سؤال عن تفسير مقاتل المطبوع

إنضم
25/01/2006
المشاركات
85
مستوى التفاعل
0
النقاط
6
هل تفسير مقاتل الكامل فيه إضافة علمية على التفاسير المتأخرة عنه
وهل معتقده فيه تأثير واضح في تفسيره؟
 
اظن اولا بعد التحقق من صحة نسبته الى مقاتل ان هذا الكتاب مفيد جدا في اعادة النظر فيما كتب عن تاريخ التفسير بخاصة لا سيما وانهم يقولون ان نضوج التفسير كان متاخرا عن هذا التاريخ ويلزم من هذا الكتاب ان الامر على غير ذلك ويظهر والله اعلم من خلال بعض القراءات في هذا الكتاب ان معتقد مقاتل كان له بعض التاثير فيما كتب لكن الامر يحتاج الى تتبع لم افعله انا الى الان
 
تفسير مقاتل المطبوع كتاب قيم جداً ، لا يستغني عنه المتخصص في الدراسات القرآنية كما تفضل أخي الدكتور جمال أبو حسان ، وأقوال مقاتل التي فيه هي أقواله التي ينقلها المفسرون بعده عنه ، مما يؤكد صحة نسبته إليه ، وهو يمثل حلقة مهمة متقدمة من حلقات التصنيف في تفسير القرآن الكريم ، حيث توفي رحمه الله سنة 150هـ ، وهو تاريخ متقدم على الكتب التي جاءت بعده كعبدالله ابن وهب المتوفى سنة 197هـ ، ويحيى بن سلام المتوفى سنة 200هـ ، والطبري المتوفى سنة 310هـ وغيرهم . وفيه فوائد كثيرة يضيق المجال عن سردها ، وهي لا تخفى على طالب العلم المتخصص الذي اطلع على هذا السفر النفيس .
غير أنني أرى أن هذا التفسير قد ظلمَ بحبسه مدة طويلة عن طلبة العلم بعد تحقيق الدكتور عبدالله شحاته له قديماً ، ثم لما خرج مؤخراً مطبوعاً في خمسة مجلدات عن دار إحياء التراث ، خرج مشوهأً سيء الطباعة ، فيه مبالغة في عدد الصفحات ، مع ضعف التحقيق ، وحذف المقدمة الدراسية ، وسرد الآيات القرآنية قبل السورة مصورة بكاملها دون داعٍ لذلك . ثم صدرت له طبعة في ثلاثة مجلدات عن دار الكتب العلمية في بيروت . وقد سبق أن صدرت طبعة الكتاب في مجلدين صغيرين قديماً وهي أجود طبعاته من حيث الحرف دون خدمة الكتاب خدمة علمية تليق به وبمكانته في التفسير وتقدمه.
وإنني أرى جدارة هذا التفسير بإعادة التحقيق العلمي له ، والتوثيق للأقوال التي أوردها ، وموازنة ما فيه من أقوال بما ذهب إليه بعده المفسرون كالطبري وابن عطية ، فقد خدمه الدكتور عبدالله شحاته قديماً قبل أن تنشر معظم كتب التفسير نشراً علمياً ، وقبل أن تنهض الدراسات القرآنية وأدواتها هذه النهضة المباركة التي نشهدها اليوم .
 
مقاتل بن سليمان بن بشير الأزدي الخراساني أبو الحسن البلخي

خلاصة قول الحافظ ابن حجر فيه:
" كذبوه وهجروه ورمى بالتجسيم "

بعض المقتطفات مما قيل فيه نقلا عن التهذيب:

بعض أقوال الأئمة الأربعة:

قال أبو حنيفة أتانا من المشرق رأيان خبيثان جهم معطل ومقاتل مشبه

عن أبي حنيفة أفرط جهم في النفي حتى قال أنه ليس بشيء وأفرط مقاتل في الاثبات حتى جعل الله بالى مثل خلقه

وعن مالك بن أنس أنه بلغه أن مقاتل بن سليمان جاءه إنسان فقال له أن إنسانا جاءني فسألني عن لون كلب أصحاب الكهف فلم أدر ما أقول له فقال له الا قلت ايقع فلو قلته لم تجد أحدا يرد عليك
قال نعيم بن حماد هذا أول ما ظهر لمقاتل من الكذب

وروي عن الشافعي من وجوه الناس عيال على مقاتل في التفسير

وقال الأثرم سمعت أبا عبد الله يسأل عنه فقال أرى أنه كان له علم بالقرآن

بعض ما قيل في تفسيره:

وقال الخليلي محله عند أهل التفسير محل كبير وهو واسع لكن الحفاظ ضعفوه في الرواية وهو قديم معمر وقد روى عنه الضعفاء مناكير والحمل فيها عليهم (ولعل هذا من باب تحسين الظن وغيره اتهمه نفسه كما سيأتي)

قال علي بن الحسين بن الواقد كنا في شك أن مقاتلا لقي الضحاك فإذا كان له من القدر ما يؤلف تفسير القرآن في عهد الضحاك فقد كان في زمانه رجلا جليلا

قيل لحماد بن أبي حنيفة أن مقاتلا أخذ التفسير عن الكلبي قال كيف يكون هذا وهو أعلم من الكلبي

قال سفيان بن عبد الملك عن بن المبارك إرم به وما أحسن تفسيره لو كان ثقة

وقال بن حبان كان يأخذ عن اليهود والنصارى علم القرآن الذي يوافق كتبهم وكان مشبها يشبه الرب سبحانه وتعالى بالمخلوقين وكان يكذب مع ذلك في الحديث أصله من بلخ وانتقل إلى البصرة فمات بها

قال أحمد بن سيار المروزي كان من أهل بلخ تحول إلى مرو وخرج إلى العراق فمات بها وهو متهم متروك الحديث مهجور القول وكان يتكلم في الصفات بما لا يحل ذكره

وقال أبو اليمان قام مقاتل بن سليمان فقال سلوني عما دون العرش حتى أخبركم به فقال له يوسف السمتي من حلق رأس آدم أول ما حج قال لا أدري ورويت هذه الحكاية والتي بعدها عنه من وجوه

وقال إبراهيم بن يعقوب الجوزجاني كان كذابا جسورا سمعت أبا اليمان يقول قدم ها هنا فقال سلوني عما دون العرش قال وحدثت أنه قال مثلها بمكة فقال له رجل أخبرني عن النملة أين أمعاؤها فسكت


أقوال أخرى في الحط عليه:

قال إسحاق بن إبراهيم الحنظلي: أخرجت خراسان ثلاثة لم يكن لهم في الدنيا نظير يعني في البدعة والكذب جهم ومقاتل وعمر بن صبح

وقال خارجة بن صعب كان جهم ومقاتل عندنا فاسقين فاجرين قال خارجة لم استحل دم يهودي ولا ذمي ولو قدرت على مقاتل بن سليمان في موضع لا يرانا فيه أحد لقتلته

مر خارجة بمقاتل وهو يحدث الناس فقال حدثنا أبو النضر يعني الكلبي قال فمررت عليه مع الكلبي فقال الكلبي والله ما حدثته قط بهذا ثم دنا منه فقال يا أبا الحسن أنا أبو النضر وما حدثتك بهذا قط فقال أسكت يا أبا النضر قال تزيين الحديث لنا إنما هو بالرجال

وقال البخاري قال بن عيينة سمعت مقاتلا يقول ان لم يخرج الدجال الأكبر سنة خمسين ومائة فاعلموا إني كذاب

وقال أبو عبيد الله وزير المهدي قال لي المهدي الا ترى إلى ما يقول لي هذا يعني مقاتلا قال إن شئت وضعت لك أحاديث في العباس قلت لا حاجة لي فيها

وقال العباس بن الوليد بن مزيد عن أبيه سألت مقاتل بن سليمان عن أشياء فكان يحدثني بأحاديث كل واحد ينقص الآخر فقلت بأيها قال بأيها شئت

وقال النسائي كذاب وقال في موضع آخر الكذابون المعروفون بوضع الحديث على رسول الله صلى الله عليه وسلم أربعة إبراهيم بن أبي يحيى بالمدينة ومقاتل بخراسان ومحمد بن سعيد المصلوب بالشام والواقدي ببغداد

وقال الدار قطني يكذب وعده في المتروكين

وقال العجلي متروك الحديث

وذكره يعقوب بن سفيان في باب من يرغب عن الرواية عنهم

وقال أبو أحمد الحاكم ليس بالقوي عندهم
 
وفقكم الله وبارك فيكم.
في رمي مقاتل بالتمثيل (والتشبيه!) نظر، ويحسن التأمل فيما ذكره الأخ الفاضل الباحث جابر بن إدريس في كتابه النفيس " مقالة التشبيه وموقف أهل السنة منها " 1/323-340.
 
عبدالرحمن الشهري قال:
أخي الدكتور أنمار وفقه الله : هل قرأت تفسير مقاتل ؟

حضرة الدكتور عبد الرحمن حفظه المولى:

كنت أنوي قراءة المخطوطة من موقع الأزهر على الشبكة وتوجد في قسم التفسير تحت عنوان

تفسير مقاتل بن سليمان -برقم -341623

لكن -مما سبق- انقدح في ذهني قراءته بمنهجية تشمل:

الإفادة منه في باب التفسير بشكل عام شاملا ما يتعلق باللغة وعلوم القرآن.

تجنب الروايات المسندة.

تجنب آرائه في الصفات.

فإن كان ثمة إضافة أو نصح آخر فكلي آذان صاغية

وعلى حد ما أفدتم به، إن صعبت علي النسخة المخطوطة فيبدو أن نسخة الدكتور شحاته لا سبيل لها. وليس لنا إلا نسخة الكتب العلمية.
 
هذه رؤوس أقلام كتبتها أثناء إعدادي لإلقاء دورة عن كتب التفسير عام ( 1422 ) ، وقد تتبعت فيها المطبوع قرنًا بعد قرن ، حتى نهاية القرن السادس ، وكان منها هذا الكلام عن تفسير مقاتل ، فأحببت المشاركة في هذا الموضوع لعل فيه نفعًا لمن يقرأه .
تفسير القرآن لمقاتل بن سليمان ( 150 )
أولاً : ترجمة مقاتل :
مقاتل بن سليمان بن بشير الأزدي ، الخرساني ، أبو الحسن البلخي ، المفسر .
روى عن : مجاهد ( ت : 104 ) ، والضحاك بن مزاحم ( 105 ) ، وعطية العوفي( ت : 111 ) ، وزيد بن أسلم ( ت : 136 ) ، وغيرهم .
وروى عنه : سفيان بن عيينة ( ت : 197 ) ، وعبد الصمد بن عبد الوارث ، والهذيل بن حبيب ، وغيرهم .
متهم بالكذب ، والقول بالتشبيه ، وهو مع هذا عالم واسع المعرفة .
قال علي بن الحسين بن واقد المروزي عن عبد المجيد من أهل مرو : ( سألت مقاتل بن حيان ، فقلت يا أبا بسطام : أنت أعلم أو مقاتل بن سليمان ؟
قال : ما وجدت علم مقاتل في علم الناس إلا كالبحر الأخضر في سائر البحور) ينظر : تهذيب الكمال ( 28 : 436 ) .
وقال أبو الحارث الجوزجاني حكي لي عن الشافعي أنه قال : ( الناس كلهم عيال على ثلاثة على مقاتل في التفسير ، وعلى زهير بن أبي سلمى في الشعر ، وعلى أبي حنيفة في الكلام ) ينظر : تهذيب الكمال ( 28 : 436 ) .
وروي عن الربيع بن سليمان قال : ( سمعت الشافعي يقول : من أراد التفسير ، فعليه بمقاتل بن سليمان ...) .
وروي عن حرملة بن يحيى قال : ( سمعت الشافعي يقول : من أحب الأثر الصحيح فعليه بمالك ومن أحب الجدل فعليه بأصحاب أبي حنيفة ومن أحب التفسير فعليه بمقاتل ) .
وفي رواية أخرى قال : ( الناس عيال على هؤلاء الأربعة ، فمن أراد أن يتبحر في المغازي فهو عيال على محمد بن إسحاق ومن أراد أن يتبحر في الشعر فهو عيال على زهير بن أبي سلمى ومن أراد أن يتبحر في النحو فهو عيال على الكسائي ومن أراد أن يتبحر في تفسير القرآن فهو عيال على مقاتل بن سليمان ) .
قال إبراهيم الحربي : ( وإنما جمع مقاتل تفسير الناس وفسر عليه من غير سماع . ولو أن رجلا جمع تفسير معمر عن قتادة ، وشيبان عن قتادة كان يحسن أن يفسر عليه .
قال إبراهيم : لم أدخل في تفسيري منه شيئا .
قال إبراهيم : تفسير الكلبي مثل تفسير مقاتل سواء ) .
وقال حامد بن يحيى البلخي : ( عن سفيان بن عيينة : أول من جالست من الناس مقاتل بن سليمان وأبو بكر الهذلي وعمرو بن عبيد وإنسان يقال له صدقة الكوفي ، فكانوا يجتمعون خلف المقام ، فيتذاكرون القرآن بينهم ، فيقول مقاتل بن سليمان : حدثنا الضحاك ، ويقول الهذلي : حدثني الحسن ، ويقول صدقة : حدثني السدي ، ويقول عمرو بن عبيد : حدثني الحسن .
فقال لي مقاتل بن سليمان ـ وأردت أن أخرج إلى الكوفة ـ إن كنت تريد التفسير فسل عن الكلبي ، قال : فقدمت الكوفة ، فسألت عن الكلبي ، فقلت إن بمكة رجلا يحسن الثناء عليك ، قال : من هو ؟ قلت : مقاتل بن سليمان ، فلم يحمده ) ينظر في هذه النقول : تهذيب الكمال ( 28 : 442 ) .
وصف الكتاب :
ألَّف مقاتل تفسيرًا للقرآن ، وكان طريقته في التأليف أنه ذكر من سيروي عنهم التفسير ، ثمَّ سرده بدون إسناد ، ولا نسبة الأقوال إلى قائليها ، وقد انتقد على طريقته هذه .
قال راوي تفسيره أبو صالح الزيداني : الهذيل بن حبيب : ( عن مقاتل بن سليمان ، عن ثلاثين رجلاً ؛ منهم اثنتي عشر رجلاً من التابعين ، منهم من زاد على صاحبه الحرف ، ومنهم من وافق صاحبه في التفسير ، فمن الاثني عشر : عطاء بن أبي رباح ، والضحاك بن مزاحم ، ونافع مولى ابن عمر ، والزبير ( كذا ) ، وابن شهاب الزهري ، ومحمد بن سيرين ، وابن أبي مليكة ، وشهر بن حوشب ، وعكرمة ، وعطية الكوفي ، وأبو إسحاق الشعبي ( كذا ) ، ومحمد بن علي بن الحسين بن علي ، ومن بعد هؤلاء قتادة ونظراؤه ، حتَّى ألَّفت هذا الكتاب .
قال عبد الخالق بن الحسن (1) : وجدت على ظهر كتاب عبيد الله بن ثابت ، عن أبيه = تمام الثلاثين الذين روى عنهم مقاتل ؛ قال : حدثنا الهذيل ، قال : رجال مقاتل الذين أخذ عنهم ـ سوى من سمَّينا ـ : قتادة بن دعامة ، وسليمان بن مهران الأعمش ، وحماد بن أبي سليمان ، وإسماعيل بن أبي خالد ، وابن طاووس اليماني ، وعبد الكريم وعبد القدوس صاحبي الحسن ، وأبو روق ، وابن أبي نجيح ، وليث بن سُليم ، وأيوب ، وعمرو بن دينار ، وداود بن أبي هند ، والقاسم بن محمد ، وعمرو بن شعيب ، والحكم بن عتبة ، وهشام بن حسان ، وسفيان الثوري .
ثمَّ قال أبو محمد : قال أبي : فقلت لأبي صالح : لم كتب عن سفيان ، وهو أكبر منه ؟ فقال : لأنَّ مقاتل عُمِّرَ ، فكتب عن الصغار والكبار .
قال أبو محمد : قال أبي : قال أبو صالح : بذلك أخبرني مقاتل ) تفسير مقاتل بن سليمان ، تحقيق : عبد الله شحاته ( 1 : 25 ـ 26 ).
ـ ويظهر من هؤلاء الذين ذكر أسماءهم أنه نقل عن بعض المحدثين أحاديث من طرقهم تتعلق بالتفسير ، كما نقل عمن عُرفَ بالتفسيرِ .
ـ كما يظهر من قراءة كتابه أنَّ له أراءه الخاصَّة التي بثَّها في هذه النقول التي ذكر رواتُه الذين رواها عنهم .
ـ وقد ذكر راوي التفسير الهذيل بن حبيب بعض الآثار المتعلقة بالقرآن وتفسيره من طريق مقاتل ومن طريق غيره .
ومن ذلك ما ورد في الإسناد الآتي : ( حدثنا عبيد الله ، قال : وحدثني أبي ، عن الهذيل ، عن صيفي بن سالم ، عن عمرو بن عبيد ، عن الحسن في قوله : ((أكاد أخفيها)) ، قال : أخفيها من نفسي .
قال هذيل : ولم أسمع مقاتلاً ) تفسير مقاتل :( 3 : 23)
كما قد يذكرها من بعده ممن روى التفسير عن الهذيل ، ومن ذلك : ( قال أبو محمد : قال أبو العباس ثعلب : قال الفراء : ((وما جعلناهم جسدًا)) إلا ليأكلوا الطعام ) تفسير مقاتل ( 3 : 72 ).
ـ وقد يورد آثارًا خلال التفسير لكنها قليلة .
ـ وهذا التفسير كاملٌ ، وقد ذكر تفسير القرآن آية آية
ـ فيه عناية بتفسير القرآن بالقرآن ، وبذكر النظائر .
قال : ( ((وعمل صالحًا ثم اهتدى)) [ طه : 82 ] ؛ يعني : عرف أن لعمله ثوابًا يجازى به ؛ كقوله تعالى : ((وبالنجم هم يهتدون)) [ النحل : 16 ] ؛ يعني : يعرفون الطريق ) تفسير مقاتل : ( 3 : 36 ) .
وقال : ( ((يومئذ يتبعون الداعي )) [ طه : 108 ] يعني صوت الملك ، وهو قائم على صخرة بيت المقدس ، وهو إسرافيل عليه السلام ، حين ينفخ في الصور ـ يعني : في القرن ـ لا يزيغون ولا يروغون عن يمينًا ولا شمالاً ـ يعني : لا يميلون عنه ـ ؛ كقوله سبحانه : ((تبغونها عوجًا )) [ آل عمران : 99 ] ؛ يعني : زيغًا ، وهو الميل .
((لا عوج له)) ؛ يعني : عنه ، يستقمون قِبَلَ الصوت . نظيرها : ((ولم يجعل له عوجًا )) [ الكهف : 1 ] تفسير مقاتل : ( 3 : 41 )
ـ فيه عناية بذكر قصص الآي ، ومنها أخبار بني إسرائيل .
ومن ذلك ما أورده في خبر عصا موسى عليه السلام ، قال : ( دفع جبريل عليه السلام العصا إلى موسى عليه السلام ، وهو متوجه إلى مدين بالليل ، واسم العصا نفعة ) تفسير مقاتل : (3 : 25 ) .
ـ فيه عناية بمبهمات القرآن .
ومثاله ما ورد في تفسير قوله تعالى : ( ((إِذْ أَوْحَيْنَا إِلَى أُمِّكَ مَا يُوحَى) [ طه : 38 ] . قال : (( واسمها يوخاند )) تفسير مقاتل : ( 3 : 27 )
ـ عنايته بأسباب النُّزول ، وبمن نزل فيه الخطاب ، فيحمل بعض الآيات على أنها نزلت في فلان ، أو قال فلان كذا فنزلت .
ومن ذلك ما ذكره في تفسير قوله تعالى : ((وَمَنْ أَعْرَضَ عَنْ ذِكْرِي )) [ طه : 124 ] قال : (يعني : عن إيمان بالقرآن . نزلت في السود بن عبد الأسود المخزومي ، قتله حمزة بن عبد المطلب يوم بدر على الحوض ) تفسير مقاتل : ( 3 : 44 ) .
وفي قوله تعالى : (وَمِنَ النَّاسِ مَنْ يُجَادِلُ فِي اللَّهِ بِغَيْرِ عِلْمٍ ) [ الحج : 3 ] ، قال : ( نزلت في النضر بن الحارث القرشي ، وأمه اسمها صفية بنت الحارث بن عثمان بن عبد الدار بن قصي ) تفسير مقاتل : 3 : 115 )
حال الاستفادة من التفسير :
1 ـ الكتاب نفيس جدًّا من جهة تفسير القرآن بالقرآن ، وبحث هذا الموضوع من خلال الكتاب صالح ، وفيه مادة علمية كثيرة .
2 ـ يمكن بحث ما قيل في معتقد مقاتل من تفسيره ، ليظهر ما قيل فيه من الانحراف من عدمه .
فمثلاً تجد قوله في الاستواء ، قال : ( (( الرَّحْمَنُ عَلَى الْعَرْشِ اسْتَوَى )) [ طه : 5 ] في القديم ، قبل خلق السموات والأرض ، يعني : استقر ) تفسير مقاتل : ( 3 : 20 ـ 21 )
كما ستجد غيرها مما يمكن أن يكوِّن بحثًا في هذه القضية .
3 ـ الكتاب بحاجة إلى عناية ، ودراسة متوازنة في تفسير مقاتل ، ومنهجه في هذا التفسير

.................................................
(1) هذا أحد رواة تفسير مقاتل ، وسند الرواية لهذا التفسير كما يأتي : ( أخبرنا القاضي أبو بكر محمد بن عقيل بن زيد الشهرزوري  ، قال : حدثنا القاضي أبو عبد الله محمد بن علي بن زادلج ، قال : حدثنا عبد الخالق بن الحسن ، قال ( كذا ) : عبيد الله بن ثابت بن يعقوب الثوري المقرئ ، قال : حدثنا أبي ، قال : حدثنا الهذيل بن حبيب : أبو صالح الزيداني ، عن مقاتل … ) . تفسير مقاتل بن سليمان ، تحقيق : عبد الله شحاته ( 1 : 25 ) ، وقد ذكر البيهقي سنده إلى تفسير مقاتل ، قال : ( وأخبرنا أبو إسحاق إبراهيم بن محمد بن إبراهيم أنبأ عبد الخالق بن الحسن ثنا عبيد الله بن ثابت عن أبيه عن الهذيل عن مقاتل بن سليمان قال ثم إنما قال الله عز وجل إلا ما قد سلف يعني في نساء الآباء لأن العرب كانوا ينكحون نساء الآباء ثم حرم النسب والصهر ولم يقبل إلا ما قد سلف لأن العرب كانت لا تنكح النسب والصهر وقال في الأختين إلا ما قد سلف لأنهم كانوا يجمعون بينهما فحرم جمعهما جميعا إلا ما قد سلف قبل التحريم إن الله كان غفورا رحيما لما كان من جماع الأختين قبل التحريم ) . السنن الكبرى ( 7 : 163 ) .
 
عودة
أعلى