سؤال في عبارة ابن عطية في المحرر الوجيز في سورة المزمل

نادية

New member
إنضم
26/02/2010
المشاركات
176
مستوى التفاعل
0
النقاط
16
بارك الله فيكم،،، قال ابن عطية في المحرر الوجيز في تفسير سورة المزمل في قوله تعالى: (وذرني والمكذبين..)قال: ويروى أنه لم يكن بين نزول هذه الآية وبين بدر إلا مدة يسيرة نحو عام وليس الأمر كذلك والتقدير الذي عضده الدليل من أخبار رسول الله صلى الله عليه وسلم يقتضي أن بين الأمرين نحو عشر سنين ولكن ذلك قليل أمهلوه اهـ
والسؤال : ما هو الدليل الذي أشار إليه ابن عطية والذي يقتضي أن بين الامرين نحو عشر سنين؟
وجزاكم الله خيراً..
 
الدليل ما أخرجه الشيخان من حديث عبد الله بن مسعود رضي الله عنه: "أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يصلي عند البيت، وأبو جهل وأصحاب له جلوس إذ قال بعضهم لبعض: أيكم يجيء بسلى جزور بني فلان فيضعه على ظهر محمد إذا سجد؟ فانبعث أشقى القوم فجاء به فنظر حتى سجد النبي صلى الله عليه وسلم ووضعه على ظهره بين كتفيه، وأنا أنظر لا أغير شيئا لو كان لي منعة، قال: فجعلوا يضحكون ويحيل بعضهم على بعض ورسول الله صلى الله عليه و سلم ساجد لا يرفع رأسه، حتى جاءته فاطمة فطرحت عن ظهره فرفع رأسه ثم قال: "اللهم عليك بقريش" ثلاث مرات، فشق عليهم إذ دعا عليهم، قال: وكانوا يرون أن الدعوة في ذلك البلد مستجابة ثم سمى: "اللهم عليك بأبي جهل وعليك بعتبة بن ربيعة وشيبة بن ربيعة والوليد بن عتبة وأمية بن خلف وعقبة بن أبي معيط"، - وعد السابع فلم نحفظه -، قال: فوالذي نفسي بيده لقد رأيت الذين عد رسول الله صلى الله عليه وسلم صرعى في القليب قليب بدر".
وليس في هذا الحديث تصريح بأن قوله تعالى: {وذرني والمكذبين أولي النعمة} قد نزلت يومها، لكن الفهم الذي فهمه ابن عطية رحمه الله مقبول وله وجاهته القوية، ودليله قول عبد الله رضي الله عنه: "فوالذى بعث محمدا - صلى الله عليه وسلم - بالحق لقد رأيت الذين سمى صرعى يوم بدر ثم سحبوا إلى القليب قليب بدر"، وهذا معنى قول الله: {ومهلهم قليلاً}، وبالفعل قد أمهلوا قليلاً، كما قال القاضي رحمه الله.
أما ما قيل بأن المدة كانت يسيرة، فهي رواية جاءت في مسند أبي يعلى عن أمنا عائشة رضي الله عنها، وهو ما تفرد بذكره الطبري في التفسير، وتابعه عليه معظم المفسرين، وما ذكره ابن عطية رحمه الله يضرب الأذهان بقوة، فيشدها إليه، ونستطيع أن نحمل كلام أمنا عائشة رضي الله عنها: "لم يكن إلا يسيرا حتى كانت وقعة بدر"، على ما فهمه ابن عطية - ولا يوجد في الرواية لفظ نحو العام -، فنستطيع أن نفهم اليسير في الرواية على ضوء القليل في قوله تعالى: {ومهلهم قليلا} وهو ما يتناسب مع أحداث السيرة، وما يقنع به العقل، وتطمئن له النفس.

 
عودة
أعلى