سؤال عن معنى (عسى) في :( توبوا إلى الله توبةً نصوحاً عسى ربكم .. الآية)

أبو المنذر

New member
إنضم
12/06/2003
المشاركات
66
مستوى التفاعل
0
النقاط
6
يقول الحق تبارك وتعالى " ياايها الذين آمنوا توبوا الى الله توبة نصوحا عسى ربكم ان يكفر عنكم سيئاتكم ...... الايه "

ما دامت التوبة نصوح فلماذا يأتي التعبير القرآني ب " عسى "

ومثلها " لعلكم تفلحون " في ايات اخرى لماذا لا يكون الفلاح يأتي بصيغة التأكيد على ان الايات تشترط التوبة النصوح

وهي إن تحققت كانت مقبولة كما اخبر هو سبحانه وتعالي بذلك .

" ربنا لا تزغ قلوبنا بعد اذ هديتنا وهب لنا من لدنك رحمة إنك انت الوهاب "
 
قال ابن عاشور – رحمه الله – في "التحرير والتنوير " (28/ 369):
" والرجاء المستفاد من فعل (عسى) مستعمل في الوعد الصادر عن المتفضل على طريقة الاستعارة وذلك التائب لا حق له في أن يعفى عنه ما اقترفه لأن العصيان قد حصل وإنما التوبة عزم على عدم العودة إلى الذنب ولكن ما لصاحبها من الندم والخوف الذي بعث على العزم دل على زكاء النفس فجعل الله جزاءه أن يمحو عنه ما سلف من الذنوب تفضلاً من الله فذلك معنى الرجاء المستفاد من (عسى). " اهـ
 
رد على المشاركه

رد على المشاركه

جزاك الله خيرا أخي عمار الخطيب

وحبذا لو اكملت لنا الجزء المتبقي من قوله تعالى " لعلكم تفلحون "

مع جزيل الشكر والإمتنان
 
قال الآلوسي في روح المعاني عند قوله تعالى :
{ عَسَىٰ رَبُّكُمْ أَن يُكَفّرَ عَنكُمْ سَيّئَـٰتِكُمْ وَيُدْخِلَكُمْ جَنَّـٰتٍ تَجْرِي مِن تَحْتِهَا الأنهار}
قيل: المراد أنه عز وجل يفعل ذلك لكن جيء بصيغة الأطماع للجري على عادة الملوك فإنهم إذا أرادوا فعلاً قالوا: { عَسَى } أن نفعل كذا، والإشعار بأن ذلك تفضل منه سبحانه والتوبة غير موجبة له، وإن العبد ينبغي أن يكون بين خوف ورجاء. اهـ

أما بشأن ( لعلكم تفلحون )فلعلك تستفيد مما سأنقله لك من تفسير القرطبي بشأن :(لعلكم) في قوله تعالى :
{يا أيها الناس اعبدوا ربكم الذي خلقكم والذين من قبلكم لعلكم تتقون}البقرة : 21.
قوله تعالى: "لعلكم تتقون" "لعل" متصلة باعبدوا لا بخلقكم، لأن من ذرأه الله لجهنم لم يخلقه ليتقي. وهذا وما كان مثله فيما ورد في كلام الله تعالى من قوله: "لعلكم تعقلون، لعلكم تشكرون، لعلكم تذكرون، لعلكم تهتدون" فيه ثلاث تأويلات:

الأول: أن "لعل" على بابها من الترجي والتوقع، والترجي والتوقع إنما هو في حيز البشر، فكأنه قيل لهم: افعلوا ذلك على الرجاء منكم والطمع أن تعقلوا وأن تذكروا وأن تتقوا. هذا قول سيبويه ورؤساء اللسان قال سيبويه في قوله عز وجل: "اذهبا إلى فرعون إنه طغى، فقولا له قولا لينا لعله يتذكر أو يخشى" [طه: 43 - 44] قال معناه: اذهبا على طمعكما ورجائكما أن يتذكر أو يخشى. واختار هذا القول أبو المعالي.

الثاني: أن العرب استعملت "لعل" مجردة من الشك بمعنى لام كي. فالمعنى لتعقلوا ولتذكروا ولتتقوا، وعلى ذلك يدل قول الشاعر:
[align=center]وقلتم لنا كفوا الحروب لعلنا نكف ووثقتم لنا كل موثق
فلما كففنا الحرب كانت عهودكم كلمع سراب في الملا متألق[/align]

المعنى: كفوا الحروب لنكف، ولو كانت "لعل" هنا شكاً لم يوثقوا لهم كل موثق، وهذا القول عن قطرب والطبري.

الثالث: أن تكون "لعل" بمعنى التعرض للشيء، كأنه قيل: افعلوا متعرضين لأن تعقلوا، أو لأن تذكروا أو لأن تتقوا. والمعنى في قوله "لعلكم تتقون" أي لعلكم أن تجعلوا بقبول ما أمركم الله به وقاية بينكم وبين النار.اهـ
والله تعالى أعلم.
 
مما أذكره في مثل هذه الآيات: عسى ربكم ، لعلكم تفلحون ، لعلكم تتقون ... ونحوها : عسى ولعل في كلام الله واجبة فليست للترجي كما في كلام البشر بل فضل من الله أوجبه على نفسه سبحانه.

وبالتأمل في الآيات تعرف ذلك.
 
إن قوله تعالى عسى ربكم ، لعلكم تفلحون ، لعلكم تتقون ... ونحوها - كما ذكر الأخ الجعفري بارك الله في الجميع

هي من الله واجبة وهي مثل قوله تعالى (( قد يعلم الله المعوقين منكم والقائلين ... )) الآية وقوله (( قد يعلم الله الذين يتسللون منكم لواذا ... ))

فعلم الله متحقق وواقع ولا يشك في ذلك إلا مرتاب .

والله أعلم
 
رد على المشاركه

رد على المشاركه

جزاكم الله خيرا واجزل لكم المثوبه إخواني الكرام

اللهم فقهنا فالدين وعلمنا التأويل
 
ان كانت لعل للوجوب فى كلام الله فهل تذكر فرعون أو خشى " فقولا له قولا لينا لعله يتذكر أو يخشى "؟!اذن هى من جملة الأمر لهما أن تكون نيتهما وقصدهما ورجاءهما أن يتذكر ولعل المحاورة التى دارت بينه وبين الكليم أوضحت كم كان قول الكليم لينا ولم يدخل فى جدال وذكره بنعم الله وما يرجى منه تحقق الخشيه
وفيما نقله الأخ عن القرطبى كثير فائدة .ورأى سيبويه فى آية "اذهبا الى فرعون "أرى أنه صحيح ,ولكن ليس فى القرآن مايدلل به على مذهبهم الثانى "أنها بمعنى لام كى"
وربما بقى رأي أنها دعوة للمداومة والاستمرار فلا تستكثر طاعة ولا تستحقر معصية وأيضا لا تمل ولاتمن ولاتقنط ولا تيأس ..فهى مثابره ومجاهدة . فهى أفادت أنه متصل يتواصل فعل العبد عليه ذاهبا الى ربه جل وعلى وكل منا له درجة يصلها
والنموذج العملى فيما قاله الكليم لفرعون ,وانظر اللينفى قول الكليم "وانى لأظنك يا فرعون مثبورا"فلم يقل له انى متأكد أو ماشابه وبل مازال عند حدود القول اللين ,اذن لعل أفادت الدوام على الأمر ودوام الرجاء .والله أعلم
ويبقى سؤال عن المغفرة وتكفير الذنب وهل أيهما يكون فى الدنيا . فلو أن مفسدا أفسد مثلا تسبب فى تلوث بيئته ثم تاب عن الفعل المسبب لهذا فهل يمحو الله ما أفسده .؟وكذلك معاقر خمر كاد أن يمرض بسبها ثم تاب هل يمحى مرضه ؟وهو هو نفس الشيء بالنسبه للمعاصى فالذنب ينكت نكتة سوداء فى القلب فهل تمحوها التوبة وما يسمى هذا المحو :كفر الله ذنبه أم غفره أم عفا عنه أم بدله حسنات ؟وجزاكم الله خيرا
 
بلنسبة ل(عسى ولعلَّ) فمن الخطإ ما يطلقه بعض العلماء وطلبة العلم من أنها واجبة التحقق في كلام الله تعالى, لكنَّ الصحيح - والعلم عند الله تعالى - أن يفرق بينهما فيقال:
إن ( لعل) لا تعني في كلام الله تعالى وجوب التحقق, واستُـدل على ذلك بما أورده أخونا الفاضل:مصطفى سعيد من أن فرعون لم يتذكر ولم يخشَ والله قال (لعله يتذكر أو يخشى) ويضاف إليه أن الله قال لنبيه:{ وأنزلنا إليك الذكر لتبين للناس ما نزل إليهم ولعلهم يتفكرون} فلم يتفكر كثير من الناس بهذا الإنزال بل أعمى الله أبصارهم وبصائرهم جل جلاله, وقال تعالى {ولقد ضربنا للناس في هذا القرآن من كل مثل لعلهم يتذكرون} ولم تغنِ تلك الأمثلة شيئا عن فئام من خلق الله بل لم يعوها ولم تنتفع أسماعهم بضربها لهم وقال تعالى {وما نريهم من آية إلا هي أكبر من أختها وأخذناهم بالعذاب لعلهم يرجعون} وما رجع قوم موسى عن كفرهم إلى غير ذلك من نظائر هذه الآيات في القرآن,وهذا لا ينفي وجوب التحقق في بعض المواضع كقول الله تعالى (وليؤمنوا بي لعلهم يرشدون) ولا ريب أن من آمن ابلله تعالى واستجاب له فقد رشد واهتدى لا محالة.

أما عسى فلا يتخلف-فيما أعلم - كونها متحققة الوقوع وواجبتـَه في القرآن الكريم ولا يتخلف ذلك في مواردها في القرآن, وهنا نكتة أشار لها صاحب {زاد المسلم فيما اتفق عليه البخارى ومسلم } الإمام محمد حبيب الله بن مايابى الشنقيطي في مقدمة كتابه عند قول كلامه عن طبقات الصحابة وحديثه عن أهل بدر وقول رسول الله صلى الله عليه وسلم لعمر (وما يدريك أن الله اطلع على أهل بدر..)الحديث
إذ يقول ما معناه-وأرجو الرجوع لكلام الشيخ هناك نظراً لبعدي عنه زمناً ومكاناً فربما داخل نقلي عنه وهمٌ أو نسيان- :إن سبب التفريق بين لعل وعسى وجعل عسى متحققة الوقوع ولعل غير متحققة الوقوع أن لعل لم تجء مضافة إلى الله في القرآن (لعل الله) بل تضاف دائما إلى الخلق (لعله - لعلهم - لعلكم - لعلنا) , وعسى على العكس من ذلك لا تضاف إلا إلى الله (عسى ربكم أن يرحمكم - عسى الله أن يجعل بينكم وبين الذين عاديتم منهم مودة - عسى ربي أن يؤتين خيراً من جنتك ويرسل عليها حسباناً من السماء -عسى الله أن يكف بأس الذين كفروا - ) أو تجرد من الإضافة كلياً (عسى أن يكون قريباً) .
والله تعالى أعلم ونسبة العلم إليه أحكم وأسلم
 
بلنسبة ل(عسى ولعلَّ) فمن الخطإ ما يطلقه بعض العلماء وطلبة العلم من أنها واجبة التحقق في كلام الله تعالى, لكنَّ الصحيح - والعلم عند الله تعالى - أن يفرق بينهما فيقال:
إن ( لعل) لا تعني في كلام الله تعالى وجوب التحقق
أما عسى فلا يتخلف-فيما أعلم - كونها متحققة الوقوع وواجبتـَه في القرآن الكريم ولا يتخلف ذلك في مواردها في القرآن
:إن سبب التفريق بين لعل وعسى وجعل عسى متحققة الوقوع ولعل غير متحققة الوقوع أن لعل لم تجء مضافة إلى الله في القرآن (لعل الله) بل تضاف دائما إلى الخلق (لعله - لعلهم - لعلكم - لعلنا) , وعسى على العكس من ذلك لا تضاف إلا إلى الله (عسى ربكم أن يرحمكم - عسى الله أن يجعل بينكم وبين الذين عاديتم منهم مودة - عسى ربي أن يؤتين خيراً من جنتك ويرسل عليها حسباناً من السماء -عسى الله أن يكف بأس الذين كفروا - ) أو تجرد من الإضافة كلياً (عسى أن يكون قريباً) .
والله تعالى أعلم ونسبة العلم إليه أحكم وأسلم

بل جاءت لعل مضافة إلى الله أخي في قوله تعالى :
( يا أيها النبي إذا طلقتم النساء فطلقوهن لعدتهن وأحصوا العدة واتقوا الله ربكم لا تخرجوهن من بيوتهن ولا يخرجن إلا أن يأتين بفاحشة مبينة وتلك حدود الله ومن يتعد حدود الله فقد ظلم نفسه لا تدري لعل الله يحدث بعد ذلك أمراً ) الطلاق :1

فما توجيه الآية إذن ؟؟
 
بارك الله فيك يا شيخ محمد على هذا التذكير فهذا الموضع غاب عني تماماً , وهو الوحيد في القرآن ولا تنافي بينه وبين ما ذُكر ويقال إذاً الأغلب إضافة (لعل) إلى المخلوقين, وحتى في هذا الموضع أيضاً فليست متحققة الوقوع لأن الأمر هنا هو الرغبة في مراجعة الزوج وترك عزيمة فراقها , وهذا غير متحقق دائماً, لأن هناك من يراجع وهناك من يفارق إلى أبد, وكل خطإ يرد على ما كتبتُ فهو علي لا على من نقلتُ عنه لبعدي عن المصدر كما سبق وأشرت إلى ذلك,والله تعالى أعلم وشكر الله لكم..
 
أولاً: أستغفر الله ربي وأتوب إليه وأعتذر لإخوتي الأعضاء والقراء عما حصل مني من وهمٍ فيما كتبتُ سابقاً في النقل عن الإمام محمد حبيب الله بن مايابى الشنقيطيصاحب زاد المسلم , والحقيقة أن الكلام ليس له بل لأخيه الإمام محمد الخضر بن مايابى الشنقيطي – رحم الله الجميع-
و(عسى) أن يشفع لي كون الكتابين أخوين والمؤلفين رحمهما الله كذلك , فأخوة الكتابين في كون زاد المسلم شرحاً للمتفق عليه عند البخاري ومسلم وكوثر المعاني الدراري هو في كشف خبايا صحيح البخاري فقط,أما أخوة الإمامين المؤلفين فنسبية ظاهرة, والعبرة بالفائدة المنشودة من النقل عن أي منهما.
قال : الإمام المحدث العلامة محمد الخضر الجكني الشنقيطي في كتابه كوثر المعاني الدراري في كشف خبايا صحيح البخاري مانصه:
( فرق السهيلي بين الترجي في كلام الله تعالى ب(لعل) و(عسى) فقال:
إن الترجي بعسى واجب الوقوع وب (لعل) ليس كذلك , ونصُّه عند الكلام على آية (عسى الله أن يتوب عليهم) في توبة أبي لبابة في غزوة بني قريظة.

فإن قيل:إن القرآن نزل بلسان عربي مبين وليست عسى في كلام العرب بخبر ولا تقتضي وجوباً,فكيف تكون واجبةً في القرآن وليس بخارج عن كلام العرب..؟
وأيضاً فإن (لعل) تعطي معنى الترجي وليست من الله واجبة فقد قال في سورة إبراهيم (لعلهم يشكرون) فلم يشكروا, وقال في (لعله يتذكر أو يخشى ) طه, فلم يتذكر ولم يخشفما الفرق بين لعل وعسى حتى صارت عسى واجبة.؟

قلنا: (لعل) تعطي الترجي وذلك الترجي مصروف إلى الخلق , وعسى مثلها في الترجي وتزيد عليها بالمقاربة , ولذلك قال: (عسى أن يبعثك ربك مقاماً محموداً) ومعنى الترجي مع الخبر بالقرب كأنه قال: قرُب أن يبعثك ربك مقاماً محموداً, فالترجي مصروف إلى العبد كما في (لعل) ,والخبر عن القرب والمقاربة مصروف إلى الله تعالى وخبره الحق ووعده حتم فما تضمنه من الخبر فهو الواجب دون الترجي الذي هو محال على الله تعالى ومصروف إلى العبد , وليس في-لعل – من تضمن الخبر مثلما في عسى فمن ثَم كانت – عسى – واجبة الوقوع إذا تكلم ولم تكن – لعل – كذلك .
قال الشيخ محمد الخضر: وهو كلام تشد له الرحال مبين عدم الإطلاق الوارد من العلماء في كون الترجي في كلام الله تعالى للوقوع, فإنه بين اختصاص ذلك بعسى دون لعل وأظهرَ الفرق الواضح.
 
عودة
أعلى