جزى الله خيرا الأخت هدى على ما تفضلت به كجواب على الشق الثاني من السؤال، لكن أرى أن جوابها على الشق الثاني بعيد شيئا ما عن المراد، وتتميما للفائدة أقول وبالله التوفيق:
الحور العين هن نساء الجنة ولسن من بنات أبينا آدام عليه السلام، وقد ذكر في بعض الآثار أنهن خلقن من الزعفران، وقد ضعفه بعض أهل العلم.
وقد ورد من صفاتهن ونعوتهن سواء في الكتاب الكريم أو سنة سيد المرسلين ما تحار فيه العقول، وأكتفي بذكر شيء من ذلك:
يقول الله تعالى:"وَلَهُمْ فِيهَا أَزْوَاجٌ مُطَهَّرَةٌ وَهُمْ فِيهَا خَالِدُونَ (25)"
ويقول عز وعلا:"فِيهِنَّ قَاصِرَاتُ الطَّرْفِ لَمْ يَطْمِثْهُنَّ إِنْسٌ قَبْلَهُمْ وَلَا جَانٌّ (56) فَبِأَيِّ آلَاءِ رَبِّكُمَا تُكَذِّبَانِ (57) كَأَنَّهُنَّ الْيَاقُوتُ وَالْمَرْجَانُ (58)"
ويقول دل في علاه:"فِيهِنَّ خَيْرَاتٌ حِسَانٌ (70) فَبِأَيِّ آلَاءِ رَبِّكُمَا تُكَذِّبَانِ (71) حُورٌ مَقْصُورَاتٌ فِي الْخِيَامِ (72) فَبِأَيِّ آلَاءِ رَبِّكُمَا تُكَذِّبَانِ (73)"
ويقول جل شأنه:"إِنَّ لِلْمُتَّقِينَ مَفَازًا (31) حَدَائِقَ وَأَعْنَابًا (32) وَكَوَاعِبَ أَتْرَابًا (33)"
ويقول تعالى ذكره:" وَعِنْدَهُمْ قَاصِرَاتُ الطَّرْفِ عِينٌ (48) كَأَنَّهُنَّ بَيْضٌ مَكْنُونٌ (49)"
ولك أخي أن تقرأ تفسير هذه الآيات لتقف على مدى جمالهن وعلو قدرهن، فسبحان من سواهن...
ومن الأحاديث الثابتة في وصفهن:
ما رواه الشيخان وغيرهما عن أنس رضي الله عنه يرفعه: " ...و لو اطلعت امرأة من نساء أهل الجنة إلى الأرض لملأت ما بينهما ريحا و لأضاءت ما بينهما و لنصيفها على رأسها خير من الدنيا و ما فيها".
ومما ورد في حديث الإسراء والمعراج الطويل:" ثم صعد فلما استويا في صرحة المسجد قال جبريل : يا محمد هل سألت ربك أن يريك الحور العين ؟ فقال : ( نعم ) . فقال : انطلق إلى أولئك النسوة فسلم عليهن وهن جلوس عن يسار الصخرة.
قال : ( فأتيتهن فسلمت عليهن فرددن السلام فقلت : من أنتن ؟ فقلن : نحن خيرات حسان نساء قوم أبرار نقوا فلم يدرنوا وأقاموا فلم يظعنوا وخلداوا فلم يموتوا ..."
وعن علي قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم
:
"إن في الجنة لمجتمعا للحور العين يرفعن بأصوات لم تسمع الخلائق مثلها يقلن : نحن الخالدات فلا نبيد ونحن الناعمات فلا نبأس ونحن الراضيات فلا نسخط طوبى لمن كان لنا وكنا له " -ومن اهل العلم من ضعف هذا الحديث-.
وقد توسع الإمام ابن القيم رحمه الله تعالى في الكلام عن الحور العين وذكر في وصفهن ما لم يسبق لمثله، وانظر ما سطره رحمه الله تعالى بخصوص ذلك النونية وحادي الأرواح.
أما معنى الحور العين لغة، فالحور جمع حوراء . والحور أن يشتد بياض بياض العين ، وسواد سوادها ، تستدير حدقتها ، وترق جفونها ، ويبيض ما حولها.-ذكره العلامة أحمد شاكر رحمه الله تعالى في
تحقيقه لجامع البيان.
أما العين، فجمع عيناء، وهي عظيمة العين كما ذكره غير واحد من السلف كالسدي وابن زيد وغيرهما.
يقول الحافظ ابن كثير رحمه الله تعالى:"وقوله { عِينٌ } أي: حسان الأعين. وقيل: ضخام الأعين. هو يرجع إلى الأول، وهي النجلاء العيناء، فوصف عيونهن بالحسن والعفة.".