سبب اهتمام المستشرقين بتاريخ القرآن !

عبدالرحمن الشهري

المشرف العام
إنضم
29 مارس 2003
المشاركات
19,309
مستوى التفاعل
125
النقاط
63
الإقامة
الرياض
الموقع الالكتروني
www.amshehri.com
بسم الله الرحمن الرحيم
من المعروف أن للمستشرقين عناية كبيرة بنشر كتب التراث الإسلامي بعامة ، غير أن جانب تاريخ القرآن الكريم على وجه الخصوص وكتابته وجمعه ، قد لقي عناية خاصة . فأكثر من كتب في تاريخ القرآن للأسف من المستشرقين مثل :
- ريتشارد بل في مقدمة القرآن.
- ودبليو منتجمري واط.
- وريجي بلاشير.
- وجون بيرتون.
- وآرثر جفري في المفردات الأجنبية في القرآن ، ونشر كتاب مقدمتان في علوم القرآن.
- وثيودور نولدكه الألماني في كتابه تاريخ القرآن .ويعتبر كتابه من أشهر وأهم ما كتب في تاريخ القرآن.
- وجولد زيهر.
أو من غير أهل السنة كالزنجاني صاحب تاريخ القرآن ، والعجيب أن الذي طبع كتابه هذا أول مرة هو المجمع العلمي في ميونخ بألمانيا عام 1935م. حتى إنه يقول في مقدمة كتابه :(وفي هذا العصر قامت ألمانيا بعمل عظيم محمود ، ذلك أن المجمع العلمي في ميونخ بألمانيا ، يعنى اليوم عناية خاصة بالقرآن الكريم ، فقد عزم على جمع كل ما يمكن الحصول عليه من المصادر الخاصة بالقرآن الكريم وعلومه ، وأدلى هذا الأمر إلى الأستاذ برجشتراسر الذي كان قد بدأ بالعمل في حياته ، فلما توفي سنة 1933م عهد المجمع بالسير في هذا المشروع إلى العالم أوتو برتيزل أستاذ اللغة العربية في ميونخ )أهـ.
وقد اعتنى هؤلاء المستشرقون بنشر كتاب التيسير لأبي عمرو الداني ، والمقنع في رسم مصاحف الأمصار مع كتاب النقط للداني ، ومختصر الشواذ لابن خالويه ، والمحتسب لابن جني ، وغاية النهاية لابن الجزري في طبقات القراء ولا تزال طبعته هذه هي المعتمدة ! وكتاب معاني القرآن للفراء ، وغير ذلك من الكتب التي تبحث في هذا الجانب من الدراسات القرآنية.
كل هذه الجهود رغم أهميتها ، تثير الشك في سبب عناية هؤلاء المستشرقين بتاريخ القرآن ، وقد كتبت دراسات كثيرة ولله الحمد حول أعمالهم وتحقيقاتهم ونشرهم لكتب التراث بعامة ، وكتب الدراسات القرآنية بصفة خاصة. من أهمها فيما اطعلت عليه ما كتبه الدكتور عمر رضوان بعنوان آراء المستشرقين حول القرآن الكريم وتفسيره في مجلدين وهي رسالة دكتوراه حصل عليها من قسم القرآن بكلية أصول الدين بالرياض.
وقد وجدت لفتة لهذا الأمر للشيخ الجليل ، عبدالله بن يوسف الجديع في كتابه الممتع المقدمات الأساسية في علوم القرآن يقول فيها :(ومنذ سنين طويلة وأنا أتساءل عن سبب حرص المستشرقين على الكتب التي صنفها بعض علماء الإسلام فيما يتصل بنقل القرآن ، ولا أجد الجواب يرجع إليَّ إلا أن هؤلاء حاقدون على دين الإسلام ، لهم مقاصد سوءٍ ، يبحثون عن طريق للطعن على القرآن ، فتراهم أول من اعتنى مثلاً بنشر كتاب المصاحف لأبي بكر بن أبي داود السجستاني ، وهو كتاب مفيد للمشتغلين بالعلم ، مصنفه إمام ابن إمام ، فقصد هؤلاء إلى نشره وترجموه إلى بعض لغاتهم ، ظناً منهم أنهم وجدوا فيه بعض مرادهم ، لما تضمنه من حكاية قصة جمع القرآن والمصاحف التي كانت عند بعض الصحابة مما فيه اختلاف حرف أو ترتيب عن مصاحف المسلمين ، وقد شرحتُ أنه ليس من ذلك شيء فيه مطعن على القرآن العظيم.
وهؤلاء المستشرقون مساكين كإخوانهم من أهل البدع ، لا يدرون ما الأسانيد ، ولا يميزون صحيح نقل من سقيمه ، فجميع الأخبار المحكية عندهم مسلمات ، وإني لأعذرهم في ذلك ، فإن اليهود والنصارى قد حرموا الإسناد ، واختصت به هذه الأمة الوسط ، فأنى لهم أن يفهموه ؟! .
قلت : صدق الشيخ الجديع وفقه الله ، فكثير من الشبهات التي أوردت على القراءات وجمع القرآن ورسم المصحف منشؤها هؤلاء المستشرقين في كتبهم تلك ، وفي تحقيقاتهم . وكتاب مذاهب التفسير الإسلامي لزيهر من اشهر الكتب التي انشغل المعاصرون بالرد على شبهاتها ، وفي تحقيقاتهم - على حرصهم وتحريهم حتى لا أظلمهم - كثير من الدس والشبهات والله المستعان.
هذه مجرد إشارة عابرة للفائدة ، وطلب إثارة الفكرة ، وليس منهج المستشرقين في التحقيق وعنايتهم بداخل في الموضوع ، فهو معروف لا ينكر.
 
بسم الله
كتاب أعمال المستشرقين /// تأليف علي النملة
ذكر بعض الأسباب في المقدمة
وهذا الكتاب منشور في مجلة جامعة الإمام
العدد السابع
ربيع الثاني 1413 هـ
 
سؤال:

هل كل من نطلق عليه مستشرق فهو بالضرورة غير مسلم؟

أم أن بعضهم دخل في الإسلام. وظل لقب الاستشراق لصيقا به !

وأنا أسأل نفسي هذا السؤال حين أقرأ كتاب التيسير لأبي عمرو، وأقول هل يعقل أن يكون صاحب هذا الجهد كافرا، ونفس السؤال يراودني وأنا أقرأ في غاية النهاية لابن الجزري.



==============
وتعقيب عن ابن أبي داود

مقولة أنه إمام ابن إمام

فكونه ابن إمام فهذا لا شك فيه، أما أنه إمام فكأن في ذلك مبالغة، خاصة أن أباه كان أول من طعن فيه.

ولعل أكثر ما يطلق عليه صدوق لا ثقة أو حجة ناهيك بلقب إمام.
 
بسم الله
الأخ راجي رحمة ربه

ستجد الجواب على سؤالك في كتاب / مناهج البحث في الإسلاميات لدى المستشرقين وعلماء الغرب
تأليف / محمد البشير مغلي

ص 37

وهو من منشورات مركز الملك فيصل

وفقك الله
 
لا أمل لي في الاطلاع على الكتاب في القريب العاجل، ولو لخصت رأيه في سطر أو سطرين لكنت لك من الشاكرين.
 
أرجو أن يبدي الأستاذ موراني رأيه في عناية المستشرقين هذه ، وهل ما كتب أعلاه على صواب أم أن فيه تحاملاً على المستشرقين . وذلك لكون الأستاذ موراني أحد المستشرقين المهتمين بالدراسات الإسلامية .
 
لكي أجيب على السؤال الذي طرحه الاستاذ عبد الرحمن الشهري مشكورا , وهو :
(وهل ما كتب أعلاه على صواب أم أن فيه تحاملاً على المستشرقين .)
أقول صراحة لكن بتحفظات :
ليس صوابا ! بل هو تحامل شديد لأسباب لا يذكرها الا القليل النادر , وسأذكرها أنا
فيما بعد .
نعم , كل من يهتم باللغات والحضارات الشرقية بدءا باللغة التركية ( العثمانية القديمة) عبر الحضارات الى الحضارة اليابانية اهتماما علميا وعلى مستوى الكليات والجامعات
يسمى بمستشرق . أما نحن فالمقصود في هذا المجال المستشرق القائم بدراسات لجوانب الحضارة الاسلامية . ولهذه العبارة جوانب سلبية بلا شك غير أنني لا أتحدث ههنا بلسان رسمي الذي لا وجود له ولا أدافع عن أحد في الفئات الاستشراقية المعاصرة أو الماضية , بل أحب أن أشير الى أن هناك اختلافا ملموسا وأساسيا عند معالجة ظواهر هذه الحضارة وهذا الدين وعند البحث فيه, وهو يرجع الى الآتي :
المستشرق لا ينطلق في أبحاثه من الأسس الثابتة في الايمان أو العقيدة , بل هو بذاتي علماني بالمعنى أنه لا يقوم بابحاث قرآنية على الأساس أن هذا الكتاب وحي
أو بأخرى أن هذا الكتاب منزل , بل يقول :
ان هذا الكتاب الذي يعتبره كل مسلم وحيا وكتابا منزلا على البشر , هذا الكتاب نص !

ومن يتساءل ويشك فيما يؤمن المسلم به أو يرفض علانية ان هذا الكتاب غير منزل ويخوض حوارا ومجادلة من زاوية دينه وايمانه ضد (أهل القرآن) فهو ليس من المستشرقين . قد يكون (مبشرا) أو داعيا الى فرقة من الفرق الدينية الكثيرة .

ومن هنا يأتي الاختلاف ( في نظري) بين المسلمين والمستشرقين وما أدى الى وصف المستشرقين (بطعن) و(تشويه) و (عداوة ) و(حقد) ما الى ذلك في القاموس من المفردات والصفات السلبية ضد المستشرقين .

ولذلك ( بمنتهى الايجاز ) أرى أن الرأي المذكور أعلاه ليس صوابا بل ينطلق من نقطة أخرى غير انطلاق المستشرق .
يبقى السؤال المطروح : ما هو السبب لاهتمام المستشرقين بالقرآن وجمعه وعلومه ؟

ولهذه المشاركة تتمة .

تقديرا

موراني
 
لقد جاء ذكر بعض المستشرقين الذين قاموا بدراسات حول القرآن وعلومه , وهم من قدماء المستشرقين ما عدا John Burton
الذي أخرج كتاب الناسخ والمنسوخ لأبي عبيد القاسم بن سلام ( اعتمادا على المخطوط أحمد الثالث , الرقم 143 أ ) عام 1987 . هذا , فيرى بيرتون أن القرآن كان بين يدي المسلمين عند وفاة نبي الاسلام كما هو بين يدينا اليوم . هذا من جانب .

ومن جانب آخر لا أذكر طعنا ما أو حقدا ( الحقد.... لماذا ؟ ) او حتي تشويها مقصودا لدى Nöldeke الذي أجرى دراسات دقيقة حول (عربية القرآن) حسب منهجية اللغويين , أي بحث وحلل بعض الآيات من ناحية اللغة وأشار الى بعض الظواهر اللغوية والنحوية في نص القرآن ولم يتدخل في شؤؤن العقيدة ولم يطعن أو (يحارب) شيئا من هذا الدين .
بل اعتبر المواد التي درسها , كما فعل جولدزيهر , نصا وموضوعا للبحث فقط بدون أي اشعار الى عقيدته هو أو الى عقيدة غيره .

نعم , ما هو السبب لهذا الاهتمام بالقرآن وعلومه لدى المستشرقين ؟

ان السبب ليس كما يقال : كلمة الحق يراد بها الباطل ! بل , القرآن يحتل المرتبة الأولى والعليا باعتباره كتابا مقدسا للدين , ومن هنا يعتبر منطلقا أساسيا لفهم الدين ولدراسته . وكذلك أيضا عند المسلمين : أليس القرآن هو البداية والنهاية لجميع أمور الناس في حياتهم اليومية ومعاملاتهم بعضهم البعض وما بعدها في ايمانهم بالآخرة ؟
الفرق بين هؤلاء وأولائك أن الأول لا يبحث حسب معايير القواعد العقائدية الثابتة ( كما قلت سابقا ) بل يبحث في القرآن باعتباره الوثيقة العليا نصا لهذه الحضارة التي لا يشك في عظمتها الا الضال والمضل في الفئات والفرق الدينية السابق ذكرها !

الاهتمام بالقرآن وبعلومه اذا مفروض وفهمه واجب (حسب القدرة !) والبحث فيه
من الضروريات العلمية الملحة على كل من يود التقارب الى هذا الدين علميا ( ولا أقول روحيا .... وأرجو التمييز في هذا الموضع بالذات ) .

لقد ازداد اهتمام بعض المستشرقين المعاصرين بالقرآن في الأعوام العشرة أو أكثر الماضية وقام بعضهم في دراسات لغوية وتحليلية حول نص القرآن وعرضوا أبحاثا لا بأس بها حول النحو والتفسير في القرون الأولى للاسلام ( المدارس النحوية في البصرة والكوفة ) ,
وقام البعض الآخر بدراسات تأريخية حول روايات كتب التفسير وتحديد نشأتها تاريخيا
( وقد هاجموني أنا شخصيا فيها لرأئي المغاير لهم ....لكن هذا سيكون موضوعا آخر) ,
كما درس الآخرون النص وميزات السور المكية والمدنية من ناحية اللغة فيها .

لا أذكر في هذه الدراسات شيئا من الطعن .

هكذا الأمر في حضارة النصارى : الاهتمام في (انجيل) مستمر كما الاهتمام بالتوراة لدى اليهود مستمر أيضا . هنا عند النصارى وهناك عند اليهود فرقتان : احداهما يدرس الكتاب من الناحية الدينية فقط
والأخرى يدرسه من الناحية العلمية التأريخية اللغوية فيترك الايمان ايمانا ويفضل
في ذلك العلم علما .
الدراسات حول الانجيل تملي مكتبات , وهي دراسات موضوعية ومتناقضة بعضها البعض حول فهم النص وتأريخه كما هو بين يدينا اليوم . وليس في ذلك شيء من الحرج , بل هذه دراسات تعتبر من المواد العلمية في الدراسة في كليات الجامعات
منذ أكثر من 100 عام . أما الفريق الآخر فيتمسك بمفاهيم الايمان لما جاء في هذه الكتب .
وهكذا الأمر في دراسات المستشرقين حول القرآن وعلومه .

لتجنب سوء التفاهم بين أعضاء الكرام في هذا الملتقى وبين ما ذكرت هنا في سطور سريعة أود أن أبرز انني لا أدافع عن أحد له نصيب في صنعة الاستشراق قديما كان أو حديثا , الا أنني أرجو وأتمنى أن يحترم المرء الرأي الآخر ويضع في عين الاعتبار أن هذا الآخر لا يتركز على القواعد العقائدية بالضرورة عندما يدرس الكتب المقدسة للأديان عامة .

ولهذه المشاركة أيضا ربما (!) تتمة .



موراني
 
كما جاء ذكره من قبل نشر المستشرق نولدكه Nöldeke كتابه ( تأريخ القرآن ) عام 1860 الذي عالج فيه بمنهجه العلمي وباعتبراه لغويا تأريخ السور والآيات . ولا شك أن كتابه هذا جاء اساسا هاما للأبحاث الأخرى في هذا المجال .
وقد أعيد طبع الكتاب عام 1938 على يد برجشترسير Bergsträsser وغيره بعد تنقيهه واستكماله . وقد أدى اهتمام برجشترسير بنص القرآن الى اهتمامه بالقراءات فنشر بعض المصادر في هذا العلم مثل :
المختصر في شواذ القرآن من كتاب البديع لابن خالويه ( وأعيد طبع هذا الكتاب عدة مرات في العالم العربي ) ,
كتاب غاية النهاية في طبقات القراء لابن الجزري
الا أن وفاة المبكر والمفاجيء (سقط في الجبال في ثلج الشتاء ) حال دون اتمام مشروعه فقام تلميذه بريتسل Pretzel بمتابعة ما ترك أستاذه من الأعمال ونشر كتاب التيسير في القراءات والمقنع في معرفة رسم مصاحف الأمصار للداني .
والجدير بالذكر أن الكتب المذكورة أعلاه قد نشرت لأول مرة على الاطلاق وهي عبارة عن اهتمام المستشرقين بنص القرآن ولغته اكثر منه بالمسائل العقائدية الدينية فيه .
لقد لاحظ المستشرقون في القرن الماضي أن الترجمات التي جاءت بها القرون الماضية ( تقريبا من القرن 16 وما بعده) كانت مليئة بالأخطاء التي نجمت عن عدم فهم النص فهما سليما . ورفضت دوائر المستشرقين الأخذ بهذه الترجمات للقرآن ونصحت بعدم الرجوع اليها قائلة انّ أخطاْ الترجمة قد أدت الى اساءة فهم النص والى اساءة الدين ( مثل الاستاذ فيشر Fischer الذي قدم بحثا في هذا الموضوع وناقش ترجمة سورة المسد ورفضها رفضا تاما) .
ربما من أهم الكتب التي الفت في مجال دراسات اللغة في القرآن , واللغة الفصحى بصورة عامة , هو كتاب ( العربية) للمستشرق فوك Fück عام 1950 . وبعد عام واحد من صدوره ترجم الكتاب الى العربية , وقام بترجمته الدكتور عبد الحليم النجار . وظهرت أيضا ترجمة فرنسية له ضمن نشرات معهد الأبحاث العليا بالرباط ( المغرب) .

ربما يجد أعضاء هذا الملتقى سبيلا الى شراء النص العربي لهذا الكتاب وهو حسب علمي غير موجود في ألمانيا .


موراني
 
أشكر الدكتور موراني على تعقيبه المفيد على المشاركة ، ولا شك أن للباحثين المسلمين نظرة متفاوتة إلى جهود المستشرقين في هذا الجانب العلمي بالذات .

ربما من أهم الكتب التي الفت في مجال دراسات اللغة في القرآن , واللغة الفصحى بصورة عامة , هو كتاب ( العربية) للمستشرق فوك Fück عام 1950 . وبعد عام واحد من صدوره ترجم الكتاب الى العربية , وقام بترجمته الدكتور عبد الحليم النجار . وظهرت أيضا ترجمة فرنسية له ضمن نشرات معهد الأبحاث العليا بالرباط ( المغرب) .
ربما يجد أعضاء هذا الملتقى سبيلا الى شراء النص العربي لهذا الكتاب وهو حسب علمي غير موجود في ألمانيا .
موراني

ترجم هذا الكتاب الدكتور رمضان عبدالتواب أيضاً ، وترجمته مطبوعة متداولة نشرتها مكتبة الخانجي قديماً وهو كتاب جيد وفيه فوائد .
 
عودة
أعلى