أشكرك أستاذنا الفاضل على إدخال مسألة أن لأبي العز "إرشادين" في الموضوع، ولعل هذا من أسباب فتح هذه الصفحة من الأساس لينجرَّ الكلام إلى هذا.
أما أخي ضيف الله - ولعله يستصحب أن معرفتي به أصبحت قديمة الآن فيحمله هذا على سعة الصدر معي - فقد قال:
قال شيخنا د. حازم حيدر ـ حفظه الله ـ في حاشية الإتقان: ((لعله أبو بكر عبد الله بن منصور بن عمران الواسطي، المتوفى سنة (593هـ) انظر: سير أعلام النبلاء (21/246)، وغاية النهاية (1/460)، وهو من تلاميذ سبط الخياط وأبي العز القلانسي، ولم تتميز القراءات العشر بأطرها المعروفة إلا في النصف الثاني من القرن الرابع الهجري، والإرشاد المذكور ليس "إرشاد المبتدي وتذكرة المنتهي في القراءات العشر" لأبي العز القلانسي المتوفى سنة (521هـ)؛ لأن نقول السيوطي ليست فيه. انظر: علوم القرآن بين البرهان والإتقان 205)).
فأحالني إلى حاشية الإتقان، ثم أحالتنا الحاشية إلى "علوم القرآن بين البرهان والإتقان"، فرجعت إلى الكتاب المذكور.
فوجدت الذي فيه:
لعله: أبو بكر يوسف بن يعقوب الأصم إمام جامع واسط (ت: 313 أو 314).
انظر: معرفة القراء ......، وغاية النهاية ....
والأرجح أن يكون أبا بكر عبد الله بن منصور الواسطي (ت 593) .......
أقول:
فالدكتور استقر في نفسه أوَّلا أن السيوطي - رحمه الله - يمكنه أن يقول: (الإرشاد في القراءات العشر للواسطي) ويعني به كتابًا غير مشهور لمصنف مغمور.
[بحيث لا يكون الكتاب من مراجع ابن الجزري مثلا ولا غيره من أهل الفن].
ثم أخذ يبحث عن أي واحد واسطي - كنيته أبو بكر - له صلة بالقراءات، ليلصق به كتاب "الإرشاد في القراءات العشر".
فجاء أولا بـ الأصم المتوفى 313 أو التي بعدها، والمولود في شعبان 218.
وهو متقدم، ومن رجال أسانيد النشر في رواية أبي بكر عن عاصم، بل ومن رجال التيسير أيضًا.
ثم وجد هذا الاحتمال بعيدًا .......!
فرجَّح
أن يكون أبا بكر عبد الله بن منصور الواسطي (ت 593)
وكأن هذا الاحتمال هو القريب، ولذا اكتفوا به في هامش كتاب الإتقان!
خلاصة ما لدي حتى لا تعود تقول أنك تنفي بدليل وأني أثبت بلا دليل:
لا يصحُّ أن أنفي نسبة كتاب يسمى "تهذيب اللغة" عن أبي منصور وأنسبه لأزهري آخر إلا بخمسين دليلا.
ولا يصحُّ أن أنفي نسبة كتاب يسمى "التبصرة في القراءات السبع" عن مكي بن أبي طالب، وأنسبه لواحد آخر اسمه "مكي" إلا بمائة دليل، ، ، أو نحو ذلك.