سر القرآن

إنضم
24/03/2012
المشاركات
36
مستوى التفاعل
0
النقاط
6
العمر
43
الإقامة
فرنسا
للقرآن الكريم أربعة أوجه ينظر لكل منها نظرة شمولية عميقة و هو يفصل اياته و يقرر تعاليمه في الحياة :
1/ الوجه الأول : هو الله جل مجده .
2/ الوجه الثاني : هو فطرة الإنسان .
3/ الوجه الثالث : هو الكون .
4/ الوجه الرابع : هو الأبدية في الآخرة .
من أجل ذلك لما قال الذين ظلموا : " أَسَاطِيرُ الْأَوَّلِينَ اكْتَتَبَهَا فَهِيَ تُمْلَى عَلَيْهِ بُكْرَةً وَأَصِيلاً [الفرقان : 5] " .. كان الجواب من لدن الحق تبارك و تعالى و هو ينفي هذه العبثية في الرؤية للتعاليم القرآنية : " قُلْ أَنزَلَهُ الَّذِي يَعْلَمُ السِّرَّ فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ إِنَّهُ كَانَ غَفُوراً رَّحِيماً [الفرقان : 6] " .. انه السر المكنون الساري في اعماق الوجود الظاهر و الباطن و المتغلغل في ابعاد الانسان و الحياة , فصار القران العظيم بهذا المعنى مجمع حقائق الوجود و العقدة الجامعة بين البداية و النهاية , و لهذا جاء بأنه لا تشبع منه العلماء و لا يخلق على كثرة الرد , ذلك لان العقل الإنسان مهما ترقى في مراقي الصفاء لا تزال روحه العظيمة تستقبل انوار الوجود العاكسة لتجليات الحق تبارك و تعالى و معاني حكمته في الانفس و الافاق و من ثم لا تزال تنتقل من معنى الى معنى و هي تتفاعل مع الكلمات النورانية في القران الكريم الذي قلنا انه مجلى حقائق الوجود كله : " ما فرطنا في الكتاب من شيء ثم الى ربهم يحشرون " [الانعام :38] .. و من اجل هذه الحقيقة الكبيرة لا تجد مسلما ملتزما التزاما عميقا بتعاليم هذا الدين : فكرا و شعورا و سلكوا .. إلا و جدت كينونته لها تعلق عميق بهذه الأوجه الأربعة فهما و ادراكا و حالا و شعورا لتكون النتيجة : عمقا في التفكير , صفاءا في الادراك , رهافة في الشعور , استقامة في السلوك ما يسمح لنا بالقول أنه اذا كان القرآن هو معجزة الإسلام النظرية فإن الإنسان المسلم - الملتزم بحقائق الاسلام - هو معجزة الإسلام العملية .. و الله أعلم .
 
عودة
أعلى