سؤال عن الالتفات في القرآن الكريم ؟

saad

New member
إنضم
11/08/2003
المشاركات
2
مستوى التفاعل
0
النقاط
1
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد :
نلاحظ أن الله عزوجل يخبرنا في كتابه عن نفسه مرة بأسلوب المتكلم ومرة أخرى بأسلوب الغائب ............. و أعلم بأن الله عزوجل يتكلم بما شاء سبحانه ........ولكن أريد المزيد من الإيضاح ..........
 
أيها الأخ الفاضل من المتقرر المعلوم أن القرآن الكريم نزل بلسان عربي مبين وما أشرت إلي أسلوب من أساليب اللغة العالية والذي تقتضيه بلاغة الكلام وهذا الأمر جاء في القرآن على الكمال والتمام ولو كان من عند غير الله لوجدوا فيه اختلافاً كثيرا هذا من حيث العموم وههنا أمر آخر وهو أن كل سياق له ما يناسبه وعليه فإن القارئ اللبيب يمكن له أن يلتمس الحكمة في كل آية وما يناسبها ومعلم ان الآيات تفهم بسياقها وسباقها ولحاقها
والالتفات من الغيبة إلى الخطاب وعكسه في سياق واحد له أثر في السمع والدلالة والله أعلم
 
شكرا

شكرا

أشكرك وأتمنى المزيد..........
 
ما ذكرته يسمى في العربية ( الالتفات ) وهو من أنواع البديع ، ويعني نقل الكلام من أسلوب إلى أسلوب آخر، وله فوائد منها : تطرية الكلام، وصيانة السمع عن الضجروالملال، لما جبلت عليه النفوس من حب التنقلات، والسآمة من الاستمرار على منوال واحد، وهذه فائدة عامة.
ويختص كل موضع بنكت ولطائف باختلاف محله.
راجع الإتقان في علوم القرآن، للسيوطي ـ النوع الثامن والخمسون، وستجد ما يروي غليلك...
 
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
وهل يترتب على الالتفات التفات في المعنى أيضا؟
 
وهل يترتب على الالتفات التفات في المعنى أيضا؟

نعم...

الا ترين انني لو كنت بصدد توبيخ ابني....ثم وقع فى روعي انه لا يعيرنى سمعا ولا انتباها..فانصرف بالخطاب الى غيره...زيادة فى التقريع....فيكون المقال مثلا:"يا بني اجتنب رفاق السوء....ولن يسمع نصيحتي ابدا.."
 
الالتفات ويسميه السيوطي خطاب التلْوين من وجوه مُخاطبات القرآن وهو باب من ابواب بلاغته وسأتناوله من خلال المحاور التالية :
1-تعريفه : عرفه الزركشيِّ ، والسيوطيِّ أنه : تحويلُ أسلوب الكلام من وجْهٍ إلى آخر .
2-فوائده : قسَّم العلماء وعلى رأسهم الزركشي والسيوطي فوائد الالتفات إلى قسْمين :
القسم الأول : الفوائد العامّة ، ومنها :
أ – حمْلُ المخاطب على الانتباه ، لتغيُّرِ وجْه الأسلوب .
ب – حمْلُه على التفكير في المعنى ، لأنّ تغيُّرَ وجْه الأسلوب ،يؤدّي إلى التفكير في السبب.
ج – دفْعُ السآمة والملَلِ عنه ، لأنّ بقاء الأسلوب على وجْه واحد يؤدّي إلى الملَلِ غالبًا .
القسم الثاني : الفوائد الخاصّة
قالَوا :" أمّا الفوائد الخاصّة فتتعيَّنُ في كلِّ صورة ، حسب ما يقْتضيه المقام .
ولذا فباب الالتفات باب من ابواب التدبر لمعرفة الفوائد الخاصة الكامنة في كل آية استعمل فيها هذا الاسلوب .
3 – صُوَرُه :
للالتفاتِ صُوَرٌ متعدِّدة :
الصورة الأولى : الالتفاتُ مِن الغيْبَةِ إلى الخطاب
مثاله :
- في قوله تعالى:{وَإِذْ أَخَذْنَا مِيثَاقَ بَنِي إِسْرائيلَ لا تَعْبُدُونَ إِلَّا اللَّهَ وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَاناً وَذِي الْقُرْبَى وَالْيَتَامَى وَالْمَسَاكِينِ وَقُولُوا لِلنَّاسِ حُسْناً وَأَقِيمُوا الصَّلاةَ وَآتُوا الزَّكَاةَ ثُمَّ تَوَلَّيْتُمْ إِلاَّ قَلِيلاً مِنْكُمْ
وَأَنْتُمْ مُعْرِضُونَ} (البقرة:83)
فقوله تعالى :{ثُمَّ تَوَلَّيْتُمْ إِلاَّ قَلِيلاً مِنْكُمْ }فيه التفاتٌ مِن الغيْبَةِ إلى الخطاب ؛ وفائدته : إدْخالُ الموجودينَ في عَهْدِ النبيِّ  في هذا الحكْمِ– أعْني التَّوَلِّي – ".
الصورة الثانية : الالتفاتُ مِن الخطابِ إلى الغيْبَة
مثاله :
- في قوله تعالى:{لَقَدْ جَاءَكُمْ رَسُولٌ مِنْ أَنْفُسِكُمْ عَزِيزٌ عَلَيْهِ مَا عَنِتُّمْ حَرِيصٌ عَلَيْكُمْ بِالْمُؤْمِنِينَ رَؤُوفٌ رَحِيمٌ  فَإِنْ تَوَلَّوْا فَقُلْ حَسْبِيَ اللَّهُ}(التوبة: الآية 128 - 129)
فقوله تعالى : {فَإِنْ تَوَلَّوْا} ، أيْ أعْرضوا مع هذا البيان الواضح بوصْف الرسول  ، وهذا التفاتٌ مِن الخطابِ إلى الغيْبَةِ ؛لأنّ التَّولِّي مع هذا البيانِ مَكْروه ، ولِهذا لمْ يُخاطَبوا بهِ فَلَمْ يَقُلْ : فإنْ تولَّيتم ".
الصورة الثالثة : الالتفاتُ مِن الغيْبَةِ إلى التَّكَلُّم
مثاله :
- في قوله تعالى: {آمَنَ الرَّسُولُ بِمَا أُنْزِلَ إِلَيْهِ مِنْ رَبِّهِ وَالْمُؤْمِنُونَ كُلٌّ آمَنَ بِاللَّهِ وَمَلائِكَتِهِ وَكُتُبِهِ وَرُسُلِهِ لا نُفَرِّقُ بَيْنَ أَحَدٍ مِنْ رُسُلِهِ}(البقرة: من الآية285)
فقوله تعالى:{ لا نُفَرِّقُ بَيْنَ أَحَدٍ مِنْ رُسُلِهِ }، هنا التفات من الغيْبَةِ إلى التكلّم ؛ ومُقْتضَى السياقِ لو كانَ على نَهْجٍ واحد لقالَ : " لا يُفرِّقونَ بين أحدٍ مِن رُسُلِه " ؛ ولكنه تعالى قالَ :{لا نُفَرِّقُ}، وفائدةُ الالتفاتِ هي التنبيه ؛ لأنّ الكلام إذا كان على نسَقٍ واحد فإنّ الإنسان ينسجم معه ، وربّما يغيب فِكْره ؛ وأمّا إذا جاء الالتفات فكأنّه يقْرَع الذهن يقول : انتبه !
الصورة الرابعة : الالتفاتُ مِن التَّكَلُّمِ إلى الغيْبَة
مثاله :
- في قوله تعالى :{إِنَّ الَّذِينَ يَكْتُمُونَ مَا أَنْزَلْنَا مِنَ الْبَيِّنَاتِ وَالْهُدَى مِنْ بَعْدِ مَا بَيَّنَّاهُ لِلنَّاسِ فِي الْكِتَابِ أُولَئِكَ يَلْعَنُهُمُ اللَّهُ وَيَلْعَنُهُمُ اللَّاعِنُونَ} (البقرة:159) وفي هذه الآية التفات من التكلّم إلى الغيْبَة في قوله تعالى : { إِنَّ الَّذِينَ يَكْتُمُونَ مَا أَنْزَلْنَا مِنَ الْبَيِّنَاتِ وَالْهُدَى } وقولـه تعالى : { أُولَئِكَ يَلْعَنُهُمُ اللَّهُ }ولمْ يقل : " ونلعنهم " ؛ وللالتفاتِ فائدتان :
الأولى : تنبيهُ المخاطَبِ ، لأنّه إذا تغيّر نسَقُ الكلام أوْجَدَ أنْ ينتبهَ المخاطَبُ لما حَصَلَ مِن التغيير .
الفائدة الثانية : تكونُ بحسب السياق : ففي هذه الآية{ أُولَئِكَ يَلْعَنُهُمُ اللَّهُ }الفائدةُ التعظيم ؛ لأنّ قوله{ يَلْعَنُهُمُ اللَّهُ }أبْلغُ في التعظيمِ مِن : " أولئك نلعنهم " ؛ لأنّ المتكلِّم إذا تحدّث عن نفسهِ بصيغةِ الغائبِ صَارَ أشَدَّ هيبةً ، مثل قَولِ الملِك : إنّ الملِك يأْمركم بكذا ، وكذا ؛ وأمَرَ الملِكُ بكذا ، وكذا - يعني نفْسه .
الصورة الخامسة : الالتفاتُ مِن التكلّمِ إلى الخطاب ) انظر مثالها في : الإتقان في علوم القرآن ( 2 / 902 ) .
الصورة السادسة : الالتفاتُ مِن الخطابِ إلى التكلّم , قال السيوطيُّ :" الالتفاتُ مِن الخطابِ إلى التكلّمِ لمْ يقعْ في القرآن .
الصورة السابعة : الالتفاتُ مِن الإضْمار إلى الإظْهار
مثاله :
في قوله تعالى {مَنْ كَانَ عَدُوّاً لِلَّهِ وَمَلائِكَتِهِ وَرُسُلِهِ وَجِبْرِيلَ وَمِيكَالَ فَإِنَّ اللَّهَ عَدُوٌّ لِلْكَافِرِينَ} (البقرة:98)
هنا أَظْهَرَ في مَوْضِعِ الإضْمَارِ أي قالَ : {عَدُوٌّ لِلْكَافِرِينَ} ولمْ يقل : عدوٌّ لهم : لِفائدتين ؛إحداهما : لفْظيّة ، والثانية : معنويّة؛ أمّا الفائدةُ اللفظيّة : فمناسبةُ رؤوسِ الآي ؛ وأمّا الفائدةُ المعنويّة فهي تَتَضَمَّنُ ثلاثةَ أمور :
الأول : الحكْم على أنّ مَنْ كانَ عدوًا للهِ ومَنْ ذُكر ، بأنّه يكونُ كافرًا ؛ يعني : الحكمُ على هؤلاءِ بالكُفْر .
الثاني : أنّ كُلَّ كافرٍ سواء كانَ سببُ كُفْرِه مُعَادَاةَ الله ، أوْ لا ، فاللهُ عَدُوٌّ له .
الثالث : بيانُ العِلَّةِ وهي في هذهِ الآيةِ الكُفْر .
 
هناك كتاب جيد اسمه الالتفات في حاشية الشهاب الخفاجي اظهر مؤلفه فيه بعض الاسرار البلاغية للايات الشريفة
وينظر في كتاب الخصائص لابن جني الذي سمى الالتفات بشجاعة العربية
 
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته


هلا تفضلت بالتعريف بهذا الكتاب ، ومؤلفه ، وناشره ، وأين أجده ؟ وما حاشية الشهاب الخفاجي ؟
 
عودة
أعلى