سر السعادة

إنضم
11/01/2012
المشاركات
3,868
مستوى التفاعل
10
النقاط
38
العمر
67
الإقامة
الدوحة - قطر
الحمد لله وحده والصلاة والسلام على من لا نبي بعده، نبينا محمد وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فمما لا شك فيه أن العالم بأسره مؤمنه وكافره وبره وفاجره يطلب السعادة ويبحث عن طريقها، وهي عنده أمل منشود ، وهدف مرجو . ولكن هل يصل إليها طالبها ؟

لسان الحال يقول : ما أكثر من يبعد عنها ! والسبب في ذلك أن أكثر الناس عشيت بصائرهم أو عميت عن إدراك حقيقة السعادة وسرها الأعظم. فالسعادة عندهم هي ما يتوهمونه مما عند مشاهير السياسة والفن والرياضة والمال مما أخذ بعقولهم وخيم على قلوبهم. ولا يعرفون السعادة إلا بإطلاق الشهوات والتمتع بالملذات مباحة كانت أو محرمة، فإذا فاتهم ذلك حزنوا وتأسفوا وظنوا أنهم قد فاتتهم السعادة. فما هي السعادة الحقيقية؟ وما هو طريقها ؟ وكيف الوصول إليها؟
 
ما هي السعادة ؟
قال أهل اللغة : سعِد يسعد سعدًا وسعادة فهو سعيد نقيض شقي ؛ والسعد : اليُمْن ، وهو نقيض النحس ، والسعودة خلاف النحوسة ، والسعادة خلاف الشقاوة . وقال في ( المعجم الوسيط ) : السعادة معاونة الله للإنسان على نيل الخير ، وتضاد الشقاوة ([1]) .
حقيقة السعادة :
هل السعادة في مال وفير يهيئ للإنسان معيشة رغيدة ؟! ألم يكن قارون ذا مال وفير ؟! فهل حصلها ؟
هل هي في ملك يجعل فيه الناس له خدمًا وعبيدًا ؟ ألم يكن فرعون والنمروذ من أهل الملك والحكم ؟ فهل حصلاها ؟
هل هي في منصب يقربه من الملوك والسلاطين والحكام ، فيعيش بعيشهم ويسر بسرورهم ؟ ألم يكن هامان وزيرًا لفرعون ، فهل حازها ؟
هل هي في صحة الجسم وقوته فلا مرض ولا بؤس ؟! وهل هذا يكون في دنيا الأغيار ؟
هل هي في السلامة من الناس ، أي : السلامة من كيدهم ومكرهم وحسدهم ؟ وهل يحدث ذلك في الدنيا ؟
هل هي في التمتع بلذات الدنيا وشهوات النفس ؟ هل في ذلك تحصيل السعادة ؟
وهل هي في الشهرة والسير مع المشاهير من أهل الفن والرياضة ومن شابههم ؟ وهل حصل هؤلاء على السعادة حقيقة ؟!
إن هؤلاء جميعًا يعلمون يقينًا أنهم في واد والسعادة في واد آخر ، ذلك بأن السعادة حالة نفسية يرتاح معها الروح والبدن ، فيسلم صاحبها باطنًا بصدر منشرح وقلب مطمئن ونفس راضية مرضية ، فلا كدر يعكر صفوها ، ولا ألم يكدر صاحبها ؛ وهو مع ذلك يتمتع بمتاع لا يزول عنه ولا يزال .
وهل هذا إلا في الجنة ؟ قال الله تعالى: ) وَأَمَّا الَّذِينَ سُعِدُوا فَفِي الْجَنَّةِ خَالِدِينَ فِيهَا مَا دَامَتِ السَّمَاوَاتُ وَالأَرْضُ إِلا مَا شَاءَ رَبُّكَ عَطَاءً غَيْرَ مَجْذُوذٍ ( [ هود: 108] .
هذه هي السعادة الحقيقية .. سعادة الآخرة ، السعادة الدائمة الباقية .
فهل في هذه الدنيا سعادة ؟ وإن كان فما هي ؟ وما هم أصحابها ؟
نعم في الدنيا سعادة ، لكنها موصولة بسعادة الآخرة ، فأهلها هم أهل السعادة الأخروية ، ولذا فقد تجد أناسًا حصلوا أسباب السعادة لكنهم لم يذوقوا طعمها ، لأنهم قرنوها بمنغصات السعادة ومكدراتها ، وهي معصية الخالق التي لا يمكن أن يكون هناك سعادة معها على الحقيقة ، ولا سيما إذا كان أصحاب هذه الأسباب كفارًا ؛ قال الله تعالى: ) لا يَغُرَّنَّكَ تَقَلُّبُ الَّذِينَ كَفَرُوا فِي الْبِلادِ . مَتَاعٌ قَلِيلٌ ثُمَّ مَأْوَاهُمْ جَهَنَّمُ وَبِئْسَ الْمِهَادُ ( [ آل عمران : 196، 197 ] ، فهل مع هذه النهاية تكون سعادة ؟! إنها سعادة متوهمة ، لا سعادة حقيقية ؛ قال جل وعلا : ) وَلَوْلا أَنْ يَكُونَ النَّاسُ أُمَّةً وَاحِدَةً لَجَعَلْنَا لِمَنْ يَكْفُرُ بِالرَّحْمَنِ لِبُيُوتِهِمْ سُقُفًا مِنْ فِضَّةٍ وَمَعَارِجَ عَلَيْهَا يَظْهَرُونَ . وَلِبُيُوتِهِمْ أَبْوَاباً وَسُرُرًا عَلَيْهَا يَتَّكِئُونَ . وَزُخْرُفًا وَإِنْ كُلُّ ذَلِكَ لَمَّا مَتَاعُ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَالآخِرَةُ عِنْدَ رَبِّكَ لِلْمُتَّقِينَ ( [ الزخرف : 33-35 ] .
فقد يفتتن بعض الناس بحال هؤلاء فيحوز بعض أسباب السعادة ، لكنه لا يحصل عليها !!
فسعة الرزق في الدنيا لا تدل على سعادة في الدنيا فضلا عن الآخرة ، فلا تظنوا الأموال تغني عنكم غدًا شيئًا ؛ قال تعالى: ) وَمَا أَمْوَالُكُمْ وَلا أَوْلادُكُمْ بِالَّتِي تُقَرِّبُكُمْ عِنْدنا زُلْفَى إِلا مَنْ آمَنَ وَعَمِلَ صَالِحاً فَأُولَئِكَ لَهُمْ جَزَاءُ الضِّعْفِ بِمَا عَمِلُوا وَهُمْ فِي الْغُرُفَاتِ آمِنُونَ ( [ سـبأ: 37] .
إذًا سر السعادة ليس في كثرة المال ، وإن كان المال من أسبابها الدنيوية ، لكن إذا فقد صاحبه السر الذي به تكون السعادة لم ينتفع بالسبب ، ولا يسعد بحصول المال .
وكذلك لا يكون سر السعادة في الملك ، وكم من ملك تعيس حقًّا .
كما لا يكون في الشهرة ، فأكثر من يشكو من التعاسة والشقاوة هم أهلها ، ومن قرأ في سيرهم وعرف أخبارهم وقف على ذلك ؛ قال الله تعالى : ) أَفَرَأَيْتَ إِنْ مَتَّعْنَاهُمْ سِنِينَ . ثُمَّ جَاءَهُمْ مَا كَانُوا يُوعَدُونَ . مَا أَغْنَى عَنْهُمْ مَا كَانُوا يُمَتَّعُونَ ( [ الشعراء : 205- 207 ] .
وكذلك ليست السعادة في اتباع الشهوات والجري وراء الملذات المحرمة ، فالأمراض الفتاكة أصابت هؤلاء الذين يبحثون عن السعادة في هذه المستنقعات .
إذن فما هو سر السعادة التي يفتقدها من يحصل أسبابها المادية ، وقد يحصل عليها من وجد سرها وعمل به ؟

[1] - انظر لسان العرب باب الدال فصل السين ، والمعجم الوسيط مادة ( س ع د ) .
 
سر السعادة
إن سر السعادة يكمن في الإيمان بالله تعالى وحبه وحب محابه، والاجتهاد في طاعته وذكره والدعوة إليه.
إنَّ صِدقَ الإيمان هو سر السعادة الأعظم، الذي به يحصل عليها من صدق وإن قل ماله وسلطانه، وإن عزف عن ملذات الدنيا أو عزفت هي عنه.
وللحطيئة:
ولَسْتُ أَرَى السعادةَ جَمْعَ مَالٍ ... ولكنَّ التقيَ هو السـعيدُ
ولغيره :
ما شِقوة المرءِ بالإقتارِ يفقرُهُ ... ولا سَـعَادَتُهُ يومًا بإكثارِ
إن الشَقِيَّ الذي في النارِ مَنْزِلُهُ ... والفوزَ فَوْزُ الذي يَنْجُو مِنَ النارِ
ولقد بين لنا النبي e بعض أسباب السعادة فقال : " أربع من السعادة : المرأة الصالحة ، والمسكن الواسع ، والجار الصالح ، والمركب الهنيء ؛ وأربع من الشقاوة : الجار السوء ، والمرأة السوء ، والمسكن الضيق ، والمركب السوء "([1]) ، رواه ابن حبان والضياء في المختارة عن سعد بن أبي وقاص t ، وهو في المستدرك بلفظ : " ثلاث من السعادة ، وثلاث من الشقاوة : فمن السعادة المرأة تراها تعجبك ، وتغيب عنها فتأمنها على نفسها ومالك ، والدابة تكون وطية ([2]) ، فتلحقك بأصحابك ، والدار تكون واسعة كثيرة المرافق ؛ ومن الشقاوة المرأة تراها فتسوؤك ، وتحمل لسانها عليك ، وإن غبت عنها لم تأمنها على نفسها ومالك ؛ والدابة تكون قطوفا ( [3] ) : فإن ضربتها أتعبتك ، وإن تركبها لم تلحقك بأصحابك ، والدار تكون ضيقة قليلة المرافق " ([4]) ، وروى عبد الله بن أحمد والحاكم عن نافع بن عبد الحارث t قال : قال رسول الله e : " من سعادة المرء : الجار الصالح ، والمركب الهنيء ، والمسكن الواسع " ([5]) .
فهذا كله من أسباب السعادة :
فالمرأة الصالحة عون للرجل في حياته على أمر دينه ودنياه .
والمسكن الواسع كثير المرافق يهيئ لصاحبه أسباب الراحة ، ويعينه على القيام بالأمور الشرعية ، فيرفع عنه الحرج عند نزول ضيف أو حلول زائر ، والجار الصالح يوصل الخير إلى جاره ، ويمنع عنه الأذى والشرور .
والدابة السريعة ، تنجز له احتياجاته ومهامه في وقت يسير .
وهذا كله من أسباب السعادة ، ولكن من حصلها لا يحصل على السعادة إلا مع سرها ، وهو الإيمان الصادق .
وقد أعطانا الله تعالى مثلا لهذه السعادة في خليله إبراهيم u فقال : ) وَآتَيْنَاهُ أَجْرَهُ فِي الدُّنْيَا وَإِنَّهُ فِي الآخِرَةِ لَمِنَ الصَّالِحِينَ ( [العنكبوت: 27] ؛ قال ابن كثير - رحمه الله : أي : جمع الله له بين سعادة الدنيا الموصولة بسعادة الآخرة ، فكان له في الدنيا الرزق الواسع الهنيء ، والمنزل الرحب ، والمورد العذب ، والزوجة الحسنة الصالحة ، والثناء الجميل ، والذكر الحسن ، وكل أحد يحبه ويتولاه - كما قال ابن عباس رضي الله عنهما وغيره - مع القيام بطاعة الله من جميع الوجوه ؛ كما قال تعالى : ) وَإِبْرَاهِيمَ الَّذِي وَفَّى ( [النجم: 37] أي: قام بجميع ما أمر به وكمل طاعة ربه ، ولهذا قال تعالى : ) وَآتَيْنَاهُ أَجْرَهُ فِي الدُّنْيَا وَإِنَّهُ فِي الآخِرَةِ لَمِنَ الصَّالِحِينَ( ([6]) .
وقال جل وعلا : )وَمَنْ يُطِعِ اللَّهَ وَالرَّسُولَ فَأُولَئِكَ مَعَ الَّذِينَ أَنْعَمَ اللَّهُ عَلَيْهِمْ مِنَ النَّبِيِّينَ وَالصِّدِّيقِينَ وَالشُّهَدَاءِ وَالصَّالِحِينَ وَحَسُنَ أُولَئِكَ رَفِيقا ( [النساء: 69] ؛ وقال سبحانه : ) مَنْ عَمِلَ صَالِحًا مِنْ ذَكَرٍ أَوْ أُنْثَى وَهُوَ مُؤْمِنٌ فَلَنُحْيِيَنَّهُ حَيَاةً طَيِّبَةً وَلَنَجْزِيَنَّهُمْ أَجْرَهُمْ بِأَحْسَنِ مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ ( [النحل: 97].
فالسعادة كلُّ السعادة : طول العمر في طاعة الله U ، ولذا قيل : العبد لا ينال من السعادة عطاء أفضل من التوفيق في العبادة ؛ فهو يرفل في نعمة الله تعالى ، محبًّا له ، طائعًا له ، فحياته لله ، ومماته لله ، فهذا يسعده الله في الدنيا والآخرة .
هذا والعلم عند الله تعالى .

[1] - ابن حبان كما في الإحسان (4032)، والضياء في المختارة (1048).

[2] - سهلة الوطء سريعة.

[3] - صعبة الركوب بطيئة.

[4] - المستدرك (2684) وقال صحيح الإسناد.

[5] - عبد الله في زوائد المسند: 3 / 407، والحاكم (7306) وصححه.

[6] - انظر تفسير ابن كثير: 3 / 412.
 
القلب والسعادة
إذا علم أن الإيمان هو سر السعادة ، علم أن القلب محلها ومستودعها ، وأن السعيد هو سليم القلب، ولست أعني السلامة العضوية ، وإنما أعني سلامة القلب من الشهوات والشبهات، وكلما كان في القلب مرض من هذه الأمراض كان فيه وفي صاحبه نوع شقاوة ، فإن أراد صاحبه السعادة فلابد أن يسعى في علاجه ويبحث عن صحته لتسلم له سعادته من التشويش .
قال ابن القيم - رحمه الله : ومن علامات صحة القلب أنه لا يزال يضرب على صاحبه حتى ينيب إلى الله ويخبت إليه ، ويتعلق به تعلق المحب المضطر إلى محبوبه الذي لا حياة لـه ولا فلاح ولا نعيم ولا سرور إلا برضاه وقربه والأنس به ، فبه يطمئن ، وإليه يسكن ، وإليه يأوي ، وبه يفرح ، وعليه يتوكل ، وبه يثق ، وإياه يرجو ، ومنه يخاف ؛ فذكره قوته وغذاؤه ومحبته ، والشوق إليه حياته ونعيمه ولذته وسروره ، والالتفاف إلى غيره والتعلق بسواه داؤه ، والرجوع إليه دواؤه ، فإذا حصل له ربه سكن إليه واطمأن به ، وزال ذلك الاضطراب والقلق ، وانسدت تلك الفاقة ، فإن في القلب فاقة لا يسدها شيء سوى الله تعالى أبدًا ، وفيه شعث لا يلمه غير الإقبال عليه ، وفيه مرض لا يشفيه غير الإخلاص لـه وعبادته وحده ، فهو دائمًا يضرب على صاحبه حتى يسكن ويطمئن إلى إلهه ومعبوده ، فحينئذ يباشر روح الحياة ويذوق طعمها ، ويصير له حياة أخرى غير حياة الغافلين المعرضين عن هذا الأمر ، الذي لـه خُلِقَ الخلق ، ولأجله خلقت الجنة والنار ، وله أرسلت الرسل ونزلت الكتب ، ولو لم يكن جزاء إلا نفس وجوده لكفى به جزاء ، وكفى بفوته حسرة وعقوبة. قال بعض العارفين : مساكين أهل الدنيا خرجوا من الدنيا وما ذاقوا أطيب ما فيها ، قيل: وما أطيب ما فيها ؟ قال : محبة الله والأنس به ، والشوق إلى لقائه ، والتنعم بذكره وطاعته .
وقال آخر: إنه ليمر بي أوقات أقول فيها : إن كان أهل الجنة في مثل هذا إنهم لفي عيش طيب .
وقال آخر : والله ما طابت الدنيا إلا بمحبته وطاعته ، ولا الجنة إلا برؤيته ومشاهدته .ا.هـ([1]).
وقال شيخ الإسلام ابن تيمية - رحمه الله : المحبوس من حبس قلبه عن ربه ، والمأسور من أسره هواه ؛ وكان يقول : ماذا يصنع بي أعدائي ؟ إن جنتي في صدري ؛ إن نفوني فهي سياحة ، وإن سجنوني فهي خلوة ، وإن قتلوني فهي شهادة .
يا لها من سعادة لا تغادر صاحبها إن مستقرها في صدره أينما كان وحيثما حل ؛ ولهذا صدق من قال : أينما ذهبت فانظر في داخلك ، فإن السعادة منك ، والشقاوة منك .
هذا والعلم عند الله تعالى .

http://vb.tafsir.net/tafsir33765/#_ftnref18 – انظر إغاثة اللهفان : 1 / 57، 58 (المكتبة الثقافية – بيروت) .
 
من صفات السعداء
يتصف السعداء بالقلب السليم ، والعقل العامل ، والفكر الصحيح ، والخلق الكريم ، ولكن هناك صفات مميزة لهم نوجزها فيما يلي :
1 - أول صفاتهم عبادة الله وحده لا شريك له ، واتباع مرضاته واجتناب مساخطه ، فالنفس لا سعادة لها ولا فلاح إلا بذلك. وقد علق الله تعالى سعادة السعداء على ذلك فقال : { تِلْكَ حُدُودُ اللَّهِ وَمَنْ يُطِعِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ يُدْخِلْهُ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا وَذَلِكَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ * وَمَنْ يَعْصِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ وَيَتَعَدَّ حُدُودَهُ يُدْخِلْهُ نَاراً خَالِداً فِيهَا وَلَهُ عَذَابٌ مُهِينٌ } [النساء:13-14] ، وقال : { وَمَنْ يُطِعِ اللَّهَ وَالرَّسُولَ فَأُولَئِكَ مَعَ الَّذِينَ أَنْعَمَ اللَّهُ عَلَيْهِمْ مِنَ النَّبِيِّينَ وَالصِّدِّيقِينَ وَالشُّهَدَاءِ وَالصَّالِحِينَ وَحَسُنَ أُولَئِكَ رَفِيقًا } [النساء:69]، فقد بين الله في القرآن أن من أطاع الله ورسوله كان سعيدًا في الآخرة ، ومن عصى الله ورسوله وتعدى حدوده كان معذبًا ، فهذا هو الفرق بين السعداء والأشقياء .
2 – تلاوة القرآن مع التدبر والعمل ، ففي الصحيحين عن أبي موسى رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم : " مثل المؤمن الذي يقرأ القرآن كمثل الأترجة : طعمها طيب وريحها طيب؛ ومثل المؤمن الذي لا يقرأ القرآن كمثل التمرة : طعمها طيب ولا ريح لها ، ومثل المنافق الذي يقرأ القرآن كمثل الريحانة : ريحها طيب وطعمها مر ، ومثل المنافق الذي لا يقرأ القرآن كمثل الحنظلة : طعمها مر ولا ريح لها " ( 1 ) .
فجعل الناس أربعة أقسام : أهل الإيمان والقرآن ، وهم خيار الناس ؛ الثاني : أهل الإيمان الذين لا يقرءون القرآن ، وهم دونهم ، فهؤلاء هم السعداء .
والأشقياء قسمان : أحدهما : من أوتى قرءانًا بلا إيمان ، فهو منافق . والثاني : من لم يؤت قرءانًا ولا إيمانًا .
والمقصود أن القرآن والإيمان هما نور يجعله الله في قلب من يشاء من عباده ، وأنهما أصل كل خير في الدنيا والآخرة ، وعلمهما أجل العلوم وأفضلها ، بل لا علم في الحقيقة ينفع صاحبه إلا علمهما ، والله يهدي من يشاء إلى صراط مستقيم( 2 ) .
3 – الصدق مع الله تعالى ، قال ابن القيم - رحمه الله : ومنها عظم مقدار الصدق وتعليق سعادة الدنيا والآخرة والنجاة من شرهما به ، فما أنجى الله من أنجاه إلا بالصدق ، ولا أهلك من أهلكه إلا بالكذب ، وقد أمر الله سبحانه عباده المؤمنين أن يكونوا مع الصادقين ، فقال : { يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَكُونُوا مَعَ الصَّادِقِين } [التوبة: 119] ، وقد قسم سبحانه الخلق إلى قسمين سعداء وأشقياء ، فجعل السعداء هم أهل الصدق والتصديق ؛ والأشقياء هم أهل الكذب والتكذيب ، وهو تقسيم حاصر مطرد منعكس ، فالسعادة دائرة مع الصدق والتصديق ، والشقاوة دائرة مع الكذب والتكذيب ، وأخبر سبحانه وتعالى أنه لا ينفع العباد يوم القيامة إلا صدقهم ، وجعل علم المنافقين الذي تميزوا به هو الكذب في أقوالهم وأفعالهم ، فجميع ما نعاه عليهم أصله الكذب في القول والفعل ، فالصدق بريد الإيمان ودليله ومركبه وسائقه وقائده وحليته ولباسه ، بل هو لبه وروحه ؛ والكذب بريد الكفر والنفاق ودليله ومركبه وسائقه وقائده وحليته ولباسه ولبه ، فمضادة الكذب للإيمان كمضادة الشرك للتوحيد ، فلا يجتمع الكذب والإيمان إلا ويطرد أحدهما صاحبه ويستقر موضعه ، والله سبحانه أنجى الثلاثة بصدقهم( 3 ) وأهلك غيرهم من المخلفين بكذبهم ، فما أنعم الله على عبد بعد الإسلام بنعمة أفضل من الصدق الذي هو غذاء الإسلام وحياته ، ولا ابتلاه ببلية أعظم من الكذب الذي هو مرض الإسلام وفساده. والله المستعان( 4 ) .
4 – الرحمة ، روى أحمد وأبو داود والترمذي عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رضي الله عنه قَالَ : سَمِعْتُ أَبَا الْقَاسِمِ صلى الله عليه وسلم يَقُولُ : " لا تُنْزَعُ الرَّحْمَةُ إِلا مِنْ شَقِيٍّ " ، ورواه ابن حبان وبوب له ( ذكر الخبر الدال على أن الرحمة لا تكون إلا في السعداء )( 5 ) .
5 – العلم الموجب للعمل ، إذ هو سبب السعادة على الحقيقة ، فلا يعرف الإيمان إلا بالعلم ، ولا يعرف الصدق إلا بالعلم ، ولا تعرف الرحمة إلا بالعلم ، ولا يعرف عمل إلا ويسبقه علم ، فالعلم قبل القول والعمل ، وروى أحمد والترمذي والحاكم عن أبي كبشة الأنماري رضي الله عنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " إنما الدنيا لأربعة نفر : عبد رزقه الله مالا وعلما فهو يتقي في ماله ربه ويصل فيه رحمه ، ويعلم لله فيه حقا ؛ فهذا بأحسن المنازل . ورجل آتاه الله علما ولم يؤته مالا ، فهو يقول : لو أن لي مالا لعملت بعمل فلان ، فهو بنيته ، وهما في الأجر سواء ، ورجل آتاه الله مالا ولم يؤته علما ، فهو يخبط في ماله ولا يتقي فيه ربه ولا يصل به رحمه ، ولا يعلم لله فيه حقا، فهذا بأسوأ المنازل عند الله ؛ ورجل لم يؤته الله مالا ولا علما فهو يقول : لو أن لي مالا لعملت بعمل فلان، فهو بنيته، وهما في الوزر سواء " ( 6 ).
يقول ابن القيم - رحمه الله : فقسم النبي  أهل الدنيا أربعة أقسام : خيرهم من أوتي علمًا ومالا ، فهو محسن إلى الناس وإلى نفسه بعلمه وماله ، ويليه في المرتبة من أوتي علمًا ولم يؤت مالا ، وإن كان أجرهما سواء ، فذلك إنما كان بالنية وإلا فالمنفق المتصدق فوقه بدرجة الإنفاق والصدقة ، والعالم الذي لا مال له إنما ساواه في الأجر بالنية الجازمة المقترن بها مقدورها ، وهو القول المجرد. الثالث : من أوتي مالا ولم يؤت علمًا ، فهذا أسوأ الناس منزلة عند الله ، لأن ماله طريق إلى هلاكه ، فلو عدمه لكان خيرًا له ، فإنه أعطى ما يتزود به إلى الجنة ، فجعله زادا له إلى النار .
الرابع : من لم يؤت مالا ولا علمًا ، ومن نيته أنه لو كان لـه مال لعمل فيه بمعصية الله ، فهذا يلي الغني الجاهل في المرتبة ، ويساويه في الوزر بنيته الجازمة المقترن بها مقدورها ، وهو القول الذي لم يقدر على غيره .
فقسَّم السعداء قسمين ، وجعل العلم والعمل بموجبه سبب سعادتهما ؛ وقسَّم الأشقياء قسمين ، وجعل الجهل وما يترتب عليه سبب شقاوتهما ، فعادت السعادة بجملتها إلى العلم وموجبه ، والشقاوة بجملتها إلى الجهل وثمرته( 7 ) .
هذه ألزم صفات السعداء ، فليبحث من يريد السعادة عن ذلك في نفسه ، والله المستعان .
________
1 - البخاري (5111)، ومسلم (243).
2 - انظر مفتاح دار السعادة: 1 / 55.
3 - والثلاثة هم: كعب بن مالك، ومرارة بن الربيع وهلال بن أمية وهم الذين أنزل الله فيهم: وَعَلَى الثَّلاثَةِ الَّذِينَ خُلِّفُوا حَتَّى إِذَا ضَاقَتْ عَلَيْهِمُ الأَرْضُ بِمَا رَحُبَتْ وَضَاقَتْ عَلَيْهِمْ أَنْفُسُهُمْ وَظَنُّوا أَنْ لا مَلْجَأَ مِنَ اللَّهِ إِلا إِلَيْهِ ثُمَّ تَابَ عَلَيْهِمْ لِيَتُوبُوا إِنَّ اللَّهَ هُوَ التَّوَّابُ الرَّحِيمُ [التوبة: 118].
4 - زاد المعاد: 3 / 590، 591.
5 - روى أحمد: 2 / 442، 461، وأبو داود (4942) والترمذي (1923) وحسنه، وصححه ابن حبان (462) والحاكم (7632).
6 - أحمد: 4/231، والترمذي (2427)، وهو حديث صحيح صححه الترمذي والحاكم وغيرهما.
7 - انظر مفتاح دار السعادة: 1 / 179، 180.
 
من أسباب السعادة الحقيقية
هناك أسباب كثيرة للسعادة تختلف باختلاف محاب الناس ، لكن هذه الأسباب إن لم تكن في مرضاة الله، فليس أهلها أصحاب سعادة على الحقيقة، ولكنهم أصحاب سعادة متوهمة.
وإليك أهم أسباب السعادة الحقيقية:
1- من أسباب السعادة الحقيقية أن يُرزق الإنسان الإنابة إلى الله تعالى ؛ ففي مصنف ابن أبي شيبة ومستدرك الحاكم عن جابر بن عبد الله t قال : قال رسول الله e : " إن من سعادة المرء أن يطول عمره ويرزقه الله الإنابة إليه " [1] .
2 - ومن أسباب السعادة الحقيقية ما قيل : من سعادة المرء أن يشتغل بعيوب نفسه عن عيوب غيره .
قال الإمام الشافعي :
المرء إن كان عاقلاً ورعًا ... أشغله عن عيوب غيره ورعـه
كما العليل السقيم أشغله ... عـن وجع الناس كلهم وجعه
3 - ومن أسبابها أيضا الدعاء ، خاصة في أوقات مظنة الإجابة ، روى الرامهرمزي عن محمد بن سعيد قال : لما مات محمد بن مسلمة الأنصاري وجدنا في ذؤابة سيفه كتابًا : بسم الله الرحمن الرحيم ؛ سمعت رسول الله e يقول : " إن لربكم في بقية أيام دهركم نفحات ، فتعرضوا لها ، لعل دعوة أن توافق رحمة ، فيسعد بها صاحبها سعادة لا يخسر بعدها أبدا " ([2]) .
4 - ومن أسبابها استخارة الله تعالى ثم الرضا بما اختاره سبحانه ؛ روى الإمام أحمد والترمذي والحاكم وصححه عنِ سَعْدِ بْنِ أَبِي وَقَّاصٍ t قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ e : " مِنْ سَعَادَةِ ابْنِ آدَمَ اسْتِخَارَتُهُ اللَّهَ ، وَمِنْ سَعَادَةِ ابْنِ آدَمَ رِضَاهُ بِمَا قَضَاهُ اللَّهُ ، وَمِنْ شِقْوَةِ ابْنِ آدَمَ تَرْكُهُ اسْتِخَارَةَ اللَّهِ ، وَمِنْ شِقْوَةِ ابْنِ آدَمَ سَخَطُهُ بِمَا قَضَى اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ " ([3]) .
5 - ومن أسبابها الرضا بقضاء الله تعالى ، وهو من أعظم أسبابها ، إذ لا يسعد من لا يرضى ، ومن هنا قال النبي e : " عَجَبًا لأَمْرِ الْمُؤْمِنِ، إِنَّ أَمْرَهُ كُلَّهُ خَيْرٌ، وَلَيْسَ ذَاكَ لأَحَدٍ إِلا لِلْمُؤْمِنِ ، إِنْ أَصَابَتْهُ سَرَّاءُ شَكَرَ فَكَانَ خَيْرًا لَهُ ، وَإِنْ أَصَابَتْهُ ضَرَّاءُ صَبَرَ فَكَانَ خَيْرًا لَهُ " ([4]) . وقال e : " وارض بما قسم الله لك تكن أغنى الناس " ([5]) .
6 ومن أسبابها الحقيقية أن يجنبه الله تعالى الفتن ، فعند أبي داود والطبراني عن المقداد بن الأسود t قال : ايْمُ اللَّهِ لَقَدْ سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ e يَقُولُ : " إِنَّ السَّعِيدَ لَمَنْ جُنِّبَ الْفِتَنَ ، إِنَّ السَّعِيدَ لَمَنْ جُنِّبَ الْفِتَنِ ، إِنَّ السَّعِيدَ لَمَنْ جُنِّبَ الْفِتَنُ ، وَلَمَنِ ابْتُلِيَ فَصَبَرَ فَوَاهًا " ([6]) .
7 - ومن أسبابها الحقيقية الدعوة إلى الإيمان بالله تعالى وحبه ، والأخذ بأيدي الناس إليه وإلى طاعته على الوجه الذي يرضيه تعالى ، ذلك لأن أصحاب الإيمان الصادق هم أهل السعادة في الدارين ، فعليهم أن يأخذوا بأيدي الباحثين عن السعادة إلى طريقها الحقيقي .. طريق الله العظيم جل جلاله ، وعز جاهه ، وعظم سلطانه .

[1] - مصنف ابن أبي شيبة (34421) وعنه عبد بن حميد (1155)، والحاكم: 7602 وقال: صحيح الإسناد.

http://vb.tafsir.net/tafsir33765/#_ftnref21– المحدث الفاصل: 1 / 497. ورواه الطبراني في الكبير: 19 / 233 (519)، والأوسط (2856، 6243). وله شاهد عن أنس رواه الطبراني في الكبير: 1 / 250 (720)، والدعاء (26)، وأبو نعيم في الحلية: 3 / 162، وابن عبد البر في التمهيد: 5 / 339، والبيهقي في الشعب (1121) بلفظ: " افعلوا (اطلبوا) الخير دهركم، وتعرضوا لنفحات رحمة الله، فإن لله نفحات من رحمته يصيب بها من يشاء من عباده، وسلوا الله أن يستر عوراتكم وأن يؤمن روعاتكم " قال الهيثمي في المجمع: 10 / 231: رجاله رجال الصحيح، غير عيسى بن موسى بن إياس بن البكير وهو ثقة. ا.هـ وصححه الألباني في الصحيحة (1890). وله شاهد آخر رواه ابن أبي شيبة (34595) عن أبي الدرداء موقوفا بإسناد لا بأس به، بلفظ حديث أنس.

[3] - أحمد:، والترمذي (2151)، والحاكم (1903) وصححه، وأعله الترمذي بمحمد بن أبي حميد، فهو ضعيف، لكن له متابعة عند البزار في مسنده (1097). وفي طريقها عبد الرحمن بن أبي بكر وهو لين، فالحديث بطريقيه يقوى والعلم عند الله تعالى.

[4] - رواه مسلم (2999) من حديث صهيب رضي الله عنه.

[5] - أحمد: 2 / 301، والترمذي (2305) وقال الألباني في صحيح الترغيب: حسن لغيره.

[6] - أبو داود ( 4263 ) ، والطبراني في الكبير : 20 / 253 ، وحسنه السيوطي في الجامع الصغير . وواها: كلمة معناها التلهف وقد توضع للإعجاب بالشيء، والمعنى : ما أحسن وما أطيب .
 
وأختم هذه الكلمات بأبيات مختارة من قصيدة طويلة للدكتور يوسف القرضاوي بعنوان ( السعادة ) :

قُلْ للـذي يَبْغِي السـعادةَ ... هلْ عَلِمَتَْ مَنِ السـعيدْ؟


إنَّ السـعادةَ أنْ تعـيشَ ... لفكـرةِ الحـقِ التلـيدْ


لعقـيدةٍ كـبرى تَحِـلُ ... قضـيةَ الكـون العـتيدْ


وتُجِـيبُ عمَّا يسـأل الحير ... انُ في وعـيٍ رشـيدْ


من أين جئتُ؟ وأين أذهبُ ... لِم خُلِقتُ .. وهل أعودْ


فتُشـيعَ في النفـسِ اليقينَ ... وتطـردَ الشـكَ العـنيدْ


وتُعَلِّـمَ الفكـرَ السـويَّ ... وتصـنعَ الُخُـلْقَ الحميدْ


وتَرُدَّ للنهجِ الْمُسَـدَّدِ كلَ ... ذي عَـقْـلٍ شَـرودْ


تُعـطي حَـيَاتَك قِيـمةً ... ربُّ الحـياةِ بها يُشِـيدْ


ليظـلَ طَرْفُـكَ رَانـيًا ... في الأُفْـقِ للهدفِ البعيدْ


فتعيشَ في الـدنيا لأُخـرى ... لا تـزول و لا تـبيدْ


وتمـدَ أَرْضَـكَ بالسـماءِ ... وبالمـلائكـةِ الشـهودْ


وتَرِيكَ وَجَـهَ اللَّـهِ في ... مِرآةِ نَفْسِـكَ والوجودْ


هذي العـقيدةُ للسـعيدِ ... هي الأسـاسُ هي العمودْ


مَـنْ عَاشَ يَحْمِلُها ويهتفُ ... باسْمِـَها فهـو السـعيدْ

إن دين الإسلام هو السُلَّم إلى نيل كل فوز ، والسبب في درك كل سعادة ، وأما ما يعيشه البعيدون عن منهج الله تعالى فهي الشقاوة بعينها وإن حصلوا من أسباب الدنيا ما حصلوا ، قال الله تعالى : ] وَمَنْ أَعْرَضَ عَنْ ذِكْرِي فَإِنَّ لَهُ مَعِيشَةً ضَنْكاً وَنَحْشُرُهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ أَعْمَى [ ( طـه : 124 ) .
وقال U : )إِنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا مِنْ أَهْلِ الْكِتَابِ وَالْمُشْرِكِينَ فِي نَارِ جَهَنَّمَ خَالِدِينَ فِيهَا أُولَئِكَ هُمْ شَرُّ الْبَرِيَّةِ * إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ أُولَئِكَ هُمْ خَيْرُ الْبَرِيَّةِ * جَزَاؤُهُمْ عِنْدَ رَبِّهِمْ جَنَّاتُ عَدْنٍ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا أَبَداً رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمْ وَرَضُوا عَنْهُ ذَلِكَ لِمَنْ خَشِيَ رَبَّهُ( [البينة: 6- 8].
فيا طالب السعادة ولم تحصلها ، هذا سرها ، وهذه أسبابها ، فاجتهد في فهم السر ، واسْعَ في تحصيل الأسباب ، تحصل على السعادة بإذن العزيز الوهاب .

وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين، وصلى الله وسلم على النبي محمد وعلى آله .
 
عودة
أعلى