أولاً: أستغفر الله ربي وأتوب إليه وأعتذر لإخوتي الأعضاء والقراء عما حصل مني من وهمٍ فيما كتبتُ سابقاً في النقل عن الإمام محمد حبيب الله بن مايابى الشنقيطيصاحب زاد المسلم , والحقيقة أن الكلام ليس له بل لأخيه الإمام محمد الخضر بن مايابى الشنقيطي – رحم الله الجميع-
و(عسى) أن يشفع لي كون الكتابين أخوين والمؤلفين رحمهما الله كذلك , فأخوة الكتابين في كون زاد المسلم شرحاً للمتفق عليه عند البخاري ومسلم وكوثر المعاني الدراري هو في كشف خبايا صحيح البخاري فقط,أما أخوة الإمامين المؤلفين فنسبية ظاهرة, والعبرة بالفائدة المنشودة من النقل عن أي منهما.
قال : الإمام المحدث العلامة محمد الخضر الجكني الشنقيطي في كتابه كوثر المعاني الدراري في كشف خبايا صحيح البخاري مانصه:
( فرق السهيلي بين الترجي في كلام الله تعالى ب(لعل) و(عسى) فقال:
إن الترجي بعسى واجب الوقوع وب (لعل) ليس كذلك , ونصُّه عند الكلام على آية (عسى الله أن يتوب عليهم) في توبة أبي لبابة في غزوة بني قريظة.
فإن قيل:إن القرآن نزل بلسان عربي مبين وليست عسى في كلام العرب بخبر ولا تقتضي وجوباً,فكيف تكون واجبةً في القرآن وليس بخارج عن كلام العرب..؟
وأيضاً فإن (لعل) تعطي معنى الترجي وليست من الله واجبة فقد قال في سورة إبراهيم (لعلهم يشكرون) فلم يشكروا, وقال في (لعله يتذكر أو يخشى ) طه, فلم يتذكر ولم يخشفما الفرق بين لعل وعسى حتى صارت عسى واجبة.؟
قلنا: (لعل) تعطي الترجي وذلك الترجي مصروف إلى الخلق , وعسى مثلها في الترجي وتزيد عليها بالمقاربة , ولذلك قال: (عسى أن يبعثك ربك مقاماً محموداً) ومعنى الترجي مع الخبر بالقرب كأنه قال: قرُب أن يبعثك ربك مقاماً محموداً, فالترجي مصروف إلى العبد كما في (لعل) ,والخبر عن القرب والمقاربة مصروف إلى الله تعالى وخبره الحق ووعده حتم فما تضمنه من الخبر فهو الواجب دون الترجي الذي هو محال على الله تعالى ومصروف إلى العبد , وليس في-لعل – من تضمن الخبر مثلما في عسى فمن ثَم كانت – عسى – واجبة الوقوع إذا تكلم ولم تكن – لعل – كذلك .
قال الشيخ محمد الخضر: وهو كلام تشد له الرحال مبين عدم الإطلاق الوارد من العلماء في كون الترجي في كلام الله تعالى للوقوع, فإنه بين اختصاص ذلك بعسى دون لعل وأظهرَ الفرق الواضح.