لابن عرفة تفسير بروايتين :
الأولى رواية تلميذه البسيلي ، وقد أضاف البسيلي إلى كلام شيخه شيئًا كثيرًا نقله من تفاسير متعدده ، حتى ضاع بذلك أثر ابن عرفة في هذه الرواية ، وصار تفسيرًا للبسيلي ، وقد طُبِع هذا التفسير بعنوان التقييد الكبير في تفسير القرآن المجيد ، حققه الدكتور عبد الله بن مطلق الطوالة ، وقد كان تحقيقه إلى سورة آل عمران .
الثانية : برواية تلميذه الأبي ، وهي أنفس من تقييد البسيلي لأن فيها نقلاً لما كان يدور في مجلس التفسير من شرحٍ لابن عرفة ، ومن اعتراضات الطلاب وأسئلتهم ، وقد طُبع من هذه الرواية ـ فيما أعلم ـ جزء بتحقيق الدكتور حسن المناعي ، وقد طبعه في جزئين ، وهو شامل لسورة الفاتحة والبقرة فقط .
وياليتك تذكر المعلومات عن هذا المخطوط .
[align=center]بسم اللله الرحمن الرحيم[/align]
أما بعد: فإن إطلاق نسبة التفسير إلى ابن عرفة الورغمي التونسي دون تحديد الرواية أمر يعوزه التحقيق ، من حيث إن مقيدات التفسير عنه تنحصر فيما نقل بين ثلاثة من كبار تلاميده وهم على الولاء:
- الشريف السلاوي.
- ثم الأبي.
- ثم البسيلي.
فأما تقييد السلاوي فقد كان إلى حد قريب في حكم الضائع ، بيد أنني بتوفيق من الله كنت مجدوداً في العثور على قطعة صالحة منه هي الأقدم فيما هو معروف من نسخ تقييدات ابن عرفة برمتها.
وأما تقييد الأبي فنسخه معلومة لعل أوثقها وأجملها نسخة دار الكتب الوطنية التونسية ، وقد طبع منه جزء يسير من سورة البقرة بتحقيق د المناعي. وياتي بعد تقسير البسيلي، ولم يأخد بإخد صاحبيه ، فقد صنف كتابين اثنين ، يأتي الصغير منهما في نحو سدس الكبير ، بيد أنه ينفرد عنه بزوائد ونكت ، فلا يكون مختصراً له بحق ، فأما الكبير فقد حقق منه د.الطوالة الزهراوين ، وهو مطبوع ، وأما النكت والتنبيهات الصغرى فقد حققتها - لله المنة- برسم أطروحة الدكتوراه من دار الحديث الحسنية للدراسات الإسلاميى العليا ، بالرباط، تحت إشراف فضيلة الدكتور عباس الجراري، عن ثلاث نسخ ، فجاءت تقديماً ونصاً وفهارس في نحو 900 صفحة بخط دقيق ، والله المسؤول أن ينفع به ، وأن يعينكم على ما يحبه ويرضاه ، وتقبلوا فائق التقدير والآحترام ، ومزيد التجلة والإكرام ، والسلام.
تنبيه: تأتي يعض الكلمات مهملة الدال ، والصواب إعجامها ، والعلة عدم وجود الدال المعجمة فيما بين يدي من حروف ، فوجب التنويه.
الدكتور محمد الطبراني / حياك الله في ملتقى أهل التفسير ، وأشكرك على هذه المعلومات المفيدة .
وأتمنى إن كان في وقتك فسحة أن تذكر لنا في نقاط موجزة ما تتميز به ( النكت والتنبيهات الصغرى ) ، وأسأل الله لي ولكم التوفيق .
بسم الله الرحمن الرحيم.
أما بعد: فإن ’’نكت وتنبيهات في تفسير القرآن المجيد‘‘ (التقييد الصغير)، ليس اختصارا بقدر ما هو انتقاء وانتخاب من الكبير، مع زوائد تتخلله في تضاعيف الكتاب برمته، وقد جعل المؤلف وكده فيه، تغيي المقاصد التالية:
-الاهتبال بمشكل التفسير وتوجيه المتشابه، ومن ثم لم يكن بدعا من القول عده من كتب هدا الفن، يكاتفها ويصافها.
-تصيد دقائق التفسير ولطائفه المنضبطة بضوابط اللغة وقواعد الشرع، مما تحتمله آيات الكتاب من دون إيغال في إعمال العقل، ولا إلباس في معاني الدكر، ولا شطح يحيل معاني كتاب الله عن مهيعها الواسع، وطريقها اللاحب.
-تعقب أقوال الأئمة في التفسير، من ضريب ابن عطية والزمخشري والفخر وأبي حيان، عاضدا أو منتقدا أو مستدركا، غير هياب ولا متردد.
-استفادته القصوى من جميع حقول المعرفة الإسلامية في تفسير كتاب الله، فلم يجد غضاضة في الاستعانة بالمنطق المدرسي أو الرياضيات ومبادئ الهندسة حتى، مع ما انضاف إلى دلك من تورك على مسائل النحو والبلاغة، وقصد قاصد إلى الرد على طوائف المبتدعة من المعتزلة والكرامية خصوصا ومن دونهم.
وليست هده العجالة بمغنية عن إجالة النظر في الكتاب، إد ما دكرته ليس غير صوى للشادي، درأني إلى زبره دعوى كريمة إجابتها لازبة، والله المستعان.
بالنسبة لرواية الأبي التي أشار إليها الأخ الفاضل د . مساعد الطيار ، والأخ الفاضل د . الطبراني ، موجودة كاملة في دار الكتب الوطنية بتونس ، وقد حقق الدكتور الفاضل حسن المناعي جزئين منها وهي رسالته العلمية ، وأظن أن أجزاءً أخرى وُزعت على طلبة في الكلية الزيتونية بتونس قديماً الجامعة الزيتونية الآن ، لكن أصحابها لم ينشطوا لطباعة ما يخصهم .
التقيت مؤخرا صاحب دار ابن حزم.. وسألته عن نبأ طباعة تقييد الأبي لتفسير الإمام ابن عرفة بمؤسسته.. فقال إنه ينتظر فقط الجزء الأخير من التحقيق وهو عند باحث يعيش ببلجكا لم يتيسر له إتمام التحقيق.. أما باقي الأجزاء فالأول كما هو معلوم من الفاتحة إلى آخر سورة البقرة حققه الدكتور حسن المناعي.. ومن آل عمران إلى الأنعام جلال الدين علوش.. ثم إلى سورة الكهف محمد حوالة.
وبالتقييد نكت ومباحث لا تكاد توجد في أي من التفاسير...
أبا عبيدة
السلام عليكم ، وكل عام وأنتم بخير .
هل من جديد عن طباعة تفسير ابن عرفة برواية الأبي ؟
والإخوة الذين يدرسون في الدراسات العليا بقسم القرآن وعلومه بكلية أصول الدين بجامعة الإمام ليتهم يسألون الدكتور حسن المناعي ، فهو يدرسهم الآن ـ كما أعلم ـ في التفسير .
سأصارحك أخي مساعد بما عندي:
الذي أتمناه أن لا يصدر هذا التقييد بتحقيق الدكتور المناعي لكونه مليئا بالأخطاء سواء في المقارنة أو في الترجيح والاختيارات.
وقد نبهت صاحب دار ابن حزم لذلك لكنه تاجر لا يهمه التحقيق العلمي بقدر ما يهمه إضافة عنوان جليل كتفسير الإمام ابن عرفة.
وعموما.. فطباعته متوقفة - كما أخبرني - على إنهاء تحقيق القسم الأخير من التقييد.. والظاهر أن محقق ذلك القسم تأخر عن إتمام عمله.
ثم إني لا أقلل من عمل الدكتور المناعي حفظه الله تعالى.. ولكن أقول: يجب أن يراجع تحقيقه قبل نشره.
ولعلي أطرح بعض الأخطاء في عمله إن كان في ذلك الطرح فائدة في إخراج التقييد.. وإلا فإعادة تحقيقنا للكتاب جارية والحمد لله تعالى..
أخي الفاضل أبا عبيدة
لا أرى عيبًا في كون تحقيق فلان فيه نقص ، فلم يزل هذا شأن المحققين في اختلافهم في قراءة النص ، إلا إذا بلغ سوءًا في التحريف فذلك أمر آخر .
ولعل الأمر ـ وأنت به أخبر ـ لا يخرج عن الود بيننا في الاستدراكات ، فليس الواحد منا شمسًا تشرق على جميع المعلومات فلا تغيب عنه ، والنقص من طبيعة البشر ، وحينما نستدرك ونحفظ الود لمن سبقنا فإن هذا هو المنهج الأحسن والأسلم ، وأنتم أهل لذلك إن شاء الله .
وكم أتمنى أن يخرج هذا التفسير لما فيه من النفائس الدقيقة ، وإن كان ابن عرفة ـ رحمه الله ـ حشد فيه بعض المباحث العقلية التي لا يحتاج إليها المفسرون ، لكن ، لكل وجهة هو موليها ، فجزاه الله عنا خيرًا فيما نفع به وأفاد ، وأسكنه فسيح جناته .
لا شك أن كلامكم عين الصواب، وأن هذا المنهج المذكور هو طريق السداد.. ولا نريد الانتقاص من شأن الدكتور المناعي حفظه الله تعالى. لكن شأن المحقق والإنسان بصفة عامة الميل إلى الكمال، سيما في مثل هذه الأعمال.
وأزيد فأقول: لقد جعل الإمام ابن عرفة من أهم وضائف المفسر استنباط المعاني الدقيقة في أصول الدين من كتاب الله تعالى.. وتلك المباحث لا تنفك عن الخوض في المباحث العقلية لبيان الحق فيها من الباطل.. فالكتاب أصلا هو الآمر بالتفكر والتعقل والتدبر.. ولعلي لا أجانب الصواب إن قلت بأن جانبا كبيرا من أخطاء المحقق كانت نتيجة جهله بالمباحث العقدية على المناهج العقلية..
أما القول بأن المفسرين لا يحتاجون إلى المباحث العقلية.. فذلك ليس على إطلاقه.. فتلك الحاجة مرتبطة وجودا وعدما بمنهج المفسر.. ويندر وجود تفسير معتبر لا يوجد فيه الكلام على مباحث في أصول الدين.. ويندر وجود تفسير تتناول فيه مباحث في أصول الدين دون تناول المباحث العقلية.. فكلاهما مرتبط بالآخر طردا وعكسا.. والله تعالى أعلم.
وعلى كل حال.. فيجمعنا الشوق لظهور هذا التقييد المبارك.. لدراسته على صفحات هذا المنتدى الطيب.. مع الأفاضل أمثالكم..
أخي الكريم صادق
أنا أخوك المشرقي لا أعترض على كل المباحث العقلية في الكتاب ، ومن خلال نظري في الكتاب هناك مباحث عقلية محلها كتب الاحتجاج للاعتقاد وكتب الفلسفة والمنطق .
أما الاجتهاد العقلي في استخراج لطائف الكتاب العزيز ، ونفائس درره فهذا لا نختلف عليه أبدًا ، وأرجو أن يكون مقصودي صوابًا واضحًا .