المفسرون بشر يعتريهم ما يعتري البشر، ولا عصمة إلا للأنبياء لأنهم يبلغون عن الله تعالى. وإليك مثالاً على التناقض ورد في تفسير فحل من فحول المفسرين، ألا وهو الطاهر بن عاشور رحمه الله، في تفسيره التحرير والتنوير:
جاء في تفسيره للآية 4 من سورة النساء:" وآتوا النساء صدقاتهن نحلة":
"وسمّيت الصدُقات نحلة إبعاداً للصدقات عن أنواع الأعواض ، وتقريباً بها إلى الهدية ،
إذ ليس الصداق عوضاً عن منافع المرأة عند التحقيق ، فإنّ النكاح عقد بين الرجل
والمرأة قصد منه المعاشرة ، وإيجاد آصرة عظيمة ، وتبادل حقوق بين الزوجين ،
وتلك أغلى من أن يكون لها عوض مالي ...".
ثم انظر تفسيره للآية 24 من سورة النساء:
"وهو تفريع لفظي لبيان حقّ المرأة في المهر وأنّه في مقابلة الاستمتاع تأكيداً لما
سبقه من قوله تعالى : "وآتوا النساء صدقاتهن نحلة " .