سؤال عن معنى(نَزَّلَهُ عَلَى قَلْبِكَ)

إنضم
14/06/2010
المشاركات
159
مستوى التفاعل
0
النقاط
16
ما هو السر في التعبير بضمير الخطاب في قوله تعلى: (قل ْمَنْ كَانَ عَدُوًّا لِجِبْرِيْلَ فَإنَّهُ نَزَّلَهُ عَلَى قَلْبِكَ)مع أنَّ مقتضى السياق أن يقال:(نزله على قلبي)....؟
 
قال الإمام ابن جرير الطبري : ( قال أبو جعفر: وإنما قال جل ثناؤه: (فإنه نزله على قلبك) - وهو يعني بذلك قلب محمد صلى الله عليه وسلم، وقد أمر محمدا في أول الآية أن يخبر اليهود بذلك عن نفسه - ولم يقل: فإنه نزله على قلبي = ولو قيل:"على قلبي" كان صوابا من القول = لأن من شأن العرب إذا أمرت رجلا أن يحكي ما قيل له عن نفسه، أن تخرج فعل المأمور مرة مضافا إلى كناية نفس المخبر عن نفسه، إذ كان المخبر عن نفسه؛ ومرة مضافا إلى اسمه، كهيئة كناية اسم المخاطب لأنه به مخاطب. فتقول في نظير ذلك:"قل للقوم إن الخير عندي كثير" - فتخرج كناية اسم المخبر عن نفسه، لأنه المأمور أن يخبر بذلك عن نفسه-: و"قل للقوم إن الخير عندك كثير" - فتخرج كناية اسمه كهيئة كناية اسم المخاطب، لأنه وإن كان مأمورا بقيل ذلك، فهو مخاطب مأمور بحكاية ما قيل له. وكذلك:"لا تقل للقوم إني قائم" و"لا تقل لهم إنك قائم"، و"الياء" من"إني" اسم المأمور بقول ذلك، على ما وصفنا. ومن ذلك قول الله عز وجل: (قُلْ لِلَّذِينَ كَفَرُوا سَتُغْلَبُونَ) ...)
وانظر قريبا من هذا في الكشاف ، وغيره .
 
ما ذكره ابن جرير رحمه الله يكاد يكون منصبا على توجيه اللفظ الوارد في الاية مع بيان أن غيره وجه عربي فصيح، ومحل الإشكال عندي هو في وجه العدول عن هذا اللفظ إلى ذاك ....وقد رجعت إلى بعض التفاسير فلم أجد فيها ما يشفي الغليل،،،
 
لقد راجعت بدوري أغلب المفسرين المعتبرين من السلف ووجدتهم شبه متفقين على التوجيه الذي ذكره ابن جرير رحمه الله تعالى ؛ وأظن أن أقوال السلف تشفي الغليل منفردة فكيف بها مجتمعة .
وفق الله الجميع لما يحبه ويرضاه.
 
مهلا ياشيخ ابراهيم .... ماهذا؟؟(وأظن أن أقوال السلف تشفي الغليل منفردة فكيف بها مجتمعة )؟؟؟؟؟
 
هذا ما أدين الله تعالى به يا شيخ أحمد .
وقد قال شيخ الإسلام رحمه الله تعالى : ( {وأنزلنا إليك الذكر لتبين للناس ما نزل إليهم} [النحل: 44] .
فبين ما أنزل الله لفظه ومعناه فصار معاني القرآن التي اتفق عليها المسلمون اتفاقا ظاهرا مما توارثته الأمة عن نبيها كما توارثت عنه ألفاظ القرآن فلم يكن - ولله الحمد - فيما اتفقت عليه الأمة شيء محرف مبدل من المعاني ..)
وفق الله الجميع لما يحبه ويرضاه.
 
عفوا ..أخي.... أنا أقصد :لم تعرِّض بأخيك؟ ألأجل أن بعض كتب التفسير لم تشف له غليلا؟ ألا يجوز أن تكون المسألة من باب(وجرين بهم بريح طيبة) وقد أفاض أهل العلم بالتفسير في بيان السر الذي لأجله عدل عن التعبير ب(وجرين بكم)
 
عفوا : أخي الكريم ؛ فلم أفهم وجه اعتراضك ..
وأقول لك إن كلامي ليس تعريضا بك حاشا وكلا ؛ وإنما أردت من خلاله البيان أن المعنى الذي تتابع عليه أئمة التفسير من الصعب الاعتراض عليه ؛ فينبغي لطالب العلم محاولة تفهمه ما وجد إلى ذلك سبيلا ؛ لأن الحق لا يمكن أن يخرج عن أقوالهم ألبتة.
وأكرر اعتذاري إن كنت فهمت من ذلك تعريضا ؛ فو الله ليس بقصد لي .
وفق الله الجميع لما يحبه ويرضاه.
 
ما هو السر في التعبير بضمير الخطاب في قوله تعلى: (قل ْمَنْ كَانَ عَدُوًّا لِجِبْرِيْلَ فَإنَّهُ نَزَّلَهُ عَلَى قَلْبِكَ)مع أنَّ مقتضى السياق أن يقال:(نزله على قلبي)....؟
لا أظن السياق يقتضي ما ذكرت ، بل يقتضي العكس ، ربما يصح ما ذكرت لو أن الآية بدون قل.
والله أعلم.
 
محاولة لإزالة الإشكال

محاولة لإزالة الإشكال

قال تعالى :
{قلْ مَنْ كَانَ عَدُوًّا لِجِبْرِيلَ فَإِنَّهُ نَزَّلَهُ عَلَى قَلْبِكَ بِإِذْنِ اللَّهِ مُصَدِّقًا لِمَا بَيْنَ يَدَيْهِ وَهُدًى وَبُشْرَى لِلْمُؤْمِنِينَ }
أي: قل-أيها الرسول- لليهود حين قالوا: إن جبريل هو عدونا من الملائكة : من كان عدوًا لجبريل فإنه نزَّل القرآن على قلبك بإذن الله مصدِّقًا لما سبقه من كتب الله ، وهاديا إلى الحق، ومبشرا للمصدقين به بالجنة.
والله تعالى أعلم بمراده
 
عودة
أعلى