سؤال لغوي عن تشكيل دعاء

إنضم
23/01/2007
المشاركات
1,211
مستوى التفاعل
2
النقاط
38
الإقامة
كندا
الموقع الالكتروني
www.muslimdiversity.net
أورد القلقشندي في كتابه (صبح الأعشى في صناعة الإنشا: 1/427) دعاء على لسان الصحابي ثابت بن قيس الخزرجي هذا نصه:

( الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي السَّمَوَاتُ وَالأَرْضُ خَلْقُهُ، قَضَى فِيهِنَّ أَمْرَهُ، وَوَسِعَ كُرْسِيَّهُ عِلْمُهُ، وَلَمْ يَكُنْ شَيْءٌ قَطُّ إِلاَّ مِنْ فِعْلِهِ، ثُمَّ كَانَ مِنْ قُدْرَتِهِ أَنْ جَعَلَنَا مُلُوكًا، وَاصْطَفَى مِنْ خَيْرِ خَلْقِهِ رَسُولاً، أَكْرَمَهُ نَسَبًا، وَأَصْدَقَهُ حَدِيثًا، وَأَفْضَلَهُ حَسَبًا، فَأَنْزَلَ عَلَيْهِ كِتَابَهُ، وَائْتَمَنَهُ عَلَى خَلْقِهِ، وَكَانَ ذَخِيرَهُ مِنَ الْعَالَمِينَ )

وقد أشكل علي كيفية قراءة هذه العبارة وَسِعَ كُرْسِيَّهُ عِلْمُهُ. فهل نقول (كُرْسِيَّهُ عِلْمُهُ) أم (كُرْسِيُّهُ عِلْمَهُ) ؟ أم يجوز القولان؟

أرجو المساعدة مع الشرح.
 
تذكرة

تذكرة

ورد في كثير من كتب التفسير أن ابن عباس رضي الله عنهما كان يقول عن الكرسيّ : إنه علم الله ، فمعنى ( وسع كرسيه السماوات والأرض ) : أن علمه سبحانه وتعالى أحاط بكل شيء.

فإذا قلنا : وسِع كرسيَّه علمُه
أو قلنا : وسِع كرسيُّه علمَه
فكلا القولين صحيح - إن شاء الله - والله أعلم بالصواب .
 
جزاكم الله خيرا ..

وللفائدة : الصواب هنا أن نقول ( شكل ) لا ( تشكيل ).. ونقصد به ( الضبط ) .
 
جزاكم الله خيرا ..

وللفائدة : الصواب هنا أن نقول نقول ( شكل ) لا ( تشكيل ).. ونقصد به ( الضبط ) .

أحسن الله إليك. وهذا من أدلة الضعف اللغوي عند أخيك، والله المستعان.
 
الحمد لله ، وبعد ..

سواء هذا أو ذاك ، لم يصح السند عن ابن عباس رضي الله عنهما في أنه فسَّر الكرسي بالعلم ، وعلى فرض أنه محتمل ( ! )
فلا يصح لغة ، كما أفاده العلماء المحققون ( وإن كان شيخ المفسرين قاله ) .
بل العكس من ذلك والثابت عنه بإسناد صحيح أنَّه فسَّر الكرسي ، بأنه الكرسي الذي هو موضع القدمين .

والله أعلم
 
النص ورد أيضاً في السيرة النبوية لابن هشام على الشكل التالي :قال ابن هشام في السيرة النبوية المجلد الخامس ( قدوم وفد بني تميم ونزول سورة الحجرات ) ثابت بن قيس يرد على عطارد :

فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم لثابت بن قيس بن الشماس ، أخي بني الحارث بن الخزرج : قم فأجب الرجل في خطبته ، فقام ثابت ، فقال :
الحمد لله الذي السماوات والأرض خلقه ، قضى فيهن أمره ، ووسع كرسيه علمه ، ولم يك شيء قط إلا من فضله ، ثم كان من قدرته أن (5/ 253) جعلنا ملوكاً ، واصطفى من خير خلقه رسولا ، أكرمه نسبا ، وأصدقه حديثاً ، وأفضله حسباً ، فأنزل عليه كتابه ، وائتمنه على خلقه ، فكان خيرة الله من العالمين ، ثم دعا الناس إلى الإيمان به ، فآمن برسول الله المهاجرون من قومه وذوو رحمه ، أكرم الناس حسباً وأحسن الناس وجوها ، وخير الناس فعالا .
ثم كان أول الخلق إجابة ، واستجاب لله حين دعاه رسول الله صلى الله عليه وسلم نحن ، فنحن أنصار الله ووزراء رسوله ، نقاتل الناس حتى يؤمنوا بالله ، فمن آمن بالله ورسوله منع منا ماله ودمه ، ومن كفر جاهدناه في الله أبداً ، وكان قتله علينا يسيراً . أقول قولي هذا واستغفر الله لي وللمؤمنين والمؤمنات ، والسلام عليكم

قال القرطبي في تفسيره :
وقال ابن عباس: كرسيه علمه. ورجحه الطبري ....
قال أبو موسى الأشعري: الكرسي موضع القدمين وله أطيط كأطيط الرحل. ...
قال ابن عطية: في قول أبي موسى "الكرسي موضع القدمين" يريد هو من عرش الرحمن كموضع القدمين من أسرة الملوك، فهو مخلوق عظيم بين يدي العرش نسبته إليه كنسبة الكرسي إلى سرير الملك.اهـ

[align=justify]قال ابن منظور في لسان العرب :
وفي التنزيل العزيز: ( وسِعَ كُرْسِيُّه السمواتِ والأَرض)
في بعض التَّفاسير: الكُرْسِيّ العِلم وفيه عدَّة أَقوال :
قال ابن عباس: كُرْسِيُّه عِلْمُه، وروي عن عطاء أَنه قال: ما السموات والأَرض في الكُرْسِيّ إِلا كحَلْقة في أَرض فَلاة؛ قال الزجاج: وهذا القول بَيِّنٌ لأَن الذي نعرِفه
من الكُرْسي في اللغة الشيء الذي يُعْتَمَد عليه ويُجْلَس عليه فهذا يدل على أَن الكرسيّ عظيم دونه السموات والأَرض، والكُرْسِيّ في اللغة والكُرَّاسة إِنما هو الشيء الذي قد ثَبَت ولزِم بعضُه بعضاً. قال: وقال قوم كُرْسيّه قُدْرَتُه التي بها يمسك السموات والأَرض. قالوا: وهذا كقولك اجعل لهذا الحائط كُرْسِيّاً أَي اجعل له ما يَعْمِدُه ويُمْسِكه، قال: وهذا قريب من قول ابن عباس لأَن علمه الذي وسع السموات والأَرض لا يخرج من هذا، واللَّه أَعلم بحقيقة الكرسيّ إِلا أَن جملته أَمرٌ عظيم من أَمر اللَّه عز وجل؛ وروى أَبو عمرو عن ثعلب أَنه قال: الكرسيّ ما تعرفه العرب من كَرَاسِيِّ المُلوك، ويقال كِرْسي أَيضاً.
قال أَبو منصور: والصحيح عن ابن عباس في الكرسيّ ما رواه عَمَّار الذهبي عن مسلم البَطِين عن سعيد بن جبير عن ابن عباس أَنه قال: الكرسيّ موضع القَدَمين، وأَما العرش فإِنه لا يُقدر قدره، قال: وهذه رواية اتفق أَهل العلم على صحتها، قال: ومن روى عنه في الكرسيّ أَنه العِلم فقد أَبْطل. اهـ
[/align]
 
شكر الله لكم جميعا.
وعلى ضوء ما قيل، فما هو توجيهكم لشكل العبارة في الدعاء ؟ هل تجوز العبارتان كما ذكر الأستاذ منصور ؟
 
السلام على ابن جماعة ورحمة الله وبركاته
أما بعد
فإن ضبط العبارة أن تنصب الكرسي مفعولا وترفع العلم فاعلا هكذا
وَسِعَ كُرْسِيَّهُ عِلْمُهُ
ولا عكس
إذ الكرسي الذي وسع السماوات والأرض
ما هو إلا خلق من خلقه سبحانه وعلم من علمه
ولم يتسع له شيء من خلقه إلا أن يكون قلب عبده المؤمن
والله أعلم

أ.د. محمد جمال صقر
المصدر
 
أريد أن أضيفَ إلى كلمتكُم المُفيدَة، في الجواب عن السؤالِ إضافةً يسيرةً مؤكِّدةً :

قولُ القلقشندي في كتابه [صُبْح الأعْشى في صِناعَة الإنشا] :
«وسع كرسيه علمه ولم يكن شيء قط إلا من فعله»
فضبطُ الحَركاتِ فيه وفي كلّ نصٍّ ، تابعٌ لمَعْناه ، فإذا استَقامَ المَعْنى
من غيْرِ إخْلالٍ بالقَواعدِ والمَقاصدِ فذلك هو الوجه في اللفظِ بالحروفِ على هيئةٍ
ما وشكلٍ ما ، وعليْه نستطيعُ أن نَشْكلُ عبارةَ القلقشندي على النّحو
التالي :

[وَسِعَ كُرْسِيَّه علمُه ، و لم يكنْ شيءٌ قطُّ إلاّ مَنَّ فعلَه]، فالذي يُسوِّغُ رفعَ
العلم ونَصبَ الكرسيِّ ، قولُه تعالى :
«وَلَا يُحِيطُونَ بِشَيْءٍ مِنْ عِلْمِهِ إِلَّا بِمَا شَاءَ» [البقرة/255]
«لَكِنِ اللَّهُ يَشْهَدُ بِمَا أَنْزَلَ إِلَيْكَ أَنْزَلَهُ بِعِلْمِهِ وَالْمَلَائِكَةُ يَشْهَدُونَ وَكَفَى بِاللَّهِ شَهِيدًا» [النساء/166]
«مَا تَحْمِلُ مِنْ أُنْثَى وَلَا تَضَعُ إِلَّا بِعِلْمِهِ » [فاطر/11]
«اللَّهُ الَّذِي خَلَقَ سَبْعَ سَمَوَاتٍ وَمِنَ الْأَرْضِ مِثْلَهُنَّ يَتَنَزَّلُ الْأَمْرُ بَيْنَهُنَّ لِتَعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ وَأَنَّ اللَّهَ قَدْ أَحَاطَ بِكُلِّ شَيْءٍ عِلْمًا » [الطلاق/12]
فأنت تَرى كيفَ أنّ علمَ الله تعالى أحاط بكلّ شيْءٍ ، فهو الفاعلُ الذي أحاطَ بكلِّ شيْءٍ و وسِعَ كلَّ شيْءٍ

أما قولُه : [و لم يكنْ شيءٌ قطُّ إلاّ مَنَّ فعلَه]
فأحسبُ أنّ لها وجهيْن : أن تكونَ من حرفَ جرٍّ وما بعدَها مجروراً بها، وأن تكونَ فعلاً [مَنَّ يمُنُّ]
فلله المنّةُ سُبْحانَه ، و هو القائلُ :
«وَلَكِنَّ اللَّهَ يَمُنُّ عَلَى مَنْ يَشَاءُ مِنْ عِبَادِهِ» [إبراهيم/11]
«بَلِ اللَّهُ يَمُنُّ عَلَيْكُمْ أَنْ هَدَاكُمْ لِلْإِيمَانِ إِنْ كُنْتُمْ صَادِقِينَ» [الحجرات/17]
فالله عزّ وجلَّ يمنُّ الهدايَةَ والنِّعَمَ على عباده، سٌبْحانَه وتعالى

و الله عزَّ وجلَّ أعلمُ وأحكمُ. وصَلّى الله على محمَّدٍ وآله وصحْبِه وسلَّم تَسْليماً

أ.د. عبد الرحمن بو درع
المصدر
 
بسم الله الرحمن الرحيم
إن الكرسي مخلوق من مخلوقات الله تعالى ، وهو أعظم المخلوقات بعد العرش، كما ورد في الأحاديث الصحاح، وهاك بعضا منها:
1- عن ابن عباس رضي الله عنهما موقوفا قال : الكرسي موضع قدميه و العرش لا يقدر قدره. رواه الحاكم وغيره وهو صحيح على شرط الشيخين.
2- عن ابن مسعود أنه قال : ما بين السماء الدنيا والتي تليها مسيرة خمس مئة عام ومابين كل سماء مسيرة خمس مائة عام وما بين السماء السابعة والكرسي مسيرة خمس مئة عام وما بين الكرسي والماء مسيرة خمس مئة عام والعرش على الماء والله عز و جل على العرش يعلم ما أنتم عليه. أخرجه الطبراني في المعجم الكبير باسناد جيد.
3- عن أبى ذر أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال "يا أبا ذر ما السموات السبع مع الكرسى إلا كحلقة ملقاة بأرض فلاة وفضل العرش على الكرسى كفضل الفلاة على الحلقة" أخرجه ابن حبان ، وأبو نعيم فى الحلية ، وابن عساكر، وفي رواية "ما السماوات السبع في الكرسي إلا كحلقة بأرض فلاة وفضل العرش على الكرسي كفضل تلك الفلاة على تلك الحلقة" صححها الألباني في السلسلة الصحيحة.
4- وروي عن زيد بن أسلم باسناد فيه نظر أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال "ما السموات السبع في الكرسي إلاّ كدراهم سبعة أُلقيت في تُرس"
 
عودة
أعلى