سؤال عن تحزيب القرآن وتقسيمه وجوابه

عبدالرحمن الشهري

المشرف العام
إنضم
29 مارس 2003
المشاركات
19,306
مستوى التفاعل
124
النقاط
63
الإقامة
الرياض
الموقع الالكتروني
www.amshehri.com
بسم الله الرحمن الرحيم

وردني قبل مدة طويلة سؤال محال من موقع الإسلام اليوم يقول :

أريد نبذة موجزة عن تقسيم القرآن الكريم إلى أجزاء، وأنصاف الأجزاء متى تم ذلك؟ وهل هو توقيفي لا تجوز مخالفته؟ وما هي الكتب التي تتحدث عن هذا الموضوع؟

فأجبت جواباً مختصراً حينها قلت فيه :

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله، وبعد:
أولاً: متى تم تقسيم القرآن الكريم إلى أجزاء وأنصاف؟
ورد التعبير بالجزء كما في قول النبي -صلى الله عليه وسلم-: "قرأت جزءاً من القرآن" رواه أبو داود (1392)، وصححه الألباني. وقول عبد الله بن عمرو بن العاص رضي الله عنهما: (هذا جزئي الذي أقرأ به الليلة). وقول عائشة رضي الله عنها: (إني لأقرأ جزئي). ومثل ذلك عن ابن عباس رضي الله عنهما.
وورد استعمال لفظ الوِرْد، كما في قول عبد الله بن عمر رضي الله عنهما: (كنت في قضاء وِردي).
وهذه المسألة تعرف عند العلماء بتحزيب القرآن، وقد ورد فيها حديث عـبـد الله بن عمرو -رضي الله عنهما-، الذي رواه جمعٌ من الأئمة بينهم الأئمة الستة. البخاري (1976)، ومسلم (1159)، والترمذي (2946)، والنسائي (2399)، وأبو داود (1388)، وابن ماجة (1346)، ولفظ الإمام مسلم: (كنت أصوم الدهر، وأقرأ القرآن كل ليلة، قال: فإما ذكرت لرسـول الله -صلى الله عليه وسلم-، وإما أرسل لي، فأتيته، فقال: "ألم أُخبر أنك تصوم الدهر، وتقرأ القرآن كل ليلة؟" فقلت: بلى يا نبي الله؛ ولم أرد إلا الخير، قال: "فـإن بحـسـبك أن تصوم من كل شهر ثلاثة أيام...، ثم قال: "واقرأ القرآن في كل شهر"، قال: قلت: يا نبي الله: إني أطيق أفضل من ذلك، قال: "فاقرأه في سبع، ولا تـزد على ذلك، فإن لزوجك عليك حقاً، ولزورك عليك حقاً، ولجسدك عليك حقاً"، قال: فشددت؛ فشدد علي، قال: وقال لي النبي-صلى الله عليه وسلم-: "لعلك يطول بك العمر"، فصرتُ إلى الذي قال لي النبي-صلى الله عليه وسلم-، فلما كبرت وددت أني قبلت رخصة النبي-صلى الله عليه وسلم-.
وقد أشار الإمام السخاوي إلى أن معنى التجزئة والتحزيب ورد على لسان النبي صلى الله عليه وسلم، وأنه قال: "طرأ عليَّ حزبي من القرآن" رواه ابن ماجة (1345) و"إنه قد فاتني الليلة جزئي من القرآن.." أخرجه عبد الرزاق في مصنفه(3/363). وذكر قصة جمع الحجاج بن يوسف للقراء والحفاظ في عهده، وسؤالهم عن عدد آيات القرآن، وعن منتصف القرآن وربعه وثلثه وغيرها. وقد استند على هذه الحادثة كثير من العلماء الذين كتبوا في تاريخ القرآن، وقالوا بأن أول من أحدث الأجزاء والأحزاب هو الحجاج بن يوسف الثقفي المتوفى سنة 110هـ.
وقال الزركشي في البرهان ذكر عند الحديث عن تحزيب القرآن 1/349: (وأما التحزيب والتجزئة فقد اشتهرت الأجزاء من ثلاثين كما في الربعات بالمدارس وغيرها. وقد أخرج أحمد في مسنده وأبو داود وابن ماجة عن أوس بن حذيفة أنه سأل أصحاب رسول الله -صلى الله عليه وسلم- في حياته: كيف تحزبون القرآن؟ قالوا: ثلاث، وخمس، وسبع، وتسع، وإحدى عشرة، وثلاث عشرة، وحزب المفصل من (ق) حتى يختم.
وتحدث ابن تيمية في مجموع الفتاوى (13/405) حديثاً طويلاً عن تحزيب القرآن، تحسن مراجعته إن أمكن، ذهب فيه إلى أن التحزيب بالسور أفضل من التحزيب الحاصل، والذي يقف فيه القارئ أحياناً على مواضع مرتبطة بما بعدها، والبدء بمواضع لها تعلق بما قبلها، وأشار إلى سبق الحجاج إلى تجزئة القرآن بالحروف.
وقد ذكر السخاوي -رحمه الله- في (جمال القراء) في الكتاب الرابع منه (تجزئة القرآن) كلاماً طويلاً نافعاً عن تفاصيل أجزاء القرآن وأرباعه وأسباعه وأثمانه وغيرها بدقة ينتفع بها الحافظ لكتاب الله، ومن يرغب في حفظه بسهولة ويسر.

ثانياً: هل هذا التحزيب والتقسيم توقيفي؟
الذي عليه العلماء -وهو الصحيح إن شاء الله- أن تجزئة القرآن وتحزيبه وقسمة الأرباع على الصورة التي توجد في مصاحف المسلمين اجتهادية، ولها أصل من فعل أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم، لكن على غير هذه القسمة، وكان السلف يختلفون في ذلك، وليس المعنى فيه تعبدياً، وإنما هو لتيسير أخذ القرآن.

ثالثاً:من الكتب التي تحدثت عن ذلك.
- جمال القراء وكمال الإقراء، للسخاوي (1: 124 ـ 187).
- البرهان في علوم القرآن للزركشي.
- فتاوى ابن تيمية (13/405) وما بعدها.
- هناك بحث للشيخ محمد الدويش نشر في مجلة (البيان)، فصَّل فيه جوانب هذه المسألة.

المصدر .

وهنا إضافة لطيفة حول مسألة تقسيم القرآن الكريم لفت نظري إليها أخي الكريم الدكتور محمد بن عبدالعزيز الخضيري ذات يوم ، وهي تقسيم القرآن الكريم إلى أثمان وأرباع . وهي مراعاة مدة قراءة الثمن الزمنية ، حيث ذكر لي أنه قد لفت نظره أحد المصلين الذين يأتمون به إلى أنه يلاحظ عليه أثناء صلاة القيام أنه يبدأ في وقت محدد وينتهي في وقت محدد ، مع إنه لا يراه ينظر إلى الساعة أثناء ذلك . قال : فأخبرته أنني لا أنظر إلى الساعة ، وإنما أقرأ في كل ركعة ثمن ، ولذلك ينضبط وقت دخولي في الصلاة ووقت فراغي منها .
قال : ثم تأملتُ في هذه الملحوظة فوجدتها مناسبة للتقسيم ، حيث إن تقسيم القرآن إلى أثمان لم يكن على حسب عدد الآيات ، ولا الحروف ، ولا عدد الصفحات بدقة . وأن المدة الزمنية لقراءة الثمن مناسبة لطيفة للتقسيم .
قلتُ : وقد وقع لي أمرٌ قريب من هذا مراراً ، غير أني لم أتوقف قط عند التقسيم بناء على الوقت الذي يستغرقه القارئ في قراءة الثمن .
فهل مرت هذه الفائدة أو الملحوظة على أحد منكم ؟ أو أشار إليها أحد من العلماء ؟
 
التعديل الأخير بواسطة المشرف:
أشكر للأ خ الكريم عبد الرحمن إيراد السؤال وجوابه
وهي فعلا اجتهادات قديمة وحديثة في التقسيم ولكل فيها وجهة كمراعاة عدد الكلمات أو الحروف أو الزمن أو المعنى أو عدد السور أو الآيات.
وبما أنها اجتهادية تعددت وكثرت ووقع فيها الاختلاف بين المشارقة والمغاربة، كما وقع بين أبناء المدرسة الواحدة، وقاد هذا الأمر والاختلاف أناسا إلى الدعوة إلى الاصطلاح على تقسيم جديد أدق من التقسيم المتداول الآن، يراعى فيه المعنى وعدد الحروف المحصاة حاسوبيا، وقد يشتد النكير على هذه الدعوة من أناس وقد يؤازرها آخرون، وكل جديد صعب، ومخالفة المألوف من أصعب الأمور، ولكن الأمر إذا ترافق بتأييد ثلة من أهل العلم والاختصاص لعله يلقى قبولا وذيوعا، والله أعلم
 
بارك الله فيكم يا دكتور أحمد ووفقكم لكل خير.

هل تذكرون يا دكتور مَنْ مِن العلماء أشار إلى مراعاة المدة الزمنية لقراءة الثمن من الجزء مثلاً أو الربع ، وجعلها هي العمدة في تحزيب القرآن ؟
 
لا أذكر الآن من جعل التقسيم بناء على المدة الزمنية لقراءة مقدار ما
وكانت عمدتهم أولا في التقسيم على عدد الحروف وذكروا تساوي الحروف في عدد من الأجزاء وتقاربها جدا في عدد آخر منها.
ولا شك أن القارئ الذي يلتزم طريقة محددة في الأداء يتمكن من ضبط الوقت مع المقدار المقروء بصورة دقيقة، كما نرى في صلاة القيام في الحرمين وغيرهما من المساجد.
وكان إمام مسجد الحي عندنا ذكر لي أنه كان مع مجموعة من الحفظة يسجلون مدة قراءة ربع الحزب لكل منهم، وذكر لي قدرته على إتمام ربع الحزب في دقيقة واحدة، أي الجزء في ثماني دقائق، وهذه حال القراءة لتثبيت الحفظ فقط وليست الطريقة المعتادة له، وجربت ذلك بنفسي وقمت به، ولا يمكن للمرء أن يستمر بهذا المقدار لأكثر من جزء أو اثنين لما سيعتريه من تعب، وإن كنت اقتنيت قبل مدة ختمة مسجلة على أشرطة كاسيت مدتها ست ساعات، وإذا انقطع المستمع قليلا عن المتابعة مع القارئ يصعب عليه معرفة مكان قراءته لفرط سرعته، وهذا الإسراع في القراءة مما لا ينبغي مهما كان السبب الداعي له، والله أعلم.
 
قد يكون من المفيد في هذا المقام الإشارة إلى بحث كتبته منذ مدة عن ( تحزيب القرآن في المصادر والمصاحف ) منشور في العدد الخامس عشر من مجلة الأحمدية ، وأعيد نشره في كتاب ( أبحاث في علوم القرآن) ، وفي كلام بعض العلماء إشارة إلى إحدى فوائد التحزيب ، وهي ضبط مقدار القراءة في الصلوات ، فقال الأندرابي في كتاب الإيضاح ( ص272) :" والفائدة للقارئ في معرفة أجزاء القرآن أنه إذا عرف ذلك قدَّر أوراده في التراويح وغيرها تقديراً واحداً "، وقال السخاوي في جمال القراء (1/162) :"لأن جزء المئة والعشرين جُعِلَ لقراء المساجد" ، مع خالص التقدير للدكتور عبد الرحمن الشهري والدكتور أحمد خالد شكري .
 
د / عبد الرحمن سلام عليكم مراعاة الزمن هو الأصل في التحزيب ولذلك قسم المصحف إلى (557) ركوعا

كما هو في المصاحف الهندية الآن وقد ذكر السمرقندي في نجوم البيان أنه من فعل عثمان حيث كان يختم القرآن

في الصلاة وقد جزء عمرو بن عبيد القرآن إلى (360) جزءا للخليفة ابي جعفر المنصور لكي يحفظ القرآن في سنة
 

بسم الله و الحمد لله و الصلاة و السلام على رسول الله .


ذكر الإمام الداني رحمه الله ، في كتابه { البيان في عد آي القرآن } [ * ] ، فوائد كثيرة في هذا الموضوع ، في باب سماه :
" ذكر ما جاء في تعشير المصاحف و تخميسها ورسم فواتح السور و رؤوس الآي و من كره ذلك و من رخص فيه من العلماء " .

و أورد الإمام أقوال كثيرة في الموضوع ، و هذا قول منها ، دون ذكر سنده من باب الإختصار ، و بتصرف مني ، و هو:
ـ نُـقِـلَ عن الأوزاعي قولُـه : سمعتُ قتادةَ يقول :" بـَدَءُوا فنَـقـّـطوا ، ثم خَـمَّـسُـوا ، ثم عَـشَّـروا " [ ص 130] ... و قال محقق الكتاب ، و هو الأستاذ الدكتور غانم قدوري الحمد [1] :" و معنى خَـمَّـسُـوا و عَـشّـروا : وضـعوا علامات للخموس و العشور ، و الخموس جمع خــمْـس ، و العشــور جمـع عَـشْـر ، و ذلك بأن توضع علامة عند رأس كل خمس آيات أو عشر آيات [2] ، و قد يقال : التخميس أو التعشير " ... / إنتهى قول المحقق ...

و أشير هنا أن مصطلح التخميس ما يزال مستعملا عندنا في المغرب بمعنى آخر غير هذا المعنى الأول... فالتخميس عندنا في المغرب ، يتجسد حاليا في طباعة المصحف مقسما في " كراسات " إن صح التعبير ، تسمى عندنا بـــ" الـخـامـســات " ، في كل " خامسة " منها خمسة أحزاب ...

و هذا محتوى الخامسة الخاصة بتلاميذ التعليم الأساسي ، أقدمه كمثال :

ـ بداية الخمس الأول : سورة الجمعة . و يشمل الحزب رقم : 56
ـ بداية الخمس الثاني : سورة الملك . و يشمل الحزب رقم : 57
ـ بداية الخمس الثالث : سورة الجن . و يشمل الحزب رقم : 58
ـ بداية الخمس الرابع : سورة النبـأ . و يشمل الحزب رقم : 59
ـ بداية الخمس الأخير : سورة الأعلى . و يشمل الحزب رقم : 60

و لعل أكثر الخامسات إنتشارا عندنا ، هي هذه " الخامسة " ، المطبوعة من طرف وزارة التربية الوطنية لفائدة تلاميذ التعليم الأساسي ...
كما أن هناك سلسة من الخامسات لنص القرآن الكريم كله [ ستون حزبا ] ، يعتمدها حفاظ القرآن ، في ما يسمى بتخريج السلكة ، في المناسبات الدينية و غيرها ، حيث يجتمع عدد منهم في نفس المكان ، و توزع الخامسات بينهم ، فيقرأ كل واحد منهم أحزاب الخامسة المقدمة له ، بصوت منخفظ ، في شبه دندنة ، و بهذا تتم قراءة الستين جزبا كلها في جلسة واحدة ، و في أقصر وقت ممكن ، بعد إتمام قراءة كل مشارك في الجلسة للخمسة أحزاب التي تكلف بقراءتها ...

و تعقد عادة هذه التجمعات لقراءة القرآن باعتماد الخامسات في البيوتات و الزوايا ...

أما بالنسبة لقراءة القرآن في المساجد ، و تسمى أيضا بالتحزيب ، فهي قراءة حزب واحد بتمامه و كماله مباشرة بعد صلاة المغرب ، و قراءة حزب واحد بتمامه و كماله مباشرة بعد صلاة الصبح ، و ذلك يــوميا و في جميع مساجد المملكة ، شمالها و جنوبها ، شرقها و غربها ... و بهذه الطريقة ، تتم قراءة الستين حزبا كل شهر في كل مسجد من مساجد المغرب .
و هناك تحزاب آخر ، باصطلاح المغاربة ، و هو قراءة ما يتيسر من الذكر الحكيم ، و بصفة جماعية ، قبل خطبة الجمعة ، و لا يشترط في هذه القراءة حزبا بالتمام و الكمال ، و إنما يرجع ذلك إلى ما تسمح بقراءته المدة الفاصلة بين بداية القراءة و دخول الإمام إلى المسجد ، قبل وقت الآذان للصلاة مباشرة .
....

و للحديث بقية .

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــ

[*] : البيان في عد آي القرآن : تأليف إبي عمرو الداني الأندلسي المتوفى سنة 444 هجرية ... ـ رقم 42 ـ منشورات مركز المخطوطات و التراث و الوثائق ـ الكويت ـ 1414هـ . / 1994 م .
تحقيق : غانم قدوري الحمد ...
تقديم : محمد بن إبراهيم الشيباني ، مدير عام مركز المخطوطات و التراث و الوثائق ـ الكويت ـ
[1] : إلى محقق الكتاب ، الأستا> الدكتور ، غانم قدوري الحمد : تقبل مني أستاذي الكريم ، كل آيات التقدير و الإحترام و التبجيل ، و جزاك الله خير الجزاء و أوفره ، على ما قدمتم و تقدمون من علم و جهد في خدمة كتاب الله و طلابه و محبيه و مريديه ... وتقبل الله منكم و من كل خادم وفيّ لكتاب الله و تعاليمه ، و هم كثر و الحمد لله بين طلاب العلم و العلماء من أبناء المسلمين ، و أخص بالذكر منهم هنا ، الكريم النبيل ، و الشهم الجواد ، مقدم الكتاب ، سيدي و مولاي محمد بن إبراهيم الشيباني حفظه الله و رعاه ...
و من نعم الله علينا و فضله و مَـنِّـهِ وكرمه ، أن يسر هذا الإتصال عبر هذا الموقع المبارك ، حفظه الله و حفظ رعاته و المشرفين عليه و رواده . فهذه و رب الكعبة آية من آيات الإعجاز في قوله تعالى في محكم كتابه :" { و لقد يسرنا القرآنَ للذكر فهل من مدكر } " [ القمر ـ آية 17 ] ...
لله الحمد و له الشكر في الأولى و الآخرة .
[2] : و هذا يعني أن مواضع هذه العلامات في المصاحف المخطوطة الأولى ستكون محددة باعتبار العدد المعتمد في كتابة المصحف المخطوط في كل مصر من الأمصار ... و من المنتظر أن يتبع هذا التنقيط للعدد المعتبر عند كاتبه و و الله أعلم .
 
بسم الله و الحمد لله و الصلاة و السلام على رسو الله ...

قال الأستاذ الدكتور عبد الرحمن الشهري حفظه الله :
{ وهنا إضافة لطيفة حول مسألة تقسيم القرآن الكريم لفت نظري إليها أخي الكريم الدكتور محمد بن عبدالعزيز الخضيري ذات يوم ، وهي تقسيم القرآن الكريم إلى أثمان وأرباع . وهي مراعاة مدة قراءة الثمن الزمنية...}

و إليكم هذه المعلومة عن المدة الزمنية لقراءة عدد من أحزاب القرآن الكريم ...و هي :

لطيــفة :
وجدت في نص شعبي ، معلومة مفادها ان طلبة المدارس القرآنية المغربية القديمة يقرؤون خمسة أحزاب في ساعة زمنية ... و بقراءة متوسطة السرعة ... جاء هذا الخبر ـ المعلومة ـ على لسان طالب وقف أمام بيت ينتظر من أصحابه أن يقدموا له خبزته اليومية التي يتعهدون بتقديمها له ، و هو ما يسمى في نظام المدارس القرآنية المغربية بــ" الرتـبـيـة " ... إلا أنه و لسبب ما ، لم يُـفتح الباب ، و بقي الطالب ينتظر ساعة ، قرأ خلالها خمسة أحزاب ... و الشاهد هو قول الطالب :
[align=center]و كرّرْتْ خـمْــسْ أحــــزابْ * و عينــي تْـراعي البــــــابْ
و لا واحَـدْ مــن الأحبــــابْ * ياتيــنـي بــخــبــزْ رْطـــابْ[/align]

[ قال مؤلف الكتاب ] [*] : أي انتظر حوالي ساعة زمنية مدة قراءتــه خمســة أحــزاب بــسرعة متوسطــة .
.....
و أقول [ بنلفقيه ] :
و هذه المعلومة تعطي معدل : 12 دقيقة لقراءة حزب واحد ... و ثلاث دقائق لقراءة الربع ، بمثل تلك السرعة ...
و بالرجوع إلى مقالتي السابقة عن تقسيم المصحف إلى خموس أو " خامسات " و القراءة الجماعية للخامسات : تفيد هذه المعلومة أيضا و ضمنيا ، أن القراءة الجماعية باعتماد الخامسات ، تـُمَـكِّـن مجموعة من إثنا عشر طالبا ، من قراءة ستين حــزبا ، أي ما بين دفتي المصحف الشريف ، في ساعة زمنية ، و بسرعة متوسطة ، كقراءة الطالب المذكور أعلاه ...
وقمت بعد اطلاعي على هذه الفائدة بقراءة حزب { طـــه } برواية ورش عن نافع ، بسرعة متوسطة و مراعاة أحكام التجويد ، فوجدتني قد قضيت مدة 13 دقيقة و نصف الدقيقة في قراءته ...
.......................
[ * ] : المرجع : الأنصاص القرآنية [ رواية ورش ] ـ تأليف : الدكتور عبد العزيز العيادي العروسي [ ج1 ـ ص 56] ـ الطبعة الثانية : 1998 .
 
الدكتور غانم قدوري الحمد رعاه الله : أشكرك على فوائدك وقد رجعتُ لكتابك وقرأت البحث كاملاً مرة أخرى وفقكم الله وأشكرك على ذلك .

أستاذي الكريم الدكتور محمد الشايع رعاه الله : أشكرك على فوائدك ، والكتاب الذي تفضلتم بالإشارة إليه وهو كتاب (نجوم البيان) للسمرقندي الذي حققه أخونا الدكتور محمد السيد تحت إشرافكم كتاب جديرٌ بالنشر لنفاسته وطرافة منهجه . جزاكم الله خيراً.

أخي الكريم لحسن بنلفقيه رعاه الله : أشكرك على فوائدك وتتبعاتك النافعة بارك الله في علمك . وقد رجعتُ لكتاب الأنصاص القرآنية وهو عندي فألفيته نافعاً في هذا الباب وغيره . ومثل هذه الفوائد الشعبية الطريفة لها نظائر كثيرة في حواضر العلم في العالم الإسلامي . لعل الله ييسر ذكر بعضها .
 
عودة
أعلى