاسرا سجدة المؤمنون وثاني ذبحٍ ) ، وإليك المواضع :-
1- قوله تعالى :- (وَإِن تَعْجَبْ فَعَجَبٌ قَوْلُهُمْ أَئِذَا كُنَّا تُرَاباً أَئِنَّا لَفِي خَلْقٍ جَدِيدٍ) (الرعد: 5) .
3،2- قوله تعالى :- (وَقَالُوا أَئِذَا كُنَّا عِظَاماً وَرُفَاتاً أَئِنَّا لَمَبْعُوثُونَ خَلْقاً جَدِيداً) (الإسراء : 49، 98).
4- قوله تعالى :- (وَقَالُوا أَئِذَا ضَلَلْنَا فِي الأَرْضِ أَئِنَّا لَفِي خَلْقٍ جَدِيدٍ) (السجدة: 10) .
5- قوله تعالى :- (قَالُوا أَئِذَا مِتْنَا وَكُنَّا تُرَاباً وَعِظَاماً أَئِنَّا لَمَبْعُوثُونَ) (المؤمنون: 82).
6- قوله تعالى :- (أَئِذَا مِتْنَا وَكُنَّا تُرَاباً وَعِظَاماً أَئِنَّا لَمَدِينُونَ) (الصافات: 53) .
توضيح لخلافات القراء في (رعد الاسرا سجدة المؤمنون وثاني ذبح)
1- ثَبْتٌ كَمَا (أبو جعفر وابن عامر) : بالإخبار في الأول والاستفهام في الثاني : (إِذَا... أَئِنَّا) وكل على أصله ؛ فأبو جعفر بالتسهيل مع الإدخال ، وقرأ ابن ذكوان بالتحقيق بغير إدخال ، وقرأ هشام بالتحقيق مع الإدخال وعدمه ، ويختص وجه التحقيق بغير إدخال لهشام بالمد ، وكذلك الحال دائما عند كسر الهمزة الثانية (إلا المواضع السبعة فإنه يصح فيها الوجهان على المد) .
2- رُدْ إِذْ ظَهَرُوا (الكسائي ونافع ويعقوب) : بالاستفهام في الأول والإخبار في الثاني :
(أَئِذَا ..... إِنـًّا) ؛ وكل على أصله ، فالكسائي وروح بالتحقيق بغير إدخال ، وقرأ قالون بالتسهيل مع الإدخال ، وقرأ ورش ورويس بالتسهيل بغير إدخال .
3- الباقون (أبو عمرو وعاصم وحمزة وخلف العاشر وابن كثير) : بالاستفهام في الأول والاستفهام في الثاني : (أَئِذَا ............. أَئِنَّا ) وكل على أصله ؛ فأبو عمرو بالتسهيل مع الإدخال ، وقرأ عاصم وحمزة وخلف العاشر بالتحقيق بغير إدخال ، وقرأ ابن كثير بالتسهيل بغير إدخال .
قال الإمام ابن الجزري رحمه الله :-
[186] ........................... * * * ....... وَالنَّمْلُ مَعْ نُونٍ زِدِ
[187] رُضْ كِسْ وَأُولاَهَا مَدًا وَالسَّاهِرَهْ * * * ثَنَا وَثَانِيهَا ظُبىً إِذْ رُمْ كَرَهْ
أي قرأ المرموز لهما بالراء والكاف وهما الكسائي وابن عامر الثاني من قوله تعالى :- (وَقَالَ الَّذِينَ كَفَرُوا أَئِذَا كُنَّا تُراباً وَآبَاؤُنَا أَئِنَّا لَمُخْرَجُونَ) (النمل: 67) بالإخبار (عطفا على قوله : وَأَخْبِرَا ..، وقوله :- الثاني ...) مع زيادة نون ؛ لتكون :- (إنَّنَا) والباقون بالاستفهام ، وهم على أصولهم فقالون وأبو جعفر وأبو عمرو بالتسهيل مع الإدخال ، وقرأ رويس وابن كثير وورش بالتسهيل بغير إدخال ، وقرأ روح وعاصم وحمزة وخلف العاشر بالتحقيق بغير إدخال .
، ثم قال :- ((وَأُولاَهَا مَدًا)) أي قرأ المدنيان الأول من الموضع السابق (وَقَالَ الَّذِينَ كَفَرُوا أَئِذَا كُنَّا تُراباً وَآبَاؤُنَا أَئِنَّا لَمُخْرَجُونَ) (النمل: 67) بالإخبار (إِذَا) (عطفا على قوله : وَأَخْبِرَا) ، وقرأ الباقون بالاستفهام ، وهم على أصولهم فأبو عمرو بالتسهيل مع الإدخال ، وقرأ رويس وابن كثير وورش بالتسهيل بغير إدخال ، وقرأ روح وابن ذكوان والكوفيون بالتحقيق بغير إدخال ، وقرأ هشام بالتحقيق مع الإدخال وعدمه ، ويختص وجه التحقيق بغير إدخال لهشام بالمد وكذلك الحال دائما عند كسر الهمزة الثانية .
توضيح لخلافات القراء في موضع النمل (67)
1- رُض كِسْ (الكسائي وابن عامر) : بالاستفهام في الأول والإخبار في الثاني مع زيادة نون :
(أَئِذَا ..... إِنـًّنَا) ، وكل على أصله ؛ فالكسائي وابن ذكوان بالتحقيق بغير إدخال ، وقرأ هشام بالتحقيق مع الإدخال وعدمه ، ويختص وجه التحقيق بغير إدخال لهشام بالمد ، وكذلك الحال دائما عند كسر الهمزة الثانية (إلا المواضع السبعة فإنه يصح فيها الوجهان على المد) .
2- مدًا (نافع وأبو جعفر) : بالإخبار في الأول والاستفهام في الثاني : (إِذَا... أَئِنَّا) ، وكل على أصله ؛ فقالون وأبو جعفر بالتسهيل مع الإدخال ، وقرأ ورش بالتسهيل بغير إدخال .
3- الباقون (أبو عمرو ويعقوب وعاصم وحمزة وخلف العاشر وابن كثير) : بالاستفهام في الأول والاستفهام في الثاني : (أَئِذَا ......... أَئِنَّا ) وكل على أصله ؛ فرويس وابن كثير بالتسهيل بغير إدخال ، وقرأ أبو عمرو بالتسهيل مع الإدخال ، وقرأ روح وعاصم وحمزة وخلف العاشر بالتحقيق بغير إدخال .
ثم قال الناظم :- ((وَالسَّاهِرَهْ . ثَنَا)) أي قرأ المرموز له بالثاء وهو أبو جعفر الأول من قوله تعالى :- (يَقُولُونَ أَئِنَّا لَمَرْدُودُونَ فِي الحَافِرَةِ. أَئِذَا كُنَّا عِظَاماً نَّخِرَةً) بسورة الساهرة (النازعات : 11،10) بالإخبار (إِنَّا) (عطفا على قوله : وَأَخْبِرَا ..، وقوله :- وَأُولاَهَا...)، وقرأ الباقون بالاستفهام ، وهم على أصولهم فقالون وأبو عمرو بالتسهيل مع الإدخال ، وقرأ رويس وابن كثير وورش بالتسهيل بغير إدخال ، وقرأ روح وابن ذكوان والكوفيون بالتحقيق بغير إدخال ، وقرأ هشام بالتحقيق مع الإدخال وعدمه ، ويختص وجه التحقيق بغير إدخال لهشام بالمد ، وكذلك الحال دائما عند كسر الهمزة الثانية .
ثم قال :- ((وَثَانِيهَا ظُبىً إِذْ رُمْ كَرَهْ)) أي قرأ المرموز لهم بـ (ظ) ، (ا) ، (ر) ، (ك) وهم يعقوب ونافع والكسائي وابن عامر الثاني من موضع النازعات (يَقُولُونَ أَئِنَّا لَمَرْدُودُونَ فِي الحَافِرَةِ. أَئِذَا كُنَّا عِظَاماً نَّخِرَةً) بالإخبار (إِذَا) (عطفا على قوله : وَأَخْبِرَا) ، وقرأ الباقون بالاستفهام ، وهم على أصولهم فأبو جعفر وأبو عمرو بالتسهيل مع الإدخال ، وقرأ ابن كثير بالتسهيل بغير إدخال ، وقرأ عاصم وحمزة وخلف العاشر بالتحقيق بغير إدخال .
توضيح لخلافات القراء في موضع النازعات (11،10)
1- ثَـنَـا (أبو جعفر) : بالإخبار في الأول والاستفهام في الثاني : (إِنـَّا ..... أَئِذَا) ، وهو على أصله من تسهيل الثانية مع الإدخال .
2- ظُبًى إِذْ رُم كَرَه (يعقوب ونافع والكسائي وابن عامر) : بالاستفهام في الأول والإخبار في الثاني : (أَئِنَّا ....... إِذَا) ، وكل على أصله ؛ فرويس وورش بالتسهيل بغير إدخال ، وقرأ روح والكسائي وابن ذكوان بالتحقيق بغير إدخال ، وقرأ قالون بالتسهيل مع الإدخال ، وقرأ هشام بالتحقيق مع الإدخال وعدمه ، ويختص وجه التحقيق بغير إدخال لهشام بالمد ، وكذلك الحال دائما عند كسر الهمزة الثانية (إلا المواضع السبعة فإنه يصح فيها الوجهان على المد) .
3- الباقون (أبو عمرو وعاصم وحمزة وخلف العاشر وابن كثير) : بالاستفهام في الأول والاستفهام في الثاني : (أَئِنَّا ....... أَئِذَا) وكل على أصله ؛ فأبو عمرو بالتسهيل مع الإدخال ، وقرأ عاصم وحمزة وخلف العاشر بالتحقيق بغير إدخال ، وقرأ ابن كثير بالتسهيل بغير إدخال .
قال الإمام ابن الجزري رحمه الله :-
[188] وَأَوَّلَ اْلأَوَّلِ مِنْ ذِبْحٍ كَوَى * * * ثَانِيَهُ مَعْ وَقَعَتْ رُدْ إِذْ ثَوَى
أي قرأ المرموز له بالكاف وهو ابن عامر بالإخبار في الأول من الموضع الأول من سورة الذبح ، وهو قوله تعالى :- (أَئِذَا مِتْنَا وَكُنَّا تُرَاباً وَعِظَاماً أَئِنَّا لَمَبْعُوثُون) (الصافات: 16) (عطفا على قوله : وَأَخْبِرَا) ، والباقون بالاستفهام ، وهم على أصولهم فقالون وأبو جعفر وأبو عمرو بالتسهيل مع الإدخال ، وقرأ رويس وابن كثير وورش بالتسهيل بغير إدخال ، وقرأ روح والكوفيون بالتحقيق بغير إدخال .
ثم قال :- ((ثَانِيَهُ مَعْ وَقَعَتْ رُدْ إِذْ ثَوَى)) أي قرأ المرموز لهم بـ (ر) ، (ا) ، (ثوى) وهم الكسائي ونافع وأبو جعفر ويعقوب بالإخبار في الثاني من الموضع الأول بالصافات (16) (أَئِذَا مِتْنَا وَكُنَّا تُرَاباً وَعِظَاماً أَئِنَّا لَمَبْعُوثُون) ، وبالإخبار في الثاني من موضع سورة الواقعة (47) (وَكَانُوا يَقُولُونَ أَئِذَا مِتْنَا وَكُنَّا تُرَاباً وَعِظَاماً أَئِنَّا لَمَبْعُوثُونَ) (عطفا على قوله : وَأَخْبِرَا) ، وقرأ الباقون بالاستفهام في الموضعين (ثان الموضع الأول) الصافات 16 ، ثان الواقعة 47) وهم على أصولهم فأبو عمرو بالتسهيل مع الإدخال ، وقرأ ابن كثير وورش بالتسهيل بغير إدخال ، وقرأ ابن ذكوان وعاصم وحمزة وخلف العاشر بالتحقيق بغير إدخال وقرأ هشام بالتحقيق مع الإدخال وعدمه ، ويختص وجه التحقيق بغير إدخال لهشام بالمد ، وكذلك الحال دائما عند كسر الهمزة الثانية (إلا في المواضع السبعة فإنه يصح له الوجهان على المد) .
توضيح لخلافات القراء في الموضع الأول من الصافات (16)
1- كَـوَى (ابن عامر) : بالإخبار في الأول والاستفهام في الثاني : (إِذَا... أَئِنَّا) ، وهو على أصله ؛ فابن ذكوان بالتحقيق بغير إدخال ، وقرأ هشام بالتحقيق مع الإدخال وعدمه ، ويختص وجه التحقيق بغير إدخال لهشام بالمد ، وكذلك الحال دائما عند كسر الهمزة الثانية (إلا المواضع السبعة فإنه يصح فيها الوجهان على المد) .
2- رُدْ إِذْ ثَوَى (الكسائي ونافع وأبو جعفر ويعقوب) : بالاستفهام في الأول والإخبار في الثاني : (أَئِذَا ..... إِنـًّا) ، وكل على أصله ؛ فالكسائي وروح بالتحقيق بغير إدخال ، وقرأ قالون وأبو جعفر بالتسهيل مع الإدخال ، وقرأ ورش ورويس بالتسهيل بغير إدخال .
3- الباقون (أبو عمرو وعاصم وحمزة وخلف العاشر وابن كثير) : بالاستفهام في الأول والاستفهام في الثاني : (أَئِذَا .... أَئِنَّا) ، وكل على أصله ؛ فأبو عمرو بالتسهيل مع الإدخال ، وقرأ عاصم وحمزة وخلف العاشر بالتحقيق بغير إدخال ، وقرأ ابن كثير بالتسهيل بغير إدخال .
قال الإمام ابن الجزري رحمه الله :-
[189] وَالكُلُّ أُولاَهَا وَثَانِي العَنْكَباَ * * * مُسْتَفْهِمُ / اَلأَوَّلِ صُحْبَةٌ حَبَا
أي وقرأ كل القراء بالاستفهام في الأول من الواقعة (47) (وَكَانُوا يَقُولُونَ أَئِذَا مِتْنَا وَكُنَّا تُرَاباً وَعِظَاماً أَئِنَّا لَمَبْعُوثُونَ) (عطفا على قوله : وَقَعَتْ) ، وبالاستفهام في الثاني من العنكبوت(29،28) (وَلُوطاً إِذْ قَالَ لِقَوْمِهِ إِنَّكُمْ لَتَأْتُونَ الفَاحِشَةَ مَا سَبَقَكُم بِهَا مِنْ أَحَدٍ مِّنَ العَالَمِينَ . أَئِنَّكُمْ لَتَأْتُونَ الرِّجَالَ وَتَقْطَعُونَ السَّبِيلَ وَتَأْتُونَ فِي نَادِيكُمُ المُنكَرَ فَمَا كَانَ جَوَابَ قَوْمِهِ إِلاَّ أَن قَالُوا ائْتِنَا بِعَذَابِ اللَّهِ إِن كُنتَ مِنَ الصَّادِقِينَ) ، وهم على أصولهم فقالون وأبو جعفر وأبو عمرو بالتسهيل مع الإدخال ، وقرأ رويس وابن كثير وورش بالتسهيل بغير إدخال ، وقرأ ابن ذكوان وروح والكوفيون بالتحقيق بغير إدخال ، وقرأ هشام بالتحقيق مع الإدخال وعدمه ، ويختص وجه التحقيق بغير إدخال لهشام بالمد ، وكذلك الحال دائما عند كسر الهمزة الثانية .
توضيح لخلافات القراء في موضع الواقعة (47)
1- رُدْ إِذْ ثَوَى (الكسائي ونافع وأبو جعفر ويعقوب) : بالاستفهام في الأول والإخبار في الثاني : (أَئِذَا ..... إِنـًّا) ، وكل على أصله ؛ فالكسائي وروح بالتحقيق بغير إدخال ، وقرأ قالون وأبو جعفر بالتسهيل مع الإدخال ، وقرأ ورش ورويس بالتسهيل بغير إدخال .
2- الباقون (ابن عامر وأبو عمرو وعاصم وحمزة وخلف العاشر وابن كثير) : بالاستفهام في الأول والاستفهام في الثاني : (أَئِذَا .... أَئِنَّا) ، وكل على أصله ؛ فهشام بالتحقيق مع الإدخال وعدمه ، ويختص وجه التحقيق بغير إدخال لهشام بالمد ، وكذلك الحال دائما عند كسر الهمزة الثانية (إلا المواضع السبعة فإنه يصح فيها الوجهان على المد) ، وقرأ ابن ذكوان وعاصم وحمزة وخلف العاشر بالتحقيق بغير إدخال ، وقرأ أبو عمرو بالتسهيل مع الإدخال ، وقرأ ابن كثير بالتسهيل بغير إدخال .
ثم قال الناظم :- ((اَلأَوَّلِ صُحْبَةٌ حَبَا)) أي قرأ المرموز لهم بـ (صحبة) ، (ح) وهم شعبة وحمزة والكسائي وخلف العاشر وأبو عمرو بالاستفهام في الأول من العنكبوت (29،28) (وَلُوطاً إِذْ قَالَ لِقَوْمِهِ إِنَّكُمْ لَتَأْتُونَ الفَاحِشَةَ مَا سَبَقَكُم بِهَا مِنْ أَحَدٍ مِّنَ العَالَمِينَ . أَئِنَّكُمْ لَتَأْتُونَ الرِّجَالَ وَتَقْطَعُونَ السَّبِيلَ وَتَأْتُونَ فِي نَادِيكُمُ المُنكَرَ فَمَا كَانَ جَوَابَ قَوْمِهِ إِلاَّ أَن قَالُوا ائْتِنَا بِعَذَابِ اللَّهِ إِن كُنتَ مِنَ الصَّادِقِينَ) (عطفا على قوله : العَنْكَباَ ، وقوله : مُسْتَفْهِمُ) ، وهم على أصولهم فشعبة وحمزة والكسائي وخلف العاشر بالتحقيق بغير إدخال ، وقرأ أبو عمرو بالتسهيل مع الإدخال ، وقرأ الباقون بالإخبار بهمزة واحدة ، وهم حفص والمدنيان والمكي ويعقوب وابن عامر .
وقد اختصرت هذا البيت بقولي : وأخبرن بأول العنكبا ... عالِـمَ حرمٍ ظَهْرُهُ كَبَا
أي قرأ المرموز لهم بـ (ع) ، (حرم) ، (ظ) ، (ك) وهم حفص والمدنيان والمكي ويعقوب وابن عامر بالإخبار في الأول من موضع العنكبوت ، والباقون بالاستفهام وهم شعبة وحمزة والكسائي وخلف العاشر وأبو عمرو ، وبهذا يكون قد أُهمِلَ ذِكْرُ الثاني من العنكبوت وأول الواقعة ؛ فيكونان بالاستفهام لأنهما لم يذكرا في الإخبار ؛ أخذًا بقول الشاطبي رحمه الله :- وَمَا كانَ ذَا ضِدٍّ فَإِنِّي بَضِدِّهِ ... غَنّيٌّ فَزَاحِمْ بِالذَّكاءِ لِتَفْضُلاَ .ا هـ . والله أعلم .
توضيح لخلافات القراء في موضع العنكبوت (29،28)
1- عالِـمَ حرمٍ ظَهْرُهُ كَبَا (حفص والمدنيان والمكي ويعقوب وابن عامر) : بالإخبار في الأول والاستفهام في الثاني (إِنَّكُمْ ...... أَئِنَّكُمْ) ، وكل على أصله ؛ فحفص وروح وابن ذكوان بالتحقيق بغير إدخال ، وقرأ قالون وأبو جعفر بالتسهيل مع الإدخال ، وقرأ ورش وابن كثير ورويس بالتسهيل بغير إدخال ، وقرأ هشام بالتحقيق مع الإدخال وعدمه ، ويختص وجه لتحقيق بغير إدخال لهشام بالمد ، وكذلك الحال دائما عند كسر الهمزة الثانية (إلا المواضع السبعة فإنه يصح فيها الوجهان على المد) .
2- الباقون (صُحْبَةٌ حَبَا) (شعبة وحمزة والكسائي وخلف العاشر وأبو عمرو) : بالاستفهام في الأول والاستفهام في الثاني : (أَئِنَّكُمْ.... أَئِنَّكُمْ) ، وكلٌّ على أصله ؛ فشعبة وحمزة والكسائي وخلف العاشر بالتحقيق بغير إدخال ، وقرأ أبو عمرو بالتسهيل مع الإدخال .
قال الإمام ابن الجزري رحمه الله :-
[190] وَالمَدُّ قَبْلَ الْفَتْحِ وَالكَسْرِ حَجَرْ * * * بِنْ ثِقْ لَهُ الخُلْفُ وَقَبْلَ الضَّمِّ ثَرْ
[191] وَالْخُلْفُ حُزْ بِي لُذْ وَعَنْهُ أَوَّلاَ * * * كَشُعْبَةٍ وَغَيْرُهُ امْدُدْ سَهِّلاَ
هذه قاعدة عامة سبق أن قدمت لها ، وهي قاعدة الإدخال أو الفصل بين الهمزتين بألف مدية تمد بمقدار حركتين ، قال الناظم :- ((وَالمَدُّ قَبْلَ الْفَتْحِ وَالكَسْرِ حَجَرْ * * * بِنْ ثِقْ لَهُ الخُلْفُ )) أي قرأ المرموز لهم بـ (ح) ، (ب) ، (ث) ، (ل) وهم أبو عمرو وقالون وأبو جعفر وهشام بخلف عنه بإدخال مد طبيعي قبل الهمزة المفتوحة نحو :- (أَأَنذَرْتَهُمْ) (البقرة : 6) ، وقبل الهمزة المكسورة نحو :- (أَإِلَهٌ مَّعَ اللَّهِ) (النمل : 63،62،61،60) ، وقد سبق أن علمنا من له التسهيل عند قول الناظم :- ((ثَانِيهِمَا سَهِّلْ غِنَى حِرْمٍ حَلاَ * * * وَخُلْفُ ذِي الْفَتْحِ لَوىَ أَبْدِلْ جَلاَ.خُلْفًا)) ، والخلاصة هنا أن أبا عمرو وقالون وأبا جعفر قرءوا بتسهيل الثانية مع الإدخال عند فتحها أو كسرها ، وأن هشامًا قرأ عند فتح الثانية بتسهيلها مع الإدخال بخلف عنه ، والوجه الثاني هو التحقيق مع الإدخال (وجهان للحلواني)، وله وجه ثالث وهو التحقيق بلا إدخال (وجه الداجوني) ، وهناك موضع آخر فيه تفصيل ، وهو موضع الأحقاف :- (أَذْهَبْتُمْ) (20) فقد قرأه هشام مستفهما بهمزتين بأربعة أوجه :- التسهيل مع الإدخال (طريق الحلواني والداجوني) ، والتحقيق مع الإدخال (طريق الحلواني والداجوني) ، والتحقيق بغير إدخال (الداجوني) ، والتسهيل بغير إدخال (الداجوني) ، وهو وجه صحيح ثابت وإن أغفله بعض المصنفين . وقرأ هشام عند كسر الثانية نحو :- (أَإِلَهٌ مَّعَ اللَّهِ) (النمل : 63،62،61،60) بوجهين : التحقيق بغير إدخال ، والتحقيق مع الإدخال ، (الوجهان للحلواني ، والداجوني بالتحقيق فقط) ، لكن كثيرا من الأئمة كابن غلبون وابن بليمة ومكي ذكروا لهشام الإدخال قولا واحدا في سبعة مواضع ؛ فيكون لهشام فيها وجهان : تحقيق مع إدخال (طريق الحلواني) ، والتحقيق بغير إدخال (طريق الداجوني) ، والمواضع هي :-
1- (إِنَّكُمْ لَتَأْتُونَ الرِّجَالَ شَهْوَةً) (الأعراف: 81) . 2- (أَئِنَّ لَنَا لَأَجْراً) (الأعراف : 113) .
3- (أَئِنَّ لَنَا لَأَجْراً) (الشعراء : 41) . 4- (أَئِذَا مَا مِتُّ) (مريم: 66) .
5- (أَئِنَّكَ لَمِنَ المُصَدِّقِينَ) (الصافات: 52) . 6- (أَئِفْكًا آلِهَةً) (الصافات : 86) .
7- (أَئِنَّكُمْ لَتَكْفُرُونَ) (فصلت : 9) ، ويزاد له هنا وجه ثالث وهو التسهيل مع الإدخال ، وأشار إلى هذا الإمام الشاطبي رحمه الله بقوله :-
وَفي سَبْعَةٍ لاَ خُلْفَ عَنْهُ بِمَرْيَمٍ ... وَفي حَرْفَيَ الأَعْرَافِ وَالشُّعَرَا الْعُلاَ
أَئِنَّكَ آئِفْكاً مَعًا فَوْقَ صَادِهَا ... وَفي فُصِّلَتْ حَرْفٌ وَبِالخُلْفِ سُهِّلاَ
تحرير هام لهشام : في المواضع السبعة السابقة فإنها توافق التحرير المشهور عند كسر الثانية في اختصاص وجه القصر (في المنفصل) بوجه الفصل (التحقيق مع الإدخال) ، ولكن على المد الوجهان (التحقيق مع الإدخال ، والتحقيق بغير إدخال ) .
هذا ، وقد استثنى الأئمة من قاعدة الإدخال كلمتين في أربعة مواضع : (ءَءَامَنْتُمْ) (طه : 71) ، (الأعراف: 123) ، (الشعراء: 49) ، و (أَآلِهَتُنَا) (الزخرف : 58) . والله أعلم .
فوائد هامة لهشام : وجه التحقيق بغير إدخال عند فتح الهمزتين هو من زيادات طرق النشر على طريق التيسير والشاطبية ، وأما التسهيل بغير إدخال فلم يرد إلا في موضع الزخرف وهو وجه زائد أيضا ، ويلاحظ أن الناظم لم يذكر المواضع السبعة السابقة ( التي ذكر بعض العلماء فيها الإدخال قولا واحدا ) ، وذكرها الإمام الشاطبي آخذًا بمذهبهم ، فليس لطريق الشاطبية والتيسير إلا التحقيق مع الإدخال في المواضع السبعة وجهًا واحدًا ، والوجهان في باقي المواضع المكسورة همزتها الثانية ؛ فيكون وجه التحقيق بغير إدخال في المواضع السبعة من زيادات طرق النشر على طريق التيسير والشاطبية ، وكذلك وجه التحقيق بغير إدخال في موضع فصلت (9) (أَئِنَّكُمْ) من زيادات النشر على الشاطبية والتيسير ؛ ولأن موضع فصلت هو الوحيد الذي يكون فيه التسهيل مع الإدخال في حالة كسر الهمز الثانية ، فقد نبه العلماء على امتناع وجه التسهيل بغير إدخال في موضع فصلت ؛ فهو كغيره من المواضع المكسورة همزتها الثانية له فيها التحقيق مع الإدخال وعدمه (من الطيبة) غير أن هذا الموضع مختص بوجه التسهيل مع الإدخال من الطريقين ، قال العلامة الإبياري رحمه الله في منحة مولي البر :-ومُدَّ واقْصُرْ مُسْجَلاً لبَّى وَلاَ ... يَقْصُرُ مَا بِفُصِّلَتْ إِنْ سَهَّلا. انتهى ، وهذا مستدرك عليه رحمه الله ؛ لأنه لم يذكر الزيادات بل أجمل فزاد أوجهًا ، وأوهم زيادة وجه ، وترك ذكر أوجه زائدة . والله أعلم .
توضيح لخلافات القراء في المواضع السبعة
تسهيل .............. تسهيل مع إدخال ............... تحقـيـق ..... تحقيق مع إدخال
ورش ..................... قالون .....................الكوفيون .......................
ابن كثير ................. أبو جعفر ................. ابن ذكوان ......................
رويس ................... أبو عمرو ................... روح..........................
........................هشام (فصلت)..................هشام.............هشــام...
ثم قال الناظم (ابن الجزري) :- ((وَقَبْلَ الضَّمِّ ثَرْ . وَالْخُلْفُ حُزْ بِي لُذْ)) يتحدث الناظم عن الإدخال قبل الهمزة المضمومة ، وقد وقعت الهمزة الثانية مضمومة في ثلاثة مواضع اتفاقًا :-
(أَؤُنَبِّئُكُم) (آل عمران :15) ، (أَأُنزِلَ عَلَيْهِ الذِّكْرُ) (ص :8) ، (أَؤُلْقِيَ الذِّكْرُ عَلَيْهِ) (القمر : 25)
، وفي موضع واحد للمدنيين فقط ، وهو قوله تعالى :- (أَأُشْهِدُوا خَلْقَهُمْ) (الزخرف : 19) .
كما قال في الفرش : [907] أَشَهِدُوا اقْرَأْهُ ءَأُشْهِدُوا مَدَا ...
قوله :-((وَقَبْلَ الضَّمِّ ثَرْ . وَالْخُلْفُ حُزْ بِي لُذْ)) أي وقرأ بالإدخال قبل الهمزة المضمومة المرموز له بالثاء وهو أبو جعفر وجهًا واحدًا ، وكذلك المرموز لهم بـ (ح) ، (ب) ، (ل) وهم أبو عمرو وقالون وهشام ولكن بخلف عنهم ، والخلاصة هنا أنه إن كانت الهمزة الثانية مضمومة فإن لأبي جعفر التسهيل مع الإدخال وجهًا واحدًا ، ولأبي عمرو وقالون وجهان : الوجه الأول التسهيل بغير إدخال ، و الوجه الثاني هو التسهيل مع الإدخال ،
فائدة : وجه التحقيق بغير إدخال قبل الهمزة المضمومة لقالون من زيادات طرق النشر على طريق التيسير والشاطبية ؛ قال العلامة الإبياري رحمه الله في منحة مولي البر :- وقبل ضمّة بقصر باني ... انتهى .
وأما هشام فله في الأولى :- (أَؤُنَبِّئُكُم) (آل عمران :15) التحقيق مع الإدخال وعدمه ، وفي الموضعين الآخرين (أَأُنزِلَ عَلَيْهِ الذِّكْرُ) (ص :8) ، (أَؤُلْقِيَ الذِّكْرُ عَلَيْهِ) (القمر : 25) الأوجه الثلاثة المتقدمة التسهيل مع الإدخال والتحقيق مع الإدخال (وجهان للحلواني)، والتحقيق بلا إدخال (وجه الداجوني) ، وهذا ما عبر عنه الناظم بقوله :- وَعَنْهُ أَوَّلاَ * * * كَشُعْبَةٍ وَغَيْرُهُ امْدُدْ سَهِّلاَ ؛ أي له في الموضع الأول (أَؤُنَبِّئُكُم) (آل عمران :15) التحقيق بلا إدخال كشعبة ، ولهشام وجه ثان وهو التحقيق مع الإدخال كما سبق ، ويزيد حرف ص وحرف القمر بوجه هو التسهيل مع الإدخال .
قال الإمام ابن الجزري رحمه الله :-
[192] وَهَمْزَ وَصْلٍ مِنْ كآللهُ أَذِنْ * * * أَبْدِلْ لكُلٍّ أَوْ فَسَهِّلْ وَاقْصُرَنْ
[193] كَذَا بِهِ السِّحْرُ ثَنَا حُزْ وَالْبَدَلْ * * * وَالْفَصْلُ مِنْ نَحْوِ ءَءَامَنْتُمْ خَطَلْ
يشير الناظم إلى باب هام لكل القراء ، وهو ما سماه بعض العلماء بباب (آلذَّكَرَيْن)ِ ، وهذا الباب يتكون من ثلاث كلمات (آلذَّكَرَيْنِ ، آلآنَ ، آللَّهُ) ، في ستة مواضع من القرآن الكريم :
(آلذَّكَرَيْنِ) (الأنعام:144،143) ، (آلآنَ) (يونس: 91) ، (آللَّهُ) (يونس ، والنمل : 59)
قال الناظم :- ((وَهَمْزَ وَصْلٍ مِنْ كآللهُ أَذِنْ . أَبْدِلْ لكُلٍّ أَوْ فَسَهِّلْ وَاقْصُرَنْ)) أي قرأ كل القراء بإبدال أو تسهيل همزة الوصل من المواضع الستة السابقة نحو : (آللَّهُ أَذِنَ) (يونس : 59) وأصل هذه الكلمات (أَالذكرين ، أَاَلآنَ ، أَالله) (بهمزتين مفتوحتين متصلتين : الأولى همزة الاستفهام، والثانية همزة الوصل وقد أجمع أهل الأداء على استبقاء الهمزتين والنطق بهما معا وعدم حذف إحداهما، ولكن لما كان النطق بهمزتين متلاصقتين فيه شيء من العسر والمشقة أجمعوا على تغيير الهمزة الثانية ، وإن اختلفوا في كيفية هذا التغيير، فمنهم من غيرها بإبدالها ألفا مع المد المشبع نظرا لالتقاء الساكنين، ومنهم من سهلها بين الهمزة والألف، وهذان الوجهان جائزان لكل من القراء العشرة . وعلى وجه التسهيل لا يجوز إدخال ألف الفصل بينها وبين همزة الاستفهام لأحد من القراء . ا هـ) . (البدور الزاهرة للقاضي 1/381،380) ، ولكل القراء الوجهان في (آلذَّكَرَيْنِ ، آللَّهُ) ، ولكن تختلف أصولهم في كلمة (آلآنَ) فنافع وابن وردان بالنقل وقرأ حمزة وحفص وإدريس وابن ذكوان بالسكت بخلف عنهم ، وإليك التفصيل :-
(قرأ قالون وابن وردان بنقل حركة الهمزة التي بعد اللام إلى اللام وحذف الهمزة ، وحينئذ يكون لكل منهما ثلاثة أوجه: الأول : إبدال الهمزة الثانية التي هي همزة الوصل ألفا مع المد المشبع نظرا للأصل وهو سكون اللام ولعدم الاعتداد بالعارض وهو تحرك اللام بسبب نقل حركة الهمزة إليها. الوجه الثاني: إبدال همزة الوصل ألفا مع القصر طرحا للأصل واعتدادا بالعارض وهو تحرك اللام بسبب نقل حركة الهمزة إليها، الثالث: تسهيل همزة الوصل بينها وبين الألف ، وهذه الأوجه الثلاثة جائزة لهما حال الوصل وحال الوقف . ويزاد لهما حال الوقف قصر اللام وتوسطها ومدها نظرا للسكون العارض للوقف ؛ فيكون لهما في حالة الوصل الثلاثة الأوجه السابقة، وفي حالة الوقف تسعة أوجه حاصلة من ضرب الثلاثة المتقدمة في ثلاثة اللام.
وأما ورش فقد قرأ كقالون وابن وردان بنقل حركة الهمزة إلى اللام وحذف الهمزة مع الأوجه الثلاثة المتقدمة لهما في همزة الوصل وهي إبدالها ألفا مع المد و القصر وتسهيلها بين بين. ولا يخفى أن له في مد البدل المغير بالنقل الواقع بعد اللام ثلاثة أوجه: القصر والتوسط والمد، ولكن هذه الأوجه الثلاثة في البدل لا تتحقق على جميع أوجه همزة الوصل، بل تتحقق على بعضها دون البعض الآخر، وخلاصة ما ذكره العلماء لورش في هذه الكلمة أن له فيها خمس حالات.
الأولى: انفرادها عن بدل سابق عليها. أو واقع بعدها مع وصلها .
الثانية: انفرادها عن بدل سابق عليها أو واقع بعدها مع الوقف عليها.
الثالثة: اجتماعها مع بدل قبلها مع وصلها.
الرابعة: اجتماعها مع بدل قبلها مع الوقف عليها.
الخامسة: اجتماعها مع بدل واقع بعدها.
أما الحالة الأولى فله فيها سبعة أوجه: إبدال همزة الوصل ألفا مع المد المشبع وعليه في اللام ثلاثة أوجه القصر والتوسط والمد ثم تسهيل همزة الوصل بين بين مع الأوجه الثلاثة السابقة في اللام، ثم إبدال همزة الوصل ألفا مع القصر، وعليه في اللام القصر فقط فتصير الأوجه سبعة.
وأما الحالة الثانية فله فيها تسعة أوجه: إبدال همزة الوصل ألفا مع المد المشبع والقصر ثم تسهيلها بين بين، وعلى كل من هذه الأوجه الثلاثة تثليث اللام.
وأما الحالة الثالثة، وهي: اجتماعها مع بدل سابق عليها مع وصلها كاجتماعها مع آمنتم به قبلها فله فيها ثلاثة عشر وجها: قصر البدل قبلها وهو آمنتم، وعليه إبدال همزة الوصل مع المد والقصر ثم تسهيلها، وعلى كل من هذه الأوجه الثلاثة قصر اللام، ثم توسيط آمنتم وعليه إبدال همزة الوصل مع المد وتسهيلها، وعلى كل منهما توسيط اللام وقصرها، ثم إبدال الهمزة مع القصر، وعليه قصر اللام فقط ثم مد آمنتم وعليه إبدال همزة الوصل مع المد وتسهيلها وعلى كل منهما مد اللام وقصرها ثم إبدال الهمزة مع القصر وعليه قصر اللام فقط فيكون على قصر آمنتم ثلاثة أوجه، وعلى التوسط خمسة أوجه ومثلها على المد.
وأما الحالة الرابعة، وهي: اجتماعها مع بدل سابق عليها مع الوقف عليها كالآية السابقة فله فيها سبعة وعشرون وجها: قصر آمنتم وعليه إبدال الهمزة مع المد والقصر ثم تسهيلها، وعلى كل من هذه الأوجه الثلاثة تثليث اللام فتصير الأوجه تسعة على قصر آمنتم، ثم توسط آمنتم، وعليه إبدال الهمزة مع المد والقصر ثم تسهيلها، وعلى كل من الثلاثة تثليث اللام. فتصير الأوجه تسعة على توسط آمنتم، ثم مد آمنتم وعليه إبدال الهمزة ألفا مع المد والقصر ثم تسهيلها، وعلى كل من الثلاثة تثليث اللام أيضا فتصير الأوجه تسعة كذلك على مد آمنتم، فيكون مجموع الأوجه على كل من قصر البدل السابق وتوسطه ومده سبعة وعشرين وجها كما ذكرنا.
وأما الحالة الخامسة، وهي: اجتماعها مع بدل واقع بعدها كقوله تعالى " آلآن وقد عصيت " إلى: آية، فله فيها ثلاثة عشر وجها: إبدال همزة الوصل ألفا مع المد ومع قصر اللام وعلى هذا الوجه القصر والتوسط والمد في آية، ثم توسط اللام وتوسط آية ثم مد اللام ومد آية، ثم تسهيل همزة الوصل مع قصر اللام وعلى هذا الوجه تثليث آية ثم توسط اللام وآية ثم مدهما معا ثم إبدال همزة الوصل مع القصر ومع قصر اللام، وعلى هذا الوجه تثليث آية، فيكون على إبدال همزة الوصل مع المد خمسة أوجه، وعلى تسهيلها خمسة أوجه. وعلى إبدالها مع القصر ثلاثة أوجه، وقد نظمت (العلامة القاضي) هذه الحالات الخمس على هذا الترتيب بقولي:
الحالة الأولى: فهمزها امدد مبـدلا وسهلا واللام ثلث معهما واقصر كلا
الحالة الثانية: ومـد همزا واقصرن وسهلا واللام ثلث عنـد كل تفضلا
الحالة الثالثة: واقصر لآمنتم وفي الهمز خذا تثليثه واللام فاقصــر تحتذى
وإن توسـط بــدلا فسهلا أو امددن في الهمز ثم مـع كلا
في اللام توسيط وقصر واقصرا في الهمـز واللام كمـا تحررا
وبدلا مد وفي الهمــز انقلا مـدا وتسهيلا تكـن مبجلا
ومعهما في اللام فامدد واقصر واقصر لهمز مــع لام تنصر
الحالة الرابعة: وإن تقف فالتسعة الأولى انقل على الثلاثة التي في البــدل
الحالة الخامسة: ومد همزا ثم سهــل واقصرا لاما وثلث بـدلا تأخــرا
وفيهما وسط أو امدد واجعل قصرا لهمز ثم لام تفضــل
وبدلا ثلث وذي حــالاتها خمسًا كما عن الثقات عدها
ا هـ (البدور الزاهرة للقاضي 1/ 384:381)
وأما من له السكت (وهم حمزة وحفص وإدريس وابن ذكوان بخلف عنهم) فلكل منهم وجهان في حالة الوصل، وهما: إبدال همزة الوصل ألفا مع إشباع المد للساكن، وتسهيلها بين بين، وكل منهما مع السكت، ولهم في حالة الوقف عليها خمسة عشر وجها: الوجهان السابقان، والثالث: إبدال همزة الوصل ألفا مع المد المشبع ومع نقل حركة الهمزة إلى اللام. والرابع: إبدالها ألفا مع القصر، ونقل حركة الهمزة إلى اللام، الخامس: تسهيل همزة الوصل مع نقل حركة الهمزة إلى اللام، وعلى كل من هذه الأوجه الخمسة قصر اللام وتوسطها ومدها فتصير خمسة عشر وجها. (مستفاد من البدور الزاهرة للقاضي1/ 381) .
تحريرات لحمزة في نحو (آلآنَ) بسورة يونس
يتعين إبدال همزة الوصل لحمزة على الوقف بالتغيير فيما انفصل عن مد أو عن محرك في نحو :- (به ءالئن) ، ونحو :- (المسلمين ءالئن) ، وعلى سكت المد المنفصل له ، وعلى ترك السكت في الجميع لخلف عن حمزة .
تحرير لهشام في نحو (آلآنَ) بسورة يونس
يتعين وجه التسهيل في نحو (آلآنَ) مع إدغام لام (هل ، بل) نحو : (هل تجزون) ، (بل تأتيهم).
..............................................
ثم قال الناظم (ابن الجزري) :- ((كَذَا بِهِ السِّحْرُ ثَنَا حُزْ)) أي وكذلك قرأ المرموز لهما بالثاء والحاء ، وهما أبو جعفر وأبو عمرو قوله تعالى :- (بِهِ السِّحْرُ) (يونس: 81) بهمزة قطع استفهامية ثم همزة وصل ، ولكل منهما وجهان : الوجه الأول الإبدال مع الإشباع ، والوجه الثاني التسهيل بغير إدخال ؛ فمذهب أبي جعفر وأبي عمرو في هذه الكلمة يشبه مذهب القراء العشرة في باب (آلذَّكَرَيْنِ) ، وعلى قراءة أبي جعفر وأبي عمرو توصل هاء الضمير في به بياء الصلة وتمدّ مدًّا منفصلا ؛ فيقصره أبو جعفر وجهًا واحدًا ، ولأبي عمرو القصر والتوسط .
تحريرات لأبي عمرو في (بِهِ السِّحْرُ) (يونس: 81)
1- يمتنع وجه التسهيل مع المدّ في المنفصل مع فتح (موسى) .
2- يمتنع للسوسي وجه التسهيل مع القصر مع فتح وتقليل (موسى) مع همز :- (جئتم) .
3- يمتنع للدوري وجه التسهيل مع القصر مع فتح (موسى) مع إبدال همز :- (جئتم) .
ثم قال الناظم :- ((وَالْبَدَلْ . وَالْفَصْلُ مِنْ نَحْوِ ءَءَامَنْتُمْ خَطَلْ)) يعني من الخطل (الخطأ) القول بالإبدال عند اجتماع ثلاث همزات في نَحْوِ :- (ءَءَامَنْتُمْ) وقد وقع هذا في (ءَءَامَنْتُمْ) (طه : 71) ، (الأعراف: 123) ، (الشعراء: 49) ، وفي (أَآلِهَتُنَا) (الزخرف : 58) ؛ فيمتنع وجه الإبدال للأزرق كما نبه على ذلك الداني وغيره ، لأن أصل الكلمتين (أأأمنتم) ، (أأألهتنا) بثلاث همزات الأولى والثانية مفتوحتان والثالثة ساكنة وقد أجمع القراء على إبدال الثالثة حرف مد من جنس حركة ما قبلها فتبدل ألفا ، وللأزرق تسهيل الثانية مع ثلاثة البدل ، ولكن ليس له إبدال الثانية ألفا ؛ لأن ذلك يوهم التباس الاستفهام بالخبر ؛ فهذا : خطل أي خطأ ، ومن الخطأ أيضا الفصل أو الإدخال بين الهمزتين في (ءَءَامَنْتُمْ) (طه : 71) ، (الأعراف: 123) ، (الشعراء: 49) ، و (أَآلِهَتُنَا) (الزخرف : 58) ؛ فلا إدخال لمن ذكر له الإدخال من قبل ، وقد سبق التنبيه عليه عند قوله :- وَالمَدُّ قَبْلَ الْفَتْحِ وَالكَسْرِ حَجَرْ * * * بِنْ ثِقْ لَهُ الخُلْفُ . وعلل ذلك الناظم في النشر فقال (1/365) :- لِئَلَّا يَصِيرَ اللَّفْظُ فِي تَقْدِيرِ أَرْبَعِ أَلِفَاتٍ: الْأُولَى هَمْزَةُ الِاسْتِفْهَامِ، وَالثَّانِيَةُ الْأَلِفُ الْفَاصِلَةُ، وَالثَّالِثَةُ هَمْزَةُ الْقَطْعِ، وَالرَّابِعَةُ الْمُبْدَلَةُ مِنَ الْهَمْزَةِ السَّاكِنَةِ، وَذَلِكَ إِفْرَاطٌ فِي التَّطْوِيلِ ، وَخُرُوجٌ عَنْ كَلَامِ الْعَرَبِ . ا هـ .
قال الإمام ابن الجزري رحمه الله :-
[194] أَئِمَّةً سَهِّلْ أَوَ ابْدِلْ حُطْ غِنَا * * * حِرْمٍ وَمَدٌّ لَاحَ بالْخُلْفِ ثَنَا
[195] مُسَهِّلاً وَالأَصْبَهَانِي بِالْقَصَصْ * * * فِى الثَّانِ وَالسَّجْدَةِ مَعْهُ المَدُّ نَصْ
كلمة (أَئِمَّةً) جمع إمام ، أصلها (أَئْمِمَة) على وزن (أفْعِلَة) ، التقت ميمان فنقلت حركة الأولى للساكن قبلها وهو الهمزة الساكنة ، ثم أدغمت الميم الأولى في الثانية فصارت (أَئِمَّةً) قال الناظم رحمه الله :- ((أَئِمَّةً سَهِّلْ أَوَ ابْدِلْ حُطْ غِنَا * * * حِرْمٍ)) أي قرأ المرموز لهم بـ (ح) ، (غ) ، (حرم) وهم أبو عمرو ورويس والمدنيان والمكي قوله تعالى :- (أَئِمَّةً) بوجهين هما تسهيل الهمزة الثانية أو إبدالها ياءً ، وقد وقعت في خمسة مواضع من القرآن الكريم : (التوبة: 12) ، (الأنبياء: 73) ، (القصص: 5) ، (القصص: 41) ، (السجدة: 24) ، ثم قال :- ((وَمَدٌّ لَاحَ بالْخُلْفِ ثَنَا . مُسَهِّلاً)) أي قرأ بالإدخال قبل الهمزة المكسورة من (أَئِمَّةً) المرموز لهما باللام والثاء وهما هشام بخلف عنه وأبو جعفر وجهًا واحدًا .
ثم قال :- ((وَالأَصْبَهَانِي بِالْقَصَصْ . فِي الثَّانِ وَالسَّجْدَةِ مَعْهُ المَدُّ نَصْ)) أي قرأ الأصبهاني موافقًا أبا جعفر بالتسهيل مع الإدخال في الموضع الثاني بالقصص (وَجَعَلْنَاهُمْ أَئِمَّةً يَدْعُونَ) (41) ، وموضع السجدة (وَجَعَلْنَا مِنْهُمْ أَئِمَّةً يَهْدُونَ) (24) ، وقد سبق وجهه الأول وهو الإبدال ياءً ،
والخلاصة في المواضع الخمسة أن أبا جعفر قرأ الهمزة الثانية من (أَئِمَّةً) بوجهين : التسهيل مع الإدخال ، والإبدال ياءً ، وقرأ هشام بوجهين التحقيق مع الإدخال ، والتحقيق بغير إدخال (الداجوني) ، وقرأ أبو عمرو ورويس وقالون والأزرق وابن كثير بوجهين : التسهيل بغير إدخال ، والإبدال ياءً ، وأما الأصبهاني فقد قرأ ثان القصص (41) (وَجَعَلْنَاهُمْ أَئِمَّةً يَدْعُونَ) ، وموضع السجدة (24) (وَجَعَلْنَا مِنْهُمْ أَئِمَّةً يَهْدُونَ) بوجهين : التسهيل مع الإدخال ، والإبدال ياءً كأبي جعفر ، وقرأ الأصبهاني المواضع الثلاثة الباقية : (فَقَاتِلُوا أَئِمَّةَ) (التوبة: 12) ، (وَجَعَلْنَاهُمْ أَئِمَّة) (الأنبياء: 73)، (وَنَجْعَلَهُمْ أَئِمَّةً) (القصص: 5) بوجهين : التسهيل بغير إدخال ، والإبدال ياءً كقالون .
وقرأ الباقون المواضع الخمسة بالتحقيق بغير إدخال وجهًا واحدَا وهم روح وابن ذكوان والكوفيون .
فائدة : أوجه إبدال الهمزة الثانية ياءً في قوله تعالى :- (أَئِمَّةً) لأبي عمرو ورويس والحرميين ، ووجه التسهيل مع الإدخال عن ورش من طريق الأصبهاني في موضع السجدة (وَجَعَلْنَا مِنْهُمْ أَئِمَّةً يَهْدُونَ) (24) وثان القصص (وَجَعَلْنَاهُمْ أَئِمَّةً يَدْعُونَ) (41) ، هي وجوه زائدة لطرق النشر على طريق الشاطبية والتيسير ؛ قال العلامة الإبياري رحمه الله في منحة مولي البر :-
.............. وأبدَلُوا ... أَئِمَّةً كُلاً لِمَنْ يُسَهِّلُ
ومُدَّ سَهِّلا للاصبهاني ... في سجدةٍ وما بقَصٍّ ثانِي .انتهى.
توضيح لمذاهب القراء في كلمة (أَئِمَّةً)
تسهيل .............إبدال يــاءً .......تسهيل مع إدخال ......... تحقيق مع إدخال .........تحـقيـق
.....................ثَـنَا(بخلف).............ثَـنَـا .................لاح (بخلف)............. لاح
حط...................حط .................................................. ............ابن ذكوان
غنى ...................غنى .................................................. ............. روح
ابن كثير .............ابن كثير ............................................................ الكوفيون
قالون ................قالـون .................................................. ..................
الأزرق ...............الأزرق .................................................. .................
(*) والأصبهاني كقـالون إلا في ثان القصص (41) وموضع السجدة فهو كأبي جعفر فيهما ؛ إبدال وتسهيل مع إدخال .
تحريرات هامة في كلمة (أَئِمَّةً)
1- للداجوني عن هشام التحقيق بغير إدخال على المشهور ، وليس له إلا التوسط في المنفصل كما سبق ؛ ولهشام على التوسط التحقيق بغير إدخال (للداجوني) ، والتحقيق مع الإدخال (للحلواني) ، فلا يأتي لهشام وجه التحقيق بغير إدخال إلا على التوسط .
2- لا يأتي لهشام (طريق الحلواني) على قصر المنفصل إلا وجه التحقيق مع الإدخال .
3- يمتنع لرويس وجه الإبدال مع وجه الإدغام الكبير .
4- يمتنع لرويس وجه الإبدال مع هاء السكت .
5- على وجه الإبدال للأزرق يتعين مد البدل وفتح ذوات الياء والبسملة أو الوصل بين السورتين .
قال الإمام ابن الجزري رحمه الله :-
[196] أَنْ كَانَ أَعْجَمِيُّ خُلْفٌ مُلِيَا * * * وَالكُلُّ مُبْدِلٌ كَآسَى أُوتِيَا
أي قرأ المرموز له بالميم وهو ابن ذكوان قوله تعالى :- (أَن كَانَ ذَا مَالٍ وَبَنِينَ) (القلم : 14) ، وقوله (أَأَعْجَمِيٌّ) (فصلت: 44) بالتسهيل مع الإدخال (عطفًا على قوله : مَعْهُ المَدُّ نَصْ) ، ولابن ذكوان وجه آخر هو التسهيل بغير إدخال ، وقد سبق ذكره عند قول الناظم :-
....................... * * * يُخْبِرُ أَنْ كَانَ رَوَى اعْلَمْ حَبْرُ عَدْ
وَحُقِّقَتْ شِمْ فِي صَبَا وَأَعْجَمِي * * * حَم شِدْ صُحْبَةَ أَخْبِرْ زِدْ لُمِ
غُصْ خُلْفُهُمْ .............
ووجها التسهيل مع الإدخال وعدمه لابن ذكوان من طريق ابن الأخرم والرملي ، والتسهيل بغير إدخال للنقاش والمطوعي .
فائدة : وجه التسهيل مع الإدخال لابن ذكوان في قوله تعالى :- (أَن كَانَ ذَا مَالٍ وَبَنِينَ) (القلم : 14) ، وقوله (أَأَعْجَمِيٌّ) (فصلت: 44) هما وجهان زائدان للنشر على طريق الشاطبية والتيسير ؛ قال العلامة الإبياري رحمه الله في منحة مولي البر :- أَأَعْجَمِي . وامدده مع أَن كَانَ مِزْ . انتهى.
ثم قال الناظم :- ((وَالكُلُّ مُبْدِلٌ كَآسَى أُوتِيَا)) أي قرأ كل القراء بإبدال الهمزة الثانية إن كانت ساكنة حرف مدٍّ من جنس ما قبلها ، فإن كان مفتوحًا أبدلت ألفا نحو : (آسَى) (الأعراف: 93) ، وإن كان مضمومًا أبدلت واوًا نحو : (أُوتِيَ) (الإسراء : 71 وفي غيرها) ، وإن كان مكسورًا أبدلت ياءً نحو :- (إِيمَاناً) (آل عمران : 173وفي غيرها) ، وهذا ما أشار إليه الإمام الشاطبي رحمه الله بقوله :- وَإِبْدَالُ أُخْرَى الْهَمْزَتَيْنِ لِكُلِّهِمْ ... إِذَا سَكَنَتْ عَزْمٌ كَآدَمَ أُوهِلاَ
ولكن كلمة (أُوهِلاَ) من كلام العرب ولم ترد في القرآن الكريم ، ولو قال (أُوتِيَ) لكان أفضل لورودها في القرآن ، ولكنه اضطر لهذا لكونها قصيدة لامية ، وكان من الممكن أن يقول (إِي تَلاَ) أعني بذلك موضع سورة يونس (53) :- (قُلْ إِي وَرَبِّي) وبذلك لا يختل الشرط ، والله أعلم . تم شرح الباب ، والحمد لله رب العالمين .
وللحديث بقية إن شاء الله ، نسأل الله الإخلاص والتوفيق والقبول ، وصلّ اللهم وسلم وبارك على سيدنا محمد وآله وصحبه أجمعين ، والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته .
* أصل حلقات ((خلاصة الفكر شرح طيبة النشر)) في المنتدى العلمي ، وبتنسيق آخر ، جزاكم الله خيرا
http://www.alalmi.co.cc/vb/showthread.php?t=477&page=2 (*) (*)(*)