سؤال لأهل التفسير

Amara

New member
إنضم
03/02/2009
المشاركات
576
مستوى التفاعل
0
النقاط
16
بسم الله الرحمن الرحيم
وصلى الله على سيدنا محمد وسلم تسليما
لماذا بدأ الله تعالى كتابه بــ"رب العالمين"، فقال تعالى في أول سورة من القرآن :
الحمد لله رب العالمين..
وختمه بــ"رب الناس"، وهو قوله في آخر سورة من القرآن :
قل أعوذ برب الناس.. ؟؟
جزاكم الله خيرا

يغفر الله لي ولكم
عمارة سعد شندول
 
بسم الله الرحمن الرحيم
وصلى الله على سيدنا محمد وسلم تسليما

نبهني أخي الحبيب أبو سعد الغامدي، وهو من الأقلام التي اشتقت إليها في هذا الملتقى وغابت مشاركاته عنا منذ مدة، أن السؤال قد يحسن ان نطرحه بالصورة التالية : هل لنا أن نلتمس الحكمة من البدأة بهذا الوصف ؟

وقد جرى بيني وبينه حديث في المسالة وحمنا حول الموضوع وقد تنبهنا إلى بعض النقاط التي ألخصها في ما يلي :
في فاتحة الكتاب كان طلب العبد لربه : اهدنا الصراط المستقيم..
فما الصراط المستقيم.. إنها الصراط التي يدلنا عليها نهج كتاب الله في كليته.. فلا يصح لامرئ أن يؤمن ببعضه ويكفر ببعضه الآخر.. فلما كان هذا الكتاب المنزل على نبينا محمد صلى الله عليه وسلم هو النهج البين السالك بنا الصراط المستقيم حذرنا الله تعالى في آياته من الشيطان وعمله، كما في قوله تعالى : لاقعدن لهم صراطك المستقيم.. فكان ختام القران بالاستعاذة من الشيطان أن يقعد لنا هذا الطريق الذي ارسل الله به الينا بوحيه الى رسوله صلى الله عليه وسلم..
ثم ثمة امر اخر
قال تعالى : الرحمن الرحيم
وقال تعالى : اني اعوذ بالرحمن منك ان كنت تقيا
فلما كان رب الناس والخلق هو الله الرحمن.. وبعد أن عرفناه من خلال ما وصف به نفسه جل وعلا.. كانت الاستعاذة به من الشيطان الرجيم..
ثم ماذا ؟
بدأ الله تعالى برب العالمين.. ثم رب كل شيء..
ثم رب العالمين..
ثم رب موسى وهارون.. ثم رب العرش العظيم..
ثم رب العالمين..
ثم رب السماوات والارض.. ثم رب السماوات والأرض وما بينهما.. ثم رب العرش.. ثم رب السموات والارض الذي فطرهن.. ثم رب السموات السبع ورب العرش العظيم.. ثم رب العرش الكريم..
ثم رب العالمين..
ثم رب السموات والأرض وما بينهما.. ثم رب المشرق والمغرب وما بينهما.. ثم رب موسى وهارون..
ثم رب العالمين..
ثم رب العرش العظيم..
ثم رب العالمين..
ثم رب السموات والأرض وما بينهما ورب المشارق..
ثم رب العالمين..
ثم رب السموات والأرض وما بينهما..
ثم رب العالمين..
ثم رب السموات والأرض رب العرش.. ثم رب السموات والأرض وما بينهما..
ثم رب السموات ورب الارض رب العالمين..
ثم رب الشعرى.. رب المشرقين ورب المغربين..
ثم رب العالمين..
رب المشرق والمغرب.. ثم رب السموات والأرض وما بينهما الرحمن..
ثم رب العالمين..
ثم رب هذا البيت.. ثم رب الفلق..
ثم رب الناس..

نبدأ برب المشرق والمغرب وما بينهما.. ماذا بعدها :
رب المشارق
ماذا بعدها
رب المشرقين ورب المغربين
ماذا بعدها
رب المشرق والمغرب
فانظر هذا الترتيب وما فيه من الدقة والتخصيص.. وانظر لما بدأ قال رب المشرق والمغرب وما بينهما.. ثم قرب لنا الصورة فتكلم عن المشارق ولم يتكلم عن المغارب وكذلك الأمر.. ثم حدد تلك المشارق بمشرقين اثنين ومغربين اثنين.. ثم طوي كل شيء وعاد إلى المشرق والمغرب ولم يذكر ما بينهما..
...
لننظر الان في كلمة رب العالمين التي بدأ كتابه العلي بذكرها.. ليختم بذكر رب الناس.. ولنسأل :
عمل الشيطان متعلق بمن غيرنا ؟ أليس هو متعلق بنا فقط نحن البشر ؟ هو كذلك لأننا نحن المكلفون بحمل الأمانة..
ثم إن الله تعالى بدأ كتابه بالحمد لنفسه جل وعلا.. ومن حق الحامد أن يعرف علام يحمد.. ولعلك تنظر معي.. فالله تعالى هو رب العالمين.. ومن بين العالمين خصنا بهذه النعمة وهذه الأمانة وهذا النهج.. أليس كذلك.. فهو رب العالمين بما فيها من سماوات وارض وعرش وكل شيء وفلق.. لكن الأمانة والنهج خصنا به دون غيرنا.. وكرمنا.. فوجب على العبد أن يقوم ويقول يا رب رضيت.. أعني يا رب على تقواك وأعذني من الشيطان ان يزيغ بي عن طريقك..

لعل الأخ أبو سعد الغامدي، يعود فينطق بما استعجم لساني وعقلي الصغيرين عن الإفادة به..

يغفر الله لي ولكم
عمارة سعد شندول
 
عودة
أعلى