بل وما زال أهل العناية يحفظونها ويتلقونها جيلا بعد جيل.
وكما تعلم ويعلم كثيرون من طلبة العلم أن قراءة القرآن اليوم لا تصح إلا بما تضمنته المنظومات التالية بشروحاتها المعتمدة:
الشاطبية، وهي نظم كتاب التيسير
الدرة وهي نظم كتاب تحبير التيسير
وهما سويا ما نسميه بالعشر الصغرى.
وهذان الكتابان يدخلان بمعظم ما فيهما في العشر الكبرى إضافة لكثير من كتب القراءات والتي جمعها ابن الجزري وتلقاها عن مشايخ عصره بالسند المتصل والقراءة الكاملة ثم ضمن ما صح عنده وعلى شرط شرطه على نفسه في كتابه العظيم النشر في القراءات العشر.
ونظم ذلك في منظومته التي فاقت بشهرتها الآفاق والتي سميت بطيبة النشر في القراءات العشر.
فمكانة ما سبق أنه لا تصح القراءة اليوم إلا بما اتصل سنده بسيدنا رسول الله عن طريق القراء العشر بمضمن الكتب المذكورة. فلا يوجد اليوم من المتواتر في أي الأسانيد خارج الكتب والمنظومات السابقة.
ولم يتصل لنا فيما فوق العشر إلا الأربع الشواذ ولا يخفى اتفاق أهل العلم على حرمة التعبد إلى الله بتلاوة كتابه فيما يخرج عن دائرة العشر السابقة والتي مكانة طيبة النشر وأصلها فيها أنها أوسع الدوائر التي اتصل سندها إلى يومنا هذا.