سر آخر عظيم في سورة الاسراء...

أبو عبد المعز

Active member
إنضم
20/04/2003
المشاركات
611
مستوى التفاعل
26
النقاط
28
سر آخر عظيم في سورة الاسراء


ما أمرنا بتدبر القرآن إلا لما فيه من أسرار خفية لا تلمحها النظرة العابرة ، ومن أعظم هذه الأسرار وجود السر في الموضع الذي لا تتوقع أن يكون فيه سر. إن المرء ليتوسم وجود معان خفية في فن المعميات والطلاسم والألغاز فيأخذ حذره منذ البداية فيتفصح كل حرف وكل كلمة وينظر ويعيد النظر ولكنه لا يفعل شيئا من ذلك في تحليل العبارات المعتادة كتحية الصباح والمساء لأنها ليست مجالا لكمون الأسرار....

في تدبرالتنزيل يجب التوقف عند كل عبارة مهما بدت معتادة واضحة محكمة فخلفها من الدقائق ما لا يخطر ببال!



لماذا جاءت كل فواصل سورة (الإسراء ) مفتوحة إلا فاصلة آية الاستهلال جاءت مضمومة؟



سُبْحَانَ الَّذِي أَسْرَى بِعَبْدِهِ لَيْلًا مِنَ الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ إِلَى الْمَسْجِدِ الْأَقْصَى الَّذِي بَارَكْنَا حَوْلَهُ لِنُرِيَهُ مِنْ آيَاتِنَا إِنَّهُ هُوَ السَّمِيعُ الْبَصِيرُ [الإسراء : 1]

وَآتَيْنَا مُوسَى الْكِتَابَ وَجَعَلْنَاهُ هُدًى لِبَنِي إِسْرَائِيلَ أَلَّا تَتَّخِذُوا مِنْ دُونِي وَكِيلًا [الإسراء : 2]

"البصير" مضمومة ،"وكيلا" مفتوحة ،وسيطرد الفتح بدون استثناء إلى آخر آية:

وَقُلِ الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي لَمْ يَتَّخِذْ وَلَدًا وَلَمْ يَكُنْ لَهُ شَرِيكٌ فِي الْمُلْكِ وَلَمْ يَكُنْ لَهُ وَلِيٌّ مِنَ الذُّلِّ وَكَبِّرْهُ تَكْبِيرًا [الإسراء : 111]

تجانس كبير بين المطلع والمقطع:

فقد بدأت السورة بالتسبيح وانتهت بالتحميد ، وتقدم التسبيح على التحميد طبيعي لأن التسبيح نفي للنقص والتحميد إثبات للكمال ، والنفي له تقدم عقلي على الإثبات ، فكما أن التطهير متقدم على التحلية فكذلك التسبيح والتحميد....لكن السؤال المحير: لماذا اختلفت الفاصلتان ؟

لو تأملنا المسألة بعمق لوجدناها أكبر من مجرد ظاهرة صوتية أوإيقاع للجمل، إنها دليل على أن السورة ليست من تأليف بشر!

لسنا نبالغ في هذا الادعاء ، خاصة إذا اعتبرنا أن "الإعجاز" ليس الدليل الوحيد على كون القرآن ليس من نظم البشر بل هو دليل خاص فحسب ، إذ الإنسان لا يأتي بشيء عن عجز دائما ، ولكن قد لا يأتي به أحيانا لأن ذلك الأمر يتنافى مع طبيعته وتركيبته الذهنية والنفسية - وإن كان قادرا عليه في نفس الأمر- باختصار لا ينجز الإنسان شيئا إما لأنه لا يستطيعه أو لأنه لا يستسيغه!!

لماذا اختلفت الفاصلتان ؟

لن نمل من تكرار السؤال...فلو كانت السورة من تأليف إنسان فهل كان المؤلف يصر على اتحاد الفاصلة في 110 مقطع ويترك المقطع الأول شاذا يتيما ، مع العلم أن الإنسان في طبيعته ينجذب إلى الاتساق والتجانس وينفر من الدخيل والغريب!

لنضرب مثلين على سبيل التوضيح:

- رجل جاءه أضياف من علية القوم ، فأعد لهم شرابا في عشرين كوبا متشابهة في الزخرفة والنقش واللون ، ثم أدرك أنه محتاج إلى كوب آخر فوجد في المستودع كوبين أحدهما شبيه بالأكواب العشرين والثاني مختلف كليا عنها ، فأي الكوبين يختار: آلكوب المتسق مع المجموعة أم الكوب المختلف الذي قد يثيرتغامز القوم وسخريتهم!

- شاعرشرع في نظم قصيدة فخطر بباله معنى بديع توسم فيه أن يكون بيت القصيد وأن الناس سوف يعجبون به يتناقلونه ويرددونه في مجالسهم، لكن الشاعر لم يستطع أن يجد لهذا البيت قافية مناسبة لبقية أبيات القصيدة فهل يورده كما هو أم يلغيه! إذا أورده هل سيغني القصيدة بمعنى بديع أم سيفسدها ببيت شاذ!

هذا والشاعر قد اجتهد كل الاجتهاد ليجعل البيت ذا قافية موحدة فلم يفلح...لكنه لو كان ناظما لسورة الاسراء فلن يجد أي صعوبة في توحيد الفاصلة : حسبه أن يدخل" كان" في عبارة

(لِنُرِيَهُ مِنْ آيَاتِنَا إِنَّهُ هُوَ السَّمِيعُ الْبَصِيرُ) لتصبح :"إنه كان سميعا بصيرا " فيحفظ المعنى وتتحد الفاصلة في النص كله ....لكنه لم يفعل فخالف طبعه البشري والبنية الذهنية-النفسية للإنسان...

هذا الاستدلال يصح فقط في حالة اختلاف الفاصلة الأولى عن الفواصل الموحدة بعدها ، أما أن تكون في الختام مختلفة عما قبلها فهو مما يقبله الطبع بل هو محمود بلاغيا ويسمى في علم السرد الحديث :السقطة أو الانحدار (La chute)

ونبين معنى هذا الوجه البلاغي بعد حين ان شاء الله...
 
يعرفون (La chute) بأنها الجملة الأخيرة في القصة بحيث تكون القصة كلها متجهة نحوها، فتكون هذه الجملة في الغالب شديدة الوقع وغير منتظرة لأنها تهدف إلى إحداث انفعال كبير عند المتلقي من قبيل الدهشة أو الابتسامة أو السخط وغيرها...وقد تحثه على التأمل والتفكير.

لعلهم اصطلحوا على الانتهاء ب(السقطة) تشبيها لمسار القصة بمسار السهم : فالسهم يتجه في مسار أفقي طويل في الفضاء ثم ينحدر فجأة ويسقط عند الهدف فتتميز لحظة السقوط عن كل لحظات المسار السابقة...

لو أن ساردا ينقل قصة فكاهية عن استجواب اربعة اشخاص - مثلا - في نازلة ، فكانت أجوبة ثلاثة منهم عادية منتظرة وجواب الرابع غريبا مضحكا ففي الترتيب السردي لا بد أن ينهي القصة بالجواب المضحك ولا يصح فنيا أن يبدأ به أو أن يوسطه فهو نقطة السقطة ، ولا مكان لها إلا في النهاية بحيث لا ينتظر المتلقي شيئا بعدها...

فإن قلت هل يوجد هذا الوجه البلاغي في التنزيل...

أقول نعم ، في فواصل السور على الأقل وهذه نماذج:

1-

في سورة النجم فاصلة المطلع الف مقصورة : وَالنَّجْمِ إِذَا هَوَى [النجم : 1] وستتكرر الفاصلة بدون انقطاع إلى الآية 56

هَذَا نَذِيرٌ مِنَ النُّذُرِ الْأُولَى [النجم : 56]

ثم تتغير الفاصلة فجإة عند مشارف الانتهاء :

أَزِفَتِ الْآزِفَةُ [النجم : 57]

لَيْسَ لَهَا مِنْ دُونِ اللَّهِ كَاشِفَةٌ [النجم : 58]

تكررت الفاصلة مرتين فقط لتظهر فاصلة أخرى مكررة ثلاث مرات

أَفَمِنْ هَذَا الْحَدِيثِ تَعْجَبُونَ [النجم : 59]

وَتَضْحَكُونَ وَلَا تَبْكُونَ [النجم : 60]

وَأَنْتُمْ سَامِدُونَ [النجم : 61]

ثم تنتهي السورة على وجه فريد:

فَاسْجُدُوا لِلَّهِ وَاعْبُدُوا [النجم : 62]

فكأن مضمون هذه الآية الخاتمة هي المقصود من السورة كلها وما قبلها توطئة ومقدمات!

2-

وسارت سورة الضحى على نهج سورة النجم

وَالضُّحَى [الضحى : 1]

تكررت الفاصلة المقصورة ثمان مرات ثم جاءت فاصلة الراء مرتين فقط

فَأَمَّا الْيَتِيمَ فَلَا تَقْهَرْ [الضحى : 9]

وَأَمَّا السَّائِلَ فَلَا تَنْهَرْ [الضحى : 10]

ثم جاءت الآية الأخيرة بفاصلة فريدة

وَأَمَّا بِنِعْمَةِ رَبِّكَ فَحَدِّثْ [الضحى : 11]

بل إن حرف الثاء الذي ختم السورة لم يرد في السورة كلها إلا في هذا الموضع!

3-

في سورة المزمل جاءت الآية الأخيرة مختلفة في الفاصلة وفي الطول

4-

سبق أن لاحظنا في سورة الكافرون تمبز الآية الأخيرة (في الأسلوب وليس في الفاصلة) كل الجمل منفية وجاءت الخاتمة بالإثبات :

لَكُمْ دِينُكُمْ وَلِيَ دِينِ [الكافرون : 6]
 
لماذا انفردت الآية الأولى بفاصلة مختلفة عن الفاصلة الموحدة في كل الآيات بعدها؟

لعل في ذلك تحفيزا على تدبرها تدبرا خاصا ، إذ لها ثلاث ميزات على الأقل:

هي الأية الأولى (وهذا تميز طبيعي في كل النصوص ...)

هي الآية المنفردة بفاصلتها ، وهذا تميز بلاغي خاص بها.

هي الآية التي اشتملت على الكلمة – الموضوع التي أخذ منها عنوان السورة.

هي آية عن آية!

إن واقعة "الإسراء" لهي أعظم آية أوتيها الرسول صلى الله وسلم بعد القرآن ،وأشعر أن الناس لم تستقبل هذه الآية الحسية بمثل الانبهارالذي تستقبل به آية شق البحر لموسى أو آية إحياء الموتى لعيسى عليهما السلام، وليس هناك فرق كبير في حجم هذه الآيات ، فضلا على أن خرق العادة ليس مقصودا لذاته بل هو دال فقط على الحقيقة المرادة أي : "وجود رب يوحي لنبي" ،وليس من الضروري أن يكون الدال خارقا للعادة أو معجزة على اصطلاح المتكلمين (ولا تجد التنزيل يستعمل مصطلح" معجزة "وإنما مصطلح "آية" لتعم المعجزات وغيرها ، ولابن تيمية تفصيل حسن في هذا الأمرينظر في كتابه: النبوات...)

وعلى كل حال تبقى واقعة الاسراء آية ومعجزة على العموم والخصوص.

صحيح إن نبينا عليه السلام قد أوتي آيات كثيرة حسية ومعنوية جمعها العلماء في كتب" دلائل النبوة" ولكن يبقى لمعجزة الاسراء تميزخاص فكل تلك الدلائل التي رويت تحتاج إلى إثبات وقوعها ولا بد من اتباع منهج المحدثين في تمحيص الأسانيد (و إن كثيرا من جهال القصاصين والوعاظ قد ادخلوا في السيرة النبوية والحديث الشريف ما ليس منهما...) لكن معجزة الإسراء تستغني عن كل ذلك لأن القرآن ذكرها بإحكام وتعيين..

سُبْحَانَ الَّذِي أَسْرَى بِعَبْدِهِ لَيْلًا مِنَ الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ إِلَى الْمَسْجِدِ الْأَقْصَى الَّذِي بَارَكْنَا حَوْلَهُ لِنُرِيَهُ مِنْ آيَاتِنَا إِنَّهُ هُوَ السَّمِيعُ الْبَصِيرُ [الإسراء : 1]
 
سُبْحَانَ الَّذِي أَسْرَى بِعَبْدِهِ لَيْلًا مِنَ الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ إِلَى الْمَسْجِدِ الْأَقْصَى الَّذِي بَارَكْنَا حَوْلَهُ لِنُرِيَهُ مِنْ آيَاتِنَا إِنَّهُ هُوَ السَّمِيعُ الْبَصِيرُ [الإسراء : 1]

هي آية في آية!

والسر كامن في الوصف الذي وصف به الله تعالى المسجد غاية الإسراء : الْأَقْصَى

لو سئل غير المتدبر عن عدد المساجد المذكورة في الآية لقال هما مسجدان المسجد الحرام والمسجد الأقصى، لكنه لو تدبر الآية حق تدبرها لقال: لقد ذكرت الآية المساجد الثلاث التي لا تشد الرحال إلا إليها ، مسجدان ذكرا بالمطابقة والتصريح ومسجد ذكر باللزوم والإشارة....ذلك لأن صفة (الأقصى) صيغة تفضيل ويلزم عنها وجود ذاتين – على الأقل - تشتركان في صفة وزيادة أحدهما على الآخر فيها...فالمسجد الأقصى دال على وجود مسجد آخر أقل منه قصاء وبعدا ، وما هذا المسجد إلا المسجد النبوي!

لو قلت – مثلا- "سلم على أخيك الأكبر" لفهم من العبارة أن للمخاطب أخوين أحدهما أكبر من الثاني، بخلاف لو قال سلم على أخيك الكبير....

وهكذا وصف الله المسجد ب (الْأَقْصَى) ليحضر في الذهن مسجد آخر وإلا كان سماه المسجد (القصي)...

قال المفسرون:

الْمَسْجِدِ الْأَقْصَى وَهُوَ بَيْتُ الْمَقْدِسِ، وَسُمِّيَ الْأَقْصَى لِبُعْدِ الْمَسَافَةِ بَيْنَهُ وَبَيْنَ الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ، وَلَمْ يَكُنْ حِينَئِذٍ وَرَاءَهُ مَسْجِدٌ.

هذا التعليل فيه نظر بل هو ضعيف ، لأن القرآن لا يأتيه الباطل من أي جهة كانت ، فعندما بنيت المساجد كالمسجد الأموي ومساجد الأندلس وغيرها ...لم تعد تسمية (المسجد الأقصى) صادقة ، واحتراز المفسرين بقولهم "حِينَئِذٍ " لا يجدي لأن القرآن يتلى إلى يوم القيامة، وصدقه مطلق لا نسبي ، لأنه منزل من عالم الغيب والشهادة، فإن سمى مسجد إيلياء (المسجد الأقصى) فلا بد أن يكون الأقصى في كل زمن ...والتعليل الصحيح أن يقال : لا يراد مطلق المساجد، بل المساجد المخصوصة التي ضبطها الرسول صلى الله عليه وسلم بقيد (شد الرحال) في الحديث الذي رواه البخاري ومسلم وغيرهما عن أبي هريرة رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: "لا تشد الرحال إلا إلى ثلاثة مساجد: المسجد الحرام، ومسجد الرسول صلى الله عليه وسلم، ومسجد الأقصى."

هي ثلاثة مساجد فقط - لا تزيد ولا تنقص - محددة انطلاقا من اول بيت وضع للناس، والمسجد الأقصى سيبقى دائما أقصى بهذا الاعتبار....

وإذا علمنا أن سورة الإسراء مكية أدركنا معجزة اسم (الأقصى) ففيه إخبار عن مسجد لن يبنى إلا بعد الهجرة فسبحان الله!
 
بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته حياكم الله تعالى الاستاذ أبو عبد المعز .
قولكم : ( لو سئل غير المتدبر عن عدد المساجد المذكورة في الآية لقال هما مسجدان المسجد الحرام والمسجد الأقصى، لكنه لو تدبر الآية حق تدبرها لقال: لقد ذكرت الآية المساجد الثلاث التي لا تشد الرحال إلا إليها ، مسجدان ذكرا بالمطابقة والتصريح ومسجد ذكر باللزوم والإشارة....ذلك لأن صفة (الأقصى) صيغة تفضيل ويلزم عنها وجود ذاتين – على الأقل - تشتركان في صفة وزيادة أحدهما على الآخر فيها...فالمسجد الأقصى دال على وجود مسجد آخر أقل منه قصاء وبعدا ، وما هذا المسجد إلا المسجد النبوي! ) هذا الأمر يحتاج إلى دليل نقلي وليس عقلي ، ثم كيف تقصد الآية الكريمة مسجداً لا يوجد في
وقت نزول الآية والله تعالى أعلم وجزاكم الله تعالى خيراً .
 
ما المقصد البلاغي من التنصيص على «الليل» -لفظا - ، مع أنه - معنى - مفهوم باللزوم من فعل« أسرى» ؟

لعل المقصد هو تأكيد حجم المعجزة في الأذهان ،من وجهين على الأقل:

الوجه الأول أشار إليه المفسرون كما قال السمين الحلبي في الدر المصون:

«فإن قلتَ: الإِسراءُ لا يكون إلا ليلاً فما معنى ذِكْرِ الليلِ؟ قلت: أراد بقوله « ليلاً» بلفظ التنكيرِ تقليلَ مدةِ الإِسراءِ، وأنه أُسْرِي به في بعضِ الليلِ من مكةَ إلى الشام مسيرةَ أربعين ليلةً؛ وذلك: أنَّ التنكيرَ دلَّ على البعضية.

الوجه الثاني أن الرحلة تمت ليلا وليس من الممكن السفر بالليل في زمن نزول السورة ، فالمسافر يحتاج إلى رؤية مواقع القدمين في طرق غير معبدة ، فضلا عن التعرف على خارطة الطريق من خلال ملاحظة العلامات كالجبال والاودية وغيرها، وما كان يتوفر عليه الانسان من وسائل الإنارة في العهود القديمة غير كافية لتسهيل السفر...فكان الناس يتحركون نهارا ويخلدون إلى الراحة ليلا ثم يستأنفون الرحلة عند ظهور النور....

فجاءت الآية لتنبه على البعدين: الاسراء وقع في سرعة خارقة ، وفي ظرف غير معتاد!
 
عودة
أعلى