سؤال في قوله تعالى إِنَّمَا يُرِيدُ اللَّهُ لِيُذْهِبَ عَنْكُمُ الرِّجْسَ أَهْلَ الْبَيْتِ

إنضم
30/04/2006
المشاركات
41
مستوى التفاعل
0
النقاط
6
السلام عليكم ورحمة الله
قوله تعالى {إِنَّمَا يُرِيدُ اللَّهُ لِيُذْهِبَ عَنْكُمُ الرِّجْسَ أَهْلَ الْبَيْتِ وَيُطَهِّرَكُمْ تَطْهِيرًا }من أشد الآيات التي يتمسك بها الشيعة على مذهبهم كما هو معروف.
سؤالى هل من علماء السنة من ذهب الى ان الآية نزلت في علي، وفاطمة، والحسن، والحسين، بدلالة حديث الكساء.ورجح ذلك كما تذكره كتب الشيعة من أن الآمدي في الأحكام ،وأبي المحاسن الحنفي في كتاب المعتصر!! أم ماذكر في كتبهم هو مجرد نقل للأقوال فقط كغيرهم من العلماء؟ وجزاكم الله خيراً
 
لا أملك جوابا دقيقا على سؤالك ؛ ولكن أردت التنبيه إلى أن دخول أهل الكساء في الآية هو دخول قطعي عند جمهور أهل العلم ، ودخول زوجاته صلى الله عليه وسلم هو الظاهر أيضا بأدلة معروفة مشهورة .
 
أضواء البيان في إيضاح القرآن:

أضواء البيان في إيضاح القرآن:

أضواء البيان في إيضاح القرآن:

إن أزواجه صلى الله عليه وسلم لا يدخلن في أهل بيته، في قوله تعالى:
(((إِنَّمَا يُرِيدُ اللَّهُ لِيُذْهِبَ عَنْكُمُ الرِّجْسَ أَهْلَ الْبَيْتِ وَيُطَهِّرَكُمْ تَطْهِيراً)))،
فإن قرينة السياق صريحة في دخولهن؛ لأن اللَّه تعالى قال: (((قُلْ لِأَزْوَاجِكَ إِنْ كُنْتُنَّ تُرِدْنَ)))،
ثم قال في نفس خطابه لهن:
(((إِنَّمَا يُرِيدُ اللَّهُ لِيُذْهِبَ عَنْكُمُ الرِّجْسَ أَهْلَ الْبَيْتِ)))،
ثم قال بعده: (((وَاذْكُرْنَ مَا يُتْلَى فِي بُيُوتِكُنَّ))).
وقد أجمع جمهور علماء الأصول على أن صورة سبب النزول قطعية الدخول، فلا يصح إخراجها بمخصص،
وروي عن مالك أنها ظنيّة الدخول، وإليه أشار في "مراقي السعود" ، بقوله:
واجزم بإدخال ذوات السبب واروِ عن الإمام ظنًّا تصب
فالحق أنهن داخلات في الآية، اهـ. من ترجمة هذا الكتاب المبارك.
والتحقيق إن شاء اللَّه: أنهن داخلات في الآية، وإن كانت الآية تتناول غيرهن من أهل البيت.
أمّا الدليل على دخولهن في الآية، فهو ما ذكرناه آنفًا من أن سياق الآية صريح في أنها نازلة فيهنّ.
والتحقيق: أن صورة سبب النزول قطعية الدخول؛ كما هو مقرّر في الأصول.
ونظير ذلك من دخول الزوجات في اسم أهل البيت، قوله تعالى في زوجة إبراهيم:
(((قَالُوا أَتَعْجَبِينَ مِنْ أَمْرِ اللَّهِ رَحْمَتُ اللَّهِ وَبَرَكَاتُهُ عَلَيْكُمْ أَهْلَ الْبَيْتِ))).
وبما ذكرنا من دلالة القرءان والسنة، تعلم أن الصواب شمول الآية الكريمة لأزواج النبيّ صلى الله عليه وسلم، ولعليّ وفاطمة والحسن والحسين، رضي اللَّه عنهم كلّهم.


 
التحرير والتنوير:

و أهل البيت : أزواج النبي صل1 والخطاب موجه إليهن وكذلك ما قبله وما بعده لا يخالط أحداً شك في ذلك ،
ولم يفهم منها أصحاب النبي صل1 والتابعون إلا أن أزواج النبي عليه الصلاة والسلام هن المراد بذلك وأن النزول في شأنهنّ .
وأما ما رواه الترمذي عن عطاء بن أبي رباح عن عُمر بن أبي سلمة قال : لما نزلت على النبي :
( إنما يريد الله ليذهب عنكم الرجس أهل البيت ويطهركم تطهيراً ( في بيت أم سلمة دعا فاطمةَ وحسناً وحسيناً فجَلَّلهم بكساء وعليٌّ خلْف ظهره ثم قال : ( اللهم هؤلاء أهل بيتي فأذهِب عنهم الرجس وطهِّرهم تطهيراً ) . وقال : هو حديث غريب من حديث عطاء عن عمر بن أبي سلمة ولم يَسِمْه الترمذي بصحة ولا حُسن ، ووسمه بالغرابَة . وفي ( صحيح مسلم ) عن عائشة : خرج رسول الله غداةً وعليه مرط مرحَّل فجاء الحسن فأدخله ، ثم جاء الحسين فأدخله ، ثم جاءت فاطمة فأدخلها ، ثم جاء علي فأدخله ، ثم قال : ((( إنما يريد الله ليذهب عنكم الرجس أهل البيت ويطهركم تطهيراً))) . وهذا أصرح من حديث الترمذي .
فمَحمله أن النبي صل1 ألحق أهل الكساء بحكم هذه الآية وجعلهم أهلَ بيته كما ألحق المدينةَ بمكة في حكم الحَرَمية بقوله :
( إن إبراهيم حرّم مكة وإني أحرّم ما بينَ لابتيها ) . وتَأوُّل البيت على معنييه الحقيقي والمجازي يصدق ببيت النسب
كما يقولون : فيهم البيتُ والعَدد ، ويكون هذا من حَمل القرآن على جميع محامله غير المتعارضة كما أشرنا إليه في المقدمة التاسعة . وكأنَّ حكمة تجليلهم معه بالكساء تقويةُ استعارة البيت بالنسبة إليهم تقريباً لصورة البيت بقدر الإمكان في ذلك الوقت ليكون الكساء بمنزلة البيت ووجود النبي صل1 معهم في الكساء كما هو في حديث مسلم تحقيق لكون ذلك الكساء منسوباً إليه ،
وبهذا يتضح أن أزواج النبي صل1 هن آل بيته بصريح الآية ، وأن فاطمة وابنيْها وزوجها مجعولون أهل بيته بدعائه أو بتأويل الآية على محاملها . ولذلك هُمْ أهل بيته بدليل السنة ، وكل أولئك قد أذهب الله عنهم الرجس وطهّرهم تطهيراً ،
بعضه بالجعل الإلهي ، وبعضه بالجعل النبوي ، ومثله قول النبي صل1 ( سَلْمان منّا أهلَ البيت ) .
وقد استوعب ابن كثير روايات كثيرة من هذا الخبر مقتضية أن أهل البيت يشمل فاطمة وعليّاً وحسناً وحسيناً .
وليس فيها أن هذه الآية نزلت فيهم إلا حديثاً واحداً نسبه ابن كثير إلى الطبري ولم يوجد في تفسيره عن أم سلمة أنها ذكر عندها علي بن أبي طالب فقالت : فيه نزلت : ((( إنما يريد الله ليذهب عنكم الرجس أهل البيت ويطهركم تطهيراً ))) وذكرتْ خبر تجليله مع فاطمة وابنيه بكساء ( وذكر مصحّح طبعة ( تفسير ابن كثير ) أن في متن ذلك الحديث اختلافاً في جميع النسخ ولم يفصله المصحّح ) .

وقد تلقّف الشيعة حديث الكساء فغصبوا وصف أهل البيت وقصروه على فاطمة وزوجها وابنيهما عليهم الرضوان ، وزعموا أن أزواج النبي صل1 لسن من أهل البيت . وهذه مصادمة للقرآن بجعل هذه الآية حشواً بين ما خوطب به أزواج النبي .
وليس في لفظ حديث الكساء ما يقتضي قصر هذا الوصف على أهل الكساء إذ ليس في قوله : ( هؤلاء أهل بيتي ) صيغة قصر
وهو كقوله تعالى : (((إن هؤلاء ضيفي))) ( الحجر : 68 ) ليس معناه ليس لي ضيف غيرهم ، وهو يقتضي أن تكون هذه الآية مبتورة عما قبلها وما بعدها . ويظهر أن هذا التوهم من زمن عصر التابعين ، وأن منشأه قراءة هذه الآية على الألسن دون اتصال بينها وبين ما قبلها وما بعدها . ويدل لذلك ما رواه المفسرون عن عكرمة أنه قال : من شاء بأهلية أنها نزلت في أزواج النبي صل1 وأنه قال أيضاً : ليس بالذي تذهبون إليه ، إنما هو نساء النبي صل1 وأنه كان يصرخ بذلك في السوق .
وحديث عمر بن أبي سلمة صريح في أن الآية نزلت قبل أن يدعو النبي الدعوة لأهل الكساء وأنها نزلت في بيت أم سلمة .

 
التعديل الأخير:
ابن كثير

قال مسلم في صحيحه: حدثني زُهَير بن حرب، وشُجاع بن مَخْلَد جميعا، عن ابن عُلَيَّة -قال زهير: حدثنا إسماعيل بن إبراهيم، حدثني أبو حَيَّان، حدثني يزيد بن حَيَّان قال: انطلقت أنا وحُصَين بن سَبْرَةَ وعمر بن مسلم إلى زيد بن أرقم، فلما جلسنا إليه قال له حصين: لقد لقيتَ يا زيدُ خيرًا كثيرًا [رأيتَ رسول الله صلى الله عليه وسلم وسمعتَ حديثه، وغزوتَ معه، وصليتَ خلفه، لقد لقيت يا زيد خيرًا كثيرًا] ؛ حَدّثنا يا زيد ما سمعت من رسول الله صلى الله عليه وسلم. قال: يا بن أخي، والله لقد كَبرَت سِنِّي، وقدم عهدي، ونسيتُ بعض الذي كنتُ أعي من رسول الله صلى الله عليه وسلم، فما حَدّثتكُم فاقبلوا، وما لا فلا تُكَلّفونيه. ثم قال: قام فينا رسول الله صلى الله عليه وسلم يوما خطيبا بماء يدعى خُمًّا -بين مكة والمدينة -فحمد الله وأثنى عليه، ووعظ وَذَكّر، ثم قال: "أما بعد، ألا أيها الناس فإنما أنا بشر يوشك أن يأتي رسول ربي فأجيب، وأنا تارك فيكم ثقلين، وأولهما كتاب الله، فيه الهدى والنور، فخذوا بكتاب الله واستمسكوا به". فَحَثّ على كتاب الله وَرَغَّب فيه، ثم قال: "وأهل بيتي، أذَكِّركم الله في أهل بيتي، أذكِّركم الله في أهل بيتي" ثلاثا. فقال له حصين: ومن أهل بيته يا زيد؟ أليس نساؤه من أهل بيته؟ قال: نساؤه من أهل بيته، ولكن أهل بيته من حُرِمَ الصّدَقة بعده. قال: ومَنْ هم؟ قال هم آل علي، وآل عَقِيل، وآل جعفر، وآل عباس. قال: كل هؤلاء حُرِمَ الصدقة؟ قال: نعم كَبرَت سِنِّي، وقدم عهدي، ونسيتُ بعض الذي كنتُ أعي من رسول الله صلى الله عليه وسلم، فما حَدّثتكُم فاقبلوا، وما لا فلا تُكَلّفونيه. ثم قال: قام فينا رسول الله صلى الله عليه وسلم يوما خطيبا بماء يدعى خُمًّا -بين مكة والمدينة -فحمد الله وأثنى عليه، ووعظ وَذَكّر، ثم قال: "أما بعد، ألا أيها الناس فإنما أنا بشر يوشك أن يأتي رسول ربي فأجيب، وأنا تارك فيكم ثقلين، وأولهما كتاب الله، فيه الهدى والنور، فخذوا بكتاب الله واستمسكوا به". فَحَثّ على كتاب الله وَرَغَّب فيه، ثم قال: "وأهل بيتي، أذَكِّركم الله في أهل بيتي، أذكِّركم الله في أهل بيتي" ثلاثا. فقال له حصين: ومن أهل بيته يا زيد؟ أليس نساؤه من أهل بيته؟ قال: نساؤه من أهل بيته، ولكن أهل بيته من حُرِمَ الصّدَقة بعده. قال: ومَنْ هم؟ قال هم آل علي، وآل عَقِيل، وآل جعفر، وآل عباس. قال: كل هؤلاء حُرِمَ الصدقة؟ قال: نعم [ صحيح مسلم 2408]

 
البيضاوي
وتخصيص الشيعة أهل البيت بفاطمة وعلي وابنيهما رضي الله عنهما لما روي [ أنه عليه الصلاة و السلام خرج ذات غدوة وعليه مرط مرجل من شعر أسود فجلس فأتت فاطمة رضي الله عنها فأدخلها فيه ثم جاء علي فأدخله فيه ثم جاء الحسن والحسين رضي الله عنهما فأدخلهما فيه ثم قال : ((( إنما يريد الله ليذهب عنكم الرجس أهل البيت ))) ]

والاحتجاج بذلك على عصمتهم وكون إجماعهم حجة ضعيف لأن التخصيص بهم لا يناسب ما قبل الآية وما بعدها والحديث يقتضي أنهم من أهل البيت لا أنه ليس غيرهم

السراج المنير:
واختلف في أهل البيت والأولى فيهم ما قال البقاعي: إنهم كل من يكون من إلزام النبي صلى الله عليه وسلم من الرجال والنساء والأزواج والإماء والأقارب، وكلما كان الإنسان منهم أقرب وبالنبي صلى الله عليه وسلم أخص وألزم كان بالإرادة أحق وأجدر ويؤيده قول البيضاوي، وتخصيص الشيعة أهل البيت بفاطمة وعلي وابنيهما رضي الله تعالى عنهم؛ لما روي أنه عليه الصلاة والسلام خرج ذات غدوة وعليه مرط مرجل من شعر أسود، فجلس فجاءت فاطمة فأدخلها فيه، ثم جاء علي فأدخله فيه، ثم جاء الحسن والحسين فأدخلهما فيه، ثم قال: (((إنما يريد الله ليذهب عنكم الرجس أهل البيت)))

والاحتجاج بذلك على عصمتهم وكون إجماعهم حجة ضعيف.

لا أعرف إن كان ما ذكرت أجاب عن التساؤل أم لا؟
وإن كان هناك مزيد أسئلة فربما أكرر البحث حتي أقف علي غيره

 
جزاكم الله خيراً اخوتي الكرام لكن سؤالي هنا هل هناك من أستدل من علماء السنة الى أن الآية نزلت خاصة في أهل الكساء دون غيرهم ؟؟ ورجح هذا القول؟ حيث أني قرأت في كتاب الآمدي ولم أفهم من كلامة أن الآية خاصة بأهل الكساء دون غيرهم كما ذكرته الشيعة!! هذا والله أعلم ونسبت العلم إليه أسلم وجزاكم الله خيراً.
 
جزاكم الله خيراً اخوتي الكرام لكن سؤالي هنا هل هناك من أستدل من علماء السنة الى أن الآية نزلت خاصة في أهل الكساء دون غيرهم ؟؟ ورجح هذا القول؟ حيث أني قرأت في كتاب الآمدي ولم أفهم من كلامة أن الآية خاصة بأهل الكساء دون غيرهم كما ذكرته الشيعة!! هذا والله أعلم ونسبت العلم إليه أسلم وجزاكم الله خيراً.
القول بتخصيص الآية بأهل البيت قول ضعيف لا يقوم على ساق ؛ بل لم يدخل أهل البيت في الآية إلا بالأحاديث الصحيحة بينما دخول الزوجات هو دخول أولي ، وهو ما يعبر عنه أهل العلم بدخول صورة سبب النزول وهي قطعية عند الجمهور .
 
خلافنا مع الشيعة ليس في دخول علي وفاطمة والحسنين في المعنى . ولكنهم يستدلون بهذه الآية على الإمامة والعصمة. فإن إذهاب الرجس والتطهير،في نظرهم هي العصمة، فيكونون بذلك معصومين، ويكون علي معصوماً، وأيضاً الحسن والحسين وفاطمة ،حسب ادعائهم ومن خلال ذلك يدعون أنهم أولى بالإمامة من غيرهم، ثم أخرجوا فاطمة وقالوا: إن الإمامة في علي والحسن والحسين، ثم في أولاد الحسين وهكذا. .
 
معك حق أخي تيسير - يسر الله أمورك - فلا حرج - في ظني - في تفسير الآية بالحديث و يكون ذالك من باب " تفسير القرآن بالسنة الفعلية " أو يكون " تفسير معنى الآية ببعض ما تحتمله " فنحن - أهل السنة - لا ننكر فضل آل البيت و مرتبتهم لكن في نفس الوقت لا نغلوا فيهم و ندعى لهم العصمة و لا نطعن في باقى الصحابة رضي الله عنهم
 
سؤال الأخ متعلق بالآية وبهذا القول فيها بالتحديد ؛ وإلا فخلافنا مع الشيعة ليس في مسألة الإمامة وحدها ؛ بل يتعداها لمسائل عقدية كثيرة ليس هذا محل بيانها .
وأما تفسير الآية بالحديث والسنة فلا يعترض عليه لكن تفسيرها بالقرآن أولى وأقوى عند التعارض ولا تعارض هنا فأهل البيت داخلون في الآية بلا شك ؛ والزوجات داخلات دخولا أوليا .
 
بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
من باب الاستطراد:
استدلال الشيعة على العصمة بهذه الآية مبني على جعل الإرادة في قوله تعالى: (((إنما يريد الله ليذهب عنكم الرجس أهل البيت ويطهركم تطهيراً))) إرادة كونية، بمعنى أن الله قضى ذلك وشاء وقوعه، وما شاء الله كان، وعلى حسب تأويلهم تتناول الآية كل من كان من أهل البيت ولو تلبس بفسوق وعصيان.
ولكن التحقيق أن الإرادة في هذا الآية إرادة شرعية فمن امتثل أوامر الله في هذه الآية من إقامة الصلاة وإيتاء الزكاة وطاعة الله ورسوله -وغير ذلك من أوامره عز وجل- حصل له من التطهير وذهب عنه من رجس المعصية بحسب امتثاله.
فهي كقوله تعالى: (((والله يريد أن يتوب عليكم))) أي يحب ذلك ويرضاه لكم، فهي إرادة شرعية، ولو كانت إرادة كونية لحصلت التوبة على الجميع.
اللهم طهر قلوبنا وأصلح أعمالنا واختم لنا بخيرها.
 
سؤال الأخ متعلق بالآية وبهذا القول فيها بالتحديد ؛ وإلا فخلافنا مع الشيعة ليس في مسألة الإمامة وحدها ؛ بل يتعداها لمسائل عقدية كثيرة ليس هذا محل بيانها .
.
نعم أخي الفاضل ولكني احببت أن اذكر المتعلق الآخر للآية الذي يعتقده الشيعة والذي هو أخطر من اعتقادهم الأول الذي يمكن أن يتقارب مع اعتقاد أهل السنة.
 
أحبائي الأفاضل؛
شكر الله سعيكم وأنار دربكم بنوره المبين؛
ما يمنعنا القول بالعصمة لأي كان من البشر هو قوله تعالى {وَلَوْ يُؤَاخِذُ اللّهُ النَّاسَ بِظُلْمِهِم مَّا تَرَكَ عَلَيْهَا مِن دَآبَّةٍ وَلَكِن يُؤَخِّرُهُمْ إلَى أَجَلٍ مُّسَمًّى فَإِذَا جَاء أَجَلُهُمْ لاَ يَسْتَأْخِرُونَ سَاعَةً وَلاَ يَسْتَقْدِمُونَ} [النحل : 61]
{وَلَوْ يُؤَاخِذُ اللَّهُ النَّاسَ بِمَا كَسَبُوا مَا تَرَكَ عَلَى ظَهْرِهَا مِن دَابَّةٍ وَلَكِن يُؤَخِّرُهُمْ إِلَى أَجَلٍ مُّسَمًّى فَإِذَا جَاء أَجَلُهُمْ فَإِنَّ اللَّهَ كَانَ بِعِبَادِهِ بَصِيراً }[فاطر : 45]؛
ومعلوم بأن الله خص نبيه الكريم صلى الله عليه وسلم بالعصمة من الناس وفي التبليغ.
ومعلوم بأنه إن انتفت العصمة المطلقة للمخلوقات ومن جملتهم الأنبياء، تنتفي تبعا العصمة لأئمة آل البيت، ولا تبقى أقوالهم حجة وتشريعا، وطبعا من ثم يسقط المذهب الذي انبنى على أسس مغلوطة، بل كاذبة ببيان القرآن الكريم.
سلمنا بأن هذه الآية وقد جاءت لإذهاب الرجس والتطهير لآل بيت النبوة عليهم السلام، بمن فيهم من أزواج النبي فكيف بمن حضر بدر وقد قال الله فيهم :{إِذْ يُغَشِّيكُمُ النُّعَاسَ أَمَنَةً مِّنْهُ وَيُنَزِّلُ عَلَيْكُم مِّن السَّمَاء مَاء لِّيُطَهِّرَكُم بِهِ وَيُذْهِبَ عَنكُمْ رِجْزَ الشَّيْطَانِ وَلِيَرْبِطَ عَلَى قُلُوبِكُمْ وَيُثَبِّتَ بِهِ الأَقْدَامَ } [الأنفال : 11]أليس هؤلاء أغلى مكانة حيث طهرهم، وأذهب عنهم رجس الشيطان وربط على قلوبهم وثبت أقدامهم؟؛ ألم يقل الرسول صلى الله عليه وسلم في حق أحدهم [( أليس من أهل بدر ؟ فقال : لعل الله اطلع إلى أهل بدر فقال : اعملوا ما شئتم ، فقد وجبت لكم الجنة ، أو فقد غفرت لكم ) ]. فدمعت عينا عمر ، وقال : الله ورسوله أعلم .- الراوي: علي بن أبي طالب المحدث: البخاري - المصدر: صحيح البخاري - الصفحة أو الرقم: 3983 خلاصة حكم المحدث: [صحيح]
أعوذ بالله أن يكون هذا تنقيصا من شأن آل البيت النبوة، وإنما أردت بيان ما يمنّ به الله على خاصة عباده الذين زادهم تكريما وجعل سبيلنا في اتباعهم بإحسان {وَالسَّابِقُونَ الأَوَّلُونَ مِنَ الْمُهَاجِرِينَ وَالأَنصَارِ وَالَّذِينَ اتَّبَعُوهُم بِإِحْسَانٍ رَّضِيَ اللّهُ عَنْهُمْ وَرَضُواْ عَنْهُ وَأَعَدَّ لَهُمْ جَنَّاتٍ تَجْرِي تَحْتَهَا الأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا أَبَداً ذَلِكَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ } [التوبة : 100]

فهذا ما يدعونا لتعميق البحث في الموضوع، لا لنقف على جنباته. والناظر في درجات القرب يرى بأن ميز بين عباده في درجات القرب فمنهم:
- النبيون؛
- الصديقون؛
- الشهداء؛
- الصالحون
كما ميز بين أصناف من عباده فجعل منهم
- المصطفين الأخيار؛
-المطهَّرين؛
المخلَصين؛
المقربين؛
السابقين بالخيرات بإذن الله.
كما جعل الله لنا لباس يقينا الحر والقر، ولباس التقوى يقينا من أمر الله {لَهُ مُعَقِّبَاتٌ مِّن بَيْنِ يَدَيْهِ وَمِنْ خَلْفِهِ يَحْفَظُونَهُ مِنْ أَمْرِ اللّهِ إِنَّ اللّهَ لاَ يُغَيِّرُ مَا بِقَوْمٍ حَتَّى يُغَيِّرُواْ مَا بِأَنْفُسِهِمْ وَإِذَا أَرَادَ اللّهُ بِقَوْمٍ سُوءاً فَلاَ مَرَدَّ لَهُ وَمَا لَهُم مِّن دُونِهِ مِن وَالٍ} [الرعد : 11].
والناس في هذه الدرجات همم تتفاوت، وربهم عزيز وهاب لا يخيب من رجاه، وما من سبيل إلا الدعاء والضراعة، {وَاسْأَلُواْ اللّهَ مِن فَضْلِهِ إِنَّ اللّهَ كَانَ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيماً } [النساء : 32]والله يختص برحمته من يشاء، والله ذو الفضل العظيم.

جعلنا الله جميعا من أهل الرفعة والتكريم الرباني، ومنَّ علينا بعطائه العظيم.والله واسع عليم.
ولا أرى داعيا للتعريج على تفسير الشيعة لآية التطهير وما يتكلفونه فيها.حفظنا الله من التقول عليه وعلى شريعته.
 
جزاكم الله خيراً اخوتي الكرام لكن سؤالي هنا هل هناك من أستدل من علماء السنة الى أن الآية نزلت خاصة في أهل الكساء دون غيرهم ؟؟ ورجح هذا القول؟ حيث أني قرأت في كتاب الآمدي ولم أفهم من كلامة أن الآية خاصة بأهل الكساء دون غيرهم كما ذكرته الشيعة!! هذا والله أعلم ونسبت العلم إليه أسلم وجزاكم الله خيراً.
بعد بحث.. لم أقف علي شيء لأهل السنة خص الآية في أهل الكساء.
ويظهر لي من البحث ومن عدم ورود هذا الرأي- علي قدر بحثي المتواضع- من انه من تلفيق الشيعة المعتاد
فكل فرقة ضالة تحب أن تنتصر لرأيها من المذهب المخالف، علي مبدأ " وشهد شاهد من اهلها".
 
شكر الله لجميع الإخوة.
وللاستزادة يرجع إلى كتاب: (آيات آل البيت في القرآن الكريم : الدلالات والهدايات) لمنصور العيدي.​
 

جزاك الله خيرا
وهذه بعض معلومات عن الكتاب:

صدر عن موقع الدرر السنية ودار الهجرة للنشر والتوزيع كتاب:
(آيات آل البيت في القرآن الكريم: الدلالات والهدايات)
للباحث منصور بن حمد بن صالح العيدي

وأصل هذا الكتاب رسالة ماجستير تقدم بها الباحث لمسار التفسير والحديث بقسم الثقافة الإسلامية بكلية التربية بجامعة الملك سعود، وأشرف عليها الأستاذ الدكتور زيد عمر عبدالله.


وتقع الرسالة في مجلد عدد صفحاته 553 صفحة من القطع العادي. وقد تناول الباحث في بحثه الآيات القرآنية التي تعرضت لآل بيت النبي صلى الله عليه وسلم، والفهم الصحيح لهذه الآيات كما في كتب التفسير، وناقش مفسري الشيعة فيما ذهبوا بهذه الآيات إليه من الفهم الخاطئ.


http://www.alukah.net/Web/alshehry/0/27103/

وحبذا لو تفضلت بذكر أحد الكتب التي يمكن تحميلها من النت حتي نتمكن من الوصول للكتاب

بارك الله فيك
 
عودة
أعلى