سؤال من أحد النصارى

يوسف خالد

New member
إنضم
07/03/2006
المشاركات
9
مستوى التفاعل
0
النقاط
1
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

جائتني رسالة من احد النصارى يقول فيها :

روى مسلم عن أبي بن كعب أن النبي ( كان عند أضاة بني غفار قال : فأتاه جبريل عليه السلام فقال : إن الله يأمرك ان تقرأ أمتك القرآن على حرف فقال : أسأل الله معافاته ومغفرته وإن أمتي لا تطيق ذلك . ثم أتاه الثانية فقال إن الله يأمرك أن تقرأ أمتك القرآن على حرفين فقال : أسأل الله معافاته ومغفرته وإن أمتي لا تطيق ذلك .ثم جاءه ثالثة فقال : إن الله يأمرك أن تقرأ أمتك على ثلاثة حروف فقال : أسـأل الله معافاته ومغفـرته وإن أمتي لا تطيـق ذلك . ثم جاءه الرابعـة فقال : إن الله يأمرك أن تقرأ أمتك القرآن على سبعة أحرف فأيما حرف قرؤوا عليه فقد أصابوا )

فسؤالى كان و لا يزال ( أين التخفيف فى زيادة أو نقص حرف كما هو معلوم في القراءات)
فهل إضافة ( من ) كما في قوله : " واعد لهم جنات تجري تحتها الأنهار " فيه تيسير وتخفيف على الأمة ؟ أو كما في قراءة نافع وابن عامر وأبو جعفر : " سارعوا الى مغفرة من ربكم " وقرأ الباقون باضافة ( واو ) : " وسارعوا الى ربكم .. "
هل حذف واو فيه تخفيف وتيسير ؟
إن التيسير الوحيد على القارئ يمكن أن يكون فى تغير اللهجات أما الكلمات التي تشتمل على الزيادة أوالنقص في حرف فلا أرى انها تدخل في التخفيف والتيسير ..
فما هو رأي الزملاء ؟
 
الأحرف السبعة

الأحرف السبعة

السلام عليكم ورحمة الله
أما بعد أخي يوسف خالد للإجابة عن هذا السؤال يجب أولا معرفة ما هي هذه الأحرف السبعة وقد احتشدت آراء العلماء في هذا الأمر على ما يقرب من أربعين قولا، قد وفق بين أكثرها الإمام ابو الفضل الرازي في اللوائح كما يلي:
الأول اختلاف الاسماء من افراد و تثنية و جمع و تذكير و تأنيث.
و مثاله لأماناتهم بالجمع و لأمانتهم بالافراد.
الثاني اختلاف تصريف الأفعال من ماض و مضارع و أمر.
و مثاله فقالوا ربنا باعد بنصب ربنا على أنه منادى و باعد فعل أمر و ربُنا بعّد بالتشديد برفع رب على الابتداء و بعّد فعلا ماضيا مضعّف العين.
الثالث اختلاف وجوه الإعراب.
و (لا يضار كاتب) برفع الراء و فتحها فالفتح على أن لا ناهية جازمة والضم على أن لا نافية.
ذو العرش المجيد برفع المجيد على أنه نعت لذو و الجر على أنه نعت للعرش.
الرابع الاختلاف بالنقص و الزيادة.
قراءة وما خلق الذكر و الأنثى التي قرأت و الذكر و الأنثى.
الخامس الاختلاف بالتقديم و التأخير.
وجاءت سكرة الموت بالحق وجاءت سكرة الحق بالموت.
السادس الاختلاف بالإبدال.
وانظر إلى العظام كيف ننشزها ننشرها بالراء.
وطلح وطلع بالعين.
السابع اختلاف اللغات أي اللهجات كالفتح و الإمالة و الترقيق و التفخيم و الاظهار و الإدغام و نحو ذلك.
و قد حظي مذهب الرازي في هذا التقسيم باستحسان الكثير من الأئمة الأعلام و تلقته الأمة بالقبول لأسباب منها احتواء هذا التقسيم على الخطوط العريضة المشار إليها في الأحاديث الواردة عن القراءات والتي تدل على معان كثيرة منها:
أولا أن الحكمة من نزول القرآن على سبعة أحرف هو التيسير على الأمة و رفع المشقة و الحرج عنها.
ثانيا أن عدد الحروف هو سبعة كاملة على حقيقة العدد المعروف في الآحاد بين الستة و الثمانية كما دلت على ذلك المراجعات الثابتة.
ثالثا أن من قرأ على أي حرف من هذه الحروف فقد أصاب و في ذلك أبلغ النهي عن منع أي قارئ من أن يقرأ بأي حرف من الأحرف السبعة.
رابعا أن مرجع هذه الأحرف إلى الله, ولا سبيل لبشر أن يزيد أو أن ينقص منها فكلها مأخوذة بالتلقي عن رسول الله صلى الله عليه و سلم.
خامسا لا يجوز جعل اختلاف الأحرف معركة تثار فيها النزاعات و العصبيات فإن الحكمة من الاختلاف هو الرحمة و التيسير فما ينبغي أن نبدل نعمة الله كفرا و أن نجعل من اليسر عسرا.
و مما يؤيد مذهب الرازي أيضا اعتماده على الاستقراء التام وهو الاستقراء الذي يستغرق جميع الأفراد و الأجزاء , فقد احتوى مذهب الرازي معظم المذاهب الأخرى و أضاف إليها كمذهب ابن قتيبة و القاضي ابن الطيب و غيرهم.

وهكذا يتبين لك أخي بأن الحرف السابع للقراءات القرآنية ( اختلاف اللغات أي اللهجات كالفتح و الإمالة و الترقيق و التفخيم و الاظهار و الإدغام و نحو ذلك) هو من التخفيف على الأمة الإسلامية فتجد مثلا في المغرب العربي الناس يرققون الراء في كثير من الحالات و جار عندهم تفخيم اللام في بعض الكلمات ككلمة "الصلاة " وتجدهم في بلاد الشام يميلون أواخر الكلمات التي تنتهي بتاء التأنيث ككلمة " الملائكة" وما إلى ذالك من اختلاف يوافق كثيرا الروايات القرآنية. ولا شك أن من الناس وخاصة الشيوخ من يصعب عليهم تغيير لغتهم التي يتكلمونها منذ مهدهم فتجد هنا إذا التيسير و التخفيف.

والله أعلم.
 
ردود مفحمة..

ردود مفحمة..

[align=center]
810.gif
[/align]
[align=center]قرأت ردك أخ "رحيم" وكان منطقيا ورائعا بكل المقاييس ..أنظر إلى هذا المنطق الجميل الذي لا لا ينكره إلا مكابر..:

لو امتلك الصحابة الكرام (ماكينة تصوير) لصوروا مصحف حفصة رضي الله عنها.... ولكن:
حتى لو صورت شهادة الجامعة أو المدرسة أو وثيقة زواج ستصادق عليها بخاتم مكتوب عليه (طبق الأصل) وهو ما يسمى (التصديق).
وكلما كانت الوثيقة مهمة، احتاجت أختاماً أكثر لتصديقها.

ومن العجيب أن يُنقَدَ الحريص على حرصه!!

سؤال أرجو الإجابة عليه بصراحة:

هل تتصور لو أن كتبة الكتاب المقدس اشترطوا على أنفسهم كل تلك الشروط الشديدة لنسخ كتبهم المقدسة، لانتفت آلاف الاختلاف بين مخطوطات الكتاب المقدس ؟!

ولكن هب أن أحدهم سأل هذا السؤال بعد هذا الرد:
قال ابن قتيبة: " ولو أنَّ كل فريق من هؤلاء [ قبائل العرب ] أُمِرَ أن يزول عن لغته وما جرى عليه اعتياده طفلاً وناشئاً وكهلاً، لاشتدَّ عليه، وعظُمَت المحنة فيه، ولم يمكنه إلا بعد رياضة للنفس طويلة، وتذليل للِّسان، وقطعٍ للعادة. فأراد الله ـ برحمته ولطفه ـ أن يجعل لهم متسعاً من اللغات.. كتيسيره عليهم في الدين ".

إذا كان هذا رحمة بالعرب فما بالك بأقوام لسانهم أعجمي..!؟ وأين تتحقق عالمية القرآن هنا؟؟!!

جزاك الله خيرا على تلك الردود الرائعة..
[/align]

[line]
islamic.gif
 
أقترح على الإخوة تحويل الموضوع إلى ملتقى الانتصار، وإسعاف الأخ بإجابة ميسرة يضعها بيني يدي سائله النصراني، ولا يقع في دائرة الخلافات.

وأنصح الأخ يوسف دعوة النصراني إلى منتدى الجامع وستقر عينك بإذن الله، وسيكون تحت رعايتي الخاصة.

وفقك الله لما يحب ويرضى


أخي الفاروق، سأبين ذلك في نهاية مبحث ( مطالب حول شبهة " اللفظ المعرب في القرآن الكريم " )

أما إن استعجلت الإجابة فسأذكرها لك قبل حلول الليل بباريس..

حماكم الله
 
الاخوة الافاضل
السؤال باختصار
هل زيادة أو نقص حرف كما هو معلوم في القراءات يعتبر تخفيفا وتيسيرا ؟ هل عندما اقرأ سارعوا بدون حرف واو ( وسارعوا ) يكون هذا تخفيفا وتيسيرا ؟؟
اتمنى ان يكون الرد مباشرا لكي انقله للسائل
وجزاكم الله خيرا
 
تجد التخفيف واضحاً في القراءة بالإمالة وعدمها فبعض اللهجات تميل الألف وتعديل اللسان في مثل ذلك ربما يكون صعب فيكون التيسير
وأيضاً في مسألة ابدال الهمزة أو بقاءها . وقراءة الصاد سين . والإدغام في بعض القراءات والإظهار في أخرى . والترقيق والتفخيم . وكل ذلك بحسب المنطقة التي يعيش بها الناس . ليسهل عليهم النطق .
وللقراءات فوائد آخرى غبر التسهيل في نفس القراءة .فربما المقصود بالتيسير توضيح المعنى للآيات . وتعدد الأحكام الفقهيه وهذا من أكبر أبواب التيسير والتسهيل على الناس .
والله أعلم
 
السؤال ابتداء كان عن الأحرف كما هو وارد في الحديث الشريف، فلماذا تم الخلط بين القراءات والأحرف في بعض الإجابات؟
 
عودة
أعلى