كتاب ( الملخص في إعراب القرآن ) هو للخطيب التبريزي   
   أبدى بعض الباحثين شكوكهم حول نسبة كتاب (الملخص في إعراب القرآن ) إلى الخطيب التبريزي ، وكان الغالب في رأيهم أنه ليس للتبريزي ، ومن خلال النظر في كتاب ( الملخص ) وبعض المصادر الأخرى  ظهر حسب ما يبدو لي أن كتاب ( الملخص )هذا هو للتبريزي ، واستند هذا الرأي إلى ما يأتي:
1ـ ذكر التبريزي في كتابه ( الملخص  ص 194)  أنه تتلمذ على الشاعر أبي العلاء المعري وذلك في قوله: (( وذكر أبو العلاء أحمد بن سليمان التنوخي فيما قرأته عليه أن       [ الكهف 5 ] نصبها على التعجب ، والتقدير: ما أكبرها كلمة )) .
         وكذلك ما أورده القفطي في ( إنباه الرواة 1/104) من إقرار التبريزي نفسه بهذه التلمذة بقوله: (( قال الخطيب التبريزي: وكنت قرأت هذا الكتاب [ غريب القرآن لأبي عبيد ] سنة خمس وأربعين وأربعمئة على أبي العلاء أحمد بن عبدالله بن سليمان التنوخي المعري )) .
2ـ ما ذكره  أبو حيان في تفسيره ( البحر المحيط ) والآلوسي في تفسيره ( روح المعاني ) من أقوال للتبريزي  ،  وردت في كتاب ( الملخص )  ومنها:
أ ــ قال التبريزي في قوله تعالى :              [ الكهف 12 ] : (( وفي أحصى قولان: أحدهما: أنه فعل ماضٍ ، وانتصب ( أمداً ) على أنه مفعول به ، والثاني: وهو الأجود أنه اسم على ( أفعل )  ،   وينصب ( أمداً ) على التمييز )) ( الملخص 195 ) .
    وقال أبو حيان في البحر المحيط 7/146: واختار التبريزي أن يكون( أحصى ) أفعل التفضيل ،  وينظر: روح المعاني للآلوسي 11/163 .
ب ـ وقال التبريزي في قوله تعالــى:           [ الكهف 22 ] : (( أي: لا تأت في أمرهم بغير ما أوحي إليك ، أي: أفت قصتهم بالظاهر الذي أنزل عليك ، وقيل: معناه إلاّ مراء زائلاً ، يعني المراء الذي سبق كما قيل:
              .............................  وتلكَ شَكَاةٌ ظاهرٌ عنكَ عارُها ))    ( الملخص 201 ) .
         وقال أبو حيان في البحر المحيط 7/162: (( قال التبريزي: ظاهراً:ذاهباً بحجة الخصم ، وأنشد:
                  ...............................   وتلكَ شَكاةٌ ظاهرٌ عنكَ عارُها
أي: ذاهب )) ، و ينظر: روح المعاني 11/210 .
       وهذه النصوص كفيلة بإبعاد الشكوك  في نسبة كتاب ( الملخص ) إلى التبريزي .
       وتبقى هناك أمور أخرى لم أتحقق منها لعدم الوقوف على مصادر يمكن أن تفيد البحث ، وليت بعض الأخوة الباحثين الأفاضل ممن لديهم هذه المصادر أو يستطيعون أن يقفوا عليها أن يتحفونا بما جاء فيها من معلومات تفيد البحث .
           فقد جاء في مغني اللبيب لابن هشام ( الباب الخامس: في ذكر الجهات التي يدخل الاعتراض على المعرب من جهتها ) ص 514 : (( قول التبريزي في قراءة يحيى بن يعمر       •      [ الأنعام 154 ] بالرفع ، إن أصله ( أحسنوا ) ، فحذفت الواو اجتزاء عنها بالضمة ، كما قال:
                   إذا ما شاءُ ضروا من أرادوا                و لا يألوهم أحدٌ ضرارا )) .
أراد ( ما شاؤوا ) ، بحذف واو الجماعة .
فإعراب سورة الأنعام من كتاب ( الملخص ) حققه الأستاذ أهيف سنو ، ونشره في ( حولية كلية الآداب والعلوم الإنسانية ) في جامعة القديس يوسف في لبنان  ( مجلد 1  سنة 1981 ، ومجلد 4  سنة 1989 ) ، فإذا تحقق وجود هذا القول  المنسوب إلى التبريزي في النص المحقق  يكون تعضيداً لما ذكرنا .
د. خلف حسين صالح الجبوري
كلية التربية/ جامعة تكريت / العراق
[email protected]