سؤال عن قوله تعالى في سورة المدثر ( في قلوبهم مرض )

سلسبيل

New member
إنضم
18 يونيو 2004
المشاركات
188
مستوى التفاعل
0
النقاط
16
الإقامة
الكويت
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

قال تعالى في سورة المدثر وهي من السور المكيه


{ وما جعلنا أصحاب النار إلا ملائكة وما جعلنا عدتهم إلا فتنة للذين كفروا ليستيقن الذين أوتوا الكتاب ويزداد الذين آمنوا إيمانا ولا يرتاب الذين أوتوا الكتاب والمؤمنون وليقول الذين في قلوبهم مرض والكافرون ماذا أراد الله بهذا مثلا ... } الآية 31.


كيف نرد على من يستدل بهذه الآيه على وجود النفاق في العهد المكي ؟ وعلى أن الآيه قسمت العهد المكي إلى


1. كفار
2.أهل كتاب
3.مؤمنون
4. مرضى قلوب




بحجة ان ( الذين في قلوبهم مرض ) قد عرفتهم الايه التي في سورة البقره


{ ومن الناس من يقول آمنا بالله وباليوم الآخر وما هم بمؤمنين يخادعون الله والذين آمنوا وما يخدعون إلا أنفسهم وما يشعرون في قلوبهم مرض فزادهم الله مرضا ولهم عذاب أليم بما كانوا يكذبون } الآيات: 8,9,10

وهم المنافقين


كيف نرد على هؤلاء ؟ وهل كلما اطلق وصف مرض القلب عني به النفاق ؟ أم ان اللفظ عام بكل شك وريب
والمنافقين من باب أولى !! ؟
وجزاكم الله كل خير

 
السلام عليك أخي
كان ما طرحته سؤال جميل فعلا
قال ابن عادل في اللباب :
قوله تعالى : { وَلِيَقُولَ الذين فِي قُلُوبِهِم مَّرَضٌ } ، أي : في صدورهم شكٌّ ونفاقٌ من منافقي أهل « المدينة » الذين يجيئون في مستقبل الزمان بعد الهجرة ، وهذا إخبار عما سيكون ، ففيه معجزة { والكافرون } أي : اليهود والنصارى { مَاذَآ أَرَادَ الله بهذا مَثَلاً } يعني : بعدد خزنةِ جهنَّم ، وهذا قول أكثر المفسرين .
قال الحسن بن الفضل : السورة مكيّة ، ولم يكن ب « مكة » نفاقٌ ، فالمرض في هذه الآية الخلاف ، والمراد بالكافرين : مشركو العرب ، ويجوز أن يُراد بالمرض الشكُّ والارتياب لأن أهل « مكة » كان أكثرهم مشركين ، وبعضهم قاطعين بالكذب

قال البيضاوي في تفسيره:
{ وَلِيَقُولَ الذين فِى قُلُوبِهِم مَّرَضٌ } شك أو نفاق ، فيكون إخباراً بمكة عما سيكون في المدينة بعد الهجرة


قال الشوكاني في فتح القدير:
{ وَلِيَقُولَ الذين فِى قُلُوبِهِم مَّرَضٌ والكافرون مَاذَا أَرَادَ الله بهذا مَثَلاً } المراد بالذين في قلوبهم مرض : هم المنافقون؛ والسورة وإن كانت مكية ، ولم يكن إذ ذاك نفاق ، فهو إخبار بما سيكون في المدينة ، أو المراد بالمرض مجرّد حصول الشكّ والريب ، وهو كائن في الكفار . قال الحسين بن الفضل : السورة مكية ، ولم يكن بمكة نفاق ، فالمرض في هذه الآية الخلاف

قال ابن عاشور
والمرض في القلوب : هو سوء النية في القرآن والرسول صلى الله عليه وسلم وهؤلاء هم الذين لم يزالوا في تردد بين أن يسلموا وأن يبقوا على الشرك مثل الأخنس بن شَرِيق والوليد بن المغيرة ، وليس المراد بالذين في قلوبهم مرض المنافقون لأن المنافقين ما ظهروا إلاّ في المدينة بعد الهجرة والآية مكية .
 
جزاكم الله خيرا

إذا مرض القلب في الآيه إما

بمعناه اللغوي ويقصد به كل مرض في القلب من سوء نيه وشك وريب وغيره

او يقصد به المنافقين الذين سيظهرون في مستقبل الزمان بالمدينه ويكون هذا من الإعجاز

==============



جزاكم الله كل خير ونفع بكم
 
الحمد لله وحده والصلاة على من لا نبي بعده،
وبعد،،،

لنتأمل معا قوله تعالى: "وما جعلنا أصحاب النار إلا ملائكة وما جعلنا عدتهم إلا فتنة للذين كفروا ليستيقن الذين أوتوا الكتاب ويزداد الذين آمنوا إيمانا ولا يرتاب الذين أوتوا الكتاب والمؤمنون وليقول الذين في قلوبهم مرض والكافرون ماذا أراد الله بهذا مثلا" المدثر:31
أولا: قال أهل التفسير أن الآية تشير إلى النفاق الذي سينجم في المستقبل بعد الهجرة (القرطبي:19\82) وعقب القرطبي على هذا الرأي بقوله "وعلى القول الأول (الإشارة إلى المستقبل بحدوث النفاق في المدينة) أكثر المفسرين". وأكد هذا التفسير ما ذكره الطبري (29\161) بسنده عن ابن عباس رضي الله عنه أنه أشار إلى أن عدد ملائكة النار المذكور في التوراة والإنجيل تسعة عشر، وثنى عليه بقول قتادة رحمه الله بأن القرآن يصدق الكتب التي كانت قبله التوراة والإنجيل أن عدد الملائكة تسعة عشر وقال أن أهل الكتاب حينئذ يستيقنوا حين وافق عدد خزنة النار ما في كتبهم. وهذا ما فصله ابن كثير في وجه استيقانهم فقال: "أي يعلمون أن هذا الرسول حق فإنه نطق بمطابقة ما بأيديهم من الكتب السماوية المنزلة على الأنبياء قبله" (تفسير ابن كثير:4\445).
ثانيا قد يشكل على البعض أن السورة مكية ويذكر فيها النفاق الذي نجم في المدينة، وقد تم توجيه ذلك من قبل المفسرين بإخبار الآية عن الغيب الذي يقع في المستقبل، وهذا من أوجه الإعجاز التي اختص بها القرآن.
ثالثا: لنا أن نتأمل البناء اللغوي للآية ومنه يتضح أنها تشير صراحة إلى المستقبل. فعلى سبيل المثال قوله تعالى "ليستيقن" فعل مضارع أصله "يقن" دخلت عليه أحرف الطلب "استـ" التي تفيد معنى الاستقبال، لأن طلب فعل الشيء يسبق وقوع الشيء، فالطلب سابق للفعل ومن ثم وقوع الفعل نتيجة للطلب يكون في الاستقبال ولذا اقترن الفعل بـ "اللام" زيادة على أحرف الطلب ليفيد بما لا يقبل الشك أن هذا إخبار بالمستقبل لا بما هو واقع الآن، فاللام تفيد السببية والسبب دائما يسبق المسبب وهذه حقيقة معنى المستقبل، فالسبب ماضي في الوقوع والمسبب بالنسبة له مستقبل.
رابعا: نفس التحليل اللغوي يقال في الفعل "ليقول" لكن لم يقترن هذا الفعل بأي أداة تفيد الاستقبال (كالسين أو سوف أو حتى أحرف الطلب) ليدل على لطيفة لغوية وواقعية، أما اللغوية فهي ما يفيده الفعل المضارع من التكرار وكأنها إشارة إلى أن هذا القول الذي يصدر عن المنافقين سيتكرر منهم والمتتبع لسيرة المصطفى صلى الله عليه وسلم يجد ذلك الاتجاه مسجل على المنافقين في أكثر من حادثة وهذه هي اللطيفة الواقعية. كما أن اقتران الفعل بلام السببية فيه لطيفة نسميها السبب العكسي، بمعنى أن مراد الرحمن من سياق هذا العدد في القرآن أن يستيقن الذين أوتوا الكتاب من صدق الرسول صلى الله عليه وسلم لأنه أخبر بما يصدق كتبهم وهذا دليل نبوته صلى الله عليه وسلم، كما أنه من الطبيعي أن يفطن الناس جميعا إلى السبب الذي من أجله أوحى الله بهذا العدد في الآية فيفهموا مراد الله تعالى منه وهو صدق نبوة المصطفى صلى الله عليه وسلم، لكن النتيجة عكس ذلك وهو ازدياد أهل الكتاب كفرا وصدودا واستمراء أهل النفاق الجدال فتساءلوا متجاهلين مستهترين منكرين: ماذا أراد الله بهذا مثلا؟ ومثل هذا قوله تعالى عن موسى عليه السلام لما التقطه آل فرعون: "فالتقطه آل فرعون ليكون لهم عدوا وحزنا" القصص:8. في حقيقة الآمر أن آل فرعون أخذوا موسي عليه السلام لينفعهم أو ليتخذوه ولدا (القصص:9)، لا ليكون لهم عدوا وحزنا وإلا لما أخذوه أصلا إن لم يقتلوه إن علموا أنه سيكون لهم عدوا وحزنا وسببا في غرق فرعون وجنوده وهلاك وملكه. لكن الآية تشير من طرف خفي إلى حكمة الله تعالى في تسيير الأقدار، فهو يقلبها لحكمة لا يعلمها إلا هو في علاه. ومثل هذا يقال في حق المنافقين.
خامسا: من الأمور المعجزة أيضا في الآية أنها مكية النزول وتخبر عن بالقطع عما سيحدث في المدينة بعد الهجرة من مماحكة المنافقين وتكرار هذا منهم، كان بإمكان المنافقين أن يتخلوا عن هذا الوقف عنادا لما أثبته الله في القرآن، لكن شيئا من ذلك لم يكن، مما يدل على أن الرحمن أعجزهم بما أثبته عليهم من نفاق في قلوبهم، وهذه اللطيفة أخرى مستفادة من سورة المسد (المسد:1-5) حيث أوعد الله أبا جهل وزوجه بالنار، وبقيت الآية تتلى على مسامع أبي جهل وزوجه لكن لم يستطع أحد منهما أن يعاند الله في وحية وحكمه.
سادسا: تحضرني هنا آية محكمة حاسمة في لفظها وحكمها، حيث يقول الرحمن: "إن نشأ ننزل عليهم من السماء آية فظلت أعناقهم لها خاضعين" الشعراء:4. وقد نثر الرحمن في القرآن بعض آياته التي أخضع لها رقاب بعض صناديد الكفر وبقيت أعناقهم خاضعة لهذه الآيات بلا قدرة منهم على معارضتها قولا أو عملا، ومنا آية المدثر:31 وسورة المسد.
والله الهادي إلى سبيل الرشاد
 
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته





نضيف إلى ما ذكره الأخوة:

أ. لا يوجد عند أهل الكتاب أن خزنة جهنم تسعة عشر، ومن قال بوجود ذلك فليأتنا بنص عندهم. ويبدو أن أهل التفسير قد حاروا في ذلك فركنوا إلى هذا القول الذي ليس له سند.
ب. واضح أن الآية الكريمة تتحدث عن مستقبل يتعلق بإعجاز قرآني وموقف فئات

الناس من هذا الإعجاز.

ج. من الأمور اللافتة أن آيات سورة المدثر قصيرة جدا عدا الآية 31 فهي طويلة. وقد

استفاض الأستاذ بسام جرار في الحديث حول هذه المسألة في كتابه إرهاصات الإعجاز

العددي وكتاب المقتطف الذي لم ينشر بعد خارج فلسطين.
 
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله،
وبعد،،،
كلنا يعرف أن التوراة والإنجيل لا تحوي عدد ملائكة النار المذكور في القرآن (تسعة عشر)، لكن هذه الجملة ليست على إطلاقها، فلا بد لها من قيد يضاف إليها وهو ظرف الزمان (الآن). بمعنى أن عدم وجود هذا العدد في التوراة أو الإنجيل الآن لا يقطع بعدم وجوده مطلقا أن وحيهما إلى موسى وعيسى عليهما السلام، فكما نعلم ما مرت به التورة والإنجيل بمراحل التحريف والتي لا زالت تمارس حتى الآن تحت مسميات التنقيح والمراجعة والتحرير وما يصحب ذلك من حذف أو تعديل ترجمة بما يتفق وما تريده الكنيسة.

ونحن لا نشكك في روايات الطبري التي أوردها وكفى به على رؤوس المفسرين بالمأثور إماما. أما أن نقول بأن المفسرين قالوا بهذا التفسير بلا سند فهو بمثابة ترك للروايات التي أوردها الطبري عن ابن عباس رضي الله عنه وعن قتادة رحمه الله وما عليه أكثر المفسرين لا لسند أو حجة إلا لمجرد عدم وجود هذا العدد في التوراة أو الإنجيل، وكأننا نجعل التوراة أو الإنجيل مهيمنا على القرآن، بل أثبت الرحمن العكس تماما بأن القرآن مهيمنا على ما سبقه من الكتب ويظهر ما أخفاه وحذفه الأحبار والرهبان من توراتهم وإنجيلهم.
والله الهادي إلى سبيل الرشاد
 
تذكرة لغوية

تذكرة لغوية

كنا أيام الطلب قد سألنا شيخنا محمد الكومي - رحمة الله عليه - فقال :
لقد جاء لفظ ( مرض ) نكرة في كل موضع قال فيه ربنا : ( في قلوبهم مرض )
والنكرة إذا تكررت تعددت ، فليس المراد ب( مرض ) هو النفاق بعينه فقد تكون أمراضا كثيرة تصيب القلوب كالأمراض الحسية .
والدليل على ذلك قوله تعالى في سورة الأحزاب :
( وإذ يقول المنافقون والذين في قلوبهم مرض ما وعدنا الله ورسوله إلا غرورا )
ويقول :
( لئن لم ينته المنافقون والذين في قلوبهم مرض والمرجفون في المدينة لنغرينك بهم )
فدل العطف على التغاير .
أو قال نحو هذا وسقته بأسلوبي لطول العهد . والله أعلم .
 
الأخ الكريم وليد بيومي

ليتنا نعرف الحكم على أسانيد الطبري رحمه الله في هذه المسألة.

السند الذي ينتهي إلى ابن عباس رضي الله عنه متنه فيه"وإنها في التوراة والإنجيل

تسعة عشر"، ولا شك أن من المستغرب أن يكون التحريف قد طال الكتابين معاً في مثل

هذه المسألة. وإذا كان قد حصل التحريف فبعد نزول الآية الكريمة وإلا كيف يستيقن

الذين أوتوا الكتاب أن محمداً رسول من عند الله تعالى.

وطالما أن السند لم ينته إلى الرسول صلى الله عليه وسلم فيكون من قبيل التفسير

الموقوف الذي لا يوجد ما يدل على أن له حكم المرفوع.
 
عودة
أعلى