سؤال عن لفظ ( سعوا ) في سورة الحج بألف وفي سورة سبأ بدونها ، ما العلة ؟

إنضم
10/04/2004
المشاركات
1
مستوى التفاعل
0
النقاط
1
قال تعالى : و الذين سعوا في اياتنا ............. الاية هذه من سورة الحج و مثلها في سورة سبأ لكن اختلف الرسم
( سعو ) بدون الف فما السبب في الحذف هنا و اثبات الخط هناك
 
أخي الكريم أبو البراء
إن هذه المسألة تندرج تحت مسألة أكبر منها ، وما هي إلا مثال لتلك المسألة الكبرى ، وهي أن اختلاف الرسم في المصحف الواحد أو في المصاحف العثمانية المتعددة يرجع إلى اختلاف التنوع في الرسم ،وهذا الاختلاف قد يكون وراءه علة ظاهرة مرتبطة بالقراءة ، وقد لا يكون وراءه علة ظاهرة ، فيكون من باب اختلاف التنوع فقط .
وهذه المسألة مبنية على أنَّ في الرسم الذي أجمع عليه الصحابة ما لا تظهر له علته ، ومنه ما كُتب على رسم واحد وقرئ بأكثر من وجه ، فإذا أخذنا الرسم من هذا الباب ( أي : اختلاف تنوع الرسم ) بان كثيرٌ مما وقع فيه المشكل فيما يتعلق برسم المصحف .
والمسألة تحتاج إلى بحث واستقصاء واستقراء ، وإني أطرح إليك ما تميل إليه النفس الآن من ظوتهر الاختلاف في الرسم .
وأقول : إن الاختلاف الواقع في سؤال من باب اختلاف التنوع في الرسم فحسب ، ولا يلزم أن توجد علة خاصة لحذف الألف التي وقع حذفها في أمثلة أخرى ، والله أعلم .
ولعل الله ييسر بيان هذه المسألة بمزيد من الأمثلة والتوضيح ، فأسألكم لي الدعاء لبيان ذلك ، والله الموفق .
 
ما في سورة الحج

1.png


1.png




ما في سورة سبأ
1.png


1.png
 
بسم الله الرحمن الرحيم

أخي الفاضل، مسألة خط المصحف مما اختلف فيه أهل العلم فبعضهم يرى أن في بعضه اجتهاد من الصحابة وفريق يراه كله مرفوعا للنبي صلى الله عليه وآله وسلم، وفي هذا حديث زيد رضي الله عنه أنه كان يكتب بين يدي النبي صلى الله عليه وآله وسلم وأن كان يعرض عليه فإن كان فيه سقط أقامه، وفي المجمع أن رجاله ثقات. ثم كان هو الذي تولى الكتابة وكان لا يقبل شيئا حتى يشهد عدلان أنه كتب بين يدي النبي صلى الله عليه وآله وسلم
وما كان فعل الصحابة رضي الله عنهم إلا استنساخ ما كتب بين يديه صلى الله عليه وآله وسلم والأدلة قوية في هذا الرأي. وما قيل عن التابوت والتابوه فهي رواية مرسلة.

وعلى أي حال:

فمن فوائد علم الخط أن ثواب قراءة الآيات تكون على ما كتب ورسم من الأحرف لا ما نطق
أما النطق فله ثوابه كالإتيان بالمدود على وجهها، والترسل وإتقان الترتيل ونحو ذلك مما له بحثه.

ومرجع هذا القول هو قوله صلى الله عليه وآله وسلم: لا أقول ألم حرف ولكن ألف حرف ولام حرف وميم حرف

وأنت ترى أن نطقك بها 9 أحرف لكن الثواب كان على ما رسم وهي ثلاثة أحرف، كما أن الكلمة كلها لم تعد حرفا وإن لم يظهر معناها للسامع. فالعبرة بعدد الأحرف المرسومة كما هو ظاهر الحديث.

ومع أنك قد لا تجد إجماعا بين العلماء على كل تفاصيل ما سبق لكنك ستجد حتما فريقا من المعتبرين قال بأبعاضها.

وبالنسبة لهذا الموضع فقد اتفق علماء الخط أن المصاحف فيه كتبت بالشكل الذي علمتموه

قال العلامة الضباع :

واتفق الشيخان (أي الداني وسليمان بن نجاح ودخل أيضا الشاطبي) على زيادة الألف بعد واو الجمع المتطرفة المتصلة بالفعل أو باسم الفاعل نحو: آمنو. ولا تفسدوا وفاسعوا وكاشفوا ومرسلوا. وخرج عن ذلك ستة أفعال وهي باءو. وجاءو حيث وقعا. وفاءو بالبقرة. وعتو بالفرقان. وسعو بسبأ وتبوءو بالحشر فرسمت بدون ألف وذكرا الخلاف في لتربوا في الروم.

اهـ من مرسوم الخط وهو كتاب قيم موجود في مكتبة التفسير هنا.
===============


وبعد هذه المقدمة نرجع للآيات

وسترى أن الآية في سورة الحج قد سُبقت بنداء من النبي صلى الله عليه وآله وسلم ينذر فيه الناس ويدعوهم للسعي والعمل طمعا في الثواب، ثم تلاها إشارة إلى أن الله سبحانه وتعالى قد أحكم آياته

فهنا -والله أعلم- ناسب ما ذكر أن تكتب الآية بزيادة حرف فيها فهي محكمة، وناسب كون النبي صلى الله عليه وآله وسلم يحث الناس على السعي والعمل رجاء الثواب الجزيل من الله.

فهذه الآية زاد فيها 10 حسنات عن نظيرتها التي في سبأ.

أما ما في سبأ والتي هي أقل مما في الحج ناقصا منها حرف وفيه إشارة إلى القلة .

فقد ناسبت ما قبلها وفيها أن الله سبحانه وتعالى يعلم مثقال الذرة وهو الجزء المتناهي في الصغر، وما هو أصغر من الذرة أو أكبر منها
ثم جاء بعدها أن أولي العلم يعلمون أنه الحق، فتبين أنه لن تدرك هذه اللطائف إلا إن أيقنت أنه الحق من عند الله وما جاءنا من نور العلم القرآني الذي لا ينقطع مدده إلى قيام الساعة وأنه يهدي إلى صراط مستقيم

==================

وختاما أقول أن ما ذكرته هو مجرد خواطر تجري في الذهن العاجز ممن ليس هو أهلا للنظر، ولا يقاس بأهل التمكن ممن ألف وفسر، معترفا بالعجز والتقصير، غير جازم بأنه مراد الله

لكن حملني على أن أدلو بدلوي هو أني لا أشك أن لكل حرف سطر في كتاب الله معنى وحكمة جليلة في نطقه ورسمه وشكله، تناسب قوله تعالى إنا نحن نزلنا الذكر وإنا له لحافظون.

وكم ناشدت أولي العلم ممن هم أهل أن يتصدوا لهذا الباب، لشحة ما كتب فيه وشبه انعدام المصادر التي وجدت في الأزمنة السابقة مما يغلب على الظن تعرضهم لمثل هذه الأبحاث الجليل.

والله أعلم

وصلى الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم.
 
بارك الله فيك د. أنمار ، وأنا أوافقك أن موضوع الرسم في حاجة إلى مزيد بحث ، والله يوفقنا جميعًا لذلك .
 
جواب د . أنمار مبني على أن المراد بالحرف في حديث من قرأ حرفاً من كتاب الله هو الحرف الهجائي , وهو أحد الأقوال في المسألة , وهو رأي ابن قدامة ,إلا أنه خلاف ما عليه التحقيق وهو أن المراد به اسم ُالحَرْف أيْ الكلمة لا الحَرْف الهجائيّ , وهو اختيارُ شيخِ الإسلام ابنُ تيميةَ وابنُ مفلح وابنُ كثير وابنُ الجزريّ رحمهم الله
قال ابنُ تيميةَ رحمه الله :" ولَفْظُ الحرفِ يُرَادُ بهِ الاسمُ والفعلُ وحروفُ المعاني واسمُ حروفِ الهجاءِ ، ولهذا سَأَلَ الخليلُ أصحابَه : كيفَ تنطقونَ بالزَّايِ مِن زَيْدٍ ؟ فقالوا : زَاي . فقال : نطقتمْ بالاسمِ ،وإنّما الحرفُ " ز " .فبيّنَ الخليلُ أنّ هذه التي تُسمَّى حروف الهجاء هي أسماءٌ وكثيرًا ما يُوجد في كلام المتقدمينَ هذا " حَرْفٌ مِن الغريب " يُعَبِّرُونَ بذلك عن الاسم التّامِّ ، فَقَوْلُه صلى الله عليه وسلم: [ فَلَهُ بِكُلِّ حَرْفٍ ] مَثَّلَهُ بِقَوْلِه : [ ولكنْ أَلِفٌ حَرْفٌ ، ولاَمٌ حَرْفٌ، ومِيمٌ حَرْفٌ وعلى نَهْجِ ذلكَ : وذلكَ حَرْفٌ ، والكتابُ حَرْفٌ ونحو ذلكَ .
وقد قيلَ : إنّ " ذلكَ " أَحْرُفٌ و " الكتاب " أحْرُفٌ ، وروي ذلكَ مُفسَّرًا في بعض الطُّرق ".المرجع :مجموع فتاوى ابن تيمية ( 12 / 107 )
وقالَ ابنُ مفلح :" واختارَ الشيخُ تقيُّ الدين – أيْ ابن تيمية – أنّ المرادَ بالحروفِ الكلمةَ سواء كانت اسمًا أو فعلاً أو حَرْفًا أو اصطلاحًا ، واحتجَّ بالخبر المذكور ، فلولا أن المرادَ بالحَرْفِ الكلمةَ لا حَرْفَ الهجاءِ : لكانَ في " أَلِفْ لامْ مِيمْ " تِسْعُونَ حَسَنة ، والخبرُ إنّما جعلَ فيه ثلاثين حَسَنة ،وهذا وإنْ كانَ خِلافَ المفهومِ والمعروفِ مِن إطلاقِ الحَرْفِ، فقد استعمله الشَّارِعُ هُنا والله أعلم ".المرجع :الآداب الشرعية ( 2 / 312 )
وقالَ ابنُ الجزريِّ :" وقد سألتُ شيخنا شيخَ الإسلام ابنَ كثير رحمه الله تعالى : ما المرادُ بالحَرْفِ في الحديثِ ؟ فقال : الكلمةُ ؛ لحديثِ ابن مسعودٍ رضي الله عنه مَنْ قَرَأَ القرآنَ فَلَهُ بِكُلِّ حَرْفٍ ... ]( ) الحديث . وهذا الذي ذَكَرَهُ هو الصحيحُ ؛ إذْ لو كانَ المرادُ بالحَرْفِ حَرْفَ الهجاءِ لكانَ أَلِفٌ بِثَلاثَةِ أَحْرُفٍ ولاَمٌ بِثَلاثَةٍ ومِيمٌ بِثَلاثَةٍ ، وقد يَعْسُرُ على فَهْمِ بعض الناس فينبغي أنْ يُتفطَّنَ لَهُ فكثيرٌ مِن الناسِ لا يعرفه . المرجع :النشر في القراءات العشر ( 2 / 453 – 454 ) .

ولذا ألا ترون أن تحرير مسألة الرسم هل هي توقيفية أم اصطلاحية هي مفتاح لمثل هذه الاختلافات , فإن كان توقيفاً فليس للعقول مدخل فيه فما ظهر لنا منه قلنا به لا على سبيل القطع ,وإلا وكلنا أمره إلى الله , وإن كان اصطلاحياً , فجوابه في دراسة هذا الاصطلاح والقواعد التي بني عليها وهنا في مثالنا تدرس قاعدة الزيادة والحذف اسأل الله أن يوفقنا جميعاً للفهم في كتابه .
 
شكر الله لك يا أخي أحمد ، ولعل الإخوة يفتحون باب البحث في رسم المصحف والله الموفق .
 
جزاكم الله خيرا


[web]http://www.ahlalhdeeth.com/vb//showthread.php?s=&threadid=6397[/web]

هذا نقاش سابق عن مسألة الحرف، وأنا موافق فيه لما استنتجه الشيخ أبو خالد
 
عودة
أعلى