[FONT="]الحمد لله الفتاح لما أغلق، ينصر الحق بالحق، هو الهادي إلى صراط مستقيم، لا مُذلّ لأوليائه، فهو عاصمهم، و لا مكرم لأعدائه، فهو قاصمهم، به نعوذ، و إليه نلوذ، من مكر الكائدين، و ظلم الحاقدين، و لغط الحاسدين.[/FONT]
[FONT="]و صلى الله و سلم على نبينا محمد، ذي المقام الأمجد، و على ءاله الخيرة، و صحابته البررة، و من اهتدى بهديهم إلى يوم الدين.[/FONT]
[FONT="]قد علمتُ بما جرى في بعض المنتديات من الكلام عليّ، و الإساءة إليّ، و إن كان علمي بذلك قد تأخر، حتى جاءني النبأ من بعض إخواني، فأنا لست من هواة المنتديات، ولا عشاق الملتقيات، و لمّا رأيت صاحب الإساءة و هو – مهدي دهيم – قد بالغ في إساءته، و جفا في مقالته، صمّمتُ على تبيان الحق بالحق، و رد الباطل بالصدق.[/FONT]
[FONT="]و الموضوع كما لا يخفى على مَن اطلع عليه، أنه نسبني للكذب و اختلاق الأسانيد، و أنّ شيخي المرحوم – برحمة الله- محمد ياسين بن محمد مصطفى فلاحي الذي أخذتُ عنه القراءات إنسان مجهول العين و الحال.[/FONT]
[FONT="]و عليه فسأرد عليك بعلم، فأنا لا أجيد غيره و الحمد لله، أسأل الله أن ينفعني بما علمني.[/FONT]
[FONT="]و قد دار كلام هذا المتكلم على أمور: أولها اتهامي باختلاق الأسانيد بدعوى أنّ شيخي مجهول، و ثانيها اتهامي بالكذب و أني ادّعيت التتلمذ على الشيخ الزعبي، و ثالثها قوله إنّه لم يُعرف عني اشتغال بالقراءات.[/FONT]
[FONT="]أمّا دعوى اختلاقي و جهالة شيخي رحمه الله فالرد عليها من وجوه:[/FONT]
[FONT="]أولها: سارعتَ إلى تجهيل الشخص دون تروٍّ في البحث كمَن يرجم بالغيب، و هذا يدل على هوى في النفس و عدم تجرد في معرفة الحق، و قد كان الأئمة قديما يحكمون على الراوي بعد طول عناء و لأي في البحث و التنقيب، لورعهم و قوة تحريهم، و قد يحكمون عليه و هو قد حطّ رحاله بالآخرة، أمّا تسرعك في إصدار الأحكام فهو من سمات أهل الباطل الذين يُكذِّبون بالشيء و هم لم يحيطوا بعلمه ( بل كذّبوا بما لم يحيطوا بعلمه و لمّا يأتهم تأويله ).[/FONT]
[FONT="]و على ذكر الإحاطة بالشيء فأنت في العلم الذي تدعي الاختصاص فيه و هو القراءات، لم تُحط بكثير من مسائله، فهل أحطتَ بالروض النضير للمتولي و الفوائد المعتبرة و تحريرات الأزميري و ناظمة الزهر و عقيلة أتراب القصائد و غيرها حفظا و فهما؟ فأنَّى لك أن تحيط بشيء بعيد عنك و أنت لم تحط بما بين يديك أصلا؟!![/FONT]
[FONT="]الوجه الثاني: الحكم بالجهالة أو غيرها على الرواة، إنما يُصدره أهل الاستقراء التام و الدراية الكاملة و الورع، فهل أنت منهم؟!! و لمَن أراد أن يعرف الجواب فعند أهل " سوسطارة " الخبر اليقين، فهم أعرف الناس بالدُّهيم، و مدى ورعه.[/FONT]
[FONT="]الوجه الثالث: تجهيل حال الراوي حكم عليه، و الحكم على الشيء إنما يكون بعد تصوره و لذا قال أهل الأصول و المنطق: الحكم على الشيء فرع عن تصوره، فكيف تحكم على شيخي و أنت لم تعرف ماهيته ولا عرفت وجهه و صفته و الحكم على الشيء عمل و العمل ينبني على علم و هدى؟ ( نبئونى بعلم إن كنتم صادقين ) و الذي يبني أحكامه على الجهل ضالّ مضلّ.[/FONT]
[FONT="]الوجه الرابع: أنا أعلم أنك ستقول: إنّ الراوي يحكم عليه بالجهالة إذا لم يعرف و أنك و غيرك لم تعرفوا هذا الشيخ فهو مجهول، و الجواب: بناءً على ماذا لم تعرفه؟ بناءً على تقصيرك و قلة اطلاعك و اكتفائك بمعرفة ذوي الشهرة. أمّا من مال عليه الزمان و جفا عنه الإخوان و غُمط حقه حتى آل إلى النسيان فتحكم عليه بالجهالة؟ نعوذ بالله من الخذلان، و كم من عالم نُسي مدى عمره، و لم يَجد مَن يقوم بأمره!![/FONT]
[FONT="]ثم إن الحكم بالجهالة يصدره العالم المتمرس بأحوال الرجال، الذي شد الرحال و لقي و جالس و قيّد و صال و جال، و اختص بالتراجم و معرفة أحوال الناس، و أين أنت من هذا؟!![/FONT]
[FONT="]الوجه الخامس: إن قلت إنّ شيخك قرأ على الشيخ عبد العزيز عيون السود رحمه الله، و الشيخان الكريمان الزعبي و أيمن سويد من أعرف الناس بالشيخ عبد العزيز، فجهلهما بالشيخ محمد ياسين فلاحي حجة في تجهيله، و الجواب: لتزداد علما فإن شيخي محمد ياسين فلاحي قد تدبَّج مع الشيخ عبد العزيز و هو قرينه في القراءة على الشيخ التيجي، و لا إخالك تجهل معنى المُدبج، و شيخي رحمه الله أكبر من الشيخين الزعبي و أيمن بعشرات السنين، فهو ولد عام 1328هـ و التقى الشيخ عيون السود و قبله التيجي قبل أن يولد الشيخان الزعبي و أيمن، فمن أين لهما الحكم على شيء ما شهداه و ما عرفاه؟!!-إن صح ما نقلت عنهما- قال تعالى(إلاّ من شهد بالحق و هم يعلمون) ( و ما شهدنا إلاَ بما علمنا).[/FONT]
[FONT="]الوجه السادس: إن سلمت لك و لغيرك أنكم لم تعرفوا هذا الشيخ، فعدم معرفتكم حجة عليكم لا على غيركم، و لئن جهلتم فقد عرفت، و الذي نعرفه من قواعد أهل العلم أنّ مَن عرف حجة على من لم يعرف، و من حفظ حجة على من لم يحفظ ، أمّا أن يصير من لم يعرف حجة على من يعرف فتلك الطامة، و عليَّ إذن أنْ أُرسل إليك قائمة أسماء مشايخي من الشناقطة و التكرور و الطوارق، لتعطيني رأيك فيهم، فاشطب على كل من لا تعرف، فهل تعرف الشيخ عبد الرحمان عابدين، و الشيخ محمد فال بن محمد المحبوبي، و أيُّوه بن محمد بن المحبوبي، و محمد سالم بن التّاه بن يحظيه، و الشيخ التقيّ الشنقيطي، و محمد سيداتي، و محمد محفوظ بن المختار فال، ومحمد سالم بن عبد الودود و هو أشهر من نار على علم، و محمد أحمد الأنصاري رحمه الله و غيرهم كثير؟ فإن كان جهلك بهؤلاء قادحا في عدالتهم فيا حبذا تلك الجهالة؟!!![/FONT]
[FONT="]ثمّ إنّ شيخنا رحمه الله لم يكن صاحب موقع على الإنترنت، و لا ممن يظهر في الشاشات، و لا صاحب حلقة في مسجد، و لا شهادة له يترقى و يتخير بها الوظائف، و إنما قرأت عليه في بيته لكبر سنه، و هذا حال كثير من العلماء في أرجاء المعمورة، فهل يقدح في عدالة شيخي أنه لم ينل من أسباب الشهرة ما يكون به معروفا؟!!![/FONT]
[FONT="]الوجه السابع: " إنّما شفاء العيّ السؤال " فلو كنت منصفا محبا للحق لسألت و بحثت و نزلت إلى مكة لا أن تسأل في المنتديات، فالشيخ له بنات متزوجات و أطهار في مكة و لعلك تستصعب ذلك، فالمسارعة إلى التجريح و التكذيب أيسر عندك من البحث و التنقيب!!! ( و تقولون بأفواهكم ما ليس لكم به علم و تحسبونه هينا و هو عند الله عظيم ).[/FONT]
[FONT="]الوجه الثامن: بما أنك وسمت شيخي رحمه الله بالجهالة، جهالة العين و الحال، فلا بد إذن من تبيان معنى الجهالة.[/FONT]
[FONT="]أما مجهول العين: فهو من روى عنه واحد و لم يوثق، هذا هو المشهور في تعريفه، و عليه تعقيبات و ملاحظات، و قد ذكر ابن رجب في شرح علل الترمذي أن أول من اشترط في رفع الجهالة العينية رواية اثنين هو الإمام محمد بن يحيى الذهلي، و أن المتقدمين قبله ما كانوا يقولون : إن الجهالة ترتفع برواية اثنين من الرواة، بل كانوا يدورون مع القرائن، فقد يروي عن الرجل جماعة و لا ترتفع جهالته، و قد يروي عن الرجل واحد و ترتفع جهالته، قلت: و سأذكر لذلك بعض الأمثلة:[/FONT]
[FONT="]فمنها: حماد بن حميد الخراساني، تفرد البخاري بالرواية عنه و أخرج له في الصحيح و قال عنه الحافظ ابن حجر: مقبول.[/FONT]
[FONT="]و منها: أحمد بن يحيى بن محمد كثير الحراني، تفرد النسائي بالرواية عنه، قال عنه الذهبي في الطبقات: لا يعرف، و تعقبه الحافظ في تهذيب التهذيب بقوله: بل يكفي في رفع جهالة عينه رواية النسائي عنه.[/FONT]
[FONT="]و منها: إسماعيل بن مسعدة التنوخي الحلبي تفرد بالرواية عنه أبو داود، قال عنه الذهبي: لا يدرى من هو، و لكن قال الحافظ: صدوق.[/FONT]
[FONT="]و قد تقول: هؤلاء أئمة و الجواب: هذا عليك لا لك، فلو كانت الرواية عمن لا يعرف عيبا لما استحل هؤلاء الأئمة الوقوع فيها.[/FONT]
[FONT="]هذا في رواة الحديث، و مثل ذلك في نقلة كتاب الله عز و جل، و لو رجعت لكتاب " طبقات القراء " لابن الجزري لوجدت كثيرا من القراء روى عنهم واحد، لأن من صنيع ابن الجزري أن يذكر ما أمكن كثرة من تلاميذ الرجل، فإذا اقتصر على ذكر واحد دل ذلك على انفراده عنه، أو عدم اطلاعه على غيره.[/FONT]
[FONT="]فمن ذلك: قوله في ترجمة عثمان بن بلال أبي عمرو الزاهد: شيخ لأبي علي بن بليمة قرأ على أبي عبد الله بن سفيان مؤلف الهادي، قرأ عليه أبو علي بن بليمة و وصفه و كناه و سماه. اهـ[/FONT]
[FONT="]قلت: قوله " و وصفه و كناه و كناه " إشارة إلى أن ذلك يرفع جهالة العين عنه و معلوم أن جهالة العين قد ترتفع بشيء غير الرواية، كالصنعة أو النسبة إلى بلد أو حرفة أو غيرها كما هو مقرر في كتب المصطلح.[/FONT]
[FONT="]و منها: قوله في الطبقات في ترجمة عثمان بن أحمد بن عبيد الله الطيالسي: " روى القراءة عرضا عن أبي العباس الأشناني، قرأ عليه أبو علي الرهاوي لا نعرفه " اهـ.[/FONT]
[FONT="]قلت: سبحان الله تأمل أدب ابن الجزري مع إمامته و جلالته فلم يقل هذا الراوي مجهول، و إنما نسب عدم المعرفة إليه فقال لا أعرفه، و هذا دليل الورع و الإنصاف، و ما أحوجك أنت إلى هذا الأدب.[/FONT]
[FONT="]فهل حكم ابن الجزري على عثمان بن بلال شيخ ابن بليمة بجهالة العين؟!! و هل قدح في ابن بليمة انفراده بالرواية عن هذا؟ و هل اتهم بتلفيق الإسناد؟[/FONT]
[FONT="]و أنا لم أذكر هذا الكلام لأن شيخي مجهول كما ادّعيتَ أنت، فهو معروف له عائلته و أولاده و بلد عاش فيه و فيه مات و دفن، و إنما الجهالة في عينيك أنت، و إنما ذكرت كل ذلك لأعرفك معنى الجهالة!!![/FONT]
[FONT="]بقي أن نفند جهالة الحال، و مجهول الحال من روى عنه اثنان و لم يوثقه معتبر.[/FONT]
[FONT="]و نذكِّر أنّ هذا التعريف مبني على قول الذهلي، و أن المتقدمين على خلافه، و لكن استقر القول على هذا التعريف في كتب المصطلح.[/FONT]
[FONT="]أما رواية اثنين فشيخي قد روى عنه أكثر من اثنين و كلهم عدول حملة علم، أثناء قراءتي عليه كان يقرأ عليه طالب بالسبع و أظن اسمه حبيب الله إقبال و هو من الهند و تركته مقيما في السعودية، ناهيك عمن أخذوا عنه من قبل.[/FONT]
[FONT="]و أما التوثيق، فإجازة مشايخه له توثيق.[/FONT]
[FONT="]و أذكرك في هذا المقام بخديث عمر بن الخطاب رضي الله عنه لمّا جاءه رجل يشهد، فقال له عمر: " لا أعرفك و لا يضرك أنني لا أعرفك، و لكن ائتني بمن يعرفك... " الحديث، فعدم معرفتك أنت أو غيرك بشيخي لا تضره، يكفيه تعديلا علمه الذي ورثته عنه عزَّ أن أجده عند غيره.[/FONT]
[FONT="]و أما الدعوى الثانية: و هي دعوى أني ادّعيت التتلمذ على الشيخ الزعبي؟ فالذي أقوله لك: أنا أُجلُّ الشيخ و غيره من حملة كتاب الله و معلميه، و لكن لا علاقة لي به لا من قريب و لا بعيد، و لم أقرأ عليه، و لا أدعي التتلمذ عليه، و حسبي الله.[/FONT]
[FONT="]و قد ذكرت في أثناء كلامك عني تلك القصة الشخصية التي اتهمتني فيها بجمع الأموال زورا، و مثل هذا الكلام يحب نشره و سماعه مرضى القلوب أمثالك ممن يحبون نشر السوءات و الاطلاع على العورات، و هذه القضية لها ملابسات تتعلق بعرضي و عائلتي و لن أتحدث عنها في الإنترنت لما يترتب على ذلك من مفاسد أعظم، و لكني أرجئها إلى حين اجتماع الخصوم عند رب العالمين.[/FONT]
[FONT="]و لكن أقول: لو كنت فحلا و طالب علم بحق – و هيهات – لجادلتني بالعلم لا بسواه، و لمّا اتخذت من قضية شخصية منطلقا لتجريحك، كما قال فرعون لموسى ( و فعلت فعلتك التي فعلت و أنت من الكافرين قال فعلتها إذا و أنا من الضآلين ) و لكن قد حاول غيرك قبلك أن ينطلقوا من هذا الأمر لتشويه سمعتي و هدّ كرامتي، فرد الله كيدهم و كفانيهم بما شاء، و الله حسبي على ظالمي.[/FONT]
[FONT="]و أما قولك: إنه لم يُعرف عني الاشتغال بالقراءات، و إنك تعرفني مذ كان عمري 10 سنوات ؟[/FONT]
[FONT="]و الجواب: أراك بنيتَ الفعل للمفعول " يُعْرَف " و لا أدري من الفاعل المحذوف الذي ينبغي له أن يُعرف، و على كل حال، فماذا تعرف أنت عن اشتغالي بالقراءات؟ و ماذا تعرف عن اشتغالي بالعلم أصلا؟ و الجواب: لا تعرف شيئا، فهل تعرف شيوخي في العلم؟ على كم شيخ قرأتُ؟ و ماذا قرأتُ؟ و أين قرأتُ؟ و أنا لست ممن يتفاخر بما فعل، و لكني طلبتُ العلم مشاركا في كل الفنون، و طلبي للقراءات كان كطلبي لغيرها من العلوم، لقد قرأتُ علوم اللغة و الأصول و الحديث و الفقه و المنطق و الأنساب و القراءات، و في كل فن منها حفظت المختصرات و المطولات و شرحتها على مشايخي، و لله الحمد و المنة، أم أنّ الاشتغال بالقراءات حكر عليك ( أم يحسدون الناس على ما ءاتاهم الله من فضله )؟[/FONT]
[FONT="]و أما قولك: إنك تعرفني مذ كان عمري 10 سنوات؟ و الجواب: فكان ماذا؟ و ماذا تعرف عني غير نشأتي في أحضان القرءان و حفظي له صغيرا و تبريزي على الأقران في تلك السن و عدم ميلي للعب رغم صغري، و هجرتي في طلب العلم صغيرا يشهد على ذلك " الجامع الكبير " بعرصاته و أركانه؟!!![/FONT]
[FONT="]و لكن أقول: أنا أيضا أعرفك، و أعرف أمورا لا يسرُّك معرفتي بها.[/FONT]
[FONT="]و أنت إذا اتهمتني بالتلفيق و وسمت شيخي بالجهالة لم أستغرب لأنني أعرفك و أعرف أنك أسأت الأدب حتى مع بعض مشايخك، و تعرف من هو، و أقرانك بالدراسة في مصر أو كثير منهم يعرف سوء أدبك، و حدثني الثقة أنك قلت: كلّ مجاز فهو صفر و شيخه الذي أجازه صفران، و معلوم أنّ المجازين في الجزائر من أجازه الشيخ الطرابيشي أو الشيخ كريم راجح أو الشيخ المعصراوي أو الشيخ الكردي و غيرهم، فإذا كان هؤلاء و هم مشهورون عدول تقول عنهم: صفرين، فلا أستغرب إذن قولك عن شيخي مجهول العين و الحال!!![/FONT]
[FONT="]و أنا أدري أنك لن ترعوي و قد تستمر في القدح و التجريح، فليس للئيم سلاح غير الكلام القبيح، و لئن استنصرتَ عليّ ببعض المشايخ الأجلاء، فأنا أستنصر بالله عز و جل و كفى بالله وليا و نصيرا:[/FONT]
[FONT="]فأنكروا الحق تكذيبا ولا عجــــــبٌ = أن لا ترى الشمس عينٌ تشتكي العَوَرَا[/FONT]
[FONT="]و العلم ذو كثرة في الأرض منتشر = و أنت يا خل لم تســـــــــــتكمل النَّظَرَا[/FONT]
[FONT="]و أخيرا أقول: حسبي الله عليك و على من ظلمني أو نسب إلي شيئا أنا بريء منه، رب اكفنيهم بما شئت ءامين و الحمد لله رب العالمين. و كتب أبو أيوب محمد عبيد.[/FONT]
[FONT="]قال أبو أيوب محمد عبيد: أجبتك نثرا و هأنا ذا أجيبك شعرا فأقول:[/FONT]
[FONT="]لقد أَبعد الحساد في اللــــغو و الظلمِ = و ساءهم مـــــــــا كان عندي من الـعلمِ[/FONT]
[FONT="]كأنهم يستكثرون عـــــــــــلى الفتى = فتوحا حباهُ اللهُ منها بمــــــــا يُســــــمِي[/FONT]
[FONT="]و ما نِلتُهُ إلاَ بتوفـــــــــــــيق رازقٍ = كساني جمالَ العلمِ مِن بعدِ مـــــــا عُدمِ [/FONT]
[FONT="]فأثْـبَجْتُ فــــي حفظ المتون و نيلها = و إدراكها طرًّا و أمعنتُ في الــــــــفهمِ[/FONT]
[FONT="]و شمَّرتُ في تحصيل كلِّ جــــليلةٍ = تُزيل غبار الجهل و الشكّ و الـــــــوهمِ[/FONT]
[FONT="]و غَبَّرتُ أقدامي و أسهرتُ ناظري = بجمعٍ و تقييدٍ و تـنـقيحِ مــــُـــــــــــــهتمِّ[/FONT]
[FONT="]و أنفقتُ مالي جُلَّه فــــــــــي طِلابِه = و جالستُ أهل الفقهِ و الفضلِ و الـــحلمِ[/FONT]
[FONT="]و حرّرتُ مـــا حَصَّلتُهُ من معارفٍ = أقولُ ببرهانٍ و أُســـْنـِدُ إذْ أنمِــــــــــــي[/FONT]
[FONT="]بفضل إلهي كـــــــــــــلُّ هذا فعلتـُهُ = و أنتم عبيدُ العجزِ و اللَّهوِ و الـــــــــنَّومِ[/FONT]
[FONT="]فقل لي: بربِّ العرشِ ما حيلةُ الفتى = أمام حشودِ الحاسدينَ و مـــــــا إثْمي؟!!! [/FONT]
[FONT="] ءآثـَم إنْ قَصَّـرتُـمُوا و رَكَـنْـتُـمــوا = إلى الجهل لمّا غُصْتُ فــي أبحرِ العلمِ؟!!![/FONT]
[FONT="]و هل ضيّع العلمَ العزيزَ بــــأرضنا = سوى عُصْبَةُ الأغمارِ فيها ذوو اللُّؤْمِ؟!!!
و كتب أبو أيوب محمد بن عبد القادر عبيد
[/FONT]